
حين تتصدع شرعية القمع.. إيران ومأزق النظام الديني في القرن الحادي والعشرين
على مدى أكثر من أربعة عقود، اعتمدت السلطة الدينية في إيران، بقيادة ولي الفقيه، على القمع الداخلي، وتصدير الإرهاب، والخداع الدولي، وانتهاك أبسط حقوق الشعب الإيراني لضمان بقائها. في هذا النظام، لا قيمة لحياة الناس وممتلكاتهم. فالولي الفقيه مستعد للتضحية بكل شيء من أجل الحفاظ على سلطته، بدءًا من الموارد الطبيعية للبلاد وصولاً إلى الجيل الشاب وصانع مستقبل المجتمع.
للحفاظ على بقائها، لا يقتصر هذا النظام على القمع المنهجي والإعدامات الواسعة للمعارضين، بل يهدد أيضًا الأمن والسلم الإقليمي والعالمي من خلال توسيع شبكاته الوكيلة والتدخلات الخارجية. لكن الحقيقة أن هناك قوة ظلت، على مر السنين، تكشف بلا كلل ولا هوادة عن الوجه الحقيقي لهذا النظام، وكانت صوت الشعب الإيراني في المحافل الدولية: المقاومة الإيرانية.
إن الدور المحوري للمقاومة الإيرانية، وخاصة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، في كشف المشاريع السرية للنظام، لا سيما في مجال الأسلحة النووية، والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، وقمع النساء، والفساد المالي المنهجي، ونهب ثروات الشعب، لا يمكن إنكاره. لقد شكلت المعلومات التي كشفت عنها المقاومة أساسًا لقرارات وعقوبات دولية ضد النظام الإيراني، مما أثار غضب ولي الفقيه وكبار قادة النظام أكثر من أي شيء آخر.
بعد إصدار قرار مجلس المحافظين، رحبت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، على الفور بهذا القرار، وأكدت على ضرورة تفعيل آلية "الزناد" فورًا، وتطبيق القرارات الستة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإنهاء تخصيب اليورانيوم وتفكيك المنشآت النووية للنظام. وقالت إن هذا كان يجب أن يتم منذ وقت طويل، لكن بعد التقرير الشامل للوكالة، لم يعد هناك مجال للتأخير أو التردد. مع الإشارة إلى أن المشاريع النووية السرية في "إيوانكي" و"الكوير" بمحافظة سمنان، التي كشفت عنها المقاومة الإيرانية في 8 مايو و10 يونيو 2025، لم تُدرج بعد في هذا التقرير ولم تُخضع للتدقيق.
جدير بالذكر أنه في يوم الخميس 8 مايو 2025 كشف مكتب تمثيل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن، خلال مؤتمر صحفي، بناءً على معلومات جديدة حصلت عليها شبكة منظمة مجاهدي خلق داخل إيران، عن مشروع جديد للمنظمة المسؤولة عن صناعة القنابل النووية، المعروفة بـ "سبند" (منظمة الأبحاث الدفاعية الحديثة)، لزيادة قدرة الأسلحة النووية. وفي هذا الكشف، أوضحت المقاومة الإيرانية تفاصيل الموقع السري لـ "سبند" في منطقة إيوانكي بمدينة كرمسار، المخصص لإنتاج أجزاء مختلفة من الأسلحة النووية.
أصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بيانًا في أعقاب قرار مجلس المحافظين 12 يونيو 2025 جاء فيه: إن الملالي الحاكمين لديهم سجل حافل بالخداع والتستر، ولو لم تكن هناك أعمال الكشف التي قامت بها المقاومة على مدى 34 عامًا، لكانوا قد حصلوا منذ زمن طويل على السلاح النووي. لم يلتزم هذا النظام أبدًا بالتزاماته بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وقرار مجلس الأمن رقم 2231، واستخدم المفاوضات دائمًا لكسب الوقت واستكمال مشاريعه النووية. كان الحصول على القنبلة النووية وتصدير الإرهاب وإشعال الحروب خارجيًا بمثابة الضمان الاستراتيجي لبقاء النظام. إن الإخفاقات الثقيلة التي مني بها النظام وقواته الوكيلة في المنطقة خلال العام الماضي زادت من حاجته إلى المشاريع النووية.
نظام يدّعي في الظاهر الدفاع عن الشعب والقيم الدينية، لكنه في الواقع لا يؤمن بكرامة الإنسان، بل هو العدو الأول لشعبه. يكفي أن يُفتح ملف واحد من ملفات هذا النظام العديدة في مجال حقوق الإنسان أو المشاريع التسليحية في المحافل الدولية، ليرى الجميع كيف حافظت السلطة الحالية في إيران على نفوذها عبر الأكاذيب والترهيب والقمع والاغتيالات على مر السنين.
إذا وُجدت إرادة جادة في المجتمع الدولي لمحاسبة هذا النظام، فإن فتح ملف واحد فقط من هذه الملفات يمكن أن يكون نقطة النهاية لهذه الديكتاتورية. ملفات مثل إعدام السجناء السياسيين في صيف عام 1988 أو إسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية، أو حتى الفساد الهائل الذي نهب ثروات البلاد لصالح قادة النظام، كل منها بمفرده وثيقة دامغة على جرائم هذا النظام.
في الوقت نفسه، يعاني المجتمع الإيراني منذ سنوات من هذه الديكتاتورية، وهو جاهز للإطاحة بها. لقد أظهرت الانتفاضات الشعبية من ديسمبر 2017 إلى الانتفاضة الوطنية عام 2022 مرات عديدة أن الشعب الإيراني لم يعد يرغب في استمرار هذا الوضع. لكن للأسف، سياسة الاسترضاء والتساهل مع هذا النظام من قبل بعض الحكومات شكلت العائق الرئيسي أمام تحقيق رغبة الشعب الإيراني في الحرية والديمقراطية.
استغل النظام الإيراني هذه السياسة، وسعى دائمًا من خلال وعود واهية بالمفاوضات أو الإصلاحات لكسب الوقت وتعزيز نفسه في مواجهة الأزمات الداخلية والدولية. أظهرت تجربة المفاوضات النووية أن النظام لم يلتزم أبدًا بالتزاماته، وفي كل مرة كان يتحايل على الاتفاقيات لمواصلة مشاريعه.
لكن الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة وقفوا في وجه سياسة الاسترضاء هذه. اليوم، تتطلع آمال الشعب إلى المقاومة الحقيقية؛ مقاومة أضعفت النظام بشدة، سواء داخليًا من خلال وحدات الانتفاضة، أو عالميًا عبر الكشف عن الانتهاكات وحملات حقوق الإنسان.
آن الأوان ليعترف المجتمع الدولي بهذه الحقيقة: إن الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع نظام يلجأ داخل بلاده إلى الإعدام والتعذيب، وخارج حدوده إلى الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، ليس فقط أمرًا غير أخلاقي، بل هو أيضًا مضر بالأمن العالمي.
الحل الحقيقي الوحيد هو الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني والاعتراف بالبديل الديمقراطي الذي دفع ثمن النضال من أجل الحرية على مدى سنوات. مستقبل إيران بأيدي أبنائها الشجعان؛ أولئك الذين يهتفون بالحرية في الشوارع والأزقة، وليس في قاعات المفاوضات المظلمة لتجار السلطة.
كلمة أخيرة!
أظهرت التجربة أنه ما دام هذا النظام في السلطة، فلن يتوقف عن القمع، والإرهاب، وتصدير التطرف، وإشعال الحروب، ومتابعة مشاريعه النووية. الحل النهائي للتخلص من ديكتاتورية إرهابية تمتلك قنبلة نووية يكمن في تغيير هذا النظام على أيدي الشعب ومقاومته. كما أعلن آلاف المشرعين وقادة وشخصيات سياسية بارزة من دول مختلفة، يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بحق الشعب والمقاومة في النضال ضد هذا النظام وتغييره.
إن ملف النظام النووي للديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران ليس سوى واحد من العديد من الملفات المناهضة للشعب التي ظلت مغلقة فيما يتعلق بإيران. كانت المقاومة الإيرانية هي الجهة الأولى التي بدأت بفتح هذا الملف. ولهذا السبب، فإن المنتصر الحقيقي في هذا الملف سيكون "المقاومة الإيرانية". وبالتالي، هناك العديد من الملفات في إيران، فتح أي منها سيؤدي إلى تغيير جذري لهذا النظام.
***
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 6 ساعات
- الرأي
الضربات لم تمس «جوهر النووي» الإيراني
- «قنابل الغد النووية» لم تكن في أصفهان... وإسرائيل لم تتمكن من وقف الخريطة والمعرفة النووية الإيرانية - طهران تمتلك القدرة على صنع نحو 9 رؤوس نووية في 14 يونيو، أعلنت إسرائيل أنها نفذت ضربة دقيقة استهدفت منشأة تحويل اليورانيوم (UCF) في مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية. تقع هذه المنشأة في وسط إيران، وقد شكلت لفترة طويلة جزءاً بارزاً من التخطيط العسكري الإسرائيلي ومصدر قلق دائم للغرب في شأن المسار النووي للجمهورية الإسلامية. وبينما كانت الضربة مثيرة من الناحية السياسية والرمزية، إلا أن تأثيرها الإستراتيجي على قدرات إيران النووية يبدو محدوداً. ففي الواقع، ربما أصابت إسرائيل المنشأة، لكنها لم تمس جوهر البرنامج النووي الإيراني. وشملت الحملة الإسرائيلية مجمع ناتانز النووي، حيث تم تدمير البنى التحتية السطحية، بينما بقيت سالمة قاعات التخصيب العميقة، حيث تعمل أجهزة الطرد المركزي الأكثر تطوراً في إيران. وقد أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، أنه لم تُسجّل أي تغيّرات في مستويات الإشعاع، ما يشير إلى أن الأجزاء الحساسة تحت الأرض لم تتضرر. وفي الوقت نفسه، قصفت إسرائيل منشأة فوردو للتخصيب، وهي منشأة محصنة تقع على عمق يزيد على 100 متر تحت جبل بالقرب من مدينة قم. ومع ذلك، لم يُسجّل أي ضرر كبير في قدراتها التشغيلية، ومازال برنامج تخصيب اليورانيوم مستمراً من دون انقطاع. الضربة على أصفهان كانت رمزية أكثر منها إستراتيجية، لأن إيران تعتمد على ذاتها بالكامل في إنتاج اليورانيوم، لا على مصادر خارجية، بل تدير مناجم ومرافق معالجة محلية عدة، بما في ذلك منجما ساغند وغاشين ومصنع إنتاج «الكعكة الصفراء» في أردكان. وتوفّر هذه المواقع إمداداً مستقراً من «الكعكة الصفراء»، وهي مادة مستقرة وغير مشعة يمكن تخزينها ونقلها بسهولة. وحتى مع توقف منشأة التحويل في أصفهان، تظل طهران قادرة على مواصلة برنامجها من خلال إعادة بناء المنشأة أو تحويل الخام إلى مرافق بديلة، أو تسريع عمليات الإصلاح، وذلك خلال أسابيع قليلة فقط. تُستخدم منشأة أصفهان لتحويل الكعكة الصفراء (وهي خام اليورانيوم المركز) إلى غاز سادس فلوريد اليورانيوم (UF6)، وهو الشكل الكيماوي المطلوب لتغذية أجهزة الطرد المركزي. ورغم أن هذه الخطوة أساسية في دورة الوقود النووي، فإن أصفهان ليست المسار الوحيد لإيران. المنشأة نفسها عبارة عن مجمع صناعي مكشوف وغير محصن في شكل كبير، وقد كانت عرضة للضربات منذ أعوام. لكن ما هو أهم مما ضُرب، هو ما لم تُصبه الغارات؟ الأهم من ذلك أن إيران قد تجاوزت بالفعل مرحلة التحويل لكميات هائلة من المواد. وبحسب تقرير سري من الوكالة الذرية تم تداوله في أواخر مايو، فإن إيران تملك الآن 408.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة من نظير اليورانيوم 235. وقد زاد هذا الرقم في شكل كبير في الأشهر الأخيرة، ويتجاوز الآن الكمية اللازمة لصنع نحو تسعة رؤوس نووية، في حال تم تخصيبها لاحقاً إلى 90 في المئة بمستوى سلاح. هذا الرقم ليس تقديرياً... فبحسب معايير الوكالة، فإن 20 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة بصيغة UF6 كافية لصنع قنبلة نووية واحدة. ومع احتساب خسارة 20 في المئة أثناء عملية التصنيع، يمثل مخزون إيران الحالي عند 60 في المئة احتياطياً استراتيجياً خطيراً. إضافة إلى ذلك، تمتلك إيران 606.8 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب حتى 20 في المئة، و3655.4 كيلوغرام مخصباً حتى 5 في المئة. وبلغ إجمالي كمية اليورانيوم بصيغة UF6 الجاهزة لمزيد من التخصيب، بحسب الوكالة الدولية، 7464.0 كيلوغراماً حتى 8 فبراير 2025. ولا توجد أي من هذه المواد في أصفهان، بل هي نتاج عمليات تخصيب وتحويل سابقة، مخزنة وتُدار في منشآت أخرى، خصوصاً في ناتانز وفوردو. هاتان المنشأتان (المحصنتان تحت الأرض) لاتزالان القلب النابض لقدرات إيران التخصيبية. أجهزة الطرد المركزي في هذه المواقع تواصل رفع مستويات التخصيب. ووفق التقرير نفسه، أضافت إيران 92.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة بين فبراير ومايو 2025، ما يعني أن أجهزة الطرد لا تزال نشطة، وربما تسرّع إنتاجها. وعلى خلاف أصفهان، لا يمكن تدمير ناتانز وفوردو بسهولة من دون التسبب بتصعيد عسكري كبير أو رد إقليمي مباشر. من الناحية القانونية، فإن وضع أصفهان معقد. فهي ليست مفاعلاً نووياً، وبالتالي لا يحميها البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، ولا المادة 56 التي تحظر استهداف منشآت توليد الكهرباء النووية إن كانت قد تُعرض المدنيين للخطر. لكن تظل قوانين الحرب الدولية سارية، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والضرورة العسكرية، في أي هجوم على منشآت مدنية ذات استخدام مزدوج. إستراتيجياً، يبدو أن اختيار إسرائيل لضرب أصفهان بدلاً من ناتانز أو فوردو يعكس حرصها على إرسال رسالة من دون إشعال حرب شاملة. فقد حذرت طهران مراراً من أن أي هجوم على منشآتها النووية سيقابل برد عنيف. وحتى في هذه الحالة فإن التأخير لن يتعدى بضعة أسابيع. لذلك، فإن هذا التأخير يبقى محدوداً مقارنة بحجم اليورانيوم المخصب الموجود فعلياً، وقدرة البنية التحتية النووية على التعافي، واستمرار تشغيل منشآت التخصيب. نووياً، تمثل أصفهان نقطة انطلاق. لكن الأهم هو أن إيران قد قطعت بالفعل شوطاً طويلاً نحو بلوغ القدرة النووية. فمع مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، وآلاف الكيلوغرامات الأخرى بمستويات أدنى، وسلسلة متينة من أجهزة الطرد المركزي، تحتفظ طهران بكل العناصر الأساسية اللازمة لتطوير سلاح نووي إذا قررت سياسياً المضي في ذلك، وتالياً فإن تدمير منشأة تحويل واحدة لا يمكنه تغيير هذه الحقيقة. لقد أعادت الضربات الإسرائيلية على ناتانز، فوردو وأصفهان رسم الخريطة التكتيكية، لكنها لم تغيّر المعادلة الإستراتيجية. لم تُدمر المخزونات، ولا يمكنها محو المعرفة التقنية المتراكمة. مازال الزخم النووي الإيراني قائماً. «قنابل الغد النووية» لم تكن في أصفهان - وإسرائيل لم تتمكن من وقف الخريطة والمعرفة النووية الإيرانية.


الرأي
منذ 6 ساعات
- الرأي
المنطقة... على صفيح ساخن!
الضربة الاستباقية التي قامت بها إسرائيل على إيران وراح ضحيتها العديد من القادة العسكريين والمفكرين من علماء الذرة لم تكن لتحدث لولا الاختراق الصهيوني للداخل الإيراني وحصد الموساد معلوماته الكاملة عن مواقع التجارب النووية والعقول العسكرية والعلمية من الصف الأول التي ساهمت في جعل إيران دولة تعمل على تخصيب اليورانيوم وتتجه لتصنيع القنبلة الذرية! الأمر الآخر أن المعلومات الدقيقة التي تحصلت عليها إسرائيل لا يمكن أن تتم بعيداً عن الإسناد والدعم المعلوماتي الأميركي الذي هيأ الأرضية المناسبة لنجاح الضربة التي قامت بها يوم الجمعة الماضي وحققت معظم أهدافها. كما أن الرد الإيراني الذي جاء في اليوم نفسه بعد ساعات كان متوقعاً وقوياً أصاب عمق تل أبيب، لكن مع ذلك لم يكن بمستوى الهجوم الإسرائيلي رغم استمرار الضربات الجوية المتبادلة! العدوان الصهيوني لن يتوقف في ظل وجود دعم واضح من قبل أقوى دولة اقتصادية وعسكرية في العالم قامت بتعطيل دور مجلس الأمن وأحبطت جميع التحركات الساعية لوقف الحرب على غزة أو معاقبة إسرائيل، وجعلته يكتفي بالإدانة والشجب! الصورة واضحة وجلية لمعالم الشرق الأوسط الجديد الذي يتمثل باختصار في تسيد الكيان الصهيوني وتمدد مخالبه نحو الاعتراف به كدولة تقيم معها الدول العلاقات الدبلوماسية والتجارية في المنطقة وأنه لا يوجد شيء اسمه دولة فلسطين! نحن في منطقة الخليج علينا أن نعي ما يدور حولنا وأن ندرك أن الأطماع تتزايد على منطقتنا وأن من يريدون تغيير ثقافتنا و(شقلبة) مبادئنا كثر... لذلك علينا ألا نبارك لأي اعتداءات إسرائيلية على طهران، ونسعى لحفظ المنطقة بميزان العقل لا العاطفة! نعم، نختلف مع إيران في كثير من سياساتها، وأبرزها تخوفنا من (نوويها) ومن التلويح المستمر بالقوة وتدخلها في شؤون الاخرين... لكن في الوقت ذاته هذا لا يبرر للكيان الصهيوني ضرب طهران وإشعال المنطقة بحروب لن يستفيد منها سوى إسرائيل التي تخشى من أي قوة في العالم قد تهدد أمنها عسكرياً ونوويا في المستقبل! على الطاير: • تعازينا الصادقة لمنظومة مجلس الأمن الذي انتقل إلى الآخرة بعد طوفان الأقصى السابع من أكتوبر 2023! ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع، بإذن الله نلقاكم! email:[email protected] twitter: bomubarak1963


كويت نيوز
منذ 7 ساعات
- كويت نيوز
وكالة الطاقة الذرية: لا أضرار إضافية في منشأتي «فوردو» و «نطنز» بإيران
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إن منشأتي 'فوردو' لتخصيب اليورانيوم، و'نطنز' النووية في إيران، لم تتعرضا لأي أضرار إضافية منذ الهجوم الذي وقع الجمعة. وفي بيان نشره غروسي، عبر الحساب الرسمي للوكالة على منصة 'إكس' أمس السبت، أشار إلى أن المعلومات المتوفرة لدى الوكالة تؤكد عدم تسجيل أي أضرار في منشأة 'فوردو' لتخصيب اليورانيوم ومفاعل 'هونداب' للماء الثقيل، الذي لا يزال قيد الإنشاء. وأوضح أن منشأة 'نطنز' النووية، لم تتعرض لأي أضرار إضافية منذ الهجوم الإسرائيلي يوم الجمعة. وأمس السبت، أعلن بهروز كمالوندي المتحدث الرسمي باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن أضرارا 'محدودة' لحقت ببعض مناطق موقع تخصيب اليورانيوم في منشأة 'فوردو'، جنوب طهران، جراء الهجوم الإسرائيلي. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية 'فارس' عن كمالوندي قوله إنه تم نقل جزء كبير من المعدات والمواد مسبقا إلى خارج المنشأة، ولم تكن هناك أضرار واسعة النطاق'. وأشار إلى أنه لا يوجد أي قلق بشأن التلوث الإشعاعي، كما أكد أن الأضرار التي لحقت بمجمع نطنز النووي كانت سطحية ومحدودة. ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته 'الأسد الصاعد'، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة ومبان سكنية واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. ومن جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن طهران أطلقت عملية 'الوعد الصادق 3' ردا على الضربات الإسرائيلية.