logo
نفاد تذاكر "الأوديسة" قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نولان صياغة قواعد اللعبة؟

نفاد تذاكر "الأوديسة" قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نولان صياغة قواعد اللعبة؟

الجزيرة٠٢-٠٨-٢٠٢٥
في عصر تتسع فيه سطوة المنصات الرقمية، وتتراجع شاشات السينما أمام زحف العرض المنزلي، لا يزال المخرج كريستوفر نولان متمسكا بفكرة العرض السينمائي. ففي الوقت الذي قد يلجأ فيه كثير من المخرجين وشركات الإنتاج إلى التوزيع الرقمي، منصاعين لتغوّل المنصات وسعيها الحثيث للتحكم في مقاليد الفرجة، يعيد نولان الاعتبار لفعل الذهاب إلى السينما بفيلمه المرتقب "الأوديسة" (The Odyssey).
هذه ليست السابقة الأولى لنولان في هذا الصدد، فقد سبق أن أسهم فيلمه عقيدة (Tenet) في كسر جمود الصناعة أثناء جائحة (كوفيد-19)، إذ راهن على صالات العرض في وقت أُغلقت فيه معظم نوافذ التوزيع التقليدي. وربما لن ينسى محبّو الفن السابع هذا الموقف لمخرج يُعد من بين الأهم والأكثر جدلا وانتشارا بين صناع السينما المعاصرين.
وقد برهن على تلك المكانة بما حققه فيلمه الأخير منذ عامين أوبنهايمر (Oppenheimer) من إيرادات هائلة، توجت بعدد من جوائز الأوسكار وغيرها رغم التوقعات الحذرة التي سبقته، مما جعل البعض يراه ضربا من العرفان الجماهيري بمخرج أثّر ولا يزال في شكل الصناعة وجماهيريتها.
ويبدو أن هذا العرفان قد فاق التوقعات مع مشروعه الجديد، إذ طُرحت تذاكر الفيلم مؤخرا عبر قنوات "آيماكس" (IMAX) قبل عام كامل من موعد عرضه الرسمي في يوليو/تموز 2026، بحسب ما هو مقرر.
لكن وجه الغرابة ليس في الإعلان المبكر عن فيلم لا يزال في طور الإنتاج بل فيما حدث لاحقا، حيث نفدت التذاكر في فترة وجيزة، سواء عبر القنوات الرسمية أو السوق السوداء، في سابقة -على الأرجح- لم يختبرها تاريخ الفن السابع من قبل، كأننا أمام طقس احتفالي أكثر من كونه عرضا سينمائيا، يحركه جمهور لم يكن دافعه مجرد الرغبة في مشاهدة فيلم، بل اندفع كمن يحجز لنفسه موضعا في لحظة تاريخية أو حدث زمني، يشغل العالم منذ الآن.
فرصة العمر
يمثل فيلم "الأوديسة" التعاون الثاني بين كريستوفر نولان وشركة "يونيفرسال"، بعد النجاح الساحق الذي حققه فيلمه السابق "أوبنهايمر". وتحول هذا النجاح إلى ما يشبه الظاهرة، حيث احتفى المشهد السينمائي في ذلك العام بمصطلح "أوبنهايمر" الذي ظل رائجا لعدة أشهر، كما تنافس بشراسة مع "باربي" للمخرجة غريتا غيرويغ، مشكلا حالة فريدة من التفاعل الجماهيري والاهتمام الإعلامي.
ولا تكتمل الصورة لدى نولان إلا بالشراكة مع شركة "آيماكس"، وهو تعاون أشبه بإستراتيجية طويلة الأمد تبلورت منذ سنوات مع أفلام مثل، "فارس الظلام. بين النجوم. عقيدة"، حيث عمد إلى استخدام كاميرات آيماكس لأول مرة بشكل موسّع، مانحا الجمهور تجربة بصرية غير مسبوقة على الشاشة الكبيرة.
يعتمد فيلم "الأوديسة" على تقنية تصوير خاصة بتنسيق "آيماكس 1570″، وهو أعلى تنسيق سينمائي من حيث الدقة وحجم الإطار، يتطلب دور عرض خاصة ليست منتشرة على نطاق واسع عالميا. حتى إنه خلال ليلة واحدة فقط، بيع نحو 1800 تذكرة لـ4 عروض في سينما آيماكس ملبورن، كما نفدت التذاكر سريعا في الولايات المتحدة وبريطانيا ودور عرض أخرى، مع تداولها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة تصل إلى 300-400 دولار.
وفي حوار نُشر مؤخرا بصحيفة "هوليود ريبورتر"، أشار جيريمي في، المدير العام لآيماكس، إلى اضطرارهم لتغيير نظام الحجز لمواكبة هذا الضغط غير المسبوق، مؤكدا أن فترة البيع المسبق لتذاكر هذا الفيلم هي الأطول في تاريخ الشركة، واصفا نولان بأنه "أهم صفقة" لديهم.
وبحسب ما أعلنته "يونيفرسال بيكتشرز" عبر موقعها الرسمي، فإن تصوير فيلم "الأوديسة" جرى في أكثر من قارة، موزعا على عدد كبير من البلدان، لم يُفصح عن تفاصيلها بعد، لتصبح واحدة من مفاجآت الفيلم.
والطاقم التمثيلي بدوره يشي بضخامة المشروع، إذ يضم عددا كبيرا من النجوم، كما يفضل نولان وبما يتناسب مع البناء الكاتدرائي للحكاية، من بينهم: "جون بيرنثال. تشارليز ثيرون. آن هاثاواي. روبرت باتينسون".
كذلك الممثل البريطاني الشاب توم هولاند، الذي كان من أوائل المتحدثين عن الفيلم للصحافة، وذلك من خلال مقابلة قصيرة أجريت معه على هامش حضوره نهائي الدوري الأوربي، حيث أعرب بطل أفلام سبايدر مان وغيرها، عن مشاركته بحماسة لافتة، واصفا العمل مع نولان بـ"فرصة العمر"، مؤكدا في الوقت ذاته على أن ما شاهده من مراحل تنفيذ الفيلم كان "مذهلا ومختلفا تماما عن كل ما رأيناه من قبل". ولا نعرف تحديدا إن كان هولاند يقارن التجربة بأفلام نولان السابقة، أم أنه يتحدث من منظور أوسع، عن السينما نفسها حين تُقاس بفيلم مثل "الأوديسة".
العرض مستمر
على مدار أكثر من ربع قرن، كانت أعمال كريستوفر نولان محل تقدير نقدي وجماهيري نادر، رغم تعقيدها وتشابكها الدرامي. لقد تفنن نولان في نسج سرد يمضي ذهابا وإيابا مثل بندول الساعة، وأحيانا يتلوى زاحفا كالثعبان عبر الزمان والمكان، مما يجعل كل عمل منه رحلة ذهنية محفوفة بالتحدي والإثارة.
وفي رحلته الجديدة، يبدو أنه يخوض تجربة زمنية أكثر تعقيدا، خصوصا أنه يستلهم واحدة من أعظم الملاحم الشعرية التي صاغها الخيال الإنساني، أوديسة هوميروس، الشاعر الإغريقي الأسطوري، الذي نسج عمله على تضفير الواقعي بالغرائبي، سواء على مستوى الشخصيات أو الأحداث التاريخية، وذلك عبر رحلة طويلة يخوضها البطل أوديسيوس عائدا إلى وطنه بعد حرب طروادة. إنها دراما تتأسس على التّيه والاختبار الإنساني في مواجهة الآلهة والشياطين، حيث يتلاشى الحد الفاصل بين المادي والميتافيزيقي، ويتحوّل الزمن إلى معركة.
في الأيام الأخيرة، ظهرت مجموعة من الفيديوهات الدعائية المسربة لفيلم "الأوديسة"، مدتها تتراوح بين دقيقة ودقيقتين، تعكس ببراعة التقنيات البصرية المتطورة التي تصور عالما بانوراميا يتنقل بين البحر والأرض. مشاهد أسطول سفن غارقة، ومئات الجثث، وحكماء وملوك وشعوب مختلفة، بالإضافة إلى أحصنة تطير في الهواء وسماء مشتعلة وسيوف مقدسة، وحشود ضخمة من المجاميع تظهر ربما كجزء بسيط من خبيئة نولان الفنية. ويعد نولان من المبدعين الذين يصعب التنبؤ بجديدهم، فقد ينجح البعض أحيانا في توقع تقنياته، لكنه كثيرا ما يفاجئ جمهوره بخروجات عن مساره المألوف.
وبينما لا يزال أمام ملحمة نولان الجديدة عام كامل من المفاجآت والجدل والإثارة، فلا شك أن ما يجري حول "الأوديسة" الآن، وما سيتكشّف لاحقا، لن يُقرأ كحدث تسويقي فحسب، بل كإعلان عن تحدٍ جديد في صناعة السينما.
مواجهة تعيد إلى الأذهان موقف جيمس كاميرون، مخرج 'أفاتار'، الذي صرّح بعد الجزء الأخير أنه لن يُنتج جزءا جديدا ما لم يحقق الفيلم إيرادات بعينها. وهو ما يعيد طرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل العرض السينمائي، بالإضافة إلى جدوى التجربة الجماعية للمشاهدة في عصر المنصات الرقمية والشاشات الصغيرة، مما يذكرنا بأن هناك نوعية من الأفلام لا تحتاج إلى دعاية أو مشهد تمهيدي، بل يكفي أن تحمل توقيع مخرجها، ليبدأ العرض حتى قبل تقديمه على الشاشة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عن الألم والحرب والصمود.. حكايات عربية في الدورة الـ78 لمهرجان لوكارنو
عن الألم والحرب والصمود.. حكايات عربية في الدورة الـ78 لمهرجان لوكارنو

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

عن الألم والحرب والصمود.. حكايات عربية في الدورة الـ78 لمهرجان لوكارنو

شكلت مآسي الحرب والأزمات الإنسانية وقضايا البحث عن الهوية مصدر إلهام لعدد من صناع السينما العرب في أعمالهم المشاركة بالدورة الـ78 من مهرجان لوكارنو السينمائي، الذي يُقام بين 6 و16 أغسطس/آب الجاري. وتشهد هذه الدورة حضورا بارزا للسينما العربية من خلال مشاركات من فلسطين ولبنان والعراق وتونس، موزعة على أقسام ومسابقات متعددة ضمن برنامج المهرجان. رحلة بصرية وإنسانية ما قبل الحرب افتتح الفيلم الوثائقي "مع حسن في غزة" للمخرج الفلسطيني كمال الجعفري فعاليات المسابقة الدولية في مهرجان لوكارنو، مقدّمًا سردًا شخصيًا وتاريخيًا يستند إلى 3 أشرطة فيديو عثر عليها المخرج قبل اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. تحوّلت هذه اللقطات إلى شهادة حيّة توثق ملامح الحياة في غزة عام 2001. يرافق الوثائقي رحلة برية يخوضها الجعفري بصحبة مرشد محلي يُدعى حسن، ينتقلان خلالها من شمال القطاع إلى جنوبه بمحاذاة الساحل، بحثا عن عبد الرحيم، وهو شاب تعرف عليه المخرج أواخر ثمانينيات القرن الماضي حين كانا يقضيان عقوبة في سجن النقب الصحراوي الإسرائيلي كمراهقين في قسم "الأحداث". وخلال دراسته لاحقًا للسينما في ألمانيا، ظل الجعفري يأمل لقاء عبد الرحيم مجددًا لإنجاز مشروع سينمائي يوثق تجربتهما المشتركة في السجن خلال سنوات المراهقة. يتضمن الفيلم لقطات من الحياة اليومية في غزة، تظهر فيها مشاهد للأطفال على الشاطئ، والأسواق النابضة بالحركة، والمقاهي المزدحمة بالرواد، والأحياء المفعمة بالنشاط، وهي صور تكتسب اليوم معنى مختلفًا تمامًا في ظل الدمار الواسع الذي يشهده القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. ووصف الجعفري عمله بأنه تحية إلى غزة وأهلها، وإلى كل ما يظل نابضًا بالحياة في هذه اللحظة الحرجة من التاريخ الفلسطيني، وذلك في تصريحات أدلى بها بالتزامن مع عرض الفيلم في المهرجان. ينتقل الوجع من فلسطين إلى لبنان عبر الفيلم الوثائقي "حكايات الأرض الجريحة" للمخرج العراقي عباس فاضل، والمنتجة اللبنانية نور بالوك، والمشارك ضمن المسابقة الرسمية. يستعرض الفيلم معاناة اللبنانيين تحت وقع الحرب، مستلهما من الواقع اللبناني المضطرب مشاهد إنسانية توثق الألم والصمود، وهو امتداد لثلاثية بدأها الثنائي عام 2022 بفيلم "حكايات البيت البنفسجي" الذي رصد تداعيات الحرب في جنوب لبنان، وتفاصيل النضال من أجل الحياة. جلجامش برؤية عصرية تبرز المشاركة العربية في نسخة هذا العام من مهرجان لوكارنو من خلال فيلم "إركالا – حلم جلجامش" للمخرج العراقي محمد الدراجي، الذي يعرض ضمن قسم "الساحة الكبرى" في ساحة "البيازا غراندي'. يعيد الدراجي تقديم ملحمة جلجامش في إطار معاصر، عبر قصة طفل مشرد يبلغ من العمر 8 سنوات، مصاب بداء السكري، يسعى إلى إقناع صديقه المقرب بمرافقته إلى عالم "أركالا" السفلي، هربا من واقع مضطرب في رحلة رمزية وجودية تعكس ملامح الأسطورة الأصلية. ضمن المسابقة الرسمية، يقدم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش فيلمه "مكتوب حبي" (Mektoub, My Love: Canto Due)، الذي بدأ الترويج له مؤخرا، والمقرر عرضه في اليوم الرابع من فعاليات المهرجان. يشكل الفيلم الجزء الثالث والأخير من سلسلة مستوحاة من رواية "الجرح الحقيقي" للكاتب فرانسو بيغودوا، ويواصل من خلالها كشيش استكشاف أعماق النفس البشرية عبر رحلة أمين الذي يعود إلى بلدته للقاء أسرته وعائلته. يشارك المخرج مهدي هميلي بفيلمه "اغتراب" ضمن برنامج "فيوري كونكورسو"، المخصص للأعمال التي تعرض خارج إطار المسابقة الرسمية، ويركز على التجريب والأساليب السردية غير التقليدية. تجري أحداث الفيلم داخل مصنع ضخم للصلب في تونس، حيث يواجه 4 عمال اختلالات نفسية وجسدية تحت وطأة ظروف العمل القاسية، ويلاحقهم أثر فقدان زميلهم، الذي يقتل في حادث مأساوي داخل المصنع، مما يدفع زملاءه للخوض في رحلة بحث عن العدالة. وفي قسم "الأصوات الصاعدة بالسينما المستقلة" يعرض الفيلم السوداني "جهنمية" للمخرج ياسر فايز، لينضم بذلك إلى الأفلام العربية المعروضة ضمن فعاليات المهرجان والمهتمة برصد التفاصيل الحياتية التي يواجهها الإنسان العربي في ظل الأوضاع المحتقنة.

هل يعيد "الخطوات الأولى" إحياء سلسلة "الخارقون الأربعة" بعد إخفاقات ثلاثية؟
هل يعيد "الخطوات الأولى" إحياء سلسلة "الخارقون الأربعة" بعد إخفاقات ثلاثية؟

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

هل يعيد "الخطوات الأولى" إحياء سلسلة "الخارقون الأربعة" بعد إخفاقات ثلاثية؟

تعد سلسلة أفلام "الخارقون الأربعة" (Fantastic Four) واحدة من أشهر السلاسل العائلية، والتي تتشكل من 4 أبطال خارقين يواجهون تهديدات كونية وصراعات شخصية. تروي الأفلام قصة تطورهم من أبطال بالصدفة إلى رموز أخلاقية بمزجها بين الخيال العلمي والدراما الإنسانية. ورغم عدم تحقيق الأجزاء الثلاثة الأولى نجاحا كبيرا، فإن الجزء الرابع والذي جاء تحت اسم "الخارقون الأربعة: الخطوات الأولى" (The Fantastic Four: First Steps)، والذي بدأ عرضه 25 يوليو/تموز الماضي يخطو نحو تحقيق إنجاز لن تسبقه إليه الأجزاء الثلاثة السابقة. وقد تراوحت هذه الأجزاء بين الكوميديا المبتذلة، والطموح الكوني، والتقلبات النفسية، ولكنها لم تقدم ما يمكن وصفه بعمل عاطفي أو عميق أو متماسك. جاء الجزء الأول وهو "فانتاستيك فور" 2005 (Fantastic Four)، الذي أخرجه تيم ستوري، خفيفا ومسليا، خاصة أن الحكاية مستوحاة من سلاسل القصص المصورة. تدور أحداثه حول ريد ريتشاردز، وسو ستورم، وجوني ستورم، وبن جريم، وينتهي بمواجهة عادية مع دكتور دوم، كان الفيلم جذابا بشكل متواضع، لكنه افتقر إلى الثقل الدرامي. وجاء الجزء الثاني "صعود سيلفر سيرفر" 2007 (Rise of the Silver Surfer) أكثر جرأة، إذ بدأت القصة بأحداث كونية، لكنه عانى من بطء وتيرة الأحداث. وفي الجزء الثالث "أربعة مذهلون" 2015 (Fantastic Four) حاول المخرج جوش ترانك إضافة معنى يتعلق برعب الجسد والعزلة الوجودية، إلا أن اختلاف الإيقاع داخل العمل تسبب في ضعف فني كبير. تدور أحداث "فانتاستيك فور: الخطوات الأولى" في كوكب بديل على الأرض، حيث يشتهر فريق الأبطال الخارقين -السيد المذهل (ريد)، والمرأة الخفية (سو)، والشعلة البشرية (جوني)، والشيء (بن)- ويعيشون في عالم أشبه بستينيات القرن الماضي، لكن بتقنيات مستقبلية. سو حامل بطفلها وطفل ريد، فرانكلين، الذي يُتوقع أن يكون قويا جدا. لكن الخطر يأتي من الفضاء: الكائن الضخم والمرعب غالاكتوس قادم إلى الأرض، وهو يريد قوة فرانكلين لنفسه. يرسل غالاكتوس رسوله، سيلفر سيرفر، لتحذير الأبطال. يحاول ريد بناء آلة لحماية الأرض، بينما تجد سو نفسها مترددة بين أن تصبح أمًا ومواجهة التهديد. في النهاية، تضحي سو بنفسها لحماية فرانكلين. هذا الفعل يطلق العنان لقوى الطفل، القوية بما يكفي لإبعاد غالاكتوس. ينتهي الفيلم بعودة سو إلى الحياة وإعادة توحيد الأسرة، ولكن مع تحذير واضح من أن طفلهم ليس مميزا فحسب، بل يمكنه أيضا تغيير مستقبل الكون. تمثيل بطولي للخارقين يقدم الممثل بيدرو باسكال أداء مدروسا ومتحفظا في دور ريد ريتشاردز (السيد الرائع)، حيث يجسد عقلا لامعا مثقلا بالخوف من فقدان عائلته. تمنح كثافته الهادئة وعمقه العاطفي الشخصية جاذبية حقيقية، وخاصة في لحظات التأمل الهادئ والصراع الأخلاقي. وتعد فانيسا كيربي، في دور سو ستورم (المرأة الخفية)، هي قلب الفيلم -، حيث يضفي مزيجها من القوة والدفء والضعف ثقلا عاطفيا على القصة، وخاصة في مشاهد الأمومة والتضحية. ويقدم جوزيف كوين، في دور جوني ستورم (الشعلة البشرية) طاقة الشباب والكاريزما، ويوازن بين الفكاهة ولحظات الإحباط والولاء التي تفصح عن شخصية أكثر تعقيدا تحت النيران. يمنح إيبون موس، في دور بن جريم (الشيء) الدور حضورا واقعيا من خلال عمله الصوتي وجسده الصخري، مما يجعله مصدر قوة وإنسانية داخل الفريق. يتقاسم الممثلون الأربعة معا كيمياء معقولة، مما يعطي الحياة لـلفيلم، كأبطال خارقين وعائلة معقدة ومحبة ومكسورة في بعض الأحيان. مؤثرات بصرية تعد المؤثرات البصرية قوة محورية تحرك التأثير العاطفي والرمزي للفيلم، فبدلا من الاعتماد كليا على المشهد، يبدع فريق المؤثرات البصرية لغة بصرية تعكس مواضيع الفيلم الأعم، وهي العائلة، والسلطة، والتهديد الوجودي، مع ترسيخ الرهانات الكونية في المشاعر الإنسانية. بدءا من اللقطة الأولى لأفق مدينة نيويورك الذي ينتمي للماضي مع لمسة مستقبلية، تتسم كل لقطة بثراء الملمس والوزن الرمزي، إذ يجسد مبنى "باكستر"، الذي أُعيد تصوره كمركز شاهق للعلوم والعجائب، مزيجا من تصميم ديكور عملي وتحسينات رقمية، مما يجعله يبدو خياليا ومعيشا في آن واحد. داخل جدرانه، تستجيب الهندسة المعمارية المتغيرة لقوى فرانكلين الناشئة، وهي استعارة بصرية لكيفية تشويه الأبوة للمكان والزمان حول الشخصيات. يجسد غالاكتوس، الذي يصعب تصويره غالبا دون أن يصبح كاريكاتوريا، هنا كقوة كونية شامخة يُشوّه وجودها الجو العام. فبدلا من أن يكون شخصية بشرية، يُجسّد غالاكتوس عاصفة حية. يحافظ تصميم "سيلفر سيرفر" على أناقة الأجزاء السابقة، ولكنه يُضيف تعبيرات دقيقة لالتقاط الحركة، مما يسمح ببريق المشاعر من خلال سطحه العاكس. تبرز تأثيرات اللهب لجوني ستورم بشكل خاص، حيث تستخدم بصمات حرارية حقيقية وديناميكيات إنسيابية لإضفاء حركة نار أكثر واقعية تتفاعل بشكل طبيعي مع البيئة. يتجنب تحول بن جريم إلى "الشيء" اللمعان المفرط للصور المُولدة بالكومبيوتر، ويختار بدلا من ذلك مظهرا ثقيلا ومحكما يجعل وجوده مُقنعا جسديا. تُعالج قدرات ريد ريتشاردز على التمدد، والتي غالبا ما يصعب تقديمها بشكل مقنع، بفيزياء مُحسّنة واستمرارية في الوجه، مما يسمح بتسلسلات أكثر تعبيرا عن المشاعر حتى في لحظات التشويه الجسدي. لعل أكثر اللحظات إثارة للدهشة في الفيلم هي ذروة الأحداث، حيث يتوهج درع سو الواقي بطاقة الأمومة وهي تواجه غالاكتوس. هنا، يتفاعل الضوء والظل والحركة البطيئة لخلق شاعرية بصرية حالمة. هذه المؤثرات لا تبهر المشاهد فحسب، بل تثري القصة أيضا، وتعزز العمق العاطفي للفيلم. الأسرة صورة مصغرة من العالم يشكل الأبطال الأربعة (معا) ملامح قوة لا تقهر، كما يشكلون ملامح عائلة تتكامل فيما بينها إنسانيا، وتتكامل كقوى يحمي بعضها بعضا. وتتمثل قوة كل منهم في عنصر من عناصر الطبيعة، حيث يستطيع ريد ريتشارد "السيد الرائع "أن يمد جسده إلى أطوال مذهلة، مما يرمز إلى اتساعه الفكري وانفصاله العاطفي. تعكس قوته محاولته حل كل شيء، بينما غالبا ما يفقد التواصل مع أقرب الناس إليه، وتستطيع سو ستورم (المرأة الخفية) أن تصبح غير مرئية وتخلق مجالات قوة جبارة تعبر عن الجهد العاطفي الخفي الذي تقوم به، وتعكس قواها قوتها ومدى تجاهلها في كثير من الأحيان على الرغم من كونها ركيزة الفريق. أما جوني ستورم أو "الشعلة البشرية"، فيستطيع أن يغرق نفسه في النيران ويطير، مما يرمز إلى شغف الشباب وغروره، وتعكس نيرانه الحرية والتهور، مما يجعله يتعلم ضبط النفس. يمنح جسد بن جريم الصلب قوة هائلة، لكنه يعزله عن الآخرين. ويمثل تحوله ألما داخليا مقنّعا بالصلابة، يعكس صراعه للعثور على الإنسانية تحت مظهر خارجي قاس. وتعكس مخاوفهم (معا)عنصر الرعب الكوني القلق تجاه الكارثة البيئية، والتهديد النووي، والمطالب الاستبدادية بالتضحية من قبل الفقراء والبسطاء والمستضعفين. يبرز "الخارقون الأربعة: الخطوات الأولى" كأكثر الأفلام ثراء عاطفيا ودقة بصرية في السلسلة، ويعيد تعريف الفريق من خلال الرمزية وعمق الشخصيات، ويضفي طابعا جديدا وجريئا. وبصفته إعادة إطلاق للقصة، يمثل الفيلم خطوة محورية نحو نجاح مختلف للسلسلة، قد يعني ترشيحها للاستمرار بدلا من وأدها.

المغني بي ديدي يسعى إلى الحصول على عفو رئاسي من ترامب
المغني بي ديدي يسعى إلى الحصول على عفو رئاسي من ترامب

الجزيرة

timeمنذ 4 أيام

  • الجزيرة

المغني بي ديدي يسعى إلى الحصول على عفو رئاسي من ترامب

يسعى مغني الهيب هوب، بي ديدي إلى الحصول على عفو من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على ما أفادت وكيلة الدفاع عنه. وكان شون كومز -اسمه الحقيقي- دين قبل شهر بنقل أشخاص لأغراض الدعارة لكنّه برّئ من تهمة الاتجار بالجنس خلال محاكمة في نيويورك حظيت بتغطية إعلامية واسعة. وقالت نيكول ويستمورلاند في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، "أجرينا اتصالات ومحادثات بشأن العفو". ومن غير المرجح أن يلقى هذا الطلب تجاوبا، إذ رفض ترامب يوم الجمعة الفائت أي عفو رئاسي، متحدثا في مقابلة مع "نيوزماكس" عن أن ديدي شخص "شرير جدا". وسيصدر الحكم على المغني والمنتج في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهو يواجه عقوبة تصل الى السجن 10 سنوات عن كلّ من تهمتي نقل أشخاص لغرض ممارسة الدعارة اللتين دين بهما المغني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store