logo
الأمن واليورانيوم "حجر أساس" إيران في التقرب من النيجر

الأمن واليورانيوم "حجر أساس" إيران في التقرب من النيجر

Independent عربيةمنذ 16 ساعات

دفعت إيران بجهود دبلوماسية وسياسية جديدة من أجل تعزيز نفوذها في النيجر، البلد الغني بثرواته خصوصاً اليورانيوم، من خلال تقديم عروض أمنية لنيامي العاصمة التي تعاني تصاعد الهجمات المسلحة التي تشنها جماعات مرتبطة بتنظيمات إرهابية وأخرى متمردة.
وحاولت إيران الاستفادة من الانقلاب العسكري، الذي شهدته النيجر منذ ثلاثة أعوام، والذي قام به قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبدالرحمن تياني، وسارعت طهران إلى إعلان استعدادها للتعامل مع السلطات الجديدة بخلاف بقية الدول التي نددت بالتغيير الذي حدث.
ومنذ ذلك الحين، تواترت المحادثات بين المسؤولين الإيرانيين ونظرائهم النيجريين في ما بدا وكأنها خطوات لترسيخ طهران نفسها لاعباً قوياً داخل البلد الواقع في الساحل الأفريقي، والذي يئن تحت وطأة هجمات الجماعات المسلحة.
وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان (يمين) مع نظيره النيجري سانغري (أ ف ب)
تعاون بصدد التطور
وأماطت أخيراً مجلة "لو بوان" الفرنسية اللثام عن زيارة رفيعة المستوى قام بها وفد أمني إيراني إلى العاصمة النيجرية مطلع مايو (أيار) الماضي، برئاسة القائد العام لقوات الأمن الداخلي الإيراني الجنرال أحمد رضا رادان. وتضمنت الزيارة التي وُصفت بأنها "استثنائية" توقيع مذكرة تفاهم أمنية، ركزت على تبادل المعلومات وتدريب القوات النظامية وتطوير التعاون الاستخباري بين الجانبين، مما يعكس رغبة من طهران في لعب دور أمني داخل النيجر.
وقال الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية محمد تورشين "بلا شك التعاون الاستخباري بين النيجر وإيران كبير ووصل إلى مراحل متقدمة، وأعتقد أن طهران تحاول دعم جيوش المنطقة بأكملها بالطائرات المسيرة والانتحارية ومن خلال تقديم دعم في المجال الأمني"، وتابع تورشين "أعتقد أن هذا الأمر سيفتح الآفاق أمام إيران لتوطيد وتمديد نفوذها في النيجر والمنطقة برمتها مقابل الحصول على اليورانيوم، وإيجاد أسواق جديدة لمنتجاتها باعتبار أن نيامي وبقية العواصم في الساحل الأفريقي لن تلتزم بالعقوبات المفروضة على طهران"، وشدد على أن "التعاون بين النيجر وإيران، في اعتقادي، بصدد التطور وقد يرتقي لاحقاً إلى تدريب القوات النيجرية داخل إيران، وقد تحصل نيامي على مسيرات ومعدات أخرى، وربما يشمل التعاون لاحقاً بقية دول الساحل".
تعد النيجر الرابعة عالمياً من حيث احتياطات اليورانيوم (أ ف ب)
ساحة صراع نووي
والمخاوف الغربية من تمدد إيران في النيجر ليست وليدة اللحظة، إذ سبق وأفادت تقارير غربية خلال وقت سابق بأن طهران تسعى إلى إبرام صفقة مع نيامي تحصل بموجبها على 300 طن من الكعك الأصفر. وبالفعل، تغري ثروات النيجر من اليورانيوم طهران شأنها شأن عواصم أخرى، إذ تحتل البلاد الواقعة غرب أفريقيا المركز الرابع عالمياً من حيث احتياطات اليورانيوم بنسبة خمسة في المئة.
وكانت لشركة "أورانو" الفرنسية اليد الطولى في استغلال يورانيوم النيجر منذ عقود، لكن السلطات الانتقالية داخل هذا البلد دخلت في خلافات حادة مع الشركة المذكورة مما دفعها إلى التحرك من أجل بيع أصولها هناك والمغادرة، وسط غموض حول من سيخلفها في استغلال مناجم اليورانيوم الضخمة.
وقال الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية وليد عتلم إن "التحرك الإيراني تجاه النيجر يترجم التغلغل الإيراني في أفريقيا ما بعد الثورة الإيرانية 1979، حيث وجدت إيران في أفريقيا ضالتها المنشودة، وأصبحت بمثابة الحديقة الخلفية لإيران من أجل كسر العزلة الدولية المفروضة عليها من جانب، ومن جانب آخر الحصول على حاجاتها من المواد الخام بعد إغلاق الأسواق العالمية في وجه إيران نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها"، وتابع عتلم في تصريح خاص أن "بدء إيران البرنامج النووي زاد من أهمية الحاجة لأفريقيا، وبخاصة دول الغرب التي تعد أحد أهم مراكز الاحتياط العالمي من اليورانيوم، وهنا على وجه التحديد تبرز النيجر، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، والبرنامج النووي الإيراني يسير في مسار تصاعدي، إذ رفعت طهران نسبة التخصيب إلى ما يتجاوز 60 في المئة واقتربت فنياً من القدرة على إنتاج سلاح نووي، بحسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وشدد على أنه "على رغم جولات التفاوض غير المباشرة في فيينا ومسقط، لا تزال الفجوة قائمة بين مطالب إيران مثل رفع شامل للعقوبات وتقديم ضمانات، ومطالب واشنطن التي تتمثل في تقييد دائم للبرنامج وإدراج الملف الصاروخي والإقليمي، ووسط هذا الجمود بدأت طهران البحث عن أدوات ضغط غير تقليدية، وكان التوجه نحو النيجر الغنية باليورانيوم، إحدى أبرز هذه الأدوات".
ولفت الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية إلى أن "إيران تسعى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 إلى تنويع مصادر الحصول على اليورانيوم الطبيعي، لتأمين حاجات برنامجها النووي، خصوصاً مع ارتفاع نسبة تخصيب اليورانيوم لديها إلى 60 في المئة وهو ما يقترب من العتبة العسكرية (90 في المئة). والنيجر التي تمتلك نحو خمسة في المئة من الاحتياط العالمي تمثل لإيران فرصة استراتيجية حيوية لكسر عنق الزجاجة في هذا المسار، وبخاصة في ظل تقويض سلاسل التوريد التقليدية بفعل العقوبات الدولية"، وتابع أن "النيجر تعد ركيزة أساس في أمن الطاقة النووية العالمي نظراً إلى احتياطاتها الضخمة من اليورانيوم، وهي الدولة التي طالما شكلت حديقة خلفية للنفوذ الفرنسي، لا سيما من خلال شركة 'أورانو' التي احتكرت استغلال المناجم لعقود، بيد أن انقلاب يوليو (تموز) 2023 وسقوط نظام محمد بازوم غيرا المعادلة وفتحا الباب أمام شراكات جديدة تبحث عن تعزيز السيادة الوطنية والتنويع الاقتصادي. وإيران، بدورها، رأت في هذه التحولات فرصة سانحة لتقوية حضورها عبر اتفاقات أمنية واعدة تمهد الطريق لاتفاقات اقتصادية أكثر عمقاً، وفي القلب منها طموح الوصول إلى موارد اليورانيوم". واستنتج عتلم أن "النيجر تتحول إلى ساحة صراع نووي ناعم، وللمرة الأولى منذ الحرب الباردة تصبح النيجر نقطة التقاء بين الطموح النووي الإيراني والأمن القومي الأميركي، والصراع حول مواردها لم يعد اقتصادياً فحسب حول اليورانيوم، بل أصبح استراتيجياً نووياً وجيوسياسياً".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحت أنظار الروس
والتساؤل الملح الذي يفرض نفسه بشدة الآن، هل تنجح إيران في فرض نفسها رقماً صعباً في معادلة النيجر؟
أجاب الباحث السياسي النيجري محمد أوال بأن "التوغل الإيراني في النيجر ليس وليد اللحظة، إذ قدمت طهران دعماً سياسياً سخياً منذ انقلاب الـ26 من يوليو 2023، عندما كان الانقلابيون العسكريون في عزلة إقليمية ودولية واستُقبل مسؤولون من الصف الأول ورُحب بما قاموا به"، مضيفاً في تصريح خاص أن "الواقع تغير الآن، إذ أصبحت روسيا اللاعب الأول في النيجر من خلال وجود عسكري مباشر يتمثل في مئات العناصر من الجنود الذين يتبعون الفيلق الأفريقي، لذلك أعتقد أن التمدد الإيراني يتم تحت أنظار الروس الذين، بلا شك، لهم خشية من أن تحاول طهران طرح نفسها بديلاً عنهم"، وأكد أنه "في حال قدمت إيران عروضاً أمنية أو حاولت المس من نفوذ روسيا في النيجر، فأعتقد أن موسكو ستتحرك ضدها ونرى صداماً بين الطرفين في البلاد، أما في ما يخص اليورانيوم فإيران تسعى بالفعل إلى الحصول على مئات الأطنان، لكن لم يتم التوقيع الرسمي بعد بين الطرفين".
تحد مزدوج
هذه التطورات تأتي خلال وقت يسود فيه الجمود المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران الرامية إلى التوصل إلى "اتفاق سلام نووي"، واضطرت واشنطن إلى سحب قواتها من النيجر بطلب من السلطات العسكرية الانتقالية هناك، لكن إيران وطدت علاقاتها معها في تطور يعكس طموحها لترسيخ موطئ قدم لها داخل غرب القارة السمراء.
وعدَّ عتلم أن "أية صفقة إيرانية-نيجرية في شأن اليورانيوم لا تُقرأ بمعزل عن محاولات طهران تقوية أوراقها التفاوضية في أية مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة، وقال "تمثل أية صفقة محتملة بين نيامي وطهران تحدياً مزدوجاً، فهي انتهاك محتمل لقرار مجلس الأمن 2231 بما يتطلب إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أنها تهديد استراتيجي مباشر لمصالح الغرب وذلك بمنح إيران منفذاً غير شرعي إلى موارد نووية جديدة تستخدم لتعزيز قدراتها النووية، سواء لأغراض عسكرية أو كأداة تفاوض"، وتابع "لذلك، طرحت واشنطن المسألة ضمن مفاوضاتها المباشرة مع النيجر خلال مارس (آذار) 2024، وهددت بعقوبات على أي طرف يشارك في هذا المسار. ومن هنا نفهم وصف الصفقة بالخط الأحمر".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران: لا دليل على 'أبعاد عسكرية' لبرنامجنا النووي
إيران: لا دليل على 'أبعاد عسكرية' لبرنامجنا النووي

البلاد السعودية

timeمنذ 3 ساعات

  • البلاد السعودية

إيران: لا دليل على 'أبعاد عسكرية' لبرنامجنا النووي

البلاد – طهران في تصعيد دفاعي قبيل اجتماع حاسم لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قالت إيران إنه لا وجود لأي أبعاد عسكرية لبرنامجها النووي، زاعمة أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% لا يمثل انتهاكاً لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT). وأكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في مذكرة رسمية، أن أنشطتها النووية تقع تحت إشراف كامل من الوكالة الدولية، مشددة على أن 'البرنامج النووي الإيراني سلمي تماماً، ولا يوجد أي دليل يثبت توجهه نحو أهداف تسليحية'. وأضافت المنظمة أن بعض مظاهر التلوث النووي في مواقع معينة داخل البلاد ناتجة عن 'أعمال تخريبية معادية'، في تلميح ضمني إلى احتمال ضلوع أطراف خارجية في التشويش على الملف الإيراني وخلق ذرائع للمساءلة الدولية. وتأتي هذه التصريحات قبل أيام قليلة من انعقاد جلسة مرتقبة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الفترة من 9 إلى 13 يونيو، والتي يتوقع أن تشهد صدور قرار يدين إيران بسبب تعثر التعاون الفني وارتفاع مستويات تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من التسلح. ويأتي تحرك طهران رداً على تقرير سري للوكالة الدولية، كشف في 31 مايو الماضي أن إيران جمعت ما يقارب 408.6 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، أي ما يقارب العتبة المطلوبة (90%) لإنتاج سلاح نووي. وأشار التقرير إلى أن هذه الكمية تمثل زيادة بنسبة 50% مقارنة بشهر فبراير، ما أثار قلقاً دولياً متزايداً. واعتبرت السلطات الإيرانية أن التقرير الأخير 'مسيس'، ولا يستند إلى وقائع علمية دقيقة، مؤكدة أن الاتهامات بشأن أنشطة نووية غير معلنة في بعض المواقع 'لا أساس لها من الصحة'. تأتي هذه التطورات وسط جمود سياسي في ملف إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 (JCPOA)، الذي تعثر منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018. ورغم الوساطات الأوروبية، لا تزال الثقة بين طهران والوكالة الدولية في أدنى مستوياتها، ما يزيد من خطر التصعيد الدبلوماسي أو حتى العسكري، في حال أُقرت خطوات أكثر تشدداً ضد إيران.

واشنطن تفرض عقوبات على شبكة مصرفية إيرانية وتتهمها بدعم جماعات مسلحة
واشنطن تفرض عقوبات على شبكة مصرفية إيرانية وتتهمها بدعم جماعات مسلحة

الموقع بوست

timeمنذ 7 ساعات

  • الموقع بوست

واشنطن تفرض عقوبات على شبكة مصرفية إيرانية وتتهمها بدعم جماعات مسلحة

ذكرت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الجمعة أن الولايات المتحدة فرضت حزمة جديدة من العقوبات المتعلقة بإيران تستهدف أكثر من 30 فردا وكيانا قالت إنهم جزء من شبكة 'مصرفية موازية' قامت بغسل مليارات الدولارات عبر النظام المالي العالمي. وتستهدف العقوبات مواطنين إيرانيين وبعض الكيانات في الإمارات وهونج كونج، وجاءت في الوقت الذي تعمل فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إبرام اتفاق نووي جديد مع طهران. وقالت وزارة الخزانة إن شركتين على الأقل من تلك الكيانات الخاضعة للعقوبات ترتبطان بشركة ناقلات النفط الوطنية في إيران. وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت 'يمثل النظام المصرفي الموازي الإيراني شريان حياة للنظام، إذ يصل من خلاله إلى عوائد مبيعاته النفطية وينقل الأموال ويمول أنشطته المزعزعة للاستقرار'. وتعتقد الولايات المتحدة أن الشبكة تساعد طهران في تمويل برامجها النووية والصاروخية ودعم الجماعات المسلحة المتحالفة معها في أنحاء الشرق الأوسط. وأوضحت وزارة الخزانة أن الجولة الجديدة من العقوبات الأمريكية هي الأولى التي تستهدف البنية التحتية للقطاع المصرفي الموازي منذ أن استأنف ترامب سياسة 'أقصى الضغوط' على إيران في فبراير شباط. وتعثرت المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، التي تهدف إلى حل نزاع مستمر منذ عقود بشأن طموحات طهران النووية، بسبب خلافات حول تخصيب اليورانيوم. وقالت وزارة الخزانة إن الكيانات والأفراد الخاضعين للعقوبات على صلة بالإخوة الإيرانيين منصور وناصر وفضل الله زارينجهالام، الذين قاموا بغسل مليارات الدولارات عبر النظام المالي العالمي. وأضافت أن الإخوة يديرون مكاتب صرافة في إيران وشبكة من الشركات الوهمية في هونج كونج والإمارات، لكنها لم تذكر مكان إقامتهم. ولم ترد البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك على طلب للتعليق بعد. ولم يتسن لرويترز تحديد مكان الإخوة الثلاثة لطلب التعليق. وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية أن الشركات الوهمية في الشبكة تدير حسابات بعملات متعددة في بنوك مختلفة لتسهيل المدفوعات للكيانات الإيرانية المحظورة التي تبيع النفط الإيراني. وأدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة شركتي إيس بتروكيم إف.زد.إي ومودريت جنرال تريدنج، المسجلتين في الإمارات، إلى قائمة العقوبات الخاصة، مما يؤدي إلى تجميد أي أصول لهما في الولايات المتحدة. وأوضح المكتب أن الشركتين مرتبطتان بشركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية المملوكة للدولة والخاضعة لعقوبات أمريكية لتصديرها النفط الإيراني.

إيران تُشهر أوراق «إسرائيل النووية».. حرب الظل تلامس الضوء
إيران تُشهر أوراق «إسرائيل النووية».. حرب الظل تلامس الضوء

الأمناء

timeمنذ 7 ساعات

  • الأمناء

إيران تُشهر أوراق «إسرائيل النووية».. حرب الظل تلامس الضوء

وسط توترات بشأن برنامج طهران النووي الذي تعتبره إسرائيل تهديدا وجوديا لها، أعلنت إيران حصولها على وثائق «حساسة» تتعلق بإسرائيل، وخصوصا بمنشآتها النووية. الوثائق التي لم تعلن طهران ماهيتها أو كيفية الحصول عليها، قال عنها التلفزيون الرسمي الإيراني السبت، باقتضاب: «حصلت أجهزة الاستخبارات الإيرانية على كمية كبيرة من المعلومات والوثائق الاستراتيجية والحساسة المتصلة بإسرائيل، بما في ذلك آلاف الوثائق المتعلقة بمشاريعه ومنشآته النووية». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوح بتوجيه ضربة عسكرية للمواقع النووية الإيرانية، في ظل حرب خفية يخوضها البلدان منذ سنوات. ضربة إسرائيلية؟ وكان موقع "أكسيوس" الأمريكي نقل عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين، قولهم إن إسرائيل أكدت للولايات المتحدة، أنها لن تضرب المنشآت النووية الإيرانية، إلا إذا أشار الرئيس دونالد ترامب إلى فشل المحادثات مع طهران. وتابع المسؤولون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "أبلغ ترامب بأنه متشكك بشأن فرص التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران". فيما قال مسؤول إيراني كبير، إن طهران منفتحة على إبرام اتفاق نووي مع الولايات المتحدة يدور حول فكرة تشكيل اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم يتخذ من إيران مقرا له. المسؤول الإيراني الذي فضل عدم الكشف عن هويته، مضى قائلا إنه إذا كان الاتحاد الإقليمي لتخصيب اليورانيوم "يعمل داخل الأراضي الإيرانية، فقد يستحق النظر فيه. وإذا كان مقره خارج حدود البلاد، فإنه محكوم عليه بالفشل بالتأكيد". في المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي، يوم الإثنين الماضي، أن أي اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وإيران لن يسمح للأخيرة بـ"أي تخصيب لليورانيوم". وكتب على منصته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي: "بموجب اتفاقنا المحتمل، لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم" في إيران. حرب الظل وتعلن إيران من وقت لآخر اعتقال أفراد بتهمة التجسس، واتهمت إسرائيل بالوقوف وراء اغتيالات مُستهدفة أو أعمال تخريب مرتبطة ببرنامجها النووي. في العام الماضي، بلغ التوتر أشده عندما هاجمت إيران مرتين الأراضي الإسرائيلية مباشرة بمئات الصواريخ أو الطائرات المُسيّرة. وقالت حينها إن هذه الهجمات كانت ردا مشروعا على غارة قاتلة على قنصليتها في سوريا، نُسبت إلى إسرائيل. كما تحدثت طهران عن ردّ انتقامي على اغتيال إسماعيل هنية رئيس حركة حماس على أراضيها والذي أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنه، وكذلك على مقتل حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني المُتحالف مع إيران والذي اغتيل في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store