
هل يصمد الاقتصاد الإيراني في وجه الحرب؟
مع بدء جولة جديدة من المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل، أصدر البنك المركزي الإيراني على الفور قراراً بوقف عمل مكاتب الصرافة، تزامناً مع حظر منصات التداول الإلكتروني للذهب، في خطوة تعكس محاولة النظام احتواء التقلبات الحادة في الأسواق المالية.
وعلى رغم العطلة الرسمية يومي أول من أمس الجمعة وأمس السبت، شهدت الأسواق المالية الإيرانية اضطراباً كبيراً فور الإعلان عن الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران، وسجل سعر الدولار قفزة مفاجئة وارتفع سعر الذهب بصورة ملحوظة، مما يعكس استجابة فورية من السوق لتوسع رقعة الحرب ووصولها إلى داخل الحدود الإيرانية.
سجل سعر عملة "تيثر" (Tether)، والذي يعد مؤشراً إلى سعر الدولار في السوق الحرة الإيرانية، ارتفاعاً حاداً تجاوز الـ10 آلاف تومان، ليكسر حاجز 92 ألف تومان، ويعد هذا الارتفاع مؤشراً واضحاً على حال الاضطراب النفسي والاقتصادي التي تسود أوساط الناشطين الاقتصاديين في السوق.
وتشير تحليلات الاقتصاديين إلى أن استمرار إغلاق مكاتب الصيرفة قد يدفع سعر الدولار مجدداً نحو حاجز الـ100 ألف تومان، وهو سيناريو من شأنه أن يدخل الاقتصاد الإيراني في صدمة تضخمية حادة، ومثل هذه الصدمة لا تقتصر آثارها على تآكل القدرة الشرائية للمواطنين فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى تقويض ثقة المستثمرين بصورة أعمق من ذي قبل.
ومن التداعيات الأخرى للتوتر العسكري بين إيران وإسرائيل، تصاعد القلق حيال تسارع وتيرة خروج رؤوس الأموال من إيران، ففي مطلع عمر حكومة الرئيس مسعود بزشكيان كان هناك إجماع بين الاقتصاديين على ضرورة إعطاء الأولوية لكبح الركود التضخمي ومنع تسرب رأس المال وجذب الاستثمارات الأجنبية، وهي أهداف أكدتها أيضاً الخطة التنمية السابعة، غير أن اندلاع المواجهة العسكرية مع إسرائيل جعل آفاق التفاعل الاقتصادي مع العالم أكثر قتامة من أي وقت مضى، وقلص فرص رفع العقوبات عن طهران.
وحذر المحللون من أن استمرار الحرب قد يؤثر حتى على صادرات النفط المحدودة التي لا تزال تشكل شرياناً أساساً لاقتصاد إيران، مما سيزيد من تضييق الخناق على موارد دخل الحكومة التي تعمد بالأساس على صناعة النفط، وفي ظل هذا الواقع المتأزم، يطرح السؤال الجوهري التالي، كيف ستتمكن الحكومة الإيرانية من تأمين الموارد المالية اللازمة لإدارة شؤون البلاد، وأن توفر السلع الأساس وتعالج أزمة الطاقة وتسد العجز المتزايد في الموازنة الحكومية؟
وخلال أكتوبر (تشرين الأول) 2024، حذر المتخصص في الشأن الاقتصادي داخل جامعة طهران ألبرت بغزیان من تداعيات أية مواجهة عسكرية محتملة، قائلاً إن "إيران من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، لا تملك القدرة والمرونة على تحمل دخول حرب".
وشدد بغزيان على أن الاقتصاد لا ينمو إلا في ظل الاستقرار، مؤكداً أن اندلاع الحرب ينسف جميع المعادلات الاقتصادية، ويرى أن دخول البلاد في حرب يلغي إمكانية التنبؤ الاقتصادي ويربك عملية التخطيط بصورة كاملة.
وتواجه إيران حالياً أزمتين متزامنتين، ضغوط العقوبات من جهة، وأخطار الصراع العسكري من جهة أخرى، مما يدفع البلاد نحو انهيار اقتصادي تدريجي، ويحذر المحللون من أن الاقتصاد الإيراني لا يملك القدرة على تحمل أزمة إضافية من دون إصلاح عاجل للسياسة الخارجية ووقف المغامرات الإقليمية، مؤكدين أن استمرار الوضع سيؤدي إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة وهجرة رأس المال والقوى البشرية، إضافة إلى احتجاجات اجتماعية واسعة النطاق.
ظل الحرب يخيم على حكومة بزشکیان
وفي هذا السياق، أكد المحللون خلال الأيام الماضية أن مجرد شائعة اندلاع الحرب قد تسبب تقلبات حادة في مؤشرات مثل سعر الصرف والتضخم والركود، ويأتي ذلك في ظل اقتصاد إيراني هش يعاني بنية غير مستقرة واعتمادية عالية على موارد محدودة، مما يقلل من قدرته على تحمل الصدمات الخارجية.
رد فعل حكومة مسعود بزشکیان خلال أول 24 ساعة من الهجمات الإسرائيلية كشف عمق الأزمة في المستويات العليا، إذ شكلت الحكومة أربع لجان خاصة برئاسة وزراء رئيسين، مما يعكس إدراك حكومة بزشکیان لتفاقم الوضع. ومع ذلك، يرى المحللون الاقتصاديون أن غياب خطة واضحة سيجعل الإجراءات تقتصر على ردود فعل موقتة وعاجلة فحسب.
تأكيد تأمين السلع الأساس وتنظيم توزيع الوقود، إضافة إلى طلب زيادة نوبات العمل في المخابز، يعكس قلقاً واضحاً من التأثيرات النفسية للحرب على المجتمع. وخلال الوقت نفسه، لم يخفف وجود وزير النفط ميدانياً في محطات الوقود التي شهدت تدفقاً كثيفاً من الناس من حدة التوتر، بل زاد المخاوف وكشفت الطوابير الطويلة عن مدى اتساع دائرة عدم الثقة.
ويعتقد كثر أن القرارات المتسرعة وغير المنسقة التي اتخذت خلال الساعات الأولى من الأزمة، مثل إغلاق مكاتب الصيرفة والمنصات الإلكترونية للتداول، إضافة إلى احتمال إغلاق بورصة طهران، تعكس توقعات الحكومة بموجة هرب رؤوس الأموال الحقيقية وانهيار سريع للأسواق المالية في إيران.
لكن أحد التحديات الرئيسة في ظل الأزمة الحالية يتمثل في حال قطاع الصناعة والتجارة داخل البلاد، وهما قطاعان لم يكن لهما حتى في الظروف العادية آمال كبيرة في التعافي. وأما الآن، مع التهديد المباشر للبنى التحتية الصناعية والإنتاجية، يزداد خطر توقف هذه المنشآت عن العمل، فقد يدفع الخوف من الهجمات وتراجع الطلب وارتفاع الكلفة وغياب الرؤية المستقبلية أصحاب المصانع إلى إغلاق خطوط الإنتاج، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم موجة ركود عميق تضرب الاقتصاد الإيراني كدومينو.
في السياق نفسه، تزايدت التحذيرات من انهيار اقتصادي وشيك يسبق الانهيار السياسي، فغياب الاحتياطات النقدية وأزمة الطاقة والاعتماد الكبير على الواردات وضعف الإنتاج المحلي، جعلت الهيكل الاقتصادي للبلاد أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
إن تلاشي فرص الاستثمار الأجنبي، وميل المستثمرين المحليين إلى سحب أموالهم من السوق، واستمرار هذا الوضع من دون إعادة النظر في السياسات الاقتصادية الكبرى والسياسات الدبلوماسية قد يؤدي إلى أزمات أشد تدميراً من الحرب نفسها على البلاد.
انهيار الأفق الاقتصادي في إيران
وفي مقابلة صريحة وصف وزير الاقتصاد السابق عبدالناصر همتي وضع إيران بأنه حرج وصعب، وعدَّ النهج الاقتصادي الحالي غير فعال، مؤكداً أن استمرار إدارة الاقتصاد بسياسة الالتفاف على العقوبات أصبح أمراً مستحيلاً.
وأكد عبدالناصر همتي أن انعدام الأمن الاقتصادي وغياب الرؤية الواضحة يشكلان أبرز العقبات أمام الاستثمار، محذراً من أن تبعات الأزمة الاقتصادية طويلة الأمد لا مفر منها حتى في حال توقف النزاع الحالي، مضيفاً أن "الإيرادات والنفقات داخل البلاد لا تتماشى مع بعضها بعضاً، وهذا هو السبب الرئيس للتضخم. في الوضع الراهن، يحول المستثمرون أموالهم من الإنتاج إلى أسواق العملات والذهب".
وفي ظل هذه الظروف، لا يزال عجز الموازنة الهائل دون حل، ولم تقدم الحكومة الحالية حتى الآن أية خطة واضحة لمعالجة هذا الخلل المالي، كما أن أملها في التوصل إلى اتفاق محتمل مع الولايات المتحدة قد تلاشى الآن.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم أن بعض المؤسسات مثل مجمع تشخيص مصلحة النظام وحتى المرشد علي خامنئي أبدوا مرونة في قبول تبني اللوائح المتبقية لاتفاق "FATF" بعد تشكيل الحكومة الجديدة، فإن اندلاع الحرب حالياً أغلق الطريق أمام العودة إلى نظام التجارة العالمية.
أما السؤال الأهم فهو كيف تنوي السلطة تعويض الثغرات الاقتصادية العميقة، ومنها عجز الموازنة وأزمة الطاقة؟ وهل يستطيع النظام، الذي فشل حتى خلال أوقات السلم في إجراء إصلاحات مثل تعديل الدعم، أن ينفذ إصلاحات كبرى كرفع أسعار البنزين في ظل حال الحرب؟
إن استحضار تجربة عام 1988، عندما أنهى روح الله الخميني الحرب بقبول قرار وقف إطلاق النار رقم 598، يظهر أن قبول السلام تم في ظل وضع اقتصادي أكثر استقراراً مما هو عليه اليوم، والآن علي خامنئي بشعار "لا حرب ولا مفاوضات" جرَّ البلاد إلى حرب كان هو نفسه قد وعد بمنعها.
وفي هذا السياق، تعد السياسات قصيرة الأمد مثل إغلاق الأسواق وتقليص ساعات الدوام وإصدار أوامر متضاربة، مجرد انعكاس للحيرة وعدم وجود رؤية استراتيجية واضحة.
وأدى انتشار أخبار عن إغلاق البورصة وتصاعد مخاوف خروج رؤوس الأموال الحقيقية، تزامناً مع الهجمات الإسرائيلية، إلى دفع الحكومة لاستخدام أدوات مثل القيود الموقتة، وهي إجراءات تزيد من تفاقم حال عدم الثقة لدى العامة، بالتالي، في ظل التهديدات الأمنية، أغلق عدد من المناطق الصناعية ومراكز الإنتاج الأبواب موقتاً، ويبدو أن موجة جديدة من تعطيل المصانع وتسريح العمال والركود في قطاع الإنتاج على وشك أن تبدأ.
وفي الوقت نفسه، استهداف القادة العسكريين الكبار في الهجوم الإسرائيلي يرسم صورة واضحة لضعف هيكل السلطة وهوانها في إيران، كما أن هذا الوضع يعد إذلالاً سياسياً كاملاً لنظام طالما ركز على فرض هيمنته وسيطرته.
نقلا عن اندبندنت فارسية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
ارتفاع سعر الدولار
ارتفع الدولار مقابل العملات الرئيسية اليوم الاثنين مدفوعا بإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة بسبب خشيتهم من اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وإيران في المنطقة بينما يستعدون لأسبوع حافل باجتماعات البنوك المركزية. وارتفع الدولار اليوم الاثنين 0.14 بالمئة ليسجل 144.3 ين ياباني بينما انخفض اليورو 0.14 بالمئة إلى 1.1534 دولار. واستقرت العملة الأمريكية مقابل الفرنك السويسري عند 0.81 في الساعات الأولى من التعاملات الأسيوية كما استقر المؤشر الذي يقيس الدولار مقابل ستة عملات أخرى عند 98.25. وسجلت العملات التي تتحرك في نفس اتجاه المخاطر مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي ارتفاعا طفيفا.

صحيفة عاجل
منذ 4 ساعات
- صحيفة عاجل
بالفيديو..إيران تقصف إسرائيل بـ30 صاروخًا وإصابات في حيفا وتل أبيب
تواصلت المواجهة العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل، مساء الأحد، مع إعلان الجيش الإسرائيلي تعرّض عدة مواقع داخل البلاد لضربات صاروخية جديدة مصدرها إيران، وسط تصاعد دراماتيكي في حدة الصراع المستمر منذ أيام. وفي بيان رسمي، قال الجيش الإسرائيلي إن دفعة صاروخية جديدة أُطلقت من إيران أصابت عدة مواقع في إسرائيل، مؤكداً أن "فرق البحث والإنقاذ التابعة لقيادة الجبهة الداخلية انتشرت في المناطق المتضررة"، بعد أن سمحت السلطات للسكان بمغادرة الملاجئ عقب الهجوم. وفي السياق ذاته، أفادت فرق الإطفاء بأن مبنى سكنياً يقع على الساحل المتوسطي تعرض لضربة مباشرة، دون الكشف عن تفاصيل دقيقة حول عدد الإصابات أو الخسائر. صفارات إنذار وانفجارات تهز مدن إسرائيلية كبرى وشهدت مناطق وسط وشمال إسرائيل، من بينها تل أبيب والقدس وحيفا، انطلاق صفارات الإنذار، فيما سُمع دوي انفجارات في سماء المدن الثلاث، وفقاً لشهود عيان تحدثوا لوكالة "رويترز". وقال الإسعاف الإسرائيلي إن الصواريخ سقطت في 3 مواقع بمدينة حيفا، وأدت إلى وقوع إصابات، لم يُحدد عددها حتى الآن، في حين نقلت القناة 12 العبرية أن إيران أطلقت نحو 30 صاروخاً دفعة واحدة في هذا الهجوم الجديد. رد إسرائيلي متواصل على منشآت إيرانية الهجوم الإيراني جاء بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي شنّ غارات مكثفة على عشرات المواقع المرتبطة بمنظومات الصواريخ الباليستية في غرب إيران، في إطار حملة عسكرية قالت تل أبيب إنها تستهدف "تفكيك الخطر النووي والصاروخي الإيراني". وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن العملية العسكرية تندرج ضمن "خطة ممنهجة لتدمير قدرات إيران النووية والاستراتيجية"، مشيراً إلى أن تل أبيب ستواصل استهداف المنشآت التي تشكل تهديداً مباشراً لأمنها. طهران: الرد سيكون أكثر شدة في المقابل، حذرت إيران من أن الردود القادمة ستكون أكثر عنفاً. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في تصريحات مساء الأحد، إن "الرد على الاعتداءات الإسرائيلية سيكون أكثر حسماً وشدة"، مؤكداً أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان الصهيوني". وفي تحذير مباشر، نقل التلفزيون الإيراني عن القوات المسلحة دعوتها للمواطنين الإسرائيليين بتجنب المناطق الحيوية، في إشارة إلى احتمال توسيع نطاق الهجمات. حيفا منذ قليل اثر سقوط صاروخ ايراني — Leb Now (@leb_now) June 15, 2025


الموقع بوست
منذ 5 ساعات
- الموقع بوست
إيران تتوعد برد "أقوى وأشد" إذا استمر العدوان الإسرائيلي
توعد الرئيس الايراني مسعود بزشكيان، السبت، برد "أقوى وأشد" إذا واصلت إسرائيل عدوانها على إيران. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، وفق بيان نشرته الرئاسة الإيرانية. وأعرب بزيشكيان، عن شكره حيال دعم باكستان لإيران. ولفت إلى أن إسرائيل تنتهك جميع القوانين الدولية بدعم وتشجيع من الولايات المتحدة والدول الغربية. وأضاف: "حتى الحرب لها قواعدها، إلا أن الكيان الصهيوني المدعوم من الغرب انتهك كل هذه القواعد". وقال بزيشكيان، إن الهجمات الإسرائيلية جاءت في وقت تستمر فيه المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وهذا دليل على "خداع وعدم مصداقية" الإدارة الأمريكية. وفيما يتعلق بالرد الإيراني، حذر بزيشكيان، من أنه "إذا استمر العدوان الصهيوني، فإنه سيقابل برد أقوى وأشد من قبل القوات المسلحة الإيرانية". من جانبه، أكد رئيس الوزراء الباكستاني دعم حكومته وشعبه لإيران، واصفا العدوان الإسرائيلي بأنه انتهاك لجميع القوانين الدولية. كما قدّم تعازيه لضحايا الهجمات بين كبار المسؤولين والعلماء والمدنيين الإيرانيين. وعبّر شريف، عن رغبة بلاده في تحقيق السلام والاستقرار. وأضاف: "للأسف، الكيان الصهيوني يمارس كل هذه الأعمال التي تنتهك المواثيق والقوانين الدولية دون أي عقاب". وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم "استباقي" وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية "غير المسبوقة" تهدف إلى "ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى". وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن ستة، ما أدى – بحسب وسائل إعلام عبرية – إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "حدث خطير جدا" في تل أبيب، عقب قصف إيراني استهدف موقعا استراتيجيا، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة وتعليمات التعتيم المفروضة من قبل الجيش. والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.