
الإضراب الأول منذ عام 1983: أزمة في النقل العام في نيو جيرسي الأميركية
شهدت ولاية نيو جيرسي الأميركية أزمةً في النقل العام، في إثر إضراب لعمال القطارات فيها، طال تأثيره عشرات آلاف الأشخاص، الذين كانوا يحاولون الوصول إلى مدينة نيويورك المجاورة.
وتوقفت شبكة سكك الحديد العامة في نيو جيرسي عن العمل بصورة كاملة منذ منتصف الليل، بعد فشل المفاوضات بشأن زيادات الأجور بين نقابة تمثّل السائقين وإدارتها.
وفي إثر هذا الإضراب، وهو الأول من نوعه منذ عقود، اضطر ما يُقدّر بنحو 350 ألف مسافر في نيو جيرسي ومدينة نيويورك إلى البحث عن وسائل أخرى للوصول إلى وجهاتهم، أو التفكير في البقاء في منازلهم، بحسب ما أوردته وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، وذلك ظل ارتفاع كلفة البدائل القليلة المتاحة. 24 نيسان
8 آذار
نقابة العمال "BLET" (نقابة مهندسي وعمال القطارات)، التي فاوضت إدارة "نيوجيرسي ترانزيت" حتى مساء الخميس، أكدت أنّ أعضاءها "لم يحصلوا على زيادة في الأجور منذ 6 أعوام"، مطالبةً باتفاق جماعي جديد، شأنه أن يكون أكثر فائدةً لـ450 موظفاً.
pic.twitter.com/Z3a88LwrvWوفي حديث إلى شبكة "MSNBC" الأميركية، اتهم رئيس النقابة، مارك والاس، "نيوجيرسي ترانزيت" بما آلت إليه الأوضاع، موضحاً أنّ الشركة على استعداد لدفع عشرات ملايين الدولارات لتمويل مبنى جديد وتأمين أماكن ليركن موظفوها سياراتهم، وهي مبالغ "كان يمكن أن تذهب إلى العمال".
بدوره، دعا حاكم ولاية نيو جيرسي، فيل مورفي، وهو ديمقراطي، النقابة إلى إنهاء الإضراب، مبدياً "الاستعداد لإعادة بدء المفاوضات"، المقرر استئنافها الأحد، ومضيفاً أنّ "على BLET العودة إلى الطاولة بنية حسنة".
ويستخدم شركة "نيوجيرسي ترانزيت"، وهي ثالث أكبر نظام للنقل العام في الولايات المتحدة، نحو 350 ألف شخص يومياً. ويأتي هذا الإضراب ليكون الأول في قطاع النقل في الولاية منذ عام 1983، حين استمر الإضراب الأخير 34 يوماً.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 2 ساعات
- LBCI
مجلس النواب الأميركي يوافق على مشروع قانون الميزانية الضخم لترامب
صوّت مجلس النواب الأميركي الذي يهيمن عليه الجمهوريون، لصالح مشروع قانون الميزانية الضخم للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يأمل الأخير من خلاله الإيفاء ببعض من وعوده الانتخابية، مثل تمديد التخفيضات الضريبية التي أطلقها خلال ولايته الأولى. وكان رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون يدفع لاعتماد هذا "القانون الكبير والجميل"، كما أطلق عليه ترامب، في أقرب مهلة. وقبل بدء التصويت، قال رئيس مجلس النواب الذي واجه معارضة شديدة لهذه المبادرة في معسكره إن "القانون الكبير والجميل هو أهمّ تشريع يعتمده حزب في تاريخه". وبالنسبة إلى دونالد ترامب، يقضي الرهان الرئيسي بتمديد التخفيضات الضريبية الكبيرة التي أقرّت في ولايته الرئاسية الأولى والتي تنتهي صلاحيتها في نهاية العام.


الميادين
منذ 2 ساعات
- الميادين
ترامبلاند: كيف اندفعت أميركا نحو التجريف والانهيار
من السمات المتتابعة المتوالية لانهيار الولايات المتحدة، بخاصة تدهور الدولة القومية وصول المصفوفة الدينية إلى"نقطة الصفر" والإفلاس، تراجع التصنيع والإنتاج، زيادة حادة في معدلات الوفيات تتجاوز بكثير معدلات روسيا، تفاقم حالات الانتحار وجرائم القتل، وسيادة العدمية الإمبراطورية التي يُعبّر عنها أميركياً هوس مزمن بالحروب الأبدية. وجاء عهد دونالد ترامب ليفاقم هذه الظواهر، ويبرز تمظهرها في سياسات إدارته الراهنة وتشريعاتها. تتعدد التفسيرات والتأويلات، لكن الكاتب الأميركي كريس هيدجز يعتقد أن انقلاب الشركات الكبرى وانهيار الديمقراطية الأميركية قد بدأ قبل ترامب بزمن طويل. إنه ببساطة يُخمد ما تبقى منها. فالفاشيون من اليمين الديني والأوليغاركيين، الذين يُناولون دونالد ترامب قلمه ويُعدّون أوامره التنفيذية، لا يُحاربون الدولة العميقة، أو اليسار الراديكالي، أو يحموننا من "أعداء السامية". إنهم يُحاربون الحقائق المُثبتة، وسيادة القانون، والشفافية والمساءلة التي لا تتحقق إلا بصحافة حرة، والحق في الاختلاف، وثقافة نابضة بالحياة، والفصل بين السلطات، والقضاء المستقل. فالركائز الأساسية للمجتمع المفتوح، كما فصّلها هيدجز في كتابه "موت الطبقة الليبرالية" (2010)، قد تدهورت قبل ترامب بوقت طويل. فالصحافة والبث العام، والأوساط الأكاديمية، والحزب الديمقراطي، وثقافة شركات مُبتذلة، وقضاء يخدم المليارديرات، وكونغرس اشترته جماعات الضغط، فُرِغت من محتواها ويسهل استهدافها. وقلة تريد النهوض دفاعاً عنها. لقد باعونا. "فقدان الطبقة الليبرالية يخلق فراغاً في السلطة يملؤه المضاربون، والمتربحون من الحروب، وعصابات الإجرام، والقتلة، وغالباً ما يقودهم ديماغوجيون كاريزميون"، ويفتح "فقدان الطبقة الليبرالية الباب لحركات شمولية تتصدر السخرية والاستهزاء بالطبقة الليبرالية والقيم التي تزعم الدفاع عنها. فوعود هذه الحركات خيالية وغير واقعية، لكن انتقاداتها للطبقة الليبرالية ترتكز على الحقيقة". وُلدت الفاشية من ليبرالية مُفلسة تخلت عن دورها التقليدي في الديمقراطية الرأسمالية. فلم تعد تُخفف وطأة أسوأ تجاوزات الطبقة الحاكمة والإمبراطورية بإدخال إصلاحات تدريجية مجزأة. بل تُؤنّب وتحبط عمالاً محرومين خانتهم. تُعطي وسائل الإعلام أولوية الوصول إلى الأقوياء قبل الحقيقة. فضخّمت الأكاذيب والدعاية للدفع نحو غزو العراق. وأشادت بأسواق المال، وأكدت أنه من الحكمة أن نعهد بمدخرات حياتنا إلى نظام مالي يديره مضاربون ولصوص، فأُهدرت مدخراتنا. وغذّت الجمهور بأكاذيب حول تدخل روسيا بالانتخابات، وخضعت تماماً للوبي الإسرائيلي، فشوّهت تغطية الإبادة الجماعية واحتجاجات الجامعات لشيطنة الفلسطينيين والمسلمين والمتظاهرين. ترقص على أنغام الشركات المعلنة والراعية. تحجب قطاعات سكانية كاملة، يجب أن يكون بؤسها ومظالمها محور تركيز رئيسي للصحافة. تحولت الجامعات إلى شركات! كبار الإداريين، ذوو ماجستير إدارة الأعمال، بخبرة ضئيلة أو معدومة في التعليم العالي، بجانب مدربين رياضيين لديهم القدرة على كسب أموال للجامعات، ينالون رواتب عالية بمئات آلاف الدولارات، ويتقاضى المدربون المتميزون ورؤساء الجامعات ملايين الدولارات. لا تتجاوز الوظائف الثابتة لأعضاء هيئة التدريس حالياً نسبة 10%، ونحو نصفهم موظفون مؤقتون بدوام جزئي أو مساعدون. وخُمسهم يعمل بدوام كامل، من دون تثبيت وظيفي. أصبحت الجامعات، بتقليصها الجذري للوظائف الثابتة والأجور المناسبة، امتداداً لاقتصاد العمل الحر. ويُضطر الأساتذة من خارج هيئة التدريس والخريجون إلى طلب رعاية صحية حكومية مخصصة للفقراء، أو العمل بوظائف تدريس إضافية في كليات أخرى، أو قيادة سيارات أجرة، أو العمل صرافين، أو توصيل الطعام، أو تمشية الكلاب، أو رعاية المنازل، أو خدمة الطاولات وتقديم المشروبات، أو العيش مع أربعة أو ستة أشخاص في شقة، أو اللجوء إلى أريكة صديق. أعضاء هيئة التدريس بأجور متدنية يفتقدون الأمن الوظيفي، فلا يثيرون قضايا تتحدى السردية السائدة لعدم المساواة الاجتماعية، والشركات المفترسة، وجرائم الإمبراطورية، والإبادة الجماعية الإسرائيلية، وحالة الحرب الدائمة. وإذا فعلوا ذلك يفصلون، بينما يُمنح كبار مسؤولي الجامعات مكافآت "لخفض النفقات" برفع الرسوم الدراسية وخفض أعداد الموظفين وخسف الأجور. يُطمئن عدم الاستقرار هذا المانحين الأثرياء أن النيوليبرالية التي تُخرب البلاد، وتمكين الإبادة الجماعية في غزة، لن يعترضها أكاديميون يخشون فقدان وظائفهم. ويُشاد بالأغنياء والأقوياء، بينما يُنسى العمال الفقراء، ومنهم العاملون في الجامعة. يستدعي هيدجز إشارة إيرفينغ هاو في مقال بعنوان "عصر التوافق هذا"، 1954، فإن "فكرة المهنة الفكرية – حياة مُكرسة لقيم لا تُحققها حضارة تجارية – فقدت جاذبيتها تدريجياً. وهذا، وليس التخلي عن برنامج مُعين، يُشكل هزيمتنا". يكتب هاو أن الاعتقاد بأن الرأسمالية هي المحرك المُحصّن للتقدم البشري "يُروّج له عبر جميع وسائل الاتصال: الدعاية الرسمية، والإعلانات المؤسسية، والكتابات الأكاديمية لأشخاص كانوا، قبل سنوات، من أبرز مُعارضيها". اليوم 13:35 اليوم 12:29 أبرز هاو أن "الضعفاء حقاً هم أولئك المثقفون – الواقعيون الجدد – الذين يلتصقون بمقاعد السلطة، فيتخلون عن حرية التعبير من دون اكتساب أي أهمية سياسية". وأضاف: "لأنه من الأمور الحاسمة في تاريخ المثقفين الأميركيين في العقود القليلة الماضية – وفي علاقة "الثروة" بـ"الفكر" – أنهم كلما امتصتهم مؤسسات المجتمع المعتمدة، فإنهم لا يفقدون تمردهم التقليدي فحسب، بل يتوقفون عن العمل كمثقفين". روّج الحزبان الحاكمان لخدعة النيوليبرالية لتفكيك الصناعة الأميركية، وفرض تقشف قاس، واستئصال حريات التنظيم، وإلغاء حماية الجمهور من الاستغلال. ومكّنا الشركات من النهب وترسيخ ثرواتها وسلطتها، وصعود الرأسمالية الاحتكارية وأعلى مستويات عدم المساواة بالدخل والثروة في التاريخ الأميركي. تضمن البنوك، وقطاعات الاتصالات، والنفط، والأسلحة، والزراعة، والصناعات الغذائية، أرباحها بتحديد الأسعار تواطؤاً، والالتفاف على الحماية المالية والصحية والبيئية، بل وحتى إلغائها، وإساءة معاملة عمالها. هذا الهجوم على لوائح "الصفقة الجديدة"، (أسست حقوق العمال في الثلاثينيات)، وستُمحى في عهد ترامب، حرم الطبقة العاملة من حقوقها، فصوّتت يائسةً لزعيم ديماغوجي لإنقاذها. مع جفاف تمويل الفنون، تُرك الفنانون والإذاعة العامة التي صُممت لإعطاء صوت لمن لا يرتبطون بمصالح الشركات، يبحثون عن منح ورعاة من الشركات. وكانت النتيجة ذبول النزاهة الفنية والصحفية. بحسب هيدجز، يرى فريدريك نيتشه في كتابه "ما وراء الخير والشر" أن قلة قليلة من الناس تمتلك الشجاعة الكافية للنظر في "الهاوية المنصهرة" للواقع الإنساني. يتجاهل معظمهم هذه الهاوية عمداً. أما الفنانون والفلاسفة، بالنسبة إلى نيتشه، فيستهلكهم فضول لا يشبع، وسعي حثيثٌ وراء الحقيقة ورغبةٌ في المعنى. يغامرون بالنزول إلى أعماق هذه الهاوية المنصهرة. يقتربون قدر استطاعتهم قبل أن تدفعهم ألسنة اللهب بعيداً. كتب نيتشه أن هذه النزاهة الفكرية والأخلاقية لها ثمن. أولئك الذين تحرقهم نار الواقع يصبحون "أطفالًا محترقين"، أيتاماً أبديين. الثقافة في ديمقراطية فاعلة تكون جذرية وتحوّلية. إنها تُعبّر عما يكمن في أعماقنا. تُضفي كلمات على واقعنا. تُشعرنا كما تُبَصِّرنا. تُمكّننا من التعاطف مع المختلفين أو المضطهَدين. تكشف ما يحدث حولنا. تُكرّم الغموض. كتب جيمس بالدوين: "إن الدور الدقيق للفنان، إذاً، هو إضاءة ذلك الظلام، وتوهج الطرق عبر الغابة الشاسعة، حتى لا نغفل، في كل ما نفعله، عن الهدف، وهو في نهاية المطاف، جعل العالم مسكناً أكثر إنسانية". تُشنّ الحرب على البحث الفكري المستقل والفن والثقافة لمنعنا من النظر في الأعماق، ومن جعل العالم "مسكناً أكثر إنسانية". لقد أُسكت "الأشخاص المحترقون" أو هُمِّشوا. وحُظر نحو 16 ألف كتاب في المدارس والمكتبات قبل تولي ترامب منصبه، والحظر يتسارع بتزايد عدد الكتب المحذوفة. تحتفي الثقافة في الدول الاستبدادية بماضٍ مثالي لم يكن موجوداً قط، وحاضرٍ مُضلّلٍ ذاتياً. يلاحظ هيدجز أن الثقافة الشعبوية تغذي عطش الإنسان للوهم والإثارة والسعادة والأمل، وتُروِّج لوطنية عمياء وأسطورة تقدم مادي الأبدي. وتحث على بناء صورٍ لمشاهير لتقديسها، وخاصةً بوسائل التواصل الاجتماعي. وكانت النتيجة انحطاطاً ثقافياً، ستُجسِّده "حديقة أبطال ترامب" المزمعة ومهرجان عيد الميلاد الباذخ المُخطَّط له في مركز كينيدي بواشنطن. يتموَّل سياسيون في الحزبين الحاكمين من أموالٍ مشبوهة يُقدِّمها مليارديرات وشركات. هؤلاء السياسيون، في نظام يُشرّع الرشوة، يُنفِّذون في الكونغرس أوامر مموّليهم. وقد وصف الفيلسوف السياسي، شيلدون وولين، هذا الشكل من الحكم بـ"الشمولية المقلوبة". لا تزال الشمولية المقلوبة تحتفظ بمؤسسات الديمقراطية الرأسمالية القديمة ورموزها وأيقوناتها ولغتها، لكن الشركات الكبرى استولت داخلياً على رافعات السلطة لتحقيق أرباح وسيطرة سياسية. وتستخدم النظام القانوني الدولي لنهب موارد العالم النامي، فتطيح بحكومات تتحدى هيمنة شركات تعطي الأولوية للربح على العدالة، وتُضعف قوانين العمل، وتنقض حقوق العمال. بحسب هيدجز، سيمثل نسف إدارة ترامب لهذه المؤسسات المتهالكة الفاسدة نهاية التجربة الأميركية، والتحوّل من الشمولية المقلوبة إلى الديكتاتورية. وسيُبشِر بعالم شركات بائس، يُشبه ولكن أشد قسوة، رأسمالية شمولية بمراقبة حكومية شاملة، ورقابة قاسية، وطبقة حاكمة غير منتخبة وغير خاضعة للمساءلة، وسحق الحركات الشعبية، بما فيها اتحادات العمال. أي انحدار لعالم تفكير سحري يُميز أنظمة الاستبداد، عالمٌ لا تمتّ فيه اللغة المستخدمة لوصف الذات والمجتمع بصلة للواقع. يُحيّد مشروع الاستبداد المؤسسات المستقلة، مهما ضعفت أو تدهورت. مؤخراً، أفادت أكسيوس أن ترامب "ينتقد بشدة" استطلاعات رأي "مزيفة" تُظهر تراجع شعبيته، ويدعو إلى وضع "وسائل الإعلام التي تنشرها قيد التحقيق بتهمة تزوير الانتخابات". وهذا هو شعور جميع الديكتاتوريين. احظروا الحقائق المزعجة. وبمجرد إسكات هذه المؤسسات أو الاستيلاء عليها، ستُسد شقوق في الصرح القديم سمحت بمعارضة مكتومة. سيصبح الخوف صمغاً للتماسك الاجتماعي. وسيُجرّم النقد الفاتر. وسيُموَّل الأمن الداخلي وإنفاذ قوانين الهجرة والجيش بسخاء، لخلق نسخة ترامب الخاصة من "الدولة العميقة" غير الخاضعة للمساءلة، وتُقطع تمويلات برامج اجتماعية أو تُغلق. ستكون عبادة "القائد العظيم" محور المشروع. وتجلّى الذل المطلق أمام القائد العظيم في احتفال ترامب بأول مئة يوم لإدارته، فارتدى أعضاؤها اللون الأزرق الداكن وقبعات بيسبول حمراء كُتب عليها "خليج أميركا". وفي تملّق نموذجي، قالت وزيرة العدل بام بوندي: "سيدي الرئيس، لقد فاقت أيام رئاستك المئة الأولى أي رئاسة أخرى في هذا البلد على الإطلاق. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل، شكراً لك". سينال ترامب استعراضاً عسكرياً في عيد ميلاده، وعمودين لعَلمين مرتفعين 100 قدم في حديقة البيت الأبيض، وربما، إذا أُقرت مشاريع القوانين المقترحة في الكونغرس، سيُنقش وجهه على جبل راشمور، بجانب جورج واشنطن، وتوماس جيفرسون، وأبراهام لينكولن، وثيودور روزفلت. ويصبح يوم ميلاده عطلة فيدرالية، وتُطبع صورته على أوراق نقدية جديدة من فئة 250 دولاراً، وستعاد تسمية مطار دالاس الدولي في واشنطن، مطار دونالد ترامب الدولي. وسيبني حديقته القومية لأبطال أميركا. ويسعى لإلغاء التعديل الدستوري 22 للسماح له بولاية ثالثة، رئيساً مدى الحياة. "سيُعلّم (ترامب) الأطفال حب أميركا"، هكذا ترنّم ستيفن ميلر. "سيُعلّم الأطفال الوطنية. سيُعلّمون القيم المدنية في المدارس الراغبة في تمويل دافع الضرائب الفيدرالي. هكذا، بينما نُلغى وزارة التعليم ونُقدّم التمويل للولايات، سنحرص على عدم استخدام هذه الأموال لترويج الأيديولوجية الشيوعية". بحسب هيدجز، إنها أفاعي ترامب تُخمد ما تبقى من المجتمع المفتوح، وتضع لمسات نهائية لعمل قذر بدأه مليارديرات وشركات. هذه نهاية العملية، وليست البداية. لقد حظي ترامب بالكثير من العون. هناك كلمة يُوصف بها من فعلوا هذا: الخونة.


الميادين
منذ 2 ساعات
- الميادين
الضغوط الأميركية على إيران: مسارات ثلاثة متوازية
أعلن وزير خارجية سلطنة عمان، بدر بن حمد البوسعيدي أن الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية الأميركية ستُعقد في روما يوم الجمعة 23 أيار/ مايو الجاري. وفي الوقت نفسه، أفادت شبكة "سي.إن.إن" الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين مُطلعين، بأن معلومات استخبارية جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن "إسرائيل" تُجهّز لضرب منشآت نووية إيرانية. وبالرغم من أن الشبكة نقلت عن المسؤولين أن مثل هذه الضربة ستكون خروجًا صارخًا عن سياسة الرئيس دونالد ترامب، إلا أن التطورات المتسارعة في التفاوض حول الملف النووي الإيراني، تشي أن الأميركيين يستخدمون مسارات ثلاثة للضغط على إيران في مفاوضاتها النووية، وذلك عبر ما يلي: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد وصوله إلى البيت الأبيض، إعادة تفعيل الضغوط القصوى على إيران لدفعها إلى تقديم تنازلات في ملفها النووي وعلى طاولة التفاوض. وبالرغم من تصريحات ترامب المتكررة عن اعتقاده بإمكانية عقد اتفاق جيد مع إيران، إلا أنه هدد بعواقب وخيمة وباستخدام الخيار العسكري في حال لم تمتثل إيران للشروط، أو في حال وصول المفاوضات إلى حائط مسدود. وفي الوقت الذي تجري فيه دورات من التفاوض بين الطرفين، تقوم- بالتوازي- وزارة الخزانة الأميركية بفرض عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط والقطاع المالي الإيراني، بهدف تجفيف مصادر دخل طهران، كما أعلن ترامب، الذي أدان قيام الإدارة السابقة بالإفراج عن أموال إيرانية مجمدة. اليوم 13:12 اليوم 09:29 بالرغم من أن الرئيس ترامب فاجأ نتنياهو بالتفاوض مع إيران، إلا أن الأميركيين يستفيدون من التهديدات الإسرائيلية بضربة للمنشآت النووية الإيرانية. قال ترامب إنه لا يحبذ العمل العسكري في هذه الفترة، لكنه أشار الى أنه لم يمنع الإسرائيليين كلياً من القيام بعمل عسكري ضد إيران، وأشار إلى أنهم سيقومون بذلك بمفردهم الآن، لكنه هدد في حال انهارت المفاوضات فإن الأميركيين سيشتركون مع الإسرائيليين في تلك الضربات. ظهر مصطلح "Snapback Plus" في سياق التهديدات التي أطلقتها الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة (E3) والتي أشاروا فيها الى أنهم يريدون التفاوض مع إيران، والتوصل معها إلى اتفاق، وإلا فإنهم لن يقوموا بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران من خلال آلية "الزناد" فحسب، بل أيضًا بفرض عقوبات إضافية على إيران. هي بند في قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي صادق على الاتفاق النووي (JCPOA)، يتيح لأي دولة مشاركة في الاتفاق إعادة فرض العقوبات الأممية السابقة على إيران إذا رأت أنها غير ملتزمة بالاتفاق. بمجرد تفعيل هذه الآلية، تُعاد جميع العقوبات التي رُفعت بموجب الاتفاق، بما في ذلك تلك المتعلقة بالبرنامج النووي، وتطوير الصواريخ البالستية. ومن الجدير بالذكر أن هذه الآلية تنتهي في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2025. وخلال جولة المفاوضات التي عُقدت في 16 أيار/مايو الحالي في إسطنبول، هددت الدول الأوروبية بتفعيل آلية الزناد وتشديد العقوبات، وأنها ستفعّل آلية الزناد "Snapback" ضد إيران، وأنها ستفرض حتى ما هو أبعد من ذلك من عقوبات واسعة النطاق على طهران، وضرورة إدراج بند بعنوان "زناد بلس" ضمن نص الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه بين إيران والأميركيين. وهكذا، يستفيد الأميركيون من المسارات الثلاثة المتوازية في الضغط على إيران. فـ "إسرائيل" تريد أن تكبّل إيران بشروط صعبة وتجردها من جميع مصادر قوتها، والدول الأوروبية تستخدم التهديد بآلية "الزناد بلاس" من أجل تحقيق أمرين: الضغط على إيران ودفعها إلى تقديم تنازلات كبيرة للأميركيين، وفي الوقت نفسه تثبيت دورها في العملية التفاوضية، خصوصًا مع قيام ترامب بإقصاء الأوروبيين من المفاوضات مع إيران ومن تصوراته للحل في أوكرانيا. وبالنظر إلى ما تقوم به الدول الأوروبية و "إسرائيل"، فإن الأخيرة تلعب دور الداعم و "المكمل" للدور الأميركي وتعزيز موقف واشنطن التفاوضي من خلال التهديد أو إضافة تداعيات قانونية متعددة الأطراف، وبالتالي يعمل الأميركيون والأوروبيون عبر قنوات متوازية، لكن ذات أجندة مشتركة لممارسة الضغوط القصوى على إيران.