
إن قطعتم مياه النهر فسنقطع أنفاسكم!
في تقديري أن الخطاب الناري الباكستاني تجاه الهند سيخمد قريباً بعد تدخّل وساطة لدولة من العيار الثقيل، ولا أستبعد أن تكون المملكة العربية السعودية هي صاحبة هذه المبادرة، نظراً لما تحمله من ثقل سياسي واقتصادي يجمعها مع الدولتين الجارتين وتحظى بثقتهما.
خطاب وزير السكك الحديدية الباكستاني، الذي قال فيه «إذا أوقفتم مياهنا فسنقطع أنفاسكم» يعيد إلى الذاكرة خطابات شعبوية أخرى مماثلة سمعناها من العراق أثناء أزمة سد أتاتورك أواخر الثمانينيات، ومن مصر أثناء مرحلة بناء سد النهضة الإثيوبي!
ماذا فعلت الهند حتى يوجّه هذا الخطاب؟
أقدمت على «تعليق» معاهدة مياه نهر السند، وأوقفت تدفق مياه النهر الذي يعتمد عليها أهم إقليمين في باكستان يعتاشان على الزراعة، وهما «البنجاب والسند».
وفي القانون الدولي الذي ينظم مياه الأنهار العابرة للحدود يعتبر «القطع» بمنزلة إعلان حرب، علماً بأن اتفاقية نهر السند من أقدم اتفاقيات المياه في العالم، واستطاعت هذه الاتفاقية أن تصمد أمام حربين كبيرتين وقعتا بين الهند والباكستان، وكانت خطاً أحمر لا يُمسّ، الآن فتحت ملف حرب المياه على مصراعيه.
تاريخياً، أوقفت الهند تدفق المياه عام 1948، وسرعان ما تدخلت الأمم المتحدة عبر وساطة البنك الدولي وسوّيت الأزمة لتعود المياه إلى مجاريها في نهر ينبع من «التبت» في الصين، ويتدفق عبر كل من الهند وباكستان ثم يمرّ بأفغانستان.
لم تحدث حروب حقيقية بسبب المياه في آخر خمسين سنة، لكنّ الجغرافيا تلعب دورها في هذا الملف، فالطرف الأقوى غالباً يبقى في أيدي من يتحكم بمنابع مياه النهر، كحال الهند، أو كحال تركيا مع العراق وسورية في نهر الفرات، أو كحال أثيوبيا مع السودان ومصر في ملف نهر النيل.
تابعت هذين الملفين باستمرار وكتبت عنهما عشرات المقالات والدراسات، وثاني كتاب لي كان بعنوان «حوض الفرات ومشاهد الانفجار عام 2000» في الثمانينيات، أتذكر يوم قابلت وكيل وزارة الإعلام صلاح المختار في عهد صدام حسين، والتقيت به في مكتبه ببغداد، وحصلت مشادة بيني وبينه، استدركتها في اللحظات الأخيرة عندما طلب منّي إغلاق جهاز التسجيل... قال «يابي إذا الأتراك قطعوا عنّا المياه ندك السد بصواريخ الحسين»! أجبته... ألا يعني هذا إعلان حرب! وانتهت القصة ببناء السد، بعدما قطع الأتراك المياه، ولم نسمع كلمة عن صواريخ الحسين التي تبخرت في لمح البصر!
تكررت حالة الخطابات النارية في أزمة سد النهضة الإثيوبي، فقد وصل الغضب المصري إلى حد التهديد والتلويح بخوض حرب ضد أديس أبابا، ومعروفة التصريحات والتسجيلات التي خرجت إلى العلن وعبر وسائل الإعلام... وحبس العالم أنفاسه وكثرت التحليلات حول «حروب المياه»... دارت الأيام وأكمل الإثيوبيون مشروعهم بالكامل ببناء السد وتوليد الكهرباء، من دون أن تخرج طلقة رصاص واحدة!
في الأزمات المائية التي شهدها العالم، لم تلتزم الدول المتحكمة بالمياه غالباً دول المنبع بالقانون الدولي ولا بمنظومة القوانين التي تنظم وتحدد حقوق الدول المجاورة للنهر، بل استغلت كونها صاحبة المصدر الأساسي، وراحت تتصرف كأن النهر ملكها وحدها! وهنا لا يفوتني تصريح الزعيم التركي تورغوت أوزال يوم تدشين سد أتاتورك وعبارته الشهيرة «لكم نفطكم ولنا مياهنا»!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة
منذ 7 ساعات
- الجريدة
إدانة أوروبية واسعة لاستهداف اسرائيل دبلوماسيين بالضفة
نددت دول أوروبية الخميس بواقعة إطلاق جنود إسرائيليين النار قرب وفد دبلوماسي في الضفة الغربية المحتلة، إذ استدعت إيطاليا وفرنسا سفيري إسرائيل لتوضيح ما حدث. وقال الجيش الإسرائيلي إن الوفد «انحرف عن المسار المعتمد ودخل منطقة غير مصرح له بالوجود فيها»، وإن الجنود أطلقوا «طلقات تحذيرية لإبعاد أعضائه». وأكد الجيش عدم وقوع إصابات أو أضرار. وعرض التلفزيون الإسرائيلي مقاطع ظهر فيها أشخاص يركضون نحو سيارات تحمل لوحات دبلوماسية بينما أمكن سماع دوي إطلاق نار. ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في منشور على إكس الحادث بأنه «غير مقبول»، في حين قال نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني إن سفير إسرائيل في إيطاليا سيتعين عليه تفسير تصرفاتها. واستنكرت وزارة الخارجية الألمانية ما وصفته «بإطلاق النار غير المبرر». وقالت إن الوفد المتوجه إلى مدينة جنين بالضفة الغربية مسجل رسمياً ويقوم بأنشطة دبلوماسية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. وألمانيا حليف قوي لإسرائيل. وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أنها علمت بالواقعة التي حدثت خلال زيارة لدبلوماسيين دوليين نظمتها السلطة الفلسطينية. وقالت «نحث إسرائيل بالتأكيد على التحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤولين عنها وعن أي تهديدات لحياة الدبلوماسيين». وتأتي الواقعة في ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف حربها في غزة والسماح بوصول المساعدات إلى السكان الذين يقول خبراء الأمم المتحدة إنهم على شفا المجاعة بعد حصار إسرائيلي استمر 11 أسبوعا. وطالبت كالاس أمس الثلاثاء بمراجعة اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ردا على أفعالها في غزة، وهو ما يسلط الضوء على تنامي العزلة الدولية لإسرائيل بسبب سلوكها في حرب غزة المستمرة منذ 20 شهرا. وفي أنقرة، قالت وزارة الخارجية التركية إن إطلاق النار على الدبلوماسيين، وبينهم أتراك، «دليل آخر على تجاهل إسرائيل المنهجي للقانون الدولي وحقوق الإنسان». وقالت وزارة الخارجية الإسبانية إن أحد رعاياها كان ضمن مجموعة الدبلوماسيين ولم يصب بأذى. وأضافت في بيان «نحن على اتصال بالدول المتضررة الأخرى لتنسيق الرد المشترك على الواقعة، والتي نستنكرها بشدة». وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الوفد كان «يقوم بجولة ميدانية في محيط مخيم (جنين) للاطلاع على حجم المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها المواطنون في المحافظة»، ووصفت الوزارة تصرفات الجيش الإسرائيلي بأنها انتهاك للقانون الدولي. وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أدانت فيه الواقعة مشيرة إلى أن السفير المصري في رام الله كان ضمن الوفد الدبلوماسي الزائر. ووصفت الواقعة بأنها «منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية»، وطالبت الجانب الإسرائيلي «بتقديم التوضيحات اللازمة». وقتل الجيش الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين ودمر الكثير من المنازل في الضفة الغربية منذ أن شن عملية في يناير كانون الثاني في جنين للقضاء على مسلحين.


الوطن الخليجية
منذ 9 ساعات
- الوطن الخليجية
السودان يتهم أبوظبي بتقديم الدعم لقوات الدعم السريع والوقوف وراء هجوم بورتسودان
جددت السودان اتهاماتها لأبوظبي بتقديم الدعم لقوات الدعم السريع، وقالت إنها تقف وراء هجوم بورتسودان الذي وقع بداية مايو الجاري وخلف قتلى أجانب. واتهمت السودان أبوظبي مجدداً، بـ'محاولات لإسكات صوت السودان داخل مجلس الأمن الدولي، وعرقلة دوره في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين'. وأعرب المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة السفير الحارث إدريس، عقب جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، عن 'استياء بلاده من طريقة إدارة جلسة مجلس الأمن المغلقة، التي خصصت لمناقشة الهجمات بالطائرات المسيرة على مدينة بورتسودان ومنشآت حيوية أخرى'، حسب وكالة الأنباء السودانية – 'سونا'. ووجّه إدريس، 'اتهامات مباشرة إلى الإمارات بتنفيذ الهجمات على بورتسودان عبر طائرات مسيّرة متقدمة، انطلقت من قواعد عسكرية إماراتية في البحر الأحمر، وبطلب من قوات الدعم السريع'، مؤكدًا أن 'تلك الهجمات استهدفت مطار بورتسودان والمنشآت النفطية والخدمية في المدينة'. وأوضح إدريس أن 'السودان يمتلك معلومات استخباراتية دقيقة تفيد بأن الهجوم، الذي نُفذ في 4 مايو الجاري، انطلق من قاعدة عسكرية إماراتية، باستخدام طائرات يرجح أنها من طراز 'MQ-9' أو 'MQ-9B' ومسيرات انتحارية، بدعم لوجستي من سفن بحرية إماراتية في البحر الأحمر'. وربط المندوب السوداني، التصعيد الأخير بـ'رد انتقامي على عملية نفذتها القوات المسلحة السودانية، في 3 مايو (الجاري)، بمدينة نيالا، استهدفت طائرة عسكرية إماراتية، وأسفرت عن مقتل 13 أجنبيًا، من بينهم عناصر إماراتية ومساعد طيار كيني'، على حد قوله. واعتبر أن 'تلك العملية قد تكون الدافع المباشر للهجوم على بورتسودان، في إطار نهج تصعيدي إماراتي لتعويض خسائر مليشيا الدعم السريع بعد إخفاقاتها في وسط البلاد'. وتظهر هذه التطورات تصاعدًا ملحوظا في حدة الصراع بين الطرفين، حيث يسعى كل منهما لتعزيز مواقعه العسكرية وتحقيق مكاسب استراتيجية، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني ويعرّض المدنيين لمخاطر متزايدة وسط استمرار الاشتباكات. يذكر أن مدينة أم درمان التابعة للعاصمة الخرطوم وسط البلاد، تشهد منذ أسابيع، مواجهات متقطعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في إطار الصراع المستمر بين الطرفين للسيطرة على مواقع استراتيجية بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، وسط تحذيرات من تداعيات هذه المواجهات على الأوضاع الإنسانية والأمنية في البلاد. واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين. وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.


Kuwait News Agency
منذ 12 ساعات
- Kuwait News Agency
الاتحاد الأوروبي يعلن عن مساعدات إنسانية لليمن بنحو 624ر90 مليون دولار
A+ A- انسان 21/05/2025 LOC15:07 12:07 GMT بروكسل - 21 - 5 (كونا) -- أعلنت المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء عن تخصيص مبلغ 80 مليون يورو (624ر90 مليون دولار) كمساعدات إنسانية عام 2025 لدعم الفئات الأكثر احتياجا في اليمن وذلك في إطار التزام الاتحاد الأوروبي بمساندة الشعب اليمني في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة التي تشهدها البلاد. وذكرت المفوضية في بيان لها أن التمويل الإنساني الجديد سيوجَّه لتلبية الاحتياجات الأساسية بما في ذلك توفير الغذاء والخدمات الصحية لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة سوء التغذية والأوبئة بالإضافة إلى دعم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة والتعليم وغيرها من القطاعات الحيوية. وأوضحت أن هذه المساعدات ستنفذ عبر شركاء الاتحاد الأوروبي الإنسانيين ومن بينهم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الذين يواصلون تقديم الإغاثة للفئات الأكثر تضررا من النزاع والنزوح والأزمات المناخية المتكررة. كما ستتضمن البرامج الإنسانية الممولة تقديم خدمات الحماية بما في ذلك إزالة الألغام والتوعية بمخاطرها لحماية المدنيين وتعزيز سلامتهم. وتزامن الإعلان مع انعقاد الاجتماع السابع لكبار المسؤولين المعنيين بالأوضاع الإنسانية في اليمن الذي تستضيفه العاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة مفوضة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية حاجة لحبيب إلى جانب عدد من ممثلي الدول والجهات المانحة. ولايزال اليمن يشهد أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حيث أدت عشر سنوات من الصراع والتدهور الاقتصادي والتغيرات المناخية إلى احتياج أكثر من 5ر19 مليون شخص أي ما يزيد على نصف سكان البلاد إلى مساعدات إنسانية عاجلة كما يعاني حوالي 4ر2 مليون طفل من سوء التغذية. وفي سياق متصل أشارت المفوضية إلى أن التخفيضات المفاجئة وغير المسبوقة في تمويل المساعدات الإنسانية أثرت بشكل بالغ على برامج الإغاثة في اليمن ما اضطر الوكالات الإنسانية إلى تقليص تدخلاتها المنقذة للحياة بشكل كبير. ومنذ اندلاع النزاع في عام 2015 قدم الاتحاد الأوروبي ما يقارب 6ر1 مليار يورو استجابة للأزمة اليمنية منها أكثر من مليار يورو في شكل مساعدات إنسانية ونحو نصف مليار يورو لدعم التنمية وجهود بناء السلام مما يجعل المفوضية الأوروبية أكبر جهة مانحة لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن إلى جانب مساهمات كبيرة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.(النهاية) أ ر ن / م ع ك