logo
يوم عَرَفة.. دعوات بأن يحفظ الله الأردن وينهي مأساة فلسطين وغزة

يوم عَرَفة.. دعوات بأن يحفظ الله الأردن وينهي مأساة فلسطين وغزة

رؤيا نيوزمنذ 2 أيام

يقف المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يوم غدٍ الخميس، في يومٍ من أعظم أيام الله، وهو يوم عرفة، حيث يجتمع فيه الحجاج من كل فجٍّ عميق على صعيد جبل عرفات في مكة المكرمة، ويتوجهون إلى الله بقلوبٍ خاشعة ونفوسٍ متذللة لله تعالى طلبًا للرحمة والمغفرة، وأن يعمّ السلام الأرضَ ومَن عليها.
ويرفع الأردنيون أكفَّ الدعاء والضَّراعة في هذا اليوم المبارك بأن يحفظ الأردن وأهله من كل شر، وسائر البلاد، وأن يديم الأمن والأمان، وأن يُنهي معاناة الإنسان الفلسطيني على أرضه، ويحقن دماءهم في قطاع غزة، الذي يواجه حرب إبادة وتجويع منذ أكثر من 600 يوم.
ومن أبرز السنن في يوم عرفة، حسب متخصصين في الفقه، صيامُه لغير الحاج، إذ يُعتبر صيامه كفّارةً لذنوب سنة ماضية وسنة مقبلة، كما جاء في الحديث النبوي الشريف. أما الحُجّاج، فلا يُستحبّ لهم الصيام في عرفة، حتى يتمكنوا من التركيز على العبادة والدعاء.
سماحة مفتي عام المملكة الدكتور أحمد الحسنات قال: إن يوم عرفة والوقوف فيه له أهمية كبيرة ومنزلة عالية رفيعة في الإسلام، إذ يُعدّ أحد الأيام العشرة الأُوَل من ذي الحجة، التي هي أفضل أيام السنة عند الله تعالى في عِظم الأجر والثواب، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتمّ فيه النعمة، وهو يوم يُكثِر فيه العتق من النار، ويُباهي الله عز وجل بأهل الموقف الملائكة، وهو اليوم الذي إذا صامه المسلم، فإنه يُكفِّر ذنوب سنتين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده).
وأضاف: إن دعاء يوم عرفة هو خير الدعاء على الإطلاق. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: 'خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير'، لذا ينبغي على المسلم أن يستغل هذا اليوم العظيم في الدعاء، خاصة الأدعية الجامعة، ولا حرج في أن يخصَّ نفسه ومن يحبّ بالدعاء.
وأشار سماحته إلى أن يوم عرفة من أعظم الأيام عند الله تعالى في مغفرة الذنوب، خاصة العظام منها.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيُباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي شُعثًا غُبرًا ضاحين، جاؤوا من كل فجٍّ عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم يُرَ يومٌ أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة'.
مساعد الأمين العام لشؤون الدعوة، ومدير الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الدكتور إسماعيل فواز الخطبا، قال إن يوم عرفة يومٌ عظيمٌ ومشهود، وهو من أعظم أيام الدنيا، وهو الركن الوحيد بين أركان الحج الذي يُؤدَّى من الجميع في يوم واحد ووقت واحد، فهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف.
وأخرج مسلم في صحيحه عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: 'ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة'.
وأوضح أن صيام يوم عرفة من صيام التطوع، وهو من الأعمال التي تُقرّبنا إلى الله تعالى، بل إن صيام يوم عرفة من أجلِّها على الإطلاق، كما قال الإمام أحمد -رحمه الله-: 'الصيام أفضل ما تُطوِّع به، لأنه لا يدخله الرياء'. مُبينًا أنه لا ينبغي صيام يوم عرفة للحاج، أما غير الحاج فيُستحب له صيامه لما فيه من الأجر العظيم، وهو تكفير سنة قبله وسنة بعده. والمقصود بذلك التكفير: تكفير الصغائر دون الكبائر، وتكفير الصغائر مشروطٌ بترك الكبائر.
وقال رئيس قسم أصول الدين في الجامعة الأردنية، الدكتور علاء الدين محمد عدوي، إن فضل الله على عباده عظيم، وإن نعمَه لا تُحصى، وهو الرؤوف الرحيم الذي جعل لهم مواسم للطاعة والمغفرة، وأيامًا للتوبة والتذكرة، ومن أعظم نعمِه سبحانه أن أكمل لهم دينهم، وأتمّ عليهم نعمته، وهداهم للحق. ولقد اختصَّ الله برحمته من المكان والزمان ما فضّله على غيره، وإن من نعمته سبحانه أن نشهد أعظم أيام السنة، وأعظم أيام الله لعباده، يوم عرفة.
وأشار إلى أن يوم عرفة، الذي اختصه الله تعالى بأن جعل فيه تلبية العباد نداء ربهم وأداءهم ركن الحج، وهو أحد أركان الدين، فإن لهذا اليوم فضلًا عظيمًا على سائر الأزمان، ويشمل هذا الفضل الحاجَّ وغير الحاج، فقد جاء في الحديث عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: 'ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟'.
أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد في كلية الآداب بجامعة اليرموك، الدكتور مهند نايف الدعجة، قال: إن يوم عرفة تظهر فيه روح العبادة في أبهى صورها لِفَضله وأهميته وعِظَم مطلعه، وأجرى الله تعالى في خلقه سنّة التفضيل، ففضّل بعض الأيام على بعض، والأيام الفاضلة هي مواسم لنفحات الله، يتفضّل فيها على عباده فيغفر الذنوب، ويرفع الدرجات، ومن تلك الأيام الفاضلة: يوم عرفة.
وأضاف: قيل إن يوم عرفة أفضل الأيام، لقوله صلى الله عليه وسلم: 'ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة؛ ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثًا غُبرًا ضاحين، جاؤوا من كل فجٍّ عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم يُرَ يومٌ أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة'، فيوم عرفة أفضل أيام العام.
وبيّن أن يوم عرفة هو يوم الوقوف على جبل عرفة أو عرفات في التاسع من شهر ذي الحجة، وقيل: 'عرفات جمع عرفة'، وقيل: 'عرفات اسمٌ للبقعة المعروفة التي يجب الوقوف بها، ويوم عرفة هو يوم الوقوف بها'. وهناك عدة أقوال لتسمية عرفة بهذا الاسم، فقد قيل إنها سُمِّيَتْ بذلك لأن آدم عرف حواء فيها، وقيل: لأن جبريل عرَّف إبراهيم فيها المناسك، وقيل: لتعارف الناس فيها، وقيل إن الكلمة مأخوذة من العَرْف، وهو الطِّيب، لكونها مُقدّسة. إلا أن الروايتين الأكثر تداولًا: أن أبا البشر آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان، ولهذا سُمي بعرفة. والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم، فكان يُريه مشاهد ومناسك الحج، فيقول له: 'أعرفت؟ أعرفت؟'، فيقول إبراهيم: 'عرفتُ، عرفتُ'، ولهذا سُمِّيت عرفة.
وتابع: يوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويُعَد من أفضل الأيام عند المسلمين، وهو أحد أيام العشر من ذي الحجة، فيه يقف الحُجّاج على جبل عرفة، حيث إن الوقوف بعرفة يُعدُّ أهم أركان الحج.
وأشار إلى حرص غير الحُجّاج من المسلمين على صيام يوم عرفة لما فيه من فضل، ويستدل أهل السُّنّة بحديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: 'صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده'، وأنه لا يجوز للحاج صيامه، كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان مفطرًا حينما وقف في يوم عرفة.
وأضاف: إن يوم عرفة هو تجسيد إيماني روحاني، تلتقي فيه النفحات الإيمانية بمشاعر الصدق والإخلاص بالدعاء والتكبير والتسبيح والتهليل، يستشعر فيه الجميع عِظم هذا اليوم، مُلبّين، متضرّعين إلى الخالق بكل عبارات الأدعية وفي كل بقاع الأرض، ونحتاج في هذا اليوم إلى الإخلاص في الدعاء بأن يفك الله -عز وجل- كرب هذه الأمة، ويُعلي رايتها، ويحقق أمانينا، ونحن في الأردن، سائلين الله تعالى أن يحفظ الأردن، قيادةً وشعبًا، ويديم علينا يوم عرفة، ونحن ننعم بموفور الصحة والسعادة والسرور.
وقال: نُحيي هذا اليوم بالصيام والدعاء والاستغفار، وبالدعوة إلى إفطار الصائم، في روحٍ اجتماعيةٍ تكافليةٍ تنمُّ عن تماسك المجتمع وديمومة المحبة والألفة بين الناس.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع ولي العهد السعودي بمناسبة عيد الأضحى
الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع ولي العهد السعودي بمناسبة عيد الأضحى

رؤيا نيوز

timeمنذ 8 دقائق

  • رؤيا نيوز

الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع ولي العهد السعودي بمناسبة عيد الأضحى

تبادل جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، خلال اتصال هاتفي، اليوم الجمعة.

مراكز الإصلاح تفتح أبوابها لزيارات النزلاء خلال عيد الأضحى
مراكز الإصلاح تفتح أبوابها لزيارات النزلاء خلال عيد الأضحى

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

مراكز الإصلاح تفتح أبوابها لزيارات النزلاء خلال عيد الأضحى

فتحت مديرية الأمن العام أبواب الزيارة في مراكز الإصلاح والتأهيل أمام ذوي النزلاء خلال أيام عيد الأضحى المبارك، ضمن جهودها الإنسانية الرامية إلى تعزيز قيم التماسك والتكافل الاجتماعي، وتمكين النزلاء من التواصل مع أسرهم في هذه المناسبة المباركة. وقالت المديرية، إن مراكز الإصلاح والتأهيل تشهد توسعاً في الزيارات الاعتيادية والخاصة خلال أيام العيد، انسجاماً مع النهج الإصلاحي الذي تتبناه، والهادف إلى تعزيز الروابط الأسرية وترسيخ القيم الإيجابية لدى النزلاء. وأشارت إلى أنها وفرت التسهيلات كافة لضمان سير الزيارات بسلاسة، بما في ذلك زيادة عدد الزيارات الخاصة، وتوفير الاتصالات الهاتفية لجميع النزلاء الذين تعذر على ذويهم زيارتهم، تأكيداً على حرصها في دعم الجانب الإنساني والاجتماعي داخل مراكز الإصلاح.

مجزرة جديدة في رفح: 8 شهداء و61 جريحاً قرب مركز توزيع مساعدات
مجزرة جديدة في رفح: 8 شهداء و61 جريحاً قرب مركز توزيع مساعدات

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

مجزرة جديدة في رفح: 8 شهداء و61 جريحاً قرب مركز توزيع مساعدات

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الجمعة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت مجزرة جديدة في محافظة رفح جنوبي القطاع، في أول أيام عيد الأضحى، استهدفت مدنيين كانوا يتجمعون قرب أحد مراكز توزيع ما يُعرف بـ"المساعدات الأميركية – الإسرائيلية". وذكر المكتب في بيان رسمي أن 8 مدنيين استشهدوا، وأُصيب 61 آخرون بجراح متفاوتة، نتيجة إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وعناصر من شركة أمنية أميركية تشرف على الموقع، على حد تعبير البيان. وأشار المكتب إلى أن هذه الحادثة ترفع حصيلة ضحايا مراكز توزيع المساعدات منذ بدء عمل مؤسسة "غزة الإنسانية" في 27 مايو/أيار الماضي إلى 110 شهداء و583 جريحاً، إضافة إلى فقدان 9 آخرين من المدنيين، معظمهم من المجوّعين الذين لجؤوا لهذه النقاط بحثاً عن الغذاء. ووصفت الجهات الرسمية في غزة هذه المراكز بأنها "مصائد موت جماعي"، متهمة قوات الاحتلال والشركات الأمنية المتورطة بإطلاق النار عمداً على المدنيين الذين يُستدرجون إلى تلك المواقع تحت وطأة الجوع. في المقابل، أعلنت مؤسسة "غزة الإنسانية" تعليق عمليات توزيع المساعدات داخل القطاع "حتى إشعار آخر"، في أعقاب تصاعد حوادث إطلاق النار في محيط مراكزها. وأكدت في بيان أنها أغلقت جميع مواقعها الأربعة، ودعت السكان إلى الابتعاد عنها حفاظاً على سلامتهم، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان لاحقاً عن موعد استئناف التوزيع. وتواجه المؤسسة انتقادات متزايدة من منظمات الإغاثة الدولية، وعلى رأسها وكالات الأمم المتحدة، التي شككت في حياديتها نظراً للدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، وهو ما تنفيه المؤسسة باستمرار. ويعاني سكان قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة في ظل الحصار المستمر منذ سنوات، وتفاقمت أوضاعهم المعيشية مع تواصل العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وارتفاع أعداد النازحين الذين يعيشون في ظروف قاسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store