
يهودا فاخ ضابط إسرائيلي متورط في مجزرة المسعفين
يهودا فاخ ضابط في الجيش الإسرائيلي برتبة لواء، شغل منصب القائد الأعلى في الضفة الغربية منذ عام 2021 وحتى استقالته في يوليو/تموز 2024.
في فترة قيادته أشرف على أكبر حركة استيطان شهدتها الضفة، وسمح بإنشاء المزيد من البؤر الاستيطانية، كما أعاد تفعيل نقاط التفتيش العسكرية، وأدخل بشكل متزايد الطائرات دون طيار في عمليات الاغتيال.
وُلد في مستوطنة كريات 4، إحدى أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وهو نجل حاخام ينتمي إلى التيار الديني الأرثوذكسي المتشدد، وتُعتبر خلفيته العقائدية والعائلية أحد العوامل المؤثرة في مواقفه أثناء خدمته العسكرية.
شغل في مسيرته منصب الملحق العسكري في واشنطن ، كما تولى سابقا قيادة فرقة غزة ، وقد ارتبط اسمه بكارثة تحطم مروحية في الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان في يوليو/تموز 2006، إذ قتل طاقمها كله، وكان حينها قائدا مباشرا للرحلة.
عندما تولى منصب القائد العام للقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية أحضر بعض إخوته للمشاركة في مهام ذات طابع عسكري، كما اتُّهمت القوات التابعة له بالتورط في عمليات إبادة جماعية في قطاع غزة ، لا سيما أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ظل حاضرا على المستوى العملياتي الأعلى للجيش رغم استقالته من القيادة المركزية، وورد اسمه في تقارير كشفت عن مسؤولية قيادة لواء المدرعات الاحتياطي الرابع عشر التابع لفرقة يقودها، عن " مجزرة المسعفين" التي ارتُكبت في 23 مارس/آذار 2025، وأسفرت عن مقتل 15 مسعفا.
عقب استقالته لم يخرج من المشهد العسكري مهنيا فقط، بل اكتسبت قضيته أبعادا سياسية وأمنية. فإضافة إلى إعلان تحمّله جزءا من المسؤولية عن الفشل الأمني الذي سبق عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واجه حملة انتقادات لاذعة، بلغت حدّ التحريض العلني.
وقد تصاعدت الحملة ضده بعد أن وُصف بأنه يخضع لما يُعرف بـ"قانون روديف"، الذي يُستخدم لتبرير العنف ضد من يُعتبر مهددا لحياة الآخرين، ما استدعى فرض إجراءات أمنية مشددة حوله.
المولد والنشأة
وُلد يهودا فاخ في 10 أبريل/نيسان 1969 في مستوطنة كريات 4، الواقعة على أطراف مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
و"كريات 4″ هي إحدى أقدم وأبرز المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وتشكل مركزا دينيا واستيطانيا معروفا بتطرف سكانه الإسرائيليين، ومنهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
نشأ فاخ في عائلة صهيونية عُرفت بنشاطها الاستيطاني والعسكري ضد الفلسطينيين. فوالده، الحاخام شالوم فاخ هاجر من شيكاغو إلى إسرائيل عام 1957، واستقر في حي بيت فاغان في القدس.
وقد عمل الحاخام مدرسا في عدد من المدارس الدينية، من بينها "يشيفات نتيف مئير"، إحدى أبرز المدارس الدينية الأرثوذكسية المتشددة، وأسهم في تطوير مناهج تدريس التلمود في المدارس الدينية الرسمية والمدارس الثانوية. كما تولّى رئاسة مجلس مستوطنة "كريات 4" فترة طويلة.
يبلغ يهودا فاخ من العمر 55 عاما، وهو أب لطفلين، ومثل العديد من أشقائه السبعة، اتجه إلى الخدمة العسكرية، ومن بين إخوته، يبرز غولان، الذي يحمل رتبة عقيد في الاحتياط.
الدراسة والتكوين العلمي
تلقى فاخ تعليمه في مدرسة دينية، ونشأ في وسط تأثر فيه بوالده. وفي سن الـ18 التحق بالكتيبة 890، وهي إحدى وحدات النخبة في سلاح المظليين بالجيش الإسرائيلي.
وبسبب عدم حصوله على شهادة الثانوية العامة، لم يُقبل في البداية في دورة الضباط، وهو برنامج تدريبي مخصص لتأهيل الجنود لشغل مناصب قيادية في الجيش، إلا أنه، وبعد إلحاح طويل، تم قبوله لاحقا، وشارك في الفيلم الوثائقي "أن تكون ضابطا"، الذي بُث على القناة الأولى الإسرائيلية عام 1991.
لاحقا، استكمل تعليمه الأكاديمي، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من "المركز متعدد التخصصات" في هرتسليا، وهي من أبرز الجامعات الخاصة في إسرائيل، تأسست عام 1994، وتركّز على إعداد القادة في القطاعين العام والخاص.
كما نال درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية من جامعة حيفا ، وهي جامعة حكومية تأسست عام 1963، وتُعد من المؤسسات الأكاديمية المرموقة في إسرائيل.
وتوّج مسيرته الأكاديمية بالتخرج من كلية الأمن القومي في إسرائيل ، المعروفة اختصارا بـ"ملبن"، وهي جزء من أكاديمية القيادة العسكرية التابعة لهيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي.
كما شارك في "برنامج القيادة العليا" التابع لمؤسسة ويكسنر، الذي يُتيح للمسؤولين الإسرائيليين الانخراط في دراسات متقدمة في "كلية كينيدي" ب جامعة هارفارد ، والمتخصصة في الإدارة العامة والسياسات الدولية.
الحياة المهنية
في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1987، ترك فاخ قبعته وزيّه الديني الأسود ولبس الزي العسكري الزيتوني، متطوعا في لواء المظليين، المعروف أيضا باسم اللواء 35. وهو جزء من سلاح المشاة في الجيش الإسرائيلي، ويتطلب الانضمام إليه اجتياز اختبار بدني يمتد يوما ونصف اليوم.
في عام 1989، وبعد اجتيازه دورة التأهيل في مدرسة الضباط المعروفة بالعبرية باسم "باهَد 1" (القاعدة التدريبية 1)، شغل منصب قائد فريق، ولاحقا انضم إلى لواء "ناحال"، وهو وحدة مشاة تابعة لجيش الاحتلال، كانت تنشط في ذلك الوقت ضمن المنطقة الأمنية في جنوب لبنان.
عُيّن قائدا لوحدة في السرية المساعدة ضمن الكتيبة 931، ثم أصبح نائبا لقائد الكتيبة، وبين عامي 1993 و1994، تولى قيادة الكتيبة. وفي عام 1995، عُيّن قائدا للواء "ناحال"، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1997، حين وقعت "كارثة المروحية"، التي فقدت فيها الوحدة جميع مقاتليها.
إعلان
في أكتوبر/تشرين الأول 1999، تمت ترقيته إلى رتبة مقدم، وعُيّن قائدا للكتيبة 931، وأشرف على تدريب القوات وتنفيذ العمليات العسكرية حتى عام 2001. ثم شغل منصب نائب قائد لواء "ناحال" بين عامي 2001 و2002، قبل أن يُعيَّن ضابط عمليات في لواء الجليل عام 2004.
وفي عام 2006، رُقي إلى رتبة عقيد، وتسلّم قيادة لواء "يهودا"، وهو المنصب الذي شغله حتى 30 أبريل/نيسان 2008، حين عُيّن ضابط عمليات تحت قيادة يوآف غالانت ، الذي كان يشغل منصب قائد القيادة الجنوبية في ذلك الوقت.
وقد وصفته بعض التقارير آنذاك بأنه كان "يناسب غالانت مثل قفازات اليد"، في إشارة إلى التوافق الكبير بينهما في العمل.
كان من المقرر أن يُعيَّن مساعدا لرئيس الأركان غالانت، لكن بعد إلغاء تعيين الأخير، وجد فاخ نفسه قائد فريق في دورة قادة السرايا وقادة الكتائب بين يوليو/تموز 2009 ونوفمبر/تشرين الثاني 2010.
وتولى أيضا قيادة مدرسة الضباط "باهَد 1" حتى عام 2011. وفي 14 مارس/آذار 2012، عُيِّن مجددا قائدا للواء "ناحال"، وبقي في هذا المنصب حتى 22 مايو/أيار 2014، عندما تمت ترقيته إلى رتبة عميد، وعُيّن رئيسا لسلاح المشاة والمظليين.
في 19 مايو/أيار 2016، تم تعيينه قائدا لفرقة غزة التابعة للقيادة الجنوبية، وبقي في منصبه حتى 24 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه. وفي 4 يوليو/تموز 2019، رُقي إلى رتبة لواء، وتولّى بين 3 سبتمبر/أيلول 2019 و28 يوليو/تموز 2021 منصب ملحق الجيش الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية.
في 11 أغسطس/آب 2021، عُيّن فاخ قائدا للقيادة المركزية، التي تشمل الضفة الغربية، وذلك في أثناء ولاية رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الدفاع بيني غانتس. وقيل إنه تولى هذا المنصب دون أن تكون له الكفاءة الكافية لذلك.
بعد مرور 12 عاما على لقائهما الأول، تقاطع مسار غالانت وفاخ من جديد في نهاية عام 2022، إذ أصبح غالانت وزيرا للدفاع بينما ظل فاخ قائدا للقيادة المركزية.
إعلان
وأنهى فاخ مهامه رسميا في هذا المنصب في 8 يوليو/تموز 2024، بعد فترة شهدت استقالة صديقه المقرب، الجنرال أهارون هاليفا ، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، وهو ما شكّل خلفية إضافية لقرار خروجه من الخدمة.
في خطاب وداعه بحفل تسليم السلطة، عبّر فاخ عن شعوره العميق بالذنب لفشل القيادة العسكرية في منع هجوم 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023. وقال "بصفتي ضابطا، ولا سيما بصفتي قائدا سابقا لفرقة غزة، أحمل معي حزنا وألما حادا وعميقا. هذه المشاعر تعكر نهاية خدمتي وسترافقني بقية حياتي".
العمليات العسكرية
شارك اللواء يهودا فاخ في عدد من العمليات العسكرية في مسيرته المهنية التي امتدت نحو 37 عاما، سواء أكان قائدا ميدانيا أم جزءا من القيادة العليا.
كان جزءا من العمليات التي أدت إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. وفي الانتفاضة الفلسطينية الأولى و الانتفاضة الثانية تولى قيادة عمليات تأمين المستوطنات وملاحقة القيادات الميدانية.
في حرب لبنان 2006 قاد وحدة 123 التي تكبدت أكبر الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك حادث تحطم طائرة هليكوبتر من طراز "سي كينغ" أسفرت عن مقتل 7 جنود.
وفي حرب غزة 2008-2009، نفذ عمليات تفتيش وملاحقة لقيادات ميدانية في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) و كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وشارك في تعزيز الطوق الأمني حول مستوطنة كريات 4، كما نفذ عمليات إغلاق أمني في مدينة الخليل القديمة.
وشارك أيضا في العمليات العسكرية ضد حركة حماس بقطاع غزة بين عامي 2012 و2014. وفي الفترة بين 2016 و2019، قاد فرقة غزة أثناء تصعيد مسيرات العودة ، وبنى الجدران تحت الأرض على طول الحدود مع القطاع، وتعرض لانتقادات شديدة جراء سياسات "الإغلاق الأمني" باعتبارها انتهاكا ل حقوق الإنسان.
في عام 2022، شارك في التحقيق في حادثة اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة ، وفي العدوان على غزة بين 2023-2024 تولى قيادة الفرقة 252، وشارك في العمليات العسكرية ب محور نتساريم ، وما تلاه من اجتياح بري إسرائيلي واسع النطاق.
على مدى سنوات خدمته العسكرية، تعرضت سياساته لانتقادات من نشطاء يمينيين وسياسيين، وبلغت التوترات ذروتها عندما أمر بإجراء تمرين تدريبي تضمن سيناريو يحاكي اختطاف مستوطنين لفلسطينيين.
ورغم اعتذاره طالب البعض بإقالته، لكنه نال دعم رئيس الأركان ووزير الدفاع، وكذا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ. وقال عنه جنرال الاحتياط أمير أبو العافية، الذي خدم إلى جانبه، إن "فمه وقلبه متساويان"، في إشارة إلى طباعه الصعبة والعنيدة.
كما كان في قلب عاصفة من هجوم أعضاء الكنيست من الائتلاف الحاكم، إذ وصف بعضهم مواقفه بأنها مثيرة للجدل، وتعرض لانتقادات واسعة بسبب استخدامه المفرط للسلطة واتخاذه قرارات اعتُبرت "تعسفية" مما أثار استياء واسعا في الأوساط السياسية.
قائد استيطان وتطهير عرقي
في 20 مايو/أيار 2023 صادق فاخ على قرار إنشاء مستوطنة جديدة في غوش عتصيون تحمل اسم "مشمار يهودا"، ثم وقّع في فبراير/شباط 2024 على الأوراق التي تحدد حدودها، بعدما منح الجيش الإسرائيلي موافقته على إنشائها.
وأصدر قرارا عسكريا يسمح للمستوطنين بالعودة إلى مستوطنة "حومش"، التي أُقيمت عام 1980 على أراضٍ تعود ملكيتها لفلسطينيين، وقد تم إعادة تنظيم المدرسة الدينية التي كانت تعمل بشكل غير قانوني على أرض فلسطينية خاصة، وتم تحويل الموقع إلى ثكنة عسكرية.
كما منح القرار ما يُسمى بـ"مجلس مستوطنات شومرون الإقليمي" سلطة على أراض تُعد ملكية خاصة للفلسطينيين.
نفّذ اللواء فاخ، قائد الفرقة 252 التابعة لقيادة الجنوب، مجموعة واسعة من العمليات العسكرية المثيرة للجدل أثناء العدوان على غزة في عامي 2023-2024.
إعلان
وقد وُصفت ممارساته في محور نتساريم بـ"التعسف والابتذال في قتل الفلسطينيين"، مع أوامر واضحة بهدم المباني، "حتى تلك التي لا تتمتع بأي ميزة عملياتية".
وكان هذا المحور جزءا من إستراتيجية تهدف إلى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، ومحاصرة مدينة غزة. ونُقل عنه قوله لضباطه "لا يوجد أبرياء في غزة".
عندما تم تعيينه مسؤولا عن شمال القطاع، أعلن أن "فقدان الأرض هو الذي سيعلم الفلسطينيين الدرس". وكُشف أنه كان يهدف إلى إعادة توطين 250 ألف فلسطيني قسرا من شمال القطاع، وهي خطة وُصفت بأنها تهجير قسري واسع النطاق.
ينسب إلى فاخ أيضا قراره بإعادة استخدام سياسة الاغتيال بالطائرات، كما حدث في جنين و طولكرم عام 2023. ومنذ ذلك الحين، تم تنفيذ أكثر من 55 غارة جوية، أسفرت عن استشهاد نحو 90 شابا فلسطينيا. وصادق على تنفيذ 65 عملية مداهمة هجومية في عمق مناطق (أ) وفقا لاتفاقية أوسلو ، أسفرت عن استشهاد 530 فلسطينيا.
نفذ أيضا مخططا لتأسيس جيش من المستوطنين قوامه 7 آلاف عنصر، ضمن مشروع إنشاء "قوات الحراسة الإقليمية الاستيطانية" في الضفة الغربية، وأعدّ لهم برنامجا تدريبيا نظاميا، وزوّدهم بأسلحة حربية وعتاد عسكري وأمني واستخباري، من ضمنه طائرات استطلاع دون طيار. وقد وثق نشطاء حقوقيون وصحيفة هآرتس اعتداءات عديدة ارتكبتها هذه القوات بحق الفلسطينيين في مناطق (ج).
وشاركت الفرقة 252 تحت قيادته في الحرب على غزة، وواجهت اتهامات بارتكاب عمليات قتل تعسفي للمدنيين. وكشف تحقيق أعدّه الصحفي يانيف كوفوفيتش (هآرتس، 31 ديسمبر/كانون الأول 2024) أن فاخ نفّذ عمليات في غزة دون الالتزام بالانضباط العملياتي، وأسس ما يشبه "منطقة قتل" غير رسمية، ما أسفر عن عمليات قتل عشوائية بحق مدنيين.
وقد سمح لشقيقه غولان فاخ، وهو ضابط احتياط برتبة عقيد، بتشكيل قوة خاصة من جنود ومدنيين على غرار تنظيم " شبيبة التلال" الاستيطاني، بهدف تنفيذ عمليات تخريب وتدمير في غزة.
بخصوص المساعدات الإنسانية، فقد منع فاخ على ضباطه وجنوده السماح بإدخال "ولو شاحنة واحدة"، ووجه بعرقلة القوافل الداخلة ووضع الصعوبات أمامها. كما أصدر أمرا لقواته بتفجير مبنى المستشفى التركي.
وفي 31 مارس/آذار 2025، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن قوات تابعة للواء المدرعات الاحتياطي الرابع عشر ضمن فرقة فاخ تورطت في قتل 15 من المسعفين الفلسطينيين وعناصر الدفاع المدني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة فيما عرف بـ" مجزرة المسعفين".
وفي 2 يناير/كانون الثاني 2025، كتب الصحفي جدعون ليفي في هآرتس "إذا لم تبادر الشرطة العسكرية بفتح تحقيق فوري في سلوك العميد يهودا فاخ، وإذا لم يتم إعفاؤه على الفور من منصب قائد الفرقة 252 واحتجازه لاستجوابه، فإن ذلك سيبعث برسالة مفادها أن الجيش والحكومة يرفضان تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية تجاه تصرفات قادتهما'.
وأضاف أن "عدم اتخاذ هذه الخطوات سيجعل الإسرائيليين و المحكمة الجنائية الدولية ، والعالم بأسره، يدركون أن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بقائد فرقة يُشتبه في ارتكابه جرائم حرب واسعة النطاق، ويواصل حياته ومهامه وكأن شيئا لم يحدث".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الوطن
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- جريدة الوطن
اتجاهات الفلسطينيين
بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023 وانسجاما مع الحالة توجه الرأي العام الفلسطيني نحو دعم المقاومه وفق استطلاع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله، الذي استمزج رأي الشعب في استطلاع شمل الضفة الغربية وغزة، وقد أيد 80% استقالة محمود عباس واعتبر 69% من الفلسطينيين أن حكومة محمد مصطفى لم تجرِ الإصلاحات المطلوبة، وحصل مروان البرغوثي على 50% من في أي انتخابات رئاسية يشارك فيها. ويعتقد 64% من الفلسطينيين أن معركة «طوفان الأقصى» أعادت الاهتمام الدولي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأعرب67% عن رضا الفلسطينيين عن حماس و24% عن فتح، وسوف يصوت 68% لخالد مشعل في أي انتخابات رئاسية يكون محمود عباس منافسه فيها حيث سيحصل الأخير على 25% وسوف يصوت 43% لحماس في الانتخابات التشريعية و28% لفتح، ويعتقد 40% أن حماس أحق بقيادة الشعب الفلسطيني مقابل 19% لفتح ويعارض 70% من الفلسطينيين عودة السلطة إلى غزة وتسلمها المعابر، ويعتقد 59% من الفلسطينيين أن المظاهرات التي خرجت ضد حماس في غزة تحركها أيادٍ خارجية، وأعرب 67% من العينة انهم ضد المظاهرات التي خرجت ضد حماس في غزة، وقال 82% من الفلسطينيين إنهم ضد تسليم سلاح المقاومة. هذا ما آمن به الفلسطينيون منذ الانتفاضة الأولى والثانية والطوفان وانه ليس أمامهم الا المقاومة وان السلاح هو شرف والتنازل عنه ذل لنكن بحجم ما يريده الإنسان الفلسطيني اذا أردنا أمة تحترمها الأمم.


جريدة الوطن
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- جريدة الوطن
لماذا قد تنقلب إسرائيل على نتانياهو قريباً؟ (2-2)
شكَّلت علاقات بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية أرضية لعدد من قضايا الفساد التي يلاحق بسببها نتانياهو. قضية الحصول على هدايا باهظة الثمن من رجال أعمال لتسهيل سيطرتهم على مصالح أو وسائل إعلام. وبسبب هذه الملاحقات القضائية توافق نتانياهو مع عدد من القوى اليمينية على إحداث انقلاب في الجهاز القضائي بل وانقلاب في بنية الدولة ومؤسساتها بما يخدم هدف إبعاد نار القانون عنه. في البداية، حاول سنّ قانون يمنع محاكمته، وعندما فشل حاول تغيير وجهة وتركيبة القضاء عمومًا وتسليم أمره إلى الكنيست، بما يقضي على استقلالية القضاء وإخضاعه للسلطة التشريعية التي أفلح في تجريفها وإخضاعها لإمرته. وتقريبًا كل ما نسمعه اليوم في إسرائيل عن صراع بين المستوى السياسي، والمستوى العسكري، وصراعات مع الشاباك حينًا، ومع الموساد حينًا آخر، ومع قيادة الشرطة، والمستشارة القضائية للحكومة، ينبع من هذه النقطة. نتانياهو- واليمين من خلفه- يريد السيطرة التامة وغير المشروطة على كل مؤسسات الدولة، وتحويلها إلى أدوات لخدمة الزعيم أو اليمين وليس العمل لمصلحة الدولة. وطبعًا كان هذا التوجه استجلب معارضة واسعة من داخل المؤسسات ومن داخل المجتمع. ومع الوقت بدأ الصراع يزداد احتدامًا عبر تظاهرات واحتجاجات شقت إسرائيل طولًا وعرضًا. واعتبر البعض أن هذا الانشقاق والصراع كان سببًا رئيسيًا من بين أسباب اندفاع حماس لتفجير طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ولكن الحرب وطولها لم يسهما في إخماد تلك المعارضة بل زاداها إلى حد بعيد. إذ أظهرت الإخفاقات يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول ليس فقط نقاط ضعف في المنظومة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، ولكن أيضًا انهيارًا في المفاهيم التي ارتكزت إليها إسرائيل في تعاملها مع التناقضات. وتبيّن للجميع أن سد الطريق أمام تسوية سلمية مقبولة إقليميًا ودوليًا لا يضمن الأمن لإسرائيل. كما بيّنت إخفاقات إسرائيل في الحرب وطول مدتها أن التعامل فقط بالقوة واستخدام المزيد من القوة، كلما عجزت القوة الأولية عن تحقيق الهدف، لا يضمن النصر. ولكن إذا كان هذا استخلاص الجمهور الإسرائيلي ومؤسساته المتزنة، فليس هذا استخلاص نتانياهو واليمين الحاكم. وهذا هو المعنى الحقيقي لاستطلاعات الرأي التي تظهر أن أغلبية الإسرائيليين وأكثرية القادة العسكريين والأمنيين السابقين والحاليين يؤيدون وقف الحرب وإبرام صفقة تبادل وتشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول وفي الأداء السياسي والحربي قبل ذلك وبعده. كما أن هذا يظهر سبب تمسك نتانياهو واليمين برفض وقف الحرب بل وتطوير نظرية الحرب الدائمة كوسيلة للبقاء في الحكم؛ لأن وقف الحرب في نظرهم يعني هزيمة نتانياهو ومشروع اليمين السياسي والفكري. وفي هذ السياق، برزت، وليس فقط في أواخر الشهر الفائت، دعوة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للتوصل إلى تسوية توفر صفقة يتم بموجبها وقف ملاحقات قضائية لنتنياهو مقابل «إقرار بالذنب»، وخروج من الحياة السياسية. وطبعًا هذه ليست مجرد دعوة، لأن الرئيس إسرائيلي يمتلك أيضًا صلاحية العفو حتى عن مجرم مدان. ولذلك فهم كثيرون أن هذه دعوة من رئيس وسطي يريد تجنيب إسرائيل استمرار الدوران في حلقة الصراع والانقلاب القضائي والبحث عن «الدولة العميقة» والصدام معها. وكانت جهات إسرائيلية قد تقدَّمت بطلب إلى هرتسوغ للبحث في هذا المقترح في أواخر العام الفائت، لكنه اشترط أن يأتيه الطلب من جهات مخولة. ويبدو أن عرض المقترح من جديد يشهد على قتامة الصورة المرتقبة إذا استمر الصراع بين نتانياهو ومؤسسات الدولة الأخرى، وبات الرئيس نفسه يبحث عن مخرج. لكن ثمة كلمة يمكن أن تقال: نتانياهو الذي صار رئيس الوزراء الأطول ولاية في تاريخ إسرائيل والذي حكم الدولة أكثر من مؤسسيها التاريخيين، يصعب عليه القبول بالطرد من الحياة السياسية. فهو في نظر نفسه، وربما في نظر كثيرين آخرين، أحد أنبياء اليمين الجديد في العالم، وهناك مَن قرأ وتبنَّى أفكاره التي عرضها في كتبه عن السياسة، ومكافحة الإرهاب، والصراع الحضاري. كما أن اليمين المتطرف، ليس فقط في إسرائيل وإنما أيضًا في أميركا وربما في بعض الدول الأوروبية، لن يستسيغ مثل هذا الخروج من الحياة السياسية. فهذه هزيمة لفكرة، ستترك خلفها نوعًا من هزة أرضية شديدة التأثير. في إسرائيل الأمر واضح ولا يحتاج إلى تبيان. نتانياهو ليس مجرد شخص، وإنما هو تعبير عن انتقال اليمين المتطرف من أشد الزوايا بعدًا وهامشية إلى مركز القرار. في الغالب ما سوف يُسقط نتانياهو هو الصراع داخل اليمين بين مكوناته الحريدية والدينية والقومية الفاشية. وهو ما يتبدى حاليًا في الصراع بين الليكود والحريديم حول قانون التجنيد، حيث بدأ الحريديم في عدم التصويت إلى جانب اقتراحات الحكومة. وهناك صراع بين حزبَي سموتريتش وبن غفير على من يكون له الغلبة لدى الناخبين في الانتخابات المقبلة. وكثير من أنصار اليمين التقليدي صاروا ينفكون عنه باتجاهات أكثر أو أقل تطرفًا. كما أن المزاج العام في إسرائيل تحت حكم نتانياهو صار أشد تشاؤمًا، ما يعني أن الانتخابات المقبلة، وكما توضح استطلاعات الرأي غير مبشرة لا لنتانياهو ولا لليمين.


الجزيرة
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
تحقيقات الجيش الإسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر.. فشل استخباري وهروب للجنود وارتباك في التنسيق
بعد هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة ، أجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من التحقيقات الداخلية. وكشفت النتائج عن ثغرات كبيرة في المنظومتين الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، شملت فشلا استخباريا وارتباكا في التنسيق الميداني، وأقر جيش الاحتلال بما وصفه بـ"الإخفاق التام" في منع الهجوم. وقالت لجنة التحقيق الإسرائيلية المدنية بأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول إن الحكومة فشلت في حماية مواطنيها وعليها تحمل المسؤولية. وأوضحت اللجنة أنها جمعت أثناء التحقيق 120 شهادة على الأقل تثبت فشل إسرائيل ، مشيرة إلى أنها توصلت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"قاد البلاد إلى أكبر كارثة في تاريخها". وإضافة إلى التحقيق العام في الهجوم كله، أنجزت السلطات الإسرائيلية تحقيقات فرعية بشأن ما حدث في عدد من الأماكن والمواقع العسكرية التي هاجمها المقاومون الفلسطينيون فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ومكثوا يقاتلون فيها ساعات عدة. شاطئ زيكيم أشار تحقيق قائد اللواء الخامس الاحتياطي تال كوريتسكي إلى أن جنود الجيش الإسرائيلي المتمركزين قرب حدود غزة قد تخلوا عن "المدنيين الذين احتموا" بشاطئ مستوطنة زيكيم يوم الهجوم. وينقسم التقرير إلى 3 أجزاء، الأول تناول جزئية الإنزال البحري لعناصر كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على الشاطئ وأسماها "المعركة البحرية الإسرائيلية"، والجزء الثاني تطرق لما سماها "مجزرة زيكيم"، وتحدث الجزء الأخير عن "الدفاع عن كيبوتس زيكيم". وأوضح التقرير أن جنود الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني ، فرّوا دون قتال عناصر حماس القادمين بـ7 زوارق وعددهم 38، مما أسفر عن تقدمهم إلى داخل كيبوتس زيكيم، ومقتل إسرائيليين حاولوا الاحتماء بالجيش. وحسب التقرير فقد استهدف المقاتلون الفلسطينيون قواعد عسكرية في المنطقة وخط أنابيب النفط قرب عسقلان وشاطئ زيكيم، وتقدموا مجبرين الجنود الإسرائيلين على التراجع، وأكملوا طريقهم نحو الكيبوتس، واشتبكوا مع ضباط في لواء غولاني قبل أن ينسحبوا. خلص التقرير في النهاية إلى أن عدد عناصر حماس الذين حاولوا التسلل عبر البحر 38، قتل منهم 14 في زوارقهم و8 عند الشاطئ و10 في الاشتباكات التي دارت بعدها، وأن جنود الجيش قد تخلوا عن المدنيين وتراجعوا تاركين مواقعهم، وهو ما اعتبر "فشلا جسيما". وتجدر الإشارة إلى أن قائد قاعدة أسدود كان قد تلقى اتصالا من فرقة غزة تنبهه على وجود إشارة غير عادية قادمة من القطاع عند الساعة 4:28 صباحا، لكن مكتب قائد البحرية وقسم استخبارات البحرية أكدوا أنها مجرد تدريبات لكتائب القسام. كيبوتس بئيري في 11 يوليو/تموز 2024، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تقريرا عن نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي بشأن اقتحام كيبوتس بئيري في غلاف غزة يوم 7 أكتوبر. وبحسب التقرير، فقد أشرف على التحقيق طاقم من ضباط الاحتياط الإسرائيلي برئاسة اللواء ميكي إدلشتاين. وأقر الجيش الإسرائيلي في تقريره بفشله في حماية الكيبوتس، مؤكدا أنه لم يكن مستعدا للتعامل مع هجوم قوات النخبة التابعة لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- عبر نقاط عدة من السياج الأمني، مما أعاق وصول التعزيزات الإسرائيلية في الوقت المناسب. ووفق نتائج التحقيق، فقد شارك نحو 340 مسلحا فلسطينيا في الاقتحام، بينما لم يكن في المنطقة سوى 26 جنديا إسرائيليا، ولم ينجح وصول القوات الإسرائيلية الإضافية في تحسين الوضع بسبب غياب التنسيق بين الوحدات. كما أشار التحقيق إلى أن جيش الاحتلال لم يكن يملك العدد الكافي من القوات للزج بها في المعركة، وأقر بتلكؤ قواته في الساعات الأولى، خاصة في الدخول إلى الكيبوتس والاشتباك مع قوات النخبة القسامية. وأوضح التقرير أن الاقتحام بدأ في الساعة 06:42 صباحا، وأن قوات الاحتلال لم تستعد السيطرة على الكيبوتس إلا بعد أكثر من 24 ساعة من المعارك المتواصلة. وخلصت نتائج التحقيق إلى مقتل 101 مستوطن وأسر 32 آخرين، إلى جانب قتل 31 من الجنود وأفراد الشرطة وأعضاء فصيل الاستجابة السريعة. في 9 أبريل/نيسان 2025، كشف الجيش الإسرائيلي عن نتائج تحقيقه في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنة سديروت ، والتي أظهرت سلسلة من الإخفاقات الهيكلية والعملياتية، وأكدت فشل الجيش في حماية المستوطنة. ووفقا للتقرير أسفر الهجوم عن مقتل 53 إسرائيليا، بينهم 37 من المستوطنين، و11 من أفراد الشرطة، واثنان من رجال الإطفاء، إلى جانب 3 جنود. وأشار التحقيق إلى أن صفارات الإنذار الخاصة بتسلل المقاومين لم تُفعل، واقتصر التحذير على إنذار "اللون الأحمر" التقليدي، وهو قرار نسب إلى قائد الجبهة الداخلية ، اللواء رافي ميلو، وقائد المنطقة الجنوبية السابق، اللواء إليعازر توليدانو. ورغم إرسال بلدية سديروت رسائل تحذيرية نصية إلى السكان، إلا أن عددا كبيرا منهم لم يطّلع عليها في الوقت المناسب بسبب التزامهم الديني بتعاليم السبت. وأحد أبرز الإخفاقات التي كشف عنها التقرير، كان تأخر الجيش في إصدار التحذير الرسمي بنصف ساعة، وهي فترة كان يمكن تمكين فرق الدفاع المحلية من الاستعداد فيها. كما تبين أن وحدة التأهب في سديروت لم تخضع لأي تدريب منذ عامين، وكانت تفتقر إلى الأسلحة الثقيلة بعد أن صادرتها قوات الجيش خوفا من سرقتها، وبقي أفرادها مجهزين بمسدسات فقط. ووفق ما نقلته صحيفة "هآرتس"، أظهر التحقيق أيضا وجود حالة من الفوضى وغياب التنسيق بين الجيش والأجهزة الأمنية، وصلت حد تبادل إطلاق النار بين الطرفين أثناء الهجوم، نتيجة ضعف منظومة القيادة والسيطرة. ووجه التقرير انتقادات حادة للقيادة العسكرية في فرقة غزة، محمّلا لواء الشمال المسؤولية عن سحب الأسلحة من غرف الطوارئ عام 2022، ما أدى إلى غياب وسائل الدفاع الفعالة عن عدد من النقاط الحساسة لحظة الهجوم. مستوطنة كفار عزة أواخر فبراير/شباط 2025، نشر الجيش الإسرائيلي تقريرا عن نتائج التحقيق في الهجوم الذي نفذته المقاومة الفلسطينية على مستوطنة كفار عزة، بالقرب من قطاع غزة. وأقرّ الجيش الإسرائيلي في التقرير بأنه لم يقدّر أن لدى حركة حماس القدرة على شن حرب واسعة النطاق بشكل مفاجئ، فيما رد أهالي المستوطنة بأن التحقيق لم يجب على سؤال: أين كان الجيش؟. وبحسب التحقيق فإن 14 عنصرا فقط من قوات حماية المستوطنة كانوا في مواجهة 250 مقاتلا من المقاومة الفلسطينية، منهم 6 أفراد من كتائب القسام وصلوا إلى قلب المنطقة باستخدام طائرات شراعية، دون أن يتمكن جيش الاحتلال من تحديد مكانهم. وأوضح التحقيق أن قوات الجيش الإسرائيلي لم تصل إلى المستوطنة إلا بعد الساعة 8:30 صباحا، وأنها واجهت مشكلات تتعلق بالتنسيق والتواصل مع قادة الوحدات. وأشار التحقيق إلى وجود خلل في عملية إخلاء المستوطنين، إذ تم تنفيذها بشكل متأخر وبطريقة سيئة، وكشف أن الضربات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي "لم تساعد في وقف هجوم حماس على المستوطنة". وبحسب نتائج التحقيق، أدى الهجوم إلى مقتل 26 مستوطنا وأصيب 18 آخرون، بينما أُسر 19 إسرائيليا. مستوطنة نير إسحاق في 25 أبريل/نيسان 2025، نشر جيش الدفاع الإسرائيلي تقريرا مفصلا تناول نتائج التحقيق في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنة نير إسحاق. وأشار التحقيق إلى أن الجيش فشل في أداء مهامه الدفاعية، وعجز عن حماية الكيبوتس وسكانه أثناء الهجوم الذي أسفر عن مقتل 6 من أفراد فرقة الاستعداد، واختُطفت جثث 3 منهم، إضافة إلى اختطاف 5 مدنيين من عائلة واحدة. كشف التحقيق أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مهيأ للتعامل مع هجوم واسع النطاق، إذ اتضح أن فرقة الاستعداد في كيبوتس نير يتسحاق كانت مدربة فقط على سيناريوهات محدودة. وبيّن التقرير أن القوات العسكرية واجهت صعوبة في تكوين صورة واضحة ومتكاملة عن الوضع الميداني لما يجري داخل الكيبوتس، نتيجة انقطاع تدفق المعلومات من وحدات الدفاع المحلية، إلى جانب إخفاق محاولات فرق الطوارئ في التواصل مع القيادات العسكرية بسبب غياب الاستجابة. وحتى الساعة الواحدة والنصف ظهرا، ظل سكان الكيبوتس وأفراد فرقة الاستعداد في مواجهة المقاومة الفلسطينية دون تدخل فعّال من الجيش. كما أشار التقرير إلى أن القوات العسكرية لم تصل إلى الموقع إلا بعد انسحاب المقاومين، بينما كانت غرفة الاستنفار قد تمركزت في نقاط دفاعية محدودة، في وقت كان فيه معسكر صوفا المجاور محاصرا، مما أعاق إرسال الدعم إلى كيبوتس نير إسحاق. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية أن الهجوم على معسكر صوفا كان عاملا رئيسيا في تعطيل استجابة الجيش، وأسهم بشكل مباشر في الإخفاق بتنفيذ المهمة الدفاعية الموكلة إليه. مستوطنة ناحال عوز نشر الجيش الإسرائيلي تحقيقه في اقتحام قاعدة ناحل عوز في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي خلص إلى وجود تقصير حاد من القيادة وسوء استعداد ميداني ساهم في فشل التصدي للهجوم. ووفقا للتقرير، فقد أسفر الهجوم عن مقتل 53 جنديا، من ضمنهم 22 من وحدات الدعم غير القتالي، وبينهم 16 مجندة مراقبة ميدانية، إضافة إلى 31 مقاتلا، 19 منهم من لواء غولاني، كما أُسر 10 جنود آخرين. أظهر التحقيق أن الجيش لم يتعامل بجدية مع المؤشرات التي ظهرت في الليلة السابقة للهجوم، إذ لم تُترجم إلى استعدادات فعلية على الأرض. فقد قال أحد المقاومين لإحدى المجندات المحتجزات أثناء الهجوم "لا أفهم كيف لم تلاحظوا تحضيراتنا قبل يوم واحد؟!". وعند بدء الهجوم، كان جندي واحد فقط متمركزا في النقطة المحيطة بالقاعدة التي تبعد 850 مترا فقط عن حدود قطاع غزة. وتم تقليص عدد الجنود في الموقع، وكانت أسلحة الدعم ومنها الرشاشات مخزنة داخل المستودعات، في حين لم يكن سلاح المدرعات في حالة تأهب قتالي. كما عُثر على كتيّب في الموقع يُظهر أن المقاومين كانوا على دراية دقيقة ببنية القاعدة، وبحسب التقرير فقد بدأ الهجوم الساعة السادسة والنصف صباحا، ونفدذ 65 مقاوما مقابل 162 جنديا إسرائيليا، 90 منهم يحملون الأسلحة. وأشار التحقيق إلى غياب تام للروتين العسكري داخل القاعدة، التي كانت تضم وحدات متعددة منتشرة في مواقع متفرقة، دون تنسيق يومي أو إجراءات تنظيمية متبعة.