رغم اقتراح شات جي بي تي لهذه المنافسة
لطالما كانت شركة "OpenAI"، مطورة روبوت الدردشة الشهير شات جي بي تي ، تُطلق توقعات طموحة حول اقتراب الوصول لذكاء عام اصطناعي فائق، لكن روبوت الدردشة الرائد الخاص بها تلقى هزيمة نكراء مؤخرًا على يد جهاز عتيق في إحدى أقدم ألعاب المهارة في العالم.
باستخدام مُحاكٍ، وضع أحد مُطوّري البرامج "شات جي بي تي" في واجهة مع محرك الشطرنج الخاص بجهاز "Atari 2600" وذلك لاختبار قوته المجازية في لعبة "Video Chess" للشطرنج التي أُطلقت عام 1979 لجهاز "Atari 2600".
ومحرك الشطرنج هو برنامج كمبيوتر مصمم خصيصًا للعب الشطرنج. و"Atari 2600" وهو نظام ألعاب فيديو صدر لأول مرة عام 1977.
لكن يُزعم أن "شات جي بي تي" قد "تعرض لهزيمة ساحقة" على مستوى المبتدئين في "Video Chess" التي يبلغ عمرها 46 عامًا، بحسب تقرير لموقع "PCMag" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business".
وخلط "شات جي بي تي" بين الطابية (المعروفة أيضًا بالقلعة) والفيل، وأخطأ في اكتشاف الهجوم المزدوج للبيادق، وكان ينسى باستمرار مواقع القطع على رقعة الشطرنج، بحسب ما نقله التقرير عن منشور على لينكدإن حول التجربة.
وألقى روبوت الدردشة باللوم في هزيمته على أيقونات قطع الشطرنج المُبكسلة في لعبة "Atari" مما جعل من الصعب تمييزها.
ومع ذلك، لم يتحسن أداء "شات جي بي تي" بعد التحول إلى نظام التدوين القياسي للشطرنج، الذي يعتمد على كتابة وتسجيل نقلات الشطرنج باستخدام رموز وحروف مختصرة.
ويُزعم أن "شات جي بي تي" ظلّ يعد بتحسين أدائه "إذا بدأنا من جديد"، لكنه استسلم بعد حوالي 90 دقيقة، علمًا أن روبوت الدردشة هو من اقترح في البداية هذه المُنافسة، وذلك في مُحادثة حول هذا الموضوع مع المُطور الذي أعد التجربة.
ولا تعني هذه التجربة أن "شات جي بي تي" عديم الفائدة في الشطرنج، لكن نظرًا لكونه نموذجًا لغويًا بالدرجة الأولى وليس حاسوبًا فائقًا، فمن غير المرجح أن يؤدي هذا الدور بكفاءة.
ولطالما اعتُبر تفوّق الحواسيب على البشر في لعبة الشطرنج مقياسًا لقوتها على مدار عقود. ففي عام 1997، تصدّرت شركة "IBM" عناوين الأخبار عندما تمكّنت تقنيتها "Deep Blue" من هزيمة بطل الشطرنج العالمي غاري كاسباروف في سلسلة من المباريات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«الدرويشة»... قصص تمزج براءة الطفولة بالفانتازيا
عن دار «مسافات» للنشر بالقاهرة، صدرت أخيراً المجموعة القصصية «الدرويشة» للكاتبة المصرية صفاء النجار. تدور المجموعة في فلك 3 نصوص كبرى، تمزج فيها الكاتبة براءة الطفولة بأجواء من الفانتازيا، وفق منظور إنساني رهيف يخرج من حدود الواقع برتابته إلى آفاق مدهشة من الخيال الرحب واللا معقول. تحت عنوان «يوميات سندريلا في القصر»، تستكشف الراوية العليمة مناطق نفسية ومفارقات اجتماعية غابت عن الرواية الرسمية للقصة الشهيرة عالمياً. أما في «سنوات الظل والتيه» فتغوص المؤلفة في عالم شديد الخصوصية لطفلة تمتلك قدرات خاصة وأسئلة موجعة تظل بلا إجابة عبر عدة قصص تندرج تحت هذا العنوان مثل «الحلم الذي لن أرويه لجدتي» و«أنا جميلة لأني أشبه أمي» و«أبي لم يكن موظفاً كبيراً» و«تمساح فستقي يحتل مطبخي» و«البراح الذي يسكنني». وتنطوي «ورم مشاكس يؤنس وحدتي» على ألم ومفارقة يتشكلان من خلال الفضاء البدني والمعنوي، كما تحوي النصوص المندرجة تحت هذا العنوان على مقاربة لموضوعات الفقد والموت والمرض. مما يجعلنا أمام مجموعة قصصية أشبه بـ«دفتر الحياة». يشار إلى أن صفاء النجار حاصلة على الدكتوراه من كلية الإعلام، جامعة القاهرة، وصدرت لها 3 روايات هي «استقالة ملك الموت»، «حسن الختام»، «مقامات الغضب»، فضلاً عن المجموعة القصصية «البنت التي سرقت طول أخيها» ومن أجواء المجموعة القصصية نقرأ: «رأيت حلماً، وأنا كثيراً ما أصنع أحلامي، لكنني هذه المرة لا أخترع حكاية كما أن التردد الذي أبديه وعدم رغبتي في حكيه والقتامة الباردة التي تقبض صدري... كلها تؤكد فعلاً أنه حلم وليس نسيجاً صنعته مخاوفي. في الغالب لا تحتوي أحلامي على أمنيات لكنها رؤى تحملني وزر تحقيقها. ولأن التجارب تجعلنا أكثر حنكة فنتعلم كيف نتخير الفصلات والنقاط والحروف التي نخبر بها عن رؤانا، فإنني أتردد الآن أمام مجرد الرغبة في إعادة رواية حلمي ثم إنه لماذا علي أن أتطوع وأحكي شيئاً أنا وحدي الشاهد عليه ولم يعرف أحد بحدوثه غيري؟ التجارب التي تعلمنا الحكمة تثقلنا بالشك وتبتلينا بعدم اليقين، فعندما كنت صغيرة كانت جدتي تعرف كل ما أراه من أحلام كأننا نشاهد الحلم نفسه أو كأننا نتشارك مشاهدة المسلسل التركي (حريم السلطان) كما نفعل في التاسعة مساء كل ليلة وفي ظهيرة الغد التالي نستعيد معاً قصة الحب بين سليمان وهيام. كانت قدرتها على إكمال حلمي تبهرني وتؤكد لي أن الآخرين يمكن أن يشاركوني الحلم نفسه. هذه الفكرة في طفولتي كانت مطمئنة مريحة، خاصة إذا كان بحلمي أشباح ونساء وأيادٍ مقطوعة. كنت واثقة وأنا في الحلم أن جدتي التي كنت أنام بجوارها في السرير ستدفع هذه الأيدي قبل أن تلمس بأطرافها المهترئة وجهي، ففي الصباح تجدني جدتي ملتصقة بها فتسألني: حلمت بإيه يا بيضا؟


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
تحديث iOS 26 ينهي معاناة مستخدمي أجهزة آيفون مع نغمات الرنين
يتضمن نظام iOS 26 الذي أطلقته شركة "آبل" مؤخرًا تغييرات كبيرة وميزات جديدة خاصةً لأجهزة الآيفون، ومن أبرز هذه الميزات، التصميم الجديد المسمى (الزجاج السائل) Liquid Glass، والذي سيتوفر عبر جميع الأجهزة المتوافقة، كما تتضمن تلك الميزات ميزة طال انتظارها من قبل مستخدمي آيفون لأكثر من 16 عامًا تتعلق بنغمات الرنين. ميزة طال انتظارها أكثر من 16 عامًا وتفصيلًا، وبعد طول انتظار، سيحصل مستخدمو آيفون على ميزة اعتبرها مستخدمو نظام "أندرويد" أمراً بديهياً منذ أكثر من 16 عاماً، مع إطلاق إصدار نظام "iOS 26" المرتقب من نظام تشغيل الآيفون. وسيتيح التحديث الجديد للمستخدمين تعيين نغمات رنين مخصصة بسهولة وسلاسة، وهي الميزة التي كانت متوفرة لمستخدمي " أندرويد" منذ عام 2008، ولا تستغرق عادة أكثر من دقيقة. ميزة تعيين نغمات رنين مخصصة في آيفون وكان مستخدمو أجهزة الآيفون يواجهون حتى الآن صعوبة بالغة عند محاولة تعيين نغمات مخصصة، حيث كان الأمر يتطلب استخدام تطبيقات معقدة مثل "GarageBand" الذي يتجاوز حجمه 1.5 غيغابايت، أو اللجوء إلى أجهزة ماك لاستخدام تطبيق "Music" وتحويل الملف الصوتي، ثم نقل النغمة إلى الهاتف عبر تطبيق "Finder"، لكن مع نظام "iOS 26" الجديد، ستصبح هذه العملية أكثر سهولة من أي وقت مضى، ولن تتطلب سوى بضع نقرات بسيطة. وقد أظهر الإصدار التجريبي الأول للمطورين، أن المستخدم سيتمكن من اختيار أي ملف صوتي موجود داخل تطبيقات مثل "الملفات" (Files) أو "المذكرات الصوتية" (Voice Memos)، ثم النقر على زر المشاركة واختيار الخيار الجديد "Use as Ringtone" (استخدام كنغمة رنين). وبمجرد تنفيذ هذه الخطوات، ستتم إضافة النغمة تلقائياً إلى قائمة نغمات الرنين في الهاتف، مع إمكانية تعيينها كنغمة افتراضية لجميع المكالمات أو تخصيصها لجهات اتصال معينة. إطلاق تحديث iOS 26 وكانت شركة التكنولوجيا العملاقة " آبل"، قد أطلقت رسميًا نظام التشغيل iOS 26 لهواتف آيفون، في خطوة تهدف إلى إعادة صياغة تجربة مستخدمي أجهزتها الذكية. وقد عرض التحديث الجديد ضمن فعاليات مؤتمر "آبل" السنوي للمطورين،WWDC 2025 ويتضمنiOS 26 إعادة تصميم شاملة للنظام تعتمد على لغة تصميم جديدة تُعرف باسم Liquid Glass، وهي تعتمد على واجهة شفافة تنعكس فيها العناصر المحيطة، وتنكسر فيها الإضاءة بشكل يسلط الضوء على المحتوى، ويمنح المستخدمين شعوراً بالحيوية والانسيابية. ويمتد التصميم من قفل الشاشة، والشاشة الرئيسية إلى الأيقونات، وعناصر التحكم، ونوافذ العرض، ما يعزز من طابع التخصيص، وتتغير ملامح وتصميم عناصر الشاشة خاصة في شاشة القفل حسب طبيعة الصورة المختارة كخلفية، مما يُضفي بعداً بصرياً جديداً على التجربة.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
مصر: «الباعة الجائلون» يستخدمون «حناجرهم» ببراعة رغم هيمنة التكنولوجيا
من شرفة منزل متواضع بمنطقة شعبية في ضاحية الهرم (محافظة الجيزة)، خرجت سيدة ثلاثينية بمجرد أن سمعت النداء: «اللبن... يلاااا اللبن»، بينما ينزل أولادها الثلاثة إلى الشارع بسعادة، يستقبلون البائع المتجول، ليختاروا ما يشتهون، في مشهد يوحي بـ«المكافأة اليومية». الأول اختار حلوى «الأرز باللبن»، والأخرى «الجُبن»، وثالثهم «اللبن»، والأم تدير حواراً مع البائع وأولادها من شرفتها. كان ذلك في الفترة بين صلاتي المغرب والعشاء، حين يكون الأربعيني هاني محمد، في منتصف رحلته اليومية لبيع منتجاته، وهو يقطع طريقه ببطء، متفحصاً النوافذ؛ لعل أحداً يطلّ. يتجول هاني، بدراجة هوائية، يحمل على جانبيها قِدر الألبان وفي وسطها صندوق لحمل الجُبن والأرز باللبن، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنه يعمل بائعاً متجولاً منذ 25 عاماً، ومن دخل هذا العمل ربّى أولاده. بائع الألبان المتجول واحد ضمن عشرات الباعة ممن يجوبون المنطقة ليل نهار، بعضهم يبيع الخضروات والفاكهة، مطلقين نداءات مثل «مجنونة يا أوطة (طماطم)»، أو يتغزلون في فاكهتهم: «يا بلح ولا تين ولا عنب زيك». وآخرون يبيعون المثلجات و«غزل البنات»، بخلاف «البليلة»، وهي وجبة تُعدّ من القمح، سجل أحد الباعة أغنية للدعاية لها، ونسخها الباقون. شاب مصري عامل اغنية للبليلة #بليلة #kenzysala @Shroukagag ♬ الصوت الأصلي - Shroukagag نوع آخر من المتجولين، هم المنادون على «الروبابيكيا» و«الزيوت المستعملة»، ممن يشترونها مقابل بيعها فيما بعد لآخرين. اللافت استمرار ظاهرة الباعة المتجولين الذين يعتمدون على النداء المباشر بأصواتهم الجهورية، رغم التطور التكنولوجي وما أحدثه من تغيرات في حركة البيع والشراء، حتى جاوز حجم التجارة عبر الإنترنت في مصر عام 2022 نحو 121 مليار جنيه (الدولار يساوي 49.5 جنيه)، بزيادة 30 في المائة عن عام 2021، وفق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. ويرجع الباحث في الإنثروبولوجيا، وليد محمود، استمرار هذه الظاهرة إلى «طبيعة زبائنهم»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «زبائنهم لا يتحملون دفع 50 جنيهاً (نحو دولار) لتوصيل السلع». ربما حمل ذلك مبرراً لوجودهم بكثرة في المناطق «الشعبية» و«الريفية» أو بعض «المدن الجديدة»، لكنهم يتمددون أيضاً إلى مناطق مرفهة. ففي منطقة المهندسين (تبعد نحو 5 كيلو مترات عن وسط القاهرة)، يتجول باعة باستمرار، معلنين عن بضاعتهم بحناجرهم القوية، مزاحمين كبار المحال التجارية صاحبة «البرندات». تداخل إنساني فسر الباحث في علم الاجتماع والإنثروبولوجي، عصام فوزي، أسباب توغل الباعة الجائلين بـ«العلاقة الإنسانية التي تنشأ بينهم وبين أهالي المناطق التي يتجولون فيها»، ووصفها بـ«العلاقة الملتبسة، أحياناً ينزعجون منهم ومن أصواتهم العالية، وأخرى يمازحونهم ويشترون منهم وينتظرونهم». بعدما اختار أبناء سيدة الشرفة ما يشتهونه، تفاجأت الأم بأن طلبات أبنائها جاوزت الـ100 جنيه التي أعطتها لهم، فطلبت من البائع أن تدفع الباقي في اليوم التالي عند مروره، ووافق دون تردد. ويرجع البائع موقفه إلى «العلاقة الإنسانية» بينه وبين زبائنه، قائلاً: «لا بد أن أشعر بالناس، فأنا أبيع اللبن منذ كان سعره 180 قرشاً للكيلو، والآن أصبح بـ40 جنيهاً». باعة في منطقة العتبة لا يتجولون لكن لا يستقرون في محال تجارية أيضاً (الشرق الأوسط) يسود الصمت عادةً في منطقة حدائق أكتوبر (تبعد نحو 36 كيلومتراً عن وسط القاهرة) إلا من أصوات الباعة الجائلين، مرة يبيعون أسطوانات الغاز، وأداتهم النقر على الأسطوانة، أو الفواكه مستخدمين عبارات مبتكرة. والأكثر وجوداً من بينهم في هذه المنطقة هم جامعو «الروبابيكيا»؛ يطلق أحدهم الكلمة «بيكيااااااا»، والآخر «روبابيكيا بيكياااا» ثم يزيد «أيّ كراكيب قديمة... أيّ كتب مدارس... أيّ تلاجات أيّ غسلات»، مستخدمين مكبرات صوت، لينفذ نداؤهم إلى الأدوار المرتفعة، وبعضهم يستخدم تسجيلاً. ويرى فوزي أن «دخول هذه الأدوات على عمل الباعة انعكاس لتغليب الجوانب النفعية على الفنية»، موضحاً: «في الماضي كانت الجوانب الفنية أكثر وضوحاً حتى أن سيد درويش استلهم بعض ألحانه وأغنياته منهم». جامع روبابيكيا يستخدم عجلة بصندوق فيما آخرون يستخدمون سيارات نصف نقل (الشرق الأوسط) يسرح الباحث الاجتماعي الذي جاوز الستين عاماً بذاكرته في زمن طفولته، في مدينة الزقازيق، حين كان يمر بائع «العرقسوس» (مشروب مُثلج) مردداً مقطعاً غنائياً للترويج لمشروبه، والأطفال من حوله يرقصون على نغم الأغنية، مع الصاجات التي يستخدمها هؤلاء أداة إضافية للتنبيه، فضلاً عن ملابس خاصة تميزهم. حسين الصياد، بائع المثلجات واحد ممن استبدل النداءات المسجلة بصوته، فقبل سنوات كان يتجول في شوارع منطقة العمرانية (جنوب العاصمة) منغماً كلمة «الطبيييييعي»، ويقصد أنه يصنع مثلجاته من فواكه طبيعية. الآن يتجول مع جهاز تسجيل ومكبر صوت يردد «بولة بولة» (وحدة تعبئته). يقول لـ«الشرق الأوسط» إنه «أكثر راحة له، يحافظ على جذب الانتباه وفي الوقت نفسه لا يكلف حنجرته عبء النداء». لا يحمل الباعة الجائلون فقط بضائعهم، لكنهم يحملون معها «ذاكرة المدن وسلوكيات قاطنيها»، وفق فوزي، قائلاً: «كل منهم قادر على رصد تفاصيلها بدقة، ويتغيرون فيعكسون تغير تلك المدن». كان بائع الألبان هاني محمد يتجول حاملاً «زُمارة» لتنبيه زبائنه بقدومه، لكن «بسبب الأطفال الذين يتندرون عليّ، لم أعد أستخدمها، وأضطر للنداء الذي يرهق حنجرتي، خصوصاً أنني لا أستخدم مكبر صوت، حتى لا أزعج السكان». ويضيف بأسى: «الأخلاق لم تعد متوفرة مثلما كانت قديماً». تغيُّر آخر يتمثل في حالة «الركود» التي يرصدها هاني، وكذلك بائع الخضروات شعبان رجب (30 عاماً) الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يبدأ عمله في الصباح بالتمركز في نقطة معينة، لكن مع تقدم اليوم، وركود البيع يتجول بحثاً عن الرزق». وتواجه مصر أزمة اقتصادية منذ عام 2016، دفعت الحكومة إلى تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار أكثر من مرة، وكذلك اللجوء للاقتراض من صندوق النقد الدولي. وانعكس ذلك على مستوى معيشة الكثيرين وسط ارتفاع لنسبة التضخم، التي سجلت في مايو (أيار) الماضي، على مستوى سنوي 13.1 في المائة. بائع الألبان هاني محمد خلال جولته بإحدى ضواحي الهرم (الشرق الأوسط) ويقول بائع الألبان: «كنت أتجول ببضاعة 3 أضعاف الحالية، وتُباع في وقت أقل، الآن أحتاج إلى 6 ساعات حتى أتمكن من بيع بضاعتي رغم قلتها». ويعدُّ فوزي أن «الباعة الجائلين ظاهرة تتجاوز الزمن»، إذ إنهم «موجودون منذ قرون، منذ كانوا ينادون (شكوكو بإزازة) فهؤلاء من أوائل الباعة الجائلين، كانوا يعدون لعبة بلاستيكية بسيطة على شكل الفنان الكوميدي محمود شكوكو (1912-1985)، حتى يشجعوا الأطفال على تقديم ما لديهم من زجاجات فارغة، تستخدم في عمليات إعادة التدوير». ولا يبدي الباحث في الإنثروبولوجي وليد محمود التقدير ذاته لهم، إذ يذهب ذهنه إلى «باعة المترو ووسائل النقل» الذين وفق قوله «يبيعون بضائع غير مطابقة للمواصفات»، ويضيف: «بعضهم يمارس الشحاتة (التسول) تحت ستار البيع». أما المتجولون في الأحياء الشعبية فيرى أنهم «يتهربون من الضرائب، ويزعجون السكان بنداءاتهم المتكررة»، على حد تعبيره.