logo
"السذاجة" ذكاء اجتماعي أو عمليات تأثير وإقناع؟

"السذاجة" ذكاء اجتماعي أو عمليات تأثير وإقناع؟

الشرق السعوديةمنذ 7 ساعات

"السذاجة وعلم النفس الاجتماعي: الأخبار الكاذبة، نظريات المؤامرة، والمعتقدات اللاعقلانية"، كتاب مرجعي لفهم ظاهرة انتشار المعتقدات الزائفة في المجتمعات المعاصرة، على الرغم مما يُفترض فيها من عقلانية واعتماد على المنهج العلمي.
يجمع هذا العمل أبحاث عدد من روّاد علم النفس الاجتماعي (33 عملاً)، لتحليل الآليات النفسية والاجتماعية التي تقف وراء قبول الأفراد معتقدات غير عقلانية، وأحياناً غير إنسانية، بل ومتناقضة مع الأدلة الموضوعية. وهو من تحرير جوزيف ب. فورغاس وروي ف. بوميستر، ترجمة محمد صلاح السيد، (منشورات صفحة 7).
ما هي السذاجة
يعرّف المؤلفان فورغاس وبوميستر السذاجة بأنها "فشل في الذكاء الاجتماعي، يسهل فيه خداع الشخص أو التلاعب به لتحقيق نتائج غير محمودة"، وهو تعريف يربط السذاجة بضعف البصيرة الاجتماعية، ويضعها في قلب عمليات التأثير والإقناع.
كما توصف بأنها "قرينة للغفلة، والميل إلى تصديق الافتراضات غير المحتملة وغير المدعومة بالأدلة"، ما يعزّز مكانتها كبنية معرفية هشّة، تؤسّس لقبول التضليل وتشكّل قابلية للتأثر بالمعلومات الزائفة.
تبقى معايير الحكم على السذاجة محلّ إشكال، إذ لا يمكن حصرها في التناقض مع "الواقع الموضوعي"، لأن هذا الأخير كثيراً ما تحدّده أعراف ثقافية ومعايير جماعية مهيمنة.
فمثلاً يوصف من يعتقد بأن الأرض مسطّحة "بأنه ساذج، ليس فقط لغرابة الفكرة، بل لانفصالها عن الإجماع العلمي. غير أن هذا الاستخدام يتسع ليشمل أحياناً كل من يخرج عن المألوف أو المعايير الاجتماعية، بصرف النظر عن حججهم"، ما يفتح الباب أمام تصنيفات قَبلية وإقصائية، كما يُعبّر المثل الشعبي: "من يبحث عن حكاية، فسوف يجدها".
هذا التعقيد يجد طريقاً له في بعض التصوّرات الأخلاقية والصوفية، التي لا ترى الغفلة مجرّد نقص في الوعي، بل تلمّح إلى وظيفتها النفسية الترميمية، باعتبارها لحظة استراحة من فرط التفكّر أو قلق المعنى.
ويُفهم في هذا السياق قولهم: "الغفلة عزّ الجاهل، وسلوى العاقل"، بما يعكس دورها في التخفيف من الإرهاق العقلي، وإن على نحو مؤقت. وعند تقاطع هذه الرؤية مع علم النفس الاجتماعي، يمكن فهم السذاجة كامتداد وظيفي لهذا النمط: ليست فقط ضعفاً في الإدراك، بل استجابة ذهنية تختزل التعقيد، وتحتمي بتصوّرات جاهزة تمنح شعوراً بالأمان أو الانتماء، ولو زائفاً.
تغدو السذاجة هكذا، استراتيجية نفسية اجتماعية تُفعّل في لحظات التهديد أو عدم اليقين، وتندمج في النظام الإدراكي للفرد، لا على هامشه.
ينقسم هذا المؤلف الجماعي إلى 14 فصلاً يغطي موضوعات متنوّعة، مثل نظريات المؤامرة والطائفية السياسية، مروراً بتأثير الأخبار الكاذبة والمعتقدات الدينية المتطرفة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والأسس العصبية والانفعالية للسذاجة.
يعرض فورغاس وبوميستر في المقدّمة، إطاراً نظرياً شاملاً لفهم السذاجة كظاهرة متعدّدة الأبعاد، معتمدَين على أحدث الدراسات التجريبية في مجال علم النفس الاجتماعي.
تكمن أهمية هذا العمل في انتقاله من النظرة السطحية للسذاجة، المترسّبة في الذاكرة الجمعية بوصفها "جهلاً" أو "غشامة" فحسب، إلى تحليلها كنتاج لعمليات عقلية معقّدة يلعب فيها الفكر، والأديان، والتربية الثقافية دوراً كبيراً، إذ يتم تشويه إدراك الواقع لتحقيق أغراض نفسية واجتماعية وسياسية.
ليست السذاجة إذاً راحة اجتماعية أو شخصية، بل لها أدوار في الفردية والسياسة والاقتصاد. السذاجة ليست "غباءً بل آلية تكيّف معطوبة تخدم أغراضاً نفسية".
لا تنشأ المعتقدات الخاطئة من فراغ، ولا من عقل "سطحي" "ساذج"، بل تترسّخ عبر آليات معرفية واجتماعية معقّدة، مثل الانحيازات المعرفية، وحاجة الفرد إلى الانتماء، وسيكولوجيا الإقناع، والاصطفاف العقائدي، بل وحتى الأدبي.
لا تعدّ السذاجة تصرفاً عارضاً فحسب، بل سلوكاً يشمل مناحي الحياة، والعقل متواطئ عملياً في إنتاجها، على الرغم من افتراقها الظاهري عنه، أو هكذا يبدو بحسب آليات احتكام العقل.
يُبرز الكتاب ضرورة فهم هذه المنظومة الفكرية النفسية الاجتماعية، لمواجهة التحديات المعاصرة، وخصوصاً في سياق انتشار التضليل الإعلامي، وتعمّق الاستقطاب السياسي، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي.
كما يقدّم أدوات عملية للتعامل مع هذه الظواهر، وفقاً لعلم النفس الاجتماعي، ودراسات الاتصال، وتحليل الخطاب السياسي والاجتماعي.
السذاجة من بنيات العقل
من الضروري وصف العقل البشري بأنه كيان متغيّر، قابل للتكيّف، ومقاوم للثبات؛ وهذا لا يُعدّ نقصاً، بل مظهراً من صلاحيته الوظيفية. ولأن العقل يعمل في إطار بنى اجتماعية واقتصادية وسياسية متبدّلة، فإنه يضطر إلى تكييف ذاته وفق ما يتيح له الاشتغال ضمنها.
وتبعاً لذلك، توصَف هذه القابلية أحياناً بالمرونة، وطوراً بالمراوغة أو النفعية، غير أن جميع هذه الصفات، على تباينها، تعدّ من بنيات العقل نفسه، لا من خارجها. وهكذا، لا يُستغرب أن يجمع العقل بين المتناقضات، وأن تندرج السذاجة ضمن تكوينه، لا بوصفها خللاً عارضاً، بل كمكوّن ذهني اجتماعي له جذوره المعرفية والنفسية.
نظرية المؤامرة وتصديق الأخبار الكاذبة
يحلّل كتاب "السذاجة وعلم النفس الاجتماعي" الآليات النفسية التي تجعل الأفراد عرضة لتصديق معلومات زائفة، حتى عندما يكونون على علم بزيفها، ويعتمد في ذلك على مفهوم يُعرف بـ"تأثير الحقيقة الزائفة"، حيث يمنح التكرار المعلومة مصداقية شعورية، لا لصدقها، بل لألفتها. وهذا ما عبّر عنه وزير الدعاية النازية جوزيف غوبلز بقوله: اكذب، اكذب، فلا بدّ أن يصدّق الناس كذبة واحدة.
تتقاطع هذه الآلية النفسية مع ما تطرحه الباحثة الهولندية رووس فونك، أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة رادبود، في كتابها "عيوب بشرية: في سيكولوجية سلوكنا اليومي"، حيث ترى أن الانسجام العاطفي والانتماء الاجتماعي يدفعان الأفراد إلى قبول أفكار مألوفة دون تمحيص، لأن التكرار يخلق شعوراً بالثقة، حتى لو لم يكن مبنياً على دليل.
يرتبط الإيمان بنظرية" المؤامرة"، كما يشرح الكتاب، بالحاجة النفسية إلى التفسير في مواجهة العجز، إذ توفّر الروايات التبسيطية شعوراً زائفاً بالسيطرة، وهو ما يتناغم مع ملاحظات فونك حول رغبة الأفراد في تفسير شامل، ولو كان وهماً، لأن المجهول يثير القلق، بينما تعطي المؤامرة شكلاً مريحاً للواقع.
أن تبنّي نظريات المؤامرة لا يرتبط فقط بالسمات الفردية، بل يتأثر أيضاً بطبيعة البنية الاجتماعية التي ينتمي إليها الأفراد. فالمجتمعات القائمة على الجماعية تُظهر ميلاً أعلى لتصديق الروايات المؤامراتية، بخلاف المجتمعات الفردية التي تضع المسؤولية الذاتية في صلب تصوراتها، ما يحدّ من انتشار هذا النمط من التفكير. وتُفسّر هذه الظاهرة نفسياً على النحو الآتي:
"من المرجّح أن يكون الأشخاص الذين يشعرون بالعجز وقلة الحيلة أكثر ميلاً لتبني روايات المؤامرة، لأنها تقدّم لهم تفسيراً بسيطاً ومريحاً لما يحدث، وتحميهم من الشعور بعدم القدرة على التأثير في مجريات الأمور."
بهذا المعنى، تصبح نظرية المؤامرة في المجتمعات الجماعية، بمثابة استراتيجية نفسية لتعويض الإحساس بالعجز الجمعي، بينما يواجهها الأفراد في البيئات الفردية بدرجة أعلى من التحليل الذاتي وتحمل المسؤولية. وهكذا، يظهر، التفكير التآمري باعتباره "نظاماً مغلقاً" وليس جهلاً فحسب.
أما في ما يخص الإشاعات، فيُبرز الكتاب بعدها الاجتماعي، حيث يُنظر إليها على أنها وسيلة تفاعل نفسي أكثر من كونها اعتقاداً. الناس لا ينشرون الإشاعة لأنهم يصدّقونها، بل لأنهم لا يريدون أن يصمتوا. هذا السلوك يفسّر وفق تحليل رووس فونك أن القبول الاجتماعي دافع أقوى من حب الحقيقة؛ وقد يفضّل الإنسان الانحياز إلى الخطأ الجماعي عوض التمسك بالصواب الفردي، انسياقاً مع ضغط الانتماء.
السذاجة الأخلاقية
وفيما يتعلق بالسذاجة الأخلاقية، يشير الكتاب إلى أنها نزوع نفسي لتصديق ما يعزّز الصورة الأخلاقية الذاتية، ولو تعارض مع الحقيقة، إذ تُعاد صياغة الوقائع بما يريح الضمير. وهذا ما تعبّر عنه الباحثة الهولندية رووس فونك بقولها إن الناس يحبّون الاعتقاد بأنهم من الأخيار، ولذلك يتم إهمال أو تحريف الحقائق التي تهدّد هذا التصوّر.
ومن منظور عصبي–معرفي، تظهر دراسات التصوير الدماغي أن تكرار المعلومات ينشّط القشرة المحيطية بالحصين المسؤولة عن الشعور بالألفة، ويُضعف في المقابل النشاط في مناطق التحليل النقدي مثل الفص الجبهي الظهراني، ما يفسّر كيف تكتسب المعلومة المكرّرة مظهراً من الحقيقة، دون أن تكون صحيحة.
سلطت أزمة كورونا، ولا سيما حملات التشكيك باللقاحات، الضوء على خطورة هذه الظواهر؛ حيث استمدّت روايات المؤامرة المتعلقة باللقاح قوتها من تكرارها ومن الشعور الزائف الذي تمنحه، لا من أي أساس علمي. ونجحت بعض برامج التدخّل النفسي والاجتماعي في مواجهتها عبر ما يُعرف بالتطعيم المعرفي، وهو أسلوب وقائي يعرض الآليات التضليلية نفسها للأفراد قبل أن يواجهوها في الواقع.
يُعزى تصديق الأكاذيب إلى 4 آليات متداخلة: حاجة نفسية لليقين في عالم معقّد، وتأثير التكرار الذي يُنتج شعوراً زائفاً بالمصداقية، وضغط اجتماعي يجعل الانتماء أولى من الحقيقة، وانحياز أخلاقي يدفع لتصديق ما يعزّز الهوية الذاتية.
تُستغل هذه الثغرات في العصر الرقمي، عبر تكرار خوارزمي ومحتوى انفعالي، ما يفسر انتشار نظريات المؤامرة والمعلومات الزائفة.
إن ما يبدو "سذاجة" لا يعكس غياب الذكاء، بل يكشف هشاشة العلاقة بين المعرفة والهوية والانتماء. نحن نصدّق لا لأننا نجهل، بل لأن التصديق في بعض السياقات يمنحنا شعوراً بالتماسك، ولو كان وهماً."
إن السذاجة ليست مرادفاً للغباء، بل هي استعداد معرفي لتصديق روايات غير مدعّمة بالأدلة، فقط لأنها منسجمة عاطفياً".
تُفهم السذاجة في كتاب "السذاجة وعلم النفس الاجتماعي"، كظاهرة مركّبة تتقاطع فيها العوامل النفسية والاجتماعية والتقنية، وليست مجرّد نقص في المعرفة.
يشير الكتاب إلى أن تكرار المعلومة الزائفة يجعل 78% من الأفراد يصدقونها رغم معرفتهم بخطئها، ما يُبرز مركزية القبول والموافقة في صناعة التصديق. كما يُبيّن أن الميل لتبنّي نظريات المؤامرة غالباً ما ينبع من العجز لا من الجهل، وأن المجتمعات الجماعية أكثر قابلية لها من المجتمعات الفردية.
ويُظهر أن السذاجة الأخلاقية تنبع من الرغبة في الحفاظ على صورة الذات، لا من تقييم عقلاني للحقائق.
نحتاج راهناً إلى تفكيك البنية التكنولوجية التي تعيد إنتاج السذاجة بشكل منهجي عبر خوارزميات التضليل الرقمي، التي تُعزّز التكرار، وتُكرّس الانحيازات المسبقة، وتُقصي المعلومات المخالفة. ويتطلّب ذلك بناء نموذج تكاملي يشمل البُعد المعرفي، والعاطفي، والاجتماعي، والتقني.
تعدّ الترجمة العربية للكتاب رصينة، نقلت المفاهيم النفسية المعقّدة بدقّة ووضوح. وحرص المُترجم على تحديث بعض المصطلحات لتتلاءم مع السياق الثقافي العربي المعاصر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جمعية الإمارات للفلك تحدد بداية شهر رمضان 2026
جمعية الإمارات للفلك تحدد بداية شهر رمضان 2026

مجلة سيدتي

timeمنذ 4 ساعات

  • مجلة سيدتي

جمعية الإمارات للفلك تحدد بداية شهر رمضان 2026

أعلنت جمعية الإمارات للفلك عن موعد غرة رمضان 2026 ، موضحة أن بداية العام الهجري 1447 ستوافق يوم الجمعة 27 يونيو 2025، وبدوره أوضح إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة الجمعية عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك أن يوم عاشوراء سيوافق العاشر من محرم أي يوم 6 يوليو المقبل. وكشف "الجروان" عن الأحداث التي تشهدها الأرض خلال العام الهجري الجديد 1447، ومنها ظاهرة الخسوف الكلي للقمر يوم الأحد 15 ربيع الأول الموافق 7 سبتمبر 2025، كما ستشهد الأرض ظاهرة كسوف جزئي للشمس يوم الأحد 29 ربيع الأول الموافق 21 سبتمبر 2025 إلا أنه لن يٌشاهد في سماء الإمارات. موعد شهر رمضان 2026 وعن موعدللعام الهجري الجديد 1447، أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك لـ"وام"، أنه من المقرر أن يحل شهر رمضان المبارك يوم الأربعاء 18 فبراير 2026، ويتزامن موعد عيد الفطر فلكيًا مع غرة شهر شوال الموافق يوم الجمعة 20 مارس 2026. أما وقفة عرفة ستوافق يوم الثلاثاء التاسع من ذي الحجة الموافق 26 مايو 2026، وذلك لأن فلكيًا سيوافق أول أيام الحج "يوم التروية" الثامن من ذي الحجة، وبالتالي سيكون أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم الأربعاء 27 من مايو 2026. ويشهد شهر رمضان 1447 حدوث ظاهرة خسوف كلي للقمر يوم الثلاثاء 14 رمضان الموافق 3 مارس 2026، وعن استطلاع موعد المواسم، أكد "الجروان" على أن العرب تستدل بقرانات نجوم الثريا بالقمر لتحديد توقيت كل موسم، ولعل أهمها "قران الوسم" ويشار إليه بأنه الأقرب إلى ليلة 17 من الشهر القمري لأنه يمثل موعدا لاعتدال الأجواء وموعد بداية قدوم أمطار الشتاء ويكون القران الأقرب لطلوع منزلة الصرفة أو حلول الشمس في منزلة السماك. بداية فصل الشتاء فلكيًا في 2025 أما موعد فصل الشتاء ، فحسب ما كشفت عنه الإمارات للفلك فإن الخريف سيوافق فلكيًا يوم 22 سبتمبر 2025، بالتالي سيبدأ فصل الشتاء مع الانقلاب الشمسي الشتوي يوم 21 ديسمبر 2025، غرة رجب 1447، ويعاود فصل الصيف مع الانقلاب الصيفي يوم 21 يونيو 2026 الموافق 6 محرم 1448. تجدر الإشارة إلى أن شهر يوليو 2025 على موعد مع ظاهرة فلكية تشهد اقتران نجوم الثريا بكوكب الزهرة النير فوق الأفق الشرقي فجر 6 محرم الموافق 1 يوليو 2025، كما تشهد الأرض سلسلة من الظواهر الفلكية المتعلقة بتساقط زخات الشهب، بسبب مرور الأرض خلال هذه الفترة على مسار مذنب سابق قد ترك كميات كبيرة من المخلفات التي تنجذب إلى الأرض و تحترق في الطبقات العليا من الغلاف الجوي .

مختبرات سعودية تبتكر مادة مركبة تزيد الطاقة الإنتاجية للخلايا الشمسية في المملكة بنسبة 12.9%
مختبرات سعودية تبتكر مادة مركبة تزيد الطاقة الإنتاجية للخلايا الشمسية في المملكة بنسبة 12.9%

صحيفة سبق

timeمنذ 5 ساعات

  • صحيفة سبق

مختبرات سعودية تبتكر مادة مركبة تزيد الطاقة الإنتاجية للخلايا الشمسية في المملكة بنسبة 12.9%

طور فريق من الباحثين بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست"، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية "كاكست"، مادة مركبة جديدة تحسن أداء الخلايا الشمسية. وأظهرت الخلايا الشمسية المزودة بهذه المادة - يعد تشغيلها لعدة أسابيع في صحراء المملكة ـ- قدرة إنتاجية أعلى وعمراً تشغيليا أطول مقارنة بالخلايا غير المزودة بها. كما أن المادة منخفضة التكلفة في التصنيع، وتسهم في تقليل تكاليف صيانة الخلايا الشمسية. ونُشِرت الدراسة في المجلة العلمية .Materials Science and Engineering: R وتُعد الطاقة الشمسية جزءًا أساسيا من التزام المملكة بالوصول إلى اقتصاد خال من الانبعاثات الكربونية، لكنها تواجه تحديات كبيرة. فالألواح لشمسية التجارية تحول حوالي 20% فقط من أشعة الشمس إلى كهرباء، في حين يُمتص الباقي كحرارة، أو يُعكس بعيدا. وهذا التحويل غير الفعال للطاقة لا يُعد المشكلة الوحيدة، فالحرارة المرتفعة تقلل من أداء وكفاءة الخلايا الشمسية وتُقصر عمرها، مما يستلزم استبدالها بسرعة. ولهذا، فإن التبريد ضروري، إلا أن أنظمة التبريد التقليدية مثل المراوح والمضخات تستهلك طاقة كهربائية. أما التبريد السلبي فلا يحتاج إلى كهرباء. وقال البروفيسور تشياو تشيانغ غان من كاوست، والذي قاد الدراسة "نحن متخصصون في المواد النانوية التي تتيح التبريد السلبي. وهي مواد رقيقة يمكن وضعها على أنظمة متعددة تتطلب التبريد كالبيوت الزجاجية الزراعية والخلايا الشمسية، دون التأثير في أدائها". في هذه الدراسة التي نُفذت عبر مركز التميّز في الطاقة المتجددة وتقنيات التخزين (CREST) في كاوست، طّور غان وزملاؤه مادة مركبة تمتص رطوبة الهواء في الليل، وتُطلقها خلال النهار. ووجد العلماء أن تغطية الخلايا الشمسية بهذه المادة – عند تشغيلها في المناطق الساحلية بالمملكة لأسابيع – ساعد على إبقائها باردة، مما زاد كفاءتها التشغيلية وأطال عمرها. كما أسهم التبريد السلبي في تقليل تكلفة توليد الكهرباء من هذه الخلايا بنسبة 18%. وللتأكيد على فعالية التقنية في مختلف الظروف المناخية، أُجْرِيَت تجارب إضافية في مناطق باردة ورطبة من الولايات المتحدة في أثناء هطول الأمطار، وأثبتت التقنية فعاليتها في البيئات جميعها. وقد اختبر البروفيسور غان المادة الجديدة على خلايا شمسية قدّمها البروفيسور ستيفان دي وولف من كاوست، والذي يحقق فريقه البحثي بانتظام أرقام قياسية عالمية في أداء الخلايا الشمسية بفضل تصميماتهم المتخصصة. وقال دي وولف " هذا العمل هو مثال ممتاز على تكامل الخبرات المختلفة في كاوست. لقد اختبرنا تقنية التبريد الجديدة على خلايا شمسية عالية الأداء في بيئات متعددة، وحققنا نتائج متميزة في الحالات جميعها". بدوره، أكد البروفيسور عبدالرحمن البدري، كبير الباحثين في معهد تقنيات أشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة بكاكست، أن هذه الدراسة تتواكب مع دور کاكست في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في قطاع الطاقة، والتي تهدف إلى رفع حصة الطاقة المتجددة في إجمالي إنتاج الكهرباء. وقال: أثبتت المادة المطورة فعاليتها في تطبيقات الخلايا الشمسية بشكل عام، وخصوصا في أنظمة الخلايا المركزة التي تم تطويرها داخل مختبرات كاكست، حيث تكون درجة الحرارة للخلايا عالية جدا بسبب تركيز الضوء، مضيفًا أن لهذه المادة تطبيقات أخرى، مثل استخدامها في البواعث الضوئية، التي تعاني عادة من انخفاض الكفاءة عند ارتفاع درجات الحرارة، وقد تم إجراء دراسات أولية على هذه التطبيقات وأظهرت نتائج واعدة. من جانيه، أكد الدكتور عبدالله المقبل، الباحث في معهد الإلكترونيات الدقيقة وأشباه الموصلات، مدير مركز التميز في الضوئيات والإلكترونيات بكاكست، والمشارك في الدراسة، أن كاكست بصفتها مختبرًا وطنيا، تولي أهمية كبيرة للأبحاث التي ثُجري في مختبرات الغرف النقية، بما يتماشى مع الأولويات الوطنية في مجالات الطاقة والصناعة. وأضاف أن المادة المطورة تُعد حلاً منخفض التكلفة لمواجهة تحديات التبريد في مشاريع الطاقة الشمسية في المملكة والعالم، كما تفتح آفاقاً واسعة لتطبيقها في تقنيات الإضاءة والليزر. يذكر أن مركز التميّز في الطاقة المتجددة وتقنيات التخزين، هو أحد مراكز التميّز البحثية الأربع التي أطلقتها كاوست مدفوعة باستراتيجيتها الجديدة التي تركز على الأولويات الوطنية في المملكة وهي: الذكاء الاصطناعي التوليدي، الأمن الغذائي، الطاقة المتجددة وتقنيات التخزين، والصحة الذكية.

الدكتور الخضيري: الفيزياء تجسيد لإرادة الله في الكون ودروسها تنعكس على حياتنا اليومية
الدكتور الخضيري: الفيزياء تجسيد لإرادة الله في الكون ودروسها تنعكس على حياتنا اليومية

صحيفة سبق

timeمنذ 7 ساعات

  • صحيفة سبق

الدكتور الخضيري: الفيزياء تجسيد لإرادة الله في الكون ودروسها تنعكس على حياتنا اليومية

وصف الدكتور الخضيري علم الفيزياء، المعروف أيضًا بعلم الطبيعة، بأنه تجسيد لإرادة الله في الكون، وإعجاز إلهي يظهر في ظواهر طبيعية يعجز الإنسان عن إدراك أسرارها بشكل كامل. وأشار إلى أن مظاهر مثل الجاذبية، والتوازن، والتجاذب والتنافر، والأقطاب المغناطيسية، والطاقة الشمسية، واندماج الذرات، ما هي إلا بعض من تجليات قدرة الله تعالى في الكون. وأضاف أن من معجزات الله الدقيقة في هذا الكون توزيع الأحمال بشكل متوازن، بحيث لا تكون على جهة واحدة فتنهار المنظومة، وهو مبدأ فيزيائي ينعكس أيضًا على حياتنا الاجتماعية والعملية. وشدد الدكتور الخضيري على أهمية تطبيق هذا المفهوم في الأسرة والعمل، مشيرًا إلى أن التوازن في توزيع المسؤوليات يضمن نجاح المنظومات البشرية تمامًا كما يحافظ على استقرار المنظومات الكونية. وأوضح أن رسول الله محمد ﷺ كان مثالًا يُحتذى في مشاركة أهل بيته في المسؤوليات والخدمة، داعيًا إلى الاقتداء به وتوزيع المهام بين أفراد الأسرة ومؤسسات العمل لتحقيق النجاح والاستقرار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store