
التغطية الإعلامية الأميركية لمجازر نتنياهو اليومية في غزة قاصرة تماما
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
اضافة اعلان
رالف نادر* - (كاونتربنش) 2/6/2025تتزايد المعارضة من مسؤولين سابقين في المؤسسة العسكرية والأمنية الوطنية الإسرائيلية ومن حلفاء إسرائيل -فرنسا، إنجلترا، وألمانيا- للقتل العشوائي الذي يطال عائلات المدنيين في غزة. وليس ثمة مبرر لاستمرار الإعلام الأميركي السائد في نشر تقاريره المنقوصة والمنحازة لدى تغطية المجازر الوحشية والإبادة الجماعية المرعبة في غزة بينما يصف نائب وزير الاقتصاد الإسرائيلي السابق، يائير غولان، نتنياهو بأنه "يمارس قتل الأطفال كهواية".تشكل هذه الإدانات المتزايدة دعمًا إضافيًا للإدانات الموثقة منذ زمن طويل التي أطلقتها 16 منظمة حقوق إنسان إسرائيلية، من بينها منظمة "كسر الصمت"، التي أصدرت مؤخرًا تقريرًا يوثق استخدام القوات الإسرائيلية للفلسطينيين في غزة كـ"دروع بشرية".لقد حان الوقت لفحص أوجه القصور -سواء المفروضة من الخارج أو الناتجة عن تقصير ذاتي- في تغطية الإعلام الأميركي لحكومة إسرائيلية وحشية خارجة عن السيطرة، تتلقى التسليح والتمويل على أساس يومي -أولًا من بايدن والآن من ترامب.1. فلنبدأ بالتقليل المفرط من عدد القتلى في غزة (سكانها 2.3 مليون) منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023. من الغريب أن الإعلام لا يصدق أي شيء تقوله "حماس"، إلا عندما يتعلق الأمر بتقارير وزارة الصحة لديها حول عدد الضحايا. ولا تعلن "حماس"، الحكومة المنتخبة في غزة، سوى عن الوفيات التي يمكن تأكيدها بالأسماء من خلال المستشفيات والعيادات والمشارح التي تم تدمير معظمها أو تعطيلها. ومع ذلك، يواصل الإعلام يومًا بعد يوم نشر الحصيلة التي تنشرها "حماس" للضحايا -التي بلغت حتى كتابة هذه السطور 54.300 قتيل.مع ذلك، لا أحد في الأوساط الأكاديمية، أو الأمم المتحدة، أو منظمات الإغاثة الدولية يصدق هذا الرقم المنخفض. وتقدر هذه الجهات غير الرسمية عدد القتلى بما يتراوح بين 250.000 و500.000 قتيل. وتتفق معظم هذه الجهات على أن غالبية الناجين من القصف العنيف للمنازل والأسواق والمستشفيات والبنية التحتية الحيوية كشبكات المياه والكهرباء، إما مرضى أو جرحى أو محتضَرين أو يعانون من الجوع الحاد.لا يتردد الإعلام في تقدير عدد القتلى في سورية خلال الحرب الأهلية تحت حكم الأسد، (500.000)، أو عدد القتلى في أوكرانيا بعد غزو روسيا. لكنه، لسبب ما، لا يرى مصلحة لـ"حماس" في تقليل الأرقام لتفادي مواجهة إدانات أكبر من شعبها بسبب فشلها في حمايتهم. يجب على الإعلام أن يوظف مراسليه لتوثيق حصيلة واقعية أكثر دقة. وإذا كان عدد القتلى قد بلغ 500.000 حقًا، فإن حدة الضغط السياسي والدبلوماسي والمدني على إسرائيل ستكون مختلفة تمامًا عنها مع الرقم الوهمي، 54.300.2. يجعل الحظر الذي فرضه نتنياهو على دخول الصحفيين المستقلين إلى غزة، بمن فيهم الأميركيون والإسرائيليون، من الصعب جمع الحقائق والمصادر مباشرة من مسرح الأحداث. وقد قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 300 صحفي فلسطيني -بعضهم مع عائلاتهم- وتم استهداف شقق بعضهم بصواريخ أميركية الصنع. وفي العام الماضي، احتجت 75 مؤسسة إعلامية كبرى على هذا الحظر في إعلان نُشر على صفحة كاملة في صحيفة "نيويورك تايمز". وكان من بين الموقعين مؤسسات الـ"نيويورك تايمز"، و"الواشنطن بوست"، والـ"أسوشيتد برس". لكن جهود هذه المؤسسات لتغطية المجازر في غزة لم تنجح. لم يدعمها "بيبي - بايدن". وما تزال الرقابة على الصحافة مستمرة في عهد ترامب.لكنَّ هذه المؤسسات الإعلامية قوية، ولديها مراسلون موجودون على مقربة، في القدس وتل أبيب، ويمكنها أن تفعل المزيد من أجل فتح أبواب غزة وإطلاع العالم على القصص المروعة من ساحات القتل الجماعي التي تهدد بإشعال حرب أوسع في الشرق الأوسط. لماذا لا يضغط الإعلام بقوة أكبر؟ يشكل هذا بحد ذاته قصة إعلامية غير مرويّة.3. بدأت كل هذه الفوضى العالمية العنيفة عندما انهارت في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 منظومة الأمن الحدودي الحديثة للغاية التي أنشأها نتنياهو، إما بسبب خطأ جسيم أو تدبير مقصود. ومن اللافت أن نتنياهو منع إجراء أي تحقيق رسمي في هذا الانهيار. وهذه قصة يجب التحقيق فيها حتى يتم الكشف عن مسؤوليته في تمكين "حماس". وكان نتنياهو قد تفاخر سابقًا بدعمه وتمويله لـ"حماس" عامًا بعد عام بسبب معارضتها حل الدولتين.لكن غياب تحقيق شامل سمح لنتنياهو بتحويل هذا الخطأ إلى سلسلة من الهجمات التي شنها، بدعم أميركي، ضد لبنان وسورية واليمن. وكما قالت إحدى الناجيات المسنات من الهولوكوست النازي لصحيفة "نيويورك تايمز" بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، فإنه "ما كان يجب أن يحدث هذا أبدًا".4. ما تزال التغطية الإعلامية للمجموعات الإسرائيلية الشجاعة المدافعة عن حقوق الإنسان -بما في ذلك الجنود والحاخامات والمبادرات المشتركة بين الإسرائيليين والفلسطينيين داخل إسرائيل- ضئيلة للغاية.وفي حين منح الإعلام الأميركي تغطية واسعة لمزاعم مشكوك فيها أطلقها نتنياهو وآخرون حول "الاغتصابات الجماعية" في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وهي مزاعم دحضتها وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها، لم يخصص هذا الإعلام إلا القليل من الاهتمام لهؤلاء الساعين الصادقين إلى السلام. لماذا؟وما الذي يمكن أن يبرر أيضًا تجاهل الصحف الأميركية الكبرى تمامًا لاحتجاجات منظمة "قدامى المحاربين من أجل السلام" (VFP) المستمرة في شوارع الولايات المتحدة من خلال فروعها المائة، بما في ذلك إضرابها الحالي عن الطعام لمدة 40 يومًا تضامنًا مع العائلات الفلسطينية الجائعة في غزة؟في وقت كتابة هذه السطور فقط، نشرت صحيفة الـ"واشنطن بوست" تقريرًا بارزًا على صفحتين عن الكلاب التي تم تبنيها في أوكرانيا منذ بداية الغزو!5. يشمل الانحياز في التغطية الجانب الآخر أيضًا. لم يتم تناول عمل اللوبي المحلي شديد النفوذ والمؤيد بشكل مطلق لإسرائيل، بقيادة "لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية" (آيباك)، بأي تحقيق -أو حتى بموضوع صحفي معمّق ومحايد في الصحف الكبرى. ومع ذلك، يمتلك لوبي (آيباك) القوي داخل الكونغرس أشخاصًا مكلّفين بمراقبة كل عضو في مجلس الشيوخ والنواب، كما قام بتمويل حملات انتخابية ضد أي نوّاب تجرؤوا على توجيه انتقادات خفيفة له باعتباره بوق نتنياهو. حتى أن (آيباك) لا يدعم إرسال صحفيين أميركيين إلى داخل غزة، أو السماح بنقل جوي للأطفال الغزيين الذين أُصيبوا بحروق مروعة أو بُترت أطرافهم إلى مستشفيات أميركية مجهزة وقادرة على استقبالهم وعلاجهم.يتغلغل التحيّز أيضًا في المفردات المستعملة وتلك التي يُحظر استخدامها. وفي حين تصف صحيفة "نيويورك تايمز" ومحطة "سي بي إس" حركة "حماس" بالإرهابية بانتظام، لم تُطلق أي وسيلة إعلامية أميركية وصف "الإرهاب" على نتنياهو، على الرغم من أنه قتل أعدادًا أكبر بكثير من المدنيين الفلسطينيين لأغراض سياسية. وتُوصف هذه المجازر الجماعية في التقارير بأنها "عمليات عسكرية إسرائيلية". وبينما يتم يوميًا تكرار عدد القتلى الإسرائيليين (1.200)، لا تقول الصحافة -كما تفعل مع "حماس"- إن حكومة إسرائيل لا تميز بين المدنيين والمقاتلين. في الواقع، كان حوالي 400 من هؤلاء القتلى جنودًا إسرائيليين وبعضهم من ضباط الشرطة.لقد شرع كل هذا النزيف الجماعي في هز حتى سياسيين إسرائيليين سابقين. في مقال رأي نُشر في صحيفة "هآرتس" مؤخرًا، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، نتنياهو بارتكاب "جرائم حرب" في غزة. ولكم أن تترقبوا مزيدًا من الأصوات في المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية التي ستبدأ في الاحتجاج والتحدث علنًا.كتب أولمرت: "ما نقوم به في غزة الآن هو حرب تدميرية: قتل عشوائي، غير مقيد، قاسٍ وإجرامي للمدنيين. نحن لا نفعل ذلك بسبب فقدان السيطرة في قطاع معين، أو بسبب اندفاع مفرط من بعض الجنود في وحدة ما. إنه نتيجة لسياسة حكومية -مفروضة عن علم، وبنيّة شر، وبخبث، وبلا مسؤولية. نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب".من الصادم أن دونالد ترامب ما يزال خائفًا من نتنياهو الذي كسر بوقاحة اتفاق وقف إطلاق النار الذي نسب ترامب الفضل فيه إلى نفسه، وسخر منه بتكثيف جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، متجاهلًا تحذيرات ترامب بشأن المجاعة في غزة. ويواصل نتنياهو، شهرًا بعد شهر، منع آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والممولة من أموال دافعي الضرائب الأميركيين من دخول غزة عبر المعابر الحدودية.قريبًا ستنفجر قدر الضغط هذه بطرقٍ تنبّأ بها البنتاغون أو بأخرى غير متوقعة على الإطلاق، كـ"بجعة سوداء". لقد بدأت التأثيرات الكارثية القاتلة لحرب إسرائيل ضد قوة صغيرة منهكة هُزمت منذ وقت طويل من مقاتلي حرب العصابات من "حماس" على المؤسسات الديمقراطية المتداعية في بلادنا -من حرية التعبير إلى الكونغرس- في الوصول إلى إدراك عدد متزايد من الأميركيين.*رالف نادر Ralph Nader: ناشط في مجال حقوق المستهلك، ومحامٍ، ومؤلف كتاب "فقط فاحشو الثراء يمكنهم إنقاذنا"! Only the Super-Rich Can Save Us!*نشر هذا المقال تحت عنوان: Media Shortcomings in Covering Terrorist Netanyahu's Daily Gaza Mass Murdering

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
إخماد حريق في مدينة عنجرة دون وقوع اصابات
تمكنت كوادر مديرية دفاع مدني عجلون، مساء اليوم الخميس من إخماد حريق شب في إحدى المحلات بمدينة عنجره. وتمكنت كوادر الدفاع المدني من السيطرة على الحريق الذي الحق أضرارًا بموجودات المحل، دون وقوع إصابات في الأرواح. بدورها، باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق لمعرفة أسباب وملابسات الحريق.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
سمو الأميرة ريم علي تفتتح أكاديمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية
تحت رعاية سمو الأميرة ريم علي، افتتحت اليوم الخميس أكاديمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية 2025 في معهد الإعلام الأردني، بنسختها الثالثة، تحت شعار 'الإعلام والمعلومات: الدراية الإعلامية والمعلوماتية تمكن العقول وتحيي الحقيقة'، بالتعاون مع الجمعية العربية الأوروبية لباحثي الإعلام. وأكدت سموها، أن الدراية الإعلامية والمعلوماتية لم تعد ترفًا ثقافيًا، بل أصبحت ضرورة في ظل الأزمات المتصاعدة والتضليل الإعلامي المتزايد، مشيرة إلى أن تمكين الأجيال الجديدة من أدوات التفكير النقدي والتحقق من المعلومات يشكل درعًا ضد خطاب الكراهية والتطرف الرقمي، ومفتاحًا لبناء مجتمعات أكثر وعيًا. واستعرضت سموها تجربة الأردن كنموذج رائد في المنطقة، من خلال دمج التربية الإعلامية في المناهج الوطنية، وتدريب آلاف المعلمين، وتأسيس منصة 'أكيد' لتعزيز ثقافة التحقق والمساءلة. وشددت على أهمية مواكبة التحولات التقنية وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن 'المهارة الوحيدة التي لا يمتلكها الذكاء الاصطناعي، هي التفكير النقدي'، داعية إلى سد الفجوة الرقمية بين شمال وجنوب المتوسط، وضمان عدالة الوصول إلى المعرفة والإعلام'. وفي هذا السياق، أوضحت سموها بأن الدراية الإعلامية والمعلوماتية فرصة وقوة لتمييز المصادر الموثوقة والروايات الزائفة، وتجعل المجتمعات قادرة على مواجهة التطرف والتلاعب الأيديولوجي، وشباب يستخدمون الأدوات الرقمية للتعبير عن أنفسهم وبناء المستقبل. وأضافت، أن الدراية الإعلامية تسهم في بناء ثقافات قائمة على الاحترام المتبادل والحوار واتخاذ القرارات المبنية على الأدلة، وتتبنى في جوهرها التفكير النقدي والمسؤولية المدنية والمشاركة الأخلاقية، مشددة على أن الدراية الإعلامية والمعلوماتية محرك قوي للإصلاح التربوي والثقافي وتقوم بدور تكاملي مع إصلاح المناهج التعليمية. واختتمت سموها كلمتها بالتأكيد على أن المعركة من أجل الإعلام المسؤول هي في جوهرها معركة من أجل الإنسان، مستشهدة بقول المغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه: 'الانتصارات الحقيقية هي تلك التي تحمي الحياة البشرية'. وقال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، من جانبه، إن الحكومة ستبقى داعمة للمبادرات النوعية التي تسهم في بناء قدرات شبابنا وتعزيز الوعي في مجتمعاتنا وتحصنه بوجه التضليل والتزييف المعلوماتي وخطاب الكراهية. وأكد، أهمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية التي تتزايد بشكل غير مسبوق، كما تتزايد ضرورة تعزيز القدرات على التمييز والنقد والتحليل، في ظل التدفق الهائل للمعلومات عبر المنصات الرقمية، وتزايد التحديات المتعلقة بانتشار الأخبار المضللة، وخطاب الكراهية، ومحاولات طمس الحقائق وتشويه الروايات. وأكد المومني 'أننا في الأردن، نؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية الإعلام المسؤول، وندرك الدور المحوري للشباب في بناء المستقبل، ومن هذا المنطلق فإننا نولي باهتمام تزويد شبابنا بالمهارات اللازمة للتعامل مع معطيات العصر الرقمي، وتأتي هذه الأكاديمية لتصب في صميم هذه الرؤية الوطنية'. وبين، أن الدراية الإعلامية والمعلوماتية أصبحت أداة أساسية لتمكين وتحصين المجتمعات، ومواجهة 'فوضى المعلومات'، وبناء جسور الثقة في الفضاء العام، والدفاع عن الحقيقة التي تمثل الركيزة الأساسية لأي مجتمع يسعى للتقدم والازدهار والعدالة. وأوضح المومني، بأن أهداف الأكاديمية، المتمثلة في رفع الوعي ونشر ثقافة الدراية الإعلامية، وتزويد المشاركين بالمهارات التحليلية والنقدية والأخلاقية، ومواجهة اضطراب المعلومات، هي أهداف نبيلة وضرورية، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج المكثف، الذي يجمع نخبة من الخبراء والمدربين والطلبة والأساتذة من مختلف الدول، سيشكل منصة قيمة لتبادل الخبرات والمعارف، وسيسهم في بناء قدرات المشاركين ليكونوا روادا للتغيير الإيجابي في مجتمعاتهم. وأشار إلى أن تمكين الإعلاميين والأكاديميين والشباب بالمهارات الإعلامية والمعلوماتية، هو استثمار بمستقبل المعلومات لجعلها مصدر خير وبناء للمجتمع، لافتًا إلى أن الدراية المعلوماتي تسعى إلى كشف الحقيقة، وتعزيز المساءلة، وضمان التمثيل العادل للأصوات التي يجري تهميشها، في ظل التحديات التي تواجهنا ومن ضمنها محاولات تزييف الوعي وتحريف الروايات. ودعا المومني إلى الاستفادة القصوى من فعاليات وبرامج الأكاديمية، والانخراط بفاعلية في ورش العمل والندوات والنقاشات، حيث أن المعرفة التي ستكتسب، والشبكات المعرفية التي ستبنى، ستمكن المشاركين من لعب دور فاعل في إحياء الحقيقة وتعزيز الصحافة المسؤولة والأخلاقية. وقدم وزير الاتصال الحكومي الشكر للأميرة ريم علي، على رعايتها لهذه الأكاديمية، مما يعكس اهتمام سموها العميق بقضايا الإعلام وتطويره في المنطقة، ولمعهد الإعلام الأردني، على هذه المبادرة القيمة وجهودهم الدؤوبة، وللجمعية العربية الأوروبية لباحثي الإعلام (Areacore) على دعمهم وشراكتهم المثمرة. وقالت عميدة معهد الإعلام الأردني الدكتورة ميرنا أبو زيد، من ناحيتها، إن عصر الذكاء الاصطناعي فرض تحديات غير مسبوقة على بيئة المعلومات، أبرزها التزييف العميق الذي بات اليوم يهدد الحقيقة نفسها، داعية إلى التوعية والتثقيف كأدوات أساسية للتحصين المجتمعي. وخاطبت المشاركين قائلة: 'ستتعلمون هنا كيف تطرحون الأسئلة، وتحللون، وتدققون المعلومات، وكيف تستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في تدقيق المعلومات وكشف التزييف والتلاعب'. ونوهت أبو زيد، 'لقد تحول الفضاء الإعلامي إلى ساحة أمامية في الصراع، حيث تعمد الحكومات إلى عسكرة الفضاء الإعلامي، موضحة بأنه في حروب المعلومات فإننا نتخطى عمليات الدعاية التقليدية، لأن هناك حربًا سيبرانية شاملة تدار في الفضاء الرقمي تستخدم فيها البيانات كأسلحة والتقنيات الذكاء الاصطناعي كأدوات للتجسس والقتل كما شهدنا في الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة، سواء في العمل العسكري أو في تغييب الرواية الفلسطينية، من خلال تعديل الخوارزميات لطمس حقيقة المجازر أو إسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين'. وبينت، أن في هذه الحرب الجديدة لم تعد المواجهة تقتصر على الحكومات، بل تشارك فيها شركات التكنولوجيا العملاقة التي تمتلك قوه تفوق دوله بكاملها، من خلال السيطرة على تصورات الجمهور ومعتقداته، فمعارك العصر الرقمي الحالية هي في أساسها معارك إدراك. وأشارت منسقة الجمعية العربية الأوروبية لباحثي الإعلام الدكتورة كاترينا نوتسولد، بدورها، إلى أن هذه الأكاديمية أصبحت من أبرز الفعاليات السنوية، لكونها تتيح فرصًا للتعلم والتبادل الثقافي بين الطلاب والأكاديميين من الدول العربية والأوروبية، وتعزز قيم التعاون والتفكير النقدي في مجالات الإعلام. وقالت نوتسولد، إن التربية الإعلامية لا تقتصر على اكتساب مهارات تحليل المحتوى، بل تعد أداة مهمة في مواجهة خطاب الكراهية والتطرف والانقسامات المجتمعية، مشيرة إلى أن الحقيقة أصبحت مهددة في مناطق النزاع، حيث 'يستهدف الصحفيون عمدا'، كما هو الحال في غزة وأوكرانيا. واختتمت نوتسولد كلمتها برسالة وجهتها للمشاركين قائلة: 'قد يبدو أحيانا أن الوقوف في وجه التضليل معركة خاسرة، لكن يجب ألا نستسلم، كل واحد منا يستطيع أن يحدث فرقًا حتى لو كان صغيرًا في مجتمعه المحلي'. وكشفت ممثلة اليونكسو في الأردن نهى بوازير عن أن 80 بالمئة من الشباب يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي يوميًا، ويعتمد ربعهم على 'تيك توك' كمصدر رئيس للأخبار، في حين أن أقل من 10 بالمئة من المؤسسات تملك سياسات واضحة لتنظيم هذا الاستخدام. وبينت، أن هذا الواقع يعزز الحاجة الملحة إلى التربية الإعلامية والمعلوماتية، بوصفها أداة ضرورية لتمكين الشباب في العصر الرقمي، مشيرة إلى أن اليونسكو تواصل دعم الحكومة الأردنية ومعهد الإعلام الأردني في إعداد الاستراتيجية الوطنية الثانية للتربية الإعلامية والمعلوماتية. وتجدر الإشارة إلى أن الأكاديمية تنظم للسنة الثالثة على التوالي بمشاركة أكثر من 70 من طلبة وأساتذة الإعلام من 10 دول عربية وغربية، بهدف تمكينهم لمواجهة التحديات الرقمية المعاصرة، وتقام فعاليات الأكاديمية على مدى ثمانية أيام، وتشمل برامج تطبيقية موجهة لكل من الطلبة والأساتذة، بالإضافة إلى جلسات حوارية ومحاضرات علمية يقدمها خبراء من داخل الأردن وخارجه.


رؤيا نيوز
منذ 5 ساعات
- رؤيا نيوز
وزيرة الخارجية السويدية: الوضع في غزة كارثي ويجب الوصول إلى حل فوري
طالبت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرجارد، بفرض عقوبات على الوزراء المروجين للاستيطان والمستوطنين المعادين لحل الدولتين. وبحسب شبكة 'يورونيوز'، أكدت ستينرجارد، أن الوضع الإنساني في غزة كارثي ولا يطاق ويجب ضمان الوصول الفوري والآمن لكل أنحاء القطاع، مشيرة إلى أنه 'لا بد من تمكين عمل إنساني واسع ونزيه ومستقل مع احترام القانون الإنساني الدولي'. وأعربت ستينرجارد عن رفضها لاستغلال المساعدات لغزة لأغراض سياسية أو عسكرية، مؤكدة رفضها لأي محاولات لتقليص الأراضي الفلسطينية أو تهجير السكان. وأكدت وزيرة الخارجية السويدية، أن التوسع العسكري في غزة يقوض فرص حل الدولتين، مشيرة إلى أن توسيع الاستيطان وعنف المستوطنين يبعدان كل مسار تفاوضي. وأشارت إلى أن رفض إسرائيل السماح بدخول المساعدات لغزة واستهداف نقاط التوزيع يتسببان بتجويع المدنيين.