
'شيراك ضغط عليّ للاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية'
بروكسل رفضت الوقوف مع مدريد بضغط من باريس
كشفت شهادة تاريخية ثمينة لمسؤول إسباني كبير، كيف كانت فرنسا تتآمر مع النظام المغربي للإضرار بالمصالح الجيوسياسية للجزائر، وهذا حتى في عهد الرؤساء المحسوبين على التيار الديغولي (نسبة إلى القيم التي أرساها الجنرال شارل دي غول) الذين يعتبرون في نظر بعض الجزائريين أكثر اعتدالا.
الشهادة المثيرة جاءت على لسان رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، خوسي ماريا أثنار، الذي قاد حكومة مدريد من سنة 1996 إلى 2004، أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك مارس ضغوطا مباشرة عليه لإجبار إسبانيا على تقديم تنازلات إقليمية للمغرب، بما في ذلك سبتة ومليلية وجزيرة ليبيريل، وتغيير موقفها من قضية الصحراء الغربية.
هذه التصريحات خرجت إلى النور في فيلم وثائقي بثته 'قناة موفيستار بلس'، تحت عنوان 'جزيرة ليلى'، والذي يستعرض الأزمة التي نشبت بين إسبانيا والنظام المغربي في سنة 2002، عندما اجتاح الجيش المغربي جزيرة ليلى، لترد بعد ذلك إسبانيا بما سمتها 'عملية روميو سييرا'، استعادت خلالها الجزيرة من الجيش المغربي في عملية عسكرية محدودة.
واستنادا إلى تقارير صحفية إسبانية عديدة، منها صحيفة 'الباييس'، وموقعا 'ألفارو دو مليلية' و'ألفارو دو سوتا'، فإن خوسي ماريا أثنار، قال إن شيراك وبدافع علاقته الوثيقة بالحسن الثاني ومن بعده محمد السادس، حاول فرض حل يصب في مصلحة الرباط: 'لقد طلب مني تغيير موقفي بشأن الصحراء الغربية وتسليم سبتة ومليلية' للملكة العلوية.
ويؤكد رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، أن رده كان صارما وهو الرفض المطلق، في الوقت الذي عملت فيه فرنسا على منع صدور دعم من الاتحاد الأوروبي لإسبانيا خلال تلك الأزمة، والتي كانت أن تؤدي إلى اندلاع حرب بين مدريد والرباط، لولا إذعان النظام المغربي لمنطق القوة، وقيامه بسحب جيشه من 'جزيرة ليلى'، التي تقع تحت السيادة الإسبانية.
وكان الموقف الإسباني باعتبار مدريد قوة استعمارية تدير الإقليم غير المتمتع بالحكم الذاتي يومها، صارما بشأن القضية الصحراوية، بحيث كان يدعم قرارات الأمم المتحدة، والتي تنص على إجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، استنادا إلى القرار الأممي الصادر في سنة 1991، الذي أقر أيضا وقف إطلاق النار بين البوليساريو والنظام المغربي.
كما شهدت تلك السنة (2002) توقيع معاهدة الصداقة وحسن الجوار بين الجزائر ومدريد، وهي المعاهدة التي بقيت صامدة إلى غاية 2022، عندما قررت الجزائر تعليقها من جانب واحد، في أعقاب إقدام حكومة بيدرو سانشيز، على تغيير موقف بلاده من القضية الصحراوية، والخروج من موقف الحياد الداعم لقرارات الأمم المتحدة، ولا تزال معلقة على غاية اليوم، بالرغم من عودة الدفء إلى العلاقات الثنائية.
ويوصف شيراك من قبل بعض السياسيين في الجزائر على أنه رئيس متزن وصديق للجزائر، وكانت زيارته إلى الجزائر في سنة 2003، تاريخية من حيث الحشد السياسي والإعلامي الذي سبقها، حيث تجول في شوارع العاصمة وسط هتافات وزغاريد من نساء وشباب.
وتعتبر فرنسا أولى الدول التي دعمت مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به النظام المغربي بشأن الصحراء الغربية في سنة 2007، وكان ذلك في عهد الرئيس الأسبق المدان في العديد من قضايا الفساد، نيكولا ساركوزي، فيما كانت الجزائر على دراية تامة بأن فرنسا هي صاحبة فكرة هذا المخطط وهي التي رعته منذ كان مجرد فكرة في نهاية تسعينيات القرن الماضي (في عهد رئاسة جاك شيراك) إلى أن أعلن عنها كمبادرة في سنة 2007.
ويؤكد ما تضمنه الفيلم الوثائقي، حقيقة التواطؤ التاريخي لفرنسا مع الطموحات الإقليمية للنظام المغربي، وتكشف كيف حاولت باريس التأثير على السياسة الإسبانية في شمال إفريقيا لصالح التوسع المغربي، ومع ذلك فقد تأخر الانحياز الإسباني لصالح النظام المغربي في القضية الصحراوية عشرين سنة كاملة، أي في سنة 2022، من تلك الحادثة.
غير أن باريس وحرصا منها على الإمعان في الإضرار بالمصالح الجيوسياسية للجزائر، فقد عمدت على التقدم بخطوة على مدريد، فقد قامت بعد سنتين من تغيير إسبانيا موقفها من القضية الصحراوية، بخطوة أكثر تطرفا في سنة 2024، عندما قرر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اعتبار مخطط الحكم الذاتي، الحل الوحيد للقضية الصحراوية، وهو الموقف الذي كان سببا كما هو معلوم في تدمير العلاقات بين الجزائر وباريس.
وتثبت شهادة رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، خوسي ماريا أثنار، عبارة سبق للسفير الفرنسي الأسبق في الولايات المتحدة الأمريكية، فرانسوا دولاتر، أن رددها، والتي جاء فيها أن 'المملكة المغربية هي العشيقة التي نجامعها كل ليلة، رغم أننا لسنا بالضرورة مغرمين بها، لكننا ملزمون بالدفاع عنها'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الخبر
منذ ساعة واحدة
- الخبر
فلسطين: الأمم المتحدة تنظم مؤتمر حل الدولتين
أعلنت الخارجية الفلسطينية، اليوم الإثنين، أن مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى بشأن حل الدولتين، سيعقد في الفترة ما بين 28 و30 جويلية الجاري بمقر الأمم المتحدة. وكان من المقرّر أن يعقد المؤتمر من 17 إلى 20 جوان الماضي، إلا أنه تم تأجيله بسبب الأوضاع في الشرق الأوسط. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، عن مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لشؤون الأمم المتحدة، عمر عوض الله، قوله إن "هناك جهودا دولية مشتركة ترمي إلى وضع الأسس العملية لتنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين". وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن السعودية وفرنسا، اللتين تترأسان المؤتمر، بدأتا بتوزيع الدعوات لحضور المؤتمر الدولي الذي تستضيفه الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وشدّد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس الأحد، على أهمية إطلاق عملية سياسية "جادة" لتنفيذ حل الدولتين، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وعبر عقد مؤتمر دولي للسلام في نيويورك.


الشروق
منذ ساعة واحدة
- الشروق
'سمينة جدا وخطر على الإنسانية'.. لماذا هدّد ترامب بسحب جنسية مذيعة شهيرة؟
شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما لاذعا ضد مذيعة شهيرة واصفا إياها بأنها 'سمينة جدا وتشكل تهديدا للإنسانية'، ومشيرا إلى أنه يفكر جديا في سحب جنسيتها. وفي تصعيد كبير لحربه الكلامية مع خصومه، كتب الرئيس على موقع 'تروث سوشيال': 'بما أن روزي أودونيل لا تخدم مصالح بلدنا العظيم، فإنني أفكر جديا في سحب جنسيتها'. وأضاف: 'إنها تُشكل تهديدا للبشرية، ويجب أن تبقى في أيرلندا الرائعة، إن أرادوا ذلك، بارك الله في أمريكا!'. ويعود خلاف ترامب مع روزي، عندما كانت لا تزال مقدمة برنامج 'ذا فيو' بسبب انتقاداتها له، من جانبه، رد ترامب بعبارات قاسية، واصفا أودونيل بأنها 'سمينة جدا' و'امرأة خارجة عن السيطرة'، وهدد بمقاضاتها. وانتقلت أدونيل إلى أيرلندا بسبب نفورها من الرئيس وإدارته، حيث وصفته بأنه 'مجرم' و'محتال' و'كاذب مُعتدي جنسيا'. وكتبت على إنستغرام: 'أعارض كل ما يُمثله معارضة مباشرة، وكذلك يفعل ملايين آخرون'. في مارس الماضي، نشرت أودونيل منشورا على تيك توك مع ابنتها، قالت فيه لمتابعيها أنه عندما يكون الوضع آمنا لجميع المواطنين في أمريكا ويتمتعون بحقوق متساوية، عندها سنفكر في العودة. وقالت لاحقا إنها 'تنعم بنوم أفضل' بعد انتقالها إلى مجتمع 'مُرحّب' و'مُحب'، مما يُشير إلى أن نهاية خلافها مع ترامب ليست قريبة. دخلت المذيعة الشهيرة في جدال حاد مع ترامب عام 2006 عندما وصفته بـ'بائع زيت الثعابين' لسماحه لملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكية السابقة، تارا كونر، بالاحتفاظ بلقبها وسط مزاعم بتعاطيها المخدرات. كل هذه الأسباب، جعل الرئيس الأمريكي يؤكد في مقابلة سابقة له مع برنامج 'إنترتينمنت تونايت': 'روزي شخصية غير جذابة، من الداخل والخارج'، واختتم حديثه قائلا: 'إنها كارثة بكل معنى الكلمة'. ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في وقت سابق من هذا العام، سعت الإدارة إلى إلغاء البطاقات الخضراء من الطلاب المولودين في الخارج والناشطين الذين انتقدوا قرارات السياسة الخارجية للبلاد. وبلغت هذه الحرب ضد 'الغرباء' مداها لا سيما في خضم الحرب القذرة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، حيث تُصر الإدارة على أنها تلتزم بالقانون وأن هؤلاء الأفراد يُشكلون تهديدا للبلاد. How we know he's insane: Donald Trump threatens to revoke Rosie O'Donnell's citizenship: 'Threat to humanity' – Entertainment Weekly — DrMichelleKalehzan (@mishmishlish) July 12, 2025

جزايرس
منذ 3 ساعات
- جزايرس
مدير الأمن العام السعودي في الجزائر
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. زار المديرية العامة للأمن الوطني مدير الأمن العام السعودي في الجزائر قام مدير الأمن العام للمملكة العربية السعودية السيد محمد بن عبد الله البسامي والوفد رفيع المستوى المرافق له أمس الإثنين بزيارة عمل للمديرية العامة للأمن الوطني والمصالح العملياتية المتخصصة التابعة لها بولاية الجزائر.واستهلت الزيارة بمحادثات ثنائية جمعت المدير العام للأمن الوطني السيد علي بداوي بنظيره السعودي توسعت بعدها إلى وفدي شرطة البلدين تمحورت حول سبل توطيد التعاون الأمني الثنائي في مختلف المجالات لاسيما التكوين والتدريب المتخصص الجريمة السيبرانية الشرطة العلمية والجريمة المنظمة العابرة للحدود بالإضافة إلى توحيد الجهود فيما يخص القضايا ذات الاهتمام المشترك .وبالمناسبة أكد السيد بداوي مواصلة العمل على تكثيف وتعزيز التعاون بين مؤسستي البلدين خاصة من خلال التنسيق والتشاور البناء وتبادل المعلومات وتقاسم التجارب والخبرات فضلا عن تنظيم زيارات ودورات تدريبية متبادلة .كما أشار إلى اهمية إبرام اتفاق أو مذكرة تعاون بين الطرفي من أجل تشكيل إطار مرجعي لتقوية الشراكة وتجسيد المتطلبات التي تقتضيها مجابهة مختلف أشكال الجريمة .من جانبه أكد مدير الأمن العام السعودي على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجال الشرطي مذكرا ب العلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين .وبالمناسبة زار الوفد السعودي المخبر المركزي للشرطة العلمية والتقنية بشاطوناف أين قدم له عرض تقني شامل المهام المسندة إليه والتجهيزات الحديثة المعتمدة في مجالات تحليل الأدلة الجنائية ودورها في دعم عمل الضبطية القضائية وتطوير أدوات البحث والتحري. وفي محطة ثانية قام الوفد بزيارة مركز القيادة والسيطرة لأمن ولاية الجزائر أين اطلع على مختلف التجهيزات والوسائل التقنية المسخرة لاسيما قاعة المراقبة عن طريق نظام الفيديو التي يضمها هذا المرفق الشرطي العملياتي ودوره في تقديم الدعم لقوات الشرطة العاملة في الميدان من أجل مكافحة مختلف أنواع الجريمة وتعزيز الأمن المروري فضلا عن التعريف بأهم التطبيقات الذكية المعتمدة من طرف المديرية العامة للأمن الوطني.