
إسرائيل تُغلق البلاد وتترك أصحاب الأعمال ينهارون وحدهم
منذ الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضي، خرجت إسرائيل في عملية عسكرية ضد إيران، وتبعتها أوامر أمنية فرضت على الداخل الإسرائيلي حالة طوارئ مشددة.
وبدل أن تقابل الحكومة تلك القيود بقرارات اقتصادية شجاعة تحمي جمهور أصحاب المصالح، اكتفت بالصمت، كما لو أن اقتصاد الأعمال الصغيرة لا يعنيها.
المقال الذي نشره الصحفي ياكير ليسيتسكي في صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية، يعكس غضبًا متصاعدًا في أوساط المستقلين وأصحاب الأعمال الصغيرة، الذين وجدوا أنفسهم مرة أخرى بلا دخل ولا أفق ولا حماية قانونية، في حين أن الدولة كانت هي الطرف الذي فرض الإغلاق.
"إذا كانت الدولة هي من تفرض الإغلاق، فهي من يجب أن يدفع"، هكذا كتب ليسيتسكي في افتتاحيته الغاضبة، مؤكدًا أن ما يحدث اليوم ليس كارثة طبيعية ولا مفاجئة، بل خطة عسكرية مدروسة تم تنفيذها بقرار حكومي واضح، وبالتالي فإن تجاهل الدولة لمسؤولياتها الاقتصادية هو خذلان مزدوج، أخلاقي وقانوني.
قواعد صارمة دون شبكة أمان
واعتبارًا من يوم الأحد 15 يونيو/حزيران، مدّدت قيادة الجبهة الداخلية حالة الطوارئ في عموم البلاد حتى 30 يونيو/حزيران على الأقل، وأصدرت أوامر تقضي بإغلاق كافة الأعمال غير الحيوية، بما يشمل المطاعم، والمقاهي، وصالات الترفيه، ومحلات البيع بالتجزئة.
هذه الأوامر -وكما يؤكد المقال- ليست إرشادات مرنة بل تعليمات ملزمة بقوة القانون. ومع ذلك، لم تُعلن الدولة عن أي آلية تعويض رسمية، أو جدول زمني لتقديم مساعدات مالية، أو حتى نية لطرح خطة دعم مؤقتة.
وفي وصف دقيق لحالة الانهيار التي تعانيها الأعمال الصغيرة، كتب ليسيتسكي: "لا يوجد نموذج تعويض. لا توجد رسالة واضحة. لا يوجد التزام رسمي. عشرات الآلاف من الأعمال أُغلقت، وملايين الموظفين تضرروا. وأصحاب الأعمال تُركوا مرة أخرى في مهب الريح".
الدولة تتهرب من دفع فاتورة الحرب
ويرى ليسيتسكي أن الحكومة كانت تعلم جيدًا ما هي بصدد الإقدام عليه، وتخطط له منذ أسابيع، ومع ذلك لم تضع أي خطة موازية لحماية الاقتصاد الداخلي.
ويقول الكاتب: "المشكلة ليست فقط في قرار الإغلاق، بل في أن الحكومة تُخطط للحرب مسبقًا وتتجاهل إعداد بنية تعويض مناسبة"، قبل أن يضيف: "هذه ليست مبادرة فردية من الجيش أو ظرفا طارئا، بل سياسة رسمية وواعية… وبالتالي، لا عذر للدولة في التنصّل من واجبها الأخلاقي والاقتصادي".
كل شيء جاهز.. ما عدا القرار السياسي
ويُذكّر ليسيتسكي في مقالته بأن إسرائيل لديها نموذج قانوني ساري المفعول للتعويضات الطارئة، تم التصديق عليه في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن مصلحة الضرائب مستعدة تقنيا لتفعيله خلال ساعات، لكن العائق الوحيد هو غياب القرار من الحكومة.
ويكتب ليسيتسكي: "كل ما هو مطلوب مكالمة هاتفية من الحكومة ومصادقة سريعة"، مشيرًا إلى أن الجدل الدائر داخل وزارة المالية حول "الخشية من التلاعب" أو "القلق من مدة الحرب" لا يبرر تعريض الاقتصاد المحلي للشلل.
"اليقين ليس مكافأة.. بل شرط للبقاء"
وفي عبارة لافتة، يلخّص الكاتب جوهر الأزمة بالقول: "اليقين ليس حافزًا سلبيًا، بل شرط للنجاة".
النتائج على الأرض بدأت تظهر بالفعل:
العديد من المصالح توقّفت عن تقديم طلبات الشراء.
دفعات الأجور والإيجارات تم تجميدها.
موظفون كُثر تلقوا إشعارات تسريح مؤقت أو دائم.
وكل ذلك يحدث، كما يقول الكاتب، في ظل غياب أي إطار حكومي واقعي للتدخل أو الدعم.
بُعد لا يمكن تجاهله
وينتقل ليسيتسكي في مقاله إلى الجانب الإنساني، مشيرًا إلى أن الكثير من أصحاب المصالح اليوم يخدمون في الاحتياط، بعضهم ترك المطاعم والمطابخ، البعض الآخر ترك عائلته وأطفاله.
"كل ما يتوقعونه ليس منحة أو هدية. بل مجرد وعد بسيط: أن يعودوا ويجدوا أعمالهم ما زالت قائمة".
وفي ختام مقالته، يوجّه الكاتب نداءً مباشرا إلى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ، داعيًا إياه إلى الإعلان خلال 48 ساعة عن تعويض كامل لكل عمل أُغلق أو فُرضت عليه قيود بموجب أوامر الجبهة الداخلية، حتى نهاية يونيو/حزيران 2025، بغض النظر عن مدة الحرب.
ويختم بقوله: "لا تستطيع الدولة أن تفرض الإغلاق وتتهرّب من الحساب. لا ماليا، ولا قانونيا، ولا أخلاقيا".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 44 دقائق
- الجزيرة
إيران تحذر: سنرد على الولايات المتحدة إذا اكتشفنا تورطها
حذر سفير إيران لدى الأمم المتحدة علي بحريني اليوم الأربعاء من أن بلاده ستبدأ بالرد على الولايات المتحدة إذا توصلت إلى استنتاج مفاده أن "أميركا متورطة بشكل مباشر في الهجمات على طهران"، كما شددت الخارجية الإيرانية على أن المجتمع الدولي لن يتحمل حربا بتداعيات خطيرة. وكشف بحريني أن إيران وجهت رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أنها سترد بحزم شديد في أعقاب أنباء نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية وغربية بأن أميركا قد تشارك في الهجمات على إيران. وتابع أن "هناك خطا إذا تم تجاوزه يجب أن يكون هناك رد، وستحدد سلطاتنا وقواتنا العسكرية هذا الخط"، لافتا إلى أن تعليقات الرئيس الأميركي دونالد ترامب"غير مبررة على الإطلاق وعدائية للغاية، ولا يمكننا تجاهلها وسنضعها في حساباتنا وتقييماتنا"، بحسب تعبيره. وشدد سفير إيران لدى الأمم المتحدة على أن بلاده سترد على الضربات الإسرائيلية "بقوة ودون ضبط للنفس" للدفاع عن شعبها وأمنها. وقال إن الولايات المتحدة منحت إسرائيل الحصانة، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية تحاول تبرير العدوان بادعاءات لا أساس لها، وفق وصفه. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي استهدف مناطق مأهولة بالسكان في إيران دون تمييز وبدون إنذار، مما أسفر عن مقتل مدنيين. وعلى صعيد متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية للجزيرة إن " إسرائيل تريد فرض حرب لا نهائية على المنطقة". ولفت إلى أن المجتمع الدولي لن يتحمل حربا بتداعيات خطيرة، لكنه شدد على أنه لا خيار أمام إيران سوى الدفاع عن نفسها، بحسب وصفه. وطالب المتحدث مجلس الأمن بالتحرك العاجل لوقف الهجمات الإسرائيلية على بلاده، قائلا " كنا نسير على طريق الدبلوماسية، ومن بدأ الحرب إسرائيل بدعم أميركي". وطالب أيضا دول العالم بتحميل إسرائيل المسؤولية عن "عدوانها الواضح"، مضيفا "هناك من يحاول الدفاع عن العدوان الإسرائيلي وإظهاره بعكس طبيعته". إعلان وقال المتحدث إن على الأوروبيين إدراك أن ما يحدث هو هجوم على المعايير الدولية، وتابع "إسرائيل هي الدولة الأولى بالعالم في تدمير النسيج الدولي". اجتماع أميركي وأتى ذلك بعد اجتماع الرئيس الأميركي أمس الثلاثاء لمدة 90 دقيقة مع مجلس الأمن القومي لمناقشة الصراع الإسرائيلي الإيراني، حيث كان يعتقد أن الولايات المتحدة قد تشارك في الهجمات، لكن نتائج الاجتماع لم تتضح بعد ولم يخرج بيان عما بُحث. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع على المناقشات الداخلية قوله إن ترامب وأعضاء فريقه يدرسون عددا من الخيارات، بما في ذلك الانضمام إلى إسرائيل في توجيه ضربات ضد مواقع نووية إيرانية. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء. وذكر 3 مسؤولين أميركيين لرويترز أن الولايات المتحدة تنشر المزيد من الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط وتوسع نطاق نشر طائرات حربية أخرى. ولم تتخذ الولايات المتحدة حتى الآن سوى إجراءات دفاعية في الصراع الحالي مع إيران، بما في ذلك المساعدة في إسقاط الصواريخ التي أُطلقت باتجاه إسرائيل.


الجزيرة
منذ 44 دقائق
- الجزيرة
سياسي يهودي من حزب مانديلا: بريطانيا مسؤولة عن فوضى الشرق الأوسط
قال السياسي اليهودي المناهض للفصل العنصري أندرو فاينشتاين إن بريطانيا تتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع والتوترات في الشرق الأوسط. جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الأناضول مع فاينشتاين الذي انتخب في العام 1994 نائبا عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي كان يتزعمه نيلسون مانديلا في أول انتخابات بعد سقوط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ثم انتقل لاحقا إلى بريطانيا وانضم إلى حزب العمال. وخلال المقابلة تطرق فاينشتاين إلى العدوان الذي تشنه إسرائيل على إيران منذ يوم الجمعة الماضي والدعم الغربي المتواصل لتل أبيب، مبينا أن "إيران لا تمتلك قدرات نووية متقدمة كما هو الحال بالنسبة لإسرائيل". وحذر فاينشتاين من أنه في حال استهداف المنشآت النووية في إيران فإن ذلك قد يؤدي إلى كارثة تمتد آثارها إلى أجيال لاحقة. وأضاف أن مهاجمة المنشآت النووية قد تتسبب بتسرب مواد نووية على مدى كيلومترات، مما يشكل كارثة سيعيشها سكان المنطقة لأجيال متعاقبة. ومنذ يوم الجمعة الماضي تشن إسرائيل بدعم أميركي عدوانا على إيران يشمل قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما أسفر عن 224 قتيلا و1277 جريحا، في حين ترد طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين. وشدد الناشط اليهودي على أن "إسرائيل أصبحت قوة نووية بدعم أقرب حليف لها، وهو نظام الفصل العنصري الذي كان قائما في جنوب أفريقيا". ولفت إلى أن جنوب أفريقيا وإسرائيل دولتان مارستا الفصل العنصري وساعدتا بعضهما بعضا آنذاك بالوصول إلى القوة النووية، وحين أصبحت جنوب أفريقيا دولة ديمقراطية عام 1994 تخلت عن أسلحتها النووية. ومعربا عن قلقه الشديد من تحول إسرائيل إلى قوة نووية قال فاينشتاين عندما يكون من يحكم إسرائيل شخصا يحتاج إلى الحرب من أجل التخلص من تهم الفساد المرتبطة بصفقات الأسلحة وغيرها وللبقاء في السلطة فهذا يشكل تهديدا للعالم والبشرية، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأضاف "ما يثير الرعب أكثر هو أن حكوماتنا لا تقوم بشيء تجاه ذلك". استخلاص العبر وكان فاينشتاين ترشح في الانتخابات البريطانية الماضية ضد زعيم حزب العمال كير ستارمر في منطقة هولبورن وسانت بانكراس، بهدف منعه من الوصول إلى رئاسة الحكومة. وشدد الناشط على ضرورة أن تعمل الحكومات الغربية على كبح جماح إسرائيل، مؤكدا وجوب محاسبة نتنياهو وقادته العسكريين أمام القضاء. ويتشبث نتنياهو بالسلطة بالتزامن مع محاكمته داخليا بتهم فساد وملاحقته دوليا بإصدار المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 مذكرة اعتقال بحقه لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وأشار فاينشتاين إلى أن الدول الغربية "تلتزم الصمت إزاء ما يجري، أو تصدر تصريحات جوفاء لا معنى لها"، مؤكدا أن "هذا الوضع يثير الاستغراب، ويعكس غياب القيادة السياسية في بلدان الغرب". وانتقد السياسي البريطاني عقلية العداء الدائم لدى الغرب، قائلا "الولايات المتحدة احتلت من الدول أكثر مما احتلته بقية دول العالم مجتمعة". وتساءل مستنكرا "من هو المعتدي الحقيقي هنا؟! (..) الشعب الإيراني لا يستحق أن يتعرض لهجوم من دولة عنصرية ومجرمة تدعمها حكومات الغرب". كما أوضح أن الغرب يسعى إلى تغيير نظام الحكم في إيران، معتبرا أن ذلك هو السبب في عدم وجود أنظمة دولية تستند إلى سيادة القانون والديمقراطية. وقال إن على قادتنا أن يستخلصوا العبر من التاريخ قبل فوات الأوان، فقد أطاحت بريطانيا ذات مرة بحكومة منتخبة ديمقراطيا في إيران (حكومة محمد مصدق)، وهذا أحد الأسباب التي أوصلتنا إلى حالة عدم الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط اليوم. وسلط فاينشتاين الضوء على أن بريطانيا تتحمل مسؤولية ما آل إليه الوضع في الشرق الأوسط اليوم. وختم بالقول "لقد آن الأوان كي نستخلص العبر من التاريخ، لنتعلم من أخطائنا السابقة تجاه إيران، ولنبحث عن السلام في الشرق الأوسط بدلا من الحروب التي لا تجني الأرباح منها سوى شركات الأسلحة والساسة الفاسدون وبعض الأحزاب السياسية".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
أجواء الحرب تخيم على واشنطن للمرة الأولى تحت حكم ترامب
واشنطن- يقترب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من اتخاذ قرار السياسة الخارجية الأكثر أهمية خلال فترتي رئاسته السابقة والحالية، والمتمثل فيما إذا كان سيحاول توجيه ضربة قاضية ضد البرنامج النووي الإيراني. ويُعتقد على نطاق كبير أن ترامب قد يدخل الحرب قريبا لقصف منشأة فوردو ، في حين نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الجيش مستمر في نقل مقاتلات إلى الشرق الأوسط. وقال مسؤول أميركي إن هذه العمليات تشمل طائرات مقاتلات " إف-16" و"إف-22″ و" إف-35"، كما أن قاذفات " بي-52" الموجودة في قاعدة "دييغو غارسيا" بالمحيط الهندي توفر خيارات حاسمة في حال فشل الدبلوماسية مع إيران. وفي الوقت ذاته، ترسل إسرائيل إشارات واضحة -بما في ذلك من خلال أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ مثل ليندسي غراهام السيناتور الجمهوري من ولاية ساوث كارولينا والمقرب من ترامب، وغيره- بأنها تأمل أن تنضم واشنطن في أسرع وقت ممكن إلى شن الهجمات معها ضد إيران، وأن تستخدم إمكانياتها العسكرية الفريدة لتدمير المجمع النووي الإيراني في منطقة جبل فوردو المدفون في أعماق الأرض. بالمقابل، عبر عدد من الخبراء -تحدثت إليهم الجزيرة نت- عن مخاوف من جر بلادهم إلى مستنقع حرب جديدة في الشرق الأوسط لا يُعرف كيف ولا متى ستنتهي. وتفاقم الشعور بين الأميركيين بخطورة دور بلادهم في العدوان الإسرائيلي المستمر على إيران مع قرار ترامب مغادرة قمة مجموعة الدول السبع فجأة أمس الثلاثاء من غرب كندا قبل يوم من الموعد المحدد سابقا. وقال "يجب أن أعود مبكرا لأسباب واضحة، إنهم يفهمون هنا ذلك، هناك أشياء كبيرة تحدث". وقبل ساعات أنهى ترامب اجتماعه بكبار مستشاريه في غرفة العمليات لتقييم مستوى التدخل الأميركي في الصراع الإسرائيلي الإيراني، وذلك بمشاركة عدد من كبار المسؤولين، منهم وزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه دي فانس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين. وقبل الاجتماع غرد ترامب على منصته تروث سوشيال قائلا "نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى في إيران، هو هدف سهل ولن نقضي عليه على الأقل في الوقت الحالي". وأضاف "صبرنا ينفد، لا نريد استهداف جنودنا، لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على سماء إيران"، في إشارة إلى ما سمي التفوق الإسرائيلي الجوي منذ بداية القصف، وطالب طهران بالاستسلام غير المشروط. انخراط أميركي وأيا كان ما يقرره فإن ترامب سوف يطلق عواقب ستكون محورية لمستقبل إيران ولأمن إسرائيل والشرق الأوسط الأوسع وقوة الولايات المتحدة ونفوذها. ولا يستطيع أن يعرف أحد ما إذا كان الهجوم الأميركي المتوقع على جبل فوردو سينجح أو ما إذا كان سيذهب بواشنطن إلى صراع طويل الأمد. تاريخيا، رفض ترامب تورط بلاده في حروب لا تنتهي في الشرق الأوسط، وانتقد كثيرا المحافظين الجدد في الحزب الجمهوري بسبب الدفع في هذا الاتجاه بعد تجربتي العراق وأفغانستان. ولم تستهدف إيران حتى الآن القواعد أو الأفراد الأميركيين مباشرة، ولم توسع الصراع مثلا من خلال ملاحقة الشحن البحري في مضيق هرمز ، مما قد يؤدي إلى موجات صدمة اقتصادية عالمية. وقد يكون هذا علامة على أنها تريد تجنب المبادرة وإظهار العداء لترامب، لكن من المتفق عليه أنه في حين أن إسرائيل قادرة على تأخير البرنامج النووي الإيراني فإن الولايات المتحدة وحدها هي القادرة على تدميره. بدوره، قال جودت بهجت خبير الشؤون الإيرانية والمحاضر في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا بجامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون للجزيرة نت إن واشنطن منخرطة بالفعل بشكل كبير في الحرب بين إيران وإسرائيل، حيث صرح ترامب بأنه كان على علم مسبقا بالهجوم. وأضاف أن الولايات المتحدة تشارك في حماية إسرائيل من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، كما تستخدم تل أبيب أسلحة أميركية متطورة لقصف إيران. وبرأيه، إذا هاجمت إيران القواعد العسكرية الأميركية في الخليج فسيصبح التدخل الأميركي أكثر علنية، وفي الوقت ذاته لا يمكن استبعاد أن تختلق إسرائيل هجوما على قنصلية أو سفارة أو قاعدة عسكرية أميركية، وأن تتهم طهران بالوقوف وراءه من أجل إقناع واشنطن بشكل أكبر. انتقادات من جانبه، دعا مجلس تحرير صحيفة وول ستريت جورنال القريبة فكريا من الحزب الجمهوري ومن ترامب إلى التدخل "لإنجاز المهمة التي لا يمكن لإسرائيل حسمها، وهي القضاء على اليورانيوم المخصب في فوردو، والذي يكفي لإنتاج قنابل عدة". وذكرت الصحيفة أن "مكمن الخطر في أنه إذا احتفظت إيران بالوقود النووي الذي قامت بالفعل بتخصيبه بشكل كبير، بالإضافة إلى أجهزة الطرد المركزي لتخصيب المزيد فقد تنطلق البلاد لصنع قنبلة نووية". وأشارت إلى أن "هذا هو الوقت الذي ينبغي فيه لواشنطن أن تتدخل، حيث تفتقر إسرائيل إلى القنابل المخترقة للتحصينات العميقة والقاذفات الثقيلة لإيصالها، والتي يمكن أن تلحق المزيد من الضرر بالمواقع المدفونة". وفي مواجهة الانتقادات لتدخّل متوقع من الولايات المتحدة في العدوان على إيران من تيار "أميركا أولا" بالحزب الجمهوري يقول ترامب "بالنظر إلى أنني الشخص الذي طوّر أميركا أولا، وبالنظر إلى أن المصطلح لم يتم استخدامه حتى جئت أعتقد أنني الشخص الذي يقرر معنى ذلك".