logo
تقارير مصرية : البابا يرسم شجرة حياة بروح الشباب فى لحظة رمزية بملتقى لوجوس بالكاتدرائية المرقسية

تقارير مصرية : البابا يرسم شجرة حياة بروح الشباب فى لحظة رمزية بملتقى لوجوس بالكاتدرائية المرقسية

الثلاثاء 29 يوليو 2025 11:50 صباحاً
نافذة على العالم - داخل إحدى قاعات ملتقى "لوجوس" العالمى، حيث تجتمع وجوه شابة من قارات شتى، كان المشهد مختلفًا، فلم يكن خطابًا رسميًا، ولا عظة تقليدية، بل كان فعلًا بسيطًا، مفعمًا بالمعنى: قداسة البابا تواضروس الثاني ينحنى قليلًا، يرسم ورقة خضراء على شجرة بيضاء، وسط ابتسامات الشباب والتفافهم حوله كأب حقيقى.
الورقة التى رسمها البابا لم تكن مجرد لون على ورق، بل كانت رسالة صامتة تقول: "أنا معكم، جزء منكم، والشجرة لا تكتمل إلا بكم". في تلك اللحظة، ذابت المسافات بين الأجيال، وسقطت الحواجز بين الرمز الدينى والمستمع، لتتجلى أبوة صادقة، اختارت أن تعبّر عن نفسها بالرسم لا بالكلمات.
الشجرة التى امتلأت بالأوراق المرسومة لم تكن لوحة فنية بقدر ما كانت مرآة تعكس شكل الكنيسة التي يحلم بها الشباب: متجددة، متنوعة، تحتضن الجميع ولا تُقصى أحدًا، وفى قلبها، يقف البابا لا كقائد فحسب، بل كجذر يغذي أغصانها بالحنان والاستماع.
وفى مشهد قد يمر سريعًا على البعض، كانت روح البابا تتحدث بلغة لا تُدرَّس في المعاهد اللاهوتية، بل تُكتسب من سنوات الأبوة والخدمة والتأمل، وهى لغة المشاركة، والبساطة، والانحناء من أجل الآخر.
هكذا رسم البابا ورقته، وهكذا تستمر الكنيسة في النمو: بورقة من قلب محب، وابتسامة صادقة، وإيمان لا يعرف الجدران، بل يعبرها ليلتقي بشباب ينتظر فقط من يقول له: "مكانك محفوظ.. فى القلب وفى الشجرة".
البابا تواضروس الثانى يشارك فى رسم شجرة
من مصنع الأدوية إلى رهبنة الدير ثم إلى كرسي مارمرقس، مضى البابا تواضروس الثاني في رحلة روحية وعلمية طويلة، بدأت قبل ٣٧ عامًا عندما ترك العالم وراءه ودخل دير الأنبا بيشوي، وهناك بدأت ملامح "عطية الله" تتضح أكثر فأكثر.
وتحل يوم الخميس المقبل الموافق 31 يوليو الجاري، ذكرى رهبنة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث ترهب باسم الراهب ثيؤدور الأنبا بيشوي في 31 يوليو 1988، بعد عامين من التحاقه بالحياة الرهبانية بدير الأنبا بيشوي في وادي النطرون في 20 أغسطس 1986، قادمًا من حياة علمية ومهنية حافلة، تاركًا منصبه كمدير لأحد مصانع الأدوية.
وُلِد البابا تواضروس – واسمه العلماني وجيه صبحي باقي سليمان – في 4 نوفمبر 1952 بمدينة المنصورة، في أسرة قبطية متدينة، وكان أبوه مهندسًا وأمه ربة منزل، وله شقيقتان. تربى في بيت يرتبط بالكنيسة، وتخرج في كلية الصيدلة عام 1975، ثم حصل على دبلومة الصيدلة الصناعية عام 1979، ودرس مراقبة الجودة في تصنيع الدواء بمستشفى تشرشل بجامعة أوكسفورد بإنجلترا عام 1985، ثم نال زمالة منظمة الصحة العالمية WHO.
لكن الشغف الأعمق كان في العلوم الروحية، فحصل على شهادة اللاهوت عام 1983 من الكلية الإكليريكية بالإسكندرية، وواصل دراسته ليكتسب خبرة في الإدارة الكنسية بمعهد هاجاي بسنغافورة عام 1999. كما منحته جامعة بني سويف الدكتوراه الفخرية عام 2015 تقديرًا لدوره في تعزيز السلم الاجتماعي.
بعد رهبنته، خدم البابا تواضروس ككاهن في إيبارشية البحيرة ومطروح، ثم سيم أسقفًا عامًا في 15 يونيو 1997، حيث خدم الشباب وكان مسؤولًا عن لجنة الطفولة بالمجمع المقدس، إلى أن جاء اختياره بطريركًا في 4 نوفمبر 2012 – مصادفةً في يوم عيد ميلاده الستين – بالقرعة الهيكلية، ليكون البطريرك رقم 118 في سلسلة بطاركة الكرازة المرقسية.
ومنذ جلوسه على الكرسي البابوي في 18 نوفمبر 2012، حمل البابا تواضروس شعارًا يتجسد في كل خطواته: «المحبة لا تسقط أبدًا» (1 كو 13: 8). وهو الشعار الذي اختاره ليكون مفتاح خدمته، مدفوعًا بإيمانٍ عميق وحكمة متزنة، جعلته حاضرًا بقوة في القضايا الوطنية والروحية، ومُرحبًا به في المحافل الدولية والكنسية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"حكايات الشجرة المغروسة" (7).. "السيدة العذراء وعلاقتها الخاصة بمصر" في اجتماع الأربعاء
"حكايات الشجرة المغروسة" (7).. "السيدة العذراء وعلاقتها الخاصة بمصر" في اجتماع الأربعاء

مصرس

timeمنذ 7 ساعات

  • مصرس

"حكايات الشجرة المغروسة" (7).. "السيدة العذراء وعلاقتها الخاصة بمصر" في اجتماع الأربعاء

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت. وصلى قداسته رفع بخور عشية بمشاركة الآباء الأساقفة، وكهنة كنائس الخليج العربي، الذين التقاهم قداسته صباح اليوم، برفقة نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات، والمشرف على كنائس الخليج.واستكمل قداسة البابا سلسلة "حكايات الشجرة المغروسة"، وتحدث اليوم عن موضوع "السيدة العذراء وعلاقتها الخاصة بمصر"، وقرأ جزءًا من الأصحاح الأول لمعلمنا لوقا والأعداد (39 - 56)، وأشار إلى المكانة العظيمة للسيدة العذراء بين الأرضيين والسمائيين، وما كُتب عنها في النبوات مثال: "مَنْ هِيَ الْمُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ كَالْقَمَرِ، طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ؟" (نش 6: 10) وأوضح أن زيارات السيدة العذراء لأرض مصر هي إحدى حكايات الشجرة المغروسة (كنيستنا).وتناول قداسته ثلاثة بيوت شهيرة دخلتها السيدة العذراء، وهي: 1- بيت زكريا الكاهن (بيت صلاة): نتيجة صلوات زكريا وأليصابات التي استمرت سنوات طويلة من أجل أن يعطيهم الله نسلًا، استجاب الله وأعطاهم يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء،"صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ" (جا 3: 11).2- بيت عرس قانا الجليل (بيت فرح وبركة): كان يُقدم مشروب العنب في الأعراس في ذلك الحين، والذي لا تزيد نسبة التخمر فيه عن 1%، وكلمة السيدة العذراء "«لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ»" (يو 2: 3)، تدل كلمة "خَمْرٌ" في الترجمة الرمزية إلى الفرح، وكأن السيدة العذراء تتكلم بلسان العهد القديم كله.3- بيت يوحنا التلميذ (بيت محبة): "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ»" (يو 19: 26، 27)، اختار السيد المسيح وهو على الصليب يوحنا التلميذ لكي يعتني بالسيدة العذراء، فأقامت في بيته بعد الصليب وحتى نياحتها.وأشار قداسة البابا إلى أن السيدة العذراء تؤازرنا في حياتنا من خلال: الصلاة، والبركة والفرح، والمحبة.وقدم قداسته علاقة السيدة العذراء بأرضنا مصر من خلال ثلاثة زيارات، هي كالتالي: 1- زيارة العائلة المقدسة مصر (في القرن الأول الميلادي):عندما هربت العائلة المقدسة من هيرودس لتحتمي في مصر، وأقامت لمدة ثلاث سنوات وستة شهور وعشرة أيام، وخط سير الرحلة يدل وكأن السيدة العذراء دخلت بيوتنا جميعًا، لذلك زيارتها تعطي انطباعًا قويًّا لنا كمصريين، وتم وضع اليوم القبطي العالمي في أول يونيو، وهو يوم دخول العائلة المقدسة مصر، لما يوجد من شواهد وأماكن كثيرة موجودة حتى اليوم تؤكد هذه الزيارة، لذلك تهتم الدولة بمسار العائلة المقدسة في مصر.2- ظهور السيدة العذراء في القرن العاشر الميلادي: "لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ" (مت 17: 20)، عندما ظهرت السيدة العذراء للأب البطريرك بعد صوم الشعب ثلاثة أيام وأرشدته إلى القديس سمعان الخراز، الذي من خلاله تم نقل جبل المقطم، وتصير قصة نقل جبل المقطم هي قصة إيمان كأحد حكايات الشجرة المغروسة.3- ظهور السيدة العذراء في القرن العشرين (في الزيتون): - تحتفل كنيسة السيدة العذراء بالزيتون هذا العام بمرور مئة عام على إنشائها.- كان ظهورها في عام 1968 في عهد البابا كيرلس السادس، بعد نكسة 1967، فكان ظهورها بمثابة نهضة روحية في هذا التوقيت. - أصدرت الكنيسة القبطية بيان رسمي بظهور السيدة العذراء، وانتشر الخبر في الصحف المصرية والعالمية. - بالإضافة إلى ظهورات فردية، مثال: كنيسة القديسة دميانة في أرض بابادبلو، وفي الوراق.وأشار قداسة البابا إلى ظهور هرطقات على مر العصور تؤثر على اسم السيدة العذراء، لذلك ثبّت البابا كيرلس عمود الدين لفظ "ثيؤطوكس" بمعنى والدة الإله.اختتم قداسة البابا بأننا مسنودين بالسيدة العذراء، ونحن كمصريين لنا محبة خاصة في قلبها، وكلنا كمسلمين ومسيحيين نجلّها، لأنها قريبة لنا كأم.وعقب العظة رحب قداسته بالآباء كهنة دول الخليج وأسرهم، مشيدًا بالتقليد السنوي لهم بعقد لقاء في مصر لهم ولأسرهم، وللخدام الذين يخدمون معهم.

البابا تواضروس في ختام ملتقى لوجوس: الشباب المشارك اكتسب خبرات حياتية كبيرة
البابا تواضروس في ختام ملتقى لوجوس: الشباب المشارك اكتسب خبرات حياتية كبيرة

بوابة الأهرام

timeمنذ 3 أيام

  • بوابة الأهرام

البابا تواضروس في ختام ملتقى لوجوس: الشباب المشارك اكتسب خبرات حياتية كبيرة

أكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن الخبرات الكبيرة التي اكتسبها الشباب المشارك في ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من حول العالم ، تعد كنزًا من الضروري أن يستثمروه في حياتهم. وشكر قداسته كل من دعم الملتقى سواء بفكر أو بخدمة أو بمال أو ترتيب، مطالبًا الشباب بعد عودتهم إلى بلادهم أن يحكوا تفاصيل ما رأوه وسمعوه وعايشوه في الملتقى لكل من يقابلونهم في البيت وفي الكنيسة وفي كافة الدوائر التي يتواجدون فيها. جاء ذلك خلال حفل ختام الملتقى الذي استمر أسبوعا في مركز لوجوس بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، بمشاركة 250 من الشباب من إيبارشيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من 44 دولة من قارات العالم الست إلى جانب فريق خدام الملتقى. حضر الحفل الختامي عدد من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة، والشخصيات العامة. تضمن الحفل الختامي فيلمًا تسجيليًّا عن فعاليات الملتقى الخامس، ثم قرأ شباب الملتقى بقيادة القمص يونان سمير قائد الملتقى «التعهد» الذي حوى إعلانهم الالتزام بكل القيم التي تعلمونها خلال الملتقى. وقد سلم قداسة البابا شهادات تذكارية للشباب المشاركين في الملتقى.

"العودة إلى الجذور".. ختام ملتقى لوجوس الخامس
"العودة إلى الجذور".. ختام ملتقى لوجوس الخامس

الدستور

timeمنذ 4 أيام

  • الدستور

"العودة إلى الجذور".. ختام ملتقى لوجوس الخامس

شهد البابا تواضروس الثاني، حفل ختام ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من حول العالم الذي استمر لمدة أسبوع في مركز لوجوس بالمقر البابوي بدير النطرون، بمشاركة ٢٥٠ من الشباب من إيبارشيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من ٤٤ دولة من قارات العالم الست إلى جانب فريق خدام الملتقى. حضر الحفل الختامي عدد من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة، والشخصيات العامة. تضمن الحفل الختامي فيلمًا تسجيليًّا عن فعاليات الملتقى الخامس، ثم قرأ شباب الملتقى بقيادة القمص يونان سمير قائد الملتقى "التعهد" الذي حوى إعلانهم الالتزام بكل القيم التي تعلموها خلال الملتقى، وبالحفاظ على إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأن يحيوا به، وأن يكونوا سفراء للكنيسة في بلادهم بالسلوك والكلام. ثم سلم البابا تواضروس الثاني شهادات تذكارية للشباب المشاركين في الملتقى، وسط حالة من التأثر بنهاية فترة الملتقى والفرحة بالأجواء التي عاشوها فيه. وتحدث ثلاثة من شباب الملتقى من أستراليا وإندونيسيا والولايات المتحدة الأمريكية عن مشاعرهم وخبراتهم الخاصة بالملتقى، وجاءت كلماتهم صادقة معبرة، مبشرة بقوة رسالة الملتقى، وتأثيرها في نفوسهم، وتأثرهم الواضح بالغنى والحياة والعراقة الكامنين في كنيستهم القبطية الأرثوذكسية، والتي تلامسوا معها خلال الملتقى، وإدراكهم لقيمة المذبح والقداس وبقية الأسرار، وروح الأبوة التي لمسوها عن قرب من البابا، كما عبر عن هذه المعاني أيضًا العديد من شباب الملتقى في لقاءات أجريت معهم وعرضت ضمن فقرات الحفل. وتتخذ ملتقيات لوجوس للشباب حول العالم، "العودة إلى الجذور" "back to the roots" شعارًا دائمًا لها، بينما يحمل الملتقى الخامس لهذا العام عنوان "connected" أي "متصلون" بغية التأكيد على أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعيش بتواصل آبائها وأبنائها، ونقل الإيمان المستقيم من جيل إلى جيل. يأتي هذا بمناسبة احتفال الكنيسة بمرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، كما يحمل العنوان "متصلون" معنى أننا متصلون ببعضنا بعضًا وبمجتمعاتنا وبكل آليات العصر، بكل انفتاح مستندين على جذور إيماننا، تطبيقًا لدعوة السيد المسيح "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ... أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ" (مت ٥: ١٣ و١٤).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store