إيران انتصرت!كيف ذلك؟جون جولر
إيران انتصرت!!!!كيف ذلك؟؟
【 جون جولر 】*
تعود بي الذاكرة إلى عام 1973، حين كنت طالبًا في السنة الثالثة بأكاديمية 'سان سير' العسكرية في إقليم موربيهان بفرنسا. كنا ندرس حينها مجالات متعددة كالاستخبارات العسكرية، الإدارة، القيادة، والأركان، في وقتٍ كانت فيه مفاوضات اتفاقية باريس للسلام تُجرى لإنهاء حرب فيتنام.وقد تم توقيع الاتفاقية في يناير 1973، متضمنةً سحب القوات الأمريكية خلال 60 يومًا، وقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، وترك مصير فيتنام ليقرره شعبها.
رغم التدمير الهائل الذي لحق بشمال فيتنام، والذي شمل أكثر من 1.1 مليون قتيل في صفوف الجيش والفييت كونغ، وما يقارب مليوني مدني، إضافة إلى دمار شامل للبنية التحتية، من قصف للمدن كهانوي وهايفونغ، وتخريب للطرق والسدود والمزارع، واستخدام المواد الكيميائية كـ 'Agent Orange' التي تسببت في أمراض سرطانية وتشوهات، وفقر مدقع وندرة في الغذاء والدواء — إلا أن الرأي العام والخبراء أجمعوا أن الاتفاق كان نصرًا لفيتنام الشمالية.
في المقابل، خسرت الولايات المتحدة ما يزيد عن 58,000 جندي ومئات الآلاف من الجرحى .
وهنا، تعود بنا الذاكرة مجددًا إلى نقاشات أكاديمية سان سير حول الحروب غير المتكافئة (Asymmetric Warfare)، وهي نوع من الصراعات بين طرفين متفاوتين في القدرات العسكرية والتكنولوجية.
فكيف يمكن اعتبار فيتنام، وأفغانستان، والآن إيران، أطرافًا منتصرة في مواجهتها لقوى كبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائها من الأوربيين ، رغم التكاليف البشرية والمادية التي تكبدتها؟
الانتصار في الحروب غير المتكافئة :
الانتصار هنا لا يُقاس بعدد القتلى أو حجم الدمار ، بل يتحقق حين ينجح الطرف الأضعف في :الحفاظ على النظام السياسيالحفاظ على هويته واستقلال قرارهإحباط أهداف الطرف المهاجم .عدم التنازل عن حقوقهكسب دعم شعبي أو إقليمي أو دوليفرض شروط أو مواقف بعد انتهاء المعركة .
ففي فيتنام، تحقق الانتصار حين انسحب الأمريكيون وتوحدت البلاد.وفي أفغانستان، تحقق الانتصار حين عادت طالبان إلى الحكم بعد انسحاب القوات الغربية.
وكما قيل :'إذا لم تستطع هزيمة العدو عسكريًا، اجعله ينهار من الداخل'.
وهذا ما رأيناه بوضوح في:فيتنام: حيث انقلب الرأي العام الأمريكي على حكومته بعد الخسائر والصور الصادمة.
أفغانستان: حيث أُنهكت الولايات المتحدة في أطول حرب تخوضها دون تحقيق أهدافها.
الحالة الإيرانية: لماذا يُمكن اعتبارها منتصرة؟
رغم التفوق العسكري والتقني لإسرائيل، والدعم الغربي الواسع الذي يشمل الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، وغيرها من الدول غير المعلنة .
فإن إيران استطاعت إفشال الأهداف الرئيسية للهجوم :لم يتم إسقاط النظام، وهو الهدف الأهم الذي تفكر فيه إسرائيل من ١٩٧٩م ذلك إن الفرص لا تتكرر .لم يتم القضاء على المشروع النووي أو الباليستي نهائيا مع ما أصابه من أضرار جسيمة .عدم تضرر أجهزة الطرد ونقلها مع اليورانيوم المخصب وهو الأهم .لم تحدث انشقاقات داخلية رغم محاولات التحريضصمدت القيادة السياسية والشعبية أمام الهجوم.استمرت إيران في القصف وفرض شروط لوقف النار (مثل ضرب قاعدة العديد في قطر وبعض القواعد بالعراق، والتفاوض حول الضربة الأخيرة).وهذه من أصعب ما يتم الاتفاق عليه ما يعرف بالضربة الأخيرة حيث إن لها اعتبار سياسي كبير ذلك إنه عادة يفرضها القوي في الحروب .ثم سماح الولايات المتحدة الأمريكية بضرب قاعدة العديد في حد ذاته تفوق إيراني كبير في التفاوضذلك إن من المعروف الجبروت والكبرياء الأمريكية خصوصا في ظل حكم ترامب لا تسمح بمثل هذا التفكير فضلا عن الفعل ذاته إذ إن ذلك يعد إهانة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الخليج .
وهذا يعني أن إيران لم تُجبر على الاستسلام، بل تفاوضت من موقع الصمود، وليس الضعف، وهو مؤشر قوي كما تعلمناه في أدبيات العلوم السياسية.
حتى رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو حاول تحريك الداخل الإيراني ضد النظام، وتدخل الموساد بعمليات داخلية كبيرة ، ومع ذلك فشلت الخطة في تحقيق الأهداف المرجوة، بل تحولت إلى عبء على إسرائيل سياسيًا وعسكريًا.
خلاصة :في فن الحرب والعلوم السياسية ، إنتصار إيران لا يعني تفوقها العسكري الحاسم وإنما يكفي أنتُفشل أهداف العدوتحافظ على كيانها السياسيتستمر في المواجهة مع إرادة ووعي وتوازنومع ذلك استطاعت لمدة ١٢ يوم إن تستمر في القصف وقد أصابت الكثير من مصادر الطاقة والمعاهد والمباني ومراكز مهمة جدا داخل الأراضي الإسرائيلية فضلا عن بعض القواعد الجوية والمركز المالي الإسرائيلي ومعهد وايزمان العالمي المعروف ومقر الموساد والاستخبارات وغيرها .
وبناءً على ذلك، كما اعتُبرت فيتنام وطالبان منتصرتين، فإن إيران أيضًا يمكن اعتبارها منتصرة في هذه المرحلة، لأنها صمدت، وفشلت إسرائيل – رغم دعمها – اللامحدود من دول كثيرة بالمال والعتادوفي مقابل دولة محاصرة منذ خمسة و أربعين عاما ولم تستطع إسرائيل فعل الكثير بل طلبت إيقاف الحرب كذلك
كما إن إيران لم توافق على التفاوض في ظل الحرب وعندما فاوضت لم تتنازل عن أي حق من حقوقها فضلا عن الاستسلام في الحرب مقابل اعتى جيوش وأساطيل العالم وطالما هدد ترامب ولم تخشى ذلك التهديد والوعيد ابدا فضلا عن إعلانها استمرار مشروعها النووي والبالستي أثناء الحرب .!!فنعم إيران انتصرت استراتيجيا …
عسكري متقاعدباريسالثلاثاء ٢٤ يونيو
The post إيران انتصرت!كيف ذلك؟جون جولر first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
تقرير أمريكي: 12 مفاجأة في حرب الـ12 يوماً
شفق نيوز – ترجمة خاصة حدد معهد "منتدى الشرق الأوسط" الأمريكي 12 مفاجأة شهدتها الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران والتي انضمت إليها الولايات المتحدة، والتي سيكون لها تداعيات طويلة تتعلق بالمستقبل سواء في واشنطن أو تل ابيب أو طهران، وحتى على الوضع الإقليمي. وأوضح المعهد الأمريكي في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه فيما يتعلق بالولايات المتحدة: 1. نجح "راعي البقر" وفي إشارة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد وصفه التقرير بأنه شخص "متغطرس، متهور، يخالف الأعراق، يهيمن على الحياة العامة الأمريكية، وسياسي لا مثل له منذ 236 عاماً". وأضاف أنه برغم أن ترامب شغل منصب الرئيس من قبل إلا أنه كان يشعر حينها بقيود معينة، مشيراً إلى أنه غاب سنوات عن السلطة وأمضاها يتعرض للإهانة في قاعة محكمة، وكانت عودته إلى الرئاسة تعني أنه كان متحمساً للقيام بالأمور على طريقته، وبتجاهل للأعراف واللياقة، وهو ما ظهر في البداية على الصعيد المحلي، من خلال تعامله الحازم تجاه السلطة التنفيذية والكونغرس والمحاكم. وتابع التقرير، أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية نقلت هذا الوضع إلى الساحة العالمية، حيث بدا ترامب وكأنه يقوم بارتجال لقواعده وإستراتيجياته واتصالاته بمفرده، مما آثار دهشة حتى مساعديه، إلا أن جهوده نجحت بدرجة كبيرة، متسائلاً "هل هذه مجرد صدفة عابرة، أم مؤشر على ما سيأتي؟". 2. عدو نووي محتمل وقال التقرير، إن الرئيس الأسبق هاري ترومان لم يمنع الاتحاد السوفيتي من امتلاك سلاح نووي، ولم يوقف الرئيس الأسبق ليندون جونسون الصين الشيوعية، أو جورج بوش كوريا الشمالية، ولهذا، فإن قرار ترامب بمهاجمة منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، يمثل سابقة شديدة الأهمية للسياسة الخارجية الأمريكية. وأضاف قائلاً، إنه ما لا يقل أهمية عن ذلك هو أن ترامب هدد "بهجمات مستقبلية ستكون أكبر وأسهل بكثير"، مشيراً إلى استعداده لشن هجوم آخر في حال لم تسلم طهران اليورانيوم المخصب. وتابع التقرير متسائلاً أنه "قد سبق لإسرائيل أن قامت بأعمال استباقية ثلاث مرات (العراق العام 1981، وسوريا العام 2007، وإيران العام 2025)، فهل أصبح لديها الآن في الولايات المتحدة شريك نشط في مجال منع الانتشار النووي؟". 3. القيادة الأمريكية وبعدما قال التقرير، إنه لم يكن هناك حكومة أخرى تتمتع بتأثير يذكر على المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، أوضح أن شخصية ترامب همشت العالم، "وانحاز الحلفاء إليه بخنوع"، وأدلى الخصوم بكلمات انتقادية لا طائل منها ولم تحدث أي فرق، مشيراً إلى أن بكين وموسكو لم تقدما لطهران سوى الدعم الكلامي المحدود، ليتساءل بعدها هل سيستمر هذا الدور غير المتناسب عندما يصبح ديمقراطي رئيساً في واشنطن؟. 4. رابطة حزبية وقال التقرير، إن القوات الجوية الأمريكية وفرت مئات عمليات التزود بالوقود جواً للطائرات الإسرائيلية في سماء سوريا أو العراق بينما كانت في طريقها إلى إيران، مضيفاً أن الشراكة القوية بين الحزب الجمهوري وإسرائيل تمثل أمراً منطقياً، بالنظر إلى قرب إسرائيل من القيم الأمريكية المحافظة. إلا أن التقرير نوه إلى أن هذا الانسجام قد يكون على حساب دعم الحزب الديمقراطي، متسائلاً عما إذا كان التعاون الوثيق بين إسرائيل وترامب، يعني أن الرئيس الديمقراطي المقبل، سيتخلى عن إسرائيل؟. 5. نجاح أمريكي حاسم وبعدما قال التقرير، إن الحروب اللانهائية أثارت استياء الناخبين الأمريكيين من فكرة بناء الدول، بما في ذلك غزو بوش المشؤوم للعراق إلى تدخل باراك أوباما الفوضوي في ليبيا وانسحاب جو بايدن الفاشل من أفغانستان، أوضح التقرير أن الرؤساء الأمريكيين ارتكبوا أخطاء فادحة في أنحاء المنطقة كافة، وخسروا تريليونات الدولارات وآلاف الأرواح. وذكرّ التقرير بالتوصيف الذي استخدمه نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس لمبدأ ترامب هو التعبير عن مصلحة أمريكية واضحة، والانخراط في دبلوماسية عدوانية، وفي حال فشل ذلك، يتم استخدام القوة العسكرية الساحقة؛ ثم الانسحاب. وتابع التقرير، أنه في حال أدى نشر "قاذفات بي-2" بالفعل إلى إنهاء تخصيب اليورانيوم الإيراني، فإن هذا المبدأ الجديد بإمكانه أن يصمد، وفي حال لم يحدث ذلك، بحسب ما تؤكد السلطات الإيرانية، فأنه سيتم تأكيد ترددها في استخدام القوة، متسائلاً في هذا الساق "أي طريق ستسلكه إيران؟. 6. المتخوفون في التنبؤات وفي حين أشار التقرير إلى التنبؤات السابقة المبالغ فيها حول عواقب ضربةٍ أمريكية على المواقع النووية الإيرانية، لفت إلى أن الواقع أظهر أنه لم يقتل أمريكي واحد في القتال، وظل مضيق هرمز مفتوحاً، وبقي الاشتباك محصوراً، وعادت الأسواق المالية بحلول 24 حزيران/ يونيو إلى مستوياتها التي كانت عليها في 12 حزيران/ يونيو. وتساءل التقرير "هل ستتلاشى أخيراً مصداقية مروجي الخوف الانعزاليين؟. وفيما يتعلق ببعض المفاجات الإسرائيلية، تناول التقرير: 7. انتصار القوة الجوية أوضح التقرير، أن المحللين يتفقون على أن الانتصار في الحرب يتطلب استعداداً لنشر قوات برية، مشيراً إلى أن الأهداف الإسرائيلية والأمريكية المحدودة في هذه المواجهة، سمحت بتحدي هذه القاعدة العامة، مضيفاً أن "القنابل قادرة على تدمير البنية التحتية بسهولة أكبر من غزو واحتلال الأراضي". وتساءل التقرير "هل سيؤدي هذا الاستثناء إلى التركيز المفرط على القوة الجوية؟. 8. دور العملاء وبينما قال التقرير، إنه جرى إرسال عملاء إلى داخل إيران، وكثير منهم إيرانيون، وطائرات مسيرة ونفذوا اغتيالات مستهدفة، أوضح أنه في حين أن التخريب في الأراضي المعادية ليس أمراً جديداً. وأضاف أن هذه العمليات وضعت معايير جديدة، ونقل عن بنجامين جنسن من "مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية"، قوله إن "التكامل العميق بين قوات العمليات الخاصة، والطائرات المسيّرة ذاتية التشغيل، وعمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تعتبر الأساسَ لدخول مسرح العمليات". وتساءل التقرير عما إذ كان هذا "أسلوب حرب جديد؟". 9. اسرائيل تهيمن وذكر التقرير، أنه "مع استثناء تركيا، فأن إسرائيل وحدها في الشرق الأوسط تطمح إلى بناء قوة تقليدية (أي طائرات ودبابات وسفن) إلى جانب "إنجازاتها الاستخباراتية المهمة"، مضيفاً أن الحملة الأخيرة ضد إيران تضمنت عمليات أكثر تعقيداً بكثير مما جرى في حرب العام 1967. وتابع قائلاً إن البيئة الإقليمية اليوم، تصب في مصلحة إسرائيل أكثر بكثير مما كانت عليه قبل 58 عاماً. وفي حين أشار إلى أن مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، تحدث علناً عن "بعض الإعلانات المهمة جداً بشأن الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيمية"، تساءل التقرير "هل هذه هي اللحظة السعودية؟". 10. فشل إسرائيل في غزة وفي الوقت نفسه، قال التقرير، إنه برغم "سرعة وتألق النجاح الإسرائيلي" ضد ايران، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، إلا أن إسرائيل ما تزال تحقق نتائج بائسة في حربها الأخرى، تلك التي خاضتها ضد حماس، حيث تعثرت طوال 631 يوماً، وبعجز عن القضاء على هذه المجموعة المدعومة من إيران، فيما تبدو المؤسسة الأمنية الإسرائيلية منقسمة. ثم تناول التقرير ما أسماه المفاجأتين الإيرانيتين، وهما: 11. الحرب الاستعراضية قال التقرير إن إيران تباهت بفوزها الكبير، مضيفاً أن الجولة تخللها "هجوم مسرحي" على قاعدة أمريكية في قطر، حيث أبلغت طهران الدوحة وواشنطن، "بأدب وتكتم"، بخطتها لإطلاق صواريخ على القاعدة، والتي لم تلحق أضراراً تذكر ولم تتسبب بإصابات أو وفيات، في حين أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي أن إسرائيل "كادت أن تنهار" تحت وطاة القصف الإيراني. وتساءل التقرير "هل سيقبل الشعب الإيراني هذا الخداع أم سيستخدمه هراوة ضد حكامه؟". 12. طهران هاجمت حليفاً وصف التقرير قطر بأنها أقرب دولة للجمهورية الإسلامية كجار صديق، إلا أن ذلك لم يمنع الصواريخ من الانطلاق نحوها. وتابع التقرير أن نظرية المؤامرة تفيد بأن الدوحة وافقت على العملية لتحسين مكانتها لدى الأمريكيين، لكن هذه النظرية تبالغ في تقدير أهمية الرأي العام الأمريكي، ووصف الهجوم الإيراني على أراضي قطر بأنه بمثابة "كابوس تحقق" لجيران إيران الأغنياء والضعفاء، متسائلاً إلى أي مدى سيفسد هذا الهجوم العلاقات معهم؟.


سيريا ستار تايمز
منذ 8 ساعات
- سيريا ستار تايمز
شهداء بقصف متصاعد وترامب يتحدث عن اتفاق محتمل.. إسرائيل تستعد لعملية غير مسبوقة في غزة وخطة لتحريك 5 فرق عسكرية كاملة
في اليوم الـ104 من استئناف حرب الإبادة على غزة، تصاعد القصف الإسرائيلي على شمال ووسط القطاع، مما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين، بينما تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة قد يتم التوصل إليه الأسبوع المقبل. وأفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 17 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم بينهم شهيد من منتظري المساعدات. سياسيا، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن ترامب يريد إنهاء الحرب في غزة بسرعة. كما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول أميركي قوله "نعمل مع شركائنا على تحقيق وقف إطلاق النار في غزة بالتزامن مع وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى واشنطن"، مشيرة إلى أن نتنياهو سيعقد في وقت لاحق من جلسة أمنية مغلقة يليها اجتماع للمجلس الوزاري المصغر. ويترافق ذلك مع تجدد المظاهرات الإسرائيلية، إذ شهدت القدس وتل أبيب مظاهرات ترفع شعارات ترفض صفقة تبادل جزئية وتطالب بإعادة الأسرى دفعة واحدة ووقف الحرب في غزة. يستعد الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية واسعة وغير مسبوقة في قطاع غزة، حيث يدرس تحريك خمس فرق عسكرية كاملة (وليس جزئية كما في المرات السابقة)، إضافة إلى تنفيذ واحدة من أكبر عمليات إجبار السكان الفلسطينيين على الإخلاء منذ بدء الحرب، وفق ما نقله موقع "والا" الإسرائيلي. ويعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، جلسة حاسمة مع كبار قادة المؤسسة الأمنية لمناقشة الخطوات القادمة في الحرب على القطاع المحاصر، وذلك في ظل الجمود في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى. وبحسب الموقع الإسرائيلي على الطاولة خياران: إما التوصل إلى صفقة مع حماس للإفراج عن الأسرى، أو العودة إلى عملية برية واسعة النطاق. كما قالت مصادر عسكرية إن الجيش يدرس الآن تنفيذ واحدة من أكبر عمليات إخلاء السكان الفلسطينيين منذ بدء الحرب، كجزء من تهيئة الأرضية لتحرك عسكري جديد. تحريك 5 فرق عسكرية كاملة وترى أطراف في القيادة العسكرية أنه لا بد من العودة إلى التوغل البري الواسع، ما يتطلب تحريك أكبر عدد من السكان الفلسطينيين من أماكن تواجدهم الحالية، سواء في شمال القطاع أو وسطه أو جنوبه. كما أوضحت المصادر أن السيناريو المطروح يتضمن تحريك خمس فرق عسكرية كاملة (وليس جزئية كما في المرات السابقة)، ويستلزم إعلان حالة استدعاء جديدة للاحتياط لتعزيز القوة البشرية المطلوبة للعملية. ووفق مصادر في الجيش، فإن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى "كسر القيادة السياسية والعسكرية لحماس"، بسبب تصاعد الغضب الشعبي تجاه الحركة، لكنهم يحذرون أيضًا من أن القتال في مناطق مكتظة ومليئة بالأنفاق سيؤدي إلى مقتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين. وهناك جدل حاد داخل هيئة الأركان، بين من يرون أن الإنجازات العسكرية كافية لإنهاء الحرب، وبين من يعتقدون أن لا مفر من تصعيد ميداني إضافي. "إخلاء جديد" في غضون ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي، إنذارا لإخلاء مناطق في شمال غزة. وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إن هذا تحذير إلى كل المتواجدين في منطقة مدينة غزة وجباليا وفي أحياء الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، اجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزله، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر. تأتي هذه التطورات الميدانية بينما يعمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إنجاز صفقة مع حركة حماس لإعادة المحتجزين في قطاع غزة. وكتب ترامب عبر منصة "تروث سوشيال": "اعقدوا صفقة غزة.. وأعيدوا المحتجزين". فجوات مع حماس وفي وقت سابق، أعلن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار، أن الفجوات مع حماس لا تزال كبيرة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة. وقال أحد هؤلاء المسؤولين وهو مُطّلع على المفاوضات: "في هذه المرحلة، ما زلنا عالقين". وأضاف "إن الخلاف مع حماس حول شروط إنهاء الحرب لا يزال قائما، وأن الخلافات لا تزال كبيرة". كما أوضحوا أنه في هذه المرحلة لم يتخذ قرار بعد بإرسال وفد تفاوضي إلى مصر أو قطر بشأن صفقة الأسرى مع حماس، وفق ما نقله موقع "أكسيوس". يذكر أن إسرائيل كانت استأنفت الحرب على غزة منذ انهيار الهدنة الهشة في مارس الماضي. كما توغلت قواتها في العديد من مناطق القطاع لاسيما في الجنوب، ودعت إلى إجلاء مساحات واسعة في الشمال. كذلك توعدت بالبقاء في غزة وعدم الانسحاب من المناطق الجديدة التي سيطرت عليها منذ مارس الفائت، فارضة حصاراً خانقاً على المساعدات الغذائية والطبية.


شفق نيوز
منذ 9 ساعات
- شفق نيوز
ترامب: لا محادثات مع إيران منذ "تدمير منشآتهم النووية"
شفق نيوز - واشنطن أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين، عدم اجراء أي محادثات مع إيران بشأن الملف النووي، فيما جدد تأكيده على أن واشنطن دمرت منشآتها النووية بالكامل. وقال ترامب، في منشور عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال"، واطلعت عليه وكالة شفق نيوز: "أخبروا السيناتور الديمقراطي كريس كونز، أنني لا أقدم لإيران أي شيء، على عكس (الرئيس الأسبق باراك أوباما)، الذي دفع لهم مليارات الدولارات بموجب الطريق الغبي نحو السلاح النووي (JCPOA)، والذي كان سينتهي الآن على أي حال!". وأضاف ترامب: "كما أنني لا أتحدث معهم حتى، منذ أن دمرنا بالكامل منشآتهم النووية". وانسحب ترامب في العام 2018 خلال ولايته الأولى من الاتفاق النووي المعروف بـ "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA)، الذي أبرمته إدارة أوباما في العام 2015 مع إيران وعدد من القوى العالمية.