logo
دول الساحل تشتعل مجددا و"نصرة الإسلام والمسلمين" تهدد عواصمها

دول الساحل تشتعل مجددا و"نصرة الإسلام والمسلمين" تهدد عواصمها

الصحراء١٨-٠٧-٢٠٢٥
فجر الأول من يونيو/حزيران الماضي دوّى إطلاق نار مفاجئ في قاعدة بوكيسي العسكرية جنوبي مالي، حيث شن مقاتلون من جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة هجوما مباغتا أربك الجنود الجدد في القاعدة الحدودية مع بوركينا فاسو.
فر بعض الجنود إلى الأدغال القاحلة، في حين بحث آخرون عن مأوى في قلب الفوضى، وفقا لجندي سابق تحدث إلى ناجين من الهجوم مشترطا عدم كشف هويته.
ولاحقا، انتشرت مقاطع مصورة على الإنترنت تظهر مقاتلي الجماعة وهم يحتفلون ويتجولون بين جثث الجنود، معلنين مقتل أكثر من 100 منهم وأسر نحو 20 آخرين، وهي مزاعم لم تتمكن وكالة رويترز من التحقق منها بشكل مستقل.
وأكد الجيش المالي في بيانه أن قواته "ردت بشراسة، قبل أن تتراجع"، مشيدا بجنود "قاتلوا حتى الرمق الأخير".
موجة هجمات دامية
هجوم بوكيسي شكّل جزءا من سلسلة هجمات شنتها جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين على قواعد عسكرية ومدن في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وتزعم الجماعة أنها قتلت أكثر من 400 جندي خلال تلك الفترة، في حين تشير بيانات مشروع مواقع النزاعات المسلحة إلى مقتل نحو 850 شخصا، أي أعلى من المعدل الشهري الذي يبلغ نحو 600 قتيل.
ويقول محللون أمنيون إن هذا التصعيد يعكس تحولا نوعيا في إستراتيجية الجماعة التي نشأت على يد إياد أغ غالي عام 2017 بالتحول من حرب العصابات في الأرياف نحو فرض السيطرة على المناطق الحضرية وبناء مشروع سياسي ممتد من غرب مالي حتى شمال بنين وجنوب النيجر.
مشروع كيان مواز
بدوره، يصف الخبير الأمني موشاهيد دورماز من مجموعة "فيريسك مابلكروفت" هذا التحول بأنه محاولة لـ"تطويق عواصم الساحل وبناء دولة موازية"، مدفوعة بتطور تكتيكات الجماعة واستخدامها أسلحة مضادة للطائرات وطائرات مسيّرة للمراقبة والضربات الدقيقة.
وتشكلت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" من اندماج فصائل جهادية عدة، أبرزها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة "المرابطون"، وكتيبة ماسينا، ويتراوح عدد مقاتليها بين 6 آلاف و7 آلاف مقاتل وفقا لمصدر أمني غربي، وقد أصبح إياد أغ غالي المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية قائد التحالف الجديد.
وفي مقطع فيديو نادر نشر في ديسمبر/كانون الأول 2023 دعا أغ غالي المسلمين إلى مقاومة الحكومات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وحلفائها الروس، متهما تلك الحكومات بـ"الردة عن الإسلام".
إخفاقات أمنية وتصدّع التحالفات
تعهدت الحكومات العسكرية التي وصلت إلى السلطة بين عامي 2020 و2023 بإعادة الأمن قبل العودة للحكم المدني، لكنها قطعت علاقاتها العسكرية مع الدول الغربية وطردت قواتها، متهمة إياها بالفشل في إنهاء التمرد، واتجهت بدلا من ذلك نحو روسيا.
لكن حتى مع نشر المرتزقة الروس فشلت الحكومات في احتواء التهديد، وسط تمدد نفوذ الجماعة التي باتت تسيطر جزئيا على نحو 60% من أراضي بوركينا فاسو، الدولة التي تعادل نصف مساحة فرنسا.
سيطرة مؤقتة على مدن رئيسية
في مايو/أيار سيطرت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" على مدينتين رئيسيتين في بوركينا فاسو هما جيبو (60 ألف نسمة) ودياباغا (15 ألف نسمة)، وفي الأولى بقي المسلحون نحو 11 ساعة وفي الثانية لبضعة أيام، وفقا لهيني نسايبيا كبير المحللين في مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة، والذي وصف هذه الحوادث بأنها "سابقة لم تحدث من قبل".
وأضاف نسايبيا أن الجماعة استولت على ذخائر تقدّر قيمتها بنحو 3 ملايين دولار من جيبو وحدها، مما يرفع قدرتها على تنفيذ هجمات مستقبلية أكثر تعقيدا.
تمويل ذاتي وتفاعل مجتمعي
اعتمدت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" على مصادر تمويل متنوعة من الغارات المسلحة، مثل سرقة الماشية واختطاف البضائع، وفرض ضرائب باسم "الزكاة" على المجتمعات المحلية.
وبحسب سكان ومقاتل سابق، فإن الجماعة ساهمت أحيانا في التهدئة بين المكونات المجتمعية، مما عزز حضورها في بعض المناطق الريفية.
استقطاب الفولاني
استندت الجماعة في استقطابها إلى مشاعر التهميش لدى الفولاني، وهي إحدى أبرز الجماعات الرعوية في المنطقة التي تعرضت لاستهداف حكومي في سياق حملات مكافحة الإرهاب.
ويقول زعيم محلي من الفولاني إن انخراطهم في الجماعة غالبا ما يكون بدافع الإحباط وغياب الفرص أكثر من كونه نابعا عن اقتناع بفكر الجماعة.
وقد امتدت عمليات الجماعة إلى شمال بنين وتوغو، حيث كثفت الحكومتان قواتهما الأمنية في المناطق الحدودية.
ويرى دورماز أن "توغو وبنين هما الأكثر عرضة للخطر نتيجة ضعف قدراتهما في مكافحة الإرهاب وتوافر نزاعات محلية وحدود يسهل اختراقها مع بوركينا فاسو".
المصدر: رويترز
نقلا عن الجزيرة نت
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

Tunisie Telegraph إطلاق نار داخل قاعدة فورت ستيوارت الجوية التابعة للجيش الأميركي
Tunisie Telegraph إطلاق نار داخل قاعدة فورت ستيوارت الجوية التابعة للجيش الأميركي

تونس تليغراف

timeمنذ 3 ساعات

  • تونس تليغراف

Tunisie Telegraph إطلاق نار داخل قاعدة فورت ستيوارت الجوية التابعة للجيش الأميركي

أفادت وكالة «رويترز» بوقوع حادث إطلاق نار داخل قاعدة فورت ستيوارت الجوية التابعة للجيش الأميركي في ولاية جورجيا، ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين، وسط أنباء عن فرار منفذ الهجوم من موقع الحادث. وذكرت الوكالة أن السلطات قامت بإغلاق القاعدة بشكل كامل عقب الحادث، والمطارات والمدارس، فيما باشرت قوات الشرطة التعامل مع الموقف والبحث عن مطلق النار. وأعلنت السلطات، خضوع مدينة فورت ستيوارت لحالة إغلاق لأكثر من ساعة، وتحرك فرق مركز عمليات الطوارئ إلى موقع الحادث. أكبر مركز عسكري للجيش شرق المسيسيبي ووقع الحادث في منطقة اللواء المدرع الثاني، قبالة الطريق السريع 144 المتفرع من طريق صنبيري، بالقرب من المطار، ويُعد فورت ستيوارت، الواقع على بُعد حوالي 64 كيلومترًا جنوب غرب سافانا، أكبر مركز عسكري للجيش شرق نهر المسيسيبي. ويضم آلاف الجنود المنتمين إلى فرقة المشاة الثالثة وأفراد عائلاتهم. وقال حاكم ولاية جورجيا، برايان كيمب، في بيان إنه على اتصال بسلطات إنفاذ القانون المعنية. وقال النائب الأميركي، بادي كارتر، الذي تقع فورت ستيوارت في دائرته الانتخابية، في منشور على الإنترنت إنه يتابع إطلاق النار.

جمهورية تندوف الكبرى، سخط شعبي عارم بسبب الإنفاق السخي لعصابة السوء…
جمهورية تندوف الكبرى، سخط شعبي عارم بسبب الإنفاق السخي لعصابة السوء…

بلادي

timeمنذ 6 ساعات

  • بلادي

جمهورية تندوف الكبرى، سخط شعبي عارم بسبب الإنفاق السخي لعصابة السوء…

جمهورية تندوف الكبرى، سخط شعبي عارم بسبب الإنفاق السخي لعصابة السوء… سليم الهواري لا حديث في أوساط النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي الا عن الانفاق السخي لل ' تبون ' ومعه عصابة الشر، لأموال الشعب – بدون رقيب ولا حسيب- في الوقت الذي كان من الاجدر الاهتمام بالشعب الجزائري البئيس المحروم من ابسط حقوق العيش، في دولة تعد من البلدان الغنية عالميا في مواردها وخيراتها (البترول والغاز) . هذا وفي الوقت الذي لم تعلن فيه أية جهة رسمية عن هذه المساعدة المالية، فضحت وكالة تاس الروسية، عصابة الكابرانات بتخصيص هذه الاخيرة مساهمة مالية أولية بقيمة 200 مليون دولار موجهة إلى إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة في جنوب لبنان، جرّاء العدوان الإسرائيلي الذي تعرّض له هذا البلد في عام 2024، بحسب ما نقلته الوكالة الروسية عن مصدر في القصر الرئاسي اللبناني ببعبدا. وأضافت الوكالة انه من المرتقب أن تُعلن الجزائر أيضا عن هبة نفطية جديدة لصالح لبنان، في إطار دعمها المتواصل لتجاوز أزمة الطاقة. وتأتي هذه المبادرة بعد شحنة سابقة قدمتها الجزائر في صيف 2024، بلغت 30 ألف طن من مادة الفيول، بالرغم مما تم تداوله آنذاك كون الشحن كانت مغشوشة…. وفي سياق الانفاق المالي، كان الرئيس المزور ال ' تبون ' خلال القمة رقم 36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، قد أعلن قرار بضخ مليار دولار، في إطار ما سمي بوكالة للتعاون الدولي لأجل التضامن والتنمية (ALDEC) ذات بُعد أفريقي، وسبق للجزائر أيضا – بهدف شراء الذمم- مسح ديون 14 دولة أفريقية -أغلبها من دول الساحل- بقيمة 902 مليون دولار… ناهيك عن الأموال السائبة التي صرفتها العصابة من هنا وهناك على جمهورية الوهم منذ أكثر من نصف قرن، ولعل اعتراف كذبون رسميا عندما قال بالحرف 'أهدرت الكثير من المال، ثروة قارون مليارات الدولارات، التي ذهبت أدراج الرياح في قضية الصحراء المغربية ' تأكد مدى صحة الانفاق السخي للعصابة، دون ان ننسى الأموال المدفوعة لتونس وموريتانيا والرئيس الفلسطيني عباس وكبريات الصحف العالمية … وحسب مختصين، فان الاستراتيجية التي تنهجها عصابة السوء في إطار ما يصطلح عليه اسم 'الدبلوماسية الدفاعية' ولو على حساب شعبها البئيس الذي لا زال حديث العالم بطوابيره التي حطمت الأرقام القياسية بجميع اشكالها وسلعها، بما فيها طوابير قنينات الغاز…لن يخدم البعد الاستراتيجي للمبادرة – بالمرة – في ظل التهديدات الأمنية المختلفة مثل الإرهاب والحروب الأهلية والانقلابات العسكرية والتدخلات الخارجية والفقر والهجرة والعوامل المناخية القاسية… والا كيف نفسر نجاح مبادرة العصابة في حماية الروابط الاجتماعية والسياسية للمجتمعات الأفريقية، وفي نفس الوقت، اضحى فيه النظام الجزائري – المعروف لدى دول العالم – برعايته للإرهاب الدولي. ويكفي البيان الأخير الذي أصدرته دول النيجر ومالي وبوركينافاسو بيانا مشتركا، والتي أكدت فيه أن الجزائر تحولت إلى راع رسمي للإرهاب في المنطقة، بعد التحري في سلسلة حوادث تبين من خلالها دعم دولة الكابرانات لجماعات إرهابية في المنطقة، ومنها مرتزقة البوليساريو الإرهابية…

لبنان على مفترق طرق ضغوط دولية لنزع سلاح المقاومة ومخاوف من الانفجار

timeمنذ 8 ساعات

لبنان على مفترق طرق ضغوط دولية لنزع سلاح المقاومة ومخاوف من الانفجار

تزايد الضغوط الدولية على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح المقاومة . فما عجزت دولة الاحتلال عن تنفيذه طيلة الأشهر الماضية من خلال الحرب المباشرة على لبنان ، تحاول تحقيقه من خلال ممارسة الضغوطات الدبلوماسية والسياسية عبر الولايات المتحدة التي بعثت برسائل عديدة الى لبنان تؤكد حتمية نزع السلاح الوحيد القادر على حماية لبنان من خطر الاحتلال الصهيوني . الخطة الأمريكية وتتضمن الخطة الامريكية لنزع السلاح بحسب ما اقترح المبعوث الأمريكي توماس برّاك على المسؤولين اللبنانيين، خريطة طريق لنزع سلاح حزب الله بالكامل، مقابل وقف إسرائيل هجماتها على لبنان وسحب قواتها من خمس نقاط لا تزال تسيطر عليها في جنوب لبنان. وتضمن الاقتراح شرطا بأن تصدر الحكومة اللبنانية قرارا وزاريا يتعهد بوضوح بنزع سلاح حزب الله. ويأتي في هذا السياق اجتماع مجلس الوزراء اللبناني امس الثلاثاء لإجراء نقاش بشأن سلاح حزب الله بعد أن كثفت واشنطن ضغوطها على الوزراء لتقديم تعهد علني بنزع السلاح . وهي المرة الأولى التي يناقش فيها مجلس الوزراء مصير سلاح حزب الله. مرحلة جديدة تدرك دولة الاحتلال بان نزع سلاح حزب الله هو مطلب صعب المنال ولكنه تدفع الى دخول لبنان في أتون حرب أهلية جديدة لإضعاف الحزب داخليا من خلال الهائه بحروب هامشية من اجل اضعافه . وفي خضم ذلك يبدو ان البلد دخل المرحلة الأخطر من التحديات الجيوسياسية التي تهدد بتغيير ملامح التوازنات الداخلية الهشة، وذلك في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية وسط اضطراب إقليمي متزايد، على وقع الحرب الإسرائيلية المفتوحة ضد إيران وحرب الإبادة في غزة ، والتحولات الجارية في خريطة النفوذ بالمنطقة. في الداخل اللبناني، تتفاعل الدعوة الأمريكية مع انقسام حاد في المواقف السياسية، حيث يلتقي خطاب رئيس الجمهورية جوزيف عون، الصادر نهاية جويلية، مع الرؤية الغربية من حيث التأكيد على "احتكار الدولة للسلاح"، ودعوة القوى السياسية لتسليم أسلحتها، في مقابل رفض قاطع من قبل حزب الله، الذي يرى في هذا المسار محاولة لتجريده من أدوات الدفاع في وقت تتصاعد فيه التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان. ووضع عون رؤية موازية تقوم على دعم المؤسسة العسكرية، عبر خطة للحصول على تمويل سنوي يقدر بمليار دولار، على مدى عقد من الزمن، لتمكين الجيش من ضبط الأمن والسيادة على كامل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك جنوب الليطاني الذي لا تزال أجزاء منه تحت الاحتلال الإسرائيلي. واشنطن تضغط... اللافت في المشهد أن الدعوة لنزع السلاح جاءت في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي خروقاته للقرار 1701، مستمرا في احتلال خمس نقاط حدودية، ومرتكبا عمليات قصف واغتيال داخل الأراضي اللبنانية. ويرى حزب الله، الذي التزم من جانب واحد بوقف إطلاق النار، وبإشراف اللجنة الخماسية، في هذا الواقع دليلا على انتقائية المجتمع الدولي، الذي يغض الطرف عن خروقات إسرائيل، في الوقت الذي يطالب فيه الحزب بالتخلي عن سلاحه. ويبدو موقف واشنطن أكثر حدة، حيث تشترط تسوية ملف السلاح مقابل المساعدة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب، في معادلة يرى فيها كثيرون ابتزازا سياسيا واقتصاديا، يعكس حجم الدعم الأمريكي اللامحدود لتل أبيب، ويكشف عن مشروع إعادة تشكيل التوازنات في المنطقة لصالح ''إسرائيل'' في سياق "الاتفاقيات الإبراهيمية" التي تسعى إلى تكريسها كأداة لإدارة شؤون الشرق الأوسط. في خلفية المشهد، تدرك واشنطن أن سلاح حزب الله ليس مجرد ملف داخلي لبناني، بل له ارتباطات مباشرة بحلف او محور ايران التي تواجه بدورها ضغطا متصاعدا في ظل الصراع مع "إسرائيل" والتوترات مع الغرب. لذلك فان استهداف سلاح الحزب لا يمس فقط المقاومة اللبنانية بل داعمي نهجها وفي مقدمتهم ايران الأمر الذي يعزز من احتمالات التصعيد الإقليمي. سيناريوهات قاتمة أمام هذه المعطيات، تبدو خيارات الحكومة اللبنانية ضيقة ومليئة بالألغام بين الرضوخ للضغوط الدولية واتخاذ قرار بنزع السلاح بالقوة، وهو ما يُنذر بانفجار داخلي قد يعيد البلاد إلى مشهد الحرب الأهلية، ويقوض الصيغة السياسية القائمة على التوازن الطائفي والتوافق الوطني. وبين الاتجاه نحو مسار الحوار الوطني الداخلي بشأن مستقبل السلاح، بما قد يؤجل القرار إلى ما بعد انتهاء المهلة الأمريكية، وهو مسار لا يُرضي الولايات المتحدة ولا إسرائيل. وبات الملف اللبناني اليوم جزءا من مشروع أكبر تسعى واشنطن إلى تسويته في أقرب الآجال، مستفيدة من الانشغال الروسي في أوكرانيا. ضمن هذا السياق، تحاول الولايات المتحدة إنهاء الملفات العالقة في الشرق الأوسط، بما فيها سلاح حزب الله، مستقبل حماس في غزة ، واضعاف الدور الإيراني خاصة في سوريا والعراق. في نهاية المطاف، لا يتعلق الملف اللبناني بحدوده الضيقة، بل هو امتداد لصراع نفوذ أكبر. وبينما تسعى واشنطن لتسليم قيادة الإقليم لتل أبيب، يتعاظم القلق من أن يكون لبنان ساحة اختبار جديدة لهذا الانتقال. فهل ينجح الداخل اللبناني في تفادي الانفجار؟ وتأتي الجلسة في ظل تصاعد الضغوط الدولية خلال الأيام الماضية، ما أضفى على المشهد السياسي والدبلوماسي طابعا طارئا قد يسرع اتخاذ قرارات حاسمة.ووفق المعلومات، لم تهدأ الاتصالات بين الرئاسات الثلاث، أي رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان، وتشمل أيضا قنوات تواصل مباشرة مع "حزب الله"، وذلك في محاولة لتهيئة أجواء مناسبة لانعقاد الجلسة. وانتشرت أيضا دعوات إلى الإضراب العام بالتزامن مع انعقاد الجلسة، دون أن تتبناها أي جهة حزبية رسميا، إذ جاءت الدعوات من أكاديميين ورجال دين دون تحديد أماكن واضحة للتجمع أو طبيعة التحرك الميداني. وأكدت مصادر وزارية أن الرؤساء الثلاثة، جوزيف عون ونواف سلام ونبيه بري، توصلوا إلى توافق مبدئي على خطتين واضحتين: الأولى، إقرار مبدأ حصر السلاح بيد الدولة وتطبيقه على جميع القوى غير الشرعية دون استثناء، والثانية تحديد مهلة زمنية نهائية للتنفيذ تنتهي في 31 جانفي 2025، ما يتيح تنفيذ الخطة على مراحل دون تصعيد مباشر. وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري تأييده مشاركة الوزراء الشيعة في الجلسة وعدم مقاطعتها، مشددا على حرصه على العمل لكل ما يخدم لبنان ويحافظ على أمنه.وأشار وزير العدل عادل نصار إلى أن الجلسة تواجه عدة سيناريوهات، من بينها إتاحة مزيد من النقاش وتأجيل البت في بند السلاح إلى جلسة تعقد يوم الخميس المقبل، لافتا إلى أنه سيطالب بجدول زمني لتسليم سلاح حزب الله. حزب الله يحذر.. في المقابل، حدد حزب الله موقفه، على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، بقوله في كلمة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال رئيس هيئة أركان الحزب فؤاد شُكُر بضربة إسرائيلية؛ إن "كل من يطالب اليوم بتسليم السلاح، داخليا أو خارجيا أو عربيا أو دوليا، هو يخدم المشروع الإسرائيلي". كما اتهم الشيخ نعيم قاسم المبعوث الأمريكي باراك بممارسة "التهديد لمساعدة إسرائيل"، وأن "الخطر الداهم هو العدوان الإسرائيلي"، مطالبا "بإيقاف العدوان، وليس تسليم السلاح لإسرائيل"، معتبرا بقاء إسرائيل في النقاط الخمس المحتلة جنوب لبنان "مقدمة للتوسع، وليست نقاطا من أجل المساومة ولا التفاوض عليها". بهذا الإعلان، حسم حزب الله موقفه برفض تسليم سلاحه وفق الشروط الأمريكية الإسرائيلية الجديدة، مع الإشارة إلى أن الحزب كان قد أجرى في جولات متعددة سابقة حوارات مع الرئاسة اللبنانية، وناقش فيها "الإستراتيجية الدفاعية" للبنان، والتي تقتضي "ضم" قوات المقاومة مع الجيش اللبناني بصيغة توافقية بين الطرفين، شرط أن تفي إسرائيل بالتزاماتها؛ أي انسحابها من النقاط الخمس المحتلة، وبإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، وبوقف عدوانها على الأراضي اللبنانية، وهو الأمر الذي ترفضه إسرائيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store