
مدير مستشفى الشفاء: مستشفيات غزة في أسوأ حالاتها.. ووفيات المجاعة تزداد يوميا.. والأطفال هم الأكثر تضررا
غزة - قنا
أكد الدكتور محمد أبوسلمية مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، اليوم، أن الوفيات بسبب التجويع الإسرائيلي الممنهج وسوء التغذية في القطاع أصبحت بأعداد غير مسبوقة، واصفا الوضع في القطاع بالحرج والخطير جدا، وأن ما يواجهه سكان القطاع في الوقت الحالي هو الوضع الأكثر والأشد إيلاما منذ 22 شهرا.
وأفاد أبوسليمية، في حديث خاص مع مراسل وكالة الأنباء القطرية /قنا/، بأن المستشفيات بالقطاع في أسوأ حالاتها، وأن السعة السريرية في مجمع الشفاء فاقت الـ250 بالمئة، موضحا أن مواد التخدير ستنفد من المستشفى خلال أيام قليلة.
وبيّن أن نحو 147 شهيدا، بينهم 88 طفلا، قضوا بسبب المجاعة وسوء التغذية الناتجة عن الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء، وأن أعداد الوفيات بسبب المجاعة تزداد كل ساعة في القطاع مع اشتداد المجاعة وقلة الغذاء، لافتا إلى أن الفئة الأكثر تضررا من المجاعة هم الأطفال، حيث إن أكثر من 17 ألف طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية التام، وليس لدى وزارة الصحة ما يٌبقي الأطفال الخدج أحياء لعدم توفر الحليب أو المواد الغذائية، خاصة أن مستشفيات الأطفال تعج بآلاف المرضى جراء مستوى الجوع الذي لم يسجل من قبل.
وقال إن "الأطفال لا يمكنهم الصمود طويلا في وجه المجاعة، ولا يحتملون الصيام لفترات طويلة ما يعرضهم لخطر شديد، وهم الفئة الأكثر هشاشة ومعرضون للإصابة بالأمراض، كما أن الأطفال خارج المستشفيات يواجهون خطرا كبيرا، حيث إن بعض سكان غزة يلجؤون للأعشاب للتغلب على نقص الغذاء لهم ولأطفالهم، وإن لم تفتح المعابر وتدخل المساعدات فورا لغزة فستكون هناك مقتلة"، مضيفا أن ما نسبته 12 بالمئة من الحالات التي تصلهم تعاني من سوء التغذية الحاد بسبب سياسة التجويع والحصار الإسرائيلية على القطاع، وأن حوالي 90 بالمئة من الحالات التي تصلهم لا يتلقون الغذاء بشكل منتظم يوميًا.
وذكر أنه يصل مجمع الشفاء الطبي لوحده يوميًا ما لا يقل عن 10 حالات تعاني من الإغماء والإنهاك وعدم التركيز بسبب سوء التغذية من أعمار تتراوح من 13 عامًا فما فوق، وما دون ذلك يصل إلى لمستشفيات ومراكز صحية أخرى"، مشيرا إلى أن المعاناة الحقيقية تبدأ للجرحى والمصابين والمرضى بعد إنقاذ حياتهم، حيث لا يتوفر لهم الغذاء أو العلاج اللازم لتعافي جروحهم وتطبيبهم، حيث وصف الوضع الغذائي لحالات الجرحى أو الحالات المنومة داخل أروقة المجمع الطبي بأنه مأساوي للغاية.
ونوه مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة لـ/قنا/ أن المرضى لا يجدون شيئا من الغذاء عالي البروتين والطاقة والفيتامينات والمعادن الذي يمنع الاحتلال إدخالها لغزة بسبب الحرب المدمرة على القطاع وسياسة التجويع الكارثية، مشددا على أن نسبة حالات سوء التغذية الحاد بمجمع الشفاء وصلت إلى 12 بالمئة، وأن هناك حوالي 25 بالمئة من الحالات لديهم سوء تغذية ما بين متوسط وحاد.
كما لفت إلى توفير وزارة الصحة مكملات غذائية خاصة للأطفال أقل من 8 سنوات لكن ذلك لا يلبي الحاجة، خاصة أن المرضى والمصابين بحاجة لتغذية ضرورية خاصة للذين يعانون من سوء التغذية من محاليل وريدية وفيتامينات ومعادن وتغذية أمينية ومكملات غذائية عالية الطاقة، ووسط حاجة ماسة وعاجلة للإجلاء الطبي للحالات الحرجة بإصابات في الدماغ والعمود الفقري، وللجرحى الذين هم بحاجة لعمليات معقدة تتطلب تقنيات غير متوفرة في غزة، وللمرضى الذين يتهددهم الموت إذا لم يُنقلوا فورًا للعلاج.
وشدد أبو سلمية على ضرورة إدخال عاجل للمستلزمات الطبية والغذائية مثل الحليب العلاجي للأطفال والرضّع، والمكملات الغذائية عالية البروتين والسعرات، ومحاليل جلوكوز مركّزة، وأغذية علاجية جاهزة، ومضادات حيوية وريدية، وأطعمة فيها مصادر البروتين، مؤكدا تعمد الاحتلال انتهاج سياسة التجويع كسلاح حرب، وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، مرجحا ارتفاع أعداد الوفيات بشكل سريع خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشار إلى مواجهة سكان القطاع كارثة إنسانية وصحية حقيقية مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال منذ ما يزيد عن 150 يوما بشكل متواصل، حيث تشير التقديرات الرسمية إلى حاجة غزة يومياً إلى 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والطبية والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، وإلى نحو 250 ألف علبة حليب شهرياً لإنقاذ الأطفال الرُّضّع من سياسة الجوع وسوء التغذية التي غزت أجسادهم الضعيفة طيلة المرحلة القاسية الماضية، معتبرا أن الحل الجذري والعاجل هو كسر الحصار فوراً، وفتح المعابر، وضمان تدفق حليب الأطفال والأودية والمستلزمات الطبية والمساعدات.
وحثّ الدكتور محمد أبوسلمية مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، في ختام حديثه الخاص مع مراسل وكالة الأنباء القطرية /قنا/، المؤسسات الإنسانية والدولية والأممية للاستجابة للمرضى والجرحى وتوفير المكملات الغذائية والأدوية اللازمة للسكان والأطفال تحديدا، مطالبا أيضا بتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين، مثل الدقيق والأرز والخضار وحليب الأطفال للحد من سوء التغذية وآثاره السلبية على صحة المواطنين.
يذكر أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/ كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين شهري مارس ويونيو الماضيين نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يعيش حالة من المجاعة القاسية، فيما يوصف بأنه أسوأ كارثة إنسانية يعيشها الفلسطينيون، حيث تنعدم المواد التموينية والغذائية وكافة مستلزمات الحياة بسبب الحصار المطبق منذ مارس الماضي، حيث أغلقت كافة المعابر ومنعت المؤسسات الدولية والأممية من القيام بدورها الإغاثي والإنساني.
وتتزامن المجاعة مع تصعيد عسكري كبير ودموي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر قصف المنازل والمنشآت والأماكن العامة ومخيمات النازحين في القطاع، ما أوقع مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وفق ما تعلن عنه وزارة الصحة بشكل يومي.
مساحة إعلانية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 4 أيام
- صحيفة الشرق
مدير مستشفى الشفاء: مستشفيات غزة في أسوأ حالاتها.. ووفيات المجاعة تزداد يوميا.. والأطفال هم الأكثر تضررا
0 غزة - قنا أكد الدكتور محمد أبوسلمية مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، اليوم، أن الوفيات بسبب التجويع الإسرائيلي الممنهج وسوء التغذية في القطاع أصبحت بأعداد غير مسبوقة، واصفا الوضع في القطاع بالحرج والخطير جدا، وأن ما يواجهه سكان القطاع في الوقت الحالي هو الوضع الأكثر والأشد إيلاما منذ 22 شهرا. وأفاد أبوسليمية، في حديث خاص مع مراسل وكالة الأنباء القطرية /قنا/، بأن المستشفيات بالقطاع في أسوأ حالاتها، وأن السعة السريرية في مجمع الشفاء فاقت الـ250 بالمئة، موضحا أن مواد التخدير ستنفد من المستشفى خلال أيام قليلة. وبيّن أن نحو 147 شهيدا، بينهم 88 طفلا، قضوا بسبب المجاعة وسوء التغذية الناتجة عن الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء، وأن أعداد الوفيات بسبب المجاعة تزداد كل ساعة في القطاع مع اشتداد المجاعة وقلة الغذاء، لافتا إلى أن الفئة الأكثر تضررا من المجاعة هم الأطفال، حيث إن أكثر من 17 ألف طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية التام، وليس لدى وزارة الصحة ما يٌبقي الأطفال الخدج أحياء لعدم توفر الحليب أو المواد الغذائية، خاصة أن مستشفيات الأطفال تعج بآلاف المرضى جراء مستوى الجوع الذي لم يسجل من قبل. وقال إن "الأطفال لا يمكنهم الصمود طويلا في وجه المجاعة، ولا يحتملون الصيام لفترات طويلة ما يعرضهم لخطر شديد، وهم الفئة الأكثر هشاشة ومعرضون للإصابة بالأمراض، كما أن الأطفال خارج المستشفيات يواجهون خطرا كبيرا، حيث إن بعض سكان غزة يلجؤون للأعشاب للتغلب على نقص الغذاء لهم ولأطفالهم، وإن لم تفتح المعابر وتدخل المساعدات فورا لغزة فستكون هناك مقتلة"، مضيفا أن ما نسبته 12 بالمئة من الحالات التي تصلهم تعاني من سوء التغذية الحاد بسبب سياسة التجويع والحصار الإسرائيلية على القطاع، وأن حوالي 90 بالمئة من الحالات التي تصلهم لا يتلقون الغذاء بشكل منتظم يوميًا. وذكر أنه يصل مجمع الشفاء الطبي لوحده يوميًا ما لا يقل عن 10 حالات تعاني من الإغماء والإنهاك وعدم التركيز بسبب سوء التغذية من أعمار تتراوح من 13 عامًا فما فوق، وما دون ذلك يصل إلى لمستشفيات ومراكز صحية أخرى"، مشيرا إلى أن المعاناة الحقيقية تبدأ للجرحى والمصابين والمرضى بعد إنقاذ حياتهم، حيث لا يتوفر لهم الغذاء أو العلاج اللازم لتعافي جروحهم وتطبيبهم، حيث وصف الوضع الغذائي لحالات الجرحى أو الحالات المنومة داخل أروقة المجمع الطبي بأنه مأساوي للغاية. ونوه مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة لـ/قنا/ أن المرضى لا يجدون شيئا من الغذاء عالي البروتين والطاقة والفيتامينات والمعادن الذي يمنع الاحتلال إدخالها لغزة بسبب الحرب المدمرة على القطاع وسياسة التجويع الكارثية، مشددا على أن نسبة حالات سوء التغذية الحاد بمجمع الشفاء وصلت إلى 12 بالمئة، وأن هناك حوالي 25 بالمئة من الحالات لديهم سوء تغذية ما بين متوسط وحاد. كما لفت إلى توفير وزارة الصحة مكملات غذائية خاصة للأطفال أقل من 8 سنوات لكن ذلك لا يلبي الحاجة، خاصة أن المرضى والمصابين بحاجة لتغذية ضرورية خاصة للذين يعانون من سوء التغذية من محاليل وريدية وفيتامينات ومعادن وتغذية أمينية ومكملات غذائية عالية الطاقة، ووسط حاجة ماسة وعاجلة للإجلاء الطبي للحالات الحرجة بإصابات في الدماغ والعمود الفقري، وللجرحى الذين هم بحاجة لعمليات معقدة تتطلب تقنيات غير متوفرة في غزة، وللمرضى الذين يتهددهم الموت إذا لم يُنقلوا فورًا للعلاج. وشدد أبو سلمية على ضرورة إدخال عاجل للمستلزمات الطبية والغذائية مثل الحليب العلاجي للأطفال والرضّع، والمكملات الغذائية عالية البروتين والسعرات، ومحاليل جلوكوز مركّزة، وأغذية علاجية جاهزة، ومضادات حيوية وريدية، وأطعمة فيها مصادر البروتين، مؤكدا تعمد الاحتلال انتهاج سياسة التجويع كسلاح حرب، وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، مرجحا ارتفاع أعداد الوفيات بشكل سريع خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشار إلى مواجهة سكان القطاع كارثة إنسانية وصحية حقيقية مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال منذ ما يزيد عن 150 يوما بشكل متواصل، حيث تشير التقديرات الرسمية إلى حاجة غزة يومياً إلى 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والطبية والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، وإلى نحو 250 ألف علبة حليب شهرياً لإنقاذ الأطفال الرُّضّع من سياسة الجوع وسوء التغذية التي غزت أجسادهم الضعيفة طيلة المرحلة القاسية الماضية، معتبرا أن الحل الجذري والعاجل هو كسر الحصار فوراً، وفتح المعابر، وضمان تدفق حليب الأطفال والأودية والمستلزمات الطبية والمساعدات. وحثّ الدكتور محمد أبوسلمية مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، في ختام حديثه الخاص مع مراسل وكالة الأنباء القطرية /قنا/، المؤسسات الإنسانية والدولية والأممية للاستجابة للمرضى والجرحى وتوفير المكملات الغذائية والأدوية اللازمة للسكان والأطفال تحديدا، مطالبا أيضا بتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين، مثل الدقيق والأرز والخضار وحليب الأطفال للحد من سوء التغذية وآثاره السلبية على صحة المواطنين. يذكر أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/ كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين شهري مارس ويونيو الماضيين نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يعيش حالة من المجاعة القاسية، فيما يوصف بأنه أسوأ كارثة إنسانية يعيشها الفلسطينيون، حيث تنعدم المواد التموينية والغذائية وكافة مستلزمات الحياة بسبب الحصار المطبق منذ مارس الماضي، حيث أغلقت كافة المعابر ومنعت المؤسسات الدولية والأممية من القيام بدورها الإغاثي والإنساني. وتتزامن المجاعة مع تصعيد عسكري كبير ودموي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر قصف المنازل والمنشآت والأماكن العامة ومخيمات النازحين في القطاع، ما أوقع مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وفق ما تعلن عنه وزارة الصحة بشكل يومي. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
٢٠-٠٧-٢٠٢٥
- صحيفة الشرق
سدرة للطب ينظم مؤتمر صحة المرأة آخر سبتمبر المقبل
محليات 0 سدرة للطب الدوحة - قنا أعلن سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، استضافة مؤتمر صحة المرأة السنوي لعام 2025 (WHC 2025) في الفترة من 26 إلى 27 سبتمبر المقبل، وذلك تحت شعار "الأولويات في صحة المرأة.. رؤية للمستقبل". ويوفر المؤتمر منصة مخصصة للتميز السريري والابتكار والتبادل المعرفي في جميع مجالات رعاية صحة المرأة، حيث يستقطب مجموعة متميزة من الخبراء والمتخصصين في الرعاية الصحية لاستكشاف أكثر المواضيع إلحاحاً وتطوراً في هذا المجال. ويركز مؤتمر صحة المرأة 2025 على الاتجاهات والتحديات الناشئة في مجالات التشخيص قبل الولادة، والحمل والولادة، والخصوبة، والصحة الإنجابية، وصحة المرأة بشكل عام مع مناقشة الدور الحاسم للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تشكيل أدوات التشخيص، ومسارات العلاج، واستراتيجيات الرعاية طويلة الأمد للنساء. وقال البروفسور جوني عواد رئيس قسم خدمات النساء في سدرة للطب، إن المؤتمر يؤكد هذا العام على النهج الشامل والمتعدد التخصصات في صحة المرأة، كما أنه يتيح منصة للحوار المفتوح والتعلم التعاوني بين المتخصصين الذين يشكلون مستقبل رعاية صحة المرأة. ويتناول الحدث الذي يستمر يومين التطورات في الصحة الرقمية والتحليلات التنبؤية والعلاجات طفيفة التوغل ومدى مساهمتها في تحويل مشهد الرعاية الصحية للنساء في قطر والعالم. ودعا سدرة للطب المتخصصين في الرعاية الصحية وأصحاب المصلحة للمشاركة في هذه الفعالية، التي تهدف إلى تشجيع النقاش حول صحة المرأة في قطر وخارجها، وتعزيز التعاون الفعال، وصياغة مستقبل أكثر إشراقاً وصحة للنساء في كل مكان.


صحيفة الشرق
٢٠-٠٧-٢٠٢٥
- صحيفة الشرق
المدير الطبي لمستشفى الرميلة : إنجازات نوعية لمركز قطر لإعادة التأهيل
46 تركز على جودة الخدمات وتحسين حياة المرضى.. أكدت الدكتورة هنادي خميس الحمد، نائب الرئيس التنفيذي للرعاية طويلة الأجل وإعادة التأهيل ورعاية أمراض الشيخوخة والمدير الطبي لمستشفى الرميلة بمؤسسة حمد الطبية، أن مركز قطر لإعادة التأهيل حقق منذ افتتاحه عام 2016 ، إنجازات نوعية، وأطلق مبادرات مهمة، أسهمت في تطوير خدماته وبرامجه المتخصصة في هذا المجال الحيوي. وأوضحت الدكتورة هنادي، في حوار خاص أجرته معها وكالة الأنباء القطرية " قنا"، أن مركز قطر لإعادة التأهيل هو الوحيد الذي يقدم خدمات التأهيل المتخصصة بالدولة للمرضى الداخليين أو من خلال العيادات الخارجية وعلى فترتين نهارية ومسائية، من خلال خمسة برامج رئيسية تشمل السكتة الدماغية، وإصابات الدماغ، وإصابات النخاع الشوكي، وإدارة الألم وإعادة تأهيل الأطفال، مشيرة إلى أن هذه البرامج تتشكل من خدمات تأهيلية متعدد التخصصات لتتلاءم مع احتياجات ومتطلبات كل مريض. ولفتت في هذا السياق إلى أن قسم الجلطات الدماغية يعد من أكبر أقسام المركز، ويعتمد في تقديم خدماته على نموذج رعاية يتمركز حول المريض نفسه، بوجود طبيب متخصص في الطب التأهيلي واختصاصي علاج طبيعي ووظائفي ونطق، بالإضافة إلى طاقم تمريض مدرب ومؤهل في هذا المجال. وقالت، إن من برامج المركز أيضا برنامج إصابات الدماغ وبرنامج العمود الفقري، فضلا عن خدمة العلاج الطبيعي المائي، وهو وسيلة علاجية تستخدم خصائص الماء لتقديم العلاج، حيث يتم غمر المريض في حوض مائي بدرجة حرارة علاجية، ويتمتع في الوقت نفسه بالقدرة على ممارسة التمارين الرياضية في الماء تحت إشراف اختصاصي العلاج الطبيعي، موضحة أن هذا العلاج يتوفر في عدة مستشفيات ومراكز تابعة لمؤسسة حمد الطبية. ونوهت الدكتورة هنادي إلى أن مركز قطر لإعادة التأهيل في إطار جهوده ومبادراته العديدة، قام أيضا بتوسيع خدمات تحليل الحركة من خلال مختبر المشي "Gait Lab" الذي تم إنشاؤه حديثا، لتوفير خدمات متخصصة لإعادة التأهيل التشخيصي والعلاجي لكل من الأطفال والبالغين، بهدف تعزيز رعاية المرضى. وشددت على أن هذا التوسع يركز على الرعاية عالية الجودة وتحسين نوعية حياة المرضى، مشيرة إلى أن المختبر يقدم تقييمات لأداء المشي، باستخدام معدات متقدمة، ويتضمن علاوة على ذلك أنظمة علاجية متقدمة وفريقا متعدد التخصصات لضمان اتباع نهج شامل لرعاية المرضى. وبينت أن البرنامج يعمل أيضا على دمج ذوي المريض في خطة العلاج، وتوفير كافة احتياجاته قبل خروجه من المركز، من كراسي متخصصة وأجهزة مساعدة للمشي وتكنولوجيا مساعدة، فضلا عن القيام بعملية التقييم المنزلي قبل الخروج للوقوف على مدى ملاءمة السكن لحالة المريض ووضعه الصحي، وذلك كله بهدف متابعة حالته والتأكد من سلامته، والالتزام بخطة العلاج من مواعيد وأدوية مثلا. وتطرقت الدكتورة هنادي خميس الحمد، نائب الرئيس التنفيذي للرعاية طويلة الأجل وإعادة التأهيل ورعاية أمراض الشيخوخة والمدير الطبي لمستشفى الرميلة بمؤسسة حمد الطبية في حوارها مع "قنا" إلى عملية التأهيل المجتمعي، التي يوفرها المركز عبر فريق متكامل ومتخصص، يقوم بزيارة منزل المريض ويوفر له جلسات التأهيل المناسبة، مع التركيز في هذا السياق على "كبار القدر". وذكرت في سياق ذي صلة، أن من بين الإنجازات المهمة أيضا التي حققها المركز، إطلاق مبادرة إعادة التأهيل الدقيق، حيث يستطيع المريض من خلالها التعرف على مراحل تطور حالته الصحية، مبينة أن مركز قطر لإعادة التأهيل هو الأول بالدولة الذي يقدم مثل هذه المبادرة التي تصمم علاجات للمرضى ممن يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية أو إدارة الحالات المزمنة، بجانب دمجها للتقنيات المتقدمة ومنها على سبيل المثال الروبوتات، لتوفير تدخلات مصممة خصيصا في العلاج وتعزيز نتائج المرضى. ونوهت الدكتورة هنادي إلى أنه يتم كذلك بالمركز تلبية احتياجات مرضى الشيخوخة ممن يحتاجون لإعادة تأهيل من بعض الأمراض والعمليات الجراحية التي خضعوا لها، علاوة على الاهتمام بالمرضى الأطفال في مرافق تتضمن رعاية إعادة التأهيل النهاري، والرعاية طويلة الأمد بوحدات مركز "المها" المتخصصة. وذكرت أن المركز يهتم كثيرا بعقد الدورات التدريبية النوعية باستمرار، والقيام بالبحوث المتخصصة سواء مع جامعة قطر أو كلية وايل كورنيل في قطر، في مجالات تتعلق بإعادة التأهيل والوقاية من الأمراض على سبيل المثال، وذلك بهدف تطوير ورفع مستوى الخدمات التي يقدمها لمرضاه وتسريع عملية العلاج. وأعربت الدكتورة هنادي عن فخرها بحصول مركز قطر لإعادة التأهيل على الاعتماد الدولي من لجنة اعتماد مرافق إعادة التأهيل "CARF"، ليصبح أول مرفق تابع لمؤسسة حمد الطبية يحصل على هذا الاعتماد المرموق في مجال التأهيل. وأكدت أن هذا الإنجاز ساهم بشكل كبير في تحسين جودة حياة المرضى في قطر، مع التركيز على الابتكار والتطوير المستمر في مجالات العلاج والتأهيل. كما أكدت في معرض حديثها أن برنامج الإقامة الطبية في تخصص الطب الطبيعي وإعادة التأهيل الذي أطلقه مركز قطر لإعادة التأهيل مؤخرا للمرة الأولى بالدولة، يمثل إنجازا مهما في سلسلة إنجازات المركز ومبادراته المستمرة، ويعكس التزامه الراسخ ببناء القدرات وتحقيق التميز الإكلينيكي وتعزيز الابتكار في خدمات التأهيل. وتطرقت الدكتورة هنادي في الحوار إلى تحديات إعادة التأهيل ودور الأسرة في التعافي، مبينة أن التحديات متعددة، منها التأقلم النفسي والجسدي مع العلاج، مؤكدة في السياق ذاته على الدور الأساسي والحيوي الذي تضطلع به الأسرة في دعم المريض ومتابعة التزامه بالعلاج. ووجهت الدكتورة هنادي رسائل للمجتمع أكدت فيها أن خدمات إعادة التأهيل متوفرة بالمركز وبكفاءة عالية، مضيفة القول "الوقاية خير من العلاج"، داعية إلى تجنب كل ما من شأنه أن يؤدي الى الإصابة بأمراض الجلطات الدماغية والتحكم في العوامل التي تتسبب في ذلك مثل التدخين والإصابة بمرض السكري وضغط الدم والسمنة. وأهابت في هذا السياق بالجميع بضرورة ممارسة النشاط الجسدي والرياضي، وبخاصة للمرضى، كون ذلك يساعد في دمجهم بالمجتمع خلال فترة العلاج وإعادة التأهيل التي غالبا تمتد لفترات طويلة. كما أكدت أن المركز يقدم خدماته لجميع الفئات من الأطفال والبالغين، رجالا ونساء، دون تمييز، واضعا على رأس أولوياته دعم تعافي المرضى ودمجهم في المجتمع، من خلال كوادر طبية وفنية متخصصة ومؤهلة. وأشارت الدكتورة هنادي في ختام حوارها مع "قنا" إلى أن خدمات التأهيل متوفرة على مستوى مستشفيات مؤسسة حمد الطبية للمرضى الداخليين "إعادة التأهيل النهاري" وكذلك مرضى العيادات الخارجية بعيادات التأهيل الخارجية بمستشفيات الوكرة وعائشة بنت حمد العطية وحزم مبيرك ومركز "المها".