
دبلوماسي أمريكي: الحوثيون سيظلون قوة فاعلة ولاعبًا أساسيًا في أي خيارات تُرسم لمستقبل اليمن (ترجمة خاصة)
قال نبيل خوري الدبلوماسي الأمريكي السابق وكبير خبراء الشرق الأوسط، إن السلام في اليمن لن يتحقق بفضل حسن نية المبعوث الأممي هانز غروندبرغ أو أيٍّ من خلفائه، فحسب، رغم الضربات التي أضعفت محور إيران في المنطقة.
وأكد خوري في تحليل نشره موقع "المركز العربي واشنطن دي سي" تحت عنوان "إعادة النظر في حركة الحوثيين في اليمن" وترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن المشكلة في اليمن لا تكمن في المقترحات المرحلية وطويلة الأمد التي قدمها مبعوثو السلام المختلفون، لكن المشكلة تكمن في التنفيذ وفي الصراعات الإقليمية والدولية التي تلته.
وأفاد بأن التدخلات الإقليمية وتباين الأجندات أضعف الحكومة اليمنية -المعترف بها دوليا- فيما أبقى جماعة الحوثي مصدر تهديد فعّال وخطير للأمن المحلي والإقليمي والدولي، رغم الضربات التي أضعفت الكيانات التابعة لمحور إيران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني ونظام بشار الأسد بسوريا وحركة حماس في غزة.
وأكد أن الأهم هو توازن القوى داخل اليمن والمنطقة وعلى الصعيد الدولي، مشيرا إلى أن المعالجة العسكرية وحدها غير كافية ما لم تُعالج جذور المشكلة المتمثلة في فشل الدولة.
ولفت إلى أن العام الماضي 2024 شهد إضعافًا، إن لم يكن دمارًا، لأعضاء محور المقاومة، حماس وحزب الله، وحتى الحوثيين. كما ضعفت إيران، الداعم الأهم للحوثيين. ورغم إطلاقها صواريخ على إسرائيل مرتين خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، إلا أن قواتها أثبتت أنها لا تضاهي القدرات الدفاعية المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة. كما تم استدراج إيران إلى معاهدة عدم اعتداء مع عدوها الإقليمي، المملكة العربية السعودية، وإلى مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة، وكلاهما لا ترغب في تعريضهما للخطر. كل هذا يجعل الحوثيين في موقف ضعف.
وبحسب التحليل فإنه لا يزال توازن القوى الداخلي في اليمن يميل لصالح الجماعة - فالجيوش المشتركة لقوات خصومها اليمنيين لا تزال غير قادرة على مواجهة حرب شاملة مع الحوثيين.
وقال خوري "لقد غمدت دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصةً السعودية، سيوفها مؤقتًا لصالح محادثات السلام، وتخلت عن مساعيها لطرد الحوثيين من صنعاء بالقوة. أوقفت الولايات المتحدة، في عهد إدارة ترامب، قصفها لأهداف الحوثيين، واختارت اتفاقية عدم اعتداء مع أنصار الله. كما تسعى إدارة ترامب، حتى الآن، إلى تجنب حرب مدمرة مع إيران".
وزاد "بدون حشد دول الخليج ضد الحوثيين أو دعم هجوم عسكري جديد لقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، فإن الظروف الإقليمية والدولية تُقلل من احتمالية اندلاع حرب شاملة مع اليمن وما حوله.
وخلص الدبلوماسي الأمريكي السابق خوري في تحليله إلى القول "لا تزال في الوقت نفسه، جهود إحلال السلام في اليمن في حالة جمود. ولكن مع احتمالات نشوب حرب شاملة وتحقيق السلام في اليمن تبدو مستبعدة، يظل الحوثيون قوة فاعلة ولاعبًا أساسيًا في أي خيارات أو خرائط طريق قد تُرسم لمستقبل البلاد".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
6 سنوات من التصادم الإيراني الإسرائيلي.. من الاغتيالات إلى الهجمات المفتوحة وصولًا إلى ذروة 2025
تشهد العلاقات بين إسرائيل وإيران تصعيدًا غير مسبوق منذ عام 2019 وحتى منتصف 2025، في ظل سلسلة من العمليات العسكرية والاغتيالات والهجمات السيبرانية التي عكست تحول النزاع بين الطرفين إلى مواجهات مباشرة ومستمرة. وتعتبر إسرائيل أن الوجود الإيراني في سوريا ودعم طهران للفصائل المسلحة في غزة ولبنان واليمن يمثل تهديدًا وجوديًا، في حين ترى إيران أن إسرائيل تتعدى على سيادتها وتستهدف نفوذها الإقليمي. ووفق تقرير نشره اليوم موقع "سكاي نيوز"، بدأت الموجة الحالية من التصعيد العنيف بعد سلسلة ضربات إسرائيلية استهدفت شحنات أسلحة إيرانية ومواقع عسكرية تابعة لطهران في العراق وسوريا ولبنان عام 2019. وبلغت المواجهة ذروتها في نوفمبر 2020 مع اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، في عملية استخدمت فيها تقنية التحكم عن بُعد، ما أثار صدمة في الداخل الإيراني. وتحول الصراع في 2021 إلى البحر، مع تبادل استهداف السفن التجارية والعسكرية، وهو ما شكّل مسرحًا جديدًا للمواجهة بعيدًا عن الجبهات التقليدية. وفي 2022، اتهمت إيران إسرائيل باغتيال العقيد في الحرس الثوري صياد خدائي في طهران، واغتيال علماء عبر وسائل غير تقليدية كالتسميم. نقطة التحول لكن نقطة التحول الحقيقية جاءت بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حركة حماس ضد إسرائيل، والتي أشعلت بدورها حربًا شاملة في غزة وفتحت جبهات أخرى مع حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، ما جعل إيران في قلب الاتهامات رغم نفيها المباشر، بينما أكدت تل أبيب مرارًا أن طهران هي المحرك الأساسي خلف هذه الجبهات. وفي الأشهر التالية، كثفت إسرائيل عملياتها في سوريا مستهدفة ضباطًا إيرانيين كبارًا، وفي أبريل 2024 شنّت هجومًا على مبنى تابع للسفارة الإيرانية في دمشق ما أسفر عن مقتل قادة كبار من الحرس الثوري، لترد طهران بإطلاق أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة نحو إسرائيل، في أكبر هجوم مباشر بين الطرفين حتى تاريخه. موجة جديدة من التصعيد وشهد صيف وخريف 2024 موجة جديدة من التصعيد، مع اغتيال إسماعيل هنية في طهران والسفير الإيراني في بيروت بهجوم إلكتروني، قبل أن تنفذ إسرائيل واحدة من أخطر عملياتها باغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارات قرب بيروت، لترد إيران بإطلاق أكثر من 180 صاروخًا في أكتوبر، أعقبها هجوم إسرائيلي مدمر على أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. ومع دخول عام 2025، بدأ التوتر يتحول إلى خطر حرب مفتوحة. فقد طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة لضرب منشآت نووية إيرانية على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قرر التريث والسعي لحل دبلوماسي. غير أن إسرائيل بدأت بالفعل تنفيذ عمليات واسعة تحت مسمى "الأسد الصاعد"، استهدفت فيها أكثر من 20 قائدًا عسكريًا إيرانياً. وفي رد مباشر، أطلقت إيران عملية "الوعد الصادق 3"، التي شملت إطلاق دفعات من الصواريخ أدت إلى سقوط قتلى وجرحى داخل إسرائيل، بينما تستمر المعارك بين الجانبين على أكثر من جبهة، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وتخوف دولي من تحول المواجهة إلى حرب شاملة تهدد أمن المنطقة والعالم.


الحدث
منذ ساعة واحدة
- الحدث
رابطة العالم الإسلامي تثمّن توجيه خادم الحرمين بتوفير جميع احتياجات الحُجّاج الإيرانيين
ثمّنت رابطة العالم الإسلامي التوجيه الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بناءً على ما عرَضَه وليُّ العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، بشأن تسهيل جميع احتياجات الحجاج الإيرانيين، وتوفير جميع الخدمات لهم، حتى تتهيّأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين. وفي بيان للأمانة العامّة للرابطة، نوّه معالي الأمين العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بهذا التوجيه الملكي الكريم، الذي يأتي امتدادًا لنهجٍ راسخٍ انتهجته القيادة المباركة للمملكة العربية السعودية لتوفير سُبل الراحة كافة لحجاج بيت الله الحرام والعناية بهم ومتابعة شؤونهم حتى عودتهم إلى بُلدانهم سالمين. وسأل فضيلته اللهَ -عزّ وجلّ- أن يُجزل مثوبة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، على ما يُقدّمانه من خدمات جليلة للحرمين الشريفين وقاصديهما، والأمة الإسلامية كافّة، وأن يُديم على المملكة العربية السعودية عزَّها وأمنها ورخاءها.


الموقع بوست
منذ ساعة واحدة
- الموقع بوست
تحليل أمريكي: هل تستغل واشنطن التغيرات الديناميكية الإقليمية لتحقيق السلام في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
أكد تحليل أمريكي أن هناك حاجة ملحة إلى محور استراتيجي لتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل في اليمن، في ظل المتغيرات الإقليمية في المنطقة. وأضاف موقع Just Security الأمريكي في تحليل للكاتب تايلر براي ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إن هناك حاجة إلى استراتيجية مختلفة - استراتيجية تستأنف الجهود الدبلوماسية، وتستغل النفوذ الأمريكي لإنهاء القتال، وتستفيد من التغيرات في الديناميكيات الإقليمية للدفع نحو وقف إطلاق النار. وأردف "ينبغي أن يُرسي هذا التحول في الاستراتيجية أسس خطة سلام إقليمية تشمل الفئات المتضررة والمواطنين". وتابع "بينما لا تستطيع الولايات المتحدة حل مشاكل اليمن، إلا أنها تستطيع أن تلعب دورًا مهمًا في دعم جهود السلام التي يقودها اليمنيون". وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه حصل على وعد من الحوثيين بوقف هجماتهم على السفن الأمريكية. ومع ذلك، ورغم كل الخطاب الداعي إلى "القضاء" على الحوثيين، تبدو الجماعة غير مُبالية، مُعلنةً أنها ستفرض حتى "حصارًا بحريًا" على ميناء حيفا الإسرائيلي. وحسب التحليل فقد شهد مراقبو الشأن اليمني هذه القصة تتكشف من قبل. على الرغم من اتباع واشنطن نهجًا يُعطي الأولوية للجانب العسكري في اليمن على مدار العشرين عامًا الماضية، إلا أنها فشلت في تحقيق أي نتائج طويلة الأمد أو دعم حل القضايا الأساسية في اليمن. عقدان من الحلول العسكرية وطبقا للتحليل فإنه لأكثر من ثلاثة عقود - عبر الإدارات الجمهورية والديمقراطية على حد سواء - كانت سياسة الحكومة الأمريكية والمصلحة الوطنية الأمريكية المعلنة تتمثل في رؤية اليمن مستقرًا وخاليًا من الجماعات المسلحة التي تستخدم أساليب الإرهاب ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وبينما تعهدت الولايات المتحدة بتقديم "جهود وموارد مخصصة لمساعدة اليمنيين على تحقيق يمن أكثر سلامًا وازدهارًا وديمقراطية"، إلا أنها اتبعت إلى حد كبير استراتيجية تُعطي الأولوية للجانب العسكري. وتابع "من عام 2000 إلى عام 2011، قدمت الولايات المتحدة لحكومة الرئيس علي عبد الله صالح آنذاك أكثر من 430 مليون دولار كمساعدات لقطاع الأمن لتولي زمام المبادرة في أنشطة مكافحة الإرهاب. وفي عهد الرئيس أوباما، انخرطت الحكومة الأمريكية في عمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها اليمن". وزاد "مع ذلك، فشلت الولايات المتحدة في تقدير كيف أدت أساليب مكافحة الإرهاب إلى تفاقم العوامل الرئيسية للصراع في اليمن. ومن بين هذه العوامل الحكم الاستخراجي والفساد، وهما عاملان ساعدا في سقوط صالح وفتحا الطريق أمام الحوثيين للانسحاب جنوبًا من صعدة والاستيلاء على العاصمة صنعاء في عام 2015".