"نهضة الصين" للدكتورة لُجين سليمان .. مذكرات ومعاينة من قلب التجربة
تقول الكاتبة في مقدمتها: "دخلتُ هذه البلاد مُتَردّدةً خائفةً من كُلّ شيءٍ، أخشى كُلّ ما فيها؛ لأنَّه يمثّل المجهول، مجهولٌ اتَّبعته كي أحقّق طموحاً بات من الصَّعب تحقيقه في بلادي التي أُحب، مؤمنةً أنّه مع كُلّ عثرةٍ تُخلَق فرصةٌ، وفي كُلّ محنةٍ لا بدَّ من وجود عبرةٍ. وأمَّا اليوم، بعد أن أمضيتُ في الصّين ست سنواتٍ متواصلةً، فإنَّني تعلّمْتُ كثيراً! وأهمُّ ما تعلمته هو الوصفة الصّينيَّة لعلاج أيّ مشكلة، ألَا وهي مُثلَّثٌ من ثلاث نقاطٍ: (الألم، والأمل، والصَّبر)، ورُبَّما قد يكون هذا هو العلاج الذي اتَّبعتُه الصّين للوصول إلى ما هي عليه اليوم".
تحدثت عن تطور الحكم والسياسة بدءاً من عهد كونفوشيوس الذي لم يطالب الحُكَّام الذين وصلوا إلى الحكم بِطريق الوراثة بالتَّخلّي عن عروشهم، بل حاول أن يقنعهم بأنَّ الواجب عليهم أن "يملكوا ولا يحكموا"، وأن يسندوا السُّلطاتِ الإداريَّة كافَّةً إلى الوزراء المختارين وفقاً لمؤهلاتهم، مروراً بالاشتراكية الصينية التي تختلف عن اشتراكية روسيا، فالتجربة الاشتراكية الصينية لا تعتمد في قراراها على الفرد بل على المشورة الجماعية، وهذا سر نجاح الاشتراكية الصينية.
كما تحدثت عن مفهوم الرخاء المشترك الذي طبق في الصين على مستويات سبع وأدى إلى تطورها ورفع المستوى المعيشي لشعبها، وهي:
• التَّركيز على إنشاء اقتصادٍ عالي الجودة مع التَّركيز على التَّوزيع العادل للثروة.
• إقَامَة خدماتٍ اجتماعيَّةٍ عالية الجودة، والتَّشارك بها عبر دورة حياةٍ اجتماعيَّةٍ تلبّي حاجات مختلف الشَّرائح العمريَّة.
• التَّركيز على البنى التَّحتيَّة النَّاعمة مثل الخدمات الطبّيَّة والثّقافيّة.
• العمل على استمرار التّنمية الرّيفيّة لتضييق الفجوة بين الرّيف والمدينة بحيث يحيا الفلَّاح الصّينيّ حياةً أفضل.
• ربط التّنمية المادّيَّة بالتّنمية الفكريَّة، وهو ما تعبّر عنه الصّين بضرورة تنمية الفكر والجيب.
• تحقيق الانسجام بين الإنسان والطّبيعة، وذلك من خلال خلق بيئةٍ صديقةٍ.
• بناء الحوكمة الرَّقميَّة، ومجتمعات المدن الذَّكيَّة.
وأما الهدف الرئيسُ من هذا البرنامج فَهو جَعْل فئة الدَّخل المتوسّط تتجاوز 800 مليون بحلول عام 2035، وبِخاصَّةٍ أنّ توسيع فئة الدَّخل المتوسّط مطلباً حتميّاً للحفاظ على الانسجام الاجتماعيّ، والاستقرار الوطنيّ على المدى الطَّويل.
ورغم اتساع الفجوة بين سوريا والصين في كل المجالات إلا أنها كشفت عن معتقد مشترك بين بعض السوريين وبعض الصينيين، فقالت: "التقيت مرةً بأستاذٍ جامعيّ مختصّ بالتُّراث والشُّؤون الثّقافيّة، تبادلنا الأحاديث حول مواضيع متعدّدةٍ كان منها بعض الأساطير القديمة التي كانت منتشرةً منذ زمنٍ بعيدٍ جداً في عدَّة مدنٍ في الصّين، إذ كان سُكّان بعض المناطق يعتقدون بوجود حياةٍ أخرى بعد الموت. وقد أخبرته بأنَّ بعض الفئات في سوريا تؤمن بالشَّيء ذاته".
تحدثت الكاتبة أيضا عن خطط القضاء على الفقر في الصين وتطوير البنى التحتية وإدراج التكنولوجيا في مختلف القطاعات والاكتفاء الذاتي في الغذاء والصناعات والتعليم واستقطاب الخبرات، وتحدثت عن حل مشكلة الطاقة وهي المشكلة الأكبر عالميا، فقد أحسنت الصين استغلال الطاقة الشمسية بتوليد الطاقة حتى أنها حصدت المركز الأول في توليد الطاقة المتجددة على مستوى العالم، وحرصها على تحقيق التنمية المستدامة في كل المجالات التي عملت عليها.
تنقل الكاتبة هذه الخبرات النهضوية لنا على أمل الاستفادة منها في تطوير بلداننا العربية وهي تشعر بمرارة الاستخفاف بالشعوب العربية وبقدراتهم قائلة: "قد يكون من أصعب المواقف التي نعيشها نحن أبناء الدُّول المتأخّرة هي أن نولد في بلادٍ نحبُّها كثيراً، وقد لا نحبّ بلاداً سواها، إلَّا أنّ محبتنا لا تغيّر من أنَّها قاعٌ يسحب أبناءه إلى الوراء كلّما تقدّمت بنا الحياة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
حسين البكار شقيق وزير العمل في ذمة الله
عمون - انتقل إلى رحمة الله تعالى الشاب حسين محمود محمد البكار (ابو ايوب) شقيق وزير العمل خالد البكار وسيشيع جثمانه بعد صلاة عصر اليوم الاثنين من مسجد الشونة الكبير، إلى مثواه الاخير في مقبرة معاذ بن جبل بالشونة الشمالية. تقبل التعازي بحانب متصرفية لواء الاغوار الشمالية. إنا لله وإنا إليه راجعون..

عمون
منذ 5 ساعات
- عمون
الين يرتفع وسط انتكاسة في انتخابات مجلس المستشارين باليابان
عمون - سجل الين الياباني ارتفاعا، خلال تعاملات الاثنين المبكرة، بعد أن خسر الائتلاف الحاكم في اليابان أغلبيته في مجلس المستشارين، إذ تأهب المستثمرون لفترة من الشلل السياسي واضطراب السوق في رابع أكبر اقتصاد في العالم قبل الموعد النهائي لمفاوضات الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة. وأغلقت الأسواق اليابانية أبوابها اليوم تاركة الين الياباني كمؤشر على قلق المستثمرين، إذ تشير المعاملات المبكرة إلى أن الأسواق استوعبت إلى حد كبير نتائج الانتخابات. استقر الين عند 148.46 مقابل الدولار، لكنه ظل قريبا من أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر ونصف الشهر الذي سجله الأسبوع الماضي مع قلق المستثمرين بشأن التوقعات المالية لليابان. وارتفع الين مقابل اليورو إلى 172.64 ومقابل الجنيه الإسترليني إلى 199.03، بحسب بيانات وكالة رويترز. حصل الحزب الديمقراطي الحر بزعامة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا على 47 مقعدا، أي أقل من المقاعد الخمسين التي يحتاجها لضمان الأغلبية في مجلس المستشارين، المجلس الأعلى في البرلمان، المكون من 248 مقعدا في انتخابات كان نصف المقاعد فيها متاحا. وفي حين أن الانتخابات لا تحدد بشكل مباشر ما إذا كانت حكومة إيشيبا ستسقط أم لا، إلا أنها تزيد الضغط السياسي على الزعيم الذي يواجه متاعب وفقد أيضا السيطرة على مجلس النواب الأكثر قوة في أكتوبر. وقالت كارول كونج، خبيرة استراتيجيات العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، إن الأسواق من المحتمل أن تكون تأهبت لنتيجة أسوأ بكثير للائتلاف الحاكم قبل الانتخابات وشككت في أن الين يمكن أن يحافظ على قوته. وأضافت "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان إيشيبا قادرا بالفعل على البقاء كرئيس للوزراء... وما يعنيه ذلك بالنسبة للمفاوضات التجارية اليابانية مع الولايات المتحدة وعلى الرغم من أن نتيجة الانتخابات لم تكن صدمة للأسواق تماما، إلا أنها تأتي أيضا في وقت صعب بالنسبة للبلد الذي يحاول التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل الموعد النهائي في الأول من أغسطس. انصب تركيز المستثمرين بشدة على الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب، إذ أشار تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز الأسبوع الماضي إلى أن الرئيس الأميركي كان يدفع باتجاه فرض رسوم جمركية جديدة باهظة على سلع الاتحاد الأوروبي. وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك أمس الأحد إنه واثق من قدرة الولايات المتحدة على إبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، لكنه قال إن الأول من أغسطس هو الموعد النهائي الصعب لبدء سريان الرسوم الجمركية. وانخفض اليورو 0.12 بالمئة إلى 1.16165 دولار، في حين سجل الجنيه الإسترليني في أحدث معاملاته 1.13417 دولار. وسجل مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى، 98.352. وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.18 بالمئة إلى 0.5951 دولار بعد تسارع التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في الربع الثاني ولكنه ظل دون توقعات خبراء اقتصاد. وبالنسبة للعملات المشفرة، انخفضت عملة بتكوين واحدا بالمئة إلى 116939 دولارا لتظل دون المستوى القياسي الذي بلغته الأسبوع الماضي عند 123153 دولارا.

عمون
منذ 13 ساعات
- عمون
وزير الإعلام السوري: الهجري يستقوي بإسرائيل
عمون - قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، إن الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا حكمت الهجري، عمل على الاستقواء بإسرائيل. وأضاف المصطفى في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، الأحد، أن الهجري "يصرّ على الدعم الإسرائيلي لتعزيز قوته في السويداء". وتابع قائلا: "جماعة الهجري كانت ترفض دائما وجود الدولة في السويداء". وأوضح أن "هناك تصريحات تصعيدية للهجري تعرقل كل الحلول في السويداء". وشدد على أن "الدولة قبلت جميع مطالب السويداء والشيخ الهجري رفض"، مضيفا أن "الهجري يأخد المدنيين في السويداء كرهائن. الهجري هو من انقلب على كل الاتفاقيات". وأشار إلى أنه "لا يمكن الاستقواء بالخارج، والحل يجب أن يأتي من الداخل". وعن الوضع حاليا في السويداء، قال المصطفى: "وزارة الداخلية نجحت بالفصل بين القوى المتصارعة في السويداء. وهناك بعض الخروقات من قبل مجموعات تابعة للهجري في السويداء". كما بيّن المصطفى أن "ميليشيات موالية للهجري لم تسمح بدخول مساعدات ووفد حكومي إلى السويداء. هناك مجموعة في السويداء تعرقل كل الحلول في المحافظة". وأكد المصطفى أن "الدولة تسعى للحلول السياسية داخل السويداء، ولا بديل عن بلد واحد وحكومة واحدة وجيش واحد. وحدة سوريا الجغرافية لا تقبل النقاش أو التفاوض. نريد الوصول إلى حل سياسي لأزمة السويداء بناء على التفاهمات السابقة. الحكومة ركزت على خطاب السلم الأهلي وإدانة كل الانتهاكات". وعن إسرائيل وتدخلها في ملف السويداء، قال المصطفى: "السويداء رفضت المساعدات الإسرائيلية، ولا يمكن التشكيك بوطنية أبناء السويداء. السوريون يعرفون أهداف إسرائيل في السويداء". واختتم المصطفى تصريحاته قائلا: "لا بديل عن بلد واحد وحكومة واحدة وجيش واحد. وحدة سوريا الجغرافية لا تقبل النقاش أو التفاوض. الطائفة الدرزية مترسخة بالمجتمع السوري. نرفض استغلال ورقة المساعدات في السويداء، ونصرّ على وحدة البلاد وتكامل شعبها وعدم وجود أي كانتونات. الحكومة ستحاسب كل المسؤولين عن الانتهاكات".