
«القافلة المشبوهة.. تانى مرة».. «الدستور» تكشف أسرار تحركات الإخوان الجديدة «تحت ستار غزة»
غير أن هذه القافلة، التى تتدثر بغطاء إنسانى، تتحرك فى نفس الاتجاه الزمنى والسياسى مع أخطر مؤامرة على مصر منذ عقود.
قافلة «الصمود ٢» ليست سوى مؤامرة جديدة على الأمن القومى المصرى، مغلفة بورق سوليفان إنسانى، من يرفع شعار فلسطين اليوم، يشارك غدًا فى مخطط تهجير أهلها، ويستخدم البحر ليطعن ظهر مصر، ولذا فهى ليست قافلة إنقاذ، بل قافلة حصار، ليست نصرة لغزة، بل طعنة فى قلب الأمن القومى.
التمويل الحرام
فى ٣١ أغسطس الجارى، تنطلق أول دفعة من القافلة من إسبانيا، لتلحق بها أخرى فى ٤ سبتمبر من تونس، فى استعراض إعلامى ضخم تعد له ماكينات الدعاية الإخوانية فى إسطنبول والدوحة.
المنظمون يتحدثون عن «أكبر مهمة بحرية» فى التاريخ الحديث، تضم أكثر من ٥٠ سفينة وآلاف النشطاء من ٣٩ دولة، لكن التدقيق فى تركيبة التنظيم يكشف أن وراء المشهد تحالفًا مشبوهًا، يجمع شبكات الإخوان فى إسطنبول مع جمعيات خيرية واجهة لتمويلات مشبوهة، تحت إدارة أربع جهات رئيسية.
الجهة المنظمة الأولى هى «الحركة العالمية نحو غزة»، وهى واجهة إنسانية تضم فى صفوفها كوادر إخوانية هاربة، وأخرى من جماعات يسارية متطرفة، تعمل منذ سنوات على مهاجمة القاهرة فى المحافل الدولية، وسبق أن تورطت فى حملات لتشويه صورة مصر فى ملف حقوق الإنسان.
الجهة الثانية هى «تحالف أسطول الحرية»، وهى اسم لامع منذ حادثة «مافى مرمرة» ٢٠١٠، لكنه تحول تدريجيًا إلى منصة لتسويق خطاب الإخوان بعد سقوط حكمهم فى مصر، وشارك فى تنظيم فعاليات مشتركة مع شخصيات على قوائم الإرهاب فى دول عربية.
الجهة الثالثة هى «أسطول الصمود المغاربى»، وهى شبكة يقودها نشطاء محسوبون على حزب النهضة والإخوان فى المغرب العربى، تمول عبر جمعيات مشبوهة فى أوروبا، وتتحرك بالتنسيق مع إسطنبول، وتورط بعض أعضائها فى تهريب أموال وأشخاص إلى ليبيا خلال السنوات الماضية.
الجهة الرابعة هى «المبادرة الشرق آسيوية» (صمود نوسانتارا)، وهى مشروع إخوانى بملامح آسيوية، ينطلق من ماليزيا و٨ دول أخرى، ويمول عبر شبكات الجماعة الإسلامية المرتبطة بتيار سيد قطب، ويعمل كجسر لنقل أموال من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا والشرق الأوسط تحت غطاء الإغاثة.
4 جهات وراء التنظيم
تكلفة القافلة تقدر بـ١٢ مليون يورو، نصفها جاء علنًا من حملات تبرع على الإنترنت، والنصف الآخر من تحويلات عبر جمعيات واجهة فى أوروبا، ودعم لوجستى من رجال أعمال إخوان فى تركيا، وتمويل رحلات النشطاء وإقامتهم من ميزانيات قنوات فضائية ممولة من الدوحة.
القافلة لن تكون سوى مجرد غطاء لتحريك الأموال بين قارات مختلفة، وهى جزء من منظومة غسل أموال عابرة للحدود. «خطة نتنياهو» لاحتلال غزة وتهجير سكانها تحتاج إلى غطاء سياسى وإعلامى لتبرير التهجير، وهنا تظهر القافلة كـ«فرصة ذهبية»، فإذا اعترضتها مصر، تتحول إلى أداة شيطنة دولية ضد القاهرة، وإذا وصلت إلى غزة، توفر لإسرائيل ذريعة لإغلاق البحر وفرض حصار كامل من جميع الجهات، وفى الحالتين، تضع مصر تحت ضغط دولى غير مسبوق، بينما يربح الإخوان دعاية مجانية.
«إخوان إسطنبول» العقل المدبر
منذ أن تحولت تركيا إلى ملاذ آمن لقيادات الإخوان، أصبح ملف «التضامن مع غزة» ورقة رابحة فى أيديهم.
وفى «الصمود ٢»، لعبت شخصيات إخوانية دورًا محوريًا فى التخطيط والتمويل والدعاية، فمن حيث التخطيط، اختاروا توقيت القافلة ليتزامن مع خطة «نتنياهو»، ما يخلق حالة ضغط دولى على مصر، أما عن التمويل، فيتم تمرير أموال عبر جمعيات إغاثة فى تركيا وقطر إلى شركات بحرية أوروبية، وبالنسبة للدعاية، فيتم تجنيد القنوات والمواقع الإخوانية لتصوير أى اعتراض للقافلة كـ«عدوان مصرى على العمل الإنسانى».
المحرك الأول هو يحيى موسى، قيادى إخوانى هارب، متورط فى قضايا إرهاب داخل مصر، ويعمل كحلقة وصل بين الدوحة وإسطنبول فى تمويل القافلة.
وكذلك محمد منتصر، المتحدث الإعلامى السابق باسم الإخوان، ومسئول التنسيق الإعلامى بين القنوات الإخوانية والمواقع الأجنبية، ومحمد إلهامى، صاحب تصريح «احتلال سيناء بعد نجاح الثورة»، و«سقوط السيسى أهم من سقوط نتنياهو»، وهو قيادى بحركة «ميدان» الإخوانية.
وهناك أيضًا أحمد مولانا، ويعتبر المرجعية لحركة «ميدان» فى التأصيل الشرعى لفتوى الجهاد وحمل السلاح، ونورالدين البحيرى، نائب رئيس حزب النهضة والملقب بـ«عقل الإخوان» فى تونس، ويقدم الدعم اللوجستى لانطلاق البعثة من تونس.
تفاصيل خطة الحصار
تحدد موعد انطلاق البعثة الأولى من إسبانيا فى ٣١ أغسطس، تليها البعثة الثانية من تونس فى ٤ سبتمبر، ويبدأ تجهيز السفن فى ٢٠ أغسطس، حيث وصلت معدات وشحنات دعم إلى الموانئ المعنية، استعدادًا للرحلة البحرية.
بين ١٠ و١٥ أغسطس، تشهد الخطة حشدًا إعلاميًا مكثفًا، حيث بدأت قنوات ومواقع محسوبة على جماعة الإخوان ببث تقارير ميدانية عن تجهيز السفن فى الموانئ الإسبانية والتونسية.
وفى ٢٠ أغسطس، تصل شحنات غذائية وطبية من جمعيات أوروبية وقطرية إلى ميناء برشلونة، ما يعزز الاستعدادات اللوجستية للبعثة الأولى.
وفى ٣١ أغسطس، تغادر أكثر من ٢٥ سفينة من إسبانيا باتجاه شرق المتوسط، مرورًا بسواحل المغرب والجزائر، وبين ١ و٣ سبتمبر يصل متطوعون من المغرب والجزائر إلى تونس استعدادًا للانضمام إلى البعثة الثانية.
وفى ٤ سبتمبر، تنطلق البعثة الثانية، والمكونة من ٢٠ إلى ٢٥ سفينة، بمشاركة آلاف النشطاء، متجهة نحو غزة.
ومن المتوقع أن تلتقى القافلتان فى عرض البحر بين ١٠ و١٥ سبتمبر، قبالة السواحل المصرية أو الفلسطينية.
المخاطر الكامنة
من حيث البعد الجغرافى، فإن اقتراب السفن من سواحل العريش يمنح التنظيمات الإرهابية فى شمال سيناء فرصة لوجستية، أما البعد السياسى، فإن تحويل القضية من حصار غزة إلى اتهام مصر بعرقلة المساعدات، ما يضعف موقف القاهرة دوليًا، ومن حيث البعد الأمنى، فاحتمالية استغلال بعض السفن لتهريب معدات أو أفراد تحت غطاء الإغاثة، وقد تحمل أكثر من شحنة إغاثة، وربما أكثر من علم دولة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

بوابة الأهرام
منذ ساعة واحدة
- بوابة الأهرام
«سي إن إن»: رغم العقوبات... مليارات الدولارات لا تزال تتدفق بين الغرب وروسيا
كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية نقلا عن بيانات حكومية أمريكية حديثة أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يزالان يُجريان تجارة بمليارات الدولارات مع روسيا، رغم الانخفاض الحاد في حجم التبادل التجاري منذ بداية الحرب في أوكرانيا. موضوعات مقترحة ووفقًا لإحصاءات الحكومة الأمريكية، فقد تراجعت التجارة بين واشنطن وموسكو بنحو 90% منذ الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، إلا أن الولايات المتحدة استوردت عام 2024 ما قيمته 3 مليارات دولار من السلع الروسية. أما الاتحاد الأوروبي — الشريك الرئيس لواشنطن في فرض العقوبات على موسكو — فقد استورد ما قيمته 41.9 مليار دولار (36 مليار يورو) من السلع الروسية خلال العام نفسه، بحسب بيانات وكالة الإحصاء الأوروبية "يوروستات". ويُمثل ذلك انخفاضًا بنسبة 86% في الواردات الأوروبية من روسيا مقارنة بالربع الأول من عام 2022. ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أبرز المجالات التي لا تزال تحافظ على علاقات تجارية بين واشنطن وموسكو منها الأسمدة الكيميائية والبلاديوم واليورانيوم والبلوتونيوم. فلقد بلغت قيمة واردات الولايات المتحدة من الأسمدة الروسية أكثر من 1 مليار دولار في 2024، وتشمل أساسًا نترات اليوريا، ونترات اليوريا الأمونيوم، وكلوريد البوتاسيوم (البوتاس). ويقول ألان بيكيت، رئيس وحدة تحليل الأسمدة في S&P Global، إن هذا المستوى من التجارة مرشح للاستمرار ما لم تفرض الولايات المتحدة عقوبات مباشرة على واردات الأسمدة الروسية، كما فعلت مع البوتاس البيلاروسي. ورغم تراجع واردات البلاديوم من روسيا بشكل كبير منذ عام 2021، استوردت الولايات المتحدة ما قيمته 878 مليون دولار من المعدن في 2024. ويُستخدم البلاديوم في العديد من المنتجات الإلكترونية والصناعية، خصوصًا في المحولات الحفازة للسيارات. وتقدر واردات الولايات المتحدة من اليورانيوم والبلوتونيوم من روسيا حوالي 755 مليون دولار هذا العام، بحسب بيانات هيئة الإحصاء الأمريكية. وخلصت الشبكة بالقول إن هذا الواقع الاقتصادي يُظهر أن العقوبات الغربية، رغم شدتها، لم تُنهِ بالكامل العلاقة التجارية بين موسكو والغرب، خصوصًا في القطاعات التي يصعب إيجاد بدائل لها على المدى القصير.


وضوح
منذ 2 ساعات
- وضوح
صحيفة معاريف: توتر متصاعد بين حكومة نتنياهو والحريديم ومخاوف من حرب أهلية
كتب – محمد السيد راشد نشرت صحيفة معاريف العبرية تقريرًا عن تصاعد حدة التوتر بين حكومة بنيامين نتنياهو والمجتمع الحريدي في إسرائيل، على خلفية الجدل حول قانون التجنيد الإجباري، وسط دعوات للعصيان المدني ومخاوف من فقدان السيطرة على الشارع الحريدي. دعوات للتصعيد والعصيان المدني شهدت الأيام الأخيرة دعوات من قيادات حريدية إلى 'كسر الأدوات' في مواجهة قانون التجنيد، حيث اقترح بعضهم خطوات تصعيدية مثل سحب الأموال من البنوك لإسقاطها، ومقاطعة الشركات الكبرى لإلحاق الضرر الاقتصادي بها. كما أعلن عضو الكنيست مئير بوروش إضرابه عن الطعام أمام مكتب المستشارة القضائية، احتجاجًا على إصدار أوامر اعتقال بحق الحريديم المتهربين من الخدمة العسكرية. اعتقالات ومخاوف من المواجهة بحسب الصحفي ييشاي كوهين في تصريحات لراديو 103FM، فإن الأجواء داخل المجتمع الحريدي متوترة للغاية، مع تزايد المخاوف من حملات اعتقال واسعة تستهدف طلاب المدارس الدينية. وأشار إلى اعتقال اثنين بالفعل في تل أبيب، وسط أنباء عن نية الجيش نصب حواجز داخل المدن الحريدية لملاحقة المتهربين. انقسام داخل المجتمع الحريدي أكد كوهين أن تصريحات بوروش تعكس مخاوف حقيقية من أن الأوضاع قد تخرج عن السيطرة في حال اعتقال الآباء أو الأبناء، لكنه أوضح أن معظم المجتمع الحريدي لا ينتمي للفصيل المتشدد المعروف باسم 'فصيل القدس'، المسؤول عن أغلب أحداث العنف السابقة. وأشار إلى أن التيار الرئيسي الحريدي يتبنى مواقف أقل حدة، لكنه يتابع عن كثب التطورات على الأرض.


تحيا مصر
منذ 2 ساعات
- تحيا مصر
الدعوة السلفية تحذر من تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" وتدعو لخطة عربية موحدة لمواجهتها
أصدرت الدعوة السلفية في مصر بيانًا حذرت فيه من خطورة التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، التي تحدث فيها عن "رسالة تاريخية وروحية" تجاه ما أسماه "إسرائيل الكبرى"، معتبرة أن هذه التصريحات تكشف بوضوح الأطماع الصهيونية في الاستيلاء على أراضٍ عربية تمتد من النيل إلى الفرات. الدعوة السلفية تحذر من تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" وتدعو لخطة عربية موحدة لمواجهتها وأكد البيان أن ما جاء على لسان نتنياهو يمثل جرس إنذار يستدعي من دول المنطقة — خاصة مصر والسعودية والأردن وسوريا ولبنان والعراق — اتخاذ خطوات استباقية وتحقيق أعلى درجات التنسيق الدفاعي، مشيرًا إلى أن المشروع الصهيوني لا يعرف حدودًا، وأن "إسرائيل" تستغل أي فرصة لتوسيع نفوذها. وانتقدت الدعوة السلفية استمرار بعض الدول في المضي نحو الاتفاقات الإبراهيمية، في وقت يتمسك فيه قادة الاحتلال بعقيدتهم التوسعية، معتبرة أن هذه السياسات تمثل خطرًا على عقيدة الأمة ووحدتها. كما لفت البيان إلى أن التوسع الإسرائيلي، سواء كان بدوافع دينية أو أمنية، يسبقه عادة تفكيك دول الجوار واستمالة الأقليات وبسط السيطرة الجوية، كما يحدث في لبنان وسوريا والعراق. تفعيل اتفاقات الدفاع المشترك ودعا البيان الدول العربية والإسلامية إلى تبني خطة مشتركة لمواجهة الغطرسة الصهيونية، تبدأ بعدم الموافقة على الاتفاقات الإبراهيمية، وتفعيل اتفاقات الدفاع المشترك، والعمل على عزل الكيان دبلوماسيًا واقتصاديًا، مع توجيه ضغوط على حلفائه الغربيين، بالإضافة إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني باعتباره خط الدفاع الأول عن المنطقة. كما أشار البيان إلى أن التاريخ والعقيدة اليهودية يظهران صفات العداء الشديد للمسلمين، مستشهدًا بعدد من الآيات القرآنية التي توضح قسوة قلوبهم وطمعهم وعداوتهم للمؤمنين، مختتمًا بالدعاء بأن يحفظ الله الأمة من شرورهم.