
هل تنزلق بريطانيا إلى المواجهة مع إيران؟
لندن- في الوقت الذي تنعطف فيه الحرب بين إيران وإسرائيل لمستويات غير مسبوقة، يراقب البريطانيون عن كثب تطورات تلك المواجهة من دون امتلاك الجرأة على حسم الموقف من حجم التأييد لإسرائيل أو درجة العداوة مع إيران.
وتواترت تصريحات المسؤولين في حكومة حزب العمال البريطانية منذ بداية التصعيد في المنطقة، التي لم تستبعد -وإن بحذر- الانخراط في تقديم الدعم لإسرائيل، في حين انضمت لدعوات التهدئة وجهود البحث عن قنوات للوساطة.
ترقب للقرار الأميركي
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في وقت سابق إن المملكة المتحدة تعزز قواتها في الشرق الأوسط، من دون أن ينفي احتمال انخراطها في تقديم الدعم لإسرائيل عند الحاجة وحين يقتضي ضمان أمن حلفائه ذلك.
وبينما كانت مزيد من طائرات التايفون البريطانية وأخرى تشق طريقها إلى المنطقة، كان ستارمر إلى جانب القادة الأوروبيين في اجتماع مجموعة السبع بكندا يحاولون بيأس إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتوقيع على مسودة بيان يدعو لخفض التصعيد.
ورغم محاولات بريطانية وألمانية وفرنسية لفتح قنوات اتصال مع إيران بوساطات خليجية، فإن ترامب أصر على مغادر القمة، داعيا في المقابل سكان العاصمة طهران لإخلائها، في حين كانت تعزيزات عسكرية أميركية أخرى أيضا في طريقها إلى شرق المتوسط.
هذا الموقف الأميركي من الحرب هو ما كان رئيس الوزراء البريطاني ستارمر يوحي بأن بلاده تعتزم مراقبته عن كثب والتصرف بناء على التطورات التي ستترتب عليه.
وبلهجة ستارمر الملتبسة نفسها، أكدت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز أن ضخ مزيد من العتاد العسكري للشرق الأوسط إجراءٌ احترازي لطمأنة الحلفاء في ظل ارتفاع منسوب التهديد، في حين أصرت أن الخطوات المقبلة التي ستتخذها حكومتها مرهونة بحالة الطوارئ والتغيرات على الأرض.
واختارت بريطانيا التدخل عام 2024 لصد هجمات إيرانية على أهداف إسرائيلية، بينما تعد القاعدة العسكرية البريطانية في قبرص نقطة ارتكاز أساسية لدعم سلاح الجو الإسرائيلي، حيث توفر الطائرات البريطانية طلعات للمراقبة ومركزا حيويا لجمع المعلومات الاستخباراتية والتنسيق.
الاصطفاف البريطاني
ويرى شاشانك جوشي محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة إيكونوميست، في حديث للجزيرة نت، أن السياق الحالي الذي تخوض فيه إسرائيل مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات مع إيران، يختلف عن الوضع الذي شجع بريطانيا العام الماضي نحو صد الصواريخ الإيرانية ضد إسرائيل.
ويضيف الخبير العسكري البريطاني أن هدف المواجهة الجارية نسف المشروع النووي الإيراني أو تغيير نظام الحكم في طهران، مما يدفع بريطانيا لعدم إبداء حماسة واضحة وتردد أكبر في التدخل لتوفير الدعم لإسرائيل، في الوقت الذي كانت ترى فيه أن دفاعها عن إسرائيل العام الماضي بعد اغتيال قادة من حماس في طهران له ما يبرره.
في المقابل، يشير جيلبرت الأشقر، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن، أن العلاقات الخاصة التي تربط بريطانيا بالولايات المتحدة ستدفعها للالتحاق بأي مواجهة إذا قرر الحليف الأميركي ذلك.
ويضيف الأشقر، في حديث للجزيرة نت، أن الاصطفاف البريطاني في هذه المواجهة إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمكن حجبه من قبل الحكومة البريطانية بعبارات مترددة أو التستر عليه بدعوات خفض التصعيد.
دعم مثير للجدل
وكان الدعم البريطاني لإسرائيل مثار انقسام حاد في صفوف النخبة والرأي العام البريطاني منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة ، حيث يطالب نواب برلمانيون ومنظمات حقوقية حكومتهم بوقف إمداد إسرائيل بالأسلحة.
ومع وصول حزب العمال للسلطة الصيف الماضي، قرر فرض حظر جزئي على تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل، في وقت تواصل فيه بريطانيا توريد 15% من قطع الغيار لتصنيع طائرات " إف-35" التي تعتمد عليها ترسانة سلاح الجو الإسرائيلي للحفاظ على تفوق قدرته على الردع في المنطقة.
واتهم تحالف "أوقفوا الحرب" البريطاني -في بيان- رئيس الوزراء ستارمر ومعه الحكومات الغربية بالسماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- بالإفلات من العقاب، مما جعل الطريق سالكة أمامه لفتح جبهة مواجهة أخطر على استقرار الشرق الأوسط.
ويعتبر الصحفي جوشي أن الانخراط في توفير الدعم الجوي العسكري المباشر لإسرائيل يتجاوز إرسال تعزيزات عسكرية لحماية القواعد البريطانية، وهو ما يعني أن الحرب على إيران انتقلت حينها إلى مستوى آخر اتُخذ على إثره قرار بريطاني بالانضمام للمواجهة.
وفي الأثناء، يحاول البريطانيون تدبير علاقاتهم الصعبة مع كل من الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية اليمينية، إذ كشف ستارمر عن أنه بعد بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران أجرى أول اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي دار في أجواء "بناءة للغاية"، على حد قوله.
في حين صرحت السفيرة الإسرائيلية في بريطانيا تسيبي حوتوفيلي بأن حكومتها لم تناقش مع حكومة حزب العمال البريطانية الهجوم على إيران، ولم تنسق كل من تل أبيب وواشنطن مع لندن قبل اتخاذ القرار ببدء الهجوم على طهران.
وتحاول بريطانيا بحذر إدارة علاقتها بالرئيس الأميركي الذي لا يبدو معنيا منذ عودته للبيت الأبيض بتعزيز التحالف مع الدول الغربية، في حين يصر رئيس الوزراء البريطاني على أن تحركات بلاده المقبلة في الشرق الأوسط ستكون محكومة بالدفاع عن مصالح الحلفاء والتشاور معهم.
وتوترت العلاقات بين حكومة البريطانية والحكومة الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية، بعد انضمام بريطانيا إلى حملة غربية للضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، إذ هاجم نتنياهو بريطانيا وفرنسا وكندا بعد فرضها عقوبات على إسرائيل بسبب استمرارها في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
غياب الرؤية
وترى صحيفة إندبندنت البريطانية أن إسرائيل لم تعد مجرد حليف تاريخي لبريطانيا، ولكنها قد تتحول إلى عبء إستراتيجي عليها إذا انخرطت إلى جانبها في الحرب ضد إيران.
وتحذر الصحيفة -في مقال لمحررها لشؤون الدبلوماسية سام كيلي- من أن الاصطفاف إلى جانب إسرائيل في الحرب سيكون مكلفا لبريطانيا، في الوقت الذي يمكن أن تلعب فيه أدوارا أخرى كالاستمرار في تأمين طرق الملاحة في البحر الأحمر رغم ما تنطوي عليه هذه المهمة من مواجهة مباشرة مع الحوثيين.
في المقابل، يرى جوليان بارنز داسي، مدير برنامج الشرق الأوسط في المركز الأوروبي للسياسات الخارجية، أن تقديم الدعم لإسرائيل سواء كان عبر الانخراط في عمليات ردع أو إمدادات أسلحة، سيكون ذا رمزية ولن يؤثر تأثيرا كبيرا على مواردها من العتاد العسكري، لكنه سيمنح إسرائيل غطاء إضافيا لمواصلة المقامرة بأمن المنطقة والتأثير على المصالح الإستراتيجية البريطانية والأوروبية.
ويشير داسي -في حديث للجزيرة نت- إلى غياب رؤية أوروبية واضحة تجاه التطورات في المنطقة، واستمرار الأوروبيين ومعهم البريطانيين في تبرير سعي إسرائيل الدائم لفتح جبهات للصراع ولو على حساب مصالحهم الإستراتيجية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
كاتبة بريطانية: إسرائيل دمرت سمعتها بغزة وتحاول ترميمها عبر حرب إيران
فقدت إسرائيل مصداقيتها الدولية بسبب جرائمها في غزة ، وتسعى الآن إلى استعادة تعاطف الغرب وتسويق نفسها كضحية مرة أخرى عبر التصعيد ضد إيران، وفق مقال نشرته صحيفة غارديان. وقالت كاتبة العمود بالصحيفة نسرين مالك إن الدعم الغربي لإسرائيل كان قائما على افتراض أن قادتها لا يشنّون الحروب إلا بدافع حماية المواطنين الإسرائيليين، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"خرق هذه الثقة" باستخدامه الحرب لـ"تعزيز شعبيته السياسية". وأوضحت نسرين مالك أن الضغط الشعبي المتصاعد في الغرب ضد حرب غزة كان قد بدأ يؤتي ثماره، مما دفع إسرائيل إلى فتح جبهة جديدة في محاولة لاستعادة دعم حلفائها وثقة شعوبهم بها. وذكرت الكاتبة أن الحرب الجديدة صرفت انتباه الإعلام الغربي عن المجاعة في غزة، وعن قتل إسرائيل الفلسطينيين عند مراكز المساعدات، مما أدى لتراجع الضغط الدولي على إسرائيل، ليحل محله الخطاب الفارغ المألوف منذ بدايات الحرب حول "ضبط النفس" دون أي إجراءات حقيقية. ولفت المقال إلى أن إسرائيل استندت في هجمتها الاستباقية إلى "دروس من حرب أميركا على العراق"، مؤكدة أن الهجوم على إيران كان ضروريا للتعامل مع تهديد حقيقي ومباشر. وتساءلت الكاتبة عن مدى صحة حجم التهديد النووي الإيراني الذي قدمته إسرائيل للعالم، مشيرة إلى ازدواجية معايير الغرب الذي يدين برنامج إيران النووي وانسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووي ، ويتجاهل حقيقة أن إسرائيل لم توقع حتى على المعاهدة. زعزعة استقرار المنطقة وترى الكاتبة أن الحرب على غزة فضحت وهم حيادية إسرائيل وأخلاقياتها، ولكن مع دخول إيران وحلفائها -مثل حزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين – إلى الحرب، شعرت إسرائيل بأن لديها الحرية المطلقة لفعل ما تريد دون محاسبة. وأكدت نسرين مالك أن إسرائيل تخوص حربين، إحداهما على الأرض والأخرى دعائية، بهدف تقويض شرعية إيران وتفكيك قوتها. وأضافت أن حكومة نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – زعزعت الاستقرار الإقليمي الهش في المنطقة، وفرضت واقعا جديدا لا يمكن تبريره ولا السيطرة عليه. وأشار المقال إلى أن الحرب وضعت دول الخليج في موقف حرج، إذ تربط بعض الدول علاقات براغماتية مع إيران بهدف تحقيق نوع من الاستقرار الإقليمي، بينما يوالي بعضها الآخر إسرائيل، وأصبحت هذه الدول الآن عالقة بين طرفين، ثالثهما الولايات المتحدة، مما يزيد من تعقيد السلام الإقليمي المصطنع. وخلص المقال إلى أن إسرائيل "تعامل الشرق الأوسط كملعب لتطبيق أجندتها السياسية وتجاربها الأمنية"، متجاهلة أن هذه المنطقة "ليست حديقتها الخلفية"، بل هي وطن لشعوب أخرى لها سياساتها وتاريخها وسكانها واحتياجاتها الأمنية، التي باتت -بشكل متزايد- خاضعة لدولة قررت أن مصالحها هي الوحيدة التي تهم.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
كاتب بريطاني إسرائيلي: الهدف الخفي لهجوم إسرائيل على إيران
يرى كاتب بريطاني إسرائيلي أن هجوم إسرائيل على إيران لم يكن بدافع الخوف من امتلاك طهران السلاح النووي، بل كان بدافع الرغبة في إضعاف عدوها الإقليمي الأقوى لتحقيق طموحاتها في فلسطين المحتلة بسهولة. ويقول الكاتب بن ريف المحرر الأول بمجلة 972+ اليسارية الإسرائيلية، إن إسرائيل تصف هجومها بأنه "وقائي"، رغم أن القانون الدولي لا يقر بهذا النوع من "الاستباق" ذريعةً للعدوان. وأشار الكاتب في مقال له بمجلة "ذا نيو ستيتسمان" البريطانية إلى أن هذا الهجوم أسفر عن تصعيد غير مسبوق في تبادل الضربات بين الطرفين، وأدى إلى سقوط عشرات القتلى في الجانبين، واستهدف بنى تحتية مدنية وعسكرية على حد سواء. غياب المساءلة وأضاف أن الهجوم عرقل محادثات بين إيران و الولايات المتحدة كانت تهدف إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني، وبلغ التصعيد ذروته باغتيال مفاوض إيراني بارز. ومع كل هذا، لا تواجه إسرائيل مساءلة حقيقية. وأوضح أن عدم معاقبة إسرائيل من قبل المجتمع الدولي هو سبب رئيسي في استمرارها في عملياتها العدوانية الواسعة، التي بلغت أن هاجمت ست دول خلال فترة زمنية قصيرة. وقال إن حسابات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد نجحت حتى الآن؛ إذ حظي الهجوم على إيران بدعم علني من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أشاد بالعملية ووفر لإسرائيل صواريخ متطورة قبيل الهجوم. أما في بريطانيا، فقد تبنّت حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر التهدئة ظاهريا، لكنها في الواقع حرّكت قوات نحو الشرق الأوسط وفتحت الباب أمام دعم عسكري محتمل لإسرائيل. وحذر بن ريف من أن هذا التصعيد يأتي في وقت تنفذ فيه إسرائيل عمليات عسكرية واسعة في غزة و الضفة الغربية بعيدا عن أعين الإعلام، مستفيدة من انشغال العالم بالحرب مع إيران، وهذا هو السبب الحقيقي للهجوم على إيران. فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين 2023، تجاوز عدد القتلى في غزة 55 ألفا، ويُرجَّح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير. ومع أن إسرائيل كانت تزعم أن هدفها تحرير الرهائن، إلا أنها الآن لم تعد تخفي نيتها السيطرة الكاملة على القطاع، وتدميره بالكامل. ففي الضفة الغربية، تسارعت وتيرة الاستيطان والعنف. فقد هجّرت القوات الإسرائيلية 40 ألف فلسطيني من مخيمات لاجئين، ودمرت مئات المنازل. كما أعلنت الحكومة خططًا لبناء 22 مستوطنة جديدة، وأطلقت عمليات تسجيل أراضٍ توصف بأنها تمهيد لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة. ويخلص الكاتب إلى أن إسرائيل تستغل انشغال العالم بالحرب مع إيران لتوسيع نفوذها وتنفيذ سياسات تطهير عرقي بحق الفلسطينيين. وحمّل الكاتب الحكومات الغربية، خصوصا بريطانيا والولايات المتحدة، مسؤولية تمكين إسرائيل من مواصلة هذه السياسات بالدعم العسكري والسياسي غير المشروط. ولمنع الانجرار إلى حرب إقليمية أوسع، يدعو بن ريف إلى إجراءات حازمة: وقف صادرات السلاح لإسرائيل، وتعليق اتفاقيات التجارة معها، وفرض عقوبات على القادة الإسرائيليين الضالعين في جرائم الحرب. وختم بأن هذه الإجراءات تحظى بتأييد شعبي في بريطانيا، وقد باتت ضرورية لكسر دائرة الإفلات من العقاب.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إسرائيل تسمح برحلات طيران لإعادة العالقين فقط
قالت شركة طيران العال الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إنها حصلت على إذن من الحكومة لبدء تسيير رحلات لإعادة العالقين في الخارج منذ بداية الصراع مع إيران، في إشارة إلى من أُلغيت رحلاتهم إلى إسرائيل عند إغلاق مجالها الجوي. وقالت الشركة إنها تتوقع تسيير رحلات إلى إسرائيل غدا الأربعاء من لارنكا وأثينا وروما وميلانو وباريس. وأضافت أنه لم يتم تسيير أي رحلات جوية من إسرائيل إلى دول أخرى حتى الآن منذ تعليق الرحلات الجوية. ومع تصاعد القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، أصدرت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف قرارا يقضي بمنع المواطنين الإسرائيليين من مغادرة البلاد، مع استثناء الأجانب والسياح. وحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس، تحوّلت المرافئ الإسرائيلية إلى نقاط مغادرة لرحلات بحرية خاصة تقل أفرادا وعائلات إلى قبرص، في ظل تصاعد القلق من تدهور الأوضاع الأمنية. ورغم امتناع معظم المسافرين عن التصريح علنا، أقرّ بعضهم بأنهم "هربوا من الصواريخ". وبدأت إسرائيل فجر الجمعة الماضي هجوما واسع النطاق طال خصوصا مواقع عسكرية ونووية في إيران التي ردت منذ ليل اليوم ذاته بضربات صاروخية على دولة الاحتلال، ويتبادل الجانبان القصف منذ ذلك الحين بشكل يومي. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن نحو 100 ألف إسرائيلي عالقون في الخارج منذ بداية الهجوم، من دون رؤية واضحة لموعد عودتهم أو خطة رسمية مُفعّلة لإعادتهم. وكشف تقرير صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية حجم المأزق المالي والإنساني الذي يواجه هؤلاء، وسط تخبط حكومي بشأن آليات الإخلاء، وغياب شبه تام لأي التزام بتعويضهم اقتصاديا. وقبل أيام، أعلنت متحدثة باسم مطار بن غوريون ، المطار الدولي الرئيسي في إسرائيل الواقع قرب تل أبيب، إغلاقه حتى إشعار آخر، في وقت تم فيه نقل جميع الطائرات المدنية التابعة لشركات الملاحة الإسرائيلية إلى قبرص واليونان والولايات المتحدة. وقالت المتحدثة ليزا دايفر لوكالة الصحافة الفرنسية "لا يوجد تاريخ أو يوم محدد لإعادة فتح المطار"، فيما كشفت صحيفة معاريف أن إسرائيل نقلت جميع طائراتها المدنية التابعة لشركات الملاحة الإسرائيلية إلى قبرص واليونان والولايات المتحدة.