logo
أحزان «إيدى كوهين»

أحزان «إيدى كوهين»

المصري اليوم٢١-٠٤-٢٠٢٥

تتواصل إسرائيل مع العالم بأكثر من صوت ووجه، تتراوح بين العقلانى الجاد مثل «دورون سبيلمان»، والهزلى التافه «أفيخاى أدرعى»، والمتراشق الكياد «إيدى كوهين».
وتتوزع الأدوار داخل بيئتها السياسية بين الأصوات المتطرفة وأحيانا المخبولة وبين الأصوات العاقلة وكل هذه الخيارات متوفرة ضمن طيف واسع من المفاضلات، بحيث تطل «تل أبيب» بأكثر من وجه وتتحدث بأكثر من نبرة.
لكن واحدا من أبرز هذه الوجوه مؤخرا هو «إيدى كوهين» الأكاديمى والصحفى الإسرائيلى الذى لا تكاد تعرف له أصلا ولا تتذكر متى بات فاعلا بتغريداته الشهيرة وتسجيلاته ومكايداته.
فى البداية كنت أحسب أن كوهين مجرد حساب وهمى تعمل من وراءه جهة ما، فهو ساخر أحيانا وغاضب فى أخرى، يفهم العرب فهما دقيقا وفى نفس الوقت يتسم بغباء صافٍ. يراوح فيما يكتب بين الاستدعاء التاريخى والتسريب المعلوماتى والتطاول على الجميع، ويبدو طوال الوقت غاضبا مستنفرا فى حيرة من أمره. مهما كان ثبات نبرة رسالته.
وبشىء من المتابعة يبدو أن كوهين يتلقى علاجا نفسيا، أو تلقى لفترة ما، فهو غاضب لسبب لا يعلمه إلا هو، سبب خاص جدا يتخطى الصراع العربى الإسرائيلى ككل، وهو متأرجح المزاج فيما يشبه النوبات الشعورية المتطرفة، كما أنه يتصادم بكل ما أوتى من قوة.. كأنه فى معركة ما تخصه قبل أن تخص إسرائيل.
طبعا هناك أداء سوقى يميز تغريداته لحد أنه أول وجه إسرائيلى يتحدث العربية، يتراوح أداؤه بين «التحليل» و«الردح» بأكثر مما هو الترويج لمظلومية زائفة أو محاولة فرض رؤية ملوية العنق تجاه ما يحدث.. بل يبدو حريصا طوال الوقت على إظهار الكثير من التطاول على عدد من الحكام العرب وإشاعة ما يهيأ للبعض كأسرار خاصة بهم.
الطريف أن إيدى كوهين يخاطب متابعيه من العرب وفق تصور العرب عن اليهود لا وفق ما هم عليه بالضرورة، فكأنه قرأ صورة اليهودى فى تراث العرب فسار على ملامحها الرئيسية حذوا بحذو، كأنه يعيد إنتاجها سينمائيا.. كنمام وغادر وساع بالوقيعة وبخيل ولئيم ومتقلب وبلا وفاء، يوقد نار الحرب التى لا يطفئها إلا الله.
كما أنه يقتات، بلا حياء، على شعور الهزيمة النفسية الذى يروج معه البعض أن إسرائيل تخترق كل الدول العربية وأنها فاعلة فى الظلال الخلفية لكل مؤسسات قرارها، ويروج لمثل هذه الفرضيات بكل ما يترافق معها من شعور بالدونية والعجز لدى معتقديها.
طبعا لم يفوت إيدى الجدل الهائل الذى رافق سقطة «محمد رمضان» بملابسه الفاضحة التى ظهر بها قبل أيام فى مهرجان كوتشيلا، ليملح الجراح بتغريدته التى ذاعت «أيوه ارقصى يا محمد.. أنا أعشق هذا الجيل».
ويدرك ابن كوهين مدى الإهانة النفسية التى سيستشعرها العرب مرتين، مرة لأجل سلوك رمضان، ومرة لأجل اسمه.
ويدرك كوهين الفارق حين يشتبك مع «نمبر وان» بأكثر من تغريدة مكايدة، وبين تعليقه على كلام فضيلة المفتى الأسبق الدكتور على جمعة حول السابع من أكتوبر ومظلومية الشعب الفلسطينى. فلغته هنا ليست هى هناك.
يدير كوهين معاركه وتلسيناته وتطاولاته على كل البلدان العربية، مع الأخذ فى الاعتبار النسبة والتناسب والتى تجعل مصر حاضرة فى تغريداته وسفالاته بصورة كبيرة.
فقد اشتهر أفيخاى أدرعى بسبب طول مكوثه فى موقعه كمتحدث إعلامى باللغة العربية للجيش الإسرائيلى، وبإطلالاته الهزلية الكوميدية، وبتغريداته التى يسعى من خلالها لتوكيد وجوده ولخلق تفاعل معه على المدى الطويل.
أما وجه مثل «دورون سبيلمان» فهو واثق وتحليلى وعقلانى ويجيد سرد المروية الإسرائيلية على شاشة سى إن إن، وهو على مقاس مهمته الدقيقة، خلافا لمهمة الوجوه الإعلامية المتعاملة مع العرب، ويغلب على هذه الوجوه الفوضى والابتذال والسوقية والتراشق لا التواصل.. والنكاية لا الحوار.. والإهانة لا الشرح.
أما إيدى كوهين فهو موجة مختلفة تماما، يتحصل على معلومات تبدو مسربة وفى نفس الوقت يتنصل من تبعة الانتماء لأى جهة رسمية. غير أن حديثا لإيدى كوهين ظهر للعلن مؤخرا حين ترجمه خبير الشأن الإسرائيلى ثاقب الرؤية الدكتور محمد عبود، بينما يتحدث كوهين داخل أعمال مؤتمر عقد داخل الكنيست بمشاركة نخبة من خبراء الشأن المصرى تحت عنوان يتناول ما أطلق عليه «الحدود المصرية الإسرائيلية والواقع الأمنى المتغير». وجاء فى حديثه انزعاج عنيف من اللغة المصرية الرسمية سواء من الدولة أو من الإعلام المصرى. أما الإعلام فهو يشير إلى تبنيه مصطلحات كـ «الاحتلال الإسرائيلى» و«الكيان الإسرائيلى» وما شابه من مسميات تضمر احتقارا وخصومة مع تل أبيب.
أما فيما يخص خطابها الرسمى، فقد علق كوهين على تعبير الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى حين قال فى معرض إشارته لحرب أكتوبر «إذا كان الجيش المصرى قدر يعملها مرة.. فهو هيبقى قادر يعملها كل مرة»، معتبرا أن مثل هذه التصريحات تعكس خصومة صريحة تكنها مصر لإسرائيل، وأن لها ما بعدها.
والطريف أن كوهين فى المقطع الذى ترجمه الدكتور محمد عبود، بدا غير كوهين الذى يملأ فضاء تويتر كراهية وسخرية وتلسينا وتطاولا.
فقد كان هنا حزينا كسيرا مرتبكا، كأنه هو «العربى» الذى يشيع صورته فى تغريداته.. قليل الحيلة مذعور مختبئ. فبدا أن كوهين ينتحل صورة سينمائية لليهودى تستقر فى نفس العربى.. بينما هو يعيش فى داخله بسيكولوجية العربى التى يتخيلها اليهودى!.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صواريخ ايران تزلزل تل أبيب وحيفا وتهز المشروع الصهيوني
صواريخ ايران تزلزل تل أبيب وحيفا وتهز المشروع الصهيوني

وضوح

timeمنذ ساعة واحدة

  • وضوح

صواريخ ايران تزلزل تل أبيب وحيفا وتهز المشروع الصهيوني

بقلم / الدكتور محمد النجار لم تمر ساعات على إيران إلا واستفاقت من الهجوم الاسرائيلي القاسي المفاجئ فجر الجمعة13-06-2025م ، والتي خسرت فيه معظم قادتها العسكريين وكبار علماءها النووين ، حتى جاء الرد الإيراني المزلزل والذي أصاب الإسرائيليين بالرعب ويفكر كثيرون منهم بالرحيل مما مما يشكل بداية إنهيار المشروع الصهيوني. التبختر والخيلاء الصهيوني في الوقت الذي خرج فيه النتنياهو مزهوا بالضربة الرهيبة التي وجهتها اسرائيل ضد المنشآت النووية الايرانية وقواتها العسكرية – فجر الجمعة 13-6-2025م – محاولاً استعادة ماضي اسرائيل بانتصارها عام 1967 على الجيوش العربية الثلاثة – في ستة أيام . وتدعي اسرائيل منذ ذلك التاريخ بأن جيشها هو الأقوى في المنطقة ، وأنه الجيش الذي لا يُقهر. الإنكسار الصهيوني والانهزامية أمام مقاومة غزة الباسلة وقد قهرته أيادي وعزائم المقاومة الفلسطينية الباسلة الشريفة ، رغم ضعف إمكانياتها والحصار المضروب عليها من كافة الجهات منذ عشرين سنة. وقد شهد العالم أجمع للمقاومة الفلسطينية في غزة في كيفية دفن شرف العسكرية الاسرائيلية في تراب غزة الطاهر طيلة ((21)) شهر أي قرابة سنتين. هجوم ايراني مركب وفي هجوم ايراني مركب طوال الليلة الثانية لتلك الحرب الإجرامية الاسرائيلية ، شنت ايران هجوما قويا على الكيان الصهيوني بصواريخ باليستية و فرط صوتية تتخطى سرعة بعضها ((6))اضعاف سرعة الصوت ، وبعضها اكثر من ذلك ، كما استخدمت الطائرات المسيرة التي يصل مدى بعضها اكثر من 2000كيلومتر. وقد أصابت الصواريخ الايرانية اكثر من ((61))مبنى داخل الكيان الصهيوني تلك الليلة (ليلة وأفاد رئيس 'بلدية بات يام' أن أكثر من 30 مفقود اسرائيلي ، وإصابة (61) مبنى مصاب سيتم هدم معظمها وذلك في صبيحة يوم الاحد 15-06-2025م. صرخة النتنياهو من بات يام: اسرائيل تخوض حرب وجودية لم يجد النتنياهو بُداً من زيارة منطقة ((بات يام)) الاسرائيلية المنكوبة ، التي أمطرتها الصواريخ الإيرانية والطائرات المسيرة طوال الليل وحتى الساعات الاولى من نهار الاحد 15-06-2025م ، فأصابت وهدمت اكثر من ((61)) مبنى . ومن قلب المباني الكثيرة المدمرة ، كانت صرخة النتنياهو الأليمة قائلا : ((إسرائيل تخوض معركة وجودية)).. محاولة النتنياهو استمالة تعاطف الجمهور واستطرد النتنياهو مردداَ في نبرة حزينة تبريرية للجماهير الصهيونية : ((نحن هنا لأننا في معركة وجودية بات يدركها جميع الإسرائيليين))) (((تخيلوا ماذا كان سيحدث لو امتلكت إيران أسلحة نووية لضرب المدن الإسرائيلية، إنه تهديد وجودي لإسرائيل))). ثم قال :((تخيلوا ماذا كان سيحدث لو امتلكت إيران 20 ألف صاروخ من هذا النوع)). رئيس الكيان الصهيوني: صباح حزين ونقلا عن الإعلام الصهيوني فجر الاحد 15-6-2025م ، يقول الرئيس الاسرائيلي'اسحاق هيرتزوك' مُعلقا على الضربات الايرانية الرهيبة : (((صباح حزين وصعب جدا حيث قُتل وأصيب إخوة وأخوات في هجمات إيرانية مجرمة))). إنه الوصف الحقيقي لتلك الليلة التي أصابت فيها الصواريخ الايرانية المنشأت الهامة في تل أبيب ، والتي تتكتم عليها الرقابة العسكرية الاسرائيلية وتمنع نشر أي معلومات عنها . وبإذن الله ستتوالى عليكم ليالي كثيرة سوداء أيها الصهاينة المستكبرين. بذور انتقادات داخل اسرائيل ضد ضرب إيران لم يكن يتخيل الشعب الصهيوني أن ردة فعل ايران على الاعتداء الاسرائيلي بهذه الشدة ، وبتلك القدرة التدميرية لكافة المناطق الاسرائيلية . ونتيجة لشدة الضربات الايرانية ، بدأت بعض الأصوات داخل الكيان الصهيوني بتوجيه الانتقاد للهجوم الذي شنته القيادة الاسرائيلية غير المحسوب العواقب على ايران. وسترتفع تلك الاصوات المعارضة كلما ازدادت الخسائر الصهيونية في البشر والحجر في الكيان الصهيوني نتيجة الاعتداء الاسرائيلي على ايران الإستكبار الصهيوني وغفلة العرب إن هذا الإستكبار الصهيوني الذي نراه ، والزهو والغرور والخيلاء لم يتحقق لليهود منذ الاف السنين ، واغترارها بقوتها المزعومة التي لا تملكها ، بل تستمدها من خلال بث نبوءاتها الكاذبة وأتباعها في العالم لتحقيق مصالحها ومصالحهم. هل يستعد العرب لتحرير مقدساتهم أم هم في سكرتهم يعمهون؟؟ فهل يستفيق العرب والمسلمون تجاه مخططات الصهيونية وتنفيذ مشروعها على الأرض؟ وهل يخطط العرب والمسلمون حاليا سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، واستخدام إمكانياتهم التي حباها الله بها للمواجهة القادمة التي قد تكون قريبة لتحرير مقدساتهم من أيدي هؤلاء الصهاينة أم هم في سكرتهم يعمهون؟؟؟ . فهل تنتبه الدول العربية للخطر القريب القادم (( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ))الانفال60 ((فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)) (44) د.محمد النجار 17-06-2025م الاثنين 21 ذوالحجة1446هـ (طوفان الاقصى)

خامنئي يغرد تزامنا مع بدء تنفيذ «الهجوم المزدوج» على إسرائيل
خامنئي يغرد تزامنا مع بدء تنفيذ «الهجوم المزدوج» على إسرائيل

مصرس

timeمنذ 2 ساعات

  • مصرس

خامنئي يغرد تزامنا مع بدء تنفيذ «الهجوم المزدوج» على إسرائيل

قال المرشد اإلإيراني علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، إن إيران "ستنتصر على إسرائيل". وتزامنا مع بدء الحرس الثوري لما اعتبره "الهجوم المزدوج" على إسرائيل، غرد خامنئي، عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "النصر من الله والنصر قريب، وأن "الجمهورية الإسلامية ستنتصر بإذن الله على الكيان الصهيوني".وشنت إسرائيل، فجر الجمعة الماضية، ضربات جوية مفاجئة ضد إيران في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية، أهمها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.وأدت الضربات إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زادهاقرأ أيضًا | الحرس الثوري الإيراني: الضربات الإيرانية ضد إسرائيل ستستمر حتى الصباح

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : حديث الصدق ياوطنى .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : حديث الصدق ياوطنى .

الدولة الاخبارية

timeمنذ 5 ساعات

  • الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : حديث الصدق ياوطنى .

الثلاثاء، 17 يونيو 2025 12:30 صـ بتوقيت القاهرة إطلاله على التاريخ القديم والحديث والمعاصر ، إنصافا لقامات راسخه . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تأخذنى مجريات الحياه وتسيطر على نفسى ذكريات التعايش في رحاب الأحباب ، لأن بهم ومعهم أستحضر معانى جميله وقيم نبيله ، ومبادئ تلاشت في الحياه ، وبشر فقد القدره على الإحترام ، يبقى أنه يتعين أن يستقر اليقين ، ويترسخ الإيمان بأنه ماشاء الله كان ومالم يشأ لم يكن ، وأن بعد العسر يسر ، فالننتبه أننا جميعا عبادا لله تعالى ، مالك الملك والملكوت ، لذا فالنجتهد أن نقدم الخير للناس ، ونزيد من الطاعات ، نحتمى بدعوات من يتفضل علينا رب العزه سبحانه بأن يجعلنا سببا لإسعادهم ، نتشفع بالأعمال الصالحه والمواقف الطيبه الخالصه لوجهه الكريم لعلها تكون سببا فى أن ينظر إلينا عز وجل بفضله ، ويظللنا برحمته ، لذا فالنحتمى بالله وليس بمنصب أو جاه ، لأن كل شيىء زائل حتى نحن أنفسنا ويبقى وجه ربنا ذو الجلال والإكرام . تأثرا بتلك الأجواء يحضرنى ماقاله إنسان بسيط وضعيف ذات يوم كان فى محنه ، حيث قهره أحد العباد كان جار له ، ويشغل منصبا رفيعا ، وإجتهدت فى رفع الظلم عنه ، وفى صحن المسجد وقف يوم تعرض جاره صاحب المنصب لمحنه طالت أحد أبنائه إياكم والظلم فإنه خذلان فى الحياة الدنيا ، وظلمات يوم القيامه . تلك الحقائق الإيمانيه ، يجب أن نجتهد فى إستحضارها وجعلها واقعا فى حياتنا حتى لاتجرفنا الحياه ، وتجعلنا نغتر بالمال ، أو نفترى بالمنصب ، فنخسر دنيانا وآخرتنا معا ، والشاهد فى ذلك أنه بعد كل هذه السنوات التى قضيتها فى دهاليز السياسه ، ودروب الصحافة ، وأروقة البرلمان ، وصراعات الأحزاب ، ومازالت بفضل الله ، والتى وصلت للأربعين عاما أيقنت يقين الوجود أن المناصب على كافة المستويات الوظيفيه ، والنيابيه ، وحتى المجتمعيه إلى زوال ، ولن يبقى إلا صنائع المعروف التى تقى مصارع السوء ، حيث شاء قدرى كصحفى أن أنتمى لجيل بات كل من فيه شهود عيان على العصر بحكم خبرة السنين ، والإقتراب من عمق الأحداث ، وكذلك التعايش عن قرب مع قامات كبيره فى هذا الوطن الغالى ، منهم مسئولين شغلوا مناصب حساسه ، وآخرين تقلدوا مواقع رفيعه ، منهم من كانوا يشار لهم عن بعد نظرا لأنهم كانوا فى قمة السلطه ، وبعد أن تجردوا منها ، رصدت سلوك الناس معهم ، وتعاطيهم مع المستجدات التى شهدتها حياتهم ، فكان هؤلاء المقربين ، أو المتعاملين معهم فى مجدهم فئه من إثنين لاثالث لهما إما أولاد أصل ، أو منافقين مخادعين كاذبين . إقتربت من رؤساء وزراء ، ووزراء ، ومحافظين ، وقادة أحزاب ، ومن كانوا يشغلون مواقع حساسه بالدوله ، وإرتبطت مع بعضهم بعلاقات أسريه ، وتشرفت بإستقبال بعضهم فى مناسبات عده فى الفيلا ببلدتى بسيون خاصة واجبات عزاء ، ورأيت كيف كانوا محاطين بالبشر ، وكيف أننى رغم خصوصية العلاقه بهم كنت لاأستطيع أن أنفرد بأحد فيهم فى مكان عام ، اللهم إلا إذا كنت مرافقا لأحدهم فى زياره رسميه خارج البلاد ، وبعد أن تركوا المنصب وتحللوا من قيود وتبعات الوظيفه جلست مع البعض منهم أوقاتا طويله فى بيوتهم ، وأماكن عامه نتحدث فى أمور عده ، نحكى ، ونستلهم العبر ، وكان هؤلاء يئنون من الوجع تأثرا بالصدمه التى إعترتهم تأثرا بتصرفات البشر ، حتى إعتزلوا كل البشر ، وٱخرين كانوا شامخين فى المنصب وبعد المنصب مثل الوزير المهندس سامح فهمى وزير البترول السابق ، والوزير المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبيه والإسكندريه السابق ، لأنهم لم يكونوا يوما من الذين يعشقون الأنا ، أو يشغلهم زهو المنصب ، أو تجبروا على الخلق ، أو تكسبوا من المنصب ، بل كانت أياديهم متوضئه ، تربوا على تقديم الخير ، لذا كانوا أصحاب موقف يصب فى صالح المواطن البسيط فظلوا متربعين فى القلوب . فئه ثالثه من المسئولين ، كانوا كراما أعزاء ، لكنهم كانوا فى دائرة الضوء فحقد عليهم كثر ، وظلمهم الناس ظلما بينا حيث كونوا عنهم عقيده بأنهم غير أسوياء ، رغم أنهم كانوا شرفاء مثل الوزير كمال الشاذلى ، حيث إستمعوا لأباطيل حيكت عنهم ، فكان من نتيجة ذلك أن ترسخ لدى كثر أن كل مسئول هو من الفاسدين الذين خربوا مصر ، ونهبوها ، وإستغلوا سلطتهم ومواقعهم للتربح الحرام ، وهذا التعميم الخاطىء يتنافى مع أبسط قواعد الإنصاف ، لاأقول أنهم جميعا ملائكه إنما فيهم كثر كانوا وطنيين بحق ، وبذلوا من الجهد ماتمخض عنه أمورا عديده ، وقرارات متعدده ، أثرت إيجابا على أبناء الشعب ، وكذلك البرلمان ، كان هناك نوابا أحمد الله أننى كنت منهم فرضوا هموم الناس على الحكومه ، وتمسكوا بالبحث عن حل لها ، كنا نصدع بالحق دون أن يلحق بنا أحدا أذى ، أو يصلنا تهديد من أى نوع ، أو تشويه من حاقدين ، وسبقنى جيلى من البرلمانيين النواب الأكارم ممتاز نصار ، وعلوى حافظ ، ومصطفى شردى ، وتوفيق زغلول ، وفكرى الجزار ، وإبراهيم عواره ، لاأقول أيضا أن كل تلك القرارات والممارسات البرلمانيه كان لها مردود إيجابى بل إنه كان لبعضها آثارا سلبيه أيضا لكنها لم تكن متعمده ، بل ناجمه عن إجتهاد . تناول هذه القضيه المجتمعيه والإنسانيه ذو شجون . تابعونى . الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store