logo
يجمع بين دوائين.. نهج علاجي جديد للحد من الإصابة بالأزمات القلبية

يجمع بين دوائين.. نهج علاجي جديد للحد من الإصابة بالأزمات القلبية

الشرق السعودية٢٤-٠٣-٢٠٢٥

أظهرت دراسة علمية، هي الأكبر من نوعها حتى الآن، أن المرضى المعرَّضين لخطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية يجب أن يتلقوا علاجاً فورياً، يجمع بين دوائَي "الستاتين"، و"إيزيتيميب"، بدلاً من الاعتماد على الأول وحده.
ويمكن أن ينقذ هذا النهج العلاجي آلاف الأرواح سنوياً من خلال الوقاية من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
نُشرت هذه الدراسة، في "مايو كلينك"، وشملت تحليلاً شاملاً لبيانات 108 آلاف و353 مريضاً، من 14 دراسة مختلفة، وكان هؤلاء المرضى إما معرَّضين لخطر مرتفع للإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو كانوا قد تعرَّضوا بالفعل لإحدى هذه الأحداث القلبية الوعائية.
علاج النوبة القلبية
وأظهرت النتائج أن الجمع بين "إيزيتيميب" و"الستاتين" بجرعات عالية أدى إلى انخفاض كبير في مستويات الكوليسترول الضار (LDL-C)، ما أدى بدوره إلى تقليل خطر الوفاة من أي سبب بنسبة 19%، وتقليل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 16%. كما انخفضت حالات الأحداث القلبية الوعائية الكبرى، والسكتات الدماغية بنسبة 18% و17% على التوالي، مقارنة باستخدام الستاتين وحده.
ويُعتبر الستاتين فئة من الأدوية الخافضة للكوليسترول، التي تُستخدم بشكل رئيسي لخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL-C) في الدم، ما يساعد في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
وتعمل الستاتينات عن طريق تثبيط إنزيم يُسمى HMG-CoA reductase، والذي يلعب دوراً رئيسياً في إنتاج الكوليسترول في الكبد، وعند تثبيطه، تقل كمية الكوليسترول التي ينتجها الكبد، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات الكوليسترول الضار في الدم.
وبالإضافة إلى خفْض الكوليسترول الضار، فإن "الستاتينات" لها فوائد أخرى، مثل زيادة مستويات الكوليسترول الجيد (HDL-C)، وتقليل الدهون الثلاثية (Triglycerides). كما أن لها تأثيرات مضادة للالتهابات تساعد في تثبيت اللويحات في الشرايين، ما يقلل من خطر تمزقها وتكوين الجلطات.
وعلى الرغم من أن "الستاتينات" آمنة بشكل عام، إلا أنها قد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل آلام العضلات، وارتفاع إنزيمات الكبد، أو زيادة طفيفة في خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، فإن فوائدها في الوقاية من أمراض القلب تفوق هذه المخاطر المحتملة بالنسبة لمعظم المرضى.
أما "الإيزيتيميب"، فيعمل على تقليل امتصاص الكوليسترول في الأمعاء الدقيقة، ويتم استخدامه غالباً مع الستاتينات لتعزيز فاعلية خفض الكوليسترول الضار (LDL-C) لدى المرضى الذين لا يستطيعون تحقيق المستويات المطلوبة من الكوليسترول باستخدام الستاتينات وحدها.
خفض مستويات الكوليسترول
وبيَّنت الدراسة الجديدة أن العلاج المشترك أدى إلى خفض مستويات الكوليسترول الضار بمقدار إضافي يبلغ 13 ملليجراماً لكل ديسيلتر من الدم مقارنة بالستاتين وحده.
وزاد هذا التحسن من فرص تحقيق الهدف المثالي المتمثل في انخفاض مستوى الكوليسترول الضار إلى أقل من 70 ملليجراماً لكل ديسيلتر بنسبة 85%.
وأكد التحليل الذي سمح بمقارنة مباشرة بين أنظمة العلاج المختلفة المستخدمة في الدراسة هذه النتائج بشكل أكبر، حيث أظهر انخفاضاً بنسبة 49% في معدل الوفيات من جميع الأسباب، وانخفاضاً بنسبة 39% في الأحداث القلبية الوعائية الكبرى، مقارنةً بالعلاج بالستاتين بجرعات عالية وحده.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، ماكيج باناش، أستاذ أمراض القلب في جامعة "جون بول الثاني الكاثوليكية" في لوبلين ببولندا، إن "العلاج المشترك آمن وفاعل، ولم تكن هناك فروق كبيرة في معدلات الآثار الجانبية، أو التوقف عن العلاج بين المجموعات".
وأضاف باناش أن "التحليل الشبكي أظهر انخفاضاً بنسبة 44% في خطر التوقف عن العلاج لدى المرضى الذين تلقّوا علاجاً مشتركاً مقارنة بالعلاج بالستاتين وحده".
معيار ذهبي
وحتى الآن، كانت هناك آراء متضاربة بشأن ما إذا كان ينبغي إعطاء العلاج المشترك لخفض الكوليسترول للمرضى المعرَّضين لخطر مرتفع فوراً، أو الانتظار لمعرفة تأثير الستاتين وحده قبل إضافة إيزيتيميب، إلا أن هذه الدراسة أكدت أن العلاج المشترك يجب أن يكون "المعيار الذهبي" لعلاج هؤلاء المرضى، خاصة بعد تعرّضهم لأحداث قلبية وعائية حادة.
من جهته، قال المؤلف المشارك في الدراسة، بيتر توت، أستاذ الطب العائلي في جامعة "إلينوي" بالولايات المتحدة، إن "إضافة إيزيتيميب إلى العلاج بالستاتين دون انتظار يزيد من فاعلية تحقيق أهداف خفض الكوليسترول الضار، ويقلل من المشكلات الصحية القلبية والوفيات بشكل كبير".
وأضاف توت أن "هذا النهج لا يتطلب تمويلاً إضافياً، أو اعتماد أدوية باهظة الثمن، بل قد يؤدي إلى تقليل تكاليف الرعاية الصحية على المدى الطويل من خلال الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية ومضاعفاتها".
وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، وجمعية القلب الأميركية، فإن الوفيات الناجمة عن ارتفاع الكوليسترول الضار كانت الأعلى في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، حيث تسبب في 4.5 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم في عام 2020.
وأردف باناش بالقول إن "أمراض القلب والأوعية الدموية تودي بحياة نحو 20 مليون شخص سنوياً على مستوى العالم، وإذا تم اعتماد العلاج المشترك في جميع الإرشادات العلاجية، فإنه يمكن أن ينقذ أكثر من 330 ألف شخص سنوياً ممن تعرَّضوا بالفعل لنوبة قلبية، بما في ذلك نحو 50 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحارب الكوليسترول.. 5 أطعمة تقوي قلبك
تحارب الكوليسترول.. 5 أطعمة تقوي قلبك

سودارس

timeمنذ 8 ساعات

  • سودارس

تحارب الكوليسترول.. 5 أطعمة تقوي قلبك

وقدم موقع Hindustan times ، خمس وجبات إفطار مهمة للحفاظ على صحة القلب في فصل الصيف، إذ تعمل على ترطيب الجسم وتحسين قدرة القلب على التعامل مع الإجهاد الحراري، وتتمثل في: سلطة الفواكه والمكسرات تناول مزيج التفاح والرمان والبرتقال مع حفنة من اللوز أو الجوز، يعزز صحة القلب بفضل الألياف والدهون الجيدة. الشوفان مع الفواكه الموسمية الشوفان غني بالألياف القابلة للذوبان والتي تعمل على خفض مستويات الكوليسترول الضار، ويمكن تحضيره مع إضافة فواكه مثل البطيخ، التوت. ماء جوز الهند مع بذور الشيا هذه الوجبة مرطبة ومثالية في الصيف، فهي منخفضة السعرات وغنية بالمعادن مثل المغنيسيوم، ما يحسن تنظيم ضربات القلب. خبز الحبوب الكاملة مع الأفوكادو فاكهة الأفوكادو غنية بالدهون الصحية والبوتاسيوم والتي تعزز صحة القلب، ويفضل تقديمها مهروسة على شريحة خبز متعددة الحبوب. بان كيك العدس الأصفر أو الحمص هذا الخيار النباتي عالي البروتين، يمكن إثراؤه بالخضار الورقية مثل السبانخ والبصل، ويطهى بقليل من الزيت ويقدم مع لبن قليل الدسم، ويعمل على تحسين صحة القلب. مصراوي script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

ضبط عوامل الخطر لدى مرضى الضغط يخفض الوفيات
ضبط عوامل الخطر لدى مرضى الضغط يخفض الوفيات

الموقع بوست

timeمنذ 18 ساعات

  • الموقع بوست

ضبط عوامل الخطر لدى مرضى الضغط يخفض الوفيات

أظهرت دراسة حديثة أن السيطرة الفعالة على عدد من عوامل الخطر الرئيسة المرتبطة ارتفاع ضغط الدم قد تسهم بشكل كبير في تقليل خطر الوفاة المبكرة. وأجرى الدراسة باحثون من جامعة تولين في الولايات المتحدة الأميركية وجامعة سنترال ساوث في الصين ونُشرت بمجلة "الطب السريري الدقيق" (Precision Clinical Medicine)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت. توصلت هذه الدراسة إلى أن مرضى الضغط يقل لديهم خطر الوفاة بالسرطان أو أمراض القلب كلما تمكنوا من السيطرة على المزيد من العوامل الصحية التي قد تزيد حالتهم سوءا، والأهم من ذلك أن المرضى الذين تمكنوا من السيطرة بشكل جيد على هذه المشكلات الصحية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم لم يكونوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض. يشكل ارتفاع ضغط الدم خطرا صحيا كبيرا، حيث يصيب أكثر من ثلث البالغين حول العالم، وهو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المزمنة الأخرى. وعلى الرغم من توفر علاجات فعالة لخفض ضغط الدم، لا يزال العديد من المرضى يواجهون مخاطر صحية مرتفعة بسبب سوء إدارة عدة عوامل تفاقم الحالة مثل السمنة وارتفاع الكوليسترول والسكري وقلة النشاط البدني، ورغم أن الدراسات السابقة ركزت على تأثير هذه العوامل، إلا أن هناك نقصا في الأبحاث التي تدرس التأثير التراكمي للتحكم في هذه العوامل في آن واحد. 8 عوامل لصحة جيدة قام فريق الدراسة في هذا البحث بتحليل بيانات ما يقرب من 71 ألف مشارك مصاب بارتفاع ضغط الدم، وقد حدد الباحثون 8 عوامل قابلة للتعديل، تشمل ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر، والكوليسترول الضار، ومستوى السكر التراكمي، ووجود الزلال (بروتين الألبومين) في البول، وحالة التدخين، والنشاط البدني، ثم قاموا بتقسيم المشاركين إلى مجموعات بناء على عدد العوامل التي تم التحكم فيها بشكل جيد. وأظهرت النتائج بعد متابعة المشاركين في الدراسة لفترة قاربت الـ14 عام في المتوسط، أن المشاركين الذين ضبطوا أكبر عدد من هذه العوامل كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة. وأدى التحكم في جميع العوامل الثمانية إلى خفض خطر الوفاة من جميع الأسباب بنسبة 40%، والوفيات المرتبطة بالسرطان بنسبة 39%، وأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 53%، والوفيات الأخرى بنسبة 29%، كما لوحظ أن المصابين بارتفاع ضغط الدم الذين تحكموا في 4 عوامل معا على الأقل لم يكونوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة مقارنة بغير المصابين بالمرض. وتدعم هذه النتائج التحول نحو إستراتيجيات علاجية متعددة الجوانب لارتفاع ضغط الدم، حيث يجب أن تشجع الإرشادات الطبية والسياسات الصحية على رعاية متكاملة لا تركز فقط على ضغط الدم، بل أيضا على الوزن، وسكر الدم، والكوليسترول، ووظائف الكلى، والإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة. كما ينبغي أن تركز جهود الصحة العامة على توعية المرضى وتزويدهم بالموارد اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، ومع ذلك؛ هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد أفضل السبل لتطبيق هذه الإستراتيجيات في مختلف الأنظمة الصحية والفئات السكانية.

بالفيديو : استشاري يكشف أخطاء شائعة تؤثر على نتائج تحليل الدم
بالفيديو : استشاري يكشف أخطاء شائعة تؤثر على نتائج تحليل الدم

المرصد

timeمنذ 20 ساعات

  • المرصد

بالفيديو : استشاري يكشف أخطاء شائعة تؤثر على نتائج تحليل الدم

بالفيديو : استشاري يكشف أخطاء شائعة تؤثر على نتائج تحليل الدم صحيفة المرصد: كشف استشاري طب الأسرة الدكتور أحمد عبدالملك، عن مجموعة من الأخطاء الشائعة التي قد تؤثر على دقة نتائج تحاليل الدم. وأوضح أن من أبرز تلك الأخطاء تناول وجبة عشاء دسمة قبل التحليل، وهو ما قد يرفع نسبة الكوليسترول في الدم. وأكد عبد الملك على ضرورة الصيام عن الطعام والمشروبات التي تحتوي على الكافيين كالشاي والقهوة لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة، وفقًا لنوع التحليل المطلوب، مع إمكانية شرب الماء ما لم يوصِ الطبيب بغير ذلك. وأشار إلى أن ممارسة التمارين الشاقة قبل التحليل قد تؤثر على بعض المؤشرات الكيميائية، مثل إنزيمات العضلات، كما يُنصح بعدم إجراء التحليل عند الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا لتجنب تغيرات في عدد كريات الدم ووظائف الكبد. وأكد على أهمية إبلاغ الطبيب بأي مكملات غذائية أو أعشاب يتناولها الشخص، لاحتمال تأثيرها على نتائج الفحوصات. وأضاف أن أفضل توقيت لإجراء التحليل هو في ساعات الصباح الباكر. ونبّه المدخنين إلى تجنب التدخين قبل التحليل بساعتين على الأقل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store