
هل تحوّلت وكالة تنمية الأطلس إلى مكتب دراسات في ظل تأخر ملموس لإعادة إعمار مناطق الزلزال؟
زنقة 20 ا عبد الرحيم المسكاوي
رغم مرور ما يقارب سنتين على زلزال الحوز المدمر، الذي خلّف مئات الضحايا وأضرارا جسيمة في البنية التحتية لعدد من الأقاليم الجبلية، لا تزال مئات الأسر المنكوبة تقيم في الخيام، في ظل تأخر إعادة البناء، وتحديات يومية مرتبطة بانعدام الطرق والتجهيزات الأساسية كالكهرباء والماء الصالح للشرب.
في هذا السياق، يطرح عدد من المتتبعين علامات استفهام كبيرة حول أداء وكالة تنمية الأطلس الكبير، التي أوكلت إليها مهام الإشراف على تنفيذ برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال 8 شتنبر، وهو البرنامج الذي تم تقديمه أمام جلالة الملك محمد السادس خلال جلسة عمل بتاريخ 20 شتنبر 2023.
ففي الوقت الذي ينتظر فيه المواطنون تفعيلًا ميدانيًا لبرامج الإعمار وإعادة التأهيل، أطلقت الوكالة مؤخرًا صفقة لإعداد دراسة تخص التنمية الهيدروفلاحية للمناطق المائية الصغيرة والمتوسطة بإقليم شيشاوة، بغلاف مالي يقارب مليون درهم (100 مليون سنتيم)، ما أثار موجة من الانتقادات حول جدوى الأولويات المعتمدة، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها العديد من الدواوير المتضررة.
ويعتبر عدد من الفاعلين المحليين أن الوكالة، التي أنشئت بموجب مرسوم استثنائي إثر الزلزال، توشك أن تتحول إلى 'مكتب دراسات' أكثر من كونها مؤسسة عمومية للتنمية الميدانية، إذ لم يُسجل لها إلى حدود الساعة أي تقرير دوري حول تدخلاتها، ولا معطيات رسمية توضح نطاق عملها، وحجم منجزاتها، أو نسب تقدم الأشغال في المناطق المتضررة.
ويزداد الغموض حول دور الوكالة في ظل غياب تام لأي حضور ميداني ملموس لها في عدد من الجماعات المتضررة، مقابل تواصل معاناة السكان مع مسالك غير مهيأة، ومنازل مهددة بالسقوط، وخدمات اجتماعية أساسية شبه منعدمة، رغم ضخامة الغلاف المالي المرصود من طرف الدولة وصندوق الحماية الاجتماعية والتماسك الاجتماعي.
وفي ظل هذا الوضع، يطالب عدد من المتضررين والمنتخبين والفاعلين الجمعويين بنشر تقارير دورية توضح حصيلة تدخلات الوكالة، وتسريع وتيرة المشاريع ذات الطابع الاستعجالي، والقطع مع منطق الدراسات على حساب الفعل الميداني، وتوضيح رؤية الوكالة وجدول زمني دقيق لإعادة الإعمار، والحرص على الشفافية والمحاسبة في تدبير الصفقات العمومية.
إن إعادة بناء ما دمره الزلزال لا يحتاج فقط إلى دراسات نظرية، بل إلى نَفَس ميداني قوي وإرادة تنموية فعالة تعيد الثقة للمواطنين، وتحول شعار 'إعادة الإعمار' إلى واقع ملموس في أعالي جبال الأطلس الكبير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تيفلت بريس
منذ 2 ساعات
- تيفلت بريس
عاجل..جماعة تيفلت تقرر إغلاق رحبة بيع المواشي بالسوق الأسبوعي'أربعاء تيفلت'
تيفلت بريس ينهي رئيس المجلس الجماعي لمدينة تيفلت. أنه بناء على الظهير الشريف رقم 1.115.85 الصادر في 20 رمضان 1436 الموافق لـ (7) يوليو 2015) بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات. وبناء على مقتضيات المادة 100 من القانون التنظيمي المشار إليه أعلاه. وبناء على الإهابة الملكية السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وسدد خطاه، والداعية إلى إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد لهذه السنة، نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. وحرصا على الحفاظ على القطيع الوطني وضمان النظام العام داخل السوق الأسبوعي بمدينة تيفلت وبعد التشاور مع السلطات المحلية والمصالح المعنية. يقرر ما يلي المادة الأولى: تغلق رحبة بيع الأغنام والماعز والأبقار بالسوق الأسبوعي 'أربعاء تيفلت' يومي الثلاثاء 03 والأربعاء 04 يونيو 2025 بصفة استثنائية. المادة الثانية: يعهد بتنفيذ هذا القرار إلى السلطة المحلية والمصالح الجماعية المعنية، كل في نطاق اختصاصه. المادة الثالثة: ينشر هذا القرار ويعلق بالأماكن المخصصة


الألباب
منذ 2 ساعات
- الألباب
رجل الطاقة محمد غياث يبرز ريادة المغرب في الاستثمار الأخضر خلال افتتاح 'حوار مراكش'
الألباب المغربية خلال افتتاح الدورة الأولى لـ'حوار مراكش حول الاستثمار الأخضر'، الذي انطلقت فعالياته يوم أمس الجمعة، أبرز نائب رئيس مجلس النواب، محمد غيات، التزام المغرب الإستباقي، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في مجال التنمية المستدامة والاستثمار الأخضر. مؤكدا أن المغرب يُعد فاعلًا رئيسيًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال الطاقات النظيفة، بفضل مركب 'نور' الشمسي بورزازات، الأكبر على مستوى القارة الأفريقية، وبفضل محطات الطاقة الريحية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة. كما شدد على أهمية المناطق الصناعية الخضراء في بروز قطاع صناعي يحترم البيئة ويتمتع بالقدرة التنافسية على الصعيد العالمي. مضيفا أن مساهمة البرلمان في هذا الورش المستقبلي تكمن في تعزيز الحوار وبناء التوافق من خلال تعاون إقليمي يخدم المناخ والتنمية المستدامة. وفي امتداد لروح مؤتمر الأطراف (كوب 22) والالتزامات المناخية التي تم اتخاذها هنا بمراكش، فإن ملائمة التشريعات الوطنية في هذا المجال من شأنها أن تفتح المجال أمام تدفق تمويلات هامة لدعم مبادرات خضراء تُحدث فرصًا للشغل وتسهم في رفاهية شعوب القارة الإفريقية. ويُنظم هذا الحدث من طرف منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، بشراكة مع 'برلمان المناخ'، وبمشاركة العديد من ممثلي برلمانات الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية والإنجليزية. كما ستنعقد الدورة الثانية من 'حوار مراكش حول الاستثمار الأخضر' ما بين 19 و21 يونيو المقبل.


الجريدة 24
منذ 3 ساعات
- الجريدة 24
فيلا فاخرة وهبة مشبوهة.. خيوط جديدة تُربك موقع الناصري في ملف 'إسكوبار الصحراء'
في تطور جديد لقضية "إسكوبار الصحراء" التي تشغل الرأي العام المغربي، شهدت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الجمعة، جلسة حاسمة كشفت تفاصيل مثيرة حول ارتباط شخصيات بارزة بشبكة يُشتبه في تورطها في أنشطة إجرامية معقدة. وأدلى سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي والقيادي السابق في حزب الأصالة والمعاصرة، بشهادته أمام الهيئة القضائية، مجددًا نفيه القاطع لأي علاقة له بأنشطة غير قانونية، وسط أجواء مشحونة ومواقف متباينة بين الدفاع والنيابة العامة. الجلسة التي ترأسها المستشار علي الطرشي اتسمت بتبادل استفسارات معمقة بين الوكيل العام للملك والمتهم الناصري، حيث تم التركيز على تفاصيل دقيقة تتعلق بعدة ممتلكات وشبهات مالية تحيط بتصرفاته خلال سنوات سابقة. من بين أبرز النقاط التي تمحورت حولها الأسئلة، ملف فيلا كاليفورنيا، والتي شدد الناصري على أنه اقتناها بموجب عقد مبدئي سنة 2017 من شخص يُدعى بلقاسم المير، مقدّمًا للمحكمة وثائق تشمل فواتير إصلاحات ومراسلات متعلقة بتزويد العقار بشبكتي الماء والكهرباء، مؤكدا أن توثيق عقد الملكية لم يتم إلا بعد سداد كامل المستحقات في 2019. النيابة العامة استفسرت أيضًا عن مصدر هدية مالية ضخمة بلغت مليارًا و800 مليون سنتيم تلقاها الناصري من مواطن سعودي. ورفض المتهم الكشف عن اسم المانح علنًا أمام المحكمة، مشددًا على أن المبلغ تلقاه كهبة شخصية مقابل خدمة أسداها، ولا علاقة لها بصفقة انتقال اللاعب أشرف بنشرقي إلى نادي الهلال السعودي، التي أكد أنها تمت بشكل قانوني وبمبلغ منفصل بلغ ملياري سنتيم لفائدة نادي الوداد. وتوسعت دائرة الاستفسارات لتشمل تفاعلات بين المتهم وعدة أشخاص وردت أسماؤهم في الملف، من ضمنهم "و.ن"، الذي وصفه الناصري بأنه شخصية غامضة لا يملك عنوانًا واضحًا وتوفي في حادثة سير قبل سنوات. وقدّم الناصري أدلة تضمنت فواتير فندقية وبيانات اتصالات لدحض فرضية وجوده في مواقع يُشتبه بتواجده فيها مع متهمين آخرين، مشيرًا إلى تناقض أقوال أطراف، بينهم المالي الحاج أحمد بن إبراهيم، الذي اتهمه الناصري باختلاق روايات وخلق "خيال واسع". وبعد لحظات من التوتر، اضطرت المحكمة إلى رفع الجلسة مؤقتًا، قبل أن تعود الأمور إلى مجراها إثر توضيح النيابة العامة أنها لم تتعمد الإساءة، مقدّمة اعتذارًا رسميًا للهيئة والدفاع، ومؤكدة أن تكرار الأسئلة جاء في سياق كشف الحقيقة، وليس بدافع الاستهداف. واستمرت النيابة العامة في استنطاقها للناصري، مستعرضة وقائع تتعلق بمفاتيح شقة في المحمدية كانت بحوزة شخصين وردت أسماؤهما في الملف، وسيارة اقتناها المتهم سنة 2014 بمبلغ إجمالي بلغ 130 مليون سنتيم، نفت النيابة تسويته الكاملة بينما أصر الناصري على أنه قدّم دفعة نقدية وأخرى بشيك بنكي في وقت لاحق. كما خضع الناصري لاستجواب بشأن شقة بحي الفتح في الرباط، حيث تم التساؤل عما إذا كانت مسجلة باسم شركة 'A4' أو بأحد المتهمين، ليجيب بأن العقار تم تشييده على أرض عارية وسُجل باسم الشركة المذكورة، معبّرًا عن استغرابه من إتمام إجراءات البيع في وقت كان أحد المتورطين المفترضين رهن الاعتقال. واختُتمت جلسة الجمعة بتأكيد سعيد الناصري تمسكه بأقواله، مشددًا على التناقضات التي تطبع تصريحات بعض الشهود في الملف، وطالب بانتداب خبير تقني من شركة اتصالات المغرب لإثبات موقع هاتفه خلال تواريخ معينة يُشتبه فيها بتورطه في لقاءات مشبوهة، مؤكدًا في المقابل أنه كان يقيم بفندق بالرباط، وأدلَى بفواتير الإقامة وبيانات معاملات مالية تدعم روايته. وقررت المحكمة تأجيل مواصلة النظر في القضية إلى 12 يونيو المقبل، لاستكمال الاستماع إلى باقي المتهمين، من بينهم عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق. ويُنتظر أن تسفر الجلسات المقبلة عن معطيات إضافية قد تساهم في فك طلاسم هذا الملف المعقد الذي جمع سياسيين، رجال أعمال، ووجوه معروفة داخل المجتمع المغربي.