
متعاقد أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية يتحدث لبي بي سي عن إطلاق زملاء له النار على فلسطينيين جائعين لم يشكلوا تهديداً
فلسطينيون يحملون مساعدات تلقوها من مؤسسة غزة الإنسانية قرب معبر نتساريم وسط قطاع غزة، في 29 مايو/أيار 2025
تحدث متعاقد أمني سابق في مواقع توزيع المساعدات الجديدة المثيرة للجدل في غزة المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة لبي بي سي، عن مشاهدته لزملاء له وهم يطلقون النار مرات عدة على فلسطينيين جوعى لم يشكلوا أي تهديد باستخدام الرشاشات.
وقال: "في إحدى المرات أطلق أحد الحراس النار من خلال رشاش من برج مراقبة لأن مجموعة من النساء والأطفال وكبار السن كانت تتحرك ببطء شديد بعيداً عن الموقع".
وعندما طُلب الرد من مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، نفت هذه الادعاءات جملةً وتفصيلاً.
وأحالت المؤسسة بي بي سي إلى بيان يفيد بعدم تعرض أي مدنيين لإطلاق نار في مواقع توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة.
وبدأت المؤسسة عملياتها في غزة نهاية شهر مايو/أيار.
وتوزع مساعدات محدودة من مواقع عدة في جنوب ووسط قطاع غزة، بعد حصار شامل فرضته إسرائيل على غزة لمدة 11 أسبوعاً، لم يدخل خلالها أي طعام إلى القطاع.
تعرض هذا النظام لانتقادات واسعة النطاق لإجباره أعداداً هائلة من الناس على السير عبر مناطق القتال النشطة إلى عدد قليل من المواقع.
منذ انطلاق عمل المؤسسة، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 400 فلسطيني كانوا يحاولون الحصول على مساعدات غذائية من مواقعه، وفقاً للأمم المتحدة وأطباء محليين.
وتقول إسرائيل إن نظام التوزيع الجديد يمنع وصول المساعدات إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
أطلق النار … "ثم ضحكوا"
SUPPLIED
طابور مزدحم من الناس في ممر مسيج بالقرب من موقع لمؤسسة غزة الإنسانية
وتابع المتعاقد السابق وصفه للحادث الذي وقع في أحد مواقع المؤسسة الذي قال إن الحراس أطلقوا النار فيه على مجموعة من الفلسطينيين.
وأضاف: "عندما حدث ذلك، أطلق مقاول آخر في الموقع، كان يقف على الساتر الترابي المطل على المخرج، ما بين 15 إلى 20 طلقة على الحشد".
"سقط رجل فلسطيني على الأرض بلا حراك. ثم قال المقاول الآخر الذي كان واقفاً هناك، يا إلهي، أعتقد أنك حصلت على واحدة، ثم ضحكوا على الأمر".
وقال المتعاقد الذي تحدث لبي بي سي، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن مديري المؤسسة تجاهلوا تقريره واعتبروا الأمر مصادفة، مشيرين إلى أن الرجل الفلسطيني ربما يكون قد "تعثر" أو "متعب وفقد وعيه".
وذكرت المؤسسة أن الرجل الذي وجّه هذه الادعاءات هو "متعاقد سابق ساخط" فُصل لسوء سلوكه، وهو ما ينفيه.
وأطلع المتعاقد بي بي سي على كشوف رواتب تشير إلى استمراره في تقاضي راتبه لمدة أسبوعين بعد مغادرته المنصب.
"أطلقوا النار"
وتحدث المتعاقد لبي بي سي بعد أن عمل في جميع مواقع توزيع المؤسسة الأربعة، عن ثقافة الإفلات من العقاب، مع وجود قواعد وضوابط محدودة.
وقال إن المتعاقدين لم يُمنحوا قواعد اشتباك واضحة أو إجراءات تشغيل محددة.
"كان أحد قادة الفرق يقول لهم: إذا شعرتم بالتهديد، فأطلقوا النار، أطلقوا النار للقتل، ثم اطرحوا الأسئلة لاحقاً".
قال المتعاقد إن "ثقافة الشركة كانت تُشعرنا بأننا ذاهبون إلى غزة، فلا قواعد تُلزمنا. افعلوا ما يحلو لكم".
وأضاف: "إذا غادر فلسطيني الموقع دون أن يُظهر أي نية عدائية، وأطلقنا عليه طلقات تحذيرية … فنحن مخطئون، ونرتكب إهمالاً إجرامياً".
"كذبة صريحة تماماً"
Reuters
تعرضت عملية تزويد المساعدات من قبل مؤسسة غزة الإنسانية لانتقادات بسبب إجبار الناس على السير عبر مناطق القتال النشطة
وأشار إلى أن كل موقع كان يحتوي على كاميرات مراقبة تراقب النشاط في المنطقة، وأن إصرار مؤسسة غزة الإنسانية على عدم تعرض أي شخص هناك لأذى أو إطلاق نار كان "كذبة صريحة تماماً".
وقالت المؤسسة إن إطلاق النار الذي سمع في اللقطات التي جرى مشاركتها مع بي بي سي، كان قادماً من جانب القوات الإسرائيلية.
وقال المتعاقد السابق، إن قادة الفرق وصفوا سكان غزة بـ"جحافل الزومبي"، "ملمّحين إلى أن هؤلاء الناس لا قيمة لهم".
وأضاف أن الفلسطينيين يتعرضون للأذى بطرق أخرى في مواقع المؤسسة، عن طريق إصابتهم بشظايا القنابل الصوتية، أو رشهم برذاذ الفلفل، أو دفعهم من قبل الحشود نحو الأسلاك الشائكة.
وتحدث عن مشاهدته حالات بدا فيها أن فلسطينيين أصيبوا بجروح خطيرة، بما في ذلك رجل وُضعت عبوة كاملة من رذاذ الفلفل على وجهه، وامرأة أصيبت بالجزء المعدني من قنبلة صوتية أُطلقت بطريقةٍ خاطئة على حشدٍ من الناس.
وقال: "أصابتها هذه القطعة المعدنية مباشرةً في رأسها، فسقطت على الأرض دون أن تتحرك. لا أعرف إن كانت قد ماتت. أنا متأكدٌ أنها كانت فاقدةً للوعي".
في وقت سابق من هذا الأسبوع، دعت أكثر من 170 منظمة إلى إغلاق مؤسسة غزة الإنسانية.
وتقول هذه المنظمات، بما في ذلك "أوكسفام" و"إنقاذ الطفل"، إن القوات الإسرائيلية وجماعات مسلحة تطلق النار "بشكل روتيني" على الفلسطينيين الذين يطلبون المساعدة.
تنفي إسرائيل تعمد جنودها إطلاق النار على متلقي المساعدات، وتؤكد أن نظام المؤسسة يقدم مساعدة مباشرة للمحتاجين، متجاوزاً تدخل حركة حماس.
وقالت المؤسسة، إنها وزعت أكثر من 52 مليون وجبة خلال خمسة أسابيع، وإن المنظمات الأخرى "تقف مكتوفة الأيدي بينما تُنهب مساعداتها".
شنّ الجيش الإسرائيلي حملةً في غزة رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل، والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص واختُطف 251 آخرون.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، قُتل ما لا يقل عن 57,130 شخصاً منذ ذلك الحين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
روسيا ترفع علم طالبان في موسكو اعترافاً بحكومة أفغانستان
EPA أصبحت روسيا أول دولة تعترف رسمياً بحكومة طالبان في أفغانستان، في خطوة أثارت غضب شخصيات أفغانية معارضة. ويعتبر القرار الروسي بمثابة علامة بارزة بالنسبة لطالبان بعد أربع سنوات من عودتها إلى السُلطة. وأعرب وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي عن أمله في أن تصبح روسيا مثالا تحتذي به دول أخرى، ممن ترى غضاضة في الاعتراف بنظام يطبّق الشريعة الإسلامية. لكن آخرين انتقدوا الخطوة الروسية، ومن هؤلاء السياسية الأفغانية السابقة فوزية كوفي، التي قالت إن "أي خطوة تتّخذها أي دولة على صعيد تطبيع العلاقات مع طالبان لن تجلب السلام، وإنما ستُشرْعِن الإفلات من العقاب". وذهبتْ فوزية إلى ما هو أبعد من ذلك، مُحذّرة من أنّ "مثل هذه الخطوة ليست كفيلة بتعريض الشعب الأفغاني للخطر فحسب، وإنما هي كفيلة أيضاً بتعريض الأمن العالمي كله للخطر". وإلى ذلك، أعلنت "شبكة المشاركة السياسية للمرأة الأفغانية" أن الاعتراف الروسي يضفي شرعية على نظام "سُلطويّ، مُعادٍ للمرأة، يعمل بنشاط على تقويض الحقوق المدنية الأساسية". Getty Images وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي، التقى السفير الروسي يوم الخميس ودأبت حكومة طالبان على القول إنها تحترم حقوق المرأة وفقاً للثقافة الأفغانية وبما لا يتناقض مع الشريعة الإسلامية. لكنْ منذ عام 2021، لم يَعُد في مقدور الفتيات اللائي تجاوزن سِن الثانية عشرة الذهاب إلى المدرسة، كما مُنعتْ النساء من الحصول على العديد من الوظائف، ووُضعتْ قيود على سفر المرأة دون محْرِم، بالإضافة إلى قيود على أصوات النساء في الأماكن العامة. واعتبر وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي أنّ اعتراف موسكو، الذي جاء يوم الخميس، هو بمثابة "مرحلة جديدة من العلاقات الإيجابية، والاحترام المتبادَل، والتعاون البنّاء"، واصفاً القرار بأنه "شجاع". من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تتطلع إلى آفاق التعاون "التجاري والاقتصادي" في مجالات "الطاقة، والنقل، والزراعة، والبِنية التحتية"، متعهدة بمواصلة تقديم الدعم لكابول على صعيد مكافحة تهديدات الإرهاب وتجارة المخدرات. Reuters عناصر من طالبان في عام 2024، يحتفلون بمرور ثلاث سنوات على عودتهم للسلطة يُذكر أن روسيا كانت من بين دول معدودة لم تغلق سفاراتها في أفغانستان عقب سقوط كابول في أيدي عناصر طالبان، عشية انسحاب القوات الأمريكية من البلاد. كما كانت روسيا أول دولة توقّع اتفاقية اقتصادية دولية مع نظام طالبان في 2022، إذ اتفق الطرفان على توريد النفط، والغاز، والقمح إلى أفغانستان. كما شطبت روسيا اسم طالبان من على قائمتها للمنظمات الإرهابية في أبريل/نيسان من العام الجاري. بالإضافة إلى ذلك، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طالبان كـ "حليف" في مكافحة الإرهاب في يوليو/تموز من العام الماضي. وكان ممثلون عن طالبان قد زاروا العاصمة الروسية موسكو من أجل محادثات في مطلع عام 2018. على أن التاريخ بين البلدين يشوبه التعقيد؛ فقد غزا الاتحاد السوفييتي أفغانستان في عام 1979، ودار قتالٌ كلّف الروس 15 ألف جندي. وقد قرّر الاتحاد السوفييتي تثبيت حكومة موالية له في كابول، وهو قرارٌ تسببّ ف نَبذٍ دوليّ للسوفييت، قبل أن ينسحبوا في نهاية المطاف في فبراير/شباط 1989. وفي بيانها، قالت شبكة المشاركة السياسية للمرأة الأفغانية إنها لم تنسَ "دور الروس في تدمير أفغانستان إبان الغزو السوفييتي". وأضافت: "واليوم، يأتي التدخل السياسي الروسي والدعم المباشر لطالبان، ليمثّل استمراراً للاستراتيجيات التدميرية ذاتها، لكنها الآن تأتي تحت شعار الدبلوماسية"، وفق ما أضاف البيان. ووصف وزير الخارجية الأفغاني السابق رنغين دادفر سبنتا، القرار الروسي بأنه "مؤسف"، مضيفاً أن "هذه مجرد بداية؛ وستحذو دول أخرى حذو روسيا"، لا سيما في غياب معارضة واسعة النطاق لمثل هذه الخطوة. وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات صارمة على أفغانستان في 2021، وكان من أبرز آثار هذه العقوبات تجميد أصول بقيمة تناهز تسعة مليارات دولار. وترى الأمم المتحدة أن القيود المفروضة على النساء في أفغانستان ترقى إلى أن تكون "فصلاً عُنصرياً على أساس الجنس"، كما تدين ما تصفه بأنه هجمات وحشية على مسؤولين في حكومات سابقة. وبعد عام 2021، أغلقت معظم الدول سفاراتها في أفغانستان، ومع ذلك، أرسلتْ كل من الصين، والإمارات العربية المتحدة، وأوزبكستان وباكستان سفراء إلى كابول.


الوسط
منذ 12 ساعات
- الوسط
فيديوهات وتسجيلات صوتية تكشف تفاصيل صادمة من العالم الخفي لمغني الراب ديدي
BBC تحذير: يحتوي التقرير على أوصاف صريحة وحساسة. هل يمكنكم المجيء وتنظيم المكان هنا؟ لا يبدو أن المكان يتمتع بالفخامة المطلوبة"، يقول شون "ديدي" في ملاحظة صوتية مسجلة لمساعديه الشخصيين، بينما تُسمع موسيقى "ريذام آند بلوز" في الخلفية. قبل ساعات، كان المكان يصخب بحفل جنس جماعي أو ما يُعرف بـ"فريك أوف"، أي ليلة جنس جماعي تحت تأثير المخدرات، يطلق عليها أيضاً اسم "ليلة الملك المتوحش". والآن، يُستدعى الموظفون لتنظيف المكان. وكتب رئيس طاقم الموظفين لدى ديدي بعد حفل ماجن آخر إنه "قال إنه بحاجة إلى تنظيف طارئ في الفندق. أحضِروا له مزيلاً للبقع (للكرسي والأريكة) وأكياس نفايات سوداء. كما طلب بيكربونات الصوديوم أيضاً". اطلعت بي بي سي على رسائل وتسجيلات صوتية من موظفين سابقين في منزل كومبز (الاسم الرسمي لديدي). كما سرد هؤلاء الموظفون تفاصيل عن العمل لدى قطب الموسيقى الذي تقدر ثروته بالملايين، من تأجير اليخوت الفاخرة إلى الإقامة في قصوره الفارهة في مناطق مختلفة في الولايات المتحدة، مثل هامبتونز وبيفرلي هيلز و"ستار آيلاند" في ميامي. وتمتد شهاداتهم ومعرفتهم به على مدى السنوات الخمس إلى العشر الماضية، وهي الفترة التي خضعت للتدقيق خلال محاكمته الجنائية في نيويورك. في ختام المحاكمة يوم الأربعاء، تم تبرئة الرجل البالغ من العمر 55 عاماً من أخطر التهم، وهي الانخراط في نشاطات منظمة، وتهمتين تتعلقان بالاتجار بالجنس بحق شريكته السابقة كاساندر فينتورا وامرأة أخرى أُشير إليها باسم "جين". إلا أن هيئة المحلفين أدانته بتهمتين أخريين تتعلقان بنقل المرأتين للمشاركة في الدعارة. وستُصدر المحكمة حكمها في وقت لاحق. Getty Images الشرطة تداهم قصر ديدي في ميامي في فلوريدا اطلعت بي بي سي على مواد تُظهر صورة صاحب عمل ومدير "مخيف" ومتقلب كان يفرض "اختبارات ولاء" صادمة، وتزداد مطالبه تطرفاً مع الوقت. وصف الموظفون كيف كانت حفلات "فريك أوف"، التي كانت تستمر أحياناً لأيام، تُقام في مواقع مختلفة حول العالم، وكان كومبز يطلب من الموظفين إعداد حقيبة تحتوي على "زيت أطفال، ومواد مزلّقة، وأضواء حمراء"، لخلق الأجواء التي يفضلها، إلى جانب مخدرات من الدرجة الأولى أينما سافر. "ليالي الملك المتوحش" Getty Images كومبز في حفل ميت غالا في نيويورك علمت بي بي سي أن كومبز كان يفرض سيطرة مشددة على دائرته المقربة داخل قصره الفاره الواقع على شاطئ ميامي، الذي تبلغ قيمته 48 مليون دولار، في جزيرة صناعية خاصة. "لن أكون شفافاً معكم"، حذر كومبز الموظفين في ملاحظة صوتية أرسلها إلى مجموعة على واتساب عام 2020. "هناك أماكن مظلمة، أنتم (كلمة نابية)، لا تريدون الذهاب إليها. ابقوا حيث أنتم". قال الموظفون إنه كان شديداً، ومتطلباً، ومتقلب المزاج، ونسب البعض تقلباته إلى نمط حياة يعتمد على السهرات التي تغص بالمخدرات. وكان معدل تبدل الموظفين مرتفعاً، إذ وصل عدد مرات تبديل مديري المنزل إلى 20 مديراً في غضون عامين فقط، بحسب ما قاله لنا أحد مديري منازله السابقين. وقال فيل باينز، البالغ من العمر 40 عاماً، وقد عمل مساعداً تنفيذياً رئيسياً بين عامي 2019 و2021، لبي بي سي: إن كومبز لم يتحدث معه مطلقاً عند بداية العمل. وأضاف: "بدا الأمر أشبه بطقس دخول طائفة ما. لم نتبادل كلمة واحدة طوال 30 يوماً". وقال مساعد آخر، أطلقنا عليه اسم إيثان (ليس اسمه الحقيقي): "كان رجلاً مريضاً للغاية بسلوكيات متقلبة، كان أحياناً عدوانياً جداً، وأحياناً لطيفاً للغاية". وقمنا بتغيير اسم إيثان لأنه لا يزال يعمل في مجال الضيافة المخصصة للأثرياء، ويخشى أن تؤثر الشهادة ضد كومبز على مستقبله المهني. أظهر لنا إيثان ندبة صغيرة على جبهته، قال إنها نتيجة لتحطيم كومبز كأساً زجاجياً على الحائط في نوبة غضب، فتطايرت الشظايا وأصابته. كان باينز وإيثان ضمن مجموعة صغيرة من المساعدين الموثوقين لدى كومبز، وقالا إنه كان كثيراً ما يمارس ألعاباً ذهنية على الموظفين. يتذكر إيثان أحد اختبارات الولاء، عندما خلع كومبز أحد خواتمه وألقاه في المحيط، ثم التفت إلى إيثان وقال له إنه عليه استعادته من الماء. BBC كان باينز من كبار مساعدي كومبز وكانا في مناسبة رسمية، ويرتدي كلاهما بدلات أنيقة. يقول إيثان إن ذلك لم يمنعه من القفز على الفور لاستعادته. في حادثة أخرى، قال باينز إن كومبز اتصل به بعد منتصف الليل، فقط ليطلب منه إحضار جهاز التحكم عن بعد من تحت السرير، حيث كان مستلقياً مع ضيفة. "أترين؟ إنه مخلص، ويمكنه العودة الآن"، يتذكر باينز أن كومبز قال ذلك للضيفة. وأضاف: "شعرت كأنني حيوان". BBC كانت كرستينا خورام تساعد كومبز في تنظيم حفلاته الماجنة وفقاً لباينز لكن ليالي "الملك المتوحش"، كما كانت رئيسة طاقمه كريستينا خورام تطلق عليها، كشفت جانباً أكثر ظلمة للعمل مع كومبز. قال باينز: "طلب مني إعداد قائمة طويلة من الأغراض له. وقلت في نفسي، لماذا لم يخبرني أحد بذلك من قبل؟". في إحدى الرسائل التي اطلعت عليها بي بي سي، أرسلت له خورام رسالة نصية تُنبهه فيها إلى ضرورة تجهيز حقيبة من أجل ليلة "الملك المتوحش" خلال ساعتين. وفي رسالة أخرى، طلبت توصيل سبع عبوات من زيت الأطفال وسبع عبوات من المزلق الجنسي، إلى جانب قهوة لاتيه مثلجة بنكهة الفانيلا. قال باينز: "شراء رف من زيت الأطفال والمزلقات من المتجر كان مهيناً جداً. كنت دائماً أتظاهر بأنني أتحدث عبر الهاتف". وفي محاكمته، قدّم الادعاء أدلة تُظهر شراء تلك المستلزمات من أجل "حفلات الفريك أوف". ووجدت الشرطة أثناء مداهمتها لقصر كومبز في لوس أنجلوس مخدرات وأكثر من ألف عبوة زيت أطفال. منذ ثلاثة أشهر فقط من توليه منصبه، بدأ باينز يشعر بالقلق من تكرار هذه الطلبات. قال: "أصبحت يومية، وأحياناً مرتين في اليوم، كل يوم، وكل أسبوع". أشار باينز إلى وجود توافد دائم من الشابات إلى منازل كومبز، على ما يبدو من أجل ممارسة الجنس. وأكد إيثان أن شباباً أيضاً كانوا يُستدعون إلى الحفلات. وقال باينز إن بعض هؤلاء الشبان والشابات كانوا أصدقاء لأبناء كومبز، وإن بعض النساء كن يظهرن لاحقاً مع كومبز. وأعرب باينز عن قلقه من أن بعض الضيوف -ممن بدوا في أوائل العشرينات- كانوا "صغاراً جداً" و"قابلين للتأثر" مقارنة بعمر رئيسه البالغ حينها 50 عاماً. وأضاف "كنت ألاحظ أن بعض النساء كنّ يشعرن بعدم الارتياح أو على الأقل يبدين وكأنهن قد مررن بليلة جامحة". وأضاف أنه غالباً ما كانت تزور المنزل في اليوم التالي امرأة تحمل سوائل وريدية لمساعدة الضيوف على التعافي بعد سهرات وحفلات قد تستمر لأكثر من 24 ساعة دون طعام. يتذكر باينز إحدى الضيفات وهي تقول له في حالة من الضيق: "لم أقم بشيء مماثل من قبل". طُلِب منه إيصالها إلى منزلها من مقر إقامة كومبز في ميامي: "كانت ترتجف وتبدو وكأنها تمر بأعراض انسحاب المخدرات". "اتهامات بالإكراه وتسجيلات جنسية" تكررت الإشارات إلى أن تلك السهرات والحفلات كانت تغص بالمخدرات مراراً خلال محاكمة كومبز. وأدلت كاساندر فينتورا، شريكة كومبز السابقة لأكثر من عقد، بشهادة قالت فيها إنها تعرضت لسنوات من علاقات جنسية قسرية مع مرافقين ذكور تحت التهديد بالضرب والابتزاز، في حين كان كومبز يصور هذه العلاقات. وقالت إن هذه الأحداث كانت تمتد أحياناً لأيام، مما تتطلب منها تناول كميات كبيرة من المخدرات للبقاء مستيقظة. كما أدلت امرأة أخرى، كانت على علاقة متقطعة بكومبز بين 2021 واعتقاله في سبتمبر/أيلول الماضي، بشهادة قالت فيها إنها شعرت بأنها مضطرة لتلبية رغباته جزئياً لأنه كان يدفع إيجار سكنها، وأنها شعرت بعد هذه اللقاءات بـ"التقزز" وبألم جسدي. في دفاعه أثناء المحاكمة، قال محامي كومبز إن موكله اعترف باستخدام العنف المنزلي، لكنه أشار إلى أن جميع اللقاءات الجنسية كانت "بموافقة الأطراف"، وأن كومبز كان يعيش نمط حياة "المنفتحين جنسياً". علمت بي بي سي أن موظفاً واحداً على الأقل طُلب منه البحث عبر الإنترنت عن مرافِقات للمشاركة في "ليالي الملك المتوحش"، ثم تم إرسال صورهن إلى كومبز لأخذ موافقته. وقال باينز إنه لا يعرف ما كان يحدث خلال تلك الليالي، لكن طُلب منه التعامل مع ما يخلفه الحدث من فوضى. وأضاف: "كانت فوضى تامة بكل ما للكلمة من معنى. زيت يملأ الأرض، سجائر ماريجوانا في كل مكان... كنت أرتدي قفازات وكمامة". وقال باينز "كان (كومبز) ينهض، يرتدي سترته ويخرج من الغرفة"، تاركاً الموظفين يتولون مهمة التنظيف. وقال باينز إنه في إحدى المرات شاهد كومبز وهو يدفع ويركل ضيفة في منزله خلال مشادة كلامية، امتدت لاحقاً إلى خارج المنزل. يتذكر باينز أن كومبز صرخ بها بألفاظ نابية، ثم قال: "أعطني سترتي". وأضاف: "خلعت السترة، وكانت عارية من الأعلى، لا حمالة صدر، لا قميص، لا شيء. فخلعت سترتي ولففتها حولها لتغطيتها". ويقول إن الضيفة غادرت المكان مستقلة سيارة أجرة وهي تبكي، لكنها عادت بعد أقل من أسبوع إلى منزل كومبز. وأضاف: "عادت بعد فترة قصيرة. عشاء، وهدايا... أعيد دمجها في الدائرة". وعندما أخبر باينز مشرفته المباشرة كريستينا خورام بما حدث، قال إنها كانت تعرف تماماً بماذا تجيب. قال: "أعطيتها وصفاً تفصيلياً لما جرى. وكانت ردها: لا تتحدث عن هذا الأمر مجدداً". ولم ترد خورام على طلب بي بي سي للتعليق، لكنها كانت قد نفت في السابق أي مخالفة. ففي بيان قدمته لشبكة "سي إن إن" في مارس/آذار الماضي، وصفت الاتهامات ضدها بأنها "باطلة"، وأنها "تسببت في أضرار لا يمكن إصلاحها أو احتسابها على سمعتي وراحتي النفسية ونفسيات أسرتي". وأضافت: "لم أوافق أو أساعد يوماً في ارتكاب اعتداء جنسي بحق أي شخص. ولم أقم يوماً بتخدير أحد". BBC بعض لفافات الماريجوانا وعبوات زيت الأطفال والمزلقات التي كان ديدي يطلب من موظفيه تجهيزها لحفلاته وقال باينز إنه كان يُطلب من الموظفين إزالة أي دليل على حفلات "الفريك أوف"، من خلال تنظيف آثار سوائل جسدية من الملاءات، والتخلص من المخدرات، ومسح أي تسجيلات "محرجة" من الهواتف المحمولة وأجهزة الكومبيوتر الخاصة بكومبز. وذكر موظفون آخرون أنهم شعروا بالقلق والاضطراب من سلوك كومبز الجنسي. وقال إيثان: "هناك أشياء رأيتها بعيني، ذكريات ستبقى معي إلى الأبد". وأضاف أن كومبز كان يطلب منه أحياناً الدخول إلى الغرفة "لإحضار ماء أو حبوب منشّطة جنسياً"، بينما كانت تجري علاقات جنسية داخلها. ورفع باينز دعوى مدنية ضد كومبز. وعندما تواصلت بي بي سي مع طاقم الدفاع عن كومبز للتعليق على مزاعم باينز، ردّوا ببيان قالوا فيه: "مهما بلغ عدد الدعاوى المرفوعة، فإن ذلك لن يغيّر الحقيقة: كومبز لم يعتدِ جنسياً أو يستخدم الاتجار يوماً، لا برجال ولا نساء، ولا ببالغين ولا قاصرين. نحن نعيش في عالم يمكن فيه لأي شخص رفع دعوى قضائية لأي سبب كان". ويتذكر باينز حادثة مروّعة بشكل خاص وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حيث طُلب منه، كما يقول، البقاء بعد انتهاء دوامه لإعداد حفل ما بعد السهرة في قصر في ميامي. ويقول إن كومبز وضيوفه كانوا قد أمضوا اليوم بأكمله تحت الشمس، يتناولون الفطر المهلوس، ويدخنون، ويشربون الكحول: "كانوا خارج الوعي تماماً بحلول ذلك الوقت"، حسب تعبيره. وخلال الحفل، يقول باينز إن كومبز دعاه لتناول كأس، ثم طلب منه أن "يُثبت ولاءه". BBC باينز (إلى اليمين) وكومبز ثم أعطاه واقياً ذكرياً ودفعه نحو إحدى الضيفات اللواتي كن مستلقيات على أريكة قريبة. قال باينز: "في تلك اللحظة، تساءلت: ما الذي يحدث؟ شعرت كما لو أنني تجمدت. كنت مصدوماً تماماً مما يجري. شعرت بالبرد... وبالكثير من الضغط". وقال إن المرأة أعربت عن موافقتها، وأقاما علاقة جنسية استمرت حتى بدأ كومبز "يتجه إلى جزء آخر من الجناح". وأضاف: "لم أكن أرغب في أي من ذلك. وما إن لمحته يبتعد، حتى ارتديت ملابسي بسرعة وغادرت المكان... كان ذلك استعراضاً للسلطة. شعرت بأنني تعرّضت للإكراه. لقد كانت عملية تلاعب". حقيبة غوتشي السوداء قال الموظفون إنه أثناء السفر إلى الخارج، كانت المخدرات ترافق كومبز، مخفية داخل خزنة على متن طائرته الخاصة التي يقدر ثمنها بنحو 60 مليون دولار. يتذكر باينز أنه طُلب منه تجهيز كل شيء، حتى لو كانت الرحلة ليوم واحد فقط أو لمدة أربع ساعات على متن يخت. ويقول: "كان عليّ أن آخذ كل تلك الأشياء لأن هناك احتمال أن يستخدمها". وزعم باينز أن الفطر المهلوس والـ"كيتامين" وحبوب "الإكستاسي" كانت تُوضع في حقيبة غوتشي سوداء صغيرة إلى جانب زيت الأطفال والمزلقات والأضواء الحمراء. أقر محامو كومبز خلال المحاكمة بأن موكله حصل على مخدرات، لكنهم قالوا إنها كانت للاستخدام الشخصي فقط. BBC حقيبة غوتشي السوداء الصغيرة وفي حادثة مثيرة للتوتر في فينيسيا في إيطاليا خلال صيف عام 2021، قال باينز إن السلطات الإيطالية استجوبت موظفي كومبز لمدة ساعة. وأضاف أنه كان يخشى أن يُكتشف أمر المخدرات في الأمتعة، وأنه هو من سيتحمل العواقب بدلاً من كومبز. وكان مساعد شخصي سابق يُدعى بريندن بول قد اعتُقل بتهمة حيازة مخدرات أثناء وجوده مع كومبز في مطار ميامي في مارس/آذار 2024، في اليوم ذاته الذي داهمت فيه الشرطة منازل المغني. وأُسقطت التهم لاحقاً بعد إتمام بول لبرنامج إعادة تأهيل ما قبل المحاكمة. وخلال المحاكمة، أدلى بول، البالغ من العمر 26 عاماً، بشهادته قائلاً إنه عثر على الكوكايين أثناء تنظيف غرفة كومبز، ونسي أنه وضعه في حقيبته أثناء التحضير لرحلة إلى جزر البهاما. وقال للمحكمة إنه لم يُخبر السلطات بأن المخدرات تعود إلى كومبز بدافع الولاء. BBC يقول الموظفون إن كومبز كان يعقد "حفلات غريبة" على مستوى دولي، في الفنادق واليخوت الخاصة قال باينز إنه وبحلول ديسمبر/كانون الأول 2021، شعر أنه لم يعد يتحمل أكثر من ذلك. "المال لم يعد يستحق كل ذلك... بسبب ما كنت أتعرض له من تجارب معه. لقد كان الأمر يفوق الاحتمال". وعندما سُئل باينز عن سبب عدم تحدث الموظفين في وقت مبكر، قال إنهم كانوا يخافون من كومبز. "إنه شخص مخيف للغاية. سواء كنت موظفاً لديه، أو متعاقداً، أو صديقة، أو ضيفاً، فإنك تعلم تماماً ما هو قادر على فعله". وقال إيثان إنه كان يعتقد سابقاً أن لدى كومبز "أشخاص يسبقونه بخطوتين" ويحمونه من التبعات. لكن بعد اعتقال رئيسه السابق، تغيّرت نظرته. قال: "ببساطة لم يكن بإمكان الموظفين الحيلولة دون ما كان قادماً". وأضاف: "من الواضح أنه بفضل شهرته، كان يستطيع التحايل على الكثير من الأمور، لكنه لم يتمكن من الإفلات من القانون". ويقول باينز إن ضباطاً فيدراليين من وزارة الأمن الداخلي تواصلوا معه في صيف العام الماضي ضمن التحقيق الجنائي، وتم استدعاؤه لاحقاً للإدلاء بشهادته قبيل المحاكمة. كما أدلى مساعدون سابقون آخرون، ممن عملوا لدى كومبز في عام 2014 وحتّى عام 2024، بشهاداتهم في المحكمة. قال باينز: "أكنّ كل التقدير لكاسي فينتورا لشجاعتها في الوقوف في وجهه". Getty Images كومبز وكاسي فينتورا وكانت فينتورا قد رفعت دعوى مدنية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، زعمت فيها أن كومبز حبسها في دائرة من العنف والانتهاك الجنسي. وتم تسوية الدعوى مقابل 20 مليون دولار في اليوم التالي لتقديمها. لكن سرعان ما تلتها عشرات الدعاوى الأخرى، حيث توجد الآن أكثر من 60 قضية مدنية ضد كومبز لم تُحسم بعد. يقول باينز: "لقد فتحت الباب لأشخاص مثلي كي يتقدموا بشهاداتهم، ولآخرين يمرون بتجارب مشابهة، ويشعرون بالصمت أو العجز أمام شخص بهذه القوة".


أخبار ليبيا
منذ 13 ساعات
- أخبار ليبيا
الكشف عن سبب الحادث الذي أودى بحياة نجم ليفربول ديوغو جوتا
ووفقا لمعلومات هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي – BBC' نقلا عن الحرس المدني الإسباني، فإن سيارة 'لامبورغيني' التي كان يستقلها ديوغو جوتا وشقيقه الأصغر أندريه، انحرفت عن الطريق أثناء عملية تجاوز بسبب انفجار مفاجئ لإطار السيارة. وبعد انحرافها عن الطريق، اشتعلت النيران في السيارة. وصرح الحرس المدني: 'وفقا للمعلومات المتوفرة لدينا، تعرضت سيارة لامبورغيني لحادث مروري وانحرفت عن الطريق بسبب انفجار إطار أثناء عملية تجاوز. وقع الحادث في الساعة 00:30 بتوقيت غرينتش في بلدية سيرناديلا بمقاطعة زامورا. اشتعلت النيران في السيارة، وتوفي الراكبان'. وبناء على طلب تأكيد هوية المشاركين في الحادث، أوضح الحرس المدني: 'اللاعب (جوتا) وشقيقه أندريه سيلفا'. المصدر: وسائل إعلام