
العقوبات على نفط سوريا.. شلل الموارد ومتاهات التفاوض
للنظام السوري السابق سجل طويل مع العقوبات الدولية، إذ أصبح منذ عام 1979 ضيفاً دائماً على قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول الداعمة للإرهاب، عقب تدخله المباشر في لبنان. ومنذ ذلك الحين، تتابعت العقوبات عليه، لتبلغ ذروتها خلال سنوات الثورة السورية، حتى الآن.يُعد ملف رفع العقوبات الدولية عن سوريا من القضايا الملحّة، نظراً لتأثيره المباشر على الاحتياجات الأساسية للمواطن السوري. كما يتصدر هذا الملف أجندة الإدارة السورية الجديدة، التي تسعى لتأمين موارد لخزينة الدولة الخاوية، ويُشكّل القطاع النفطي أحد أهم روافدها.
اليوم، ومع تغير المعادلات السياسية، يطفو على السطح سؤال جوهري: أما آن الأوان لإعادة النظر في هذه العقوبات؟ وما الذي يعنيه ذلك لمستقبل سوريا، خاصة في قطاع النفط، أحد أكثر القطاعات تضرراً؟ما هي العقوبات الدولية التي تستهدف قطاع النفط السوري؟ نظراً للأهمية الاستراتيجية للقطاع النفطي، كان من أوائل القطاعات المستهدفة بالعقوبات الدولية، سواء على مستوى الأفراد أو الكيانات. ومن أبرز هذه العقوبات:الأمر التنفيذي الأميركي رقم 13582 (أغسطس 2011): فرض حظراً شاملاً على تصدير الخدمات والتكنولوجيا والمعدات والاستثمارات الجديدة في قطاع النفط السوري.'قانون قيصر' لحماية المدنيين (ديسمبر 2019): فرض عقوبات ثانوية على الأفراد والكيانات التي تدعم الحكومة السورية، بما في ذلك الجهات العاملة في قطاع النفط.لائحة مجلس الاتحاد الأوروبي رقم 36 (يناير 2012): شملت حظر استيراد النفط السوري ومنتجاته، بالإضافة إلى تجميد أصول الأفراد والكيانات المرتبطة به.قرار المجلس الأوروبي رقم 878 (ديسمبر 2011): فرض حظراً على تصدير النفط الخام ومنتجات البترول من سوريا، إلى جانب قيود على الاستثمار في القطاع. العقوبات الأميركية أكثر صرامةوتمنع وصول أي منتج أو خدمة تقريباً إلى سوريارياض النزالما هي آثار العقوبات الدولية على قطاع النفط السوري؟ أحد أبرز المؤشرات على تأثير العقوبات في الاقتصاد السوري هو الانهيار الحاد لقيمة الليرة السورية، التي فقدت 94% من قيمتها مقارنة بما كانت عليه قبل عام 2011. أما في قطاع النفط، فقدرت الخسائر بنحو 86 مليار دولار، بينما انخفض إنتاج النفط الخام من 385 ألف برميل يومياً عام 2010 الذي كان يلبي معظم احتياجات البلاد ويدعم خزينة الدولة بالعملات الأجنبية إلى أقل من 30 ألف برميل يومياً عام 2023.أدت العقوبات الدولية إلى شلل شامل في قطاع النفط، بدءاً من عمليات الاستكشاف والإنتاج والتطوير، وصولاً إلى التكرير والتوزيع. وأصبحت سوريا، حتى قبل سقوط نظام بشار الأسد، تعتمد بشكل كامل على الخام الإيراني. كما توقفت عمليات الاستكشاف، باستثناء بعض المحاولات غير المثمرة من الشركات الروسية والإيرانية.أهم الكيانات النفطية المتضررة من العقوبات:المؤسسة العامة لتكرير النفط وتوزيع المشتقات النفطية (PERD)، ويتبع لها: مصفاة حمص، ومصفاة بانياس (BRS)، وشركة المحروقات (التي توزع المشتقات النفطية بأنواعها المختلفة إلى القطاعات المستهلكة).المؤسسة العامة للنفط، ويتبع لها: الشركة السورية للنفط، والشركة السورية للغاز، ومركز الغاز الأوروبي العربي المشرقي، والشركة السورية لنقل النفط.الشركات الخدمية المشتركة مع شركات 'عقود الخدمة' الأجنبية: شركة الفرات، وشركة دير الزور، وشركة كوكب، وشركة حيان، وشركة دجلة، وشركة الرشيد، وشركة عودة، وشركة البوكمال، وشركة إيبلا.الشركات الاستكشافية، التي علقت عملياتها في سوريا: 'شل'، و'بتروكندا'، و'موريل'، و'بروم' الفرنسية، و'لون إنرجي' الكندية، و'إينا' الكرواتية، و'تات نفت' الروسية، و'آي بي آر' الأميركية، وشركة 'غلف ساندز' البريطانية.هل يمكن تجاوز منظومة العقوبات الدولية؟ تُشكّل منظومة العقوبات الاقتصادية على سوريا شبكة محكمة تهدف إلى تقييد الاقتصاد، مما جعل من الصعب تجاوزها حتى في الحالات الاستثنائية. ورغم المحاولات، لم تتمكن المنظمات الإنسانية من تنفيذ مشاريعها وخدماتها المحدودة داخل الأراضي السورية، سواء في المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة أو النظام، حيث واجهت تعقيدات بيروقراطية مستمرة.العقوبات الأوروبية: تعقيدات بيروقراطية تقيد العمل الإنساني يرجع تعثر الجهود الإنسانية في بعض الحالات إلى اختلاف معايير الموافقة بين دول الاتحاد الأوروبي، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى رفض الطلبات دون إبداء أسباب واضحة. هذا يجعل إمكانية الاعتراض واستكمال الشروط المطلوبة شبه مستحيلة، مما يعيق تنفيذ المشاريع الإنسانية حتى في أشد الأزمات، مثل جائحة كورونا.العقوبات الأميركية: عائق لوجستي شامل تُعتبر العقوبات الأميركية أكثر صرامة، حيث يُشكل معيار 'الاستخدام المزدوج' الذي يشمل المنتجات والخدمات القابلة للاستخدام المدني والعسكري عائقاً فضفاضاً يمنع وصول أي منتج أو خدمة تقريباً إلى سوريا. كما تفرض قيوداً لوجستية صارمة تجعل تنفيذ المشاريع شبه مستحيل، حيث لا يتمكن العاملون حتى من استخدام وسائل النقل والطيران، أو شبكات الاتصالات المحلية، أو إجراء أي تعاملات مصرفية.أدت العقوبات الدولية إلى شلل شامل في قطاع النفط…..لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر 'إقرأ على الموقع الرسمي' أدناه

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 8 دقائق
- مصرس
النفط يسجل خسارة أسبوعية وسط ضغوط محتملة من زيادة إنتاج «أوبك+»
ارتفعت أسعار النفط في جلسة الجمعة قبل عطلة يوم الذكرى التي تستمر 3 أيام وسط قلق المستثمرين حيال أحدث جولة من المحادثات النووية بين أمريكا وإيران، إلا أن الخام سجل خسارة أسبوعية لأول مرة منذ 3 أسابيع بضغط زيادة الإمدادات المتوقع من مجموعة "أوبك +" وتأثير الرسوم الجمركية الأميركية حسبما ذكر موقع قناة العربية. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتًا أو 0.54% لتصل عند التسوية إلى 64.78 دولار للبرميل، فيما هبطت 0.9% خلال الأسبوع.وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 33 سنتًا أو 0.54% إلى 61.53 دولار، في حين انخفضت 0.7% خلال الأسبوع.وقال فيل فلين كبير المحللين في مجموعة برايس فيوتشرز "أعتقد أن هناك بعض عمليات تغطية المراكز المكشوفة مع بداية عطلة نهاية الأسبوع"، وفق "رويترز".وينطلق مع عطلة يوم الذكرى موسم القيادة الصيفي في أميركا، وهي الفترة التي تشهد أعلى طلب على وقود السيارات.واجتمع المفاوضون الأميركيون والإيرانيون في روما أمس الجمعة في جولة أخرى من المحادثات تهدف إلى كبح جماح البرنامج النووي لطهران.وقال فلين إن المتعاملين يخشون اضطراب إمدادات النفط الخام في حال فشلت المحادثات في التوصل إلى اتفاق.وأضاف "المحادثات لا تبدو جيدة... إذا كانت هذه أحدث جولة محادثات ولم يتم التوصل إلى اتفاق، فقد يُعطي ذلك الضوء الأخضر للإسرائيليين لمهاجمة إيران".وقال ترامب إنه يوصي بفرض رسوم جمركية مباشرة تبلغ 50% على البضائع الواردة من الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من أول يونيو، مضيفًا أن التعامل مع التكتل في الأمور التجارية أمر صعب.اقرأ أيضا |تراجع أسعار النفط وسط مخاوف ضعف الطلب جراء الحرب التجارية


النبأ
منذ 8 دقائق
- النبأ
الأكاديمية العربية تستضيف اجتماع اللجنة الإستثمارية للمستثمرين الملائكيين بالشرق الأوسط وإفريقيا
استضاف مركز ريادة الأعمال بالأكاديمية العربية يالتعاون مع لجنة الإستثمار الخامسة من الإستثمارين الملائكيين COREangels الشرق الأوسط وإفريقيا، " اجتماع اللجنة الإستثمارية للمستثمرين الملائكيين بالشرق الأوسط وإفريقيا " وذلك بفرع الأكاديمية العربية بالقرية الذكية. وتعتبر اللجنة أمسية حصرية مصممة لربط المؤسسين أصحاب الرؤى مع المستثمرين المؤثرين في مجال ريادة الأعمال وتهدف إلى توفير منصة للشركات الناشئة ذات الإمكانات العالية لتقديم عروض مباشرة إلى المستثمرين COREangels الشرق الأوسط وإفريقيا وكذلك تعزيز القيادة الفكرية من خلال حلقات النقاش التي يقودها الخبراء بالاضافة إلى تعزيز منظومة COREangels الشرق الأوسط وإفريقيا من خلال التواصل الهادف وتوليد محتوى إعلامي احترافي لتوسيع نطاق الرؤية والمشاركة. شهد الاجتماع حضور الدكتور اسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري،وروي فالكو، رئيس شبكة COREangels International،والمهندسة مها مندور؛ رئيسة مجلس إدارة PTS Holdings والمؤسسة الشريكة لصندوق 'COREangels MEA'، والدكتور وائل الدسوقى مدير مركز ريادة الأعمال بالإضافة إلى مشاركة مستثمرين من مصر، والبرتغال، والسعودية، والإمارات، ونيجيريا، وجنوب إفريقيا، إلى جانب أصحاب الشركات الناشئة الواعدة startups في المنطقة وأعضاء اللجنة من ذوي الخبرة وأعضاء مجتمع COREangels MEA. وفى كلمته،عبر روي فالكو عن أهمية ربط ابتكارات المنطقة برأس المال العالمي قائلًا: "COREangels MEA ليست مجرد صندوق، بل جسر موثوق وآمن لربط الابتكار الإقليمي بفرص استثمار عالمية ذكية ومستدامة"، مشيرًا إلى أن اختيار مصر مقرًا للمجموعة الخامسة جاء نظرًا لمكانتها الإقليمية كمركز للابتكار وريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. و أعرب الدكتور إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية،عن سعادته بإستضافة هذا التجمع العالمي الهام، مشيرًا إلى أن استضافة الأكاديمية لهذا الحدث تأتي في إطار الدور الرائد الذي تقوم به الأكاديمية لدعم الشباب في مصر والعالم العربي، من خلال دعم الإبتكار وريادة الأعمال ومنظومة الشركات الناشئة، وتعزيزًا للدور الرائد الذي تقوم به الدولة المصرية في هذا المجال وأشار عبدالغفار، إلى أن الأكاديمية تقدم من خلال مركز ريادة الأعمال والابتكار خدمات تعليمية وفنية متكاملة لنشر ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال، وتشجيع الطلاب على الاستثمار في الأفكار وتحويل ابتكاراتهم لشركات ناشئة تدعم الاقتصاد المحلي وتوفر فرص العمل. من جانبها قالت المهندسة مها مندور؛ رئيسة مجلس إدارة PTS Holdings والمؤسسة الشريكة لصندوق 'COREangels MEA' أن حجم صندوقً الاستثمار الملائكي الذي تم تدشينه تبلغ قيمته 10 ملايين دولار أمريكي، وعضوًا في شبكة COREangels International العالمية،مشيره إلي أن الصندوق يركّز على دعم الشركات التقنية الناشئة المتماشية مع أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، من خلال نموذج هجين يجمع بين شبكة عالمية من المستثمرين، وخبرة محلية، واستوديو ابتكار يقدّم خدمات التطوير التشغيلي. وشهدت الفاعلية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأكاديمية وPTS Holdings لدعم التحول المؤسسي من خلال استوديو الابتكار 'Kemtix Ventures'، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون بين الجانبين لتعزيز الجهود من أجل دعم المبتكرين الشباب خاصة في المراحل الأولي من رحلتهم مع ريادة الأعمال.


بلدنا اليوم
منذ 23 دقائق
- بلدنا اليوم
الذهب العالمي يعوض خسائره ويرتفع 4.5% خلال تعاملات الأسبوع الماضي
يتابع موقع بلدنا اليوم نشر أحدث أسعار الذهب في السوق العالمي والمحلي على مدار اليوم، ورصد أي متغيرات يشهدها سوق الذهب، نتيجة الأحداث السياسية والقرارات الاقتصادية العالمية. وفي هذا التقرير نستعرض أحدث أسعار الذهب في السوق العالمي خلال تعاملات الأسبوع الماضي. نجح الذهب العالمي في مواصلة الارتفاع خلال الأسبوع الماضي، ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين، ويعوض كل الخسائر التي تكبدها خلال تعاملات الأسبوع السابق، وذلك مع إقبال المستثمرين على الملاذ الآمن وسط تجدد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية وضعف الدولار. وارتفع سعر أونصة الذهب العالمي، خلال الأسبوع الماضي بنسبة 4.8%، ليسجل اعلى مستوى عند 3366 دولار للأونصة، وذلك بعد أن افتتح تعاملات الأسبوع عند 3215 دولار للأونصة ليختم تعاملات الأسبوع عند المستوى 3358 دولار للأونصة. وارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تعاملات أمس الجمعة بنسبة 1.9% ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين، وذلك بعد أن وجد دعم كبير من تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب بعد أن أوصى بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، اعتبارًا من 1 يونيو. وبالنسبة لسعر الذهب في السوق المصري، فقد ارتفع خلال تعاملات الاسبوع الماضي لعيار 21 الأكثر إقبالا بالسوق المصري بنسبة 3.85% وبمقدار 175 جنيه، ليغلق تعاملات الأسبوع عند 4715 جنيه للجرام، وذلك بعد أن افتتح تعاملات الأسبوع عند المستوى 4540 جنيه للجرام مسجلاً أعلى مستوى عند 4720 جنيه للجرام.