
م. فواز الحموري : الأردن يُطفىْ الحرائق جميعها
مساهمة الأردن في الواجب تجاه الأشقاء في سوريا وإطفاء الحرائق في اللاذقية ومن قبل في لبنان واليونان ودول عديدة مجاورة وبعيدة هي من طبع أصيل يعود لنهج أردني في إخماد الحرائق جميعها وإن كان للدفاع المدني دور في بعضها ولكن للسياسة الأردنية المساهمة المشهود لها في أتون ما يحدث من أزمات في منطقة ملتهبة على الدوام وفي إقليم لا يهدأ أبدا.
وكما الخبر الرسمي " بتوجيهات ملكية، أرسلت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والدفاع المدني، طائرتين ومركبات إطفاء وطواقم متخصصة للمشاركة بجهود إخماد الحرائق التي اندلعت في عدد من المناطق السورية، وأرسلت القوات المسلحة طائرتين من نوع "بلاك هوك" تابعتين لسلاح الجو الملكي، مزودتين بطواقم متخصصة ومعدات فنية متقدمة، لإسناد فرق الدفاع المدني المتوجهة للمشاركة في السيطرة على بؤر النيران والحد من انتشارها حماية للأرواح والممتلكات، كما أرسل الدفاع المدني مركبات كاملة التجهيز ومتخصصة في الإطفاء والعمل في المناطق الوعرة وفي الغابات بكامل طواقمها من العاملين المتخصصين في عمليات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، فضلا عن معدات حديثة لدعم الجهود من بينها بركتا تجميع مياه بسعة 35 م3 لكل منها".
واجب إنساني يتحمله الأردن بترحاب وشكر وتقدير من الدول المنكوبة وأكثر مما تشعله السياسة من أزمات يتصدى لها الأردن ويبادر دوما في إطفائها في مهدها وقبل انتشارها ومعالجة أثارها بحكمة وهدوء وإتزان.
مراجعة تاريخية موجزة لمواقف الأردن مجتمعة تجاه الأحداث التي عصفت بالمنطقة منذ عهد الإمارة وحتى الآن وعلى الرغم من نار التصعيد التي كانت تعصف بشدة من حوله، فقد أخمد الحرائق جميعها ومنع امتدادها عبر حكمة هاشمية فريدة، لقد كان لمواقف الملك عبد الله الأول الدور الأكبر في إنقاذ الأردن من لهيب الصراع الدائر حينذاك ومنع كوارث التقسيم والاستيلاء الاستحواذ بحنكته ودهائه وكذلك فعل الملك طلال من بعده والراحل الملك الحسين والذي تسلم المسؤولية ودافع عن بقاء الأردن وسط نيران لم تكن صديقة أبدا ومضى في مسيرة إخماد نار الفتن والمؤامرات والقلائل ونجح في استقرار الأردن ونزع فتيل الإشتعال والأزمات وحافظعلى الدولة الأردنية رغم العواصف تمضي في نهجها وتكبر وتتوسع وتتقدم بحرية وأمان ودون خوف من خطر الحرائق جميعها.
وها هو جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني يمضي قدما في هذا النهج ويمنع من امتداد شرارة التصعيد والهجوم على الأردن ويُطفىْ النيران قبل وصولها لحدود الأردن بتوجيهات وحرص ومعادلة ثابته: الأردن خط أحمر كما هو لهب الغيرة على منجزات البناء الأردني طوال السنوات السابقة وتلك القادمة والمستقبل الواعد بإذن الله والعيون الساهرة على أمنه وسلامته واستقراره.
يشهد للدولة الأردنية على مدار الأزمات التي تعرضت لها ( وما يزال ) قدرتها على احتواء الخطر مهما بلغ من شدة وقوة بالتحسب والفطنة وحسن التدبير وامتلاك السر للصمود في وجه التحديات والصعاب بروية واقتدار.
أمثلة كثيرة يمكن ذكرها مدعمة بروايات عن تماثل الأردن بعد كل أزمة باقل الأضرار الممكنة ( دون حساب الربح والخسارة ) ومتابعة الخطى بثقة أكبر وأفضل ولعل ما تعلنه مذكرات رجال الدولة الأردنية خير مثال على المنعطفات والمحطات المفصلية في تاريخ الأردن السياسي على وجه الخصوص وما تعرض له من ظروف لم تكن سهلة أبدا وتجاوزها على الرغم مما ما كان يحاك ضده في الخفاء.
مثلما يٌطفىْ الأردن الحرائق جميعها، على الكل إدراك ذلك بتطلع حصيف للمستقبل والمحافظة على التوازن المنشود والمطلوب ؛ فليس ثمة أخطر من نار الفتنة وزعزعة الثقة والخوف وعلى الجبهات والمستويات كافة.
سيبقى ديدن الأردن كذلك ولن يتغير ويتبدل، ومرحى لنشامى جيشنا وكوادر الدفاع المدني وسلاح الجو وحيا الله أبطالنا النشامى في كل موقع مسؤولية واختصاص.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
غزة تجوع والإنسانية تحتضر والكيان إرهاب
أيها العالم… أما آن لك أن تبكي؟ أيها العالم المتخم بالخداع… أما آن لك أن تستيقظ؟ أما آن لضميرك المصلوب على عتبات المصالح أن يتحرر من جبنه وخيبته؟ أما آن لك أن ترى… ترى الأطفال في غزة، لا يأكلون إلا الرماد، ولا ينامون إلا في حضن الحطام؟ أما آن لك أن تسمع أنين الأمهات وقد تكسّرت قلوبهن فوق الركام؟ ألا ترى العيون التي جفّت من الدمع، والبطون التي التصقت بظهورها من شدة الجوع؟ غزة لم تجُعْ… بل سُحِقَتْ تحت وطأة الجوع، الجوع المقصود، الجوع المسلّح، الجوع المدبَّر على موائد السياسة القذرة، وملفات التواطؤ المهترئة. هناك كيان لا يعرف الرحمة، يشرب من دم الأطفال، ويتنعّم على أنينهم، يطلق النار لا خوفاً… بل متعة، يذبح لا دفاعاً… بل افتراساً، يقصف لا لأجل النصر… بل شهوة قتل!. أي لغة تسعفنا في وصف ما يحدث؟ أأي بيان هذا الذي يصف وجع طفل يحتضن جسد أمه الشهيدة في ليلٍ بلا كهرباء ولا ماء ولا حتى قنديل نجاة؟ أأي كلمات تسع مأساة تجوّع فيها مليون طفل، وصرخات تنفجر من حلوقهم النحيلة كأنها صفارات استغاثة لا يسمعها أحد؟ لقد تربّينا على أن النازية شرٌ مطلق، فكيف نسكت عن نازية جديدة تقتل وتُشرّد وتجوع وتكذّب… ثم تدّعي أنها ديمقراطية؟ كيف ندّعي التحضّر ونحن نصمت أمام كيان قاتل، مجرم، معتدٍ، يغتصب الأرض، ويغتصب الحقيقة، ويغتصب كل ما تبقّى فينا من حياء؟ يا كلَّ قلبٍ حيّ… يا كلَّ ضمير لم يُصب بعدُ بالصمم… ما يجري في غزة ليس حرباً… بل فناء، ليس عدواناً… بل مجزرة لا تتوقف، إبادة مُعلنة، وجرائم تقترف على الهواء مباشرة، تحت سمع وبصر هذا 'العالم الحر' الذي باع حريته بثمن بخس. غزة الآن ليست مدينة… بل صرخة صرخة في وجه الكوكب: 'كفى تواطؤاً، كفى صمتاً، كفى كذباً على الإنسانية!' ماذا تبقّى لكم لتشهدوه؟ هل تنتظرون موت آخر طفل، وجفاف آخر دمعة، وانطفاء آخر شمعة في هذا الليل الفلسطيني الطويل؟ يا عالماً لا يعرف الحياء… يا كوكباً أصابه العمى… إن كنتم لا ترَون… فإن الله يرى. وإن كنتم لا تبكون… فإننا سنبكي عنكم، وسنكتب التاريخ بدموعنا، وسنعلّق أسماء الشهداء على أعمدة السماء… ليشهد الزمان أن في هذا القرن، جاع شعبٌ بأكمله، فقط… لأنه طالب بالحياة.

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
الأردن أحرج القريب والبعيد بمواقفه الداعمة لغزة
من غير المستغرب أن تلاقي المساندة الأردنية الدائمة للأشقاء الفلسطينيين على كافة الأًصعدة أصواتا ناعقة ومحاولات للتشويش لا تخلو من الاساءة التي لا تخرج عن اطار الحقد على الأردن الذي قدم ما لم يقدمه غيره ولو بالحد الأدنى عربيا ودوليا لنصرة القضية والدفاع عنها غير آبه بالأثمان التي دفعها على مدى اكثر من 7 عقود انطلاقا من ايمانه المطلق بحتمية عودة الحقوق لأصحابها وحماية المقدسات وعدم التفريط بها تحت أي ضغوطات وتحديات. في الوقت الذي يفترض أن تبادر فيه الدول العربية في المقام الأول للاقتداء بالأردن واغاثة الأهل المنكوبين في غزة ومدهم بما يمكن من الطعام والشراب لانقاذ حياتهم وقد قضى المئات منهم جوعا في أسوأ كارثة وعدوانية تشهدها البشرية فقد أنبرت فئة حاقدة جاحدة مضللة وموجهة مجددا لمحاولة التقليل من الجهد الاغاثي الأردني وكسر الحصار المفروض على غزة جوا وبرا وتزويد الأشقاء بكميات كبيرة من الطحين وسط ذهول العالم بموقف الأردن واتخاذه خطوات عملية للانتصار لقطاع غزة وتسيير مئات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية وخاصة دقيق القمح لطالما أن رغيف الخبز هو بمثابة خط أحمر بالنسبة لأي دولة. رغم ارتفاع المخاطر فقد كسر الأردن بقيادة الملك الحصار على قطاع غزة وتحدي الكيان المحتل وتمكن من ادخال كميات كبيرة من الطحين تشكل انقاذا باذن الله تعالى لكثير من سكان قطاع غزة وفيه اغاثة للأمهات الثكالى والآباء الذين أعياهم العدوان ونحلت أجسادهم لتوفير ولو « خبز حاف « لفلذات أكبادهم في الوقت الذي يلهث فيه البعض لخطب ود الاسرائيليين وداعميهم دون مراعاة لروابط الدم وحتى مباديء الانسانية . الأردن بمواقفه النضالية الداعمة للأشقاء أحرج القريب والبعيد والمجتمع الدولي برمته العاجز عن ايقاف العدوان الهمجي على قطاع غزة والضفة الغربية والخوف من ادخال رغيف خبز واحد لغزة فأهلها لا يطلبون طائرات ودبابات وصواريخ وانما فقط لقمة خبز تعينهم على الصمود وتنفذ حياة أبنائهم وكل ما نسمعه لا يتعدى كونه خطابات بلهاء تبحث عن شعبويات انكشف زيفها أمام المناظر المرعبة التي تطلنا علينا من يوم لآخر تعكس معاناة الأشقاء وما خفي أعظم. لا يضير الأردن ما يقال في العلن أو في كواليس الغرف السوداء لانه صاحب رسالة قومية عربية وانسانية ليست المرة الأولى التي يقدم ويهاجم فيها ولن تكون الأخيرة وكل ذلك لا يشق لقيادته وشعبه غبارا ما داموا على الطريق المستقيم. المهم أن تتعزز بشكل مستمر حالة التلاحم الوطنية ودعم الجهود الاغاثية التي تقوم بها المملكة وبشكل مكثف حاليا لانقاذ أهلنا في غزة والضفة الغربية من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية. نحمد الله تعالى على نعمة الأردن الذي لم يدخرا جهدا لتضميد جراح الأشقاء واقتسام لقمة الخبز معهم وحتى مشاركتهم الأحزان من باب الواجب المقدس الذي غفل عنه أو تجاهله كثيرون.

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
سنبقى مع غزة
الشعب الأردني تعلم من قيادته الهاشمية ان اي قضية عربية هي قضية اردنية بامتياز، تصبح جل اهتمامنا والسعي الجاد لوضع حلول لها وتتقدم على قضايانا المحلية، لنا أمثلة عديدة بهذا الشأن منذ بدايات القرن الماضي كنا نحن الحل لأي شعب عربي لهذا كان تكوين اجهزتنا المدنية والعسكرية خليطا عربيا أردنيا. منذ بدء الإجرام الإسرائيلي بحق قطاع غزة ونحن نعيش في هذا الوطن تفاصيل التفاصيل لمعاناة أهل غزة،. كانت التحركات على أعلى مستوى وطني بقيادة الملك عبدالله حفظه الله وقاد تحركا دوليا لوقف هذا الإجرام الذي لم يسبق له مثيل، شاهدنا جلالة الملك بقوته وحنكته وحكمته في اروقة القرار السياسي العالمي. دخل غرف أصحاب القرار وجادلهم وفند تلك المزاعم التي يروج لها الكيان الصهيوني، اعترف الغرب بهذا الدور السياسي الأردني في زحزحة القناعات الموجودة لدى أصحاب القرار في تلك الدول والرأي العام لديها، الدبلوماسية الأردنية كانت من أخرجت ملف حرب غزة من النقاشات الداخلية إلى العلن ووضعها على أجندة السياسة العالمية. كان لهذا الموقف الأردني العالمي تبعات سياسية واقتصادية حركتها المنظمات المؤيدة لهذا الكيان الخارج عن الطبيعة البشرية، لم نبال وكان القرار الأردني ان نذهب لأبعد نقطة من أجل إيقاف هذه الابادة الجماعية لأبناء غزة، واستمرت الجهود وبدأنا بإدخال عنوة المساعدات الإنسانية للقطاع، وذهبنا بعيدا عندما قام جلالة الملك بنفسه بالانزالات لتلك المساعدات وايضا بعض الأمراء، اذا أصبحت الحرب على غزة شأنا أردنيا، واستمر الجهد الأردني في الوقوف مع أطفال ونساء وشيوخ غزة وسيستمر الى ان تضع هذه الحرب اوزارها. كل بيت أردني حديثه الأساسي وتفكيره هو ما يحدث في قطاع غزة،. كلنا مع دولتنا في كل اتجاه تتجه لمساندة المساعي التي تبذلها لوقف هذه الحرب اللعينة وفضح ما يقوم به الكيان الإسرائيلي ومن يقف خلفه، سياستنا الخارجية ودبلوماسيتنا نضعها تحت تصرف الملف الغزاوي، لن نعود كالسابق إلا عندما تقف آلة الدمار والقتل في قطاع غزة، وكلنا فخر بما تقوم به دولتنا ومساعيها لنصرة الحق الفلسطيني بشكل عام ووقف حرب غزة بشكل خاص، عندما نقارن الموقف الرسمي الأردني مع غيره من مواقف الدول الأخرى نشعر بأننا نقدم الأفضل. عادت منذ ايام المساعدات الأردنية ودخلت قطاع غزة، فرحتنا لا توصف ونحن نشاهد الشاحنات في قلب غزة التي منذ أشهر توقف الدعم عنها، لجلالة الملك ولحكومتنا الرشيدة والهيئة الخيرية الهاشمية كل كلمات الثناء والشكر لن توفيكم حقكم وانتم في ذروة الحاجة تقدمون لأهلنا في غزة هذه المساعدات،. سيبقى الأردن كما هو منذ نشأته مع اخوانه في كل الظروف.