logo
20 Apr 2025 09:26 AM المطران ابراهيم: التوافق لا يعني التنازل عن المبادئ

20 Apr 2025 09:26 AM المطران ابراهيم: التوافق لا يعني التنازل عن المبادئ

MTV٢٠-٠٤-٢٠٢٥

ترأس رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم رتبة الهجمة وصلاة السحر وقداس ليلة عيد الفصح المجيد في كاتدرائية سيدة النجاة، بمشاركة الأب ادمون بخاش والشماس الياس خزاقة وبحضور جمهور كبير من المؤمنين.
وكان للمطران ابراهيم عظة هنأ فيها المؤمنين والمؤمنات بقيامة السيد المسيح وتطرّق الى الإنتخابات البلدية في زحلة، ومما قال: "في هذه الليلة المضيئة التي انتصر فيها النور على الظلام، والقيامة على الموت، نلتقي عند أقدام القبر الفارغ، حيث تحقّقت أعظم حقيقة في التاريخ: "لِمَاذَا تَطْلُبُونَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لَكِنَّهُ قَامَ" (لوقا ٢٤: ٥-٦). القيامة ليست حدثًا من الماضي وحسب، بل هي واقع حيٌّ يغيّر التاريخ والإنسانية، ويجعل من الموت جسرًا إلى الحياة، ومن الألم معبرًا إلى المجد، ومن اليأس دعوة إلى الرجاء. لقد بدا المشهد في الجمعة العظيمة وكأنّ الشر انتصر، وكأنّ الظلم قد أسدل ستاره على التاريخ، لكن الفجر أتى، والقبر الفارغ أعلن أنّ الشرّ لا يملك الكلمة الأخيرة. قيامة المسيح هي الشهادة الحيّة بأنّ الحقيقة لا تُدفن، وأنّ الإنسان مهما تألّم، فإنّ الله قادر على أن يقيمه من جديد. وكما يقول القديس غريغوريوس النيصي: "إن القيامة هي قلب الإيمان المسيحي، لأنها ليست فقط غلبة المسيح على الموت، بل هي دعوة لكل مؤمن ليقوم من ضعفه إلى النعمة".
وأضاف: "نحن اليوم، في لبنان الجريح، نشعر وكأننا نعيش في ظلمة الجمعة العظيمة. الأزمات الاقتصادية، الهجرة، الفساد، وانعدام العدالة، كلّها تجعلنا نتساءل: أين نور الفصح؟ أين الرجاء؟ يقول الفيلسوف جاك ماريتان: "الدولة التي تهمل مكوناتها الروحية تحكم على نفسها بالزوال." لبنان ليس مجرد نظام سياسي، بل رسالة، ورسالتنا كمسيحيين أن نكون "ملح الأرض" و"نور العالم" (متى ٥: ١٣-١٤). لكن الملح إن فسد، فبماذا يملّح؟ وإن أُطفئ النور، فكيف يرى الناس الحق؟ لكننا نؤمن أنّ لبنان، رغم جراحه، ليس قبرًا للمستقبل، بل أرض قيامة، طالما فيه رجال ونساء يؤمنون بأنّ "اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُقِيمَ الْمَوْتَى" (عبرانيين ١١: ١٩). نحنُ نؤمن أن لبنان دخل في عهد جديد نتمنى أن يكون عهد إعادة بناء الدولة والمؤسسات على أسس صلبة تضمن حقوق جميع اللبنانيين".
وعن الإنتخابات البلدية، قال المطران ابراهيم: "في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد، تصبح الانتخابات البلدية في زحلة أكثر من مجرد استحقاق ديموقراطي؛ إنها فرصة لترسيخ قيم الشراكة والتلاقي، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية الضيّقة. من هنا، تبرز أهمية التوافق كخيار وطني وإنمائي يُجسّد روح المسؤولية ويُحصّن النسيج الاجتماعي في هذه المدينة التاريخية. زحلة، بعراقتها وتنوّعها، لا تحتمل مزيدًا من الانقسامات أو التجاذبات السياسية، بل تحتاج إلى مجلس بلدي موحّد، نابع من إرادة جامعة، قادر على النهوض بالتحديات الإنمائية والاقتصادية، وعلى وضع خطة مستدامة تخدم جميع أبناء المدينة، من دون استثناء أو تمييز".
وأضاف: "التوافق لا يعني التنازل عن المبادئ، بل هو تعبير ناضج عن وعي جماعي يسعى إلى الحفاظ على السلم الأهلي، ويعكس روح التآلف التي ميّزت زحلة في المحطات المفصلية من تاريخها. إنه السبيل الأنجع لتفادي صراعات عبثية، ولضمان استمرارية العمل البلدي بكفاءة وشفافية، في خدمة الإنسان الزحلاوي أولًا وأخيرًا. الانتخابات مهمة، لكن الأهم هو ما بعد الانتخابات. "The day after
وختم: "إن القيامة ليست فقط احتفالًا طقسيًا، بل هي التزام بأن نحمل رسالة المسيح في واقعنا اليومي. فلنتابع مسيرتنا بإيمان راسخ، ولنتذكر قول الرب: "فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ" (يوحنا ١٦: ٣٣). اليوم، نقولها بكلّ رجاء: المسيح قام! فليقم لبنان! فليقُم العدل! فليقُم الرجاء! ولتكن القيامة بداية جديدة لكل قلب منكسر، ونورًا لكل درب معتم، وسلامًا لكل بيت تعب من العواصف. نتمنّى لكم ولعائلاتكم عيدًا مباركًا، مفعمًا بالفرح، مترعًا بالرجاء، ومزهرًا بالإيمان. كل فصح وأنتم بالقيامة مغمورون، وبنعمة الرب منصورون. المسيح قام! حقًّا قام!".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السيد فضل الله: لوطن يملك كل مواقع القوة بوجه من يريد ان يحتله او يستبيح سيادته
السيد فضل الله: لوطن يملك كل مواقع القوة بوجه من يريد ان يحتله او يستبيح سيادته

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

السيد فضل الله: لوطن يملك كل مواقع القوة بوجه من يريد ان يحتله او يستبيح سيادته

دعا السيد علي فضل الله 'لطرد كل ألوان الحقد والعصبية ومد جسور التواصل في كل الساحات'. وقال السيد فضل الله في حديث له الخميس إن 'مسؤوليتنا ان نحب كل الناس سواء الذين نتفق معهم أو الذين نختلف معهم وان يكون همنا دوما البحث عن نقاط التلاقي والمشتركات بين اطياف هذا الوطن الذي يتسع للجميع لا أن نتحرك في عقلية تسجيل النقاط على بعضنا البعض'. وأضاف السيد فضل الله 'نريد لاولادنا ان يكونوا نواة بناء هذا الوطن ليكون وطنا عزيزا حرا لجميع أبنائه وطن العدالة والمساواة والعزة والكرامة وطنا يملك كل مواقع القوة التي تجعله يقف في وجه كل من يريد ان يحتله او يستبيح سيادته ويضرب استقراره'. المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

'الوفاء للمقاومة': لرفض مشاريع الإذعان للاحتلال.. والمقاومة أعطت للبنان معاني العزة والكرامة
'الوفاء للمقاومة': لرفض مشاريع الإذعان للاحتلال.. والمقاومة أعطت للبنان معاني العزة والكرامة

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

'الوفاء للمقاومة': لرفض مشاريع الإذعان للاحتلال.. والمقاومة أعطت للبنان معاني العزة والكرامة

أشارت كتلة 'الوفاء للمقاومة' النيابية في لبنان في بيان لها الخميس الى ان 'عيد المقاومة والتحرير يطل يوم الخامس والعشرين من أيار هذا العام، ليؤكد من جديد، بما لا يدع مجالا للشك، ان خيار المقاومة هو الذي أنبت هذه الشجرة الطيبة المباركة وأثمر النصر العزيز بتحرير الأرض من رجس العدوان وأعاد لوطننا العزيز لبنان معاني العزة والكرامة والسيادة والاستقلال بعد ان رزح تحت وطأة الاحتلال قرابة عقدين من الزمن'. وشددت الكتلة على 'ضرورة رفض مشاريع الإذعان والتطبيع مع الاحتلال وأي محاولة أو صيغة لتبرير أو شرعنة اعتداءاته'، واضافت 'ليس بعيدا عن لبنان، يصرّ الإجرام الصهيوني الموصوف والمتوحش على مواصلة حرب الإبادة ومحاولات التهجير المبرمج لأهل غزة والعدوان المتواصل على أبناء الضفة الغربية وبقية المناطق المحتلة'. وحول الانتخابات البلدية، عبّرت الكتلة عن 'إرتياحها واعتزازها الشديدين بأهل المقاومة وجمهورها ومحبيها الذين أثبتوا عبر تفاعلهم الإيجابي مع الثنائي الوطني رسوخ خيارهم في خط دعمها وولائهم لها، وأبوا إلا أن يحولوا هذه المناسبة الإنمائية إلى محطة من محطات الولاء والوفاء والثبات على نهجها، وهذا ليس غريبا أبدا على أهل البقاع، ولا على أهلنا في بيروت وجبل لبنان والشمال'، وتابعت 'لقد أثبت أهل المقاومة بوعيهم المتقدم والتزامهم الشريف في العاصمة بيروت، أنهم صمام الأمان والضامن للمناصفة فيها، بما يؤكد قناعتهم التامة بالعيش الواحد وحماية معادلة التكامل والتوازن للوطن وأهله جميعا'. وعن الانتخابات في جنوب لبنان، قالت الكتلة 'نتطلع إلى أهلنا الأعزاء وكل المؤيدين والحلفاء للثنائي الوطني الذين سيسهمون في تتويج خاتمة هذا الاستحقاق البلدي بالفوز العزيز الذي يؤمل أن يشكل حصانة وضمانة لجميع أبناء المنطقة ويعود عليهم بالخير لجهة إعادة إعمار قراهم وإنمائها لتبقى ثابتة عصية في وجه العدوان والحرمان'. وبالسياق، دعت الكتلة 'المسؤولين اللبنانيين جميعا إلى التحلي بالوعي والجرأة والتبصر الكامل بمصلحة البلد وأهله بعيدا عن ضغوط الإدارة الأميركية، وما تريده إنفاذا لتعهدها الدائم والثابت لمصلحة العدو الإسرائيلي على حساب لبنان واللبنانيين'، وتابعت 'نؤكد هنا على ضرورة أن تضع الحكومة هذه الإدارة أمام مسؤولياتها في ضمان وقف إطلاق النار وتحميلها مسؤوليّة استمرار العدو في احتلاله وانتهاكاته للسيادة واغتيالاته اليومية، فضلا عن ضرورة إلزامه وقف اعتداءاته التي تمنع اللبنانيين من إعمار ما تهدَّم من بيوت ومؤسسات بفعل استمرار وتوسع العدوان الصهيوني'. وفيما حيت الكتلة 'الصمود الأسطوري والملاحم البطولية لمجاهدي المقاومة في غزة والضفة الغربية'، وأشادت بموقف اليمن الداعم لفلسطين وشعبها، وقالت 'يبقى بين ظهراني هذه الامة ما يفيض بالخير، ويشع عزة وكرامة ومجدا، اذ سيسجل التاريخ لليمن العزيز وشعبه الشجاع ولحركة أنصار الله ولقيادتهم الجريئة والمباركة والثابتة على الحق، موقفهم الرافض والمقاوم لجريمة إبادة غزة ومحاولة الأعداء الصهاينة ورعاتهم، تصفية القضية الفلسطينية، ودعمهم الثابت والمتصاعد لأهلنا في كل فلسطين، بتشديد الحصار على موانيء العدو ومطاراته وادخال ميناء حيفا في دائرة الحصار حتى وقف العدوان الصهيوني'. المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

المطران طربيه :لإنهاء الحروب وتحقيق العدالة تجاه الشعوب المظلومة والمُستضعفة
المطران طربيه :لإنهاء الحروب وتحقيق العدالة تجاه الشعوب المظلومة والمُستضعفة

المركزية

timeمنذ ساعة واحدة

  • المركزية

المطران طربيه :لإنهاء الحروب وتحقيق العدالة تجاه الشعوب المظلومة والمُستضعفة

المركزية - وجه راعي الأبرشية المارونية في أوستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا، المطران أنطوان - شربل طربيه، نداء من "أجل إنهاء الحروب وتحقيق العدالة تجاه الشعوب المظلومة والمُستضعفة"، وذلك في سياق النداء العاجل الذي وجهه البابا لاوون الرابع عشر والذي يشكّل دعوة إلى تحرّك فوري من أجل إحلال السلام في غزة، وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانيّة، اضافة الى طلب الأساقفة الموارنة خلال اجتماعهم الشهري، بوقف فوري للحرب في قطاع غزة، داعين المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والقيام بواجبه في هذا الشأن. واعتبر طربيه ان "استمرار الحرب في غزة، كما في أوكرانيا، يُعدّ دليلًا صارخًا على فشل الإنسانية والعدالة تجاه الشعوب المظلومة والمستضعفة"، وقال:" كما علّمنا الرب يسوع، نحن مدعوون الى ان نكون صانعي سلام، نستحق الطوبى التي وعد بها الرب: طوبى لفاعلي السلام فإنهم أبناء الله يُدعون» (متى 5: 9). لذلك، نكرّر الدعوة للجميع الى الصلاة من أجل إحلال السلام ووقف الحروب"٠ وطالب "بفتح المعابر فورًا لإدخال المساعدات الإنسانية، من طعام ودواء، إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة منذ أحد عشر أسبوعًا، دون أي قيد أو شرط"، واكد "ان العالم اليوم يقف أمام مسؤولية أخلاقية كبرى، وأمام تحدٍ جوهري في تطبيق مبادئ وأحكام القانون الدولي والإنساني. فيجب أن يعلو صوت الضمير دفاعًا عن الكرامة الإنسانية، والعمل دون تأخير من أجل إحلال السلام واحقاق الحق"٠ و ختم داعيا إلى "الاتحاد اليوم وكلّ يوم في الصلاة، ولنكن شهودًا للمحبّة الإلهيّة، مدافعين عن الحق بشجاعة، مصلّين بإيمان، وعاملين برحمة من أجل وقف تجويع وقتل الأبرياء، لأن ذلك يثقل ضمير الإنسانيّة جمعاء"٠

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store