logo
بيب غوارديولا ومانشستر سيتي: الخطوات الأولى في مسار التجديد

بيب غوارديولا ومانشستر سيتي: الخطوات الأولى في مسار التجديد

الشرق الأوسطمنذ 17 ساعات

لم يعد هناك متسع للقلق في نسخة بيب غوارديولا الحالية، فوجهه الذي ازدادت سمرته بفعل شمس «بوكا راتون» يبدو انعكاساً لحالة من الاسترخاء والانطلاق يعيشها مدرب مانشستر سيتي، الذي بات يعتمد مبدأ «الحرية» في تعامله مع لاعبيه خلال معسكر الفريق في الولايات المتحدة.
هل ترغب بالذهاب إلى ميامي بعد الحصة التدريبية؟ انطلق. شواء في الحديقة الخلفية برفقة الزوجات والأبناء؟ لا بأس. غولف، شاطئ، سباحة... أياً كانت الطريقة التي يبحث بها اللاعبون عن المتعة، فإن غوارديولا يفسح المجال لهم لذلك، بأسلوب غير معتاد من الرجل الذي طالما عُرف بدقته، وشدته.
وبحسب شبكة «The Athletic» أن ما يلفت الانتباه هو مدى الحيوية التي يبدو عليها غوارديولا، رغم أنه بالكاد حصل على راحة بعد موسم هو الأصعب في مسيرته التدريبية، قبل انطلاق كأس العالم للأندية.
يُشيد بالثقافة الجماهيرية في أميركا الجنوبية، يرسل تهنئة عيد ميلاد مرتجلة لميشيل بلاتيني، ويظهر إعجاباً كبيراً بتحوّل ماتيوس نونيز إلى مركز الظهير الأيمن، حتى يخاله المتابع يتحدث عن كافو.
حتى التساؤلات بشأن ما إذا كانت بطولة كأس العالم للأندية ستؤثر على استعداد الفريق للموسم الإنجليزي لم تُثر قلقه. قال: «أحاول ألا أفكر في الأمر، وإلا سأُصاب بالقلق. الناس ينجزون عملهم بأفضل شكل حين يستمتعون به».
هذا المزاج يناقض تماماً حاله في ذروة أزمة الفريق التي استمرت أربعة أشهر خلال الشتاء، حيث كان يظهر عليه التوتر والإنهاك، وكأنه رجل هزمته التحديات. في تلك الفترة، بدا وكأن تمديد عقده لعامين في نوفمبر (تشرين الثاني) كان قراراً متسرعاً، ومعه ظهرت تساؤلات عما إذا كانت قدرته على التجديد والتحفيز قد بلغت حدودها.
يؤمن بأن الناس يعملون بأفضل ما لديهم حين يستمتعون ولهذا يترك للاعبيه مساحة من الحرية (رويترز)
لكن في الولايات المتحدة، ظهر غوارديولا مختلفاً تماماً: متجدداً، مطمئناً، ثم جاء الأداء المذهل أمام يوفنتوس يوم الخميس، حيث فاز سيتي بنتيجة 5-2 في مباراة أظهرت عودة الفريق إلى مستوياته السلسة، والواثقة، وكأن الأزمة لم تحدث قط.
طوال 17 عاماً من التدريب، دأب غوارديولا على طرح أسئلة جديدة على عالم كرة القدم، لكن بعد هيمنة غير مسبوقة على الدوري الإنجليزي، وأصعب فترة في مسيرته، كان من المؤكد أن استحضار طاقة جديدة لتجديد فريقه –وربما رسم ملامح مشروعه الأخير بوصف أنه مدرب – لم يكن بالمهمة السهلة.
قال: «حين تفوز، يكون الأمر قد انتهى، وعليك البدء من جديد. وحين تخسر، فالوضع ذاته. أنهينا الموسم بشكل جيد، وتأهلنا إلى دوري الأبطال. استقدم النادي ثلاثة لاعبين جدداً، كل شيء جديد، فلننطلق».
وأضاف: «أحاول أن أفهم اللاعبين بشكل أفضل، وأن أطور نفسي. لا تفكر كثيراً بالغد أو المستقبل، وسنرى ما سيحدث. الهدف الرئيس هو ألا أشرح لهم فقط، بل أن يشعروا في التدريبات بأن هذا هو أسلوب لعبنا، وأن هذا هو الطريق الذي يمكننا من خلاله أن نكون تنافسيين».
قبل عامين، قال غوارديولا إن تجديد الفريق لا يرتبط دوماً برغبة عبقرية في كسر الحدود. بل لأنه ببساطة: «أشعر بالملل».
تابع حينها: «تكرار الشيء ذاته لمدة ثماني سنوات سيكون مملاً جداً. هذا أولاً. وثانياً: حين تنجح في أمر ما يبدأ الخصوم بمراقبتك، وإعداد مضاد له. إذا لعبنا بتركيز داخلي، فسيضيقون المساحات. وإذا وسّعنا الملعب، فسيفعلون الشيء ذاته. أي شيء نفعله سيردون عليه. لذا علينا دائماً أن نكون في طور الردّ من جديد».
أما العامل الثالث في نظره فهو نوعية اللاعبين: «اللاعبون الذين لدينا، وما يملكونه من خصائص فنية. وعلينا أن نختار ما يتناسب مع أفضل طريقة للعب وفقاً لذلك».
غوارديولا يدرك أن الدوري الإنجليزي بات أكثر بدنيّة، مع اعتماد مزيد من الفرق على الضغط الفردي. وقد بدأ يكيّف فريقه لهذا الواقع، كما ظهر جلياً أمام يوفنتوس.
العنوان الأبرز كان واضحاً: تحركات هجومية سريعة، تمريرات مباشرة نحو المهاجم، وتشكيلات متغيرة باستمرار خلال امتلاك الكرة، حتى بات من غير المجدي الحديث عن «تشكيلة أساسية» بالمعنى التقليدي.
لطالما اعتمد غوارديولا على الأجنحة الواسعة لتأمين العرض، لكن في الموسم الماضي بدأ أحياناً بتكليف الأظهرة بهذا الدور، ويبدو أنه سيعتمد التناوب في هذا النهج.
في الجهة اليسرى، لعب الجزائري ريان آيت-نوري بوصف أنه ظهير، وتحرك إلى خط الوسط في الدقيقة الثالثة، بينما بقي جيريمي دوكو على الرواق، وتقدم نونيز إلى الطرف الآخر، بينما تموضع سافينيو إلى الداخل. بعد دقائق، تحولت التشكيلة إلى 2-3-5، حيث أصبح آيت-نوري هو اللاعب الأكثر تقدماً، بينما شغل دوكو وسافينيو مركزي «رقم 10» خلف عمر مرموش، وهو ما استمر طوال الشوط الأول.
وسط هذه التبدلات، عاد مبدأ مهم افتقده الفريق الموسم الماضي: الركض خلف خطوط الدفاع. ضعف سيتي في التحولات الدفاعية جعله حذراً من المجازفة بعدد كبير من اللاعبين، مما سهّل مهمة الخصوم.
يرى أن كل فوز هو بداية جديدة تماماً كما هي الخسارة (رويترز)
لكن أمام يوفنتوس، سعى الفريق طوال الوقت لاختراق الخط الخلفي، سواء بتمريرات نحو مرموش، أو بتحركات سافينيو، أو بانطلاقات تيجاني رايندرز وبرناردو سيلفا من الوسط.
رايندرز تألق في اللقاء، وساهم في الهدف الثاني بفضل انطلاقته التي قادت إلى تمريرة عرضية من نونيز، انتهت بتسجيل بيير كالولو.
الدولي الهولندي أضاف الحيوية إلى خط وسط كان يفتقر إلى السرعة، ويعتقد أن بإمكانهم تجاوز الكتل الدفاعية عبر هذه التحركات: «المساحات تكون ضيقة جداً، لذا عليك أن تكون دقيقاً وصبوراً. نملك الجودة لدى الأجنحة ولاعبي الوسط لتجاوز أي لاعب في موقف فردي. وهذا ما نحتاجه أمام الفرق المتكتلة».
مرموش كان محورياً أيضاً، حيث كانت التمريرات إليه تحت الضغط إحدى أدوات الفريق، في وقت ساعد فيه رايندرز بخروجه من الرقابة على كسر الضغط، وخلق فرص للانتقال السريع.
أما رودري، الذي خاض أول مباراة أساسية له منذ تسعة أشهر، فقال إن الفريق بات يظهر وجهاً جديداً بعد التغييرات التي طالت أسلوبه.
وأضاف: «نحاول اكتشاف أفضل طريقة لهذا الفريق، وتثبيت القادمين الجدد، ومعرفة الأنسب لنا. لا يمكن التكهّن بشيء خلال أسبوعين، لكن هذه البطولة فرصة رائعة للتنافس، وأيضاً لإظهار ما سنقدمه الموسم المقبل».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هلال السعودية يقصي أقوى فرق العالم من المونديال
هلال السعودية يقصي أقوى فرق العالم من المونديال

صدى الالكترونية

timeمنذ 13 دقائق

  • صدى الالكترونية

هلال السعودية يقصي أقوى فرق العالم من المونديال

نجح نادي الهلال في إقصاء مانشستر سيتي الإنجليزي، أحد أقوى أندية العالم، من بطولة كأس العالم للأندية المقامة في ميامي، بعد فوزه المستحق في مباراة دخلت سجلات التاريخ الكروي السعودي والعالمي. وقدّم الهلال واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق، حيث ظهر بروح قتالية عالية، وانضباط تكتيكي فائق، جعل من التفوق على بطل أوروبا واقعًا لا مجرد حلم، حيث فرض 'الزعيم' أسلوبه وأسلحته على بطل البريميرليغ، ليضرب مثالًا على مدى تطور الكرة السعودية، وقدرتها على مقارعة أعتى الأندية في العالم. وخطف نادي الهلال بطاقة التأهل لربع نهائي كأس العالم للأندية، بعد تغلبه على نظيره مانشستر سيتي الإنجليزي، بنتيجة 4-3، في المباراة التي أقيمت على أرضية ملعب كامبنج وورلد، فجر اليوم الثلاثاء. وضرب الهلال موعدًا مع نظيره فلومينينسي البرازيلي، في الدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم للأندية، يوم الجمعة المقبل، ليحقق إنجازًا تاريخيًا، بعدما أصبح أول فريق عربي يحقق انتصارًا على فريق أوروبي في مونديال الأندية.

جنون ميتروفيتش يشعل المدرجات بعد إقصاء الزعيم لأقوى فرق العالم من المونديال.. فيديو
جنون ميتروفيتش يشعل المدرجات بعد إقصاء الزعيم لأقوى فرق العالم من المونديال.. فيديو

صدى الالكترونية

timeمنذ 14 دقائق

  • صدى الالكترونية

جنون ميتروفيتش يشعل المدرجات بعد إقصاء الزعيم لأقوى فرق العالم من المونديال.. فيديو

أشعل نجم الهلال ألكسندر ميتروفيتش المدرجات أثناء احتفاله في الملعب بعد الفوز التاريخي للهلال على مانشيستر سيتي . ‎وحقق الهلال فوزا تاريخا على مانشستر سيتي الإنجليزي في كأس العالم للأندية برباعية مقابل 3 أهداف، ليتأهل إلى ربع نهائي البطولة بطريقة درامية مثيرة. ‎وفاز الهلال على مانشستر سيتي في دور الـ16 من مونديال الأندية المقام في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مباراة وصلت إلى الأشواط الإضافية. ‎ليضرب الهلال موعدا في ربع نهائي كأس العالم للأندية مع فلومينينسي البرازيلي الذي نجح في التغلب على إنتر. ‎وأصبح مانشستر سيتي ثاني الفرق الأوروبية التي تخرج من دور الـ16 للبطولة بعد إنتر الإيطالي،بينما يستمر الهلال كممثل العرب الوحيد في المونديال حتى الآن.

احتفالات هستيرية لمشجعي الهلال في البرازيل بعد إسقاط مانشستر سيتي .. فيديو
احتفالات هستيرية لمشجعي الهلال في البرازيل بعد إسقاط مانشستر سيتي .. فيديو

صدى الالكترونية

timeمنذ 14 دقائق

  • صدى الالكترونية

احتفالات هستيرية لمشجعي الهلال في البرازيل بعد إسقاط مانشستر سيتي .. فيديو

تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع لمشجعين برازيليين لنادي الهلال وهم يحتفلون بشكل جنوني بعد الفوز التاريخي على مانشستر سيتي في بطولة كأس العالم للأندية. وظهر المشجعون وهم يلوّحون بأعلام نادي الهلال إلى جانب أعلام المملكة العربية السعودية، مردّدين الهتافات والصرخات الحماسية وسط أجواء أشبه بالمهرجانات الشعبية. وتُعد هذه المشاهد امتدادًا للشعبية المتزايدة التي يحظى بها الهلال عالميًا، لاسيما بعد الأداء اللافت الذي قدّمه في البطولة، ونجاحه في إقصاء أحد أبرز أندية العالم. وفي واحدة من أكثر مفاجآت البطولة إثارة، نجح الهلال في تجاوز مانشستر سيتي بنتيجة 4-3 بعد مباراة امتدت للأشواط الإضافية، ليحجز مقعدًا في ربع النهائي ويضرب موعدًا مع فلومينينسي البرازيلي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store