
أوكرانيا تشن هجوم بطائرات بدون طيار على قاذفات روسية في سيبيريا
المستقلة/- شنّت أوكرانيا هجومًا 'واسع النطاق' بطائرات مسيرة ضد قاذفات عسكرية روسية في سيبيريا، حيث أصابت أكثر من 40 طائرة حربية على بُعد آلاف الأميال من أراضيها، وفقًا لمسؤول أمني، بعد تهريب الطائرات المسيرة إلى محيط المطارات المخبأة في شاحنات.
عشية محادثات السلام، كان الهجوم بطائرات مسيرة على أربعة مطارات منفصلة جزءًا من تصعيد حاد للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، حيث أطلقت روسيا موجات من الطائرات المسيرة على أوكرانيا، بينما اتهمت موسكو أوكرانيا بالمسؤولية عن خروج قطارين عن مسارهما، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.
أظهرت مقاطع فيديو من عدة مطارات عسكرية في جميع أنحاء روسيا طائرات مدمرة وطائرات مشتعلة، على الرغم من أن المدى الكامل للأضرار لا يزال غير واضح.
من بين أكثر من 40 طائرة أُبلغ عن إصابتها، كانت قاذفات استراتيجية من طراز Tu-95 وTu-22، والتي تستخدمها روسيا لإطلاق صواريخ بعيدة المدى على المدن الأوكرانية.
صرحت وكالة الاستخبارات الداخلية الأوكرانية (SBU) بأنها ضربت طائرات عسكرية روسية بقيمة إجمالية 7 مليارات دولار في موجة من ضربات الطائرات المسيرة.
إذا تأكد حجم الأضرار، فإن هذا الهجوم سيمثل أكبر ضربة بطائرات مسيرة تشنها أوكرانيا منذ بدء الحرب حتى الآن، وسط تصعيد في التوغلات عبر الحدود قبل جولة جديدة من المفاوضات المباشرة في إسطنبول يوم الاثنين.
قدم المسؤول الأوكراني لقطات فيديو لوسائل الإعلام، حسبما ورد، تُظهر الضربات، حيث ذكرت رويترز أن عدة طائرات كبيرة، بدت أنها قاذفات من طراز Tu-95، كانت تحترق. طُوّرت طائرة Tu-95 في الأصل لحمل قنابل نووية، وهي الآن قادرة على إطلاق صواريخ كروز.
وأفادت العديد من وسائل الإعلام الروسية والأوكرانية أن أوكرانيا نفذت العملية بإطلاق طائرات مسيرة من شاحنات متوقفة بالقرب من مطارات عسكرية في عمق روسيا.
صرح مسؤولون أوكرانيون لوسائل الإعلام بأن العملية – التي تحمل الاسم الرمزي 'Spiderweb' – كانت قيد الإعداد لأكثر من 18 شهرًا. تم تهريب الطائرات المسيرة إلى روسيا في البداية، ثم أُخفيت تحت أسقف حظائر خشبية صغيرة، حُمِّلت على شاحنات وسُيقت إلى محيط القواعد الجوية. وأوضح المسؤول أن ألواح أسقف الحظائر رُفعت بواسطة آلية تُفعَّل عن بُعد، مما سمح للطائرات المسيرة بالتحليق وبدء هجومها.
أظهرت صورٌ نشرها مسؤولون أمنيون أوكرانيون عشرات الطائرات الرباعية المروحية قصيرة المدى مكدسةً في منشأة صناعية. وأظهرت صورٌ أخرى حظائر خشبيةً مُزالة ألواح أسقفها المعدنية، والطائرات المسيرة مُثبتةً في التجاويف بين عوارض السقف.
وفي مقطع فيديو منفصل نُشر على قنوات تيليجرام الروسية، بدا أن الحظائر متطابقة على ظهر شاحنة، وألواح السقف ملقاة على الأرض، وطائرتان مسيَّرتان على الأقل ترتفعان من أعلى الحظائر وتطيران بعيدًا.
ونشرت قناة ماش، وهي قناة على تيليجرام مرتبطة بأجهزة الأمن الروسية، لقطاتٍ تُظهر رجالًا في منطقة إيركوتسك بسيبيريا يتسلقون إحدى الشاحنات في محاولة لمنع انطلاق الطائرات المسيرة.
وأفادت تقارير إعلامية أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أشرف شخصيًا على هذه العملية الجريئة. ووصفها مساء الأحد بأنها 'رائعة' وأنها 'عمليتنا الأطول مدىً'.
في مقطع فيديو، صُوّر في قاعدة أولينيغورسك الجوية المحترقة بمنطقة مورمانسك، يُسمع جندي روسي يقول: 'الوضع كارثي هنا'، بينما تحترق عدة قاذفات في الخلفية.
منذ بدء الغزو الشامل في فبراير/شباط 2022، تفوقت روسيا على أوكرانيا بشكل مزمن من حيث القوة النارية العسكرية. لكنها طورت أسطولًا سريعًا وكبيرًا من الطائرات الهجومية المسيرة المستخدمة لضرب الجيش الروسي والبنية التحتية للطاقة.
تبعد قاعدة بيلايا الجوية التي استُهدفت يوم الأحد في مقاطعة إيركوتسك أكثر من 4000 كيلومتر عن أوكرانيا.
أكدت وزارة الدفاع الروسية أن العديد من طائراتها العسكرية 'اشتعلت فيها النيران' في الهجوم الذي وقع في منطقتي مورمانسك وإيركوتسك. وأضافت أنه لم تقع إصابات، وأنه تم اعتقال العديد من 'المشاركين'.
في مارس/آذار، أعلنت أوكرانيا أنها طورت طائرة مسيرة جديدة بمدى 3000 كيلومتر، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
في وقت سابق من يوم الأحد، أعرب محققون روس عن اعتقادهم بأن 'انفجارات' تسببت في انهيار جسرين في منطقتي كورسك وبريانسك الحدوديتين خلال الليل، مما أدى إلى خروج القطارات عن مسارها ومقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.
ووفقًا لوسائل الإعلام الرسمية، يُجري المحققون الروس تحقيقًا في انفجارات الجسر باعتبارها 'أعمالًا إرهابية'. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلقى إحاطة طوال الليل.
وفي سياق منفصل، تضررت مسارات خط أونيتشا-زيتشا للسكك الحديدية في منطقة بريانسك الروسية دون وقوع إصابات، وفقًا لما ذكرته شركة السكك الحديدية الروسية، المشغل الوطني للسكك الحديدية.
وتعرضت روسيا لعشرات الهجمات التخريبية منذ أن شنت موسكو هجومها على أوكرانيا عام 2022، واستهدف العديد منها شبكة السكك الحديدية الواسعة. وتقول كييف إن السكك الحديدية مستهدفة لأنها تنقل القوات والأسلحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ ساعة واحدة
- ساحة التحرير
'شبكة العنكبوت': هجوم أوكراني جريء يعيد رسم معادلة الحرب مع روسيا!سعيد محمد
'شبكة العنكبوت': هجوم أوكراني جريء يعيد رسم معادلة الحرب مع روسيا! سعيد محمد * في واحدة من أكثر العمليات تعقيداً وجرأة منذ بدء العمليّة العسكريّة الروسيّة في أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات، نفّذت أجهزة استخباراتية يُزعم أنها المخابرات الأوكرانيّة، SBU، هجوماً واسع النطاق باستخدام طائرات مسيّرة على قواعد جوية روسية، طالت مواقع من سيبيريا شرقاً إلى مورمانسك في الشمال الغربي، وأصابت، وفقاً لمصادر أوكرانية، أكثر من أربعين قاذفة استراتيجية روسية. وقد أطلقت كييف على العملية اسم 'شبكة العنكبوت'، ووصفتها بأنها نتاج ثمانية عشر شهراً من التخطيط والتنفيذ، لكنّها أثارت مخاوف من أنها تجاوزت حدود هجوم تكتيكي، واقتربت من تهديد جوهر العقيدة النووية الروسية بعدما استهدفت بعض القواعد التي تُعد مراكز بالغة الحساسية في منظومة الردع النووي الروسي. وعلى الرغم من أن العملية نُسبت رسمياً إلى جهاز المخابرات الأوكراني، إلا أن شواهد عديدة تشير إلى أن دعماً لوجستياً واستخباراتياً غربياً قد لعب دوراً حاسماً. بريطانيا والولايات المتحدة دربتا سابقاً القوات الخاصة الأوكرانية على عمليات غير تقليدية، وكان لهما دور سابق في عمليات تخريب استخباراتية استهدفت جسر القرم وقاعدة إنغيلس الجوية. ووفقاً لمعلومات سرّبتها المخابرات الأوكرانيّة إلى وسائل الإعلام، فقد تم تهريب الطائرات المسيّرة إلى الدّاخل الروسي باستخدام شاحنات نقل مزودة بأكواخ خشبية متنقلة، وُضعت فيها الطائرات تحت أسقف تفتح عن بُعد. عند اللحظة المحددة، أُطلقت الطائرات المسيّرة من على بعد أميال قليلة من القواعد الجوية الروسية، مستهدفة قاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية من طراز Tu-95 وTu-22 و Tu-160، وأيضاً طائرة الإنذار المبكر A-50. ورغم أن تقديرات الجانب الاوكراني تحدّثت عن أضرار تتجاوز قيمتها سبع مليارات دولار أمريكي لم تُؤكَّد بشكل مستقل، إلا أن المشاهد المصوّرة والانفجارات والدّخان المتصاعد من قواعد مثل بيلایا في إيركوتسك وأولينيا في مورمانسك تؤكّد أن الضربة كانت موجعة. وفيما وصف بعض المراقبين الروس الهجوم بأنه أشبه ب'بيرل هاربر روسيا'، في إشارة إلى الهجوم الياباني المفاجئ على الأسطول الأميركي في عام 1941 خلال الحرب العالمية الثانية، أكد خبراء عسكريّون أوكرانيون أنه حتى لو لم تُدمّر جميع الطائرات، فإن الأثر المعنوي واللوجستي لهذه العمليّة كبير، إذ إن هذه الطائرات لم تعد تُنتَج، وإصلاحها يحتاج إلى موارد وخبرات غير متوفرة بسهولة في روسيا، وقارنوها بنجاحات عسكرية بارزة أخرى منذ بدء الحرب، بما في ذلك إغراق السفينة الرائدة في أسطول البحر الأسود الروسي، موسكفا، وقصف جسر كيرتش، وكلاهما في عام 2022، بالإضافة إلى هجوم صاروخي على ميناء سيفاستوبول في العام التالي. وكتب أحدهم ساخراً ما معناه: 'خسارة طائرتين من طراز Tu-160 تشبه خسارة جوادين من قطيع حمير'، وغردت صحيفة 'بيزنس أوكرانيا' 'اتضح أن لدى أوكرانيا أوراقاً بالفعل، وزيلينسكي لعب ورقة الملك: طائرات الدرون'. أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه فقد تباهى بالعملية، وقال فور ورود الأنباء عنها: 'هذه بطولات أوكرانية ستُكتب في كتب التاريخ. نحن ندافع عن أنفسنا، وسنفعل كل ما يلزم ليشعر الروس بضرورة إنهاء هذه الحرب'. وبالفعل فإن العملية قرأت كرسالة واضحة إلى روسيا: أوكرانيا لا تزال قادرة على الضرب في العمق الروسي رغم التقدّم القوات الروسية المستمر – لكن البطىء – على الجبهة. على أن الرّسالة الأهم ربما كانت موجهة إلى الغرب – والولايات المتحدة تحديداً -، تماماً كما قال أحد المسؤولين الأوكرانيين الذي تحدث أمس لهيئة الإذاعة البريطانيّة: 'إن أكبر مشكلة نواجهها هي أن واشنطن تصرّفت مؤخراً وكأن أوكرانيا خسرت الحرب بالفعل، وهذا ما يبني عليه الجميع مواقفهم.' وعن ذلك كتب الصحافي الأوكراني إيليا بونومارينكو: 'هذه النتيجة هي ما يحدث عندما ترفض أمة تحت الهجوم الاستسلام لرؤية المتشائمين، الذين يكرّرون: لا تملكون أوراقاً، روسيا لا تُهزم، استسلموا من أجل السلام'. ومن المعلوم أنها ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها أوكرانيا العمق الروسي، لكنها الأوسع والأكثر تنسيقاً، وكشفت عن هشاشة الدفاعات الروسية في الداخل، وخطورة تكنولوجيا الدرونات التي بمقدورها أن تهدد طائرات ضخمة تبلغ قيمتها مئات الملايين. وحتى الآن، ردت روسيا على سلسلة الاستفزازات الأوكرانية الغربية بمزيج من الحذر والضربات المحدودة، ما فسره الغرب على أنه ضعف، وأغرى أوكرانيا على تصعيد جرأتها. لكن هجوم 'شبكة العنكبوت' قد يكون نقطة تحول نوعي. إذ أن الكرملين يرى أن ضرب قاذفات استراتيجية على أراضيه، بالتزامن مع محاولات اغتيال مزعومة للرئيس بوتين نفسه (كما في محاولة استهدافه بطائرة مسيّرة خلال زيارة إلى كورسك)، يُقوّض توازن الردع، ويضع الدولة في خطر وجودي. وبحسب العقيدة النووية الروسية المحدثة عام 2024، فإن روسيا تحتفظ بحق استخدام الأسلحة النووية في حال تعرض 'مواقع حكومية أو عسكرية حيوية' لهجوم يؤدي إلى تعطيل قدرة الردع النووي. وما قامت به أوكرانيا عبر 'شبكة العنكبوت' يُمكن أن يُفسر في موسكو على أنه ينطبق على هذا البند. من ناحيتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجمات نُفّذت من مناطق قريبة من القواعد، وإن بعض الطائرات أُصيبت بنيران. كما أعلنت عن اعتقال عدة أشخاص شاركوا في العملية التي وصفتها بأنها 'هجوم إرهابي'. البعض في موسكو طالب بردّ حازم. وكتب المدوّن العسكري رومان أليخين: 'نأمل أن يكون الرد مثلما ردّت أمريكا على بيرل هاربر، أو أقسى'. وظهرت تكهنات على وسائل الإعلام الروسية حول احتمال التهديد باستخدام السلاح النووي مجدداً. فيما اعتبر معارضون روس في الخارج أن العمليّة خرق أمني مهين لفلاديمير بوتين شخصياً، وانّه سيكون تحت الضغط للقيام رد غاضب. وأتت هذه العملية العاصفة قبل ساعات من انطلاق جولة جديدة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في قصر تشيران الفخم في إسطنبول بتركيا، لكن رغم ضخامة هجوم 'شبكة العنكبوت'، لا يُتوقع أن يؤثر كثيراً على المفاوضات التي يبدو أنّها ما زالت بعيدة عن تحقيق أي اختراق. زيلينسكي أعلن أن كييف سترسل وفداً للمحادثات، واشتكى من أن روسيا لم تُرسل مقترحاتها المسبقة حول وثيقة إطار المفاوضات كما كان مطلوباً. لكن وكالة أنباء روسية نقلت عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن موسكو بصدد تقديم مذكرة حول 'جميع جوانب التغلب بشكل موثوق على الأسباب الجذرية للأزمة' إلى المسؤولين الأوكرانيين اليوم. وكان لافروف قد تحدث هاتفياً مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو عبر الهاتف (الأحد) عشية استئناف المفاوضات، 'وتبادلا وجهات النظر حول مبادرات مختلفة تتعلق بتسوية سياسية للأزمة الأوكرانية'. وفي هذا السياق، يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحظة حاسمة. وهو الذي أعلن التزامه بدفع عملية السلام، إذ يجد نفسه الآن أمام معضلة: فهل يندد بالهجوم الأوكراني وحلفائه في الكونغرس الذين يدفعون باتجاه التصعيد، أم يصمت ويواصل دعم الحرب، مخاطِراً بانزلاق العالم إلى صراع نووي لا سيّما وأن مستشاره الخاص لشؤون أوكرانيا، كيث كيلوغ، أقر بأن واشنطن وحلف الناتو مشاركان فعلياً في الحرب، وكذلك فعل وزير خارجيته، روبيو، الذي أكد أن أمريكا تخوض 'حرباً بالوكالة' ضد روسيا. هذا لم تكن أوكرانيا وحدها من أطلق هجمات بالطائرات المسيّرة، إذ في الليلة التي سبقت الهجوم، نفّذت روسيا أعنف غارة جويّة لها منذ بدء الحرب، فأطلقت 472 طائرة مسيّرة وسبعة صواريخ، استهدفت مدناً من بينها زابوروجيا وكييف وخاركيف، كما قُتل 12 جنديًا أوكرانيًا في ضربة أصابت قاعدة تدريب، ما دفع قائد القوات البرية الأوكرانية، الجنرال ميخايلو دراباتيي، لتقديم استقالته تحملاً المسؤولية. وعلى كل الأحوال، سواء كان الردّ الروسي وشيكاً أو مؤجلاً، فإن هجوم 'شبكة العنكبوت' قد غيّر قواعد اللعبة، ويهدد بتحول الحرب من صراع إقليمي إلى اختبار وجودي لميزان الردع النووي العالمي. 'شبكة العنكبوت': هجوم أوكراني جريء يعيد رسم معادلة الحرب مع روسيا لندن 2025-06-03 The post 'شبكة العنكبوت': هجوم أوكراني جريء يعيد رسم معادلة الحرب مع روسيا!سعيد محمد first appeared on ساحة التحرير.


الحركات الإسلامية
منذ 7 ساعات
- الحركات الإسلامية
إردوغان يؤكد استئناف رحلات الخطوط الجوية السورية إلى تركيا «قريباً»..وزير خارجية بريطانيا: السودان يعيش «أسوأ كارثة إنسانية في العالم».. لقاء في القاهرة يجمع غروسي وعراقجي وسط تصاعد التوترات النووية
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 3 يونيو 2025. إردوغان يؤكد استئناف رحلات الخطوط الجوية السورية إلى تركيا «قريباً» أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين، أن الخطوط الجوية السورية ستستأنف تسيير رحلات إلى تركيا «قريباً». وقال في منشور على منصة «إكس» إن «الخطوط الجوية السورية ستبدأ قريباً بتسيير رحلاتها إلى تركيا»، دون أن يحدد موعداً. وأعرب عن أمله في أن تتمكن شركة طيران «إيه جت» التركية من تسيير رحلات منتظمة إلى سوريا. تعد «إيه جت» فرعاً منخفض التكلفة للناقل الوطني الخطوط الجوية التركية التي استأنفت رحلاتها إلى دمشق في يناير (كانون الثاني)، بعد ستة أسابيع من إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد. وتعرضت الخطوط الجوية السورية، وهي شركة الطيران الوطنية، لسلسلة من العقوبات الغربية التي فرضت بعد بدء الحرب في عام 2011. ولم يتضح على الفور متى كانت آخر رحلة لشركة الطيران السورية إلى تركيا. الشهر الماضي، رفعت واشنطن والاتالعقوبات الاقتصادية على سوريا، مما سمح للحكومة والقطاع الخاص بإعادة الاتصال بالمؤسسات المالية الإقليمية والدولية بعد سنوات من العزلة. وتأمل دمشق أن تمهد هذه الخطوة الطريق للانتعاش الاقتصادي في البلد الذي مزقته الحرب وتساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك في قطاع الطاقة. في سياق الحديث عن سوريا، وعد إردوغان بأن تعلن تركيا «أخباراً طيبة بشأن الطاقة قريباً جداً»، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. والأسبوع الماضي، وقعت سوريا اتفاقاً بشأن الطاقة الكهربائية بقيمة 7 مليارات دولار مع اتحاد لشركتين قطرية وأميركية وشركتين تركيتين. ويهدف المشروع الذي يتضمن أربع محطات تعمل بالغاز في وسط وشرق سوريا ومحطة للطاقة الشمسية في الجنوب، إلى توليد خمسة آلاف ميغاواط. وزير خارجية بريطانيا: السودان يعيش «أسوأ كارثة إنسانية في العالم» نبه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الاثنين، إلى أن السودان يعيش «أسوأ كارثة إنسانية في العالم»، أثناء مشاركته في مؤتمر حول الحوكمة والتنمية في أفريقيا ينظم في المغرب. وقال لامي: «الأزمة في السودان... إنها حالياً أسوأ كارثة إنسانية في العالم وهي مقلقة للغاية»، رداً على سؤال لرجل الأعمال السوداني البريطاني محمد إبراهيم، خلال المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة تابعة له حول الحوكمة، افتتح الأحد في مدينة مراكش. يشهد السودان، ثالث أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة، منذ أبريل (نيسان) 2023، حرباً مدمرة اندلعت على خلفية صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب عام 2021، ونائبه السابق قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو. أسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وتشريد 13 مليون نسمة، فيما تعاني بعض المناطق من المجاعة، وسط «أسوأ أزمة إنسانية» في العالم بحسب الأمم المتحدة. وأضاف لامي، الذي يقوم بزيارة للمغرب منذ الأحد: «هناك تناقض وغموض، وبالتأكيد نقص في تسليط الأضواء على هذه الأزمة على الصعيد العالمي، وعلى صعيد جزء كبير من العالم الغربي». وأكد: «لذا، فقد عقدتُ العزم منذ وقت مبكر من تولّي منصبي على أن أبذل كل ما بوسعي، بصفتي وزير الخارجية البريطاني، للفت الأنظار إلى هذه الأزمة». «القسام»: نخوض اشتباكات «من المسافة صفر» مع قوة إسرائيلية شرق جباليا قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاثنين إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوة إسرائيلية من المسافة صفر شرق مخيم جباليا بشمال قطاع غزة، حيث ترددت معلومات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال بعد أن وقعوهم في كمين محكم. وأضافت الكتائب في بيان مقتضب «مجاهدو القسام يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال من المسافة صفر ويوقعون جنود العدو بين قتيل وجريح شرق مخيم جباليا شمال القطاع والاشتباكات ما زالت مستمرة». وفي وقت سابق من اليوم، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش أصدر أوامر إخلاء للسكان لتوسيع عملياته في عدة مناطق بخان يونس جنوب غزة. فيصل بن فرحان وروبيو يبحثان التطورات الإقليمية والدولية بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الاثنين، مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، آخر التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واستعرض الجانبان، خلال اتصال هاتفي تلقاه الأمير فيصل بن فرحان من الوزير روبيو، العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين. السعودية وسوريا تبحثان تعزيز التعاون الأمني بحث الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية السعودي، في جدة، الاثنين، مع نظيره السوري أنس خطاب، سبل تعزيز مسارات التعاون الأمني بين البلدين، وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وبيَّن وزير الداخلية السعودي أن هذا اللقاء جاء بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين، وحرصهما على تقديم كل الدعم ونقل الخبرات بما يحقق مصلحة أمن واستقرار سوريا. وأضاف الأمير عبد العزيز بن سعود، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، أن اللقاء ناقش وضع الآليات المناسبة لتنفيذ توجيهات ولي العهد بتقديم الدعم الكامل، ونقل الخبرات للأشقاء في كل ما يحقق الاستقرار والأمان للشعب السوري. حضر اللقاء من الجانب السعودي، الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف نائب الوزير المكلف، والفريق أول سعيد القحطاني مساعد الوزير لشؤون العمليات، والدكتور هشام الفالح مساعد الوزير، ومحمد المهنا وكيل الوزارة للشؤون الأمنية، والفريق محمد البسامي مدير الأمن العام، واللواء خالد العروان مدير عام مكتب الوزير للدراسات والبحوث، واللواء الدكتور صالح المربع مدير عام الجوازات المشرف على وكالة الوزارة للأحوال المدنية المكلف، وأحمد العيسى مدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي. ومن الجانب السوري، العميد زياد فواز العايش معاون الوزير، والمهندس أحمد حفار معاون الوزير للشؤون التقنية، والدكتور حسين سلمان مدير إدارة التدريب والتأهيل، والعميد فادي الهميش مدير إدارة المرور، وعدد من كبار المسؤولين بوزارة الداخلية. لقاء في القاهرة يجمع غروسي وعراقجي وسط تصاعد التوترات النووية حض مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إيران، على مزيد من الشفافية بشأن برنامجها النووي، مشدداً على أهمية «عنصر التحقق»، وأن «الثقة ليست كافية»، فيما شدد وزير الخارجية عباس عراقجي، على أن بلاده لن توافق على أي اتفاق نووي يمنعها من مواصلة تخصيب اليورانيوم. وأكد غروسي في مؤتمر صحافي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، دعم الوكالة التابعة للأمم المتحدة، للمفاوضات الإيرانية - الأميركية، مشيراً إلى أهمية الحوار المستمر «وتنامي دائرة النوايا الحسنة». وأفاد غروسي قبل اجتماعه مع عراقجي: «هناك حاجة إلى مزيد من الشفافية في إيران، وهذا أمر واضح جداً. ولا شيء سيمنحنا هذه الثقة (سوى) التفسيرات الكاملة لعدد من الأنشطة». وأضاف أن بعض استنتاجات التقرير «قد تكون غير مريحة بالنسبة إلى البعض، ونحن معتادون على التعرّض للانتقادات». والتقى غروسي في القاهرة كذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتزامنت زيارته إلى القاهرة مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي. وجاء لقاء غروسي وعراقجي في القاهرة، في وقت تواصل فيه طهران توجيه انتقادات حادة لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير، الذي أشار إلى غياب أي تقدم في التحقيقات المفتوحة بشأن أنشطة نووية في مواقع غير معلنة بإيران، كما أكد التقرير تسريع طهران وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، وهي نسبة تقترب من مستوى الاستخدام العسكري. دعم مصري من جهته، أكد عبد العاطي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع غروسي، أن المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن «تمثل فرصة مهمة لتفادي تفجر الأوضاع في المنطقة»، مشدداً على «أهمية التوصل إلى حل سلمي، لأن التصعيد العسكري لا يخدم الاستقرار ولا مصلحة شعوب المنطقة»، لافتاً إلى أن «المنطقة تعاني بالفعل من أزمات وتحديات أمنية كافية». وقال: «نحن نرفض تماماً أي تصعيد أو تحريض على الخيار العسكري، تجنباً للانزلاق نحو فوضى لا يمكن لأحد النجاة منها». وفي وقت لاحق، أشار عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى حواراً موسعاً مع كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، تم خلاله بحث الملف النووي الإيراني، مؤكداً «الحرص المصري على منع التصعيد في المنطقة، والعمل على تجنّب أي حالة من عدم الاستقرار أو الفوضى». من جهته، قال عراقجي إنه أطلع الرئيس المصري ووزير الخارجية على تفاصيل المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة حول الملف النووي، مثمناً دعم القاهرة للمسار التفاوضي، ومبدياً استعداد بلاده لمواصلة المشاورات مع دول المنطقة بشأن هذه المفاوضات. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي، إن الرئيس المصري أكد للوزير الإيراني أن «مصر كانت دوماً في طليعة الدول الداعمة لمنظومة نزع السلاح وعدم الانتشار النووي (...) وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط». وكان عبد العاطي قد تناول المفاوضات النووية، في اتصال هاتفي مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الأحد. وأفاد بيان لـ«الخارجية» المصرية بأن عبد العاطي اطلع على تقدير المبعوث الأميركي، معرباً عن دعم القاهرة للمسار التفاوضي الذي تديره سلطنة عمان منذ 12 أبريل (نيسان) الماضي. تمسك بالتخصيب والمفاوضات من جانبه، توقف عراقجي مطولاً في المؤتمر الصحافي مع نظيره المصري، عند المفاوضات النووية، قائلاً إن برنامج إيران النووي «سلمي بالكامل»، مضيفاً: «نحن واثقون من الطابع السلمي لبرنامجنا، ومستعدون لطمأنة أي طرف كان، فلا يوجد لدينا ما نخفيه». كما شدد على أن تخصيب اليورانيوم يتم لأغراض سلمية، واصفاً التقدم في هذا المجال بأنه «إنجاز علمي تحقق بتضحيات جسيمة قدمها الشعب الإيراني». وعدّ عراقجي تخصيب اليورانيوم «حقاً طبيعياً» لإيران بموجب معاهدة حظر الانتشار والقوانين الدولية، مشيراً إلى رفض بلاده التسلح النووي و«عدم تنازلها عن حقوقها المشروعة». وأوضح أن إيران مستعدة لاتخاذ خطوات إضافية لإثبات سلمية برنامجها النووي، كما فعلت قبل اتفاق 2015، مشيراً إلى التزام إيران بالاتفاق رغم انسحاب الطرف الآخر. وقال إن «التوصل إلى اتفاق ممكن إذا كان الهدف ضمان عدم سعي إيران للسلاح النووي»، لكنه رفض «حرمانها من حقوقها النووية السلمية». وتحدث عن استمرار إيران في المفاوضات لـ«الدفاع عن حقوق شعبها». وقال عراقجي إن إيران لن تقبل بأي مطالب تتعارض مع مصالح شعبها، مؤكداً التزامها بـ«فتوى المرشد (علي خامنئي) التي تحرم السلاح النووي». واتهم الغرب بازدواجية المعايير، بتجاهل الترسانة النووية الإسرائيلية مقابل الضغط على إيران، محذراً من استغلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية لـ«أغراض سياسية». وشدد على أن الحل الوحيد هو الدبلوماسية، مشيراً إلى استعداد بلاده لتقديم ضمانات حول سلمية البرنامج النووي، مقابل رفع العقوبات فوراً. وأضاف عراقجي: «الدبلوماسية ليست الخيار الأفضل فحسب؛ بل الخيار الوحيد. لا يوجد حل آخر سوى التفاهم القائم على مبدأ الربح المتبادل». وقال عراقجي إنه أجرى مباحثات مع غروسي بشأن آخر تطورات الملف النووي الإيرانية، لافتاً إلى أنه نبه مدير «الذرية الدولية» إلى «الضغوط الغربية وضرورة الحفاظ على طبيعتها التقنية والمستقلة». وقال عراقجي: «بعض الدول تحاول استغلال الوكالة لتمهيد الطريق نحو التصعيد مع إيران. ونأمل في ألا تقع الوكالة بهذا الفخ». وفي وقت لاحق، قالت «الخارجية» في بيان، إن عراقجي التقى غروسي بطلب من الأخير، وقالت: «شدد وزير الخارجية على أهمية أداء الوكالة لمهامها المهنية وانتقد الادعاءات غير المبررة في تقريرها الأخير»، مؤكداً ضرورة عدم استغلال سمعة الوكالة لأغراض وضغوط سياسية. انتقادات إيرانية وجاء لقاء غروسي وعراقجي في محطة القاهرة، بينما رفضت طهران نتائج التقرير، واتهمت في بيان الوكالة الذرية، بـ«الاستناد إلى مصادر معلومات مضللة، وتفتقر إلى المصداقية التي قدمها النظام الصهيوني»، في إشارة إلى التحقيق المفتوح بشأن المواقع السرية، التي علمت الوكالة الدولية بوجودها، بعدما حصلت إسرائيل في عملية معقدة مطلع 2018، على الأرشيف النووي الإيراني. وكان قد حذر عراقجي الأحد، من أن بلاده سترد إذا «استغلت» الدول الأوروبية التقرير لأهداف «سياسية». ودعا عراقجي غروسي في مكالمة هاتفية الأحد، إلى عدم إتاحة الفرصة «لبعض الأطراف» لإساءة استخدام التقرير «لتحقيق أهدافها السياسية» ضد إيران، وفقاً لبيان لـ«الخارجية» الإيرانية. ومن المقرر أن يراجع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نشاط إيران النووي في اجتماعه المقرر عقده بفيينا في 9 يونيو (حزيران). وأعاد المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، إسماعيل بقائي في مؤتمر صحافي أسبوعي، الانتقادات، قائلاً إن تقرير غروسي «مبالغ فيه ويهدف إلى زيادة الضغط على إيران»، مضيفاً أن «هذه الأساليب فشلت سابقاً، وتكرارها خطأ واضح». وأصر على أن «التقرير أُعد تحت ضغوط بعض الدول الأوروبية»، معرباً عن أسفه لـ«تورط هذه القوى في الإساءة لسمعة الوكالة الذرية». وأوضح أن «إيران تتابع من كثب تصرفات الأطراف الغربية عبر الوكالة، وسترد بما يلزم». وقال بقائي إن «إيران تتعاون بالكامل مع الوكالة الذرية»، مشيراً إلى أن «تضخيم مسألة إلغاء اعتماد عدد من المفتشين تجاهل استمرار عمل عشرات آخرين، وهو ما يعكس انحيازاً سياسياً». وأضاف أن «طهران لا ترغب في تراجع التعاون، لكنها قد ترد على الضغوط بتحركات مناسبة». ويتزامن تقرير الوكالة مع مفاوضات إيرانية - أميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني، بوساطة عُمانية، بعدما كانت واشنطن انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015. وحض بقائي الولايات المتحدة، الاثنين، على تقديم «ضمانات» بشأن رفع العقوبات التي تخنق اقتصاد البلاد. وقال إنه «لا تفاهم مع الولايات المتحدة ما لم يتم رفع العقوبات بطريقة واضحة وفعالة»، مضيفاً: «حتى الآن، لم يرغب الطرف الأميركي في توضيح هذه المسألة». وفيما يخص المفاوضات، قال بقائي إن «الموقف الإيراني واضح، وإذا كان الهدف هو التحقق من عدم وجود برنامج للأسلحة النووية، فإن هذا أمر ممكن ومتاح للتحقق الفعلي». ولفت بقائي إلى أن بلاده ترصد أي «تحركات معادية» من القوى الأوروبية، بشأن احتمال تحريك آلية «سناب باك» للعودة التلقائية إلى العقوبات الأممية. وقال: «أعددنا سيناريوهات للتعامل مع أي تطور من هذا النوع». وأضاف: «في حال اتخاذ أي إجراءات غير بناءة من قِبل هذه الأطراف، فإن الجمهورية الإسلامية تمتلك خيارات متناسبة ومتبادلة للرد، وسنتصرف وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية ومبدأ المعاملة بالمثل». وهاجمت إيران التقرير بشدة الأحد، وحذّرت من أنها سترد إذا «استغلته» القوى الأوروبية التي هددت بإعادة فرض عقوبات على خلفية البرنامج النووي. وقال عراقجي الأحد، في بيان، إنه أبلغ في مكالمة هاتفية غروسي، بأن «إيران سترد بشكل مناسب على أي تحرك غير مناسب من جانب الأطراف الأوروبية»، في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا. ودعا عراقجي غروسي في المكالمة التي جرت السبت، إلى عدم إتاحة الفرصة «لبعض الأطراف»، لإساءة استخدام التقرير «لتحقيق أهدافها السياسية» ضد إيران، بحسب البيان. ووصف بقائي مساعي الكونغرس لفرض عقوبات جديدة، بأنها «تناقض صارخ في السياسة الأميركية» مع دعوات التفاهم، ومؤشر على «غياب الجدية الأميركية في رفع العقوبات ودفع المفاوضات إلى الأمام». تعليق فرض عقوبات جديدة وأمرت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، بتجميد جميع الأنشطة المتعلقة بفرض عقوبات جديدة على إيران، في خطوة تعكس تحولاً ملحوظاً في سياسة «الضغط الأقصى» التي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، العمل بها، بعد أسابيع من عودته للبيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأحد، فإن التوجيه صدر الأسبوع الماضي، وتم توزيعه على كبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي ووزارة الخزانة، ولاحقاً إلى وزارة الخارجية، مع إشراك المعنيين بملفات الشرق الأوسط. ويأتي القرار في وقت تتداخل فيه العقوبات المفروضة على إيران مع السياسة الأميركية تجاه عدد من الدول، أبرزها الصين التي تستورد أكثر من 90 في المائة من صادرات النفط الإيرانية، إضافة إلى اليابان، وأوروبا، والهند، وجنوب شرقي آسيا. وأثار صدور التوجيه من مكتب السكرتيرة الصحافية، بدلاً من مجلس الأمن القومي أو وزارة الخزانة، تساؤلات بشأن آليات اتخاذ القرار داخل الإدارة الأميركية. وكشفت الصحيفة أن مجلس الأمن القومي يعاني من حالة من الفوضى الإدارية، بعد أن تم وضع أكثر من 100 موظف في إجازة، كما لم يتم حتى الآن الانتهاء من توزيع الصلاحيات بين وزارة الخارجية ومكتب نائب الرئيس، في حين تحدثت شبكة «CBS» عن تفكك فريق الاتصال التابع لمجلس الأمن القومي. ورفض البيت الأبيض نفي قرار التجميد، واكتفى بتصريح صادر عن نائبة السكرتيرة الصحافية، آنا كيلي، قالت فيه: «سيتم الإعلان عن أي قرارات جديدة تتعلق بالعقوبات من قبل البيت الأبيض، أو الجهات المعنية داخل الإدارة». لكن المتحدث باسم «الخارجية» الإيراني شكك في صحة التقرير، وخاطب الصحافيين قائلاً: «هل تصدقون مثل هذا الكلام؟»، مؤكداً أن رفع العقوبات هو الركن الأساسي لأي اتفاق محتمل. وأضاف: «حتى الآن، لا خطوات جدية، بل مزيد من العقوبات مع كل جولة تفاوض، ما يقوّض الثقة»، مشدداً على أن «الواقع العملي لا يُظهر أي تغيير حقيقي في نهج الإدارة الأميركية».


وكالة أنباء براثا
منذ 9 ساعات
- وكالة أنباء براثا
المرونة في التشريع هو التجديد بعينه
اتذكر في بداية التسعينيات وانا اتحدث مع صديقي عن صعوبة دفع الخمس بسبب ضرائب الطاغية المجحفة بحق المواطن العراقي فقال لي لقد اعطى السيد الخوئي ترخيص بتخفيف الخمس من الارباح يعني اذا كانت الضريبة اكثر من الخمس فقد رخص السيد بالاعفاء عن الخمس . هذا كلام مع صديق اثق به لكن ورقة مكتوبة صادرة عن المرجعية لم اطلع عليها . وانا استمع لمقطع للسيد كمال الحيدري وهو يتحدث عن ترخيص الامام الجواد عليه السلام بدفع الحقوق كما في هذا النص : عن الامام الجواد عليه السلام : وإنما أوجب عليهم الخمس في سنتي هذه في الذهب والفضة التي قد حال عليها الحول، ولم أوجب عليهم ذلك في متاع، ولا آنية، ولا دواب، ولا خدم، ولا ربح ربحه في تجارة، ولا ضيعة إلا ضيعة سأفسر لك أمرها تخفيفا مني عن موالي، ومنا مني عليهم لما يغتال السلطان من أموالهم لما ينوبهم في ذاتهم. فأما الغنائم والفوائد: فهي واجبة عليهم في كل عام، اي انه خفف عن شيعته بدفع ارباح التجارة لسنته هذه وهي سنة (220) هـ بسبب ما يغتصب منهم السلطان من اموال ، اما غنائم الحرب فلا ترخيص فيها لانها نص الهي . من هنا يتضح لنا المرونة في التشريع الاسلامي وهذه المرونة هي التجديد بعينه وهذا التجديد هو اصلا ينص عليه الشارع الاسلامي وفق تفكير سليم وثوابت صائبة . مثلا الحديث عن الجواري والعبيد اليوم لا يوجد احكام شرعية تخص هذه الحالة ، لماذا؟ ، لان الحكم يصدر بعد توفر موضوعه ، وان فقد الموضوع يعني الغي الحكم ، واليوم لا تتوفر ظاهرة الاماء والجواري ، وان كانت موجودة في المجتمع العلماني بوجه اخر من وجوه العبيد مثلا شروط قروض صندوق النقد الدولي التي هي حقيقة شراء الحاكم ليصبح خادما لهم وينفذ لهم ما يطلبونه منهم . نعود للحكم الشرعي الاسلامي فان موضوعه عندما يتوفر يصبح الحكم لزاما على العبد ، واما التلاعب بمفردات موضوع الحكم فهذا لا يؤخذ به وان كان هذا التلاعب تحت مظلة التجديد العلماني . ولو سالت اي من يطالب بالتجديد ماهو الحكم الذي لا يحقق العدالة مع توفر مفردات موضوعه ؟ لا يوجد جواب بل التفاف على اصل الموضوع . هنالك قواعد فقهية واصولية هذه القواعد عندما تطبق على اي ظاهرة اليوم سيصدر عنها الحكم العادل ، مثلا الربا حرام مهما تغيرت طبيعة التعاملات المالية لان اصل الربا له سلبيات اقتصادية واخلاقية ، ومهما تغيرت المسميات ـ اوراق مالية ، دولار ، يورو ، شبكات الكترونية تجارية ، وغيرهاـ . القروض التي يمنحها صندوق النقد الدولي هي ربا ، فالربا هو الزيادة التي تؤخذ في حالة استبدال معدود او موزون من نفس الصنف يعني المال بالمال والطحين بالطحين مثلا فيجب ان تكون بالتساوي والزيادة هي الربا . الربا له اثار سلبية على الاقتصاد حيث ان الاموال ستتجمع عند طرف واحد لا يؤدي اي انتاج للاقتصاد ، ومن يقترض منه عليه ان يعمل بالضعف ليحقق ربحين ربح للشخص المرابي وربح له هو وهذا يؤدي الى انهاك المقترض او لجوءه الى اساليب غير شرعية لكسب المال مثلا الغش بالانتاج او طلب ارباح فاحشة على سلعته . اما الجانب الاخلاقي فان الربا يقطع سبيل المعروف حيث لا يقرض احدهم الاخر قضاء لحاجة المحتاج كما وان هنالك الكثير ممن يقترض بالربا ادى به الحال الى خسائر فادحة وهدم بيوت وتشتيت عوائل عندما تتجمع القروض مع فوائدها الربوية فانها تؤدي الى ما لا يحمد عقباه . اكثر المسائل التي تكون عرضة لتهجم العلمانيين هي المعاملات اما العبادات فلا يحق لاحد على احد في فرض نوع العبادة .