
قمة ترامب بوتين بين رسائل التهدئة وضبابية المواقف الأمريكية.. الملف الأوكراني في صدارة التعقيدات
القمة، التي استمرت لساعات، حملت رسائل متباينة بشأن فرص تحسين العلاقات الثنائية، غير أن الملف الأوكراني ظل العنوان الأبرز والأكثر تعقيدًا، وسط غياب نتائج ملموسة يمكن أن تضع حدًا للحرب الدائرة هناك.
د. محمود عنبر: قمة ألاسكا لم تُنتج حلولًا لأوكرانيا.. وسياسات واشنطن ضبابية
أكد الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، أن المباحثات الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ورغم وصفها بأنها 'مثمرة'، إلا أنها لم تُسفر فعليًا عن أي نتائج ملموسة أو خطوات واضحة لوقف الحرب في أوكرانيا.
وقال عنبر في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد: "كل التنازلات التي قدمها الرئيس الأمريكي، سواء بعدم فرض قيود على الغاز الروسي أو الاكتفاء بسياسة العقوبات الاقتصادية المتعلقة بالطاقة والتعريفات الجمركية، لم تحقق أي نجاح مع الأطراف المعنية، بل انعكست بالسلب على الاقتصاد الأمريكي نفسه".
وأضاف: "اضطرت الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن عدد من هذه السياسات أو حتى تجميدها، حمايةً للاقتصاد المحلي، خاصة بعدما أثبتت الحرب التجارية مع الصين أنها لم تُضعف بكين كما كان يُروّج، بل على العكس، حققت الصين معدلات نمو لافتة، بينما تكبّد الاقتصاد الأمريكي تبعاتها".
وتابع: "السياسات الأمريكية تجاه هذه الملفات تتسم بعدم الوضوح والضبابية، وهو ما يحمل مخاطر جسيمة على الاستثمارات العالمية، وعلى مستقبل الشركات التي كانت واشنطن تسعى لنقلها من الصين، لكنها عادت مجددًا إلى هناك".
وأشار الخبير السياسي إلى أن إدارة ترامب لم تكن بصدد تقديم تنازلات بهدف إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بقدر ما كانت مضطرة للظهور بهذا الشكل، حتى لو لم تُعلن ذلك بشكل مباشر.
واختتم عنبر تصريحاته قائلًا: "ترامب يحاول تصدير صورة للعالم بأنه يسعى لإحلال السلام في مناطق الصراع، وربما يتطلع من وراء ذلك إلى نيل جائزة نوبل للسلام، لكن ما يقوم به في حقيقته لا يعدو كونه محاولة فاشلة، تفتقر إلى الذكاء السياسي، وتكشف عن تناقض الإدارة الأمريكية في إدارة أزماتها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 34 دقائق
- صدى البلد
جاستن توماس: بوتين الرابح الأكبر من قمة ألاسكا.. وأوكرانيا الخاسر
قال جاستن توماس راسل، المدير التنفيذي لمركز السياسة الخارجية، إن قمة ألاسكا الأخيرة أظهرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان الرابح الأكبر بعدما جرى استقباله على السجادة الحمراء من قبل الرئيس الأمريكي، رغم صدور مذكرة توقيف دولية بحقه واتهامه بارتكاب جرائم حرب. وأضاف راسل، في مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن مشهد الترحيب ببوتين بدا كأنه تكريم لبطل عائد من الحرب، وهو ما أظهر ضعفًا للولايات المتحدة أمام خصمها الاستراتيجي، وأحدث صدمة لدى الأوكرانيين الذين يفترض أن واشنطن تدافع عنهم. وأوضح أن الخاسر الأكبر من القمة كان أوكرانيا، إذ جرى استبعاد رئيسها فلاديمير زيلينسكي من اللقاء، بينما سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد صفقات بالنيابة عنها، وهو ما وصفه راسل بـ"فكرة سيئة للغاية وخطيرة على الأمن الدولي". وأشار إلى أن ترامب ينظر إلى السياسة الخارجية بعقلية "التاجر المباشر"، محاولًا استخدام التقارب مع روسيا كورقة في مواجهة التمدد الاقتصادي للصين، وربما طمعًا في الفوز بجائزة نوبل للسلام، غير أن الواقع العالمي- بحسب راسل- أثبت له أن صناعة السلام ليست بالأمر السهل، وأن الحروب أكثر تعقيدًا واستمرارًا. وأكد راسل أن التوقعات حول قمة واشنطن المقبلة ما زالت غامضة، خصوصًا مع تداول أفكار حول "تبادل أراضٍ" بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما يرفضه زيلينسكي والشعب الأوكراني بشكل قاطع، مشددًا على أن أي محاولة لإعادة تسمية الأفعال غير القانونية التي قام بها بوتين لن تؤدي إلا إلى تعزيز أطماعه التوسعية. وختم حديثه بالقول: "ترامب يجب أن يدرك أن هذه دول حقيقية، وهذه مسألة حياة أو موت، وليست مجرد صفقة سياسية أو لعبة جيوسياسية".

صدى البلد
منذ 34 دقائق
- صدى البلد
مونيكا وليم تكتب: بوتين وترامب في قمة ألاسكا.. سلام مؤجل أم صفقة كبرى
برزت قمة ألاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين كواحدة من أبرز اللقاءات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، إذ انعقدت في ظل الحرب الروسية – الأوكرانية، وتبدّل التحالفات الدولية، وتصاعد حالة عدم اليقين داخل المعسكر الغربي. وقد أثارت القمة نقاشًا واسعًا حول مغزاها وتداعياتها المستقبلية، خصوصًا وأن ترامب حاول إضفاء طابع التفاؤل والرهان على 'دبلوماسية الاختراق'، بينما جاءت النتائج ضئيلة أو غائبة، لتطرح أسئلة محورية حول مستقبل الأمن الأوروبي، وسيادة أوكرانيا، والتوازن الدولي مرحلة في مضطربة. وعليه حملت القمة دلالات رمزية عميقة؛ فألاسكا كانت أرضًا روسية بيعت للولايات المتحدة قبل 150 عامًا مقابل 7 مليون دولار، وبالتالي عقد القمة هناك أعاد إلى الأذهان جذور التنافس والتوازنات التاريخية بين القوتين. كما أن توقيت القمة جاء شديد الحساسية، إذ تزامن مع تصعيد العمليات العسكرية الروسية في شرق وجنوب أوكرانيا، في وقت كانت واشنطن قد لوّحت بفرض عقوبات جديدة على موسكو بحلول 8 أغسطس 2025، لتتراجع فجأة وتعلن عن 'قمة سلام'. هذا التحول يعكس مرونة العلاقات الأميركية – الروسية، لكنه يكشف في الوقت ذاته عن توظيف الدبلوماسية كأداة لإعادة رسم مسارات الصراع. وعند الوقوف عند أهمية القمة، فقد ساهمت في استعادة العلاقات الاقتصادية إلى ما قبل 2022، حيث أن مشاركة وزراء الاقتصاد وكبار رجال الأعمال من الجانبين أوحت بأن الاقتصاد يُطرح كمدخل لإعادة تطبيع العلاقات، وجعله أساسًا لتسوية أوسع، في ظل مساعٍ لربط التعاون التجاري والاستثماري بمسار المصالحة السياسية. إلي جانب وقف إطلاق النار والتسويات الترابية، حيث تطرقت المباحثات إلى احتمالات وقف إطلاق النار ورسم 'اتفاقات خرائطية'، وذلك بالتزامن مع تصعيد روسيا عملياتها الميدانية في دونيتسك وزابوروجيا وخيرسون ومطالبتها بانسحاب أوكراني كامل لتأمين ممر بري إلى القرم ظلت ثابتة، وهو ما فسره محللون كمناورة عسكرية لفرض وقائع على الأرض قبل التفاوض. فضلا عن الملف النووي، إذ تناولت القمة مستقبل معاهدة 'ستارت الجديدة' بما يعكس اتساع الرهانات المرتبطة بالعلاقات الأميركية – الروسية، من أوكرانيا إلى الأمن النووي، الذي يظل حجر الزاوية في الاستقرار العالمي. على الرغم من الطابع الودي للقمة وتصريحات ترامب المتفائلة، بقيت الحسابات الصفرية هي السائدة، إذ لم يتم الإعلان عن خطوات عملية لوقف الحرب. رفض ترامب الإجابة عن أسئلة الصحفيين مكتفيًا بالحديث عن 'تقدم مهم'، من دون تفاصيل. وفي المقابل، خرج بوتين بمكاسب رمزية كبرى: فقد منحه مجرد انعقاد القمة على الأراضي الأمريكية اعترافًا بمكانته الدولية، وأتاح له كسر جزء من طوق العزلة وإعادة تقديم نفسه كشريك ند للولايات المتحدة. وبالظر إلي التصور الذي يطرحه ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا يستند على الوقائع الميدانية لا على السرديات التاريخية، فبعد أكثر من ثلاث سنوات من القتال، لم تنجح أوكرانيا رغم الدعم الغربي غير المسبوق في استعادة جميع الأراضي التي ضمّتها روسيا منذ 2014، كما أن موسكو نفسها لا تسيطر بالكامل على المناطق التي أعلنت ضمها في لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا. في هذا السياق من وجهة نظر ترامب، ينبغي أن تُترجم الدبلوماسية ميزان القوى على الأرض. أي تجميد خطوط التماس الحالية باعتبارها حدودًا بحكم الأمر الواقع، مع احتمال إجراء تعديلات طفيفة. عمليًا، يعني ذلك وقف الحرب مقابل اعتراف روسيا بسيادة أوكرانيا، مقابل احتفاظ موسكو بالمناطق التي تسيطر عليها فعليًا. لكن الدستور الأوكراني يحظر التنازل عن أراضٍ، ما يُلزم الرئيس زيلينسكي باللجوء إلى استفتاء شعبي محفوف بالمخاطر السياسية. لذلك في نظري ، برزت هذه القمة كقمة تمهيدية لمسار أطول. إذ لمح ترامب إلى أنها قد تكون الأولى في سلسلة قمم مع بوتين، تمهد لجولات تفاوضية لاحقة بدلًا من اتفاق فوري. علي مستوي قياس ردود الأفعال فهناك فريق داخل الولايات المتحدة، يرتأي أنّ أي تنازل عن إقليم الدونباس سيكون كارثيًا نظرًا لأهميته الرمزية وموارده المعدنية، التي ترتبط بها استثمارات أمريكية غير مباشرة، كما اعتُبر اختيار ألاسكا مكانًا للقمة بمثابة إنهاء للعزلة السياسية التي حاول الغرب فرضها على بوتين، دون أن يدفع الأخير ثمنًا مقابلاً. أما في أوروبا: ركّزت المخاوف على غياب أوكرانيا عن طاولة التفاوض، حيث أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على أنّ أي اتفاق لا يضمن أمن كييف ويؤسس لمسار انضمامها إلى الناتو سيبقى هشًّا وغير مشروع. ختاماً، لقد أبرزت قمة ألاسكا التناقضات العميقة في المشهد الجيوسياسي الراهن: إذ اجتمعت الرمزية الدبلوماسية مع المأزق الواقعي. فبوتين حقق مكاسب سياسية ومعنوية دون تقديم تنازلات حقيقية، بينما غادر ترامب خالي الوفاض من الإنجازات التي وعد بها، ما أضعف صورته كـ'صانع صفقات'. أما أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، فقد خرجوا بمزيد من القناعة بأن ضمانات أمنية قوية تمثل شرطًا لا غنى عنه لأي تسوية، بعيدًا عن مساومات كبرى تُعقد على حسابهم. وفي النهاية، تبقى قمة ألاسكا مفتوحة على تفسيرات عدة: فرصة ضائعة، أم منعطف حاسم، أم مجرد استعراض سياسي. لكن المؤكد أنها ستظل محطة مؤثرة في مسار الجدل حول الحرب والسلام وقواعد القوة في النظام الدولي.


ليبانون 24
منذ 37 دقائق
- ليبانون 24
بعد قمة ألاسكا: الأسواق النفطية تنتظر من دون وعود ملموسة
لم تحمل القمة التاريخية التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة الماضي أي انفراجة واضحة في الحرب الأوكرانية أو في ملف إمدادات الطاقة العالمية، رغم الترقب المسبق الذي غذّى الآمال بصفقة قد تعيد رسم خريطة العقوبات على موسكو وتنعكس على أسعار النفط. كانت الأسواق تتوقع إشارة حاسمة حول رفع العقوبات أو فتح المجال أمام تدفقات أوسع من الخام الروسي، لكن النتيجة اقتصرت على تصريحات عن "لقاء مثمر" من جانب ترامب و"نقاش بنّاء" من جانب بوتين، من دون أي تفاصيل أو التزامات ملزمة تذكر. واصلت أسعار النفط التحرك تحت سقف 70 دولاراً للبرميل، بعيدة عن ذروتها التي تجاوزت 125 دولاراً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. أغلق خام غرب تكساس الوسيط تسليم سبتمبر/أيلول الجمعة عند 62.8 دولار للبرميل، منخفضاً 1.7% خلال الأسبوع. وتشير بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن صادرات روسيا من النفط تراجعت بشكل «محدود» فقط منذ الغزو، إذ بلغت 4.3 مليون برميل يومياً في النصف الأول من 2025 مقارنة بـ4.8 مليون برميل في 2024، مع تعويض الانخفاض نحو أوروبا بزيادة المبيعات إلى آسيا، خصوصاً الهند والصين. وفي هذا السياق، تفوقت الهند على الصين لتصبح أكبر مشترٍ للخام الروسي، مستحوذة في 2024 على 34% من صادرات روسيا النفطية مقابل 26% للصين، فيما تظل تركيا من أبرز المستوردين للطاقة الروسية بمختلف أنواعها. ورغم أن ترامب كان يراهن على ورقة خفض أسعار الطاقة لدعم شعبيته الانتخابية ، فإن القمة لم تغير واقع أن روسيا ما زالت لاعباً ثقيلاً داخل تحالف «أوبك+»، وأن إنتاجها لا يزال مقيّداً ليس فقط بالعقوبات، وإنما أيضاً بحصص التحالف وبتأثير سنوات من ضعف الاستثمارات في البنية التحتية. ويرى الخبراء أن الرهان لم يكن على «طفرة مفاجئة» في الإمدادات بقدر ما كان على معرفة ما إذا كانت علاوة الحرب ستتلاشى جزئياً أو إذا كانت هناك تصريحات قادرة على تحريك الأسواق، لكن النتيجة النهائية كانت أقرب إلى «لقاء استكشافي» أنتج صوراً إيجابية وبعض الكلمات الدافئة من دون أي التزامات جديدة.