
الذكاء الاصطناعي يدعم الشركات العالمية لمواجهة تقلبات الرسوم الجمركية
تتجه العديد من الشركات العالمية إلى تبني أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات الناتجة عن الاضطرابات في التجارة العالمية، لاسيما في ظل السياسات الجمركية المتغيرة التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وذكرت شبكة 'سي إن بي سي' الأميركية، أن شركات من قطاعات متنوعة بدأت بالفعل في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لرسم خرائط دقيقة لسلاسل التوريد العالمية، بدءًا من المواد الخام حتى نقاط شحن المنتجات؛ وذلك لفهم مدى تأثرها بالرسوم الجمركية المتبادلة.
وفي هذا السياق، كشفت شركة 'سيلزفورس' عن تطوير وكيل ذكاء اصطناعي متخصص في الاستيراد، قادر على التعامل الفوري مع التعديلات التي تطرأ على أكثر من 20 ألف فئة جمركية أميركية، واتخاذ الإجراءات المناسبة تلقائيًّا. وتم تدريب هذا الوكيل باستخدام 'جدول التعريفة الموحدة'، وهو مرجع مكوّن من 4400 صفحة يغطي الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية.
وبحسب تصريحات من داخل الشركة، فإن الوتيرة السريعة والتعقيد المتزايد في السياسات الجمركية العالمية، جعلا من غير الممكن تقريبًا على الشركات مواكبة تلك التغيرات بالطرق التقليدية، التي كانت تعتمد على فرق بشرية صغيرة لمتابعة التفاصيل يدويًا.
وأوضحت الشبكة الأميركية أن الشركات ترى في أنظمة الذكاء الاصطناعي أداة فعالة تمكّنها من اتخاذ قرارات سريعة بشأن تعديل سلاسل التوريد وتفادي الرسوم المرتفعة.
من جانبه، قال المدير التنفيذي للمنتجات في شركة 'كيناسيس'، المتخصصة في إدارة سلاسل التوريد، إن شركته توفر أدوات تعتمد على التعلم الآلي لتحليل المكونات الصناعية ومتابعة المؤشرات الخارجية مثل الأخبار والبيانات الاقتصادية؛ ما يتيح للشركات إمكان إجراء محاكاة تساعد في اتخاذ قرارات فورية لتقليل التكاليف الجمركية.
بدوره، أشار الرئيس السابق لاستراتيجية السوق في شركة 'أوبن إيه آي'، إلى أن حالة الضبابية التي خلقتها الرسوم الجمركية الأميركية تشكّل لحظة مناسبة لتألق الذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل بديلا عمليًّا في ظل صعوبة توظيف أعداد كبيرة من العاملين لمواكبة تلك التغيرات.
وفي السياق ذاته، أكدت شركة 'ويبرو' الهندية، أن عملاءها يستخدمون حلولها المبنية على الذكاء الاصطناعي لتعديل استراتيجيات التوريد، وإعادة توجيه خطوط التجارة، وإدارة آثار الرسوم الجمركية بشكل ديناميكي. وتشمل هذه الحلول مزيجًا من النماذج اللغوية الكبيرة، وتقنيات التعلم الآلي، والرؤية الحاسوبية؛ لفحص الأصول المادية أثناء عبورها الحدود.
وعلى الرغم من عدم الكشف عن أسماء محددة، أوضحت 'ويبرو' أن من بين عملائها شركة إلكترونيات كبرى ضمن قائمة 'فورتشن 500' تملك مصانع في آسيا، بالإضافة إلى مورد عالمي لقطع غيار السيارات يصدر منتجاته إلى أوروبا وأميركا الشمالية. وقالت الشركة إن الذكاء الاصطناعي لا يشكّل بديلا عن السياسات التجارية، بل يعززها عبر تحويل التحديات إلى مزايا تنافسية مبنية على البيانات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 10 ساعات
- البلاد البحرينية
الاحتياطي الفيدرالي في قبضة التصعيد الإقليمي
لطالما طالب الرئيس دونالد ترامب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي مرارًا بخفض أسعار الفائدة، لكن مسؤولي البنك المركزي ظلوا يلتزمون موقف الانتظار، مترقبين تأثير التغييرات السياسية الشاملة لإدارته على الاقتصاد أولًا. والآن، ظهر عامل آخر قد يؤخر أي تخفيض لأسعار الفائدة: الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران. شنّت إسرائيل هجومًا غير مسبوق على مواقع نووية وعسكرية إيرانية، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار النفط العالمية. ويخشى المستثمرون والمحللون من أن يؤدي تفاقم الصراع إلى ارتفاع التضخم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. وهذا بدوره قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي لمزيد من التريث في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل حول السياسة النقدية. وفي تعليق لشبكة CNN قال روبرت سوكين، كبير الاقتصاديين العالميين في سيتي جروب: 'إذا تعمق هذا الوضع أكثر وظلت أسعار النفط مرتفعة بشكل مستدام، فسيؤدي ذلك إلى تفاقم التحديات التي يواجهها الاحتياطي الفيدرالي بالفعل، مع احتمال أن تؤدي التعريفات الجمركية إلى دفع التضخم للارتفاع'. وأضاف سوكين: 'لقد أكد مسؤولو الفيدرالي أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لخفض أسعار الفائدة لأنهم لا يعرفون كيف ستؤثر التعريفات الجمركية بالضبط على الاقتصاد، ولكن إذا كان هناك المزيد من المخاطر الصعودية للتضخم، فمن المحتمل أن نتحدث عن خفض لأسعار الفائدة في نهاية العام فقط'. تأتي تحولات ترامب السياسية في كل شيء، من التجارة إلى الهجرة، لتزيد من احتمال ارتفاع معدلات البطالة وزيادة الأسعار. وقد جعلت تقلباته المتكررة وغير المنتظمة بشأن التعريفات الجمركية من الصعب على المتنبئين تقدير شكل الاقتصاد في المستقبل بثقة. وقال جون فيليس، خبير الاستراتيجيات الكلية للأمريكتين في بنك BNY Mellon: 'السياسة النقدية ليست مناسبة للتعامل مع الصدمات الجيوسياسية، لكن كل هذا يعني أن الفيدرالي سيكون أكثر حذرًا'.


البلاد البحرينية
منذ 2 أيام
- البلاد البحرينية
إيران تدرس إغلاق مضيق هرمز.. ماذا يعني ذلك؟
نقلت وكالة تسنيم، السبت، عن القيادي في الحرس الثوري الإيراني اللواء إسماعيل كوثري، قوله إن إغلاق مضيق هرمز قيد الدراسة، وأن طهران ستتخذ القرار الأفضل بحزم. وأضاف كوثري، أن بلاده ستسعى لمعاقبة إسرائيل، مضيفا: "يدنا مفتوحة تماما لمعاقبة العدو، والرد العسكري كان جزءا فقط من الرد". ماذا يعني إغلاق مضيق هرمز؟ ويعد مضيق هرمز أحد أهم شرايين النفط في العالم، ويربط الخليج العربي ببحر العرب، ويمر به قرابة 20 مليون برميل من النفط ومشتقاته يوميا، ما يمثل نحو خمس شحنات النفط العالمية، ما يجعل محاولة إغلاقه تؤثر على أسواق الطاقة. ووفق ما نشرت شبكة "سي إن بي سي" فإن تعطيل تدفق النفط العالمي بالكامل عبر إغلاق هذا الممر البحري أمر غير مرجح، وقد يكون مستحيلا من الناحية الفيزيائية. ونقلت عن رئيسة شركة ترانسفيرسال كونسلتينغ " إلين والد" قولها إنه "لا توجد فائدة صافية" تعود من عرقلة مرور النفط عبر مضيق هرمز، خصوصا أن البنية التحتية النفطية الإيرانية لم تستهدف بشكل مباشر، مضيفة أن أي عمل من هذا النوع قد يؤدي على الأرجح إلى انتقام إضافي. وحذرت من أن أي ارتفاع كبير في أسعار النفط بسبب الإغلاق قد يثير رد فعل سلبي من أكبر مستهلك لنفط إيران وهي الصين. وأوضحت والد: "الصين لا تريد أن يتم تعطيل تدفق النفط من الخليج بأي شكل، كما أنها لا تريد أن ترتفع أسعار النفط، لذا، فإنها ستستخدم كامل قوتها الاقتصادية ضد إيران". وتعد الصين المستورد الأول للنفط الإيراني، وتشير التقارير إلى أنها تشتري أكثر من ثلاثة أرباع صادرات إيران النفطية، كما أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم هو أيضا الشريك التجاري الأكبر لإيران. وبين الشريك الإداري في إنرجي آوتلوك أدفايزرز، أنس الحجي أن: "أصدقاؤهم سيتضررون أكثر من أعدائهم… لذا من الصعب جدا تصور حدوث ذلك"، مضيفا أن تعطيل هذا الممر البحري قد يكون وبالا على طهران أكثر من كونه مكسبا، نظرا لأن معظم السلع الاستهلاكية اليومية لإيران تمر عبر هذا الطريق. ويرى الحجي: "دعونا نكون واقعيين بشأن مضيق هرمز. أولا، معظم المضيق يقع في عُمان، وليس في إيران. ثانيا، هو واسع بما يكفي بحيث لا تستطيع إيران إغلاقه". وبالمثل، أشارت والد من شركة ترانسفيرسال كونسلتينغ، إلى أنه رغم أن العديد من السفن تمر عبر المياه الإيرانية، إلا أن السفن يمكنها استخدام طرق بديلة عبر الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وقال فيفيك دهار، مدير أبحاث السلع المعدنية والطاقة في بنك الكومنولث الأسترالي: "أي حصار لمضيق هرمز سيكون خيارا أخيرا لإيران، ومن المحتمل أن يكون مشروطا بمواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران". رغم أن إغلاق المضيق لا يزال احتمالا بعيدا جدا، إلا أن تصاعد الصراع دفع البعض للتفكير في هذا السيناريو ولو كاحتمال ضعيف. وترى أمينة بكر، رئيسة تحليلات الشرق الأوسط وتحالف أوبك+ في شركة كبلر إن "إغلاق المضيق سيناريو متطرف، رغم أننا في وضع متطرف"، وتابعت: "لهذا السبب لا أستبعد هذا الخيار تماماً. علينا أن نأخذه في الاعتبار".


البلاد البحرينية
منذ 4 أيام
- البلاد البحرينية
الدولار يهبط لقاع جديد في 2025 مع تلويح ترامب برسوم أحادية الجانب
واصل الدولار تراجعه مع تصاعد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأميركية، بعدما قال الرئيس دونالد ترامب إنه سيُخطر الشركاء التجاريين قريبا برسوم أحادية الجانب. وانخفض مؤشر 'بلومبرغ' للدولار الفوري بنسبة 0.6 %، ليسجل أدنى مستوى له منذ يوليو 2023 يوم الخميس، مواصلا تراجعه من اليوم السابق بفعل بيانات التضخم الأميركي الأضعف. فيما صعد اليورو إلى أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2021. ويراقب المتداولون بيانات أسعار المنتجين الأميركيين المقرر صدورها في وقت لاحق بحثا عن تأكيد لانحسار ضغوط الأسعار، إذ تُعد بعض مكونات هذه البيانات جزءا من مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي، وهو المعيار المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم. كما سيتابعون مزادا لسندات الخزانة لأجل 30 عاما، بعد أن ارتفعت العائدات الشهر الماضي نتيجة مخاوف متعلقة بالسياسة المالية. وقال فاسيليوس جيوناكيس، كبير الاقتصاديين والاستراتيجيين في 'أفيفا إنفستورز' (Aviva Investors): 'ضعف الدولار أمامه مجال كبير للاستمرار'، مضيفا أن تراجع العملة الخضراء مع ارتفاع عائدات السندات يبين زعزعة ثقة المستثمرين في الأصول الأميركية. وأدى تراجع الدولار إلى ارتفاع تكاليف التحوط في سوق العملات، مما عزز الارتباط العكسي بين العملة الأميركية وتكاليف التحوّط في الفترة الأخيرة. وكان الطلب واضحا بشكل خاص على العقود لأجل أسبوع واحد، والتي تغطي اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر عقده في 18 يونيو. وقال مارك كرانفيلد، محلل الأسواق في سنغافورة من فريق بلومبرغ: 'لا يزال المتداولون يرجحون حصول مزيد من تخفيضات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، رغم أن التوقيت الدقيق يتغير تبعا لمعنويات المستثمرين. لكن ما يظل ثابتا هو أن الدولار الأميركي يواصل طريقه نحو الهبوط مع ترسخ توقعات متداولي العملات الأجنبية'. وسيراقب متداولو العملات أيضا القمة المرتقبة لمجموعة السبع بحثا عن أي تطورات في مفاوضات التجارة. وفي هذا الصدد، علق استراتيجي الاقتصاد الكلي في 'تي دي سيكيوريتيز' (TD Securities) في سنغافورة أليكس لو: 'نُتابع عن كثب قمة مجموعة السبع لرصد أي صفقات تجارية قيد الإعداد بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسين (مثل المكسيك وكندا). وقد تعزز التسريبات هذا الأسبوع المعنويات، خصوصا بالنسبة إلى عملات مثل الدولار الكندي والبيزو المكسيكي'.