logo
الاقتصاد العاطفي.. كيف تتحول المشاعر إلى قوة اقتصادية

الاقتصاد العاطفي.. كيف تتحول المشاعر إلى قوة اقتصادية

24 القاهرةمنذ 7 ساعات
في عالم يتسم بالمنافسة الشديدة وتعدد الخيارات أمام المستهلك، لم يعد النجاح الاقتصادي مرهونًا فقط بجودة المنتج أو كفاءة الخدمة، بل أصبح للجانب العاطفي دور محوري في قرارات الشراء والاستثم
ار. هذا ما يُعرف بـ الاقتصاد العاطفي (Emotional Economy)، وهو نهج يقوم على استثمار المشاعر الإنسانية – مثل الثقة، الانتماء، الحنين، الإعجاب – ف
ي بناء قيمة اقتصادية مستدامة.
ما هو الاقتصاد العاطفي؟
الاقتصاد العاطفي هو استخدام المشاعر كأداة استراتيجية لزيادة الطلب على المنتجات والخدمات، وتعزيز ولاء المستهلكين، وبناء علاقات طويلة الأمد بين العلامة التجارية وجمهورها، في هذا النوع من الاقتصاد، تصبح التجربة العاطفية التي يعيشها العميل جزءًا من قيمة المنتج نفسه، بل قد تتجاوز قيمته المادية على سبيل المثال، شراء فنجان قهوة من مقهى عالمي ليس فقط بسبب مذاق القهوة، بل لأن المكان يمنح الزبون شعورًا بالراحة والانتماء لمجتمع عالمي، وهذا الشعور هو ما يدفع المستهلك لدفع سعر أعلى مقارنة بمقاهٍ أخرى.
لماذا المشاعر مهمة في الاقتصاد الحديث؟
الأبحاث التسويقية تشير إلى أن أكثر من 70% من قرارات الشراء تحركها العاطفة، وليس المنطق وحده.. قد يختار المستهلك علامة تجارية معينة لأنه يثق بها أو يشعر أنها تعبر عن قيمه الشخصية، حتى لو كان هناك بديل أرخص أو أكثر جودة.. الشركات التي تتقن اللعب على هذا الوتر العاطفي تحقق أرباحًا أكبر وتتمتع بعملاء أكثر ولاءً، لأن هؤلاء العملاء لا يشترون المنتج فقط، بل يشترون القصة التي تروى حوله.
أمثلة واقعية على الاقتصاد العاطفي
أشهر مثال شركة آبل (Apple) الشركة لا تبيع أجهزة إلكترونية فحسب، بل تبيع إحساسًا بالتميز والابتكار والانتماء إلى مجتمع "المبدعين"، شركات المياه الغازية.. حملاتها الإعلانية تركز على السعادة واللحظات العائلية أكثر من التركيز على المنتج نفسه، متنزه ديزني "Disney"تجذب الزوار ليس بالألعاب فقط، بل بتجربة سحرية تستحضر الطفولة والذكريات.
الاقتصاد العاطفي في السياحة
قطاع السياحة مثال واضح على قوة الاقتصاد العاطفي، حيث لا يختار السائح وجهته بناءً على الأسعار أو الطقس فقط، بل بناءً على المشاعر التي يتوقع أن يعيشها هناك.. مدينة باريس مثلًا تبني علامتها السياحية على الرومانسية، ودبي على الفخامة والرفاهية، وبرشلونة على الفن والحياة النابضة، فالمدن التي تدرك هذه الحقيقة وتستثمر في خلق تجارب عاطفية للزوار، تحصد عوائد اقتصادية ضخمة، ليس فقط من السياحة المباشرة، بل من السمعة العالمية التي تعزز الاستثمار الأجنبي وتزيد الطلب على منتجاتها.
كيف تستفيد الشركات والدول من الاقتصاد العاطفي؟
بناء قصة مقنعة: المنتج أو الخدمة يجب أن تكون لها قصة تحرك المشاعر، سواء كانت عن الجودة، أو التراث، أو الابتكار.
التجربة قبل السعر: التركيز على خلق تجربة استثنائية للعميل، لأن التجربة هي ما يبقى في الذاكرة.
الاستماع للجمهور: فهم ما يحبه العملاء وما يخيفهم وما يلهمهم، ثم دمج ذلك في الاستراتيجية.
التسويق الحسي: استهداف الحواس الخمس – مثل الألوان، الروائح، الموسيقى – لتعزيز الأثر العاطفي.
التحديات والمخاطر في الاقتصاد العاطفي
رغم قوته الاقتصاد العاطفي ليس بلا مخاطر.. الإفراط في استخدام العاطفة دون دعم بجودة حقيقية قد يؤدي إلى فقدان الثقة.. كذلك المشاعر متقلبة وتتأثر بالظروف الاجتماعية والسياسية، ما يعني أن العلامات التجارية يجب أن تبقى يقظة ومتجددة.
الاقتصاد العاطفي لم يعد رفاهية تسويقية، بل أصبح ضرورة استراتيجية في الأسواق الحديثة المشاعر باتت سلعة اقتصادية بحد ذاتها، وقيمتها قد تفوق في كثير من الأحيان القيمة المادية للمنتج أو الخدمة. النجاح في هذا المجال يعتمد على مزيج من الإبداع، والصدق، والقدرة على فهم دوافع الإنسان العميقة، فالشركات والدول التي تتقن لغة المشاعر، ستظل قادرة على كسب العقول والقلوب، وبالتالي حصد الأرباح والنمو المستدام.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاقتصاد العاطفي.. كيف تتحول المشاعر إلى قوة اقتصادية
الاقتصاد العاطفي.. كيف تتحول المشاعر إلى قوة اقتصادية

24 القاهرة

timeمنذ 7 ساعات

  • 24 القاهرة

الاقتصاد العاطفي.. كيف تتحول المشاعر إلى قوة اقتصادية

في عالم يتسم بالمنافسة الشديدة وتعدد الخيارات أمام المستهلك، لم يعد النجاح الاقتصادي مرهونًا فقط بجودة المنتج أو كفاءة الخدمة، بل أصبح للجانب العاطفي دور محوري في قرارات الشراء والاستثم ار. هذا ما يُعرف بـ الاقتصاد العاطفي (Emotional Economy)، وهو نهج يقوم على استثمار المشاعر الإنسانية – مثل الثقة، الانتماء، الحنين، الإعجاب – ف ي بناء قيمة اقتصادية مستدامة. ما هو الاقتصاد العاطفي؟ الاقتصاد العاطفي هو استخدام المشاعر كأداة استراتيجية لزيادة الطلب على المنتجات والخدمات، وتعزيز ولاء المستهلكين، وبناء علاقات طويلة الأمد بين العلامة التجارية وجمهورها، في هذا النوع من الاقتصاد، تصبح التجربة العاطفية التي يعيشها العميل جزءًا من قيمة المنتج نفسه، بل قد تتجاوز قيمته المادية على سبيل المثال، شراء فنجان قهوة من مقهى عالمي ليس فقط بسبب مذاق القهوة، بل لأن المكان يمنح الزبون شعورًا بالراحة والانتماء لمجتمع عالمي، وهذا الشعور هو ما يدفع المستهلك لدفع سعر أعلى مقارنة بمقاهٍ أخرى. لماذا المشاعر مهمة في الاقتصاد الحديث؟ الأبحاث التسويقية تشير إلى أن أكثر من 70% من قرارات الشراء تحركها العاطفة، وليس المنطق وحده.. قد يختار المستهلك علامة تجارية معينة لأنه يثق بها أو يشعر أنها تعبر عن قيمه الشخصية، حتى لو كان هناك بديل أرخص أو أكثر جودة.. الشركات التي تتقن اللعب على هذا الوتر العاطفي تحقق أرباحًا أكبر وتتمتع بعملاء أكثر ولاءً، لأن هؤلاء العملاء لا يشترون المنتج فقط، بل يشترون القصة التي تروى حوله. أمثلة واقعية على الاقتصاد العاطفي أشهر مثال شركة آبل (Apple) الشركة لا تبيع أجهزة إلكترونية فحسب، بل تبيع إحساسًا بالتميز والابتكار والانتماء إلى مجتمع "المبدعين"، شركات المياه الغازية.. حملاتها الإعلانية تركز على السعادة واللحظات العائلية أكثر من التركيز على المنتج نفسه، متنزه ديزني "Disney"تجذب الزوار ليس بالألعاب فقط، بل بتجربة سحرية تستحضر الطفولة والذكريات. الاقتصاد العاطفي في السياحة قطاع السياحة مثال واضح على قوة الاقتصاد العاطفي، حيث لا يختار السائح وجهته بناءً على الأسعار أو الطقس فقط، بل بناءً على المشاعر التي يتوقع أن يعيشها هناك.. مدينة باريس مثلًا تبني علامتها السياحية على الرومانسية، ودبي على الفخامة والرفاهية، وبرشلونة على الفن والحياة النابضة، فالمدن التي تدرك هذه الحقيقة وتستثمر في خلق تجارب عاطفية للزوار، تحصد عوائد اقتصادية ضخمة، ليس فقط من السياحة المباشرة، بل من السمعة العالمية التي تعزز الاستثمار الأجنبي وتزيد الطلب على منتجاتها. كيف تستفيد الشركات والدول من الاقتصاد العاطفي؟ بناء قصة مقنعة: المنتج أو الخدمة يجب أن تكون لها قصة تحرك المشاعر، سواء كانت عن الجودة، أو التراث، أو الابتكار. التجربة قبل السعر: التركيز على خلق تجربة استثنائية للعميل، لأن التجربة هي ما يبقى في الذاكرة. الاستماع للجمهور: فهم ما يحبه العملاء وما يخيفهم وما يلهمهم، ثم دمج ذلك في الاستراتيجية. التسويق الحسي: استهداف الحواس الخمس – مثل الألوان، الروائح، الموسيقى – لتعزيز الأثر العاطفي. التحديات والمخاطر في الاقتصاد العاطفي رغم قوته الاقتصاد العاطفي ليس بلا مخاطر.. الإفراط في استخدام العاطفة دون دعم بجودة حقيقية قد يؤدي إلى فقدان الثقة.. كذلك المشاعر متقلبة وتتأثر بالظروف الاجتماعية والسياسية، ما يعني أن العلامات التجارية يجب أن تبقى يقظة ومتجددة. الاقتصاد العاطفي لم يعد رفاهية تسويقية، بل أصبح ضرورة استراتيجية في الأسواق الحديثة المشاعر باتت سلعة اقتصادية بحد ذاتها، وقيمتها قد تفوق في كثير من الأحيان القيمة المادية للمنتج أو الخدمة. النجاح في هذا المجال يعتمد على مزيج من الإبداع، والصدق، والقدرة على فهم دوافع الإنسان العميقة، فالشركات والدول التي تتقن لغة المشاعر، ستظل قادرة على كسب العقول والقلوب، وبالتالي حصد الأرباح والنمو المستدام.

إيلون ماسك يهدد آبل بإجراء قانوني لمكافحة الاحتكار
إيلون ماسك يهدد آبل بإجراء قانوني لمكافحة الاحتكار

المشهد العربي

timeمنذ 12 ساعات

  • المشهد العربي

إيلون ماسك يهدد آبل بإجراء قانوني لمكافحة الاحتكار

هدد الملياردير إيلون ماسك باتخاذ إجراءات قانونية ضد شركة آبل ، مدعيًا وجود انتهاكات لمكافحة الاحتكار. وجاء تهديده بعد أن زعم أن تصنيفات تطبيق روبوت الدردشة "جروك إيه آي" التابع لشركته الناشئة "إكس إيه آي" تتعرض للتمييز. ونشر ماسك على منصة "إكس" أن "آبل" تتصرف بطريقة تجعل من المستحيل على أي شركة ذكاء اصطناعي، باستثناء "أوبن إيه آي"، الوصول للمركز الأول في متجر التطبيقات، ووصف ذلك بأنه "انتهاك صارخ لقوانين مكافحة الاحتكار". كما تساءل ماسك عن سبب رفض "آبل" وضع "إكس" أو "جروك" في "قسم التطبيقات الضرورية"، على الرغم من أن "إكس" هو تطبيق الأخبار الأول عالميًا، و"جروك" هو الخامس بين كافة التطبيقات.

أخبار التكنولوجيا : صراع ماسك وآبل.. بيانات إكس تكشف حقيقة تفوق ChatGPT فى متجر التطبيقات
أخبار التكنولوجيا : صراع ماسك وآبل.. بيانات إكس تكشف حقيقة تفوق ChatGPT فى متجر التطبيقات

نافذة على العالم

timeمنذ 13 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار التكنولوجيا : صراع ماسك وآبل.. بيانات إكس تكشف حقيقة تفوق ChatGPT فى متجر التطبيقات

الخميس 14 أغسطس 2025 01:40 مساءً نافذة على العالم - اتهم إيلون ماسك شركة آبل بالترويج غير العادل لتطبيق ChatGPT التابع لشركة OpenAI في تصنيفات متجر التطبيقات، ومع ذلك، تشير البيانات المتوفرة إلى أن تطبيقات ذكاء اصطناعي أخرى وصلت أيضًا إلى المركز الأول منذ بدء تعاون آبل مع OpenAI، ويؤكد ماسك أن تصرفات آبل تشكل انتهاكًا واضحًا لقوانين مكافحة الاحتكار، وأعلن أن شركته المتخصصة بالذكاء الاصطناعي، xAI، ستتخذ إجراءات قانونية. بدأ تعاون آبل مع OpenAI في يونيو 2024، حيث تم دمج ChatGPT في نظام iOS، ووفقًا لتقارير India today، وعلى الرغم من مزاعم ماسك، أشارت "ملاحظة مجتمعية" على منصة إكس "سابقًا تويتر" إلى أن تطبيقات ذكاء اصطناعي أخرى حققت المركز الأول منذ ذلك الحين، على سبيل المثال تصدر تطبيق DeepSeek الصيني متجر التطبيقات في يناير 2025 بعد إطلاق نموذج R1 الخاص به. كما وصل تطبيق Perplexity AI إلى المركز الأول في متجر تطبيقات الهند في 18 يوليو 2025، وفقًا لما ذكره الرئيس التنفيذي Aravind Srinivas، وأفادت شركة التحليلات Sensor Tower بأن تطبيق Grok الخاص بماسك احتل المركز الأول في فبراير 2025 بعد أن أصبح نموذج Grok-3 من xAI مجانيًا، وتدعم لقطات الشاشة التي شاركها مستخدمو إكس وسوق المراهنات Polymarket المحلولة هذا الادعاء. وتحدى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، مزاعم ماسك علنًا، قائلاً: "هذا ادعاء مثير للاهتمام بالنظر إلى ما سمعته عن تصرفات إيلون في إكس لاستغلال المنصة لمصلحته ومصلحة شركاته وإلحاق الضرر بمنافسيه والأشخاص الذين لا يحبهم." ورد ماسك باتهام ألتمان بالكذب، مشيرًا إلى أن منشور ألتمان حصل على مشاهدات أكبر على الرغم من أن ماسك لديه عدد متابعين أكبر. وطالب ألتمان ماسك بتوقيع إفادة تؤكد أنه لم يغيّر خوارزمية X لإلحاق الضرر بالمنافسين أو الترويج لشركاته، ووعد ألتمان بالاعتذار إذا امتثل ماسك، وفي الوقت نفسه يحتل Grok، روبوت المحادثة التابع لـ xAI، المركز الخامس بين التطبيقات المجانية الأعلى ترتيبًا على متجر آبل، خلف ChatGPT، وعلى الرغم من تصدر ChatGPT التصنيفات بشكل متكرر، إلا أنه ليس التطبيق الوحيد في القمة. وتشير بيانات SimilarWeb إلى أن ChatGPT تم تحميله ما يقرب من 30 مليون مرة خلال شهر واحد هذا العام، لكنه لم يكن التطبيق الأكثر تحميلًا في 2024، حيث كانت تلك المرتبة من نصيب Temu، وفي ردها على مزاعم ماسك، أكدت آبل على حيادية وعدالة تقييم التطبيقات، مشيرة إلى دعم المطورين من خلال توصيات موضوعية ومنح خبراء التقييم دورهم بشكل عادل. يظل التهديد القانوني لماسك غير مختبر، لكن الأدلة تشير إلى أن الصدارة في متجر تطبيقات آبل ليست حكرًا على منافسي ChatGPT فقط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store