logo
أرض الميعاد.. وتبرير الأكذوبة!

أرض الميعاد.. وتبرير الأكذوبة!

الدستور١٩-٠٧-٢٠٢٥
خلال الاجتماع الأخير الذي عقده بنيامين نتنياهو في واشنطن، عرض خريطة جديدة تعكس رؤية استراتيجية لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية في المنطقة. وكان قد قدّم في العام الماضي خريطتين: الأولى لمشروع جسر لوجستي يمتد من الهند إلى جنوب أوروبا عبر الشرق الأوسط، والثانية تُظهر خارطة النفوذ الإيراني في الإقليم. هذه التحركات تعيد إلى الواجهة مفاهيم توراتية مشوَّشة، تتقدمها أسطورة 'أرض الميعاد'، التي باتت تُستخدم كغطاء لتبرير مشاريع استعمارية وتوسعية.
فهل تُرسم اليوم حدود سياسية جديدة تحت عباءة 'الوعد الإلهي'؟ وهل تشير هذه الخرائط إلى عودة مُقنّعة لأسطورة 'أرض الميعاد'؟
تتكرر الرواية الإسرائيلية عن 'أرض الميعاد' و'الحق التوراتي' كذريعة دينية وتاريخية لترسيخ احتلالها للأراضي الفلسطينية، ولا سيما القدس الشريف. وتُقدَّم هذه الأساطير، المستندة إلى نصوص دينية قديمة، كوثائق شرعية تبرّر مشروعًا استعماريًا استيطانيًا بحتًا. غير أن هذه السردية، التي تروّجها إسرائيل على المستوى الدولي، لا تعدو كونها غطاءً أيديولوجيًا يخفي الحقائق السياسية والاستراتيجية الكامنة وراء الصراع.
لقد جرى تحويل بعض النصوص الواردة في 'العهد القديم' من رموز روحية إلى أدوات سياسية تُستخدم لتبرير سلب الأرض وتهجير أصحابها. واستطاعت إسرائيل أن تختزل هذه الروايات في 'قوانين' صارمة تُفرض على العالم، وكأنها تمتلك تفويضًا إلهيًا لا يقبل النقاش. وبهذه الآلية، نجحت في شرعنة سياساتها أمام الغرب، لا من منطلق الحق، بل من خلال خطاب ديني مغلّف بعباءة تاريخية مزعومة.
إن توصيف 'أرض الميعاد' على أنها أكذوبة لا ينطلق من موقف عدائي تجاه الكتب السماوية، ولا ينطوي بأي حال على إنكار لما ورد في التوراة أو الإنجيل أو حتى القرآن الكريم بشأن بني إسرائيل — حاشا لله. إنما تنبع هذه الرؤية من فهم السياق الديني نفسه، الذي يوضح أن ملكية الأرض تعود لله وحده، وليست حكرًا على قوم أو عرق بعينه. فوفقًا لسفر يشوع، لم يكن وعد الله لبني إسرائيل بامتلاك الأرض وعدًا مطلقًا، بل مشروطًا بطاعتهم لشريعته:
'وتملكون أرضهم كما قال لكم الرب إلهكم. فتشدّدوا في أن تحفظوا جميع ما هو مكتوب في كتاب شريعة موسى وتعملوا به، ولا تحيدوا عنه يمينًا ولا شمالًا.'
(سفر يشوع، الإصحاح 23، الآية 6)
بناءً على هذا النص، فإن امتلاك الأرض كان مشروطًا بالالتزام، لا بالهوية العرقية. وبما أن بني إسرائيل نقضوا العهد مرارًا، فإن الوعد سقط بسقوط شروطه، وفُقد حقهم في الأرض إلى الأبد. من هنا، فإن الادعاء الحالي بامتلاك 'أرض الميعاد' ليس سوى توظيف سياسي محض لرواية دينية سقطت شرعيتها بنصوصها. وبحسب هذا الفهم، فإنهم لم يعودوا أصحاب حق، بل غرباء لا يملكون فيها دولة شرعية ولا سيادة مشروعة.
الخطورة لا تكمن في فحوى هذه الادعاءات الدينية فحسب، بل في نجاح إسرائيل في تصدير هذه الرواية إلى العالم، حتى أصبحت جزءًا من الوعي الجمعي لدى كثير من الشعوب، وكأنها حقيقة مطلقة لا تحتمل النقاش. وقد تم ذلك وسط صمت دولي وتواطؤ مكشوف، بينما تُنتزع فلسطين قطعةً بعد أخرى، على مرأى ومسمع من العالم بأسره.
وفي قلب هذا الصراع، يبرز المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين، كرمز ديني وحضاري وتاريخي للأمة الإسلامية. فالأقصى ليس مجرد بناء تاريخي، بل قضية عقائدية تمس هوية الأمة وكرامتها. ومع كل محاولة لتهويد المدينة المقدسة أو اقتحام المسجد، تتجدد معركة الوعي بين من يسعى لطمس الحقيقة، ومن يدافع عن التاريخ والمقدسات.
تُفضح زيف الرواية الصهيونية من خلال عدة محاور، منها: 'أرض الميعاد: أسطورة دينية لتبرير مشروع استعماري'، و'الحق التوراتي المزعوم: أكذوبة الاحتلال الصامت'، و'عقيدة الاحتلال: كيف تُستغل التوراة لشرعنة اغتصاب فلسطين؟'. كما ننتقل من 'النصوص إلى النكبة: عندما يُستخدم الدين كسلاح'، ونتوقف عند 'المسجد الأقصى بين الأسطورة التوراتية والحقيقة التاريخية'،
ونكشف زيف مقولة 'أرض بلا شعب لشعب بلا أرض: كذبة القرن الحديث'. وفي سياق تفكيك هذه السردية، نطرح أيضًا 'الأسطورة التوراتية وسقوط الشرعية الأخلاقية للاحتلال'، وصولًا إلى 'بين القدس والتوراة: قصة تزوير لإخضاع الأرض والإنسان'.
إن ما يُعرف بـ'أرض الميعاد' ليس سوى غلاف ديني لمشروع استعماري توسعي. وترويج الأكذوبة التوراتية لا يستند إلى أي شرعية قانونية أو أخلاقية في ظل استمرار اغتصاب الحقوق وطمس الهوية. فالصراع لم يكن يومًا دينيًا بحتًا، بل هو احتلال سياسي سافر يستغل الدين كواجهة.
والتحدي الحقيقي أمام الشعوب الحرة والواعية اليوم، هو كشف زيف هذه الرواية، وإعادة الاعتبار للحق الفلسطيني، وللمقدسات التي تُستباح تحت غطاء من الأكاذيب الملفقة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"خرافة" الردع الإسرائيلية تبخرت، والسيطرة ستبقى يمنية
"خرافة" الردع الإسرائيلية تبخرت، والسيطرة ستبقى يمنية

يمرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • يمرس

"خرافة" الردع الإسرائيلية تبخرت، والسيطرة ستبقى يمنية

حاول العدو -حفظا لماء الوجه- الادعاء بأن استهداف الميناء مرة أخرى يأتي ل"تعزيز حصار اليمن عن تهريب الأسلحة"، حسب زعمه، مع قناعته بأن شماعة تهريب الأسلحة باتت اسطوانة مشروخة، خصوصا وأنه يكاد يكون الموضوع الوحيد الذي أتيح لمراكزه البحثية، ومراكز البحث الأمريكية ، دراسته بإسهاب ليصلوا إلى نتيجة حاسمة بأن القوات اليمنية تعتمد على ذاتها في تصنيع هذه الأسلحة واستخدامها في ميدان العمليات. وقد أكدت كبرى المنصات الإعلامية الغربية غير مرة بأن " اليمن لا يمتلك السلاح فحسب، بل ويمتلك القرار السياسي لاستخدامه عند الضرورة" حسب مجلة "إيكونوميست". فيما كان اللواء "الإسرائيلي" في الاحتياط، "أمير نوي"، وصف القوات اليمنية بأنها "قوة عسكرية وسياسية مستقلة". وقال إن "الحوثيين" نجحوا في "تطوير صناعة أسلحة محلية واعتماد استراتيجيات هجومية مستقلة، والانتقال إلى صدارة الأولويات الأمنية الإسرائيلية كخطر عسكري مباشر. ما بات واضحا ومسلّما به هو أن العدو الصهيوني يفتقر لأي تفاصيل استخبارية، يمكن له من دراستها الوصول إلى التأثير على الجبهة اليمنية ، لذلك سيبقى عند ذات الأهداف التي تزيد عملية استهدافها من قناعة العالم بأن مؤسسة العدو المسلحة، بما فيها من عصابات وبلاطجة ومجندين ومجتمع غاصب، أصبحوا جميعا في وضعية المقاتل المتشنج والمرتبك الذي يضطر لقذف حمولته على أي شيء. وقد وصف تقرير للشركة البريطانية للاستشارات الاستراتيجية "Azure Strategy" اليمن ب ''الثقب الأسود'' الذي يبقى مجهولاً، بالنسبة لواشنطن ، والاستخبارات الغربية. ستبقى الكلمة في البحر الأحمر لأهله منذ العام 2015 لم يحقق الاستهداف الأمريكي المتواصل للأعيان المدنية أي نقطة. ويدرك ترامب وباقي الجوقة الأمريكية ذلك، بينما مثّلت عملياته العدوانية الأخيرة على اليمن ، والتي تأتي دفاعا عن الكيان الصهيوني، منتهى الإفلاس لكونها تكشف من جهة عن أخلاقيات العدو الهابطة في استهداف البنية التحتية، ومن جهة ثانية عن العبثية في ما تقوم به من عمليات عسكرية. وطوال زمن العمل العدواني الأمريكي كان الاستهداف يتم بطريقة العصابات لقتل المواشي وإحراق المزارع وضرب خزانات المياه ومولدات الكهرباء. وحين يظهر العدو الصهيوني ليقوم بنفس الدور، فإن النتيجة بلا شك لن تكون أكثر من سحق لأي أمل له في استعادة مقومات الردع والهيمنة على المحيط العربي والإسلامي. من أجل ذلك كان ما يعقُب أي اعتداء على اليمن -كما حدث مؤخرا على ميناء الحديدة - هو تنامي القناعة داخل النخبة الصهيونية بأن هذا الاعتداء إنما هو تحصيل حاصل، ولن يغير من توجه اليمن المدافع عن المستضعفين الفلسطينيين شيئا. بينما كان التجرؤ الصهيوني على تنفيذ الاعتداء يقابله رد يمني سريع، ليعزز ذلك من كون اليمن قد أخذ على عاتقه عمليا مسؤولية تأديب العدو، ودفعه لتكوين قناعة حاسمة بأن هالة قوة الردع المزعومة قد تبخرت في اليمن. ستبقى الكلمة في البحر الأحمر لأهله، وسيبقى التحرك المحدود والحذر هو الغالب على التحركات الغربية مهما بلغت قوتهم، وسيبقى اليمن هو المهيمن بقوة الله وبقوة الصادقين.. تقول مجلة "إيكونوميست" البريطانية "إن العمليات العسكرية في البحر الأحمر تؤكد أن السيطرة على باب المندب أصبحت بيد اليمن وليس بيد واشنطن". لم تفلح في تغيير هذه الحقيقة خمس حاملات طائرات كانت تمثل قلاع رعب وردع. ثم كان من مظاهر هذه السيطرة اليمنية إحكام الحصار على ميناء أم الرشراش، والأحد 20 يوليو أغلقت "هيئة الموانئ والملاحة" التابعة ل"وزارة مواصلات" الكيان الصهيوني، أبواب الميناء رسمياً "بعد عجز الاحتلال عن رفع حصار صنعاء المفروض على الملاحة الإسرائيلية". و"أم الرشراش" ليس ميناءً وحسب، ولكنه أيضا موقع عسكري استراتيجي، وقاعدة أساسية للبحرية الصهيونية، ومركز لوجستي حيوي يدخل منه شحن السيارات وقطع الغيار. وقد أدى إغلاقه إلى "توقف كل الشحنات القادمة من اليابان والصين"، وتحوُل العديد من الشركات اليابانية والصينية إلى أسواق أخرى في أفريقيا وغرب آسيا. وإعمالا للقرار اليمني بحظر الملاحة الصهيونية، تصاعدت العمليات اليمنية إلى مستوى إغراق السفن المتمردة والشركات التابعة لها، والتي حاولت تحدي القرار رغم يقينها بأنه ليس هناك من يوفر لها الحماية، فكان الغرق مصيرها، ما اعتبره مراقبون "نقطة تحول استراتيجية، أظهرت عجز التحالف الغربي عن تأمين ممر ملاحة للكيان، رغم وجود بوارج وسفن حربية أوروبية وأمريكية ضخمة في المنطقة". عدو شيطاني بلا أخلاق العمليات اليمنية ستستمر، وربما تذهب إلى مضاعفة تأثيراتها على العدو، كما أشار إلى ذلك السيد القائد في كلمته الأسبوعية الخميس، فتحدي الكيان وتماديه في الإجرام والوحشية ضد الفلسطينيين أصبح يستدعي فعلا أكثر إيلاما. يدرك اليمن أنه يواجه عدواً شيطانياً لا يتسم بأي من أخلاقيات المحارب، ولا يعنيه في نُظُم الحروب إلا إشباع نهمه لإيقاع الخسائر بين المواطنين الأبرياء ومنشآتهم المدنية، لذلك يحق الثأر منه. كما يدفعه، شعوره بأن قتال أمريكا و"إسرائيل" للمنطقة العربية وللمسلمين عموما، هي حالة دائمة ومستمرة، الغرض منها فرض هيمنة الصهاينة، وإخضاع الشعوب لإرادتها، وبالتالي استباحة الأرض والمقدرات، ثم التحكم في شكل معيشة هذه الشعوب ومستقبلها. وقراءة مسار التحرك اليمني ضد أمريكا و"إسرائيل" تخلص إلى أن ما يجري اليوم ليس مجرد فعل ورد فعل، وإنما هو تفاعلات لعملية تغيير أكيد، تتراجع فيه الوضعية النمطية التي رسمها اللوبي الصهيوني للمنطقة، بحيث لن تبقى مرتعا للإسرائيليين والأمريكيين. اليوم -كما تشير إلى ذلك معطيات المواجهة- هناك مشروع تحرري، تمثل معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس) أبرز مظاهره المهمة، كونها ترتبط بقضية الأمة الأولى، وبظلم طال أمده في فلسطين المحتلة ، وعي العمليات التي أقنعت الكثير من قادة الغرب بصعود النجم اليمني ، وقدرته على إلحاق الضرر -بصورة مباشرة وغير مباشرة- بأمريكا والكيان الإسرائيلي.

أخبار العالم : د.حماد عبدالله يكتب: "العدل أساس الحكم" ( 2 ) !!
أخبار العالم : د.حماد عبدالله يكتب: "العدل أساس الحكم" ( 2 ) !!

نافذة على العالم

timeمنذ 3 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : د.حماد عبدالله يكتب: "العدل أساس الحكم" ( 2 ) !!

الاثنين 28 يوليو 2025 03:10 صباحاً نافذة على العالم - عن الإصلاح تحدثنا أمس، ومازلنا نتحدث اليوم، وسوف نتحدث، ونبتكر، ونزايد على الكلمة، ونزايد أيضًا فى كيفية تنفيذ مضمونها، سواء من الناحية السياسية أو الإقتصادية ولكن..... أين الأصلاح فى الأسرة المصرية ؟كيف يمكن أن نصلح الأسرة وهى الخلية الأولى فى المجتمع ؟ كيف تعود الأسرة لكى تتماسك، وترتبط وتربى أولادها تربية صالحه ؟ وتؤسس فى أولادها روح العدل.... إن بذور الإصلاح تأتى فى المقام الأول داخل خلية المجتمع الأولى، فى " البيت والمدرسة " ! وبالأنتقال للمدرسة، أين دورها ؟ وأين الأصلاح والعدل مما يحدث فيها اليوم ؟ من مناهج تهتز مع كل تغيير وزارى، ونظام تعليمى يتعدل مع مجىء كل وزير جديد برؤيتة الخاصة، ولا نعتمد على ما تم فى مجتمعات سبقتنا وأصلحت فى منظومتها التعليمية !! والعلمية !! " العدل "، كلمة، ومضمون، وإسم من أسماء الله الحسنى " العدل هو أساس الملك " وللحكم، وللحياة!! و" بالعدل " تقدمت الأمم، و" بالعدل " أنتصر الأسلام، وأفتتحت الممالك فى العصور الإسلامية !! أبان حكم الخلفاء الراشدين، ورحبت الدول والشعوب بالفتوحات الإسلامية وبالإسلام، لأنهم رفعوا راية " العدل " !! وفى الحديث عن عدالة سيدنا " عمر رضى الله عنه " قصص وحواديت، لا مكان لها فى مقالنا هذا، حيث لا تكفى مساحة العمود لسرد إحدى قصص " عدالة عمر بن الخطاب " رضى الله عنه خاصة فى "مصر" إيان حكم " عمرو بن العاصى " رضى الله عنهما، ولكن فى حياتنا المعاصرة نجد بأن العدل فى أمم أخرى تقدمت عنا، كان " العدل " أساس تقدمها !! من يصدق بأن زوجة " تونى بلير " رئيس وزراء بريطانيا الأسبق قد أوقفها مفتش بمترو الأنفاق، لكى تدفع قيمة مخالفة عدم قطع تذكرة، قبل ركوبها القطار، ودفعت ( عشرة جنيهات ) غرامة وأن كان عذرها بأنها لم تلحق، قطع التذكرة من الماكينة فى محطة المترو لإزدحامها، وقرب موعد عملها فى المحكمة (حيث تعمل محاميه ) فركبت المترو دون تذكرة !!والسؤال من المسئول عندنا الذى يتفضل بركوب مترو الأنفاق ( أساسًا ) حتى يكون هناك تطبيق " للعدل " حتى على الأقل لكى يشعر بأى تراخ أو سوء خدمه فى مرفق من مرافق الدولة ؟ ولكن يشرط أن لا يصاحب المسئول، مظاهرة من وكلاء وزارته، ورئيس المرفق نفسه، فهناك ( العدل ) يصبح " مرفوع من الخدمة " !! ( العدل ) أن يكون هناك حساب لكل مخالف فى الطريق العام، سواء فى المرور أو فى مخالفة بيئيه أو حتى كسر إشارة مرور، لا فرق بين ( فلان وعلان )، " العدل " هو الأساس فى الإصلاح، " العدل " هو إعلاء القانون فوق كل إعتبار !! " العدل ".. هو تأكيد المساواه بين الناس، مهما أختلفت مستواياتهم وعقائدهم ومشاربهم وألوانهم " العدل ".. هو القضاء الحر، غير المختلف على مصالح سواء كانت شخصية أو قبلية. " العدل".. هو قاضى فوق منصه، ذو هيبة لأنه يحمل بين يديه القانون، ويمن الله فوق رأسه حاميًا للعدالة وناشرًا لها بين الناس، " العدل " ليس فقط بين إدارة ومرؤوسين، أو بين مدرس وتلاميذ أو أستاذ وطلاب، أو سلطة وشعب، ولكن " العدل " بين الشخص وضميره، بين الأنسان ونفسه !! فإذا كنا نبتغى أصلاحًا حقيقيًا فى حياتنا فلا بد أن يسود " العدل " أولًا المجتمع. كيف يتسنى لنا ذلك ؟ ذلك هو السؤال الذى يمكن أن نطرحه على كل السادة أصحاب الرؤوس، والأقلام والشاشات،والميكروفونات، وفى مجالسنا التشريعية وأحزابنا السياسية، والأئتلافات الشبابية وأيضًا لصناعى القرار فى ( مصر ) !! كيف يسود " العدل " ( مصر ) ؟ أعتقد أن الأصلاح الحقيقى هو أن يسود ( العدل كل الوطن )، أن نسمع مثلًا على أن هناك من جئ به إلى ساحة القضاء لتعدية على مؤسسات الدولة الدستورية، بالفعل وبالتحريض وبالتجمهر وبضرب المارة وسؤالهم فيما لا يعنية !! " العدل "بأن نسمع بأن السيد رئيس الجمهورية، قد أتخذ قرارًا بأن العدل أولًا ثم أى شيىء أخر بعده.

د.أسامة العبد: الظلم ظلمات في الآخرة ونزع للبركات في الدنيا
د.أسامة العبد: الظلم ظلمات في الآخرة ونزع للبركات في الدنيا

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 3 ساعات

  • بوابة ماسبيرو

د.أسامة العبد: الظلم ظلمات في الآخرة ونزع للبركات في الدنيا

قال الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق إنه منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها حرم فيها الظلم وأمر بالابتعاد عنه وحذر من انتهاك حقوق الغير وحرم الله الظلم على نفسه وجعله محرما بين الناس، فالظلم شرك عظيم وذلك في قوله تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يقول الله :يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا"، مضيفًا أن الشرك بالله أعلى أنواع الظلم و أن دعوة المظلوم تفتح لها أبواب السماء وقد دعانا الإسلام للعدل والمساواة ورفع الظلم يوم حجة الوداع حيث بقول رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: "...فإنَّ دِمَاءَكُمْ، وأَمْوَالَكُمْ، وأَعْرَاضَكُمْ، وأَبْشَارَكُمْ، علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا.." وتابع: ولا يظن أحد يظلم للعباد بشتم أو ضرب أو تزوير أو سفك دم أو غيبة ونميمة أو جرح كرامة وأكل مال الغير بغير حق أن هذا الظلم سيضيع ويذهب هباء دون حساب أو عقاب فسوف يقف الجميع بين يدي الله سبحانه وتعالى، ويقول الله عز وجل: "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"، فهذه الآية تُبين أن الله تعالى سيُجازي كل إنسان على أعماله، سواء كانت خيرا أم شر، لافتًا النظر إلى أنه ليس هناك داعي للظلم على الإطلاق حتى لو أن الإنسان ظلم فإنه يتحمل ما أصيب به ولا يظلم الناس لأن الظلم ظلمات في الآخرة ونزع البركات في الدنيا. يُذاع برنامج "حتى يأتيك اليقين" عبر أثير شبكة البرنامج العام، من تقديم الإذاعي الدكتور حسن سليمان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store