logo
اتحاد إذاعات الدول العربية يشيد بتعاون العراق في تسهيل تغطية قمة بغداد

اتحاد إذاعات الدول العربية يشيد بتعاون العراق في تسهيل تغطية قمة بغداد

بغداد – واع – أحمد الفراجي
تصوير علي الغرباوي
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
أشاد اتحاد إذاعات الدول العربية، اليوم الجمعة، بتعاون العراق بتسهيل تغطية قمة بغداد.
وقال رئيس قسم شبكات التبادل عبر مختلف الوسائط في اتحاد إذاعات الدول العربية، عوض عيد، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "اتحاد الإذاعات يهتم بتغطية القمة العربية، وهو أحد أذرع جامعة الدول العربية في المجال الإعلامي"، لافتاً الى أن "الاتحاد سبق وأن زار العراق قبل ثلاثة أشهر، وهناك تواصل مسبق عبر البريد الإلكتروني للتنسيق بشأن متطلبات التغطية التي تحتاجها الهيئات الأعضاء في الجامعة، بالإضافة إلى الوكالات العالمية، ضمن عملية التحضير الإعلامي للقمة."
وأضاف: "جئنا إلى بغداد ضمن وفد يضم المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية، وقد عقدنا اجتماعاً مع شبكة الإعلام العراقي، وكذلك مع رئاسة الوزراء، وتم خلال اللقاءات تحديد جميع المتطلبات الخاصة بتغطية القمة، وكيفية توفير الإمكانيات التي تسهل عمل الصحفيين في أداء مهامهم."
وتابع: "نسعى إلى الاستفادة من منصات اتحاد إذاعات الدول العربية، سواء عبر الإنترنت أو من خلال استخدام شبكات الجيل الرابع والخامس، لتقديم خدمات متقدمة في تغطية الحدث."
وأشار إلى، أن "الاجتماعات المتواصلة تهدف إلى توفير مركز إعلامي مزود بجميع الإمكانيات التحريرية التي يحتاجها الصحفيون."
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المنتدى السوري السعودي للاستثمار، قراءة في الدوافع السياسية
المنتدى السوري السعودي للاستثمار، قراءة في الدوافع السياسية

حزب الإتحاد الديمقراطي

time٢٨-٠٧-٢٠٢٥

  • حزب الإتحاد الديمقراطي

المنتدى السوري السعودي للاستثمار، قراءة في الدوافع السياسية

د. أحمد سينو ــ مقدمة: لاشك أن المملكة العربية السعودية هي من الدول العربية الهامة في القسم الآسيوي، وتتمتع بأهمية قصوى كدولة ذات اقتصاد قوي لِما تتمتع به من ثروات نفطية تجعلها قبلة للدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين، كما هي من أبرز الدول المؤثرة في جامعة الدول العربية، وهي من أكبر وأبرز الدول في مجلس التعاون الخليجي، ومؤخراً أعادت العلاقات الدبلوماسية مع إيران بوساطة صينية، ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى الحروب التي شنتها إسرائيل على لبنان وتدمير حزب الله اللبناني وإضعافه وإضعاف حركة حماس في غزة رغم أن حرب غزة لم تتوقف حتى اللحظة، وشن ضربات مؤلمة على ميناء الحُدَيدة لإضعاف الحوثيين ومن ثم الحرب الإسرائيلية الايرانية التي من نتائجها ضرب المفاعلات النووية الإيرانية ومن ثم سقوط نظام بشار الأسد الذي فرَّ إلى روسيا وشنِّ إسرائيل هجمات قوية على مخازن السلاح السوري ودفاعاته وتدميرها والتوغل في مرتفعات الجولان السورية. كل هذا كان مفاده خروج إيران وفصائلها من سوريا، وتراجع نفوذ حزب الله وكذلك مفاده تراجع النفوذ الروسي من سوريا وقدوم هيئة تحرير الشام واستلام أحمد الشرع السلطة في دمشق وزيادة النفوذ التركي وهيمنتها عبر استخباراتها على حكومة الشرع التي تقف دائماً حجر عثرة في عقد اتفاقات أو تفاهمات مع الجنرال مظلوم عبدي والتي لم تؤد إلى أية انفراجه بعد تدخل المبعوث الأمريكي توم برَّاك الذي يدير الازمة ولا يسعى إلى حلها كما ثبت مؤخراً خاصة بعد مجازر الساحل وأحداث السويداء والتي ثبتت تورط فصائل أحمد الشرع بارتكاب المجازر في المدينة المسالمة والآمنة إلى جانب مقاتلي العشائر الذين أثنى عليهم الشرع وإعلانهم النفير العام ودخولهم بالطائرات المسيرة والمدافع الرشاشة والتي قال عنهم توم برَّاك نفسه ربما كانوا من الدواعش ولكن ارتدوا ثياب العشائر وثياب فصائل الشرع من وزارة الداخلية والدفاع. وَسْطَ هذه الظروف والأحداث عُقد المنتدى السوري السعودي للاستثمار في العاصمة دمشق. المنتدى السوري السعودي للاستثمار 2025: عقد المنتدى السوري السعودي للاستثمار في العاصمة دمشق، ضمن رؤية المملكة العربية السعودية والتي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان والتي تسمى رؤية 2030 دون الاعتماد على النفط ضمن تطوير الانتاج في القطاعات الاقتصادية الأخرى، ومن هنا قَدِمَ من المملكة وفدٌ مؤلف من أكثر من 130 مستثمراً سعودياً برصيد يصل إلى أكثر من 150 مليار ريال سعودي ويقارب من 4 مليار دولار تكون وجهة الاستثمارات تستهدف كل من القطاعين العام والخاص تستهدف البنية التحتية السورية من العقارات والمعامل والمصانع وكان أول تدشين لمعمل الإسمنت الأبيض في ريف دمشق في مدينة عدرا المدينة الصناعية السورية كما تم الاعلان عن توقيع 47 عقداً وتفاهماً بين الطرفين السوري والسعودي، كما جاء ذلك عبر وسائل الاعلام المرئية عبر القنوات العربية بتصريح من وزير الاستثمار السعودي نفسه خالد الفالح وبحضور الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، بمعنى آخر عادت المملكة العربية السعودية إلى سوريا من بوابة الاقتصاد والاستثمار، وهذا مناسب من منظور الكثير من المراقبين، لأنه يستهدف تقوية الاقتصاد السوري وتعافيه ويمهد للدور السعودي في إعادة إعمار سوريا والمساهمة في إصلاح البنية التحتية. وقال خالد الفالح وهو يبتسم أن هدف السعودية ليس الربح والكسب السريع فما هي دوافع المملكة العربية السعودية المفاجئ والسريع خاصة بعد أحداث السويداء وتعثر المفاوضات بين وفد الادارة الذاتية وحكومة الشرع الانتقالية؟ الدوافع السياسية الكامنة لمنتدى الاستثمار السوري السعودي: من الواضح أن حكومة الشرع تنتمي إلى السلفية الجهادية التي تتلقى دعماً لا محدوداً من حكومة أنقرة، وهذا يستدعي الحذر والانتباه من العربية السعودية رغم تراجع الكثير من الخلافات بينها وبين حكومة العدالة والتنمية في تركيا التي تتوغل بنفوذها داخل النظام السوري، ولكن المملكة تفضل الدور التركي في سوريا الذي يمكن التفاهم معه وفق المنظور السعودي عبر الاقتصاد والاستثمارات، وسبق للرئيس التركي أن قام بزيارة المملكة والخليج لتحقيق هذه الغاية في ظل تراجع الاقتصاد التركي والذي يسعى للتصالح مع حزب العمال الكردستاني الذي أوقف النضال المسلح بانتظار الحكومة التركية اتخاذ خطوات قانونية ودستورية لتحقيق السلام بين الشعبين الكردي والتركي، والغالب أن المملكة ترتاح لكل إنجاز نحو تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومن الأهمية بمكان أن يتحقق الاستقرار في سوريا فذلك لصالح المملكة اقتصادياً وسياسياً، فالحروب هي بالنتيجة ضد التنمية والاستقرار وتعود المملكة لأن تلعب دورها الريادي عربياً في تحقيق استقرار سوريا ولبنان بعد تراجع دور حزب الله وإيران، وهذا يدعوها للانخراط في سوريا وسد الفراغ الإيراني وتضعف الدور التركي، خاصة أن الحكومة الانتقالية بقيادة الشرع ترغب بالدور السعودي خصوصاً بعد زيارة الرئيس ترامب للمملكة العربية السعودية وتدخل ولي العهد السعودي لاستقبال أحمد الشرع في الرياض ورفع العقوبات عن سوريا، ولعل من الدوافع السياسية وراء المنتدى السوري السعودي للاستثمار هي التغطية على أحداث السويداء والمجازر التي ارتكبت والتغطية على فشل الشرع في لجنة التحقيق في الساحل وفي المفاوضات بين وفد الإدارة الذاتية وحكومة الشرع التي لم تؤد إلى نتيجة حتى الآن، ولا شك أن حكومة الشرع تحاول فرض الحكم المركزي والأحادي ذات اللون الواحد على سوريا، وهذا في الغالب يحظى بالتأييد التركي والسعودي وهو ما يتناقض مع نضال وتضحيات قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية التي تسعى وبوساطة دولية وفرنسية إلى اللقاء بوفد الحكومة السورية الانتقالية والتي تم تأجيل اللقاء إلى وقت غير مسمى ريثما يتم اللقاء السوري مع اسرائيل وبحضور تركي وغالباً ما يكون في باكو عاصمة أذربيجان، ولعل من أهم دوافع المملكة العربية السعودية للتقارب مع الشرع ونظامه رغم مساوئه هو رفض الشرع ودوره المناهض لإيران ودوره في إزالة نظام بشار الأسد وأيضاً من الدوافع السياسية محاولة الشرع وحكومته غير المنتخبة التفاهم مع إسرائيل وإكمال الاتفاقات الابراهيمية التي لم توقع عليها المملكة حتى الآن وقد يمهد ذلك مستقبلاً مع العربية السعودية ويساعدها ذلك في إنهاء ملف القضية الفلسطينية مستقبلا، ولكن في الغالب سوف تسعى المملكة بالتفاهم مع حكومة الشرع إنهاء الخلاف مع إسرائيل عن طريق الأمم المتحدة لوضع قوات دولية في الجنوب السوري وحل مشكلة الأقليات ويدفعه للتفاهم مع قوات سوريا الديمقراطية عبر الوسطاء الدوليين فرنسا أو الولايات المتحدة الأمريكية. فكل شيء يحل بالاستثمارات والمال، لأن المملكة سددت جميع الديون السورية من صندوق النقد الدولي مع دولة قطر، ولكن ترغب المملكة بمراقبة أعمال حكومة الشرع بسبب خلفيتها الجهادية كما ترغب المملكة بمنح فرصة ربما لتعديل سلوكه نحو الاعتدال وتريد المملكة بمشاركاتها أن تكون حاضرة في الوضع السوري، حتى لا يتعرض مرة ثانية للاختطاف من قبل روسيا أو إيران في محاولات لتفعيل أذرعها مرة ثانية في لبنان عندما رفض حزب الله تسليم سلاحه للحكومة اللبنانية أو كما عاد الحوثيين إلى هجماتهم ضد اسرائيل وكذلك حماس التي لاتزال محتفظة بالرهائن والجثث رغم الدمار شبه الكامل والمجاعة في غزة وحتى الحشد الشعبي الذي يحاول شرعنة تواجده في العراق.

الجامعة العربية!!
الجامعة العربية!!

موقع كتابات

time٢٣-٠٦-٢٠٢٥

  • موقع كتابات

الجامعة العربية!!

جامعة الدول العربية تأسست في (22\3\1945) , وكانت تتويجا للنهضة العربية والمشاعر القومية التي بلغت ذروتها قبل الحرب العالمية الثانية , خصوصا حين تولى التعبير عنها عدد من المفكرين العرب الذين إنطلقوا بمناداتهم بكينونة عربية جامعة منذ أواخر القرن التاسع عشر , وهم أسماء لامعة ومعروفة. وكانت فكرة جامعة الدول العربية متميزة وسباقة , وتعبير عن مفهوم الإتحاد العربي , قبل الإتحاد الأوربي بعقود, أوجدها ساسة ومفكرون أصحاب شأن كبير في الصراعات العالمية , وأكثرهم من الذين شاركوا في صراع الإمبراطوريات. وعلى مدى سبعين عام , والسعي على إدانتها والتقليل من دورها , وإتهامها بالأوصاف السلبية المتعددة , ووصمها بالفشل وعدم الجدوى. وبين آونة وأخرى تتعالى نداءات إلغائها , وبعض القادة على مر السنين , حاولوا أن يجعلوها إتحادا , لكنهم لم يكونوا جادين , ومتفاعلين لتحقيق هذا الهدف. ويبدو أن من الأصلح لدول الأمة أن ترتقي بدور الجامعة العربية إلى مستوى الإتحاد العربي , الذي يعني التفاعل الإيجابي مع دول الأمة , وإزالة العقبات أمام تطورها وتفاعلاتها الإقتصادية. الإتحاد العربي فكرة ليست جديدة , لكنها أصبحت ضرورية في القرن الحادي والعشرين , لكي تتماسك الدول وتهتم بمصالحها وتتكامل على مستويات متعددة. وما يواجه الجامعة العربية , تعاني منه أية فكرة منبثقة في ديار الأمة , فلا يتحقق الإستثمار فيها وتطويرها , بل العدوان عليها وإجتثاثها , بعكس الدول المتقدمة , التي تستثمر أفكارها وتنميها. تنادينا , تبشرنا ربيعا

المخاض لأكثر من شرق أوسط جديد!جمال الطاهات
المخاض لأكثر من شرق أوسط جديد!جمال الطاهات

ساحة التحرير

time٢٣-٠٦-٢٠٢٥

  • ساحة التحرير

المخاض لأكثر من شرق أوسط جديد!جمال الطاهات

المخاض لأكثر من شرق أوسط جديد! جمال الطاهات دخول الولايات المتحدة للحرب إلى جانب إسرائيل، وإعلان ترامب بانه يريد صناعة السلام عبر القوة، أنهى الشرق الأوسط الذي نعرفه الآن، وأدخل المنطقة إلى مسارات تاريخية لا تقل خطورة عن نتائج الحرب العالمية الأولى. أخطر ما يجري الآن هو الغياب العربي عن الحرب وعن التأثير بنتائجها وعن المشاركة بصياغة مستقبلهم. فهذه الحرب تعلن نهاية كل من جامعة الدول العربية، ومنظمة العالم الإسلامي، وتهميش أو ربما تفكك كامل لمنظمة مجلس التعاون الخليجي. وليس المطلوب منع هذه النتائج، ولكن الاستعداد لها، عبر التصدي لمضامين التفكك والتحول في علاقات القوى الإقليمية بعد الحرب. وفي ظل عجز الأنظمة العربية عن المساهمة في توليد المرحلة القادمة في الشرق الأوسط، فإن المثقفين العرب وغير العرب من الإقليم، مطالبون بالحضور والدفاع عن مستقبل الأمة، بتقديم خيارات جديدة للمجتمعات العربية لمرحلة ما بعد الحرب، تحقق التكامل بين الإرادة والموارد. مع التذكير بمؤتمر بريتون وودز أثناء الحرب العالمية الثانية، الذي وصفه أحد المؤرخين بأنه (معركة بريتون وودز)، التي خاضها مفكرون مثل جون مانيارد كينز، وهاري دكستر وايت، ميخائيل ستيبانوفيتش ستيبانوف، (بالمناسبة كان ممثل مصر ساني لاكني بك). خطورة الحرب الدائرة الآن تستدعي من المثقفين والمفكرين العرب، والسياسيين المستقلين، المبادرة بعقد منتدى يقدم مساهمة ممكنة لصياغة خيارات شعوبنا ما بعد الحرب. فواحدة من أهم دروس التاريخ أن من يغيب عن الحرب يغيب عن المشاركة بصياغة نتائجها، ومن لا يشارك في الحرب لا يشارك في صناعة السلام. والفرصة المتاحة للعالم العربي بأن يجلس على الطاولة ولا يكون ضمن الصحون التي يتناولها المتحاربون بعد الحرب، مرهونة بتوفر موقف، إن لم يكن للحاضر، فعلى الأقل للمستقبل، يؤكد أن هذه المجتمعات العربية حية ولها خيارات واضحة، وسوف تعترض وتحارب أي ترتيب لا يأخذ مصالحها بعين الاعتبار. في طبائع الحرب ونتائجها مجموعة نقاط يجدر التوقف عندها للإجابة على سؤال النتائج المتوقعة للحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرحلتها الجديدة. الأولى أن الحروب هي القابلة التاريخية لتوليد منظومات وعلاقات قوى جديدة. الثانية، الحروب تأخذ منظومات القوى بعيداً عن مكانها الراهن. ففي اللحظة التي تندلع فيها الحرب، تكون إيذاناً بانتهاء معادلة علاقات القوى التي ولدتها، وبدء معادلات جديدة بالتشكل، استناداً للحقائق الموضوعية على الأرض التي تكشفها الحرب. فالحرب تعني أن لا عودة لمنظومات القوى إلى ما كانت عليه قبل اندلاعها. الثالثة أن علاقات القوى علاقات ديناميكية وليست سكونية. فحركة القوى قائمة على قدرتها الدائمة على التحرك والتفاعل. وهذه التفاعلات تجعل أي منظومة عرضة للتحول عبر حرب محتملة في المستقبل. لذلك وصف التاريخ كله بأنه عبارة عن فترات هدوء نسبي بين الحروب. فلا توجد منظومة تُنهي فرصة اندلاع حروب محتملة، ولا توجد حرب تنهي كل الحروب. ولكن الحروب -وبغض النظر عن نوايا وأهداف أطرافها- جزء لا يتجزأ من ديناميكيات التحول في منظومات القوى. وهذا ما أوضحه مايكل هوارد في تصديه لسؤال عن أسباب الحرب، بتأكيده على عدم وجود سبب خارجي لها، وإنما هي ناتج لمنظومات علاقات القوى. فالحرب هي (مُنتج ….ومكون أساسي من مكونات) الحركة والتفاعل داخل منظومات القوى. الرابعة هي تناقص المسافة الفاصلة بين الحرب وتشكل نتائجها. فمع تزايد الفهم العالمي المشترك لطبيعة الحروب ونتائجها المتوقعة، وتطوير منظومات النقل والاتصالات، تزايدت قدرات المراكز القيادية في العالم على اختزال وتقصير المسافة الفاصلة بين الحرب وتشكيل نتائجها. فعلى سبيل المثال، فإن معادلة القوى التي صاغت نتائج الحرب العالمية الأولى اخذت أكثر من عام حتى انعقد مؤتمر الصلح في باريس. إلا أن أهم ما ميز الحرب العالمية الثانية أنه وأثناء ما كانت غبار المعارك تسد الآفاق، كانت برلين تسعى لتشكيل منظومة عالمية لما بعد الحرب، وفي ذات الوقت تستضيف الولايات المتحدة مؤتمر بريتون وودوز الذي صاغ الأمم المتحدة. وفي حين وصف المؤرخ البريطاني كريستوفر كلارك في كتابه 'السائرون نياما' الدول الأوروبية بأنهم دخلوا الحرب العالمية الأولى 'نياماً'، وصف ليدل هارت الحرب العالمية الثانية بتطور قدرة اطرافها على 'رؤية ما وراء التل'. الحروب ميلاد جديد لأطرافها، وخطرها على افناء العاجزين عن المشاركة فيها. فرغم أن الحروب في أشكالها البدائية كانت تسعى لاستئصال الخصوم وإبادتهم انهاء وجودهم، تحولت الحرب الحديثة إلى منطق جديد قائم على تدجين الأطراف، وتغيرهم. وأصبحت الحروب تحول كل أطرافها، وتأخذهم إلى أوضاع جديدة. ومن يغيب عن التأثر الواعي بالحرب قد يختفي في ترتيباتها ونتائجها. تراجيديا الحرب أنها تروض كل من المهزوم والمنتصر. فالحروب تعيد تشكيل طرفيها. فكلاً من المنتصر والمهزوم يخرج من الحرب مختلفاً عنه قبل دخولها. كما أن الحرب تغير كل المساحات التي تكون ضمن تأثير أطرافها، شاركت ام لم تشارك في الحرب. والنقطة الأخيرة المهمة هي أن نتائج الحروب لا تتطابق مع أهدافها، لا المعلن منها ولا المضمر. فحتى لو تحققت الأهداف العسكرية للحرب، فإنها لا تتطابق مع نتائجها السياسية. بل كثيراً ما فتحت النتائج العسكرية بوابات لمخاطر أكبر مما كان قبلها، وتتحول الانتصارات العسكرية عبئاً على من يحققها. فالنتائج العسكرية للحرب قد لا تفضي إلى نتائج سياسية مرغوبة، وهذا الذي يدفع الجميع للتسابق، أحياناً قبل المعركة، ولكن على الأقل أثنائها، للتفكير والتجهيز لترتيبات ما بعد الحرب. السؤال العربي الكبير هذه المقدمات من أجل التأشير إلى فرصة لخيار عربي يمكن اشتقاقه من اللحظة الراهنة، ولكن شلل الأنظمة الخائفة، يحيل عبء تشكيل هذا الخيار على النخب الفكرية والسياسية المستقلة. والتحدي أمام المثقفين والطليعيين العرب هو المبادرة مع شركائهم في الإقليم، لاشتقاق وتطوير موقف جديد للتأثير على ما سيتولد من مخاض الحرب الراهنة، والتأثير بمسارتها عبر التجهيز للحضور في المرحلة القادمة. فما يمكن اعتراضه الآن بكلف قليله ربما لا تتعدى الحضور، عبر استغلال حالة عدم اليقين السائدة في الحروب، والتي تجعل أطرافها أقل عناداً، سيكون من الصعب والمكلف جداً اعتراضه حين تصاغ نتائج الحرب عبر منظومة علاقات قوى غاب العرب عنها في كل مراحلها. فنتائج ما يجري الآن موضوعاً للتأثير وليس التنبؤ، كما لا يمكن ضبطه والسيطرة عليه بالغياب. ما تجري صياغته بالحديد والدم والنار، لن يتم مواجهته مستقبلاً إلا بذات الوسائل. فالكلمة الصحيحة الآن ستوفر سيولاً من الدماء في المستقبل القريب. والمطلوب فقط، هو أن يقول العرب الآن ما يريدونه من مستقبلهم في المنطقة. وأن يحدد العرب مطالبهم، ويقدمونها لشعوبهم على الأقل. صحيح أن هذه الحرب تعلن تفكك المنظومة العربية، ولكن من الضروري حفظ وجودهم ومنع اختفائهم من المشهد الإقليمي لعقود، وربما قرون قادمة. أخيراً ليس مطلوباً جيوش عربية، ولا صواريخ، ولا اعتراض صواريخ، ولا سيادات وهمية، المطلوب صوت عربي حقيقي أكثر من المبادرة بعرض الخدمات، ومخاطبة البرلمان الأوروبي يوم 17 حزيران بالقول: 'من المرجح أن يكون هذا العام هو عام القرارات المحورية لعالمنا بأسره، وسيكون لقيادة أوروبا دور حيوي في اختيار الطريق الصحيح، ويمكنكم الاعتماد على الأردن كشريك قوي'. مثل هذا الصوت يوضح بالتضاد السؤال العربي المطلوب. هل سيكون للعرب دور أكثر من تقديم الخدمات للأوروبيين؟ هل ستكون هناك إرادة عربية، تبلور نفسها، حتى لو لم توجد لها قوائم قوة الآن؟ فعلى الأقل التبشير بانها ستكون طاقة اعتراضية هائلة لأي ترتيبات إقليمية لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح العرب وتطلعاتهم. ‎2025-‎06-‎23

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store