logo
الشيخ قاسم : لسنا معنيين بسحب السلاح..والمقاومة جزء من اتفاق الطائف ومسألة ميثاقية

الشيخ قاسم : لسنا معنيين بسحب السلاح..والمقاومة جزء من اتفاق الطائف ومسألة ميثاقية

المنارمنذ 5 ساعات
اعتبر الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم انه 'يجب إدراج على جدول أعمال مجلس الوزراء بند واضح بعنوان: كيف نواجه العدوان الإسرائيلي ونحمي السيادة؟ ما هي الإجراءات العملية المطلوبة؟ ما هو الجدول الزمني لتنفيذها؟ ما هي المقومات التي يمكن الاستفادة منها؟ كيف يمكن إشراك الأحزاب والقوى والطوائف والشعب وسائر المعنيين في عملية الدفاع عن لبنان؟ كيف نقف معًا من أجل إخراج الاحتلال الإسرائيلي؟ كيف نزيد الضغط على العدو الإسرائيلي من خلال الرعاة المتواطئين أو بطرق أخرى؟'.
وأضاف سماحته خلال كلمة في الذكرى الأربعين لاستشهاد القائد الكبير، شهيد فلسطين، اللواء محمد سعيد إيزدي، 'الحاج رمضان' (رضوان الله تعالى عليه)،: 'هذه هي الأولوية، وليست الأولوية هي سحب السلاح إرضاءً للعدو الإسرائيلي. لسنا معنيين بسحب السلاح لأن الولايات المتحدة أو إحدى الدول العربية تسعى وتضغط بكل ما أوتيت من جهد لفرض هذا الخيار'.
وتساءل الشيخ قاسم: ' إذا كنتم فعلاً تدعمون لبنان، فعليكم أن تكونوا مع وقف العدوان، وإخراج الاحتلال الإسرائيلي، والبدء بإعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى. بعد ذلك تعالوا وتحدثوا معنا في أي شأن تشاؤون، ونحن جاهزون'.
وأكد أن 'المقاومة جزء من اتفاق الطائف، وهي منصوص عليها في الإجراءات المطلوبة لحماية لبنان بكافة الوسائل، ولا يمكن أن يُناقش أمر دستوري بالتصويت، بل يتطلب توافقاً ومشاركة مختلف مكونات المجتمع حول القضايا المشتركة'.
وتابع الشيخ قاسم : 'كما أن إلغاء الطائفية السياسية يتطلب توافقاً عاماً، وكما أن توزيع المناصب وفقاً للاطمئنان الطائفي يُعدّ ميثاقياً، فإن المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أيضاً مسألة ميثاقية لا تُناقش إلا بالتوافق'.
ودعا الشيخ قاسم إلى نقاش وطني حول استراتيجية الأمن الوطني والدفاعية، قائلاً: 'الأمن الوطني يتجاوز مسألة السلاح، ويأخذ في الاعتبار تراكم القوة، ووحدتها، والدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي. الاستراتيجية ليست لنزع السلاح وفق جدول زمني كما يتوهّم البعض'.
وأردف سماحته: 'كنا ننتظر أن نجتمع مع المعنيين كمقاومة لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني، لكنهم بدلاً من ذلك اختزلوا كل شيء بمطلب نزع السلاح، ولم يقدموا أي تصور حقيقي عن أمن وطني جامع. نحن لا نقبل بذلك، ونعتبر أنفسنا مكوّناً أساسياً من مكونات لبنان، وبالتالي نحن بحاجة إلى إعادة نظر في مقاربة هذا الملف'.
كما أكد حرص حزب الله على 'استمرار التعاون والتفاهم والنقاش مع الرؤساء الثلاثة'، مشدداً على أنه 'لا يجوز أن يُشعر أحد بالضغط فيلجأ إلى ممارسة الضغوط الداخلية، لأن مصلحة لبنان تقتضي أن يعرف الجميع أن هذا البلد له خصوصيته'.
وتابع سماحته قائلاً: 'لا يصح أن يُمارَس الضغط على الداخل اللبناني بهدف انتزاع التنازلات عن الحقوق والسيادة. هذه نقطة خاطئة. يجب أن نواجه الغرب والولايات المتحدة وكل الجهات الضاغطة بالقول: في لبنان لدينا مقومات. وعلينا أن نتفاهم بيننا. كما ينبغي أن ننتبه لدعاة الفتنة الداخلية، ومن تلطّخت أيديهم بالدماء، ومن يعملون كخدام للمشروع الإسرائيلي في الداخل والخارج'.
ودعا الشيخ قاسم إلى عدم الانجرار خلف الإملاءات الخارجية، مضيفاً: 'لا أحد مرتاح في هذا البلد، فالضغوط تتوالى علينا تباعاً. لكننا نقول بوضوح: هذه قضايا داخلية لا تُناقش إلا بين اللبنانيين. لا يحق لأحد أن يفرض علينا اتفاقات من الخارج. نحن نريد اتفاقاً فيما بيننا من أجل السيادة والاستقلال'.
وأكد سماحته أن 'حل أي أزمة في لبنان لا يتم إلا بالتوافق، وهذا موضوع استراتيجي وأساسي يجب أن ننجزه من خلال المؤسسات، والجيش، والمقاومة التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من هذا النسيج الوطني'.
وأضاف الشيخ قاسم : 'اليوم، يمكن للدولة اللبنانية أن تعلن أمام المجتمع الدولي مسؤوليتها عن الحدود الجنوبية والشرقية. ولتُحاسب الدولة اللبنانية إذا وقع أي حادث هناك، لأنها تقوم بواجبها كاملاً على المستوى الداخلي، وقد أثبتت قدرتها على ضبط الإيقاع ومنع المجازر والتعقيدات في القرى'.
وأردف: 'يجب أن يُقال للعالم إن الدولة اللبنانية تضمن حماية حدودها وسيادتها، وهي تتحمّل مسؤولية ما يجري داخلها. ولكن لا يجوز أن يُستخدم المجتمع الدولي للمطالبة بتحقيق أهداف العدو الإسرائيلي التي عجز عن تحقيقها بالحرب'.
وتابع سماحته: 'لا يحق لأحد أن يحرم لبنان من عناصر قوته التي تحمي سيادته، ولا يحق لأحد أن يمنع لبنان من أن يكون عزيزاً. هذا أمر أساسي، ويجب أن يُرسّخ في الأذهان. لقد قدمنا الكثير، وقدّم اللبنانيون والجيش والشعب تضحيات عظيمة. لا يحق لأحد أن يستخف بذلك'.
وقال الشيخ قاسم: 'من قدّم التضحيات وحرّر الأرض أكثر وطنية ممن عبث بالوطن وقتل المواطنين. لا أحد يُزايد علينا. لنا تاريخ مشرف، وتاريخنا يختصره سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، الذي رحل شهيداً مقداماً، شجاعاً، وقدّم للإنسانية، ولفلسطين، ولبنان ما لم يقدّمه الكثيرون'.
وتابع: 'لدينا السيد الهاشمي والقادة الشهداء، ولدينا خمسة آلاف شهيد في معركة طوفان الأقصى ومعركة أولي البأس، ولدينا 13 ألف جريح، ولدينا دمار ونزوح، وكل هذا تم تقديمه من أجل إيقاف العدوان. وقد نجحنا في ذلك'.
وأوضح أن' العدوان الإسرائيلي كان سيصل إلى بيروت، وكان يستهدف تغيير كل شيء في لبنان، لكن المقاومة والجيش والشعب وقفوا في وجهه ومنعوه من تحقيق أهدافه'.
وأضاف: 'المقاومة بخير، قوية، تمتلك الإيمان والإرادة، وهي مصممة على حماية سيادة لبنان واستقلاله. جمهور المقاومة صابر ومتماسك، والمجاهدون على أتمّ الجهوزية للتضحية. وهذه حقيقة يعرفها الجميع'.
شهيد فلسطين الإيراني
واستهل الشيخ قاسم كلمته بالإشارة إلى أن الشهيد إيزدي، شهيد فلسطين الإيراني، جاء من أقاصي الأرض ليكون في خدمة فلسطين، شعباً وأرضاً، وقضية، ومقاومة، مؤكداً أن بوصلته كانت دائماً متجهة نحو القدس.
واضاف سماحته :'ولد الحاج رمضان عام 1964 في محافظة كرمنشاه، والتحق بالحرس الثوري الإسلامي منذ تأسيسه، وشارك في الحرب المفروضة على إيران منذ بداياتها. وعندما بلغ سن التاسعة عشرة، عُيّن نائباً لقائد لواء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو ما يعكس نبوغه ووعيه وإمكاناته القيادية منذ ريعان شبابه'.
وتابع سماحته :'في العام 1984، قَدِم إلى لبنان مسؤولاً عن مقر الحرس في منطقة الهرمل، ثم انتقل للعمل في مكتب فلسطين، الذي يعنى بالتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان. وفي السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر 1992، حين أبعد العدو الإسرائيلي 415 مقاومًا فلسطينيًا إلى مرج الزهور جنوب لبنان، أمضى الحاج رمضان ثلاثة عشر شهراً معهم، يقاسمهم المأكل والمشرب والمسكن، ويؤمّن لهم حاجاتهم، ويشرف على تدريبهم ورعايتهم، وكان من بينهم القادة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الحاج إسماعيل هنية، عماد العلمي، والدكتور محمود الزهار، وقد استشهد معظمهم لاحقاً'.
واردف بالقول :'بقي الحاج رمضان في لبنان حتى عام 1995، ثم عاد إلى إيران. وبعد تحرير جنوب لبنان عام 2000، ومع بدايات إرهاصات انتفاضة الأقصى، عاد مجدداً إلى لبنان بطلب من الشهيد القائد عماد مغنية (رضوان الله عليه) وبموافقة من الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني (رضوان الله عليه)، قائد قوة القدس آنذاك، وبرضى سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه). تولّى عندها مسؤولية ملف فلسطين في قوة القدس في الحرس الثوري الإسلامي'.
الرسالة والنهج
وقال الشيخ قاسم إن الآية القرآنية: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون}، تنطبق تمامًا على الشهيد الحاج رمضان وإخوانه. فقد واكب تطورات الانتفاضة الفلسطينية، ودعم المقاومة في فلسطين، ونقل الخبرة والتجربة والسلاح والتدريب إلى مختلف فصائل المقاومة.
وأضاف:' أن الحاج رمضان، إلى جانب الشهيد عماد مغنية، أشرف بعد تحرير غزة عام 2005 على إعداد الخطة الدفاعية للقطاع، وكان له اهتمام خاص بتطوير العمل المقاوم في فلسطين، ومتابعة مختلف شؤونها السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية والاجتماعية'.
وأشار سماحته إلى أن' الشهيد آمن بوحدة الصف الفلسطيني، وكان يلتقي دائماً بقيادات الفصائل الفلسطينية. وعند جمعه لهذه القيادات في لبنان، كثيراً ما كان يتواصل مع الشيخ نعيم قاسم شخصياً، ليطلب حضوره ممثلاً لحزب الله، تأكيداً على العلاقة المباشرة مع الإخوة الفلسطينيين. كما كان الشهيد رمضان يشرف على اللقاءات المشتركة بين حزب الله والفصائل الفلسطينية في طهران'.
فلسطين فوق الجغرافيا
وتطرق الشيخ قاسم إلى الوضع الفلسطيني الحالي، مشيراً إلى حجم المأساة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، قائلاً: 'ما من شعب في العالم يمكنه تحمّل ما يتحمّله الفلسطينيون. أكثر من 61 ألف شهيد، و150 ألف جريح، وأكثر من مليونين ومئتي ألف نازح يتنقلون من مكان إلى آخر، معرضين للقتل والتجويع، بل يُقتلون وهم يبحثون عن الطعام والمساعدات'.
وأضاف أن' هذا الإجرام الممنهج هو نتاج تواطؤ منظّم بين الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي لإبادة الشعب الفلسطيني، في محاولة للاستيلاء الكامل على الأرض لصالح الكيان الغاصب. إلا أن الشعب الفلسطيني، صامد منذ 77 عاماً، حاملاً راية المقاومة والحق، وماضٍ في طريقه بثبات حتى النصر'.
وتابع: 'قال الحاج رمضان عن طوفان الأقصى إنه معجزة لم تحققها أي مقاومة في العالم، وأكد أن القدس ترفع وتعز من يخدمها'، مشيراً إلى أن هذه النظرة تنبع من منهج الإمام الخميني (قدّس سره) الذي وصف الكيان الإسرائيلي بالغدة السرطانية الخبيثة، التي لا علاج لها سوى الاستئصال.
نهج الثورة الإسلامية
وأوضح الشيخ قاسم أن' الإمام الخميني (قدّس سره) منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية عمل على دعم فلسطين عملياً، من خلال تشكيل قوة القدس، وإنشاء جيش العشرين مليون، وتحويل سفارة الكيان إلى سفارة لفلسطين، وإعلان يوم القدس العالمي، انطلاقاً من رؤية واضحة تعتبر فلسطين أولوية تتقدم على ما سواها'.
وأشار إلى أن' الإمام الخامنئي (دام ظله) سار على هذا النهج، مؤكداً أن 'الدفاع الصريح عن الشعوب المظلومة، لا سيما الشعب الفلسطيني، كان في صلب أولويات نهج الإمام الخميني'، لافتاً إلى أن فلسطين ليست مجرد قطعة أرض، بل قضية إنسانية وأخلاقية ودينية وتربوية وعالمية'.
العلاقة بحزب الله
وأشاد الشيخ قاسم بالعلاقة الوثيقة التي ربطت الحاج رمضان بقيادة حزب الله، وعلى رأسها سماحة السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، وقال إنه كان يعرف كل قادة الحزب، وشارك في حرب تموز 2006 في معركة 'أولي البأس'، وعاد إلى لبنان بعد يومين فقط من استشهاد السيد نصر الله، واضعاً نفسه بتصرّف الحزب.
وأكد أنه كان عاشقاً لحزب الله، وللمقاومة، وللسيد نصر الله، ولكل من يعمل في سبيل الله تعالى، مشيراً إلى أن الحاج رمضان كان يتمتع بصفات شخصية رفيعة: مؤمن، عرفاني، عاشق للإمام الخميني (قدّس سره)، وللإمام الخامنئي (دام ظله)، متواضع وحازم في آن، ذو هيبة وكرم نفس، وكان لأبناء الشهداء مكانة خاصة جدا في قلبه واهتماماته'.
الاغتيال
واضاف سماحته:'استشهد اللواء محمد سعيد إيزدي في 21 حزيران/يونيو 2025، في مدينة قم المقدسة في إيران، خلال العدوان الإسرائيلي الغادر. وعلّق وزير حرب العدو الإسرائيلي على عملية الاغتيال بالقول: 'إن اغتيال محمد سعيد إيزدي أبرز إنجازات الحرب على إيران'، وهو ما يُعدّ دليلاً على حجم تأثيره ودوره في إيلام العدو'.
دعوة لإنهاء ملف المرفأ ورفضٌ لإملاءات براك الجديدة
وتوقّف الشيخ قاسم، عند الذكرى السنوية الخامسة لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب، واصفاً إياه بـ'الكارثة الكبيرة' التي أدت إلى وقوع ضحايا وجرحى وخلّفت دمارًا وألمًا، وأثّرت في أوضاع العديد من المواطنين، فضلاً عن إحداثها 'جرحًا بليغًا في لبنان، لمواطنيه ولكل المحبّين'.
ودعا الشيخ قاسم إلى 'الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات بعيدًا عن التسييس الذي أخّر النتيجة إلى هذا الوقت'، متمنيًا أن تكون المرحلة المقبلة 'مرحلة إنجاز سريع، بعيدًا عن التسييس والتطييف، وبعيدًا عن الاتهامات الجاهزة والأوامر الخارجية'، حتى يعرف الناس الحقيقة وتصل القضية إلى نتيجة صحيحة، 'فيُعاقب المرتكب ويُبرّأ البريء'. وختم هذا المحور بالدعاء للضحايا بالرحمة، وللجرحى بالشفاء، ولعائلاتهم بالصبر والسلوان.
مصلحة لبنان هي استعادة السيادة والاستقلال والتحرير
وانتقل الشيخ قاسم إلى الوضع السياسي، معلنًا أنه سيتناول خمس نقاط، بدأت بـ'خارطة الطريق لبناء لبنان وتثبيت الاستقرار فيه'، مؤكدًا أن هناك ثلاث قواعد أساسية لتحقيق ذلك: المشاركة والتعاون في إطار وحدة وطنية ليكون الشعب اللبناني 'قلبًا واحدًا' في سبيل النهضة. تحديد الأولويات التي تؤسّس للواقع اللبناني وعدم الانشغال بالقشور أو الطلبات الخارجية. عدم الخضوع للوصاية الأجنبية، سواء كانت أمريكية أو غيرها، لأن الخضوع 'يُبطل قدرتنا وإنجازاتنا ويدفعنا باتجاه آخر'.
وأشار سماحته إلى أن' الاتفاق الذي جرى في 27 تشرين الثاني 2024 كان 'اتفاقًا غير مباشر بين الدولة اللبنانية والعدو الإسرائيلي' لوقف العدوان، وقد أظهر 'تعاونًا وثيقًا ومميزًا بين المقاومة والدولة'. ولفت إلى أن 'المقاومة، لا سيما حزب الله، سهّلت للدولة جميع الإجراءات دون مناكفة أو تأخير'، مشيدًا بالالتزام الكامل من قبل حزب الله مع الحكومة والجيش ورئاسة الجمهورية. وأكد عدم تسجيل أي خرق من المقاومة لا في مواجهة العدو الإسرائيلي ولا في التنسيق مع الجيش اللبناني والدولة.
وقال الشيخ قاسم إن' هذا التعاون يُشكّل 'نموذجًا لكيفية تفاعل المقاومة مع الدولة عند وجود توافق وإيمان مشترك'، بينما في المقابل، 'لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق، ونفّذت آلاف الخروقات'، معتبرًا أن ما جرى في سوريا أثّر على موقف الاحتلال الذي 'ندم على صياغة الاتفاق، لأنه أعطى لبنان وحزب الله قدرة على الاستمرار'. وتابع: 'لذلك، قررت إسرائيل أن تستمر كما فعلت في سوريا، وتحاول تكرار الأمر في لبنان، وتسعى إلى تغيير الاتفاق الذي لم تلتزم به أصلًا'.
وأضاف سماحته: 'مصلحة لبنان هي استعادة السيادة والاستقلال والتحرير، أما مصلحة الكيان الإسرائيلي فهي إضعاف لبنان للتحكّم بمساره'، مؤكدًا: 'نحن كمسؤولين ومقاومة وشعب وجيش، علينا أن نفتّش عن مصلحة لبنان، لا عن مصلحة الاحتلال الإسرائيلي'.
وحول الوساطة الأمريكية الجديدة، قال: 'أمريكا لم تأتِ لتطرح اتفاقًا جديدًا، بل جاءت بإملاءات، تسعى لنزع قدرة حزب الله ولبنان بالكامل، وتجريد المقاومة والشعب من قوته، لجعل لبنان مكشوفًا أمام الكيان الإسرائيلي'. وأشار إلى أن 'ما أتى به الموفد الأمريكي عاموس براك يصبّ بالكامل في مصلحة الاحتلال'.
ولفت إلى أن 'المذكرة الثالثة التي حملها براك إلى الحكومة اللبنانية، أسوأ من سابقتيها'، مضيفًا: 'فيها بندٌ يقول إن المرحلة الثانية تمتد بين 15 و60 يومًا، وتشمل نزع السلاح، مع ذكر أمثلة للأسلحة التي يجب تسليمها، مثل الهاون، القنابل اليدوية، المتفجرات، الصواريخ جو–أرض، والطائرات المسيّرة'. وأوضح: 'بحسب المذكرة، يجب تفكيك هذه الأسلحة خلال 30 يومًا، أي أن كل الإمكانات العسكرية يجب أن تُسلّم خلال 45 يومًا للدولة اللبنانية'.
وتابع قائلاً: 'هم لا يتحدثون عن سلاح ثقيل أو متوسط فقط، بل عن القنابل اليدوية وقذائف الهاون التي تُعد أسلحة بسيطة، وتنتشر لدى العديد من العشائر والجهات، ويطلبون أن تُسلَّم جميعها'. واستنكر ذلك بالقول: 'حتى القنابل يريدونها، ويطلبون نزعها'.
وأشار سماحته إلى' بند آخر في المذكرة ينص على 'تفكيك 50% من البنية التحتية بحلول اليوم الثلاثين'، وعلّق على ذلك : 'أحد القادة العسكريين سألهم: كيف نعرف ما هو 50%، إن لم نكن نعرف ما هو 100%؟'، معتبراً أن هذا 'لغم' يُمكن للعدو استخدامه لاحقًا للادعاء بعدم الالتزام الكامل'.
وأضاف: 'إذا تم تنفيذ كل ما ورد، نكون قد وصلنا إلى اليوم 45، فتبدأ إسرائيل حينها بالانسحاب من النقاط الخمسة، لكن يشترط للانتقال إلى المرحلة الثالثة أن تنسحب من ثلاث نقاط على الأقل، بين اليوم 60 واليوم 90، عندها يبدأ الحديث عن إطلاق الأسرى'.
واشار الشيخ قاسم الى ان ' المطلوب اليوم هو تجريد لبنان من قدرته العسكرية، عبر تجريد المقاومة، ومنع الجيش اللبناني من امتلاك السلاح إلا بما يؤدي وظيفة داخلية، ولا يؤثر على الكيان الإسرائيلي لا من قريب ولا من بعيد'، مؤكداً أن هذا ما يُراد فرضه على لبنان حتى وإن تم تمرير المذكرة. وتساءل: 'لكن ماذا لو أن الاحتلال الإسرائيلي لم ينفذ حتى هذه البنود عديمة القيمة؟'.
وأضاف الشيخ قاسم أن' المذكرة تنص على عواقب في حال حدوث خرق من قبل أي طرف، متسائلاً: 'ما هي عواقب الخرق الإسرائيلي؟ قالوا إنها الإدانة من مجلس الأمن الدولي وإعادة النظر في عدم الاشتباك العسكري! وكأنهم يقولون: 'أقسم أيها الكاذب'!'. وتابع: 'هل أصبحنا اليوم نعوّل على صدق الأميركيين والإسرائيليين؟ هل مجرد توقيعهم وضماناتهم تكفي؟ الأميركي نفسه يقول الآن إنه لا ضمانات'.
وتابع :'في حال تجاوز الكيان الإسرائيلي حدوده، تساءل الشيخ قاسم: 'ما الذي يمكننا فعله؟ أن نشتكي إلى مجلس الأمن؟ أهلاً وسهلاً! أنتم إذاً تقولون إن يد الكيان الإسرائيلي مفتوحة حتى مع تقديم كل هذه التنازلات من الجانب اللبناني'. وتابع: 'أما إذا التزم لبنان، فالعقوبة ستكون تجميد المساعدات العسكرية المشروطة وفرض العقوبات الاقتصادية، رغم أن لبنان خاضع للعقوبات أصلاً منذ عام 2019، والمساعدات متوقفة'.
ورأى سماحته أن' الولايات المتحدة تتنصل من أي التزام تجاه لبنان، مشيراً إلى أن ما يُطلب من المذكرة هو 'تجريد لبنان من قوته مقابل انسحاب جزئي غير مضمون، في ظل اختلال واضح في ميزان القوى'.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن' المسار الذي سبق أن جرى الاتفاق عليه قد ألغي'، قائلاً: 'معناه أننا دخلنا في نفق جديد اسمه اتفاق جديد، ونحن لا نوافق على أي اتفاق غير القائم بين الدولة اللبنانية والكيان الإسرائيلي. فليُنفذ الاتفاق أولاً، ثم يمكن النقاش في أي شيء آخر'.
وأكد سماحته أن 'أي جدول زمني يُعرض للتنفيذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي مرفوض'، موضحًا أن 'الجدول الزمني يعني التزامًا من طرف واحد في ظل استمرار العدوان'. وتابع: 'هل المطلوب الذهاب إلى نقاش أم تسليم السلاح دون أي بحث في الأمن الوطني أو الاستراتيجية الدفاعية؟ هذا أمر مرفوض'.
وشدد الشيخ قاسم على أن 'لا يمكن للبنان أن يلتزم بالتخلي التدريجي عن قوته، فيما تبقى كل أوراق القوة بيد العدو الإسرائيلي'، لافتًا إلى أن بعضهم يبرر هذا التوجه بذريعة 'إزالة الحجج' من أمام الخارج، تحت ضغط التهديد بوقف التمويل وفرض العقوبات.
وتساءل: 'ما نفع التمويل إن سُلِب قرارنا، وانتهكت سيادتنا، وبقي جزء من أرضنا محتلًّا، وصار البلد بلا خيار؟ سنصبح عبيدًا! ونحن لا نقبل أن نكون عبيدًا لأحد، لا لأميركا، ولا لبعض الدول العربية، ولا لأي جهة في العالم'.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن الضغط الذي يُمارَس اليوم هدفه التخويف بالحرب وتوسيع العدوان، سائلاً: 'لماذا يعتمد الكيان الإسرائيلي اليوم الاعتداءات المحدودة والضغط السياسي الأميركي، ولا يذهب مباشرة إلى عدوان واسع؟ لأن مصلحته أن لا يخوض حربًا شاملة، إذ إن المقاومة، والجيش، والشعب سيدافعون، وسقوط الصواريخ في داخل الكيان الإسرائيلي سيُسقط كل الأمن الذي بنوه منذ ثمانية أشهر في ساعة واحدة'.
وأضاف: 'العدو يدرك أن الرد سيكون مكلفًا، لذا يتجنب الحرب المفتوحة، وعلينا ألّا نسمح لأحد بتهويل الأمور علينا'، متسائلاً: 'هل إذا قدمنا كل شيء سيتوقف العدوان؟ لا! بل العكس، إذا لم يتبقَّ لدينا شيء، تصبح فرصة الاعتداء أكبر'.
وأكد الشيخ قاسم أن' لا أحد يحمي لبنان وشعبه في حال التنازل، مستشهداً بتصريح وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش الذي قال إن 'الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من النقاط الخمس جنوب لبنان، وإن القرى التي دمّرت لن يُعاد إعمارها'، متسائلًا: 'ألا يعني هذا أن الاحتلال يُصرّ على إبقاء يده فوق لبنان؟'.
ورأى سماحته أن 'الرهان على الخارج لا يُجدي، فإن كان الخارج يريد استقرار لبنان، سيرضخ لإرادته حين يصمد، أما إن لم يكن يعنيه، فلن تجدي كل التنازلات'.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن' الدعم المقدّم للجيش اللبناني اليوم هو في حدود ضيقة ولغايات داخلية فقط، وليس لمواجهة الكيان الإسرائيلي. وتابع: 'منذ عام 2019 يُقال للبنانيين: 'قوموا بواجبكم لنساعدكم'، لكن أميركا وبعض العرب أنهكوا لبنان تحت هذا العنوان'.
وأكد أن 'لبنان يمتلك اليوم رئيسًا وحكومة ومؤسسات مستقرة إلى حدٍّ ما، وأن الأزمة الأساسية هي العدوان الإسرائيلي'. وتساءل: 'أين الحكومة من البيان الوزاري الذي ينص على تحصين السيادة؟ هل التخلي عن السلاح واستسلام لبنان للكيان الإسرائيلي هو تحصين للسيادة؟'.
وذكّر بالفقرة الرابعة من البيان الوزاري التي تقول إن الدولة مسؤولة عن الدفاع عن حدودها وردع المعتدي، متسائلًا: 'أين الردع؟ أين حماية المواطنين؟ أين الدفاع عن الحدود؟ إن كنتم عاجزين، لا تزيدوا على أنفسكم. وإن كنتم غير قادرين، فلنبنِ خطة تمنح الجيش القدرة العسكرية والبشرية لمواجهة أي عدوان'.
المقاومة ميثاقية
وطالب سماحته بخطة دفاعية واضحة تتيح للجيش ردع الاعتداءات، مذكرًا بأن 'ثمانية أشهر مرّت من دون ردع حقيقي'، مضيفًا أن الفقرة الخامسة من البيان الوزاري، المأخوذة من وثيقة الوفاق الوطني (الطائف)، تنصّ على 'اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي'، متسائلًا: 'أين هذه الإجراءات؟ وأين الأعمال التي تثبت أن لدى الدولة القدرة على مواجهة العدو الإسرائيلي؟'.
وشدد سماحته على ضرورة أن تضع الدولة خططاً واضحة لمواجهة التهديدات والضغوط، وتأمين الحماية بدلاً من تجريد المواطنين والمقاومة من عناصر قوتهم، معتبراً أن هذه القوة هي التي تمكّن لبنان من المطالبة بحقوقه، والمقايضة، والثبات، والمواجهة، وتحرير الأرض، وتحقيق السيادة الحقيقية.
الجرحى اهل ايمان وبصيرة ونموذج لا يهزم
وتوقف الشيخ قاسم عند ما وصفه بـ'النماذج العظيمة من الجرحى الذين يُعدّون شهداء أحياء'، مشيراً إلى أن بعضهم رغم فقدانه البصر، يسعى للتخصص في الذكاء الاصطناعي وحقق نجاحاً متقدماً في امتحانات الشهادة الرسمية، كما أن آخرين اختاروا دراسة علم النفس لخدمة الناس، مؤكداً أن 'هؤلاء الجرحى هم مصدر فخر، وهم من يُكملون المسيرة'.
وأضاف: 'كل واحد من هؤلاء لديه راية مختلفة، لكن يجمعهم العزم والإيمان والصلابة. الجرحى ليسوا خارج المعركة، بل هم في قلبها، ويواصلون العطاء'.
وتابع :'ايها الشهداء الاحياء ، ايها الجرحى لديكم ايمان وبصيرة وانتم نموذج لا يمكن ان يهزم'.
واضاف:'جرحى 'البايجر' وكل الجرحى هم أصحاب بصيرة وأصحاب عزم وبقمة العطاءات والعزيمة وحققوا نجاحات في الامتحانات الرسمية'.
وأكد الشيخ قاسم أن 'المقاومة لا تقتصر على حزب الله وحركة أمل، بل تشمل أحزاباً وقوى وشخصيات من مختلف الطوائف والأفكار، علمانيين، مؤمنين، شيوعيين وغيرهم، وهؤلاء جميعاً يشكلون رصيد المقاومة الكبير'.
وأضاف 'عدونا لم يحقق أهدافه بعد، وهو ليس مطلق اليد. لا تسمحوا له أن يحقق ما فشل فيه عبر الهزيمة النفسية. نحن لسنا مهزومين. قولوا لكل من يضغط عليكم: راجعوا المقاومة. نحن باقون، صامدون، وسننتصر بإذن الله، وستبقى المقاومة، مع الجيش والشعب، في الميدان، ونحن جماعة هيهات منا الذلة'.
وأوضع الشيخ قاسم ان'لبنان لا يستقر إلا بجميع أبنائه، وليس بإعطاء فئة على حساب فئة أخرى، ولا فئات على حساب فئات أخرى'، مشدّدًا على أن 'لبنان المستقر، الواحد والموحد، يجب أن تتجسّد فيه الدولة بكل مكوناتها، ومن ضمنها المقاومة، كجسم واحد، فلا يوجد فريق باسم الدولة وآخر باسم المقاومة، بل إن المقاومة جزء من تركيبة الدولة'.
وأضاف الشيخ قاسم: 'اعلموا أننا متفاهمون ومتعاونون، ولا صحة لما يُشاع عن وجود خلاف بين حزب الله وحركة أمل. على العكس، نحن كالسمن والعسل، متفاهمون، وعلى قلبكم مجتمعون'، '، في إشارة إلى ثبات العلاقة بين الطرفين رغم ما يُثار من محاولات التشكيك.'.
وأكد أن 'أحدًا لا يملك أن يُمارس التهويل علينا'، مضيفًا: 'من يمتلك الشرف والمقاومة لا يمكن إلا أن يكون صاحب عزّة وأنفة، يحافظ على قوته وعلى شعبه'.
وحذّر الشيخ قاسم من أن المعركة الدائرة اليوم تمسّ الكيان الوطني بأسره، قائلًا: 'اعلموا أن هذه المعركة، إما أن يفوز فيها لبنان، كل لبنان، أو أن يخسر فيها لبنان، كل لبنان. لا يمكن لفريق أن يربح ولفريق آخر أن يخسر، بل كلنا نربح معًا أو نخسر معًا. ونحن على قناعة تامة بأننا قادرون على أن نربح معًا'.
وأضاف: 'عندما يبدأ دعاة الفتنة وبعض الانهزاميين بالتحرك، محاولين خلق مشاكل وتعقيدات، وتسخير لبنان لمصلحة الأجنبي، فذلك يعني أنهم يتسببون بخسارة لبنان'. وأردف: 'من يُغلّب مصلحته الخاصة المتقاطعة مع المصلحة الإسرائيلية، هو المسؤول عن أي ضرر يلحق بلبنان'.
ورأى سماحته أن 'العدوان هو المشكلة، وليس السلاح'، داعيًا إلى 'حل مشكلة العدوان أولًا، ثم مناقشة موضوع السلاح لاحقًا'، مؤكّدًا أن 'الحل يكون بامتلاك أسباب القوة، لا بالتخلي عنها'.
وشدّد على أن 'الاعتماد يجب أن يكون على الله وعلى الشرفاء، لا على الذئب الطاغي الأميركي وزبانيته'، مضيفًا: 'يجب أن نكون كالأسود لعبور هذه المرحلة، لا أن نعجز أنفسنا فنكون كالحملان، فنُؤكَل ولا يبقى لنا أثر'.
وختم الشيخ قاسم كلمته بتلاوة الآية الكريمة: 'يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا، واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون. وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين'.
وأكد في الختام أن 'الوطن يواجه اليوم وصاية أجنبية، وتغوّلًا أميركيًا عربيًا، وتنمرًا داخليًا'، معتبرًا أن 'هذه المرحلة هي من أخطر مراحل استقلال لبنان، لكننا أقوى بالاستقلال، وبثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وبالوحدة الوطنية، وهذا هو ما سنواصل العمل عليه'.
المصدر: موقع المنار
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عون وبري يمنعان انزلاق الحكومة إلى المواجهة قاسم يُحذّر: العدوان هو المشكلة... لا السلاح
عون وبري يمنعان انزلاق الحكومة إلى المواجهة قاسم يُحذّر: العدوان هو المشكلة... لا السلاح

الديار

timeمنذ 28 دقائق

  • الديار

عون وبري يمنعان انزلاق الحكومة إلى المواجهة قاسم يُحذّر: العدوان هو المشكلة... لا السلاح

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في لحظة سياسية دقيقة، وفي ظل تجاذبات داخلية متصاعدة واقليم مشتعل، انعقدت جلسة مجلس الوزراء، المدرج على جدول اعمالها بند «حصر السلاح بيد الدولة»، تحت الضغط الاميركي، في خطوة تعد بالغة الحساسية على المستويين السياسي والامني. فالموضوع الذي يتجاوز الاطار النظري الى صلب التوازنات الوطنية، والاقليمية، يطرح اشكالية مركزية، خصوصا ان حزب الله كان قد تفاهم سابقاً على مسار الحوار مع رئيس الجمهورية للوصول إلى استراتيجية دفاعية من ضمن استراتيجية الأمن الوطني التي تحدث عنها عون في خطاب القسم، قبل ان ينقلب المشهد عشية تبلغ بيروت ورقة «الاملاءات الاميركية» الاخيرة، غير القابلة للنقاش او التعديل. فالجلسة التي انعقدت وسط ترقب داخلي وخارجي، شكلت اختبارا جديدا لمدى قدرة الحكومة على مقاربة هذا الملف الشائك دون الانزلاق الى سجالات عقيمة او تازيم اضافي في المشهد السياسي المنهك، والذي ترجم ببقاء الامور بين حدي، تعهد جميع المكونات على عدم الخروج من الحكومة او شلها، من جهة، وضبط ايقاع الشارع، من جهة ثانية، حيث أدى كل من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري دورًا محوريًا في تجنيب الحكومة الانفجار السياسي، بعد أن كاد بند «حصر السلاح بيد الدولة» يفجّر جلسة مجلس الوزراء. فعبر اتصالات مكثّفة قادها بري مع مختلف الأطراف، وتدخّلات مباشرة من الرئيس عون لضبط مسار النقاش داخل الجلسة، تمكّن الطرفان من سحب فتيل التصعيد، وترحيل الخلاف إلى جلسة لاحقة، بما أتاح الحفاظ على الحد الأدنى من التفاهم والتماسك الحكومي تحت سقف المؤسسات والتوافق الوطني. وفيما كانت جلسة الحكومة منعقدة، شدّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على أنّ المقاومة جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني اللبناني، ومكوّن ميثاقي منصوص عليه في اتفاق الطائف، رافضًا أي نقاش حول نزع السلاح خارج إطار استراتيجية وطنية شاملة تحفظ السيادة وتواجه التهديدات، في رد على الورقة الاميركية «المتشددة» وعلى الضغوط الخارجية التي يتعرض لها الرؤساء مؤخرا. ومع رفع الجلسة، اعلن رئيس الحكومة نواف سلام بعد اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا، استكمال النقاش في الورقة الاميركية بجلسة حكومية في 7 اب، وتكليف الجيش وضع خطة لحصر السلاح بحدود نهاية العام الحالي، وعرضها على مجلس الوزاء قبل 31 الشهر الجاري، لافتا، الى انه بناء على البيان الوزاري فإن الدولة اللبنانية تلتزم تنفيذ القرار الدولي 1701، مع تاكيد حق لبنان في الدفاع عن النفس في حال وجود أي اعتداء. وكان سبق تصريح سلام، انسحاب وزيري أمل وحزب الله، ركان ناصرالدين وتمارا الزين، من الجلسة قبل انتهائها، اعتراضا على المقررات ، فيما بقي الوزير فادي مكي، مسجلا تحفظه. ترحيل الخلاف في كل الاحوال، كما كان متوقعا، فقد انتهت الجلسة الى اتفاق على ترحيل بند السلاح الى الجلسة المقبلة، على ان تستكمل الاتصالات والمشاورات داخليا وخارجيا للوصول الى صيغة ترضي جميع الاطراف، وسط اتجاه يبدي المصلحة الداخلية على اي اعتبارات خارجية على ما اكد احد الوزراء المعنيين، مع ترجيح مشاركة قائد الجيش، بعد عودته من الخارج، في الجلسة المقبلة، لتقديم دراسة واضحة حول ما حققه حتى الآن في جنوب الليطاني، والتصور الذي لديه لتطبيق ذلك في المناطق الأخرى لاحقاً عبر وضع آلية تنفيذية، ومدى قدرة الجيش على السير في اي من الخيارات المتاحة، بعد قرار تكليف الجيش وضع خطة لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي. مصادر مطلعة على اجواء المشاورات، كشفت عن اجواء «متشنجة» ونقاشات حادة جرت بين الوزراء، حتمت تدخل رئيس الجمهورية اكثر من مرة لاعادة ضبط مسار النقاش، وسقفه، مشيرة الى ان تصريح امين عام حزب الله حول رفض المقاومة أي جدول زمني لتسليم السلاح، وتاكيده ان المقاومة جزء من الدستور تحتاج الى توافق لا الى تصويت، وان الصواريخ ستسقط على اسرائيل ان شنت حربا، في اطار توجيهه الرسائل للخارج، والداخل ، ترك اثره في اجواء الجلسة. ثلاث اقتراحات وتابعت المصادر ان الاخراج الذي هندسه رئيس مجلس النواب، في جولة اتصالات قادها على اكثر من خط، الى جانب فريق رئيس الجمهورية الاستشاري، واستمرت حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت دخول الوزراء، بين المقرات الرسمية الثلاثة، كما بين القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة في المشهد الداخلي، فضلا عن الخطوط المفتوحة مع باريس وواشنطن، بغية الوصول إلى اتفاقٍ مبدئي وصيغة توافقية تقر بالاجماع، وتوفق بين مطلب القوات اللبنانية وحلفائها الذين يتحدثون عن «الجدول الزمني» وبين مطالب الثنائي الشيعي، الذي يطرح استعداده لمناقشة السياسة الوطنية للدفاع تحت سقف خطاب القسم والبيان الوزاري، توصل الى حصر الخيارات بثلاثة: ترحيل بند حصرية السلاح الى جلسة اخرى، تشكيل لجنة وزارية فرعية، صدور بيان رئاسي مشترك، ليرسو راي الغالبية على الخيار الاول. الرد الاميركي غير ان المصادر، ابدت خشيتها من اعتبار واشنطن ما حصل في اطار سياسة كسب الوقت، في ظل اقرار الجميع داخل لبنان وخارجه، بعدم قدرة السلطة اللبنانية على الوفاء بما قد تتعهد به، نتيجة عدم استعداد اسرائيل لتنفيذ الجزء المتعلق بها، خصوصا ان الورقة الاميركية تتحدث عن ان الخطوة الاولى يجب ان تكون لبنانية ( تحديد مراحل تسليم السلاح، اولا، الصواريخ والمسيرات، وثانيا، السلاح الخفيف، ترسيم الحدود بين لبنان وجيرانه، انسحاب اسرائيل ، اطلاق الاسرى، اعادة الاعمار)، رافضة الورقة اللبنانية التي عدد الرئيس عون نقاطها الثماني، وترتيبها. استمرار الضغوط واشارت المصادر الى أن واشنطن ستواصل ضغوطها على الحكومة باتجاه اتخاذ خطوات واضحة وملموسة في ملف السلاح، ولو اقتضى ذلك اعطاء الضوء الاخضر لموجة استهدافات إسرائيلية، عبر توسيع بيكار المناطق المستهدفة في الغارات الجوية، فضلًا عن تصعيد متزايد على الحدود، وصولا الى فرض منطقة عازلة على الارض عبر احتلال بعض النقاط الجديدة، وتنفيذ عمليات اغتيال. عليه، تختم المصادر بان كل ما تقدم يبقى في باب الافتراض والحبر على الورق، ومزيدا من كسب الوقت، ذلك ان تطبيقه وفقا لاي جدول يحدد، يبقى امرا شبه مستحيل في ظل الاوضاع الاقليمية المشتعلة وخلط الاوراق الجاري من حول لبنان، وكذلك في ظل عدم حسم الملف الايراني، الذي يبدو انه وضع في الثلاجة، في ظل عدم الاستعجال الاميركي لبته راهنا بعد الضربات الاخيرة. وفي كلمة له خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله في ذكرى استشهاد القائد محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)، لفت قاسم إلى أنّ أيّ جدول زمني لنزع السلاح تحت سقف العدوان الإسرائيلي مرفوض بالكامل، معتبرًا أنّ مصلحة لبنان تكمن في التحرير واستعادة السيادة، لا في الخضوع للإملاءات الأميركية أو الإسرائيلية أو العربية، على حد تعبيره. واشار الى ان إسرائيل انقلبت على الاتفاق ولم تلتزم به، وما حصل في سوريا أثّر كثيراً في الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل حيث ندمت على صياغة الاتفاق، وأميركا أتت بإملاءات لنزع قوة وقدرة لبنان والمقاومة والشعب بالكامل وهو لمصلحة إسرائيل بالكامل. وتابع «مصلحة إسرائيل إضعاف لبنان لتتحكّم بمساره، وأميركا لم تأت لطرح اتفاق جديد بل إملاءات بنزع قوة حزب الله ولبنان والمقاومة والشعب بالكامل». واوضح ان المذكرة الثالثة لتوم براك أسوأ من الأولى والثانية ومن جملة ما تتضمنه تفكيك 50% من البنية التحتية للحزب في غضون 30 يوماً، حتى القنبلة اليدوية وقذائف الهاون، أي الأسلـحة التي تُعدّ بسيطة. واعتبر الشيخ قاسم بان ما طُرِح أن تنسحب إسرائيل من النقاط الخمس كبداية، للدخول إلى المرحلة الثانية من 60 إلى 90 يوماً، ليبدأ بعدها تسليم الأسرى، وهذا يسمّى تجريد لبنان من قوّته، وأميركا تتنصّل من كل ما له علاقة بالكيان الإسرائيلي والمطلوب من المذكّرة تجريد لبنان من قوّته. وأضاف: «نرتّب وضعنا الداخلي بالتفاهم ولن يُفرض علينا حلّ من الخارج، الحل في لبنان لا يكون إلا بالتوافق الداخلي»، مشددًا على أن «المقاومة والجيش والشعب جاهزون لصدّ أي عدوان، وإن أوقفنا الحرب التي كانت ستمتدّ إلى بيروت، فإن المقاومة اليوم بخير، قوية، عزيزة، وتملك الإيمان والإرادة». وأشار إلى أنّه «في معركة اليوم إمّا أنْ يفوز بها لبنان كل لبنان أو يخسر بها الجميع، وقناعتنا بأنّنا يمكننا أنْ ننتصر معًا»، داعيًا إلى الالتفات إلى محاولات دُعاة الفتنة والانهزاميين لاستغلال الوضع لمصلحة الأجنبي»، مجدّدًا تأكيده أنّ «العدوان هو المشكلة وليس السلاح»، مخاطبًا أركان الحكم في لبنان بالقول: «حُلّوا مشكلة العدوان وبعدها نناقش مسألة السلاح». وانتقد الشيخ قاسم ما وصفه بـ»تقاعس الحكومة» في اتخاذ إجراءات تحصين السيادة، رغم ما ورد في البيان الوزاري، مؤكدًا أنّ الدولة مطالبة بوضع خطة وطنية للدفاع عن لبنان وتحمّل مسؤولية حماية حدوده الجنوبية والشرقية، بدل السعي لسحب سلاح المقاومة «كرمى لعيون إسرائيل وأميركا»، بحسب تعبيره. وجدد «الحرص على التعاون مع الرؤساء الثلاثة»، ودعا إلى «مناقشة استراتيجية وطنية حقيقية للأمن، لا خطة لنزع سلاح المقاومة»، محذرًا من «دعاة الفتنة ومن يعملون لخدمة المشروع الإسرائيلي تحت عناوين داخلية». وختم مؤكدًا أن العلاقة مع حركة أمل «متل السمنة على العسل»، و «يلي مش عاجبو يدق راسو بالحيط»، وأن الربح والخسارة في لبنان هما على جميع اللبنانيين. رسائل ليلية وكانت شهدت منطقة الضاحية الجنوبية، تحركات لافتة لجمهور المقاومة، عشية الجلسة، حيث جابت مسيرات دراجة الشوارع الداخلية مرددة شعارات رافضة لتسليم السلاح، وسط اجراءات امنية مشددة للجيش اللبناني في محيط الضاحية لتفادي حصول احتكاكات. علما انه تم الغاء جميع التحركات الشعبية التي كانت ستواكب انعقاد الجلسة الوزارية، من منطلق الحرص على الوضع الامني، وافساحا في المجال للاتصالات السياسية، في ظل الاجواء الايجابية التي حملتها المفاوضات مع ساعات الفجر الاولى. تعزيز مواقع في كل الاحوال الرد الاسرائيلي – الاميركي الرافض، تزامن مع حركة نشطة لجيش الاحتلال، تحديدا في النقاط السبع المحتلة حيث قام بتحصين تلك النقاط واقامة المزيد من السواتر الترابية في محيطها، وتجريف الاراضي، وربطها ببعضها بعضا عبر طرق مستحدثة، كما قام بتعزيز عديدها، ناشرا وحدات من القوات الخاصة، التي تقوم بتنفيذ عمليات ليلا داخل الاراضي اللبنانية، وبعمق يصل الى خمسة كيلومترات، فارضة منطقة عازلة بالنار، في مؤشر واضح الى عدم الرغبة من الانسحاب منها. تحذير اميركي هذا واصدرت وزارة الخارجية الاميركية تحذيرا من السفر الى كل من لبنان، اليمن، والعراق ودولا اخرى بسبب تزايد المخاطر الامنية، داعية المواطنين الاميركيين، في هذه الدول الى توخي اقصى درجات الحذر والتواصل مع السفارات عند الحاجة. زيارات الحزب وغداة زيارته الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون في الرابية، زار وفد من 'حزب الله' برئاسة النائب علي فياض رئيس 'التيار الوطني الحر' جبران باسيل في المقر العام لـ 'التيار' في ميرنا الشالوحي، في اطار مواجهة محاولات عزله داخليا، حيث رات مصادر مراقبة ان حارة حريك، بعد استعادتها لتوازنها العسكري، بادرت الى التحرك سياسيًا، لاعادة ترميم العلاقات مع اطراف محور الممانعة، واعادة التواصل مع الحلفاء لتشكيل جبهة سياسية مضادة تعيد جزءا من التوازن المفقود. الاستقرار المدخل في غضون ذلك، اكد رئيس الجمهورية جوزاف عون ان الاستقرار في لبنان هو المدخل الأساسي للنهوض بالاقتصاد اللبناني من جديد، وان العمل قائم على تثبيت هذا الاستقرار بالتزامن مع الإصلاحات التي تمت وتلك التي ستنجز، معربا، عن تفاؤله بالايام الاتية، لافتا الى ان ما يشهده لبنان راهنا من انتعاش في الحركة السياحية وعودة المؤتمرات الدولية الى عاصمته وحضور أبناء الدول العربية عموما ودول الخليج خصوصا لتمضية فصل الصيف فيه، دليل ثقة بأن لبنان بدأ يستعيد عافيته تدريجيا، وكذلك حضوره على الساحتين العربية والدولية.

الصايغ: لا بديل عن الدولة وسلاح «الحزب» ذريعة لمكاسب
الصايغ: لا بديل عن الدولة وسلاح «الحزب» ذريعة لمكاسب

الشرق الجزائرية

timeمنذ 30 دقائق

  • الشرق الجزائرية

الصايغ: لا بديل عن الدولة وسلاح «الحزب» ذريعة لمكاسب

تعليقًا على جلسة مجلس الوزراء وطرح بند سحب السلاح على طاولة البحث، أشار النائب د. سليم الصايغ الى أنه على ما يبدو أن الجلسة حامية، والوزراء مع رئيسيّ الجمهورية والحكومة يقررون ما إذا ستكون حاسمة، لافتًا الى أن حسب المعطيات المتوافرة ألا نية لاحد الخروج عن المؤسسات ومنطق الدولة بالرغم من التهديدات والكلام عالي السقف. الصايغ وفي حديث عبر العربية، سأل:» ما هو البديل عن الدولة والالتزام بالقانون الدولي وعن التجاوب مع المبادرات التي يقومون بها أصدقاء لبنان لاسيما فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية؟، ما هو البديل عن تحوّل حزب الله الى حزب سياسي ومدني وليس فرعّا من فروع الحرس الثوري الايراني؟. وتابع: «حزب الله قال بأنه يريد ضمانات ولكن كنا نتوقع منه أن يطلب ضمانات أخرى، هو يطلب عدم كشف شخصياته الامنية والعسكرية وملاحقتها وهذا أقل الايمان إذ أن الدولة اللبنانية هي من تضمن سلامة أبنائها ومن يضمن سلامة كل مواطن في لبنان بمن فيهم الملتزمون في حزب الله هي الدولة بحسب القانون اللبناني والدولي، كنا نتوقع أن يطلب ضمانات اقتصادية واجتماعية، كلفة التحول من حزب عسكري الى حزب سياسي مكتمل المواصفات». وردًا على سؤال، قال: «لا أعتقد أن لدى حزب الله مصلحة للانسحاب من الحكومة وهو لم يعبّر عن هذا الامر وإن انسحب يبقى هناك وزراء حركة أمل وبالتالي تبقى الحكومة ميثاقية، لكن هل يعتقد أن سلاح حزب الله هو لتحرير الارض اللبنانية؟ كلنا يعرف أن السلاح هو للمحافظة على مكتسبات ما يريد حزب الله ان يبقيها الى مشاء الله ويريد ان يبقى خارج منطق الدولة وان يبقى ورقة بيد المفاوض الايراني». ولفت الى أن السلاح كشف لبنان والتواجد الاسرائيلي سببه حزب الله، مضيفًا: «لا حجة لدى اسرائيل للبقاء في لبنان وعلى لبنان أن يواجه الاسرائيلي بغض النظر عن سلاح حزب الله وعلى الدولة ان تواجه السلاح وكأن التلال غير محتلة، وبالتالي لا يمكن لحزب الله أن يستعمل حجة الاحتلال للابقاء على سلاحه فسلاح الجيش اللبناني هو الوحيد الذي يتمتع بالشرعية الوطنية والدولية».

لا يحمي اللبنانيين إلاّ الديبلوماسية
لا يحمي اللبنانيين إلاّ الديبلوماسية

الشرق الجزائرية

timeمنذ 30 دقائق

  • الشرق الجزائرية

لا يحمي اللبنانيين إلاّ الديبلوماسية

في قديم الزمان كان يُقال: «قوة لبنان ضعفه». بعدها كنا نقول دائماً: إنّ لبنان محمي بسبب الوجود المسيحي في لبنان، خصوصاً أن فرنسا والعالم الغربي وعلى رأس تلك الدول أميركا هي التي تحمي لبنان. الاهتمام الأميركي بلبنان كان من حسن حظ لبنان، لأنّ الدولة الوحيدة في العالم التي تستطيع أن تحمي لبنان من إسرائيل هي أميركا.. وأنّ الرئيس دونالد ترامب أثناء فترة الانتخابات الرئاسية عام 2024، قال يومذاك إنه معجب باللبنانيين وأنّ صهره لبناني، وهو يحب الشعب اللبناني، وأنّ اللبنانيين يحبون الحياة، وحرام على هذا البلد الجميل أن يتعرّض كل 10 أو 15 سنة الى حرب… لقد انتهى عهد الحروب. نفهم أن حزب الله، حرّر الأراضي اللبنانية… وأجبر إسرائيل على الانسحاب لأوّل في التاريخ عام 2000 من لبنان من دون شروط. ما يعني أن الحزب قام بواجبه المقدّس، وهو تحرير أرض لبنان من الاحتلال الإسرائيلي.. وأقام الرؤساء احتفالاً في تاريخ 25 أيار وسمّوه يوم التحرير… يومذاك، قرار الشهيد الرئيس رفيق الحريري إرسال الجيش الى جنوب لبنان لتنفيذ القرار 425 بعد عدوان إسرائيل على الجنوب من نيسان 1996. قامت الدنيا ولم تقعد، واعتبر أن قرار الحريري هو ضد الحزب. وبالتأكيد كانت الأوامر من إيران وسوريا. ومصلحة إيران وسوريا أن تبقى الجبهة في جنوب لبنان مفتوحة، لتوجيه إيران وسوريا رسائلهما. إذ كلما أرادت إيران أو سوريا أن ترسل رسالة الى إسرائيل، يقوم الحزب بإطلاق صاروخ على الدولة العبرية. عام 2006 أقدم الحزب على خطف جنديين إسرائيليين تحت شعار «تحرير أسرانا». كانت النتيجة قتل وجرح حوالى 5000 جندي ومواطن من الحزب وتخريب البنية التحتية وتدمير محطات الكهرباء، كما حدث في محطة «الجمهور»… الى قصف الضاحية الجنوبية وتدميرها، والأهم جنوب لبنان دمّر دماراً شبه كلّي. كذلك تدمير عدد كبير من الجسور، حيث أصبح التنقل في الطرقات بحاجة الى خارطة طريق، لأنّ ما قامت به إسرائيل من هدم جسور، جعل التنقل شبه معدوم بل شبه مستحيل بين المناطق. كل هذا ليبشّرنا شهيد فلسطين السيد حسن نصرالله بجملة «لو كنت أعلم». وبالرغم من أن التفاوت بين إمكانيات إسرائيل وتطوّرها الإلكتروني وتفوّقها في عالم التقدّم العلمي والتقني، كان يعطيها الأفضلية. دخل الحزب في 7 أكتوبر 2023 تحت شعار «إسناد غزة»… من حيث المبدأ هذا عمل مقدّس، ومما أدخل الشهيد حسن نصرالله مقاماً عالياً جداً، لأنّ نصرة الشعب الفلسطيني واجب مقدّس… وقامت إسرائيل بعملية «البيجر» التي تحدث عنها شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله، واعترف بأنّ إسرائيل متفوّقة علينا بالتكنولوجيا. اغتالت إسرائيل بعد «البيجر» شهيد فلسطين حسن نصرالله ومعه كامل الصفّ الأوّل من قيادته وابن خالته السيد هاشم صفي الدين. أما الضربة الثالثة، فكانت سقوط الرئيس الهارب بشار الأسد، أي أن أهم دولة في محور الممانعة سقطت. وصلنا الى اتفاق وقف إطلاق النار بين العدو الإسرائيلي وبين لبنان.. ويعلم الجميع أن إسرائيل لا تلتزم بأي اتفاق، لذلك ما هو الحل؟ الحل الوحيد بعد سقوط سلاح الحزب هو العمل الديبلوماسي. إذ لا يحمي لبنان ولا اللبنانيين إلاّ الديبلوماسية والجيش اللبناني وقوى الأمن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store