logo
القلق المسيحي يتصاعد في سوريا... هل ينتهي بالتهجير على غرار ما حصل في العراق؟

القلق المسيحي يتصاعد في سوريا... هل ينتهي بالتهجير على غرار ما حصل في العراق؟

لم تنته تداعيات التفجير الارهابي الذي طال كنيسة مار الياس الارثوذكسية في دمشق، والذي ادى الى سقوط 25 ضحية واكثر من ستين جريحاً في بيت الله، على يد انتحاري "داعشي" أراد تحويل الكنيسة الى ركام واشلاء ودماء منتشرة في أرجائها، بدل التراتيل والصلوات والابتهالات، بهدف إطلاق رسائل في كل الاتجاهات يخطّ المسيحيون دائماً حبرها بدمائهم، فيُقتلون بطرق وحشية من دون اي ذنب، ويدفعون كالعادة الاثمان الباهظة. وتوجَه الرسائل من خلالهم في كل الاتجاهات، ليُردّ عليها بالاستنكارات والبيانات فقط لا غير، من دون ان تتخذ اجراءات أمنية إستباقية لردعها كما يجب، لتبعد عنهم الهواجس والمخاوف والقلق الشديد من دفعهم فاتورة الارهاب دائماً بالدماء، ومن دون الحماية المطلوبة من بعض الدول العربية، فتعاد الجريمة ومعها تزايد القلق من تهجير نهائي للمسيحيين، الباحثين دائماً عن ملاذ آمن في هذا الشرق الساخن امنياً وسياسياً.
فإذا بالمشهد الامني الحاقد يتكرّر دائماً، فكان آخره في كنيسة مار الياس في العاصمة السورية، وسبقه ما جرى في معلولا في شهر آذار الماضي من تهجير مسيحي غير مسبوق، بسبب الاجراءات الامنية المشدّدة والمضايقات التي قام بها عناصر"هيئة تحرير الشام" التابعة للسلطة الحالية، ما جعل معلولا شبه فارغة من المسيحيين، الامر الذي شكّل ضربة سياسية قوية للرئيس السوري أحمد الشرع، نسبة الى المعنى الديني والتراثي الذي ينطبق على بلدة معلولا، أقدم المناطق المسيحية في العالم، التي تضم أديرة وكنائس يعود تاريخها الى العصور الأولى للمسيحية. واللافت انّ سكانها ما زالوا يتكلمون اللغة الآرامية اي لغة السيد المسيح.
الى ذلك، وعلى الرغم من كشف جهاز المخابرات السوري بعد 24 ساعة مدبّر عملية تفجير كنيسة مار الياس، مع عدد من افراد الخلية "الداعشية"، إضافة الى عدد من الخلايا النائمة، ما زالت المخاوف المسيحية حاضرة بقوة من تكرار هذا النوع من العمليات الارهابية، بالتزامن مع أخبار عن حدوث اخرى مماثلة قريباً، للتذكير بأنّ هذا النوع من الخلايا ما زال طرفاً في المعادلة السورية، وقادراً على إستهداف المسيحيين وغيرهم من الاقليات ساعة يشاء، وسط هواجس تتفاقم يومياً من ان يصبح مصيرهم كمسيحيي العراق، وتحديداً مسيحيي الموصل وبغداد وسهل نينوى، اي المناطق التي شهدت العنف والهجومات، ما أدى الى نزوح كبير للمسيحيين العراقيين.
للاضاءة على ما جرى والتداعيات التي نتجت عن تفجير الكنيسة، أجرت "الديار" حديثاً مع راعي أبرشيّة صور وصيدا وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، فأشار الى وجود مخاوف جرّاء التهديدات التي سمعنا بها عبر وسائل الاعلام من هؤلاء الارهابيين، الذين فجّروا بيت الله، مستنكراً بشدّة ما جرى، وقال: "هذه الامور ناتجة عن جهل، والجاهل يعتبر انّ الله غير موجود، لكن على هؤلاء ان يفهموا اننا أبناء هذه الارض منذ اكثر من 2000 سنة، والمسيحيون أتوا قبلهم وعليهم ان يحترموا أبناء البلد"، مشدّداً على "ضرورة بقاء المسيحيين في ارضهم لانهم متجذرون فيها"، مذكّراً بما قاله السيّد المسيح: "لا تخافوا انا معكم الى الابد"، لذا لا يجب ان نخاف ممَن يقتل الجسد، فنحن نادينا بالشهادة قبلهم".
وعن مدى وجود خوف على مسيحيي لبنان، أشار المطران كفوري الى وجود مخاوف بعد الذي حصل، لكن اقول لهم: "ارضنا ارض قداسة والمسيح زار ضواحي صيدا وصور وفعلَ العجائب، فنحن أهل الارض واهل البلد، وسنبقى منارة هذا الشرق وبلد الايمان والحضارة".
وعما اذا كان هناك شرق اوسط حضاري من دون المسيحيين؟ يجيب المطران كفوري: "ننحني امام الحضارة الاسلامية، لكن هذه الحضارة بدأت معنا وتفاعلت مع الديانات السماوية، فخلقت انفتاحاً على الآخر وتلاحماً بين المسيحيين والمسلمين، نشأت عنه حضارة العيش المشترك".
في سياق متصل، إعتبر مصدر أمني في حديث لـ"الديار" بأنّ التفجير المذكور ليس رسالة موجّهة فقط الى المسيحيين، بل الى العلويين والدروز الذين نالوا نصيبهم ايضاً، وللقول الى المجتمع الدولي "أننا هنا وقادرون على تحقيق اهدافنا"، لكن من خلال الاوتار الطائفية الحساسة لتأجيج الصراع من جديد في سوريا، وإستهداف الكنائس لبث الخوف في نفوس المسيحيين، الذين باتوا يشعرون انهم غرباء في ارضهم، وبأنهم معرّضون دائماً كي يكونوا كبش محرقة في اي وقت"، ناقلاً انه تم تعليق الصلوات في الكنائس لوقت غير محدّد خوفاً على سلامة المصلّين.
هذا المشهد بدا واضحاً في كلمة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، خلال تشييع ضحايا التفجير اذ قال: "أنّ تعازي الرئيس أحمد الشرع لا تكفي في وقت يتصاعد فيه القلق بين الأقليات الدينية، بشأن قدرتهم على الاعتماد على ضمانات الحكومة الجديدة بالحماية"، محمّلاً الحكومة السورية مسؤولية التقصير في حماية الأقليات وسط تصفيق لافت من الحضور.
في غضون ذلك، إنتشرت احصاءات سورية تشير الى انّ أن المسيحيين كانوا يشكلون نحو 7 بالمئة من السكان قبل الحرب عام 2011، لكن نسبتهم اليوم لا تتجاوز 2 بالمئة، بعد هجرة كبيرة الى لبنان وبعض الدول الاوروبية.
وعلى الخط اللبناني، افيد بانّ إجراءات امنية إستباقية إتخذت على الحدود مع سوريا وفي الداخل، بعد إنتشار أخبار عن إمكانية تفجير بعض دور العبادة في لبنان، لإحداث فتنة مذهبية متنقلة بين المناطق خصوصاً المختلطة منها، لكن الاستنفار الامني منتشر بقوة، وآخر هذه الاجراءات ما اعلنه الجيش اللبناني يوم الثلاثاء الماضي في بيان: "انه تم توقيف قائد تنظيم داعش الإرهابي الملقب بـ" قسورة"، وقد أتى هذا الاعلان بعد يومين على تفجير الكنيسة في سوريا".
وبالتزامن مع أيام عاشوراء، تشهد المداخل الرئيسية للضاحية الجنوبية في بيروت إجراءات أمنيةً مشدّدةً من قبل الجيش تحسباً لأي طارئ، خصوصاً امام الجوامع والخيم العاشورائية، كما تشهد الكنائس وجوداً عسكرياً امام مداخلها خصوصاً أيام الآحاد، وتبدو الاجهزة الامنية في جهوزية تامة، والتدخل قائم بقوة ضدّ كل من يُخلّ بالأمن، على ان تبقى هذه التوجيهات الحيّز الأكبر لمنع انتشار الخلايا الارهابية.
صونيا رزق - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحجّار: لا نرغب بدخول لبنان في مشاكل أكبر منه... الانتخابات النيابية في موعدها وخطّة لحماية السياح
الحجّار: لا نرغب بدخول لبنان في مشاكل أكبر منه... الانتخابات النيابية في موعدها وخطّة لحماية السياح

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

الحجّار: لا نرغب بدخول لبنان في مشاكل أكبر منه... الانتخابات النيابية في موعدها وخطّة لحماية السياح

أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجّار في حديث إلى مجلة "الأمن"، أنّ الانتخابات النيابية ستجري في موعدها، وستكون مرآةً حقيقيةً لإرادة الناس وتجديد الحياة السياسية في لبنان. ووجّه كلمةً وجدانيةً في مناسبة عيد قوى الأمن الداخلي الـ١٦٤، متحدثًا عن المؤسسة التي نشأ فيها، وعرفها من الداخل، ويفتخر بأنّه ابنها ويتشرف بالانتماء إليها، مؤكدًا أنّ "قوى الأمن هي ضمانة المواطن". وشرح ماذا يعني إعادة العمل بقاعة محكمة سجن رومية، عارضًا لبعض الحلول لمشكلة اكتظاظ السجون، ومقترحًا إعادة إدارة السجون إلى مصلحة السجون بوزارة العدل حسب القانون. سئل: كيف تقيّمون سير العملية الانتخابية البلدية والاختيارية التي حصلت؟ أجاب: "سارت بشكل ممتاز بالرغم من كلّ الصعوبات والتحديات التي كانت موجودة، علمًا أنّ التحضير لها جرى في فترة قصيرة بعد تشكيل الحكومة. لكنّ الإصرار والجهد اللذين بُذلا جعلا الانتخابات تُنجز وتسير بشكل جيّد، بل ممتاز". سئل: هل هناك دروس مستخلصة من هذه التجربة سيتم اعتمادها في الاستحقاق النيابي المقبل؟ أجاب: "طبعًا، بالنسبة إليّ كانت تجربة جديدة. لقد كانت أول انتخابات يتم التحضير لها في فترة قصيرة وأشرفتُ عليها شخصيًا وتحمّلتُ المسؤولية كاملة مع فريق العمل في الوزارة بدءًا من التحضيرات إلى مواكبة العملية الانتخابية بالكامل. كنا نجري جلسة تقييم أسبوعية لتلافي الثغرات والاستفادة من الأمور الإيجابية ونطوّرها. ونحن نجري الآن عملية تقييم شاملة للاستفادة منها في الانتخابات النيابية المقبلة إن شاء الله". سئل: هل تعتقدون أنّ نتائج الانتخابات تعكس فعلًا إرادة الناس؟ أجاب الحجّار: "وضعنا شعار "الحياد التام" ونفّذناه منذ بداية الانتخابات، الحياد كان بتوجيهات من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ومن وزارة الداخلية والبلديات، كما اعتمدنا مبدأ الشفافية وكانت كلّ الإجراءات واضحة أمام الرأي العام. تابعَنا الإعلاميون مباشرة، وفتحت لهم أبواب الوزارة لتزويدهم بكلّ ما يريدون من معلومات عبر الشاشات التي وُضعت في غرفة العمليات المركزية وفي الباحة الداخلية. عملية الفرز، إصدار النتائج، كلّ الأمور جرت وفق أعلى معايير الشفافية. بذلنا جهدًا كبيرًا لملاحقة المال الانتخابي وكلّ المخالفات، وسعينا للمحافظة على النزاهة الكاملة. كلّ هذه الأمور ساهمت في إنجاح العملية الانتخابية، وجاءت النتائج لتعكس فعليًا إرادة الناس الذين عبّروا عن رأيهم بحرية تامة". سئل: "إذا لم تحصل تطورات أمنيّة إقليميّة أو محليّة، نحن على أبواب صيف واعد. هل اتخذتم تدابير لتأمين الأجواء الأمنيّة للسياح؟" أجاب: "رغم الظروف التي تتحدث عنها، وضعنا خطة أمنيّة قبل أسابيع لحماية السياح، سواء من اللبنانيين القادمين من الخارج ومن الدول العربيّة أم الغربيّة، عبر خلق أجواء مريحة. بدأنا هذه التدابير في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت عبر زيادة عدد الكونتوارات وتسهيل المعاملات دخولًا وخروجًا، بالإضافة إلى مشروع تأهيل وتحسين طريق المطار، إنارتها وتجميلها وتخطيطها بتوجيه وإشراف رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، وأنا من بينهم، بالإضافة إلى إجراءات أمنيّة ظاهرة ومستترة على طول الطريق وصولًا إلى وسط بيروت، كما تشديد التدابير الأمنيّة في كلّ لبنان وبصورة خاصة في الأماكن التي يرتادها السياح في العاصمة بيروت والخط الساحلي والجبل". سئل: ما أسباب ارتفاع معدل السرقات والجريمة؟ أجاب: "أحيانًا نلاحظ، حسب الإحصاءات، ارتفاعًا في بعض أنواع الجرائم مثل النشل والسرقات في بعض المناطق، وخصوصًا في بيروت، لكن في المقابل نلاحظ تراجعًا في سرقات السيارات. وارتفاع السرقات قابله ارتفاع بنسبة التوقيفات بحدود 25%، ما يدلّ على فعاليّة قوى الأمن الداخلي في مكافحة هذه الظواهر، والتي تعود لأسباب متعددة، من بينها الأزمة الاقتصاديّة، الحرب التي مرّت على لبنان، النزوح السوري واللبناني، والتراكمات من السنوات الماضية قبل انتخاب فخامة رئيس الجمهورية أو تشكيل الحكومة. نحن الآن نعمل بشكل جدّي وفعّال على مكافحة هذه الظواهر في بيروت والمدن الكبرى وكلّ المناطق". سئل: هل تنسّقون مع الأجهزة الأمنيّة الأخرى؟ أجاب: "طبعًا. كما تعلم، يرأس وزير الداخلية مجلس الأمن الداخلي المركزي، ومنذ استلامي مهامي عملت على عقد اجتماعات متتالية لهذا المجلس، وهو الإطار الأمثل للتنسيق بين جميع الأجهزة الأمنيّة من جيش وأمن داخلي وأمن عام وأمن دولة وغيرها. وحرصت على أن يكون المجلس هو منصّة للعمل الأمني المشترك، وقد أعطينا توجيهات للتنسيق الكامل بين القادة الأمنيين، وهذا أعطى نتائج إيجابيّة في الانتخابات البلدية وسنراها في المرحلة المقبلة، سواء في التحضير لموسم الاصطياف أو في الإجراءات الأمنيّة الأخرى". سئل: ماذا تقول للمواطن اللبناني وللسائح الذي يزور لبنان؟ أجاب الحجّار: "أقول لهم إنّ لبنان ينتظرهم، والشعب اللبناني يفتح قلبه لكلّ سائح أو مغترب. لبنان بلد فريد يتمتّع بطقس جميل، وضيافة مميزة، وعلاقات طيبة مع الجميع، وأمن جيّد بفضل الإجراءات التي بدأناها من المطار. لا أنكر أنّ الوضع الأمني في المنطقة ضاغط، لكن اللبناني يمتلك إرادة الحياة. فرغم وجود الاحتلال الإسرائيلي، أجرينا الانتخابات في الجنوب وسار لبنان بأجندة الدولة، ونجحنا في الجنوب وفي كلّ لبنان، بفضل إرادة الحياة والبقاء التي نملكها". سئل: "لعلّ موقف الحكومة الأخير بضرورة حياد لبنان يبعده عن المخاطر؟" أجاب: "أكيد. نحن لا نرغب بأن يدخل لبنان في مشاكل أكبر منه. نريده بمنأى عن تداعيات الأحداث في المنطقة". سئل: هل يمكن أن نطمئن الشعب اللبناني أنّ الانتخابات النيابية ستجري في موعدها؟ أجاب: "كما أجرينا الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها، بعد التأجيل الذي حصل لثلاث مرات متتالية، أرى أنّه لا يوجد أيّ سبب يمنع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها. إنّه استحقاق مهمّ لتجديد الحياة السياسية. وزارة الداخلية منكبة على التحضيرات، والحكومة ستواكب ذلك. وهذا قرار متّخذ على أعلى المستويات". وعن أبرز التحديات في التحضير لهذه الانتخابات؟ قال الحجّار: "أشارك في اجتماعات اللجان النيابية لمناقشة التعديلات المقترحة على قانون الانتخابات، كتصويت المغتربين والبطاقة الممغنطة. وقد شُكّلت لجنة وزارية برئاستي مع عدد من الوزراء المعنيين للنظر في هذه التعديلات. كلّ هذه الأمور تهدف إلى ضمان إجراء الانتخابات في وقتها رغم التحديات الأمنيّة والإدارية"، مضيفًا "طموحنا هو إجراء الانتخابات إلكترونيًّا بكبسة زر، لكنّ ذلك يتطلب تحضيرات وبنية تحتيّة، ونحن نعمل على ذلك، ولكن قد لا تكون جاهزة للانتخابات المقبلة. نحن بصدد العمل على بطاقة هويّة إلكترونيّة (Digital ID) ونعمل على تأمين التمويل اللازم. أمّا البطاقة الممغنطة، فالموضوع قيد الدراسة وكلّ ذلك مرتبط بالتعديلات على قانون الانتخاب، ونحن نواكبها". سئل: هل تعدون الناس بانتخابات نيابية نزيهة أيضًا؟ أجاب: "الجميع شهد على نزاهة وشفافيّة الانتخابات البلدية والاختيارية، والدولة كانت على الحياد التام، ونفتخر بذلك. الفضل ليس لي وحدي، بل لكلّ فريق العمل، من المدراء العامين إلى الموظفين والضباط والإعلاميين. كان عملًا جماعيًّا، وقوى الأمن الداخلي أدّت واجبها بالكامل. أعدكم بأن تكون الانتخابات النيابية المقبلة نزيهة وشفافة، وأن تعكس صناديق الاقتراع تطلّعات الناس، وأن تجدّد الحياة السياسية لمستقبل أفضل للبنان". سئل: كيف تقيّمون وضع مؤسسة قوى الأمن الداخلي في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة الضاغطة؟ أجاب: "عانت قوى الأمن الداخلي كما غيرها من المؤسسات من الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد. ومع ذلك، أثبتت أنّها ضمانة أمن المواطنين. لم تتأخّر يومًا عن تأدية مهامها، وأنا واكبت عملها حتى بعد تقاعدي وحاليًّا كوزير للداخلية. هذه المؤسسة تستحق كلّ دعم. نعمل حاليًّا على تحسين رواتب الضباط والعناصر والموظفين المدنيين، وكلّهم لهم حقوق يجب على الدولة أن تلبيها. أنا أعرف مشاكل وهموم المؤسسة قيادة وضباطًا وعناصر وسأبقى صوتهم بهدف تحقيق مطالبهم المحقّة". وعن خطة تطوير قوى الأمن الداخلي؟ قال الحجّار: "قوى الأمن الداخلي لم تتوقف يومًا عن التطور. كنت في قيادة معهد قوى الأمن الداخلي، وأعددت الخطة الاستراتيجية 2018–2022 التي ساهمت بنقلة نوعية. حاليًّا، أعمل على خطة استراتيجية لوزارة الداخلية، وطلبت من قوى الأمن الداخلي إعداد خطة خاصة بها. وسأتابع ذلك مع اللواء المدير العام للبناء على ما تحقق، واستكمال تطوير المؤسسة". وحول مناسبة عيد قوى الأمن، والكلمة التي توجّهها للضباط والعناصر، قال الحجّار: "أعتز أنّني ابن قوى الأمن الداخلي، وأفتخر أنّني خرجت من هذه المؤسسة. أقول لرفاقي من كلّ الرتب: يجب أن تكونوا قدوة في مواجهة الأزمات والصعاب. حقوقكم أمانة، وسأسعى دائمًا لتحقيقها. كونوا كما عرفتكم دائمًا على قدر تطلّعات المواطنين". سئل: ماذا يعني فعليًّا إعادة العمل بقاعة محكمة سجن رومية؟ أجاب: "شاركت بوضع الحجر الأساس لهذه القاعة يوم كنت قائدًا لمعهد قوى الأمن. وتم تشييدها، لكنها لم تعمل لفترة طويلة، ومؤخرًا بعد التنسيق مع وزير العدل مشكورًا والذي أوجّه له تحية، عملنا على إعادة العمل في القاعة وبالفعل تم إنجاز عدد كبير من المحاكمات وهي ما زالت مستمرة بهدف تخفيف الاكتظاظ في سجن رومية المركزي والإسراع في الأحكام". سئل: قلتم إنّ السجن يجب أن يكون إصلاحيًّا لا عقابيًّا. ماذا يعني ذلك في لبنان؟ أجاب الحجّار: "السجن يجب أن يؤهّل السجين لا أن يعاقبه فقط. سجن رومية بُني كمؤسسة إصلاحيّة، وكان فيه مشاغل تعليميّة، لكنها تحوّلت إلى غرف بسبب الاكتظاظ. نعمل الآن على إعادة تأهيل المساجين للانخراط في المجتمع، وقد بدأنا بذلك في سجن الأحداث في الوروار بدعم من الاتحاد الأوروبي وأصدقاء من لبنان. نريد أن تكون هذه التجربة نموذجًا. فالسجين هو مواطن جنح لكن لا يمكن حذفه من المجتمع"، مضيفًا "نعمل على تخفيف الاكتظاظ، ونأمل في إعادة إدارة السجون إلى وزارة العدل كما ينص القانون، بحيث تبقى قوى الأمن مسؤولة عن الحماية الخارجيّة فقط، وهذا يعني التحوّل إلى إدارة سجون متخصّصة من قبل إدارة متخصّصة". سئل: هل تملكون رؤية شاملة لإصلاح السجون؟ أجاب: "نعم. نحتاج إلى بناء سجون جديدة، وإدارة حديثة تحت إشراف وزارة العدل. هناك خطة لم تُنفّذ سابقًا لأسباب متعددة، ونأمل تنفيذها قريبًا". وختم الحجّار: "أتمنى أن أكون وزير الناس. دائمًا كان يُقال بأنّ وزير الداخلية والبلديات هو الحاكم الإداري للجمهورية، إلا أنّني أقول بأنّ طموحي هو أن أكون خادمها الإداري. هذه هي السياسة كما أفهمها: التضحية والعمل ونذر النفس والشفافيّة والابتعاد عن الطموحات الشخصية والمصالح... والعمل من أجل الناس. سأبقى أتابع شكواهم وأتفاعل معهم مباشرة. الأمن، السير، الدراجات، وكلّ الملفات ستكون أولويتنا، وسيكون الهمّ الأمني للناس هو الشغل الشاغل بالنسبة إليّ، وسنُطلق قريبًا خدمة الشكاوى المباشرة للمواطنين. أنا حاليًّا أتلقى الشكاوى وأعالجها لكن في القريب سنُطلق هذه الخدمة لأنّه من حق المواطن أن يحصل على حقّه عند أيّ تقصير أو خلل في المرافق التابعة لوزارة الداخلية".

البابا تواضروس في تهنئة للرئيس السيسي: ثورة 30 يونيو وضعت أسس الجمهورية الجديدة
البابا تواضروس في تهنئة للرئيس السيسي: ثورة 30 يونيو وضعت أسس الجمهورية الجديدة

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

البابا تواضروس في تهنئة للرئيس السيسي: ثورة 30 يونيو وضعت أسس الجمهورية الجديدة

هنأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجميع أبناء مصر، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة ٣٠ يونيو. وقالت الكنيسة في بيان لها: تلك الثورة التي قام بها الشعب المصري في حماية القوات المسلحة الوطنية وقوات الشرطة الباسلة، حفاظُا على تاريخه وهويته ومستقبله. وتابع البيان: لقد أسست ثورة يونيو ٢٠١٣ قواعد بناء الجمهورية الجديدة المنوط بها إرساء العدل وحفظ الحقوق وفتح الآفاق أمام الكل للسعي وتحقيق الغايات. وواصل : نثق أن الدولة المصرية والمصريين كافةً يدركون حجم التحديات التي تواجههم، وأن طريق البناء ما زال طويلاً وأننا بالعمل المخلص الجاد سنصل حتمًا إلى ما نربو إليه ونرجوه. واختتم : نصلي أن يحفظ الله وطننا العزيز ويحميه من كل سوء، وينعم عليه بدوام الاستقرار والتقدم.

وزير التعليم:نُجدد العهد على مواصلة العمل لبناء وطن
وزير التعليم:نُجدد العهد على مواصلة العمل لبناء وطن

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

وزير التعليم:نُجدد العهد على مواصلة العمل لبناء وطن

أصدر محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بيانا رسميا أكد خلاله أنه يتقدم بخالص التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والشعب المصري العظيم بمناسبة حلول الذكرى الثانية عشرة لـ ثورة 30 يونيو المجيدة وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني : ثورة 30 يونيو هي ثورة شعبية سطّر فيها المصريون ملحمة وطنية خالدة في لحظة فارقة لاستعادة هويتهم وصون إرادتهم الحرة. وأضاف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني : في هذا اليوم المجيد، نُجدد العهد على مواصلة العمل من أجل بناء وطن يليق بتضحيات أبنائه، وندعو الله عز وجل أن يحفظ مصر وشعبها ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار. وعلى جانب آخر .. وقعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مع وزارة الاسكان، بروتوكول تعاون مشترك بشأن نقل الانتفاع والإشراف الإداري للمدارس بالمدن الجديدة، والمشيدة بمعرفة وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية (هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة). ويهدف البروتوكول إلى تعزيز التعاون المشترك، والتنسيق الكامل، بشأن إدارة وتشغيل المدارس المشيدة الكائنة بمدينة السادس من أكتوبر؛ لتطبق نظام التعليم الألماني على غرار شهادة النيل الدولية، حيث ستكون مدرسة مدينة السادس من أكتوبر النموذج الأول (النواة) لتفعيل هذا التعاون المشترك، على أن يتم لاحقًا تحديد باقي المدارس التي سيشملها البروتوكول في مختلف المدن الجديدة وفقًا لما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين. ومن جانبه، أعرب محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، عن بالغ سعادته بالتعاون المثمر مع وزارة الإسكان والمتمثل في البروتوكول الذي وقع اليوم، موضحًا أن الوزارة وضعت خطة استراتيجية لإدارة هذا النموذج المميز من المدارس الدولية، مشيرًا إلى بدء تفعيل تجربة المدارس المصرية الألمانية بداية من العام الدراسي المقبل، كما أشار إلى وجود مشاورات جارية مع السفارة الفرنسية لبحث إنشاء مدارس فرنسية، بما يدعم التنوع والتكامل في منظومة التعليم الدولي داخل مصر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store