
الرابح والخاسر في اتفاق الكونغو ورواندا برعاية واشنطن - إيطاليا تلغراف
عطا المنان بخيت
دبلوماسى سودانى سابق وباحث فى الشئون الأفريقية
وقّع وزيرا خارجية الكونغو الديمقراطية ورواندا، يوم الجمعة السابع والعشرين يونيو/ حزيران الماضي، اتفاق سلام ومصالحة تاريخي في العاصمة الأميركية واشنطن، برعاية كاملة من الولايات المتحدة الأميركية.
جرت مراسم توقيع الاتفاق في مقر وزارة الخارجية الأميركية، وقال مبعوث الرئيس الأميركي، مسعد بولس، في حفل التوقيع، إن اتفاقَ سلامٍ نهائيًا سيُوقَّع رسميًا نهاية شهر يوليو/ تموز الجاري، بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي والرواندي بول كاغامي، بمشاركة الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض وبحضور وجهد قطري.
لم تعلن واشنطن بعد عن تفاصيل الاتفاق المُوقَّع بين الغريمين التاريخيين، لكن المعلومات القليلة التي رشحت تفيد بأن الاتفاق ينص على وقف دعم الحركات المسلحة الناشطة في منطقة شرق الكونغو، ويضمن مصالح كلٍّ من رواندا والكونغو، الاقتصادية والأمنية، ويوقف سيل الدماء النازف في هذه المنطقة الغنية بالمعادن النادرة، منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
وبغض النظر عن محتوى الاتفاق، فإن هذا الحدث في حد ذاته يُعتبر تطورًا نوعيًا مهمًّا في الصراع الدامي المتطاول في شرق الكونغو الديمقراطية، ويُعد نجاحًا كبيرًا جدًّا للدبلوماسية الأميركية والقطرية، عجزت عن تحقيقه قوى إقليمية ودولية كثيرة.
ولا شك أن استقرار شرق الكونغو سيؤدي إلى استقرار إقليم البحيرات الكبرى المضطرب منذ سنوات، وسيعزز مسيرة التنمية، ويدفع حركة اقتصاد المعادن، وهو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الولايات المتحدة لرعاية اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا.
وفي سبيل التوصل إلى هذا الاتفاق، فإن الولايات المتحدة لم تبدأ من الصفر، لكنها اعتمدت على مخزون وافر من التجارب والاتفاقات التي تبنتها جهات أفريقية ودولية عملت منذ سنوات على هذا الملف، أهمها جهود أنغولا الطويلة باسم الاتحاد الأفريقي، وجنوب أفريقيا، ومحاولات المجموعة الاقتصادية لدول شرق أفريقيا، وانتهاءً بالمبادرة القطرية التي نجحت في جمع الرئيسين الكونغولي والرواندي في الدوحة، برعاية أمير دولة قطر.
لكن الولايات المتحدة استفادت من كل ذلك التراث التفاوضي ونسبته لنفسها في اتفاق واشنطن. وكما يقول المثل الأفريقي: يجمعها النمل ويطؤها الفيل.
انتهازية تشيسيكيدي السياسية
كيف ولماذا التقطت أميركا القفاز ورمت بثقلها في هذه المبادرة المحفوفة بالمخاطر؟ ومن الذي وضع الطُعم المغري الذي جذب أميركا إلى أتون هذا الموضوع المعقّد؟
مرةً أخرى، هو اقتصاد التعدين والمعادن الثمينة والنادرة التي تزخر بها أرض الكونغو الديمقراطية.
للإلمام برأس الخيط، علينا أن نستذكر التطور الدرامي للأحداث في شمال كيفو منذ مطلع هذا العام، والتي دارت بعكس ما تشتهيه حكومة الكونغو الديمقراطية.
فقد استطاعت حركة M23 المتمردة، والمدعومة من الحكومة الرواندية، إلحاق هزيمة نكراء بالجيش الكونغولي في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، وسيطرت على مدينة غوما الإستراتيجية، عاصمة إقليم شمال كيفو، ثم واصلت مسيرتها الظافرة وسيطرت على مدينة بوكافو، وبذلك أصبحت تسيطر على الوضع العسكري تمامًا في إقليم مهم سياسيًا، وغني بالموارد الطبيعية النادرة.
وجد الرئيس تشيسيكيدي نفسه في موقف لا يُحسد عليه، وكان أمامه خياران أحلاهما مرّ: إما التفاوض مع حركة M23 وتقديم تنازلات سياسية مؤلمة، وهو ما ظل يرفضه منذ وصوله إلى السلطة، أو فقدان السلطة كلها، لأن الحركة المتمردة كانت قادرة على الزحف نحو العاصمة، مقتفية ذات الطريق الذي سلكه الرئيس السابق جوزف ديزيريه كابيلا في العام 1995، عندما استولى على إقليم كيفو، ثم واصل زحفه نحو العاصمة كينشاسا. في تلك الفترة، كان كثير من المراقبين يعتقدون أن أيام تشيسيكيدي في السلطة باتت محدودة.
ولما كانت الحاجة أم الاختراع، توجه الرئيس الكونغولي نحو أميركا مباشرة، وقدم لها عرضًا مغريًا جدًا: المعادن الثمينة مقابل السلام والأمن في شرق الكونغو. ولما كانت حكومة الرئيس ترامب تفكر بعقل التجار، فقد كانت البيع رابحًا بالنسبة لها، وقبلت الرهان، وما خفي أعظم.
عودة الى ممر لوبيتو
تُعتبر منطقة البحيرات الكبرى منطقةً مهمةً جدًا لأميركا، لما تختزنه من ثروات طبيعية هائلة، وما تحويه أرضها من معادن نادرة وثمينة، ولقربها النسبي من أميركا عبر المحيط الأطلسي. لذلك، اهتمّت الإدارات الأميركية المختلفة بهذه المنطقة.
ونذكر زيارة الرئيس الأميركي السابق بايدن إلى أنغولا، وزيارات وزير خارجيته المتعددة إلى دول جنوب وشرق أفريقيا. كان الهدف الرئيس هو السيطرة على موارد هذه المنطقة ومحاصرة النفوذ الصيني المتجذّر فيها.
وهكذا، بلورت الولايات المتحدة مشروعًا اقتصاديًا طموحًا أُطلق عليه 'ممر لوبيتو'، وهو طريق سكة حديد يمتد من أنغولا إلى زامبيا فالكونغو الديمقراطية، ومنها إلى المحيط الأطلسي. الغرض الرئيس من هذا المشروع هو نقل المعادن النفيسة في هذه المنطقة إلى الولايات المتحدة.
ويُعتبر ممر لوبيتو هو الطريق 'الضرار' لقطار 'الحرية' الذي أنشأته الصين، والذي يربط زامبيا والكونغو وتنزانيا، ومنها إلى الصين عبر المحيط الهندي. وتُعتبر الصين المستثمر الأكبر في شرق الكونغو في مجال المعادن، باستثمارات إجمالية تتجاوز ستة مليارات دولار.
فرص أمام الاتفاق
وهكذا نرى أن هناك مصالح كبيرة لطرفي الاتفاق الأساسيين، وهما الولايات المتحدة الأميركية والكونغو الديمقراطية. ولما كانت مصالح أميركا كبيرة ومغرية، فقد استخدمت كل أدواتها الدبلوماسية، الناعمة والخشنة، لجرّ رواندا إلى قبول الاتفاق والتوقيع عليه. وهي في ذلك استخدمت سياسة 'العصا والجزرة' المعروفة، حيث ضمن الاتفاق لرواندا مكاسب ليست بالقليلة.
يحمل اتفاق واشنطن فرصًا عديدة لنجاحه، منها:
الثقل السياسي للولايات المتحدة، راعية الاتفاق، التي سترمي بكل ثقلها العالمي للضغط على كل الأطراف المعنية للالتزام بما وقّعت عليه. ولدى أميركا أدوات كثيرة يمكن أن تستخدمها في سبيل ذلك.
كثافة الضغوط الدولية على رواندا لرفع يدها الطويلة والكفّ عن تأجيج الصراع في شرق الكونغو. فقد جاهرت عدة جهات دولية نافذة، مثل فرنسا والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا، باتهام رواندا بالتدخل السافر في دعم حركة 'M23'.
وعليه، لم يعد إنكار كيغالي لتدخلها في الصراع مجديًا، ولذلك فإن رواندا نفسها بدأت تبحث عن مخرج مشرّف من هذا الصراع.
أقرّ اتفاق واشنطن تكوين آلية مشتركة بين الكونغو ورواندا لمتابعة التنفيذ، والتأكد من وفاء كل طرف بالتزاماته، وربما تتطور هذه الآلية مستقبلًا لتصبح قوات مشتركة لمراقبة الحدود.
كما أقرّ الاتفاق تكوين مجموعة مراقبة ثلاثية تضم أميركا وقطر والاتحاد الأفريقي، تسهر على التأكد من التزام كل الأطراف بما وقّعت عليه.
ضمن اتفاق واشنطن لرواندا مكاسب اقتصادية مهمة، منها السماح بتصدير المعادن الثمينة عبر رواندا، وهو ما تقوم به الحركات المتمردة الآن بشكل غير رسمي، وكذلك التزام الشركات الأميركية بتطوير المناجم الموجودة داخل رواندا، بما من شأنه أن ينعش الاقتصاد الرواندي.
تحديات أمام الاتفاق
بالمقابل، فإن اتفاقية واشنطن تواجه صعوبات ليست بالهينة، قد تنعكس سلبًا على مصالح الراعي والرعية، منها:
مدى استعداد الشركات الأميركية الكبرى للمجازفة بالعمل في منطقة ذات مخاطر أمنية عالية، يصعب السيطرة عليها. ويؤكد ذلك أن الشركات الصينية التي تعمل في هذه المنطقة كثيرًا ما تعرّضت لهجمات من الحركات المسلحة، وفقدت العديد من العاملين، لكنها تحمّلت تلك المخاطر بصبر كبير.
لم يتحدث الاتفاق بوضوح عن الحركات المسلحة المنتشرة في هذه المنطقة منذ سنوات. ويبدو أن أميركا تعتمد في هذا الجانب على الجهود القطرية، وتتابع نتائج مفاوضات الدوحة الجارية بين حكومة الكونغو وحركة M23، وربما يُضمّن هذا الاتفاق كملحق لاتفاقية واشنطن.
لكن ماذا عن قوات الجبهة الوطنية لتحرير رواندا، التي تصر الحكومة الرواندية على تصفيتها؟ وهل ستنظم الدوحة لقاءات أخرى بين هذه الجبهة وحكومة رواندا؟ وماذا عن الحركات الصغيرة الأخرى، التي أصبحت تعيش على فوهة البندقية؟
لم يرشح حديث بعد عن طبيعة اتفاق المعادن بين الكونغو وأميركا، وصرّح الرئيس الكونغولي الأسبوع الماضي أن الاتفاق لم يُوقّع بعد، لكنه سيكون اتفاقًا مرضيًا لشعب الكونغو، ويحفظ حقوق الدولة والأجيال القادمة.
لكن المعلوم أن منطقة شرق كيفو تعمل فيها شركات صينية كثيرة منذ زمن بعيد، واستثمرت الصين أكثر من ستة مليارات دولار، كما أن دولًا أخرى مثل جنوب أفريقيا لها شركات عاملة في ذات المنطقة.
فكيف ستوفق الحكومة الكونغولية بين كل هذه الفسيفساء دون أن تخلق صراعًا مبكرًا بين أميركا والصين على الموارد؟ وهل سيرضي هذا الاتفاق طموح مؤسسات المجتمع المدني الناشطة بقوة في إقليم كيفو؟ وهل سيرضي الاتفاق الأحزاب والتكتلات المعارضة التي تنشط بقوة في هذه المنطقة؟
خسارة دبلوماسية
لقد حققت الولايات المتحدة الأميركية مكسبًا دبلوماسيًا مهمًا بنجاحها في إخراج اتفاقية واشنطن بين الكونغو الديمقراطية ورواندا. ويُعدّ الصراع في الكونغو، الذي تجاوز عمره الثلاثين عامًا، واحدًا من أكثر الصراعات تعقيدًا، ولا شك أن تسويته ستحقق استقرارًا كبيرًا في منطقة البحيرات الكبرى وشرق أفريقيا عمومًا. وهذا مكسب كبير يُحسب للدبلوماسية الأميركية.
ولكن الخاسر الأكبر في ذلك هو الدبلوماسية الجماعية الأفريقية، التي عجزت على مدى ثلاثين عامًا عن جمع الفرقاء وتسوية هذا الصراع المتطاول، واكتفت فقط بالحضور والتصفيق في حفل التوقيع الكبير في واشنطن، وعادت من الغنيمة بالإياب.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 5 ساعات
- الشروق
ترامب ينسحب للمرة الثانية من منظمة اليونسكو
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) اليوم الثلاثاء، 22 جويلية، مثلما فعل في عهدته الأولى، قبل أن يتراجع بايدن عن قراره. ووفقا لما أفادت به وكالة 'رويترز'، سيدخل الانسحاب من الوكالة والتي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية لتعزيز السلام من خلال التعاون الدولي في التعليم والعلوم والثقافة، حيز التنفيذ في 31 ديسمبر 2026. و قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي: 'قرر الرئيس ترامب سحب الولايات المتحدة من اليونسكو – التي تدعم القضايا الثقافية والاجتماعية المثيرة للانقسام والتي تتعارض تماما مع السياسات السليمة التي صوت عليها الأميركيون في نوفمبر'. واعتبرت الخارجية الأميركية إن البقاء في اليونسكو لا يصب في مصلحة واشنطن، متهمة إياها بـ'تبني أجندة عالمية وأيديولوجية للتنمية الدولية تتعارض مع سياستنا الخارجية القائمة على مبدأ أميركا أولا'. المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي قالت من جهتها إنها تشعر بالأسف الشديد لقرار ترامب، لكنها أضافت أن القرار كان 'متوقعا واليونسكو استعدت له'، وأضافت أن الوكالة قامت بتنويع مصادر تمويلها، إذ لم تتلق سوى نحو 8% من ميزانيتها من واشنطن. كانت اليونسكو واحدة من عدة هيئات دولية انسحب منها ترامب خلال عهدته الأولى، إلى جانب منظمة الصحة العالمية، واتفاقية باريس للمناخ، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وخلال عهدته الثانية، أعاد ترامب تطبيق هذه الخطوات.


إيطاليا تلغراف
منذ 5 ساعات
- إيطاليا تلغراف
إسرائيل تفاوض الفلسطيني على طريقة اغتياله و نفيه "كلهم إسرائيليون و لكنهم حيوانات في نظر بني صهيون"
إيطاليا تلغراف الدكتور إدريس الأندلسي أكد الغرب أنه خادم مطيع لإسرائيل، و لا يطمح إلا أن ينال رضى الصهاينة الذين يسيطرون على مسار نخبه السياسية، و يتحكمون في كثير من ركائز قراره المالي و الإقتصادي. أصدر الإتحاد الأوروبي قبل قليل قرارا بزيادة الضغط على روسيا لكي توقف الحرب في أوكرانيا، تولى وزير خارجية فرنسا دور ' المكشر عن أنياب ' العقوبات الإقتصادية و المالية، ان لم تتراجع روسيا عن الدفاع عن مصالحها الإستراتيجية، و الحد من توسع الحلف الأطلسي الذي يصر على وضع ترساناته الحربية على أبواب الكرملين و حتى في قلب موسكو. و أصاب العمي الإتحاد الأوروبي عن ما يجري في غزة. هناك في تلك البقعة من فلسطين وقف التاريخ، و توقف الكلام عن القيم الإنسانية، و انهارت كل المبادئ الإنسانية التي تتغنى بها أوروبا و أمريكا. أن يقتل سلاح الغرب بأيدي صهيوني عشرين ألف طفل، فذلك لا يحرك ساكنا في حكوماتهم، و لا يؤثث خطابات وزراء خارجية دول أوروبا الذي أراد أن يخيف روسيا، و لا يأبه لجرائم إسرائيل. مجرمي هذه ' الدولة ' من أمثال نتنياهو، لا يخضعون لمحاكمة، و لا قدرة لأي دولة في الغرب على محاسبتهم. تنفتح عقدة لسانهم حين يرمي طفل بحجارة على طائرة أمريكية، أو حين تقتحم نظرة، أم ترضع صغيرها، فوهة مدفع أوروبي و أمريكي في لحظة عبور القتل إلى مدرسة على أنين أطفال كانوا يرددون نشيدا، أو ترنيمات كنسية، أو آيات قرآنية، أو مجرد أغنية من ألحان مارسيل خليفة. يروج الإعلام لمفاوضات بين مغتصب و ضحايا إغتصاب في قطر. و تتبع أوروبا و أمريكا مراحل إنتصار المغتصب على الآلاف من ضحايا إسرائيل. ستسكت مجالس الإتحاد الأوروبي ، و كثير من مواقع القرار الأمريكي على أبشع انتهاكات حق الطفل الفلسطيني في الحياة. و هناك في بلادي من يتعاطى كل أشكال العهر الأخلاقي، و يؤكد أنه، و كل ما يملك من مؤسسات إعلامية و كل وسائلها ، إسرائيلي. و لن ينسى كل حر مغربي ما صدر عن كل صوت اخترقه الصهاينة. كتب مجرمون كل ما جاء في التلمود، هذا الذي لم يتدخل في كتابته إله أو نبي أو حكيم أو فيلسوف. تجمع كل مجرمي التاريخ، و من ضمنهم عتاة النازية، للتأكيد على أن الصهيوني ينال جزاء ' ربه ' إذا قتل غير اليهودي. و يزداد ثقل الجزاء في ميزان الحسنات إذا كان المقتول طفلا، أو حتى جنينا في بطن الحامل. و هكذا قال وزير المالية الصهيوني بتسلءيل سموتريتش ،بعد أن تم قتل طفل فلسطيني و حرقه، أن بلدة دوما ' يجب أن تمحى بالكامل'. قالت ' إميل شاكيد' وزيرة سابقة، أن كل ام فلسطينية ' تربي أبنائها على الكراهية، يجب أن تقصف، حتى و لو تلد بعد، لأنهم يكونون أعداء ' . و تجاوز ' ايتمار بن غفير ' المجرم الصهيوني كل الحدود، و أمر 'بإطلاق النار على كل فلسطيني بدون تردد' . و لم يتردد نتنياهو و عصابته على إطلاق النار على ضحايا الجوع في غزة أمام كاميرات تنقل الصور إلى الإتحاد الأوروبي، و إلى البيت الأبيض. و هكذا تم تقديس التلمود في الغرب، و ذبحت كل القيم الإنسانية على أعتاب مؤسسات الغرب. و وجب الإعتراف بأن العالم، الذي غض الطرف على جرائم الإستعمار الغربي في أفريقيا و آسيا و أمريكا هو نفسه الذي يغض الطرف عن جرائمه التي تتراكم منذ بيع فلسطين إلى عصابات الصهيونية منذ ' وعد بلفور'. صنعوا الكذب بإسم التاريخ وقدسوه، و حولوه إلى شبه قانون في مؤسسات قالوا أنها عالمية. إنتهت الحرب العالمية الثانية، و قرر الغرب صناعة مؤسسات تنتصر لمصالحه. أقروا أن مجلس الأمن سلطة تستعملها خمس دول أو سبعة فقط. قرروا أن تكون الجمعية العامة للأمم المتحدة مسرحا لكي يلعب كل من لا يملك سلطة القرار دوره للتعبير عن رأيه، و لكي يعلن كل زعيم صغير أنه أكبر الزعماء على تلفزيون بلاده. سيطر الأقوياء على القرار من أجل ضمان السلام العالمي. و أستمرت الحروب في أفريقيا و آسيا من طرف الدول الإستعمارية في أفريقيا و آسيا إلى غاية 1971. انتصرت أسلحة الفقراء على أسلحة أمريكا. وقع الرئيس الأمريكي نيكسون على سلام ، و غادر المارينز الامريكان ميادين الفيتنام بعد خسارة بشرية كبرى أمام فكر هوشيمنه. تابعنا نشرات الأخبار في هذه السنة على نبرات صوت المذيع الراحل' بلعربي' خلال نشرات الأخبار المسائية. و لم تختف الايديولوجية الإستعمارية الصهيونية التي استفادت من دعم أوروبي و أمريكي في سنة 1967. و لا زال الإستعمار الصهيوني لفلسطين مستمرا بفعل أسلحة أوروبا و أمريكا. و لا زالت الصهيونية تخترق الأنظمة العربية و الإسلامية لإضعاف كل إرادة للتغيير. و لا زالت الصهيونية تدمر كل آليات عملها بتزوير التاريخ. و لا زال الصهاينة يعبرون عن عدم قدرتهم على إكمال جرائمهم بدون ضغطهم على مراكز القرار في الغرب. يؤكد المهوسون بالتلمود أن نهاية العالم لن تتم دون مرحلة ضرورية لكي يستعبد كل يهودي مئات من البشر ' أو بالأحرى غير اليهود ' الذين يعتبرون مجرد كائنات حيوانية لم، و لن ترقى إلى مرتبة البشر، التي لا يرتقى إليها كل إنسان لا ينتمي إلى ' أسطورة شعب الله المختار '. و هكذا سيصبح كل زعماء العالم من غير اليهود، أو ربما أحفاد احفادهم، عبيدا لدى اليهود. و أود أن أخبر الرئيس ترامب أن أحفاده سيكونون عبيدا في أحياء نيويورك التي سيسيطر عليها الإسرائيليون. و قد وجب اخبار هذا الرجل أن ما يسمى ' بالحضارة اليهودية المسيحية ' كذبة كبرى. و سيظل النظام الكنسي الذي أدى إلى خلق الكنيسة المسيحية في روما ذلك الذي لن يتوافق مع ' الواح موسى' ، و مع أسفار العهد القديم، و خصوصا مع كل الوثائق التي تكون منظومة التلمود التي اسسها بشر، و لم تكن من أعمال إله خلق الكون. و تتفرج كل الالهة على مسرح اغتيال الأخلاق تحقير القيم الإنسانية، و الإستمرار في قتل الأطفال، ولن تفعل شيئا. و ستظل كل أشكال الدعاء من أجل حفظ أطفال فلسطين بدون فعل يذكر. هل يبارك الكون و من يتحكم فيه، من قوة في التأثير على قوى التدمير الإستعمارية. هل تدفعنا قوة أمريكا إلى الكفر بكل قوة سواها، رغم إيماننا بقوة السماء. و سيظل الصوت القادم من أعماق الأرض، و الذي يصنع الخوف في غزة، هو ذلك الذي يقول لمن كتبوا التلمود أن التاريخ لا تصنعه الخرافات غير المقدسة. كتب الصهيوني الكذب، و أكد قتلة الأنبياء أنهم شهداء على انتصار ' يعقوب أو إسرائيل ' على ربهم، و فرض شروطهم عليه، بعد معركة خسر خلالها من ' فضلهم على العالمين '. و سيظل نضال شعب فلسطين قويا، ما دام المغتصب الصهيوني يعتمد على الخرافة. و ينسى أصدقاء إسرائيل أن الصهاينة لا يفاوضون أحدا على أرض. يخيرونه فقط عن شكل ، و مكان اغتياله. فتظلوا أيها الخونة كلكم إسرائيليون. و سيظل المغاربة أوفياء لنضالات محمد الخامس و محمد بن عبد الكريم الخطابي و لعلال بن عبد ألله و لموحا أو حمو الزياني و لغيرهم من شهداء ثورة الملك و الشعب. إيطاليا تلغراف الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف السابق هل سيغدر ترامب بأحمد الشرع؟ التالي هذا هو حلم إسرائيل الأكبر في سوريا


الخبر
منذ 8 ساعات
- الخبر
أمريكا تنسحب من منظمة "اليونيسكو" مجددا
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) للمرة الثانية، مبرراً القرار بما وصفه بـ"التوجهات المعادية لأمريكا وإسرائيل" داخل المنظمة، والترويج لـ"أجندة صاخبة" تتعارض مع المصالح الوطنية الأمريكية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، في بيان رسمي: "قرر الرئيس ترامب الانسحاب من اليونسكو، التي تدعم قضايا ثقافية واجتماعية مثيرة للانقسام، تتعارض تماماً مع السياسات المنطقية التي صوت لها الأمريكيون في نوفمبر". وأضافت أن "الرئيس سيضع أمريكا دائما في المقام الأول، وسيعمل على ضمان أن تكون عضوية الولايات المتحدة في المنظمات الدولية متوافقة مع مصالحها الوطنية". ويأتي هذا القرار بعد مراجعة شاملة استمرت 90 يوما، بدأتها إدارة ترامب في فيفري الماضي، لفحص ما وصفته بـ"التعبيرات المعادية للسامية" و"المواقف العدائية" تجاه كيان الاحتلال من جانب المنظمة. ووفقا لمسؤولين في الإدارة الأمريكية، فقد أعربت واشنطن عن معارضتها الشديدة لسياسات "التنوع والمساواة والإدماج" التي تروج لها اليونسكو، بالإضافة إلى اعتراضها على المواقف المؤيدة للفلسطينيين والنفوذ الصيني المتزايد في قيادة المنظمة. وليست هذه المرة الأولى التي تنسحب فيها إدارة ترامب من المنظمة الأممية. ففي عام 2017، أعلنت واشنطن انسحابها الذي أصبح نافذا في نهاية 2018، مبررة القرار حينها بـ"التحيز المستمر ضد إسرائيل"، خاصة بعد اعتراف اليونسكو بفلسطين كدولة عضو كامل العضوية عام 2011. وقد عادت الولايات المتحدة للانضمام إلى المنظمة في جويلية 2023، في عهد الإدارة السابقة، في خطوة كانت تهدف إلى مواجهة النفوذ الصيني المتزايد والمشاركة في وضع المعايير الدولية، قبل أن يعلن ترامب عن الانسحاب مجددا اليوم. كما سبق أن انسحبت واشنطن من المنظمة الأممية، سنة 1948 تحت رئاسة رونالد ريغان، بداعي "تسييس" المنظمة.