
منظمة بريطانية مرتبطة بـ"حزب الله" جمعت 399 ألف دولار تبرعات
كشفت صحيفة "صنداي تايمز" عن أنه تم تجريد أحد الموظفين في صالة الخطوط الجوية البريطانية في مطار هيثرو من تصريحه الأمني بعدما أشاد ببطولة مقاتلي "حزب الله".
وقالت الصحيفة في الـ10 من مايو (أيار) الجاري إن حسين حركي البالغ من العمر 29 سنة يدير مع زوجته، وهي طبيبة، جمعية خيرية غير مسجلة، جمعت أكثر من 300 ألف جنيه استرليني (نحو 399 ألف دولار) لمشاريع إغاثة في لبنان.
وكان حركي يعمل في أحد أكثر مطارات العالم ازدحاماً من خلال مقاول، حتى تم تنبيه شركة الطيران إلى تعليقاته على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الصحيفة.
بمباركة "حزب الله"
وفق "صنداي تايمز" تعمل منظمة "زاير" في المملكة المتحدة بمباركة واضحة من "حزب الله" المدعوم من إيران والمحظور في بريطانيا. ونفذت بعض أنشطة جمع التبرعات والترويج في حرم الجامعات بما في ذلك "إمبريال كوليدج لندن" وكلية لندن للاقتصاد. ولا تحظى المنظمة باعتراف هيئة الأعمال الخيرية.
أما زوجة حركي، زينب (28 سنة)، التي درست الطب في جامعة لندن وتدربت في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، فهي رئيسة المنظمة في المملكة المتحدة.
واستخدم حركي الذي بدأ العمل في مطار هيثرو في يوليو (تموز) الماضي صفحته على "فيسبوك" لنعي ثلاثة مقاتلين في الأقل من "حزب الله" كان يعرفهم ممن قتلوا في المعارك. ووصف أحد المسلحين بأنه "بطل"، وشكر آخر، وهو ابن شقيق أحد كبار قادة الحزب على كل ما قدمه، وذلك بعد وفاته في أغسطس (آب) 2024. ونشر صوراً عند قبر مسلح ثالث كان قد عمل متطوعاً في منظمة تابعة لمنظمة حركي في لبنان.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي نهاية هذا الأسبوع قال أحد كبار الشخصيات المشاركة في حماية يهود بريطانيا إن منظمة "زاير" في المملكة المتحدة استفادت من "فشل عميق في التدقيق والإشراف داخل قطاعي الحرم الجامعي والجمعيات الخيرية عندما يتعلق الأمر بالنشاط المؤيد للإسلام".
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة "أمن المجتمع" مارك غاردنر "عملت هذه المنظمة في الجامعات البريطانية وجمعت مبالغ طائلة، لكنها لم تُخفِ حتى صلاتها بـ(حزب الله). يجب على الشرطة والحكومة والجهات التنظيمية المعنية والجهات المسؤولة قانوناً التحرك بسرعة".
تدمير إسرائيل
صنفت وزارة الداخلية البريطانية "حزب الله" منظمة إرهابية محظورة عام 2019. وعلى رغم أنه يعمل في لبنان كحزب سياسي ويشارك في أنشطة خيرية، فإنه دعا منذ فترة طويلة إلى تدمير إسرائيل.
وأسست السيدة حركي، المولودة في لبنان، منظمة "زاير" الخيرية اللبنانية التي يقودها الشباب، وهي الهيئة الأم لـ"زاير" في المملكة المتحدة، عام 2016. وكان هدفها الأول مساعدة الحجاج الفقراء على زيارة الأماكن المقدسة الشيعية، لكنها انتقلت لاحقاً إلى أعمال الإغاثة. ويقع عنوانها المسجل في عقار بالضاحية الجنوبية لبيروت، وهي معقل معروف لـ"حزب الله"، وتعرضت المنطقة لقصف إسرائيلي عنيف العام الماضي. وأكد مصدر وثيق الصلة بالمنظمات غير الحكومية في بيروت أن المنظمة الخيرية قامت بتوزيع مساعدات مشروعة في البلاد.
وتتضمن منشورات صفحة "زاير" الخيرية على "فيسبوك" رثاء لزعيم "حزب الله" حسن نصرالله بعد اغتياله في سبتمبر (أيلول) 2024. وفي فبراير (شباط) الماضي حث منشور آخر المؤيدين على حضور جنازة نصرالله "تعبيراً عن الوفاء والتضامن الاجتماعي"، وقد حذفت كلتا الرسالتين منذ ذلك الحين.
ووفقاً لموقعها الإلكتروني تأسست منظمة "زاير" في المملكة المتحدة عام 2021 بهدف "تعزيز الدعم" للبنانيين من بريطانيا، وتزعم أنها ساعدت "نحو ألف عائلة محتاجة في جميع أنحاء لبنان".
وفي وقت إطلاقها بالمملكة المتحدة أجرى حركي مقابلة مع قناة "المنار" التي يديرها "حزب الله"، قال فيها إن "الجمعية الخيرية (زاير) مقسمة إلى أقسام مختلفة. لدينا مثلاً قسم للأطفال، الذي يتم تنظيمه مع قسم العمل الاجتماعي في (حزب الله)".
ويعتقد أن حركي انتقل إلى بريطانيا من لبنان مطلع عام 2022. وقبل توليه وظيفته في مطار هيثرو كان مديراً لمطعم لبناني في شمال غربي لندن. وتزوج بزينب، المولودة أيضاً في لبنان، في يوليو 2023، وفقاً لصفحته على "فيسبوك". بعد ذلك بوقت قصير استقر الزوجان في منزل شبه منفصل في لندن اشترياه مقابل 335 ألف جنيه استرليني (نحو 445 ألف دولار).
على قمة جبل
في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 قاد حسين مكي، أحد أبرز داعمي منظمة "زاير" في المملكة المتحدة، وهو داعية شيعي ومؤثر، عشرات الطلاب من جامعات مختلفة في رحلة تسلق برعاية جهات مختلفة في جبال بريكون بيكونز. وخلال التسلق رفع المشاركون أعلاماً فلسطينية ولبنانية على قمة جبل "بن واي فان"، أعلى نقطة في جنوب ويلز.
ونشر مكي صوراً للرحلة على موقع "إنستغرام" مع رمز السيفين المتقاطعين وتعليق يبدو أنه يشير إلى الصراعات المزدوجة لإسرائيل مع "حزب الله" و"حماس"، يقول "الجيل القادم لن ينسى أي شيء".
ولد مكي وتلقى تعليمه في لندن، ويعيش الآن في لبنان، حيث نشر مقاطع فيديو لنفسه وهو يسلم المساعدات نيابة منظمة "زاير". وحضر جنازة نصرالله في بيروت في فبراير الماضي، وصرح لاحقاً لقناة "برس تي في" التابعة لإيران، بأن زعيم "حزب الله" المغتال كان "شخصاً يعتبره معظم العالم أعظم مناضل من أجل الحرية في القرن الماضي".
بعد أيام أعلنت الحكومة الأسترالية إلغاء تأشيرة مكي لدخول البلاد من أجل حضور جولة محاضرات. وادعى الأخير أنه ضحية حملة تشهير.
وقالت زوجة حركي إن منظمة "زاير" البريطانية قطعت علاقاتها مع مكي منذ خضوعه للتحقيق في أستراليا. وأضافت أن المنظمة أرادت الانفصال عن جمعية "زاير" الخيرية في بيروت التي لا يزال زوجها رئيساً لها، وفقاً لملفاته الشخصية على الإنترنت.
وأقرت زينب بأن منظمة "زاير" في المملكة المتحدة تعمل في بعض "المناطق المشبوهة"، لكنها نفت ارتباطها بـ"حزب الله" أو دعمها له، موضحة أن المنظمة قدمت طلباً للتسجيل لدى هيئة الأعمال الخيرية في نوفمبر 2024، لكنها لا تزال تنتظر الموافقة. وقالت إنه لم يتم إرسال أية أموال نقدية إلى لبنان لكي "لا تقع في الأيادي الخطأ" على حد قولها، مؤكدة أن جميع الأموال التي جمعت في المملكة المتحدة استخدمت لشراء مستلزمات مثل الحليب الصناعي والخيام. وأضافت "لم نرسل أية أموال إلى لبنان قط. أرسلنا حاويات مليئة بالطرود خلال حرب 2023 – 2024، وأطلقنا حملة لتوزيع حليب الأطفال، وحملة أخرى لتوفير الحفاضات، وأرسلنا خياماً".
وقال الزوجان في بيان إن "محاولة التشهير الفاشلة هذه ضدنا هي جزء من حملة أوسع نطاقاً من قبل دولة إسرائيل للتغلغل داخل بريطانيا، إذ لم تكتفِ بحربها ضد الشعب اللبناني في وطنه، وتسعى كذلك إلى مضايقتهم وتشويه سمعتهم في الخارج".
بريطانيا ترد
من جانبها قالت الخطوط الجوية البريطانية، "هذه ادعاءات خطرة للغاية، وهي مسألة تخص وكالات إنفاذ القانون المتخصصة"، وأوضحت متحدثة باسم مطار هيثرو "نعمل بصورة وثيقة مع السلطات المعنية للحفاظ على أمن المطار، وبمجرد أن علمنا بهذه المعلومات تم تجريد حركي على الفور من بطاقة المطار الخاصة به".
وقالت شرطة العاصمة "بينما لا نعلق على ما إذا كان أفراد محددون قد يكونون قيد التحقيق أم لا، فإن أية مادة محتملة ذات صلة بالإرهاب يحيلها إلينا الجمهور يتم تقييمها من قبل ضباط متخصصين من وحدة مكافحة الإرهاب على الإنترنت، لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من التحقيق أو الإجراءات من قبل الشرطة".
وصرحت هيئة المؤسسات الخيرية، بأنه "لكي تعتبر أية منظمة خيرية قانوناً يجب أن تثبت تحقيقها لأحد الأغراض الخيرية المعترف بها، وأن تكون مؤسسة للمنفعة العامة. وتدقق الهيئة في طلبات التسجيل للمؤسسات الخيرية، وقد رفض طلب منظمة (زاير) الأخير".
وشددت الهيئة على أن "دعم الجمعيات الخيرية المسجلة يعد وسيلة جيدة لتمكين الناس من التأكد من أن تبرعاتهم سيتم تنظيمها ومحاسبتها بما يتماشى مع قانون الجمعيات الخيرية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة عيون
منذ 30 دقائق
- شبكة عيون
ريد بيرد توافق على شراء صحيفة تيليغراف البريطانية
مباشر- وافقت شركة ريد بيرد كابيتال بارتنرز على شراء صحيفة التلغراف في صفقة بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني (674 مليون دولار)، مما أنهى عامين من عدم اليقين بالنسبة لمجموعة الصحف البريطانية . وقالت شركة ريد بيرد كابيتال في بيان إن الشركة الاستثمارية الأميركية ستشتري المجلة من شركة ريد بيرد آي إم آي، وهي شركة تدعمها أيضاً وتملك الإمارات العربية المتحدة حصة الأغلبية فيها . أفادت شركة ريد بيرد أن مستثمرين بريطانيين في مجال الإعلام يجرون محادثات للانضمام إلى مجموعة الملكية الجديدة كمساهمين أقلية، دون أن تُسمّيهم. كما ستحتفظ شركة IMI ، التابعة لنائب رئيس الوزراء الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، بحصة صغيرة في الشركة ذات التوجه المحافظ، وذلك رهناً بالتشريعات البريطانية . طرحت شركة ريد بيرد آي إم آي صحيفة التلغراف للبيع قبل أكثر من عام، بعد أن أعلنت المملكة المتحدة عن خطط لمنع الدول الأجنبية من امتلاك الصحف. واستحوذت الشركة فعليًا على صحيفتي التلغراف وذا سبيكتاتور عام ٢٠٢٣ بعد اتفاقها على حزمة قروض بقيمة ٦٠٠ مليون جنيه إسترليني مع عائلة باركلي، المالكين السابقين. إلا أن ذلك أثار قلقًا في الأوساط السياسية والإعلامية بشأن التأثير المحتمل على حرية الصحافة، ما استدعى تدخل حكومة حزب المحافظين آنذاك. وضعت إدارة حزب العمال الحالية خططًا للسماح للدول الأجنبية بامتلاك ما يصل إلى 15% من الصحف البريطانية الرئيسية. وصرحت وزيرة الثقافة ليزا ناندي هذا الشهر بأن هذا التغيير المقترح سيحمي التعددية الإعلامية، ويساعد الناشرين المتعثرين على "جمع التمويل الضروري". أعلنت شركة ريد بيرد كابيتال، التي أسسها جيري كاردينالي ، أنها ستستثمر في العمليات الرقمية لصحيفة التلغراف لتعزيز الاشتراكات، بالإضافة إلى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وستستهدف الشركة النمو الدولي، وخاصةً في الولايات المتحدة . شهدت شركة ريد بيرد كابيتال نشاطًا مكثفًا في صفقات الاستثمار خلال السنوات الأخيرة. فهي تمتلك حصة في شركة سكاي دانس ميديا ، التي من المقرر اندماجها مع عملاق التلفزيون والسينما باراماونت جلوبال ، وتمتلك نادي إيه سي ميلان الإيطالي لكرة القدم، كما أنها داعم لمجموعة فينواي سبورتس ، مالكة فريق بوسطن ريد سوكس للبيسبول ونادي ليفربول لكرة القدم . اشترت شركة RedBird IMI العام الماضي شركة All3Media ، وهي شركة الإنتاج التلفزيوني البريطانية التي تقف وراء عرض The Traitors . اشترى ملياردير صندوق التحوط بول مارشال مجلة "ذا سبيكتاتور" العام الماضي مقابل نحو 100 مليون جنيه إسترليني، ويرأس تحرير المجلة ذات النفوذ السياسي الآن وزير الحكومة المحافظ السابق مايكل جوف .


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
مشروع "القبة الذهبية" الأميركي يواجه تحديات جمة وينذر بعسكرة الفضاء
تواجه خطة دونالد ترمب لبناء درع صاروخية ضخمة يطلق عليها اسم "القبة الذهبية" تحديات كثيرة، وقد تكون أكثر كلفة بكثير مما يتوقعه الرئيس الأميركي. يريد ترمب تجهيز الولايات المتحدة بنظام دفاع فعال ضد مجموعة واسعة من الأسلحة المعادية، من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات إلى الصواريخ الأسرع من الصوت والصواريخ الجوالة مروراً بالمسيرات، ويأمل ترمب في أن يكون هذا النظام جاهزاً للتشغيل بحلول نهاية ولايته. لكن بعد أربعة أشهر من إصدار الرئيس الأميركي أمراً إلى البنتاغون بالعمل على المشروع، لا تزال التفاصيل المعلنة في الموضوع شحيحة. وقالت ميلاني مارلو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن "التحديات الرئيسة ستكون مرتبطة بالكلفة وصناعة الدفاع والإرادة السياسية، يمكن التغلب على هذه التحديات كلها، لكن الأمر يتطلب التركيز وتحديد الأولويات". وأضافت "سيتعين على البيت الأبيض والكونغرس الاتفاق على حجم الإنفاق ومصدر الأموال"، مشيرة إلى أن "صناعتنا الدفاعية تقلصت" على رغم "أننا بدأنا إحياءها". ولفتت مارلو إلى أن "هناك كثيراً من التقدم الذي يتعين تحقيقه في ما يتعلق بأجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية والمكونات الأخرى للمشروع". كلفة باهظة الثلاثاء الماضي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن "القبة الذهبية" ستكلف نحو 175 مليار دولار في المجموع، غير أن هذا المبلغ يبدو أقل بكثير من السعر الحقيقي لمثل هذا النظام. وقال الأستاذ المساعد للشؤون الدولية وهندسة الطيران والفضاء في معهد جورجيا للتكنولوجيا توماس روبرتس، إن الرقم الذي طرحه ترمب "ليس واقعياً". وأوضح أن "المشكلة في تصريحات الأمس (الثلاثاء) هي أنها تفتقر إلى التفاصيل التي من شأنها أن تسمح لنا بتطوير نموذج لنرى الصورة الحقيقية" لهذا المشروع. وبحسب وكالة غير حزبية تابعة للكونغرس الأميركي، فإن الكلفة التقديرية لنظام اعتراض في الفضاء لمواجهة عدد محدود من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات تتراوح بين 161 مليار دولار و542 ملياراً على مدى 20 عاماً. لكن الوكالة أكدت أن النظام الذي يتصوره ترمب قد يتطلب قدرة من حيث اعتراض الصواريخ في الفضاء "أكبر من الأنظمة التي تمت دراستها في الدراسات السابقة"، موضحة أن "تحديد كمية هذه التغييرات الأخيرة سيتطلب تحليلاً معمقاً". واستوحي نظام "القبة الذهبية" من "القبة الحديدية" الإسرائيلية، التي جرى تصميمها لحماية البلاد من الهجمات قصيرة المدى بالصواريخ والقذائف، وكذلك من المسيرات، وليس لاعتراض الصواريخ العابرة للقارات، وهو نوع من الأسلحة يمكن أن يضرب الولايات المتحدة. التهديدات تزداد سوءاً في عام 2022 أشار أحدث تقرير للمراجعة الدفاعية الصاروخية التي يجريها الجيش الأميركي "Missile Defense Review" إلى التهديدات المتزايدة من روسيا والصين. وتقترب بكين من واشنطن في مجال الصواريخ الباليستية والصواريخ الأسرع من الصوت، في حين تعمل موسكو على تحديث أنظمة الصواريخ العابرة للقارات وتحسين صواريخها الدقيقة، وفق التقرير. ولفتت الوثيقة نفسها إلى أن التهديد الذي تشكله المسيرات، وهو نوع من الأسلحة يؤدي دوراً رئيساً في الحرب في أوكرانيا، من المرجح أن يتزايد، محذرة من خطر الصواريخ الباليستية من كوريا الشمالية وإيران، فضلاً عن التهديدات الصاروخية من جهات غير حكومية. لكن مواجهة كل هذه التهديدات تشكل مهمة ضخمة، وهناك كثير من القضايا التي يتعين معالجتها قبل أن يتسنى اعتماد مثل هذا النظام. وقال الخبير في مؤسسة "راند كوربوريشن" للأبحاث تشاد أولاندت، إنه "من الواضح أن التهديدات تزداد سوءاً"، مضيفاً "السؤال هو كيف يمكننا مواجهتها بالطريقة الأكثر فعالية من حيث الكلفة". وتابع قائلاً "الأسئلة المرتبطة بجدوى المشروع تعتمد على مستوى التحدي. كم عدد التهديدات التي يمكنك التصدي لها؟ ما نوعها؟ كلما ارتفع مستوى التحدي، ازدادت الكلفة". وأوضح الباحث المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (Royal United Services Institute) توماس ويذينغتون، أن "هناك عدداً من الخطوات البيروقراطية والسياسية والعلمية التي يتعين اتخاذها إذا كان من المقرر أن تدخل القبة الذهبية الخدمة بقدرات مهمة". وأكد أن المهمة "باهظة للغاية، حتى بالنسبة إلى موازنة الدفاع الأميركية. نحن نتحدث عن مبلغ كبير من المال"، مبدياً تحفظه حيال إمكان أن يرى هذا المشروع النور يوماً. عسكرة الفضاء فضلاً عما سبق، قد يؤدي مشروع "القبة الذهبية" إلى انقلاب في الأعراف المتبعة في الفضاء الخارجي وإعادة تشكيل العلاقات بين القوى الفضائية الأكبر في العالم. ويقول محللون متخصصون في الفضاء إن إعلان "القبة الذهبية"، وهي شبكة واسعة من الأقمار الاصطناعية والأسلحة في مدار الأرض، قد يفاقم عسكرة الفضاء بوتيرة حادة، وهو اتجاه اشتد خلال العقد الماضي. وفي حين أن القوى الفضائية الأكبر في العالم، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين، وضعت أصولاً عسكرية واستخبارية في مدارات فضائية منذ ستينيات القرن الماضي، فقد فعلت ذلك سراً في معظم الأحيان. وفي عهد الرئيس السابق جو بايدن، طالبت قوة الفضاء الأميركية بزيادة القدرات الهجومية في الفضاء الخارجي بسبب التهديدات الفضائية من روسيا والصين. وعندما أعلن ترمب خطة "القبة الذهبية" في يناير (كانون الثاني) الماضي، كان ذلك تحولاً واضحاً في الاستراتيجية عبر التركيز على خطوة جريئة نحو الفضاء بتكنولوجيا باهظة الثمن وغير مجربة من قبل، وقد تمثل كنزاً مالياً لشركات الصناعات الدفاعية الأميركية. وتتمثل الفكرة في إطلاق صواريخ من الفضاء عبر أقمار اصطناعية لاعتراض الصواريخ التقليدية والنووية المنطلقة من الأرض. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ردود فعل الصين وروسيا قالت فيكتوريا سامسون، مديرة أمن واستقرار الفضاء في مؤسسة "سيكيور وورلد فاونديشن" للأبحاث في واشنطن، في إشارة إلى نشر الصواريخ في الفضاء، "هذا أمر لا تحمد عقباه، لم نفكر حقاً في التداعيات طويلة الأمد لذلك". وقالت سامسون وخبراء آخرون إن "القبة الذهبية" قد تدفع دولاً أخرى إلى نشر أنظمة مماثلة في الفضاء أو إنتاج أسلحة أكثر تطوراً لتجنب الدرع الصاروخي، مما سيؤدي إلى تصعيد سباق التسلح في الفضاء، ولم يرد "البنتاغون" على طلب للتعليق بعد. وتباينت ردود فعل روسيا والصين، إذ عبر متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن "قلقه البالغ" إزاء المشروع، وحث واشنطن على التخلي عنه، مضيفاً أنه يشكل "تداعيات خطرة للغاية"، ويزيد من أخطار عسكرة الفضاء الخارجي وسباق التسلح. وقال متحدث باسم الكرملين إن "القبة الذهبية" قد تجبر موسكو وواشنطن على إجراء محادثات حول الحد من الأسلحة النووية في المستقبل المنظور. وتعد الخطة إحياء لجهود بدأت في حقبة الحرب الباردة من جانب مبادرة الدفاع الاستراتيجي للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، والمعروفة باسم "حرب النجوم". وكانت هذه المبادرة تهدف إلى نشر مجموعة من الصواريخ وأسلحة الليزر القوية في مدار أرضي منخفض بإمكانها اعتراض أي صاروخ نووي باليستي يطلق من أي مكان على الأرض، سواء بعد لحظات من إطلاقه أو في مرحلة الانطلاق السريع في الفضاء. لكن الفكرة لم تنفذ بسبب العقبات التكنولوجية في الأساس، إضافة إلى الكلفة العالية والمخاوف من احتمال انتهاكها معاهدة الحد من الصواريخ الباليستية التي جرى التخلي عنها لاحقاً. "نحن مستعدون" لـ"القبة الذهبية" حلفاء أقوياء أصحاب نفوذ في مجتمع التعاقدات الدفاعية ومجال تكنولوجيا الدفاع الآخذ في النمو، واستعد كثير منهم لخطوة ترمب الكبيرة في مجال الأسلحة الفضائية. وفي السياق، قال كين بيدينغفيلد، المدير المالي لشركة "إل 3 هاريس" في مقابلة مع "رويترز" في أبريل (نيسان) الماضي، "كنا نعلم أن هذا اليوم سيأتي على الأرجح. كما تعلمون، نحن مستعدون له". وأضاف "بدأت 'إل 3 هاريس' في وقت مبكر بناء شبكة الاستشعار التي ستصبح شبكة الاستشعار الأساسية لبنية القبة الذهبية". وذكرت "رويترز" الشهر الماضي أن شركة "سبيس إكس" للصواريخ والأقمار الاصطناعية التابعة لإيلون ماسك حليف ترمب، برزت كشركة رائدة في مجال الصواريخ والأقمار الاصطناعية إلى جانب شركة البرمجيات "بالانتير" وشركة "أندوريل" لصناعة الطائرات المسيرة لبناء المكونات الرئيسة للنظام. ومن المتوقع أن تصنع عدد من الأنظمة الأولية من خطوط إنتاج قائمة، وذكر الحاضرون في المؤتمر الصحافي الذي انعقد في البيت الأبيض مع ترمب الثلاثاء، أسماء شركات "إل 3 هاريس" و"لوكهيد مارتن" و"آر تي إكس"، كمتعاقدين محتملين للمشروع الضخم. لكن تمويل "القبة الذهبية" لا يزال غير مؤكد، إذ اقترح مشرعون من الحزب الجمهوري استثماراً مبدئياً بقيمة 25 مليار دولار، في إطار حزمة دفاعية أوسع بقيمة 150 مليار دولار، لكن هذا التمويل يرتبط بمشروع قانون مثير للجدل يواجه عقبات كبيرة في الكونغرس.


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
مخاوف مالية أميركية تصعد بالذهب صوب أفضل أداء أسبوعي في شهر
يتجه الذهب اليوم الجمعة لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، إذ أدى تراجع الدولار وتزايد المخاوف إزاء أوضاع المالية العامة في أكبر اقتصاد في العالم إلى دعم الإقبال على الملاذ الآمن. وصعد الذهب في التعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 3299.79 دولار للأونصة، وارتفع المعدن النفيس بنحو ثلاثة في المئة منذ بداية الأسبوع حتى الآن ويتجه إلى تحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ أوائل أبريل (نيسان) الماضي، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة أيضاً إلى 3299.60 دولار. وهبط الدولار بأكثر من واحد في المئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه إلى تسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ السابع من أبريل الماضي، مما يجعل الذهب المسعر به أرخص لحائزي العملات الأخرى. ووافق مجلس النواب الأميركي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق أمس الخميس، بما يضمن تنفيذ معظم أجندة الرئيس دونالد ترمب ويضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الحكومي، وينتقل مشروع القانون بهذا إلى مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون بهامش 53 إلى 47 مقعداً. وفي غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية عن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في أعقاب تقرير لشبكة "سي أن أن" أفاد بأن إسرائيل تستعد لشن ضربات على إيران. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 33.07 دولار للأونصة، وصعد البلاتين 0.1 في المئة إلى 1082.47 دولار، ونزل البلاديوم 0.3 في المئة إلى 1012 دولاراً. انخفاض الدولار تراجع الدولار اليوم ويتجه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي مقابل اليورو والين، بعدما أدت مخاوف في شأن تدهور وضع المالية العامة الأميركية إلى لجوء المستثمرين للملاذات الآمنة. وبعد أن خفضت وكالة "موديز" الأسبوع الماضي تصنيفها للديون الأميركية، انصب اهتمام المستثمرين هذا الأسبوع على مشروع قانون الضرائب الذي قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقد يضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الحكومي. ويتجه مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى من بينها الين واليورو للانخفاض 1.1 في المئة هذا الأسبوع، إلا أنه لم يشهد تغيراً يذكر عند 99.829 في التعاملات الآسيوية المبكرة. وصعد اليورو 0.21 في المئة إلى 1.1303 دولار في التعاملات المبكرة ويمضي لمكاسب بواقع 1.2 في المئة خلال الأسبوع. واستقر الين عند 143.84 للدولار، ويتجه هو الآخر للارتفاع 1.2 في المئة خلال الأسبوع، وذلك بعد بيانات أظهرت ارتفاع التضخم الأساس في اليابان في أبريل الماضي بأسرع وتيرة سنوية منذ أكثر من عامين، مما يزيد من احتمالات رفع الفائدة مرة أخرى قبل نهاية العام. وزاد الفرنك السويسري قليلاً إلى 0.8272 للدولار، وفي طريقه للصعود 1.2 في المئة خلال هذا الأسبوع بعد أسبوعين من الخسائر. ويتجه الدولار الأسترالي لإنهاء الأسبوع والشهر على استقرار واسع النطاق مقابل الدولار، ووصل في أحدث التداولات إلى 0.6422 دولار. وارتفع الدولار النيوزيلندي 0.2 في المئة عند 0.59095 دولار ويتجه إلى تسجيل ارتفاع ضعيف خلال الأسبوع. صعود السوق اليابانية ارتفع المؤشر الياباني "نيكاي" اليوم وسط انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية وضعف الين، إلا أن المؤشر يتجه إلى إنهاء سلسلة مكاسب استمرت أربعة أسابيع. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وصعد "نيكاي" 0.8 في المئة إلى 37280.84 بحلول فترة استراحة منتصف النهار، لكنه خسر 1.25 في المئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن. وزاد المؤشر الأوسع نطاقاً "توبكس" 0.81 في المئة إلى 2739.13، لكنه يتجه إلى إنهاء الأسبوع على تراجع 0.85 في المئة. وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية الليلة الماضية بعدما اجتذبت عمليات البيع في الآونة الأخيرة بعض المشترين الذين يتطلعون إلى اغتنام فرصة المستويات الأكثر جاذبية، ووصلت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاماً إلى أعلى مستوى لها في 19 شهراً في وقت سابق من الجلسة. التضخم في اليابان أظهرت بيانات اليوم أن التضخم الأساس في اليابان سجل 3.5 في المئة في أبريل الماضي في أسرع وتيرة على أساس سنوي منذ أكثر من عامين، مما يضغط على البنك المركزي لمواصلة رفع أسعار الفائدة. وتسلط البيانات الضوء على معضلة بنك اليابان لتحقيق توازن بين ضغوط الأسعار الناجمة عن التضخم المستمر في أسعار المواد الغذائية والرياح المعاكسة التي تضغط على النمو إثر الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وسجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساس، الذي يشمل أسعار النفط لكنه يستثني أسعار المواد الغذائية الطازجة، ارتفاعاً بلغ 3.5 في المئة في أبريل على أساس سنوي متجاوزاً توقعات السوق بزيادة 3.4 في المئة وبعد زيادة 3.2 في المئة في مارس (آذار). وكانت هذه أسرع وتيرة زيادة سنوية للمؤشر منذ ارتفاعه 4.2 في المئة في يناير (كانون الثاني) 2023، وليظل فوق المستوى المستهدف من البنك المركزي عند اثنين في المئة أكثر من ثلاثة أعوام. وأنهى بنك اليابان المركزي العام الماضي برنامجاً تحفيزياً ضخماً استمر عقداً ورفع في يناير الماضي أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.5 في المئة استناداً لتوقعات بأن البلاد تقترب من الوصول بالتضخم للمستهدف بصورة مستدامة. وعلى رغم أن البنك المركزي أبدى استعداده لرفع الفائدة مرة أخرى، فإن التداعيات الاقتصادية لرسوم ترمب الجمركية عقدت القرارات المتعلقة بتوقيت الزيادة التالية في أسعار الفائدة.