logo
أمريكا ودعم الإرهاب.. الاعتراف سيد الأدلة!

أمريكا ودعم الإرهاب.. الاعتراف سيد الأدلة!

موقع كتابات١٦-٠٧-٢٠٢٥
قبل شهور قلائل كشفت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي جابارد، معلومات خطيرة عن دعم بلادها للجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة من اجل اسقاط بعض الأنظمة السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وقد حددت في كلامها، دعم إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما (2008-2016) لتنظيم القاعدة الإرهابي من اجل الاطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، مع إشارات واضحة الى العمل بنفس الأسلوب والسياق في دول أخرى بالمنطقة.
ورغم ان ما كشفته جابارد في حينه ربما لم يكن جديدا وغير مسبوق، الا انه يثبت ويؤكد مرة أخرى، حجم النفاق والخداع والتضليل والتناقض في عموم السياسيات والمواقف الأميركية من مجمل الوقائع والاحداث، ناهيك عن امتداد ذلك النفاق والخداع والتضليل والتناقض الى ساحات الصراع والتنافس السياسي الداخلي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على مواقع السلطة والتأثير والنفوذ.
من حيث التوقيت، تحدثت تولسي جابارد عن دعم أوباما الديمقراطي لتنظيم القاعدة بعد ان عينها دونالد ترامب الجمهوري في منصب رئاسة الاستخبارات الوطنية، وهو احد ابرز المواقع الأمنية الفيدرالية في هيكلية الإدارة الأميركية. علما انها في عهد أوباما، كانت تشغل منصب عضو في الكونجرس عن الحزب الديمقراطي، وكانت بشكل او باخر مقربة الى أوباما، واكثر من ذلك، انها ترشحت للانتخابات الرئاسية في عام 2015، الا انها خسرت في معركة التنافس داخل الحزب الديمقراطي امام جو بايدن.
وارتباطا بالتوقيت أيضا، فإن جابارد تحدثت عن دعم أوباما لتنظيم القاعدة لاسقاط الأسد، في الوقت الذي دعم ترامب جبهة النصرة، المدرجة كمنظمة إرهابية في قوائم وزارة الخارجية الأميركية، وساعدها كثيرا، حتى نجحت فيما لم ينجح به تنظيم القاعدة في عهد أوباما!.
وليست جابارد وحدها التي اماطت اللثام عن حقائق مخزية، بل سبقها في ذلك ساسة كبار، امثال وزير الخارجية الأسبق جون كيري، والسيناتور السابق ريتشارد بلاك، بل ان ترامب نفسه اتهم بشكل واضح وصريح أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلنتون في عام 2016، بتأسيس تنظيم داعش الإرهابي، الذي عاث فسادا واجراما في كل من سوريا والعراق وبلدان أخرى.
لكن علينا هنا التنبيه الى ان ترامب الذي فضح أوباما، هو ذاته الذي اشرف على خطط أميركية لاستهداف من واجه تنظيم داعش وهزمه في العراق، فضرب مقرات الحشد الشعبي، واستهداف قياداته ورموزه، جرى الكثير منها خلال الولاية الرئاسية الأولى لترامب بين عامي 2016 و2020، وابسط واقرب مثال على ذلك، اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.
ولم تقتصر عمليات استهداف الحشد الشعبي من قبل واشنطن على الجانب العسكري، بل انها امتدت الى الجوانب الإعلامية والسياسية والمالية، الهادفة بمجملها الى تفكيك هذا العنوان الكبير والمهم، اما عبر حله نهائيا او في افضل الأحوال دمج افراده في مؤسسات وزارتي الدفاع والداخلية.
وما نشهده اليوم من حملات تسقيط وشيطنة وتشويه للحشد ورموزه وقياداته من قبل وسائل اعلام، ومنصات ومنابر سياسية، محلية واجنبية، ليس سوى جزءا من خطط ومشاريع ممنهجة، لاتنفصل بأي حال من الأحوال عن خطط ومشاريع واسعة تستهدف كل قوى وتيارات محور المقاومة، في سبيل الوصول الى هدف استراتيجي يتمثل بجعل الكيان الصهيوني الطرف الأقوى والأكثر هيمنة ونفوذا في المنطقة، بعد تحييد وتحجيم اعدائه وخصومه، مثل حزب الله اللبناني، وحركات المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حماس والجهاد الاسلامي، وحركة انصار الله اليمنية، والنظام الحاكم في الجمهورية إلاسلامية الإيرانية، وسوريا، وفصائل المقاومة الإسلامية العراقية.
وهنا ينبغي الإشارة الى التحذيرات التي اطلقها مؤخرا امام جمعة النجف الاشرف، السيد صدر الدين القبانجي، عن وجود مخططات تستهدف تصفية قادة الاطار التنسيقي وتشكيل ما يسمى بحكومة انقاذ وطني في العراق.
وترى دوائر القرار الأميركية والصهيونية، انها نجحت خلال العامين المنصرمين في اضعاف مختلف اطراف محور المقاومة، لتبقى مهمة انهاء وجود الحشد، مهمة مفصلية للاقتراب من الهدف المنشود، ولعل عرقلة إقرار قانونه-أي قانون الحشد-ومن ثم خلق العراقيل المالية له، تمثل محاولات إضافية لانهاء وجوده.
واذا لم تكن مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية قد تحدثت بوضوح وصراحة عن المخططات والمشاريع الأميركية الصهيونية حيال العراق، فإن اخرين من الساسة والعسكريين والاعلاميين والباحثين الاميركان والصهاينة والغربيين، لم يخفوا في تصريحات ومقالات ودراسات وبحوث لهم، حقيقة ما يجري داخل الغرف السرية وكواليس واشنطن وتل ابيب وعواصم أخرى لقلب الموازين والمعادلات في العراق بالشكل الذي يفضي الى تقليص تأثير وحضور القوى المناهضة لمشاريع التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني، وربما يكون الاقتصاد بمعناه الواسع، احدى بوابات تحقيق اهداف واشنطن وتل ابيب المنشودة، وهذا ما يطرح هنا وهناك في مراكز التفكير الأميركية والغربية، التي يرى البعض-او الكثير منها-'ان التأكيد على التعاون في مجالي الطاقة والأمن يمكن أن يخدم بشكل مباشر أهداف الولايات المتحدة المتمثلة في مواجهة النفوذ الإيراني والصيني، وخلق فرص اقتصادية جديدة، وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وتقليص المساحات غير الخاضعة للحكم التي غالباً ما تستغلها الجهات المعادية'.
والولايات المتحدة الأميركية في حال استجابت للمطاليب والضغوط العراقية بإنهاء وجودها العسكري في البلاد، فإنها بلا شك ستكون قد فكرت وخططت بعمق للدخول من بوابات ومنافذ أخرى، منها بوابة الاقتصاد، وغيرها. ناهيك عن ابقائها ورقة 'داعش'تحت اليد، لتحركها وتلعب بها متى ما ارادت، علما ان ساسة وقادة عسكريين اميركان، اقروا قبل أعوام، 'ان التوجه العام يتمثل بتحجيم واضعاف تنظيم داعش وليس القضاء عليه نهائيا'. وكلام جابارد ورفاقها وزملائها يؤكد كل ذلك.
——————————

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جميل بايك: قضيتنا الأساسية هي حرية القائد آبو
جميل بايك: قضيتنا الأساسية هي حرية القائد آبو

حزب الإتحاد الديمقراطي

timeمنذ 20 دقائق

  • حزب الإتحاد الديمقراطي

جميل بايك: قضيتنا الأساسية هي حرية القائد آبو

قال جميل بايك: 'قضيتنا الأساسية هي تأمين ظروف العمل الحرّ للقائد آبو، علينا أن نجعل من ذلك محوراً رئيسياً في جدول أعمالنا، كما ينبغي على من هم في تركيا أن يجعلوا هذا الأمر في صلب أجنداتهم، فنحن نرى أن حرية القائد آبو تمثل حرية المجتمع الكردي'. تفاجأنا، إذ لم تكن لدينا علاقات خارجية، فتساءلنا: كيف تمكن من تطوير علاقة؟ ولكن لأن القائد طلب ذلك، وثقنا به وأرسلنا المجموعة، قلنا ربما ثمة أمور لا نعرفها، وبالفعل، القائد من خلال العلاقة التي أقامها مع تلك العائلة، تمكّن من الوصول إلى الفلسطينيين، وعندما رأى الفلسطينيون الرفاق القادمين، وجدوا أنفسهم مضطرين للقبول بهم، وهكذا تطورت علاقاتنا مع الفلسطينيين، لقد أُجبروا على ذلك، الأمر نفسه حدث في سوريا، فالقائد آبو، بهذه الطريقة أيضاً، استطاع أن يُفرض على الدولة السورية، ففي أحد الأيام، تحدثا معنا أحد مساعدي حافظ الأسد وقال: 'آبو، لقد أنشأت هذا المعسكر رغم إرادتنا، تستحق ذلك'، لماذا؟ لأن العديد منهم كانوا من الكرد، وكانوا يعملون مع الدولة السورية، لكن القائد آبو وضعهم جميعاً في خدمة الحركة، فكل ما أنجزناه، أنجزناه معهم، حيث قال لنا مساعد حافظ الأسد: 'لقد أوقعتنا في موقف حرج'، على سبيل المثال، كان لدينا مدرسة مركزية للحزب في سوريا، لم تُفتتح عبر إذن رسمي، حيث حوّلنا مزرعة إلى مدرسة حزبية، وبعدها دفعناهم إلى القبول بذلك، فهذا هو أسلوب القائد، دعيني أعطي مثالاً آخر، تسليم توره، كان رئيس اتحاد الكدح، كتب لنا رسالة قبل وفاته، قال فيها إن القائد آبو حقق إنجازات كبيرة دون أن يُسرب أي شيء لأحد، وأسلوبه لا يزعج أحداً، لكن النتائج مبهرة، وقال أيضاً: 'القائد آبو هو الوحيد القادر على تعزيز الحركة الاشتراكية في العالم، وإذا كلفتموني بمهمة في هذا الصدد، سأقوم بها'، هذا هو الأسلوب، لا يطلب شيئاً من أحد، لكنه بأسلوبه يجبر الطرف المقابل على أن يخطو الخطوات اللازمة. الأسلوب مثمر… نعم، لماذا نظر القائد آبو إلى الوضع في سوريا؟ في ذلك الوقت، حاول الإخوان المسلمون الإطاحة بسوريا بدعم من تركيا وحلف الناتو، ومن أجل النجاح في تحقيق ذلك، كانوا يسعون إلى استمالة الكرد إلى جانبهم، ولو انضم الكرد إلى صفوفهم، لسقط النظام بالتأكيد، ففي تلك الفترة أيضاً كانت هناك نية مبيتة لإسقاط النظام، ورأى القائد آبو ذلك، فماذا فعل؟ سوريا لم تكن تملك القوة الكافية للوقوف بوجه تركيا، عندها، وجّه القائد الكرد نحو شمال كردستان، وأخرج الآلاف من المقاتلين، وبأسلوبٍ لم تكن سوريا قادرة على القيام به، وقف في وجه تركيا، فسوريا كانت لديها مشاكلها مع تركيا، حيث كانت تركيا عضو في حلف الناتو، وكان السوفييت أيضاً يريدون الإطاحة بها عن طريق الإخوان المسلمين، وحال القائد آبو دون اتحاد الكرد مع الإخوان المسلمين، وأغلق الطريق أمام ذلك مع الكرد، حيث تمكن القائد من تقييم هذا الوضع بشكل جيد، واتخذ تلك الخطوات، ولهذا السبب، لم تستطع سوريا أن تقول له شيئاً، وفي نهاية المطاف، اضطرت إلى القبول به، وإلا لما كانت لتسمح للقائد بكل تلك الأنشطة، ولا كانت لتغضّ الطرف عنها. يتبع…

الأمم المتحدة تنتقد حظر "فلسطين أكشن" من قبل بريطانيا
الأمم المتحدة تنتقد حظر "فلسطين أكشن" من قبل بريطانيا

شفق نيوز

timeمنذ 20 دقائق

  • شفق نيوز

الأمم المتحدة تنتقد حظر "فلسطين أكشن" من قبل بريطانيا

شفق نيوز- نيويورك وجه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، يوم الجمعة، انتقادا لبريطانيا، على خلفية حظرها منظمة "فلسطين أكشن"، وعده "إساءة استخدام مقلقة" لتشريعات مكافحة الإرهاب. وقال فولكر تورك في بيان "يبدو القرار غير متناسب وغير ضروري، فهو يحدّ من حقوق الكثير من الأشخاص المنخرطين في منظمة فلسطين أكشن والمؤيدين لها والذين لم يتورطوا بأي نشاط إجرامي في الأساس، بل مارسوا حقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات". واتّخذ قرار حظر "فلسطين أكشن" الذي دخل حيّز التنفيذ في فترة سابقة من الشهر بالاستناد إلى قانون مكافحة الإرهاب في بريطانيا بعدما اقتحم نشطاء في الحركة قاعدة جوّية في جنوب إنكلترا ورشّوا طلاء أحمر على طائرتين فيها، متسبّبين بأضرار بقيمة 7 ملايين جنيه استرليني (9,55 ملايين دولار). وأودع أربعة نشطاء في المجموعة الحبس الاحتياطي بعد مثولهم أمام القضاء على خلفية الحادثة. وندّدت "فلسطين أكشن" بقرار حظرها باعتباره هجوما على حرّية التعبير، وإثر حظر المجموعة، يصبح الانتماء إليها أو تأييدها فعلا إجراميا يعاقب عليه بالسجن لمدّة قد تصل إلى 14 عاما. ويثير هذا الحظر "شواغل جدّية بشأن تطبيق قوانين مكافحة الإرهاب على أفعال لا صلة لها بالإرهاب" ومن شأنه أن يقوّض ممارسة الحرّيات الأساسية في بريطانيا، على ما قال المفوّض الأممي السامي. وذكّر بأن الأفعال الإرهابية تقتصر بحسب المعايير الدولية على أعمال إجرامية الغرض منها التسبّب بالوفاة أو بإصابات خطرة أو خطف رهائن بهدف ترهيب المواطنين أو إجبار الحكومة على اتّخاذ تدابير ما أو الإحجام عن اتّخاذها. غير أن حظر "فلسطين أكشن" يجرّم على سبيل المثال لا الحصر الانتماء إلى المجموعة أو التعبير عن تأييدها أو ارتداء ملابس قد تظهر انتماء أو تأييدا لها، بحسب تورك. ومنذ دخول الحظر حيّز التنفيذ، أوقفت الشرطة البريطانية مئتي متظاهر على الأقلّ، من بينهم كثيرون كانوا يتظاهرون على نحو سلمي، وفق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

مسؤول إسرائيلي عن بلاده: أصبحت معزولة في العالم جراء الحروب
مسؤول إسرائيلي عن بلاده: أصبحت معزولة في العالم جراء الحروب

شفق نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • شفق نيوز

مسؤول إسرائيلي عن بلاده: أصبحت معزولة في العالم جراء الحروب

شفق نيوز- الشرق الأوسط كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، يوم الجمعة، عن فقدان بلاده مكانتها العالمية وثقة شعبها الداخلية جراء الحروب الأخيرة التي خاضتها. وقال باراك في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "إسرائيل اليوم لم تعد تلك التي نعرفها، الحلم الصهيوني والمصداقية الدولية ينهاران". وأضاف أن "إسرائيل تتجه نحو العزلة في المجتمع الدولي، والأغلبية فقدت ثقتها في الحكومة، في مثل هذه الظروف، الطريق الوحيد للخلاص هو العصيان المدني وإضراب عام لتغيير الحكومة أو إجبار رئيس الوزراء على الاستقالة". وحذر باراك، من أن إسرائيل منخرطة في "حرب استنزاف" في غزة وهي الآن "عالقة في مستنقع لا نهاية له"، منتقداً أداء حكومة نتنياهو بالقول إن "الدماء تُسفك، عائلات الجنود الاحتياط تتدمر، والرهائن تُترك بسبب تمسك الحكومة بالسلطة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store