logo
إسرائيل وحرب التفكيك الداخلي

إسرائيل وحرب التفكيك الداخلي

العربي الجديدمنذ 7 ساعات

منذ تأسيسها، اعتمدت إسرائيل على جملة من السياسات المعقدة لاستهداف الفلسطينيين، تجاوزت فيها حدود القوة العسكرية المباشرة، لتتغلغل في البنية الداخلية للمجتمع الفلسطيني عبر أدوات الفوضى والانقسام. هذه الاستراتيجية لا تتجلى فقط في الاحتلال الميداني، بل تتعمق في محاولة تقويض وحدة الشعب الفلسطيني من الداخل.
أحد أبرز أوجه هذه السياسة يتمثل في دعم وتغذية جماعات مسلحة وأخرى غير مسلحة، تعمل على إثارة الفتن والصراعات الداخلية، ما يؤدي إلى تقويض الصف الوطني وتمزيق النسيج الاجتماعي. وغالبًا ما ترتبط هذه الجماعات بشكل مباشر أو غير مباشر بأجهزة أمنية أو مصالح خارجية تخدم مشروع الاحتلال.
وسائل التواصل الاجتماعي ساحة جديدة للحرب، تُستغل لنشر الشائعات وتأجيج التوترات وزرع الشكوك بين الفلسطينيين باسم الحرية والرأي الآخر
في الضفة الغربية وقطاع غزة، باتت مظاهر الانقسام أكثر وضوحًا، مع تصاعد أنشطة مجموعات تتستر خلف شعارات متعددة، لكنها تشترك في هدف واحد: زعزعة الاستقرار وتفكيك وحدة الموقف الوطني. وجود هذه المجموعات يعمق الخلافات، ويفتح الطريق أمام إسرائيل لترسيخ هيمنتها وتوسيع نفوذها.
ولا يقتصر الدور الإسرائيلي على الجانب الأمني، بل يمتد إلى أدوات ناعمة مثل الإعلام والتعليم، إذ يجري الترويج لخطابات تُفرغ النضال الفلسطيني من مضمونه، وتساوي بين الضحية والجلاد، مما يؤدي إلى تشويش الوعي الجمعي وتشتيت البوصلة الوطنية.
وتُعد وسائل التواصل الاجتماعي ساحة جديدة لهذه الحرب، إذ تُستغل لنشر الشائعات، وتأجيج التوترات، وزرع الشكوك بين الفلسطينيين. فباسم "الحرية" و"الرأي الآخر"، يجري بث رسائل تُفرغ الهوية الوطنية من محتواها، وتُحول التناقض مع الاحتلال إلى خلاف داخلي.
في ظل غياب استراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة هذا النوع من الحروب، ومع تراجع أداء المؤسسات الوطنية وضعف الخطاب الجامع، تتعزز قدرة الاحتلال على اختراق المجتمع الفلسطيني والتأثير في اتجاهاته.
إن التصدي لهذه السياسات لا يكون إلا من خلال وحدة وطنية حقيقية، تعيد بناء الثقة بين مكونات المجتمع، وتُفعل أدوات المحاسبة بحق من يسهم في نشر الفوضى أو يخدم أجندات مشبوهة. كما يجب أن يلعب القضاء والمجتمع المدني دورًا محوريًا في تحصين الجبهة الداخلية.
في النهاية، الأخطر في هذه الحرب ليس فقط ما تفعله من تمزيق داخلي، بل ما تزرعه من وهم بأن الاحتلال أكثر استقرارًا من الانقسام. ولكن، بإرادة موحدة وتمسك بالمشروع الوطني، يمكن للفلسطينيين إفشال هذه المخططات، واستعادة زمام المبادرة، وبناء مجتمع مقاوم ومتماسك في وجه كل محاولات التفكيك والترويض.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإعلام الإيراني والإسرائيلي
الإعلام الإيراني والإسرائيلي

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

الإعلام الإيراني والإسرائيلي

ثمة شفافية على نحو معقول ومفاجئ في أداء الإعلام الإيراني مقارنة بتعتيم ليس مستغرباً في الأداء الإعلامي الإسرائيلي في أزمنة الحروب. ولا تُعرف الأسباب الحقيقية للشفافية الإعلامية الإيرانية، وما إذا كانت تأتي في سياق أعرض الهدف منه إظهار إيران دولةً قوية، واثقة من نفسها، ليس لديها ما تخفيه، خاصة على صعيد الخسائر، ولا سيّما أن الإعلام الإيراني نفسه لا يتمتع بذلك القدر الكافي من الحريات في أمور كثيرة، بعضها قليل الأهمية. عسكرياً، لا تتعارض هذه الشفافية مع أهداف الحرب في يوميها الأولين، فأنت لا تستطيع التعتيم على اغتيال شخصيات كبيرة، عسكرية أو علمية أو سياسية، لوقت طويل؛ فالطرف الآخر، العدو، سيكشفه ويوظّف تعتيمك عليه لصالحه، فينقلب تعتيمك لو حدث ضدك. صحيح أن مفاعيل الكشف أو هذه الشفافية قد تكون عكسية، وتُظهر الدولة في حال من الضعف الذي قد يؤثر معنوياً على الجبهة الداخلية، لكن ذلك ليس كارثة إعلامية لأسباب عدة أنه قد يعني للآخر أنك لستَ بهذا الضعف الذي يظنه، إضافة إلى أنه قد يطبّع علاقة "الجمهور المستهدف"، ومنه الداخل أساساً، مع الخسائر حتى لو كانت جسيمة. وإذا كان هذا هو الهدف فإنه محفوف بالمخاطر، رغم أنه قد يؤدي إلى حفز مكامن القوة والتحدي لدى هذا الجمهور ليدافع عن نفسه، أو ليمنح ممثليه السياسيين تفويضاً مفتوحاً للرد بقوة وأياً تكن التبعات، وهذا وارد نظرياً لكنه يتحرك في منطقة خطرة قد تنقلب فيها المعاني ويؤدي إلى نتائج عكسية. ولعلها شفافية انتقائية، وهي كذلك على الأغلب إذا كانت مقصودة، فهي لا تشمل الأهداف العسكرية الأخرى، فأنت لا تعرف حجم الضرر الذي أصاب بعض المواقع النووية، وعندما تُضرب لا تستطيع التعتيم على ذلك لأن العدو والأقمار الاصطناعية كفيلة بكشف لعبتك، لكنك تستطيع ممارسة لعبة التضليل من خلال الاعتراف بما عُرف والتكتم على ما تستطيع إخفاءه. وإذا كان كل ما سبق صحيحاً، فهل يعني هذا أن لدى إيران استراتيجيات إعلامية خاصة بالحرب؟ ربما، لكنّ إثبات ذلك رهن التطورات وبعضها قد يكون معقداً، خاصة إذا دخل البلدان حرب مدن، وأصبح فيها إخفاء المعلومات جزءاً من استراتيجيات إدارة الحرب، وهو ما تفعله إسرائيل وفعلته منذ اليوم الأول، فحتى كتابة هذا المقال لا يعرف المشاهد حجم الضرر الذي أصاب محيط وزارة الدفاع في تل أبيب الذي تعرّض للقصف ليل الجمعة الماضي، فضلاً عن محدودية التغطية من هناك، والحظر المتشدد لتداول أي فيديوهات لأماكن سقوط الصواريخ الإيرانية. تستطيع قنوات التلفزة العربية والعالمية، أو التي سُمح لها بالبث، نقل الحدث مباشرة من طهران، ولا تستطيع ذلك من تل أبيب، وصحيح أن التغطيات تظل مقيّدة في إيران لكنها موجودة في كل الأحوال، ما يسمح للمراسلين بالحديث عن قصف هنا أو هناك على الهواء مباشرة، وتحديد مكان الضربة إذا حدثت ونطاقها، وهو ما لم نشهده في حالة إسرائيل، ومن المبكر جداً إطلاق حكم قيمة على استراتيجية البلدين الإعلامية لدى كل منهما، ومنها اعتبار الشفافية الإعلامية الإيرانية ميزة أو غباء استراتيجياً، فهذا رهن بتطورات الأحداث، والتيقّن من وجود استراتيجية أصلاً من عدمها لدى إيران. تقارير دولية التحديثات الحية الهجوم الإسرائيلي على إيران... تداخل حسابات أمنية مع مصالح نتنياهو وما يمكن الإشارة إليه أيضاً أن التعتيم لا الكشف هو استراتيجية إعلامية راسخة في حروب إسرائيل، التي تتحوّل إلى دولة عسكرية في إدارة التغطيات الإعلامية خلال الحروب، فثمة أقسام خاصة في وزارة الدفاع مخصصة لهذا الغرض، والمعلومات تُكشف ولا تُعرف، بمعنى يُسمح بنشر ما يُراد منها ولا يُسمح للإعلام نفسه بالوصول إليها، وإذا وصل فعليه أن يُخضعها لعمليات تكييف وفقاً لتعليمات عسكرية يبدو أنها صارمة، وتعي ما تفعله وتوظّفه في سياق يتعلق بالأهداف السياسية للحرب وليس لأهداف إعلامية أو لأسباب تتعلق بحرية التعبير في أي حال. وما يمكن قوله هنا إنه سيغدو من العسير جداً على إسرائيل الإبقاء على هذه الاستراتيجية في مقبل الأيام، خاصة إذا تحوّلت الحرب إلى حرب مدن وقصف أهداف مدنية، إلا إذا كانت تظن أن بإمكانها توظيف مساحة الغموض الذي أنشأته بخصوص الهولوكست هو الاستراتيجية الوحيدة للتحكم في كل رواية تخصها.

وسائل إعلام إيرانية تفيد بانقطاع واسع في خدمات الإنترنت
وسائل إعلام إيرانية تفيد بانقطاع واسع في خدمات الإنترنت

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

وسائل إعلام إيرانية تفيد بانقطاع واسع في خدمات الإنترنت

أفادت وسائل إعلام إيرانية عن انقطاع واسع للإنترنت في البلاد، اليوم الثلاثاء، مع مواصلة إسرائيل والجمهورية الإسلامية تبادل الضربات لليوم الخامس على التوالي. وأشارت صحيفة "هم ميهن" إلى أن "مستخدمي الإنترنت في محافظات عدّة يبلغون عن انقطاع واسع للشبكة"، وأوردت وسائل إعلام أخرى بلاغات مماثلة. ولم تتّضح بعد الأسباب وراء ذلك. الإنترنت ضحية التصعيد عقب بدء إسرائيل شنّ ضربات جوّية غير مسبوقة على مواقع عسكرية ومنشآت نووية إيرانية الجمعة، فرضت السلطات الإيرانية قيوداً على الإنترنت، مؤكدةً أن هذه القيود سوف ترفع مع عودة الأوضاع إلى حالتها العادية. كذلك أصدرت النيابة العامة في إيران حينها بياناً موجهاً إلى ناشطي منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، داعيةً إياهم إلى "الامتناع عن تناول القضايا التي من شأنها الإخلال بالأمن النفسي للمجتمع"، كما أكدت أنها سوف تتخذ "الإجراءات القانونية اللازمة ضدّ الأشخاص الذين ينشرون محتوى كاذباً أو يروجون الأكاذيب بهدف زعزعة الأمن النفسي للمجتمع". ومن غير المعروف بعد إن كان الانقطاع بسبب المزيد من هذه القيود أم بتدخل من إسرائيل. تكنولوجيا التحديثات الحية انقطاع الاتصالات والإنترنت في وسط قطاع غزة وجنوبه وفجر الجمعة الماضي، أطلقت إسرائيل هجوماً واسعاً على الأراضي الإيرانية بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين. ومساء اليوم نفسه، ردّت إيران بهجمات صاروخية باليستية وطائرات مسيّرة. وتعتبر تل أبيب وطهران بعضهما البعض العدوَّ الأكبر، والحرب الإسرائيلية الإيرانية الحالية هي التصعيد الأكبر من نوعه بينهما، وتمثّل انتقالاً من "حرب الظل"، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح. (فرانس برس، العربي الجديد)

تعطل موقع بنك سبه الإيراني ومجموعة "إسرائيلية" تتبنى الهجوم
تعطل موقع بنك سبه الإيراني ومجموعة "إسرائيلية" تتبنى الهجوم

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

تعطل موقع بنك سبه الإيراني ومجموعة "إسرائيلية" تتبنى الهجوم

زعمت مجموعة قرصنة إلكترونية مناهضة للحكومة الإيرانية، يُحتمل أن تكون على صلة بإسرائيل، ولها سجل حافل بالهجمات الإلكترونية المدمرة على إيران، عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء، أنها دمرت بيانات في بنك سبه الإيراني الحكومي. ويأتي ذلك بينما نقلت وسائل إعلام إيرانية عن قيادة الأمن الإلكتروني في البلاد قولها اليوم إن إسرائيل شنّت "حرباً إلكترونية ضخمة" على البنية التحتية الرقمية لإيران. "العصفور المفترس" وفقاً لإحدى الرسائل المنشورة على الإنترنت، اخترقت المجموعة، المعروفة باسم "العصفور المفترس"، بنك سبه لاتهامه بالمساعدة في تمويل الجيش الإيراني . ويأتي هذا الاختراق في ظل تصاعد الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران، بعد أن أطلقت إسرائيل هجوماً واسعاً على الأراضي الإيرانية بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ثم ردّت إيران بهجمات صاروخية باليستية وطائرات مسيّرة. ولا يزال كلا الجانبين يشنّ هجمات صاروخية متعددة ضد بعضهما البعض حتى كتابة هذه السطور. أخبار التحديثات الحية ترامب: نعرف مكان اختباء المرشد الإيراني لكن لن نغتاله "حالياً" موقع بنك سبه معطّل كان موقع البنك الإلكتروني معطلاً فعلاً اليوم الثلاثاء، وذكرت وسائل إعلام أن العملاء يواجهون مشاكل في الوصول إلى حساباتهم. ونقلت "رويترز" عن كبير مسؤولي الأمن السيبراني السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية، روب جويس، في منشور على موقع إكس أن "تعطيل توافر أموال هذا البنك، أو التسبب في انهيار أوسع للثقة في البنوك الإيرانية، قد يكون له آثار كبيرة هناك". (رويترز، العربي الجديد)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store