
نسخة جديدة من دمشق
يرفع الرئيس الأميركي العقوبات المفروضة على سورية، وهذه خطوة مهمة جدا، وهي مثيرة للتحليل في الوقت ذاته، وعما تعنيه عمليا في هذا التوقيت الحساس.
من ناحية اقتصادية، هذا ما يحتاجه السوريون اليوم، من اجل انعاش الاقتصاد السوري، والحصول على قروض ومساعدات، ومن اجل تجديد بنية الاقتصاد السوري، بما سيساهم لاحقا في ملف اعادة الاعمار، وللمفارقة فإن سورية قبل الربيع العربي كانت الدولة العربية الوحيدة غير المدينة داخليا وخارجيا، ولديها قطاعات زراعية وصناعية وسياحية حيوية، الا ان الفوضى التي ادارتها دول العالم في سورية ادت الى تدميرها وزادت العقوبات من تلك الحدة المفروضة على سورية.
اضافة اعلان
سورية انتقلت بشكل واضح من المحور الايراني الروسي، الى المحور التركي الاميركي، وهذا الانتقال جرى على يد نظام نواته حركات اسلامية جهادية على مايفترض إلا أنها تخضع لإعادة تأهيل وفقا لمتطلبات اقليمية ودولية، وإعادة التأهيل ستواجه مشاكل مع الجماعات المتشددة التي قاتلت مع دمشق الجديدة، اضافة الى الجماعات الفلسطينية المحسوبة اصلا على نظام بشار الأسد وبعضها منبوذ سورياً وفلسطينياً، كونه تورط في دماء السوريين، خلال فوضى الربيع العربي.
كما أن اعادة التأهيل ستؤدي بالضرورة الى اعادة التموضع في العلاقة مع اسرائيل، وليس ادل على ذلك من مطالبات الرئيس الاميركي للرئيس السوري بعقد معاهدة سلام مع اسرائيل، وسنرى خلال الفترة المقبلة، تغيرات واسعة، سبقها سكوت دمشق الجديدة على تمدد القوات الاسرائيلية داخل الاراضي السورية، وتزامن معها اتصالات غير مباشرة مع الاسرائيليين اشار اليها الرئيس السوري الجديد قبل ايام خلال اللقاء مع الرئيس الفرنسي في باريس، والمثير هنا ان هناك تيارات اسلامية وقومية كانت ضد الاسد، تسكت اليوم امام اعادة التموضع داخل سورية نحو واشنطن وتل ابيب وحزمة مختلفة كليا،على يد نظام بديل نواته اسلامية، بل من اشد النسخ الاسلامية تشددا، اي النصرة والقاعدة.
في كل الاحوال لاتعرف السياسة، المبدأ، لان التعامل ايضا مع الواقع يفرض اكراهات كثيرة، وربما لو اراد النظام السوري الجديد التشدد والتصلب، لما تم رفع العقوبات عن سورية، ولتمت تغذية الانقسامات الداخلية، فيما يمكن الحكم على دلالات هذا التحول بمرور الوقت، وليس من خلال بناء موقف معاد مسبق.
حرب غزة اعادت انتاج خرائط المنطقة، لأن الحرب اوقعت كلفا مرعبة على الفلسطينيين، وجرت ايضا دول الاسناد اذا جاز تسميتها بذلك، في سورية، ولبنان حيث حزب الله، وصولا الى اليمن وما يتعرض له، فيما يبقى الملف الايراني آخر الحلقات حاليا، حيث ترقب طهران ايضا تغير خسائر خرائط امتدادها الاقليمي، لصالح خارطة جديدة تتزعمها الولايات المتحدة واسرائيل ودول ثانية.
الذي يقال هنا بشكل واضح ان دمشق الجديدة كانت امام خيارين، اما الحفاظ على نواه النظام الجديد وتوجهاته وتحمل كلف ذلك اقليميا ودوليا، واما التكيف وفقا لشروط مختلفة، من اجل شرعنة النظام، ومن الواضح ان دمشق اختارات الخيار الثاني، ومن المؤكد ان الاختيار لم يحدث فجأة بل كان متفقا على اغلب عناوينه قبل بدء عمليات اسقاط النظام السابق، التي تزامنت مع رفع الحماية الروسية والايرانية عن نظام بشار الاسد، والتي يثبتها انسحاب القوات السورية امام القوات التي تدفقت من الشمال السوري الى جمشق، وبقية المناطق السورية، بلا استثناء.
رفع العقوبات سيؤدي الى انقلاب سياسي واقتصادي في سورية، لان كل الجماعات القومية والدينية والمذهبية التي تتفلت للانفصال، قد تنخفض رغبتها اليوم، امام ادراكها بفوز النظام الجديد بشرعية اميركية وعربية ودولية، كما ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة اقتصادية تستفيد فيها الولايات المتحدة من عمليات البناء واعادة الاعمار، والثروات كالنفط والغاز، وسنرى دخولا واسعا للشركات الاميركية الى سورية، اضافة الى التوقعات بحدوث خصخصة واسعة يتولاها رجال الاعمال السوريون وهم من اغنى رجال الاعمال العرب في المهاجر والمغتربات.
ويبقى السؤال حول قدرة دمشق الجديدة على احتمال كلف المعاندات الداخلية، والمشاريع الاقليمية، امام هذه التغيرات غير المسبوقة التي قد لا يقبلها البعض.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 38 دقائق
- رؤيا نيوز
يديعوت أحرونوت: محادثات واشنطن مع ممثلي حمـا.س مستمرة
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الأحد، أن المحادثات التي تجريها واشنطن مع ممثلين عن حركة حماس لا تزال مستمرة وكذلك المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى رغم أنها متعثرة حاليًا. وأوضحت الصحيفة: 'في إسرائيل يُقدّرون أن الضغط العسكري على حماس بدأ يؤتي ثماره، لكنه غير كافٍ حتى الآن'. وفي الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات الإسرائيلية لتكثيف العملية العسكرية وتوسيع سيطرة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، جاءت الرسالة من الجانب الأميركي: 'تريثوا، لا تُسرعوا باجتياح كامل للقطاع'، بحسب الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أن 'هذه الرسالة تعكس التوتر المتزايد بين تل أبيب وواشنطن، حيث تحاول الأخيرة دفع الطرفين إلى تسوية سياسية ووقف فوري لإطلاق النار، بينما ترى إسرائيل أن حماس لم تصل بعد إلى مرحلة الانهيار الكامل التي تُعد شرطًا لإبرام اتفاق بشروطها'. ورغم أن الاتصالات بشأن الصفقة متعثرة إلى حد كبير، إلا أنها مستمرة طوال الوقت في جهاز الأمن والمستوى السياسي في إسرائيل يُقدّرون أن الضغط العسكري بدأ يُؤتي ثماره بالفعل، لكن في هذه المرحلة 'غير كافٍ'، بحسب مصادر إسرائيلية. ولذلك، تُقدّر هذه المصادر أنه من المرجّح أن نشهد 'تصعيدًا في العملية العسكرية' قريبًا. اجتماع أمني ومساء الأحد، يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعا أمنيا بمشاركة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، في ظل التوتر القائم بينهم، وفي وقت تمارس فيه واشنطن ضغوطًا على إسرائيل. ولم يوقف الجانب الأميركي فعليًا اتصالاته المباشرة مع حركة حماس، والتي لا تزال مستمرة خلف الكواليس. وفي هذه الأثناء، يطلب الأميركيون من إسرائيل: 'أعطونا مزيدًا من الوقت قبل أن تُتموا السيطرة على قطاع غزة' ووفقًا لمسؤولين في الجيش الإسرائيلي، تسيطر إسرائيل بالفعل على حوالي 40 بالمئة من مساحة قطاع غزة وتخطط للسيطرة على 75 بالمئة، أي إضافة 35 بالمئة أخرى خلال شهرين. التواصل الأميركي يذكر أن المسؤول الأميركي المتواصل مع الوسطاء هو المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف. وفي الوقت نفسه، تستمر أطراف أخرى في واشنطن في إجراء المحادثات مع حماس عبر قنواتهم الخاصة، بوساطة رجل الأعمال الأميركي الفلسطيني بشارة بحبح. ووفقًا لمسؤول رفيع في الجيش الإسرائيلي، إسرائيل تتجه نحو حسم الأمور، لأن 'ليس بإمكانها السماح ببقاء حماس في غزة'. وأضاف أن حماس نجحت في تصنيع مئات الصواريخ قصيرة المدى، وعشرات الصواريخ متوسطة المدى. وعند سؤاله كيف ستبدو عملية الحسم ضد حماس، أوضح أن الخطوات التالية هي تدمير الجناح العسكري، ضرب القدرات الحكومية، احتلال الأراضي والسيطرة عليها، وإدارة المساعدات الإنسانية مع قطعها عن حماس.


البوابة
منذ 40 دقائق
- البوابة
هلع في إسرائيل.. تحقيق استخباري يحقق في مكالمات "مرعبة"
بدأ مركز "السايبر" الإسرائيلي، التحقيق بشكل موسّع عقب انتشار حالة من الهلع بين الإسرائيليين إثر تلقي آلاف الإسرائيليين مكالمات هاتفية من أرقام مجهولة تتضمن تسجيلات لـ "محتجزين يصرخون بفزع ويستغيثون باللغة العبرية". وكانت حالة من الذعر والهلع انتشرت في صفوف إسرائيليين، إثر تأكيد عدد منهم تلقيهم مكالمات هاتفية من أرقام مجهولة، قالوا إنها تبث عليهم 'تسجيلات لأسرى يصرخون رعبا في قطاع غزة'، وفق إعلام عبري. وطلب المركز، المعنيّ بالتقنيات في الحكومة الإسرائيلية، من الإسرائيليين الامتناع عن الرد على الرسائل وإهمالها، بعد تلقّي مكالمات هاتفية من أرقام شبيهة بالهواتف الإسرائيلية. وكان مَن تلقّوا المكالمات، التي بدأت يوم الجمعة، قد سمعوا أصوات استغاثة بالعبرية وصفارات إنذار، ودويّ انفجارات قوية، في الخلفية. بينما تلقّى مَن تجاهل المكالمة الأولى "اتصالاً آخر بعد ساعتين"، وفق ما روت شاهدة عيان ممن يعملون في المخابرات الإسرائيلية، لوسائل إعلام عبرية. أما مَن تجاهل المكالمة بتاتاً، فقد تلقّى رسالة مسجلة بالمحتوى نفسه. ووفقاً للمصادر الأمنية، فإنه في أحد التسجيلات سُمع صوت مقطع من فيديو كانت "كتائب القسام" نشرته في العاشر من الشهر الحالي، أظهر اثنين من الأسرى الإسرائيليين لديها. وفي الوقت الذي رجّحت فيه أجهزة أمن إسرائيلية أن تكون "حماس" هي التي تقف وراء هذه الاتصالات، في إطار حملتها وحربها النفسية، توقعت وسائل إعلام عبرية أن تكون هذه المكالمات جزءاً من حملة تخوضها عائلات "المحتجَزين" أو إحدى الحركات التي تُناصرها في معركتها ضد الحكومة. بدورها، نفت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين أن "تكون هي من تقف وراء هذه المكالمات المجهولة، مشيرة إلى أن بعض أفرادها أنفسهم تلقّوا هذه المكالمات". وحذّرت الهيئة من أن يكون توجيه الاتهامات لها محاولة للمساس بها، وجدّدت تأكيدها أن الإسرائيليين يؤيدون عودة جميع المختطَفين والمختطَفات ضمن صفقة واحدة، ولو على حساب إنهاء الحرب. المصدر: الشرق الأوسط


البوابة
منذ 40 دقائق
- البوابة
مصر تتهيأ لـ" حدث كبير وشيك".. ناشطون يصفون حالة الرأي العام
كتب مغردون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر أن البلاد تتأهب لما وصفوه بأنه "حدث كبير وشيك"، في ظل هالة إعلامية قادت الرأي العام في مصر إلى هذا الطرح والتساؤل. الهالة الإعلامية، تسببت بها آراء ومواقف إعلاميين مصريين بارزين، وبعضهم مقربون من الحكومة، أشاروا في تصريحات إلى "حدث كبير وشيك"، دون توضيح طبيعته. ودفع هذا الغموض المتابعين إلى طرح تأويلات متعددة وتساؤلات عما إذا كان الحديث ينذر بتغيرات وشيكة على الساحة المصرية، سواء محليا أو إقليميا، خصوصا فيما يخص القضية الفلسطينية، وفق ما رصدت "الجزيرة" عن عدد بارز من البرامج والمقالات التي نشرها إعلاميون مصريون بارزون. بدورهم، انتقد مغردون ومدونون هذه الطريقة في إثارة "القلق" مشيرين إلى أن هذه التصريحات "كلام مبهم وغير مفهوم الهدف، وأنه "يثير القلق ولا يفيد". إلى ذلك، رأى البعض أن تحذيرات بعض الإعلاميين رغم اختلاف توجهاتهم تبدو كأنها تمهيد صريح لتأهيل الناس نفسيا لتقبّل "نقلة صادمة ومؤلمة" قد تكون قريبة. وتساءل مدونون "ما الحدث الذي يُحضّر له الرأي العام؟ ولماذا يتحدث عدد من الإعلاميين المصريين عن شيء ما سيحدث خلال الأيام القادمة؟"، مشيرين إلى أن أسلوب الترويج وتأهيل الرأي العام لقرارات وأحداث قادمة ليس جديدا في مصر، وفق رأيهم. المصدر: مواقع التواصل الاجتماعي