logo
"رويترز" في سورية

"رويترز" في سورية

العربي الجديدمنذ 3 أيام
تُخطئ أيّ حكومة إذا اشتبكت مع وسيلة إعلام، لأنها غالباً ستخسر، ولو كانت محقّة وفي الضفة الصّح. لأسبابٍ غير قليلة، لعلّ منها أن القناعة المتوطّنة في الجمهور أن الحكومات (بالمطلق!) كاذبة. وكان بالغ الفكاهة أن دريد لحّام ابتدع، في إحدى مسرحياته، احتفاليةً سنوية بيوم الكذب، لتُعطى الجائزة كل عام للحكومة، لفوزِها على مَن ينافسونها في الكذب. ومن الأسباب أنّ الحكومات كثيراً ما تتلعثم في ردودها على ما تفترضه "استهدافاً" لها من هذه الصحيفة أو وكالة الأنباء أو تلك القناة التلفزيونية أو ذلك الموقع الإلكتروني، وتخطئ عندما تطلب وقتاً (طويلاً) للردّ على استيضاحاتٍ في شأنٍ يُطلب منها تعقيبٌ عليه. ولهذا وذاك (وغيرهما) يُفترض أن تتوفّر الحكومات على إداراتِ اتصالٍ وتواصلٍ على كفاءةٍ عالية، مزوّدةٍ بكل المعطيات، ويُستجاب فوراً من الجهات المختصّة لكل مطالبها من معلوماتٍ موثوقةٍ. ليس لإشاعة صورة عن صدقيّة الحكومة وأجهزتها وأقنيتها فحسب، وإنما أيضاً لكسر "احتكار" وسائل الميديا صورةَ الطرف الأقوى على فرض روايته أو ما يظنّها الحقيقة لديه، عندما يرى أن لا سلطة رسمية تُجاريه في امتلاكها.
سيقت هذه التقدمة للعبور إلى ما أشهرَه مدير العلاقات الصحافية في وزارة الإعلام السورية، (ردّاً على بعض التقارير الصحافية التي يُقال عنها "استقصائية" بتعبيره). ومع توفّر الردّ على بعض الإقناع والوجاهة في دفوعاته، كان الأسلم أن يسمّي الوكالة العالمية التي تواصلت مع الوزارة "للتعليق على تحقيقٍ يناقش معالم النشاط الاقتصادي في المرحلة الجديدة والقوى الفاعلة"، فالمعلوم أنها "رويترز"، وقد تعلّق الردّ بها، ليس بشأن التحقيق (المطوّل) هذا فحسب، والذي طيّرته الوكالة الخميس الماضي، وإنما أيضاً بشأن آخَرَ نشرته في نهاية الشهر الماضي (يونيو/ حزيران)، عن أحداث الساحل السوري في مارس/ آذار الماضي. ووكالة رويترز العالمية (55 ألف عامل في 200 مدينة في 94 دولة) ليست أياً من "نحو 300 ألف حسابٍ وهميٍّ فاعلٍ على منصّات التواصل الاجتماعي، تنشُر أخباراً مضلّلةً تستهدف السوريين عبر خطاباتٍ تحريضية"، تحدّث عنها، أخيراً، وزير الإعلام حمزة المصطفى، وإنما هي الوكالة التي تُحرِز سلطةً نافذةً، جعلت جموعاً بلا عدد، من السوريين وغيرهم، تستقبل التحقيقَين منها كما لو أنها "حذامِ" التي قال الشاعر القديم عنها... "إذا قالت حذامِ فصدّقوها/ فإنّ القول ما قالت حذامِ"، وذلك فيما حدث، مرّاتٍ، أن الوكالة تحسِم في معلوماتٍ غير مدقّقة، وتستخدم تعبيراتٍ ليست في مواضعها، ويحدُثُ أنها تفتقد التوازن المهني البديهي، من قبيل أن تحقيقها، الجيّد في كل الأحوال، عن أحداث الساحل، جاء على أعداد الضحايا السوريين العلويين، وأغفل عدد الضحايا من الجيش والأمن العام، كما أنه ليس كافياً أن تنسب الوكالة العريقة إلى خمسة مصادر "مطّلعة"، كلّها مجهّلة، قولهم عن "عدّة اجتماعاتٍ مباشرة" سورية إسرائيلية، من دون تعيين أي مكانٍ لأيٍّ منها، فهذه استعراضيّة، وممارسة فوقية، وإنْ جاءت الوكالة على "حساسية" الموضوع، فالحساسية هذه هي التي تقتضي أن يأخذ الجمهور الجرعة الإخبارية سليمة. ومن شديد الغرابة إصرار الوكالة على أنّ لقاء سرّياً سورياً إسرائيلياً انعقد في باكو، قرأت دمشق نتائجه خاطئة، فتورّطت في موقعة السويداء، فليس بمثل هذه "الاجتهادات" و"الفرضيات" غير المسندة إلى أي مصدر معرّفٍ موثوقٍ تنكتب التقارير الإخبارية، ولا تحتاج "رويترز" ممَن "يتعالم" عليها في بديهيّة كهذه.
الجهد بيّن في إنجاز فريق الوكالة في سورية التحقيقَين (دعك من تقريرها عن المختطفات في الساحل، فهو يحتاج تعزيز الشهادات فيه بدلائل أقوى)، ولنا أن نختلف في مطلب وزارة الإعلام منها "التريّث" في نشرهما، وليس لصاحب هذه السطور أن يرمي التحقيق عن أشخاصٍ يتحكّمون حالياً في الاقتصاد السوري بشيء، فلا تتوفّر لديه معلومات مضادّة (أو توضيحية). وهنا ربما كان الأدعى أن تيسّر الوزارة ردوداً وتعقيباتٍ للوكالة التي لديها وحدة تقصّي حقائق، غير أنها عنيدة في عدم اعتذارها عن أي خطأ (أو خطيئة) تقع فيه، من قبيل ترجمتها غير الصحيحة قولاً للملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض في فبراير/ شباط الماضي، وفي شأن تصريحاتٍ نسبتها خطأ إلى غير مصادرها... وأياً كان الحال، لو أن ما نشرته "روتيرز" عن سورية أخيراً نشرت قليلاً مثله في بلد عربي آخر لما اكتفت سلطات هذا البلد ببيان مدير في وزارة إعلام، وهذا مبعث تثمينٍ في دمشق الجديدة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

النفط يرتفع مع ترقب السوق أثر تهديدات ترامب لروسيا
النفط يرتفع مع ترقب السوق أثر تهديدات ترامب لروسيا

القدس العربي

timeمنذ 4 ساعات

  • القدس العربي

النفط يرتفع مع ترقب السوق أثر تهديدات ترامب لروسيا

هيوستن: ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء مع ترقب المستثمرين لأي مستجدات تتعلق بالمهلة القصيرة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتهديداته بفرض رسوم جمركية على الدول التي تتعامل مع النفط الروسي. وصعدت العقود الآجلة الأكثر نشاطا لخام برنت 40 سنتا بما يعادل 0.6 بالمئة إلى 72.09 دولارا للبرميل بحلول الساعة 1528 بتوقيت جرينتش. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 76 سنتا إلى 69.97 دولار للبرميل. وزاد عقد خام برنت لشهر سبتمبر أيلول الذي يحل أجله اليوم 37 سنتا إلى 72.88 دولار للبرميل. ونزل العقدان بنحو واحد بالمئة في وقت سابق اليوم. وأعلن ترامب أمس الثلاثاء أنه سيبدأ في فرض إجراءات على روسيا، مثل رسوم جمركية ثانوية 100 بالمئة على الشركاء التجاريين، إذا لم تحرز تقدما في إنهاء الحرب في غضون عشرة أيام إلى 12 يوما، مقلصا بذلك مهلة الخمسين يوما التي حددها سابقا. وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في مؤتمر صحفي بستوكهولم إن الولايات المتحدة حذرت الصين، أكبر مشتر للنفط الروسي، من أنها ربما تواجه رسوما جمركية باهظة إذا استمرت في الشراء. وقال محللون من جيه.بي مورجان في مذكرة إن على الرغم من استبعاد أن تمتثل الصين للعقوبات الأمريكية، أشارت الهند إلى أنها ستفعل ذلك، مما يعرض 2.3 مليون برميل يوميا من صادرات النفط الروسية للخطر. وقال دينيس كيسلر نائب الرئيس للتداول في بي.أو.كيه فاينانشال 'تركيز المتعاملين منصب فيما يبدو على الرسوم الجمركية (المتعلقة بروسيا) بينما يُنظر إلى التزام الهند على أنه أمر إيجابي تجاه أسعار النفط الخام'. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام ارتفعت 7.7 مليون برميل إلى 426.7 مليون الأسبوع الماضي مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز بتراجعها 1.3 مليون. وقالت الإدارة إن مخزونات البنزين الأمريكية انخفضت 2.7 مليون برميل في الأسبوع إلى 228.4 مليون مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز بتراجعها 0.6 مليون. وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة ارتفعت 3.6 مليون برميل خلال الأسبوع إلى 113.5 مليون مقابل توقعات بارتفاعها 0.3 مليون. (رويترز)

أهمية المقترح الأوروبي لوقف تمويل البحث والابتكار في إسرائيل واحتمالات إقراره
أهمية المقترح الأوروبي لوقف تمويل البحث والابتكار في إسرائيل واحتمالات إقراره

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

أهمية المقترح الأوروبي لوقف تمويل البحث والابتكار في إسرائيل واحتمالات إقراره

يدرس الاتحاد الأوروبي تعليق التمويل لإسرائيل جزئياً في إطار برنامجه البحثي الرائد "أفق أوروبا"، في ما قد يكون أول إجراء يتخذه الاتحاد ضدّ إسرائيل في ردّ فعل على جرائمها في غزة . وأجرى سفراء دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي محادثات أولية حول المقترح أمس الثلاثاء. في ما يأتي لمحة عامة عن المقترح وأهميته واحتمالات إقراره: ما المُقترَح؟ يوفر برنامج أفق أوروبا، الذي تبلغ قيمته 100 مليار دولار، تمويلاً للبحث والابتكار للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول الشريكة. واقترحت المفوضية الأوروبية يوم الاثنين أن الشركات التي يقع مقرها في إسرائيل لم تعد مؤهلة للحصول على تمويل البرنامج للشركات الناشئة والشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم "لتطوير وتوسيع نطاق الابتكارات التي من شأنها خلق (أسواق جديدة) أو خلخلة الأسواق". وقال مسؤولون من المفوضية إنه منذ إطلاق البرنامج عام 2021، تلقت شركات مقرها إسرائيل نحو 200 مليون يورو في شكل منح واستثمارات أسهم بموجب هذا البرنامج، الذي يعرف باسم "مسرع مجلس الابتكار الأوروبي". أخبار التحديثات الحية دول في الاتحاد الأوروبي تضغط للتحرك ضدّ إسرائيل بشأن غزّة لماذا قدمت المفوضية هذا الاقتراح؟ تقول المفوضية إن "مقتل الآلاف من المدنيين وسوء التغذية الحاد بين الفلسطينيين، وبخاصة الأطفال، جراء أفعال إسرائيل في غزة يعد انتهاكاً لبند حقوق الإنسان في اتفاقية تحكم علاقاتها مع التكتل". وتقترح المفوضية، وهي الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، منع إسرائيل من المشاركة في أحد البرامج التي تستند إلى تلك الاتفاقية. لماذا هذا الاقتراح وكيف يمكن إقراره؟ رغم عدم وجود صلة وثيقة بين الأزمة الإنسانية في غزة وتمويل الشركات الناشئة الإسرائيلية، فإن اقتراح المفوضية محاولة لإرسال إشارة سياسية: سيكون هذا أول إجراء ملموس للتكتل رداً على سلوك إسرائيل في الحرب. وعارضت بعض الدول، مثل ألمانيا والمجر وجمهورية التشيك، اتخاذ الاتحاد الأوروبي أي إجراء ضد إسرائيل، الحليف التقليدي الوثيق. بينما انتقدت دول أعضاء أخرى، مثل أيرلندا وإسبانيا، إسرائيل بشدة ودعت التكتل إلى اتخاذ رد صارم. وتتطلب معظم إجراءات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي دعم جميع الأعضاء. لكن مقترح يوم الاثنين يتطلب أغلبية مؤهلة فقط، 15 دولة على الأقل من أصل 27 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي، تمثل ما لا يقل عن 65 بالمئة من أعضائه. ماذا قالت إسرائيل عن الاقتراح؟ نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية منشوراً على منصة إكس يوم الاثنين وصفت فيه الاقتراح بأنه "خاطئ ومؤسف وغير مبرر". وقالت الوزارة إنها ستعمل على "ضمان عدم اعتماد الدول الأعضاء لهذا الاقتراح"، وأعلنت أن "إسرائيل لن ترضخ للضغوط عندما يتعلق الأمر بمصالحها الوطنية". ما ردود الفعل الأخرى؟ قالت إيف جيدي، مديرة مكتب المؤسسات الأوروبية في منظمة العفو الدولية، إن مثل هذا الاقتراح "متأخر للغاية ومحدود النطاق وغير مناسب على الإطلاق بالنظر إلى حجم الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للقانون الدولي". ماذا سيحدث بعد ذلك؟ قال دبلوماسيون إن المقترح لم يحظَ بدعم كافٍ بعد لإقراره، لكن عدة دول، منها ألمانيا، لم تتخذ موقفاً نهائياً بعد، في إشارة إلى اجتماع سفراء الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء. وأضاف الدبلوماسيون أن الموقف النهائي لألمانيا قد يحدد ما إذا كان سيُبَت في الإجراء أو لا. ومن المقرر أن يواصل الدبلوماسيون مناقشة الاقتراح، لكن لم يُحدَّد موعد لاتخاذ القرار بعد. (رويترز)

ترامب يطمع بثروات ميانمار: واشنطن تدرس اقتراح الاتفاق مع المتمردين
ترامب يطمع بثروات ميانمار: واشنطن تدرس اقتراح الاتفاق مع المتمردين

العربي الجديد

timeمنذ 21 ساعات

  • العربي الجديد

ترامب يطمع بثروات ميانمار: واشنطن تدرس اقتراح الاتفاق مع المتمردين

بعد أن تمكّن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى الآن من إبرام صفقتي معادن، الأولى مع أوكرانيا ، و الثانية مع الكونغو الديمقراطية، التي انتزع "سلاماً" بينها وبين رواندا الداعمة لمتمردي حركة 23 مارس شرق الكونغو، يبدو أن أنظاره تتجه إلى ميانمار طمعاً بثرواتها، وللتوصل إلى صفقة معها، مهما تطلب ذلك، بما في ذلك تعديل استراتيجية الولايات المتحدة في التعاطي مع عسكر ميانمار أو الحوار مباشرة مع المتمردين، في خطوة إن تحققت، تتيح للرئيس الأميركي تحقيق أهداف أخرى، أهمها تحويل الإمدادات الضخمة من المعادن النادرة في هذا البلد بعيداً عن الصين. مفاوضات مقترحة مع "جيش استقلال كاشين" وكشفت وكالة رويترز، أمس الثلاثاء، عن نقاشات أجرتها إدارة ترامب، مع مسؤولين ومستثمرين أميركيين، لدراسة خيارات عدة من أجل الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في ميانمار، البلد الواقع في جنوب شرق آسيا، على الحدود مع الصين، والغارق منذ فبراير/ شباط 2021، في فوضى ما بعد الانقلاب العسكري ضد الحاكمة المدنية السابقة أونغ سان سو تشي، والتي تتمثل بحرب بين الجيش الحاكم والجماعات المتمردة المسلحة. أحد هذه الخيارات المقترحة على إدارة ترامب، محاولة إبرام صفقة مع جماعة مسلحة قوية، هي "جيش استقلال كاشين"، الناشطة في ولاية كاشين شمال شرقي البلاد. هذا "الجيش"، الذي اتخذ موقفاً حيادياً لوقت قصير جداً بعد الانقلاب، استعاد سريعاً معاركه مع الجيش، ومن بين أهدافه السيطرة على المناطق الحدودية في البلاد، المتاخمة للصين، والغنية بالمعادن الأرضية النادرة. وتمكن "جيش استقلال كاشين" من تحقيق تقدم ميداني كبير، ومنذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تدور معارك حامية بينه وبين الجيش للسيطرة على مدينة بامو، على بعد أقل من 100 كيلومتر من الحدود الصينية. وتعتبر بامو حقلاً غنياً واستراتيجياً بالمعادن الأرضية النادرة، وهدّدت الصين بوقف معالجة المعادن النادرة في الولاية، إذا ما سيطر هذا "الجيش" على بامو. تهيمن الصين بنسبة 90% على قطاع معالجة المعادن بالعالم ويستعر الصراع بين الولايات المتحدة والصين على المعادن الأرضية النادرة. حتى الآن، لا يبدو هذا الصراع متكافئاً ، ويصبّ ميزان القوة فيه بفارق كبير لصالح بكين. هذه المعضلة الأميركية لاستمرار الهيمنة على قطاع الصناعات التكنولوجية تدفع ترامب لمحاولة اختراق ميانمار، ولو بتغيير جذري للسياسة الأميركية المعتمدة تجاه هذا البلد، لا سيما بعد الانقلاب، والقائمة على مقاطعته ومعاقبته. أسواق التحديثات الحية نزاع المعادن العسكرية النادرة يهدد اتفاق التجارة الأميركي الصيني وتعد ميانمار ثالث أكبر مصدّر للمعادن النادرة في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، وبحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، نشر في 17 يوليو/تموز الحالي، فإنه في العام الماضي، استأثرت ميانمار بما يقرب من نصف التعدين العالمي لعنصرين مهمين بشكل خاص: الديسبروسيوم والتيربيوم، وهما أساسيان للسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح وبعض المعدات العسكرية. وبحسب التقرير، فإن "جيش استقلال كاشين" بات يبني "إمبراطورية معادن نادرة على تخوم الصين". وتشكّل المعادن الأرضية في ميانمار حوالي 57% من المعادن النادرة التي استوردتها الصين العام الماضي. وبحسب موقع "ماينينغ تكنولوجي" في 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، فإن الصين تهيمن حالياً على إنتاج المعادن النادرة في العالم، وبلغت هذه الهيمنة 69% في 2023، تليها الولايات المتحدة بـ12%. أما معالجة المعادن، فتهيمن عليها الصين عالمياً بنسبة 90%. تعديل محتمل للتعامل مع ميانمار وقالت وكالة رويترز إن إدارة ترامب استمعت إلى اقتراحات عدة تتضمن تعديلاً كبيراً بالسياسة الأميركية المتبعة حيال ميانمار، وذلك بهدف تحويل الإمدادات الضخمة من المعادن النادرة في هذا البلد، بعيداً عن الصين، بحسب أربعة أشخاص مطلعين على النقاشات. وأوضحت المصادر أن لا شيء حُسم بعد، وأن الخبراء يعتقدون بوجود عراقيل كبيرة قد تحول دون تنفيذ مثل هذه الصفقة، ولكن "إذا ما جرى العمل بإحدى الأفكار، فإن واشنطن قد تحتاج إلى إبرام صفقة مع المتمردين الإثنيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة تضم احتياطات كبيرة من المعادن". وبحسب المصادر قدمّ الاقتراحات خبراء، ومستثمر أميركي يقود حملة ضغط في مجال الأعمال بالولايات المتحدة هو آدم كاستيلو، ومستشار سابق لأونغ سان سو تشي يدعى شون ترنيل، وهو اقتصادي أسترالي. من الاقتراحات التي عرضت على ترامب، تخفيف نسبة الـ40% من الرسوم الجمركية التي هدّد بفرضها على ميانمار ويتبنى أحد المقترحات إجراء مباحثات مع الطغمة العسكرية الحاكمة في ميانمار، ودفعها لإبرام اتفاق سلام مع متمردي كاشين، فيما يطرح اقتراح آخر قيام واشنطن بنفسها بمباحثات مباشرة مع "جيش استقلال كاشين". وكانت الولايات المتحدة قد تجنبت الحوار المباشر مع قادة ميانمار العسكريين بعد الانقلاب، وفرضت عقوبات عليهم، أيضاً بسبب قمعهم أقلية الروهينغا. والأسبوع الماضي، رفعت إدارة ترامب بعض العقوبات التي كانت مفروضة على عدد من حلفاء الطغمة العسكرية في ميانمار، لكن مسؤولين أميركيين أكدوا أن ذلك لا يعني تغييراً جوهرياً في سياسة واشنطن حيال هذا البلد. ومن الاقتراحات التي عرضت على ترامب، تخفيف نسبة الـ40% من الرسوم الجمركية التي هدّد بفرضها على ميانمار، ورفع العقوبات، والعمل مع الهند لمعالجة بعض المعادن النادرة المستخرجة من ميانمار، وتعيين مبعوث خاص لتنفيذ هذه المهام، وفق مصادر الوكالة. وجرت مناقشة بعض هذه الاقتراحات مع آدم كاستيلو، الرئيس السابق لغرفة التجارة الأميركية في ميانمار، والذي يدير حالياً شركة أمنية هناك، وقد اقترح بحسب حديثه لرويترز، أن تؤدي واشنطن دور عاقد الصفقات لإبرام اتفاق سلام في ميانمار، وحثّ إدارة ترامب على سحب ورقة من يد الصين، عبر دفع جيش ميانمار لإبرام صفقة حكم ذاتي مع "جيش استقلال كاشين". ووصفت مصادر الوكالة مناقشات البيت الأبيض حول ذلك بـ"الاستكشافية وفي مراحلها الأولى"، ولفتت إلى أنها قد لا تفضي إلى أي تغيير بنهاية المطاف. وبحسب "رويترز"، فإن كاستيلو أخبر المسؤولين الأميركيين أن الجماعات الإثنية المتمردة في ميانمار، سئمت من كونها مستغلة من قبل الصين، وتريد العمل مع الولايات المتحدة. وشرح كاستيلو أنه لطالما حثّ الولايات المتحدة على محاولة التوصل إلى صفقة مع "جيش استقلال كاشين"، تتضمن التعاون مع شركات واشنطن في تحالف سكواد، وتحديداً الهند (مع أستراليا واليابان)، لمعالجة المعادن وإيصالها إلى الولايات المتحدة. لكن مسؤولاً بالحكومة الهندية، أكد للوكالة أنه لا يعلم شيئاً عن تواصل بين إدارة ترامب ونيودلهي في هذا الشأن. أما شون ترنيل، وهو اقتصادي أسترالي ومستشار سابق لأونغ سان سو تشي، فقد اقترح مواصلة دعم ترامب للقوى الديمقراطية في ميانمار. (العربي الجديد، رويترز) تقارير دولية التحديثات الحية نزاع ميانمار توقفه وساطة صينية: دوافع بكين ومصالحها

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store