
«إمبراطورية الإخوان» بأمريكا اللاتينية.. «ملاذ خفي» ورافد لـ«التمويل والتجنيد»
تم تحديثه الثلاثاء 2025/5/6 07:38 م بتوقيت أبوظبي
"ملاذ خفي" للإخوان لكنه يمثل "خطورة بالغة" لما تتمتع به نشاطات التنظيم من حرية وانتشار. هكذا لخص خبراء جود الجماعة في أمريكا اللاتينية.
مرسوم رئاسي أصدره رئيس الإكوادور دانيال نوبوا أدان فيه جماعة الإخوان، سلط الضوء على نشاط الجماعة في أمريكا اللاتينية، خصوصا مع تعاظم نفوذها في "أرض التانغو والكرنفال".
وأشار المرسوم الرئاسي إلى ارتباط الإخوان المحتمل بـ "أعمال إرهابية" قد تطال الأراضي الإكوادورية.
تعاون استخباراتي
ويفتح القرار الباب أمام تحول نوعي في طريقة تعامل دول أمريكا اللاتينية مع التنظيمات المتطرفة العابرة للحدود وعلى رأسها تنظيم الإخوان.
ووفق المرسوم الرئاسي الذي طالعته «العين الإخبارية»، فقد تم تكليف مركز الاستخبارات الاستراتيجية (CIES) بمتابعة ملف التنظيم، بالتنسيق مع أجهزة استخباراتية دولية عند الحاجة.
ملاذ خفي
وقال الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب (مصري) لـ"العين الإخبارية" إن نشاط الإخوان ممتد في قلب أوروبا وأمريكا اللاتينية أيضا، لافتا إلى أن الأخيرة باتت مركزا أهم بكثير من عواصم القارة العجوز. وأضاف: "هذه المنطقة باتت ملاذا للإخوان لم ينتبه إليه العلم".
واعتبر أديب أن "لندن هي المقر الثاني للإخوان بعد إعلان سقوطهم في القاهرة، لكن الوجود الأخطر للتنظيم ليس في أوروبا وإنما في أمريكا اللاتينية التي باتت تشهد نشاطا ملحوظا للإخوان وعددا كبيرا من الفعاليات التي تؤثر على عودة التنظيم مرة أخرى".
واتفق الخبير في شؤون الحركات الإسلامية ماهر فرغلي مع أديب في أن الإخوان بات لهم نفوذ اسع في أمريكا اللاتينية، رغم أن وجودهم هناك ليس جديدا ولكن يعود إلى قرون خلت.
وقال فرغلي لـ "العين الإخبارية" إن "أمريكا اللاتينية باتت الثقل الرئيسي للإخوان في تلك المرحلة. التنظيم له ناط خطير ومؤثر في دول أمريكا اللاتينية.
وأوضح أنه بعد العام 2011 باتت دول أمريكا اللاتينية ملاذا لقيادات التنظيم المحكومين في مصر والدول العربية، بسبب سهلة الحصول على جنسية تلك الدول.
وأشار إلى أنه رصد في زيارات متكررة لدول في أمريكا اللاتينية تواجد عدد من قيادات الإخوان وأيضا تنظيمي القاعدة وداعش في تلك الدول.
وأوضح أن قياديا في تنظيم "القاعدة" يُدعى محمد إبراهيم يقيم في البرازيل وقد حصل على جنسيتها ولديه أعمالا تجارية كبيرة فيها.
إمبراطورية اقتصادية
كما اتفق الخبيران على تعاظم "الإمبراطورية المالية" لتنظيم الإخوان في أمريكا اللاتينية وتعدد نشاطاتها.
وقال منير أديب إن وجود التنظيم في أمريكا اللاتينية يأخذ صورا مختلفة أبرزها "البيزنس". وتابع "الإخوان بنوا اقتصادا كبيرا في أمريكا اللاتينية، عبر مشروعات تجارية تأخذ صبغة إسلامية مثل تجارة الذبح الحلال".
وأضاف: "ربما يدار اقتصاد الإخوان من أمريكا اللاتينية. هم يحققون من خلال نشاطهم التجاري هناك أموالا طائلة تدير أفرعه في العديد من الدول العربية".
أما الخبير في شؤون الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، فأشار إلى أن الإخوان يسيطرون على تجارة اللحوم الحلال ويجنون أرباحا طائلة من المدارس وحضانات الأطفال التي يملكونها وتُخصص لأبناء الجاليات الإسلامية، إضافة إلى تجارة الأخشاب
المراكز الإسلامية
ووفق مرسوم رئيس الإكوادور، فإن أجهزة استخبارات في المنطقة رصدت محاولات لاستخدام بعض المساجد والمراكز الثقافية لتمرير أجندات أيديولوجية ترتبط بتنظيمات مثل الإخوان وحلفائهم.
وفي هذا السياق، أكد منير أديب أن الإخوان يسيطرون على العديد من المراكز الإسلامية في دول أمريكا اللاتينية، ويعملون فيها بحرية تامة.
وهو أمر لفت إليه ماهر فرغلي أيضا، إذ أشار إلى أن المراكز الإسلامية في دول أمريكا اللاتينية تعتبر مركزا لتجنيد أنصار جدد من بين الجاليات الإسلامية ورافدا مهما لجمع التبرعات لتعظيم الدعم المالي للجماعة. وأوضح أن تنظيمي "القاعدة" و "داعش" أيضا لديهما نفوذ في تلك المراكز.
ولفت الخبيران إلى أن المراكز الإسلامية في تلك الدول تقع تحت سطوة الإخوان منذ فترة السبعينيات والبعثات الإسلامية التي ترسلها بعض الدول العربية إلى أمريكا اللاتينية لم تنجح في التصدي لنشاط الجماعة في تلك المراكز.
استراتيجية للمواجهة
وقال ماهر فرغلي إن التصدي للتنظيم في تلك الدول يتطلب وضع استراتيجية شاملة للمواجهة.
هذا الأمر أيده منير أديب الذي أكد ضرورة تبني دولة أو مجموعة من الدول على رأسها الإمارات وضع استراتيجية متكاملة وشاملة للتصدي للإخوان ودفع المجتمع الدولي إلى تنفيذ تلك الاستراتيجية، لافتا إلى أن المواجهات الفردية للتنظيم لن تكون مجدية.
وأشار إلى أن لابد أن دولا أوروبية والولايات المتحدة ترفض تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية بسبب الخلط بين المصالح السياسية وملف مواجهة الإرهاب، إذ تستخدم تلك الدول التنظيم في تحقيق أهداف لها بالمنطقة، ومن ثم يجب على تلك الدول تغيير سياساتها.
aXA6IDQ1LjM5LjcyLjI0OCA=
جزيرة ام اند امز
SG

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 3 ساعات
- العين الإخبارية
مصادر تكشف لـ«العين الإخبارية» تفاصيل ضربات أمريكا على القاعدة بأبين
كشفت مصادر أمنية يمنية، السبت، تفاصيل غارتين جويتين نفذتهما طائرة أمريكية مسيرة استهدفتا مواقع استراتيجية لتنظيم القاعدة في محافظة أبين، وأسفرتا عن مقتل عدد من أبرز قادته الميدانيين. وقالت المصادر، في تصريحات خاصة لـ«العين الإخبارية»، إن الغارة الأولى استهدفت قياديًا بارزًا في التنظيم يُدعى «سالم قاسم» في منطقة وادي سري، الواقعة في نطاق مديرية أحور شرق أبين. وأشارت إلى أن قاسم يُعد من القيادات الميدانية الناشطة في التنظيم، وقد نجا في وقت سابق من الشهر الماضي من غارة أمريكية مشابهة استهدفته في وادي مودية بالمحافظة ذاتها. وأضافت المصادر أن الغارة الثانية استهدفت موقعًا يُعتقد أنه كان يضم اجتماعًا لعناصر وقيادات من التنظيم في منطقة تصابة، الواقعة بين شرق وغرب مديرية أحور، حيث قُتل على الفور 5 من كبار القادة الميدانيين، وهم: «أبو خطاب العدني»، و«همام الجعدني»، و«فارس الحضرمي»، و«حسان الوحيشي»، و«وضاح الجعدني». وبحسب المصادر، فإن الغارة الثانية أصابت هدفها بدقة وأسفرت عن مقتل جميع العناصر المستهدفة، فيما لا يزال مصير «سالم قاسم» مجهولًا حتى اللحظة، وسط تضارب في المعلومات الميدانية حول إصابته أو فراره من الموقع. وكانت مصادر عسكرية يمنية قد كشفت في وقت سابق، السبت، لـ«العين الإخبارية»، أن ضربة جوية أمريكية نفذتها طائرة مسيّرة يوم الجمعة أسفرت عن مقتل 5 من عناصر تنظيم القاعدة، بينهم قيادي بارز، دون الكشف عن هوياتهم في حينه. استراتيجية أمريكية متواصلة تأتي هذه الضربات في إطار العمليات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة في اليمن منذ سنوات، ضمن ما يُعرف ببرنامج «مكافحة الإرهاب» الذي يستهدف تفكيك شبكات التنظيم ومنع تحوله إلى قاعدة خلفية لإطلاق هجمات على المصالح الغربية. وتشهد محافظة أبين، إلى جانب شبوة ومأرب، تصعيدًا ملحوظًا في وتيرة الضربات الجوية الأمريكية خلال الأشهر الماضية، وسط مؤشرات على تنسيق استخباراتي متقدم بين واشنطن والسلطات اليمنية المعترف بها دوليًا، في إطار مواجهة نشاط التنظيم الذي استفاد من الفوضى الناجمة عن الحرب المستمرة منذ نحو عقد. ووفق مراقبين، فإن سلسلة الضربات الأخيرة تعكس حجم الضغط المتزايد الذي تتعرض له شبكة القاعدة في اليمن، والتي باتت تواجه استنزافًا مستمرًا لقدراتها القيادية والميدانية، سواء عبر الاستهداف الجوي الأمريكي، أو العمليات العسكرية النوعية التي تشنها قوات الحكومة اليمنية بدعم تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية. ويتلقى تنظيم القاعدة دعما غير مباشر من مليشيات الحوثي، خصوصًا في مناطق التماس التي ينسحب منها الحوثيون وتظهر فيها فجأة تحركات للتنظيم، وسط تقارير تشير إلى تقاطع مصالح بين الطرفين في استهداف القوات الحكومية وزعزعة الاستقرار في الجنوب اليمني. ويُرجّح أن تتواصل الضربات الجوية الأمريكية خلال المرحلة المقبلة في ظل المعلومات الاستخباراتية المتواترة عن تحركات مشبوهة لعناصر القاعدة في محافظات مأرب والبيضاء وشبوة، خاصة في ظل الحديث عن اندماج تكتيكي بين بعض فصائل التنظيم والعناصر المتشددة القادمة من خارج اليمن. aXA6IDYyLjE2NC4yNDYuNjIg جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
منذ 5 ساعات
- العين الإخبارية
ضربات أمريكية تدمي «القاعدة» باليمن.. 5 قتلى في أبين
كشفت مصادر عسكرية وأمنية، السبت، عن مقتل 5 عناصر من تنظيم القاعدة في ضربة جوية أمريكية استهدفت محافظة أبين. جاء ذلك بعد ساعات من مقتل عنصرين آخرين في محافظة شبوة. وأوضحت المصادر لـ«العين الإخبارية»، أن «غارة يُرجّح أنها أمريكية استهدفت، مساء الجمعة، موقعًا جبليًا لتنظيم القاعدة في محافظة أبين، وأسفرت عن مصرع 5 من عناصر التنظيم، بينهم قيادي محلي». وجاء القصف في أبين بعد ساعات من هجوم بطائرة مسيرة، يُعتقد أنها أمريكية أيضًا، استهدفت سيارة كانت تقل شخصين في منطقة ريفية بمديرية عين، شمال غرب محافظة شبوة. ووفقًا للمصادر، فقد أدى القصف إلى تفحم الجثتين، ما حال دون التعرف على هويتهما. 5 قيادات وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد فقد مؤخرًا 5 من قياداته البارزة، قُتل 4 منهم في ضربات مباغتة نفذتها طائرات أمريكية في شبوة وأبين، فيما اغتيل الخامس في مأرب. وتضم قائمة القتلى «أبو محمد الهذلي المكي» (أجنبي)، و«أيوب اللحجي» أمير ولاية لحج السابق، و«أبو يوسف الحضرمي»، إضافة إلى أمير الحرب وعضو مجلس الشورى «أبو علي الديسي»، والقيادي «عمار العولقي» المعروف بلقب «أبو صالح الديولي». ويرى خبراء يمنيون أن تنظيم القاعدة يعيش حالة من الضعف والتفكك الداخلي بفعل هذه الضربات المتتالية، وهو ما يستوجب استثمار اللحظة لتحجيم نفوذه ميدانيًا من خلال عمليات منسقة على المستويين المحلي والدولي. aXA6IDIzLjI2LjYyLjY5IA== جزيرة ام اند امز NL


العين الإخبارية
منذ يوم واحد
- العين الإخبارية
عقوبات أمريكية جديدة تعزل السودان ماليًا.. والبنك الدولي يستعد لإغلاق آخر الأبواب
تم تحديثه الجمعة 2025/5/23 01:52 م بتوقيت أبوظبي عقوبات أمريكية على خلفية اتهامات باستخدام «الكيمياوي» تسد شرايين حكومة السودان وتنذر بإغلاق آخر منافذ النجاة في بلد تطوقه التحديات. ومساء الخميس، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها توصلت إلى خلاصة مفادها أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية في الحرب المتواصلة في هذا البلد. وقالت الخارجية إنها تفرض عقوبات على خلفية استخدام هذه الأسلحة الكيميائية، موضحة أن هذا الأمر حصل العام الفائت. وأشارت الوزارة إلى أنها أبلغت الكونغرس، باليوم نفسه، بقرارها المتّصل باستخدام الأسلحة الكيميائية، لتفعيل عقوبات بعد 15 يوما. وتشمل العقوبات قيودا على الصادرات الأمريكية والتمويل لحكومة السودان التي تتخذ من مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر مقرًا لها. وخلال مؤتمر صحفي، قالت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس: 'قررت الولايات المتحدة أن الحكومة السودانية استخدمت أسلحة كيميائية عام 2024، ما يُعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية'. عزلة تتجدد في عام 2020، وخلال المرحلة الانتقالية بقيادة الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك، رفعت واشنطن العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على السودان لعقود، بسبب سياسات نظام عمر البشير الذي جاء إلى السلطة بانقلاب عسكري في 1989. وارتبط نظام البشير بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وحروب أهلية طويلة، فضلًا عن دعمه لتنظيمات إرهابية مثل القاعدة، المسؤول عن تفجيري سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي الكينية ودار السلام التنزانية عام 1998. ومكّن الانفتاح الاقتصادي في تلك الفترة السودان من إعادة الاندماج تدريجيًا في النظام المالي العالمي، حيث أعلن بنك السودان المركزي في يونيو/ حزيران 2021 عن اجتياز 27 مصرفًا لاختبارات نظام رقم الحساب المصرفي الدولي (IBAN)، إضافة إلى اعتماد السودان ضمن شبكة 'سويفت' العالمية، ما عزز الثقة الدولية بالمصارف السودانية. و رقم الحساب المصرفي الدولي (IBAN) هو نظام ترقيم دولي قياسي للحسابات المصرفية، يهدف إلى تسهيل عمليات التحويلات المالية الدولية وتجنب الأخطاء المحتملة. لكن هذه المكتسبات بدأت تتآكل تدريجيًا بعد انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين أول 2021 الذي نفذته المؤسسة العسكرية ضد الحكومة المدنية، ما أعاد الشكوك الدولية بشأن استقرار السودان والتزامه بالتحول الديمقراطي، رغم بقاء اسمه شكليًا ضمن النظام المالي العالمي. من الانقلاب إلى الحرب.. تحالفات مظلمة وصعود الإخوان تحوّل الصراع بين الجيش وقوات 'الدعم السريع' من تنافس على مسار الانتقال المدني إلى مواجهة دموية اندلعت رسميًا في 15 أبريل/ نيسان 2023. ومع انخراط الإسلاميين الموالين للجيش، تصاعدت حدة القتال واتّسعت رقعة الانتهاكات ضد المدنيين. ومع عودة رموز النظام السابق إلى الواجهة، بات من الواضح أن السودان يتجه نحو عسكرة الحياة السياسية، ضمن تحالفات غير معلنة مع الإخوان أي التيار الإسلامي المعروف محليًا بـ'الكيزان'، بكل ما يحمله ذلك من أعباء أيديولوجية وارتباطات مقلقة بجماعات متطرفة. وجاء استخدام الأسلحة الكيميائية في هذا السياق المأزوم ليشكّل انتهاكًا فاضحًا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، والتي يُعد السودان طرفًا موقعًا عليها. انهيار وشيك للنظام المالي يمثّل القرار الأمريكي ضربة قاصمة للنظام المالي والاقتصادي السوداني، إذ يعيد البلاد فعليًا إلى نقطة الصفر، ويُمهّد لعزلة مصرفية كاملة كالتي عاشها السودان في العقود الماضية. ووفق خبير اقتصادي دولي، فإن وقف خطوط الائتمان لا يقتصر على حرمان السودان من التمويل المباشر، بل يعطّل تمامًا قدرته على التفاعل مع النظام المالي العالمي. وتعد خطوط الائتمان إحدى أدوات بناء الثقة المصرفية بين الدول، وغيابها يضعف فعالية نظام IBAN رغم استمراره شكليًا، ويزيد من احتمالات عزوف البنوك العالمية عن التعامل مع المصارف السودانية خوفًا من العقوبات. وتوقع الخبير في حديث لـ'العين الإخبارية'، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، انكماشًا اقتصاديًا وشيكًا نتيجة شح العملات الأجنبية، وارتفاع كلفة الاستيراد، وتراجع الاستثمارات، مؤكدًا أن القرار يقوّض جهود إعادة الإعمار في ظل استمرار الحرب واتساع رقعة الدمار. وختم بالقول: 'كل هذا يعني تآكل الثقة الدولية في القيادة العسكرية بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي يسعى إلى تشكيل حكومة مدنية صورية، بينما يحتفظ بالسلطة عبر تحالف عسكري/ إسلامي غير معلن'. البنك الدولي يغلق أبوابه أمام السودان تزامنت العقوبات الأمريكية مع قرار مرتقب من البنك الدولي بوقف جميع أشكال التعاون مع السودان، بما في ذلك تمويل البرامج المجتمعية والإنسانية. ويأتي هذا القرار ضمن خطة البنك الدولي لإعادة هيكلة عملياته عبر تصنيف الدول إلى ثلاث مجموعات. وقد تم إدراج السودان ضمن المجموعة الثالثة التي يمتنع البنك عن العمل معها نهائيًا، ما يفاقم العزلة الاقتصادية ويغلق أحد آخر المنافذ أمام أي دعم دولي ممكن. وليست العقوبات الأمريكية مجرد إجراء سياسي أو دبلوماسي، بل تحمل رسالة صريحة وهي أن العودة إلى ممارسات النظام السابق لن تكون مسموحة ولن تمر بلا ثمن. ومن الناحية الاقتصادية، تُعد هذه العقوبات ضربة مؤلمة لمسار الانفتاح الذي بدأته الحكومة الانتقالية، ومؤشرًا مقلقًا على إعادة السودان إلى مربع الحصار والانهيار. وتأتي هذه التطورات في لحظة حرجة، حيث يحتاج السودان إلى الاستقرار أكثر من أي وقت مضى، لاستعادة الثقة الدولية وبناء ما دمرته الحرب المستعرة. aXA6IDkyLjExMi4xNTAuMTA4IA== جزيرة ام اند امز ES