logo
الصحراء المغربية تُفلس الجزائر دبلوماسيا.. 50 مليار دولار لم تغير المواقف الدولية

الصحراء المغربية تُفلس الجزائر دبلوماسيا.. 50 مليار دولار لم تغير المواقف الدولية

الجريدة 24منذ 7 أيام
في خضم استمرار الجزائر في نهجها التصعيدي تجاه المغرب، وسعيها المتواصل لتدويل النزاع المفتعل حول الصحراء، تلقّت السلطات الجزائرية ضربة دبلوماسية قوية، تمثّلت في التجاهل التام لقضية الصحراء خلال زيارة رسمية للمبعوث الأمريكي الخاص، مسعد بولس، إلى الجزائر، وهو ما عمّق من الشعور بالإحباط داخل الأوساط السياسية الجزائرية، وأعاد إلى الواجهة النقاش الداخلي حول جدوى هذه السياسة الإقليمية.
ووصفت زيارة بولس، التي جرت قبل أيام، جزائريًا بأنها "فرصة لإعادة قراءة موقف واشنطن من الملفات الإقليمية"، لكنها خلت من أي إشارة، مباشرة أو غير مباشرة، إلى النزاع حول الصحراء، رغم الترقب الكبير الذي أحاط بها.
واكتفى المسؤول الأمريكي بالإشادة بالعلاقات الاقتصادية والأمنية مع الجزائر، دون التطرق للملف السياسي الذي يشكّل جوهر الخلاف بين الجزائر والمغرب. هذا التجاهل الدبلوماسي فسّره مراقبون بأنه امتداد للموقف الأمريكي الثابت منذ دجنبر 2020، عقب اعتراف إدارة ترامب بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
في أعقاب هذه الزيارة، عبّر السياسي الجزائري البارز ووزير الشؤون الدينية الأسبق، نور الدين بوكروح، عن قلقه الشديد من هذا المسار، من خلال تدوينة مطوّلة نشرها مساء أمس الثلاثاء على صفحته الرسمية بموقع "فايسبوك". بوكروح قال بالحرف إن "زيارة المبعوث الأمريكي الخاص، مسعود بولس، لم تطمئن الجزائريين"، مضيفًا: "نشعر بأننا سنجد أنفسنا عما قريب في حفرة أسود، محاطين بوحوش ضارية لا رحمة فيها."
وتابع السياسي الجزائري في التدوينة نفسها قائلاً: "الأمور تبدو وكأنها تسير بسلاسة، والتبادلات دبلوماسية ومهذبة، غير أن النتيجة لا مفر منها: سنخسر القضية الصحراوية!".
وفي تقييمه للواقع الراهن الذي تمر به الجزائر، كتب: "لقد تم وضع بلدنا في أسوأ موقف ممكن، في عزلة عن جيرانها المباشرين، وعن العالم العربي، والاتحاد الأوروبي، استقرار داخلي هش، ودعم خارجي غائب، دون خطة بديلة للتقدم أو خطة انسحاب تحفظ الكرامة."
وأكد بوكروح أن اللحظة الراهنة تمثّل "ساعة الحساب"، حيث قال: "قد حانت ساعة الحساب، سنحاسب على الأموال التي أنفقت على هذه القضية الخاسرة، لقد أنفقنا ما لا يقل عن خمسين مليار دولار خلال خمسين عاماً على قضية الصحراء المغربية."
ولاقت تدوينة نور الدين بوكروح تفاعلاً واسعًا داخل الجزائر وخارجها، واعتُبرت من بين أكثر المواقف السياسية الجزائرية صراحة وواقعية في تناول ملف الصحراء، خاصة وأنها تأتي من شخصية ذات خلفية وزارية ومعروفة بقربها السابق من دوائر الحكم.
في المقابل، وفي توقيت متزامن مع هذه التطورات، ألقى جلالة الملك محمد السادس خطابًا بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، مساء الثلاثاء، أكد فيه مجددًا التزام المغرب بالحوار المسؤول مع الجزائر، مجددًا دعوته الصريحة إلى فتح صفحة جديدة بين البلدين، رغم استمرار حالة الجمود.
كما شدد جلالته على أن مقترح الحكم الذاتي يبقى هو الحل الواقعي الوحيد للنزاع المفتعل، مشيرًا إلى تزايد الدعم الدولي لهذا المقترح من قبل دول ومنظمات وازنة.
الموقف المغربي الثابت، والدعم الدولي المتزايد لمغربية الصحراء، يقابله تراجع جزائري ملحوظ في المنتديات الدولية، حيث لم تعد أطروحتها الانفصالية تجد نفس الصدى أو الحضور، خاصة في ظل تصاعد التحالفات الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، إضافة إلى بلدان أوروبية رئيسية كفرنسا وإسبانيا وألمانيا.
ويرى مراقبون أن ما حدث خلال زيارة بولس ليس تفصيلًا بروتوكوليًا، بل توجه أمريكي محسوب، يروم تثبيت شراكة استراتيجية مع المغرب، باعتباره حليفًا موثوقًا في القارة الإفريقية، ويتجسد ذلك في المناورات العسكرية المشتركة، والاتفاقيات الأمنية والدفاعية، ومشاريع الطاقة.
وبينما يواصل المغرب تعزيز موقعه الجيوسياسي والدبلوماسي، تجد الجزائر نفسها اليوم في موقف دفاعي حرج، تواجه فيه ارتدادات سياستها الخارجية، وتكتشف تدريجيًا أن حساباتها الإقليمية والدولية لم تكن على قدر من الواقعية أو الفاعلية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذهب يهبط مع صعود عوائد سندات الخزانة الأميركية
الذهب يهبط مع صعود عوائد سندات الخزانة الأميركية

المغرب اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • المغرب اليوم

الذهب يهبط مع صعود عوائد سندات الخزانة الأميركية

انخفضت أسعار الذهب ، الأربعاء، مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، في حين ظل المستثمرون حذرين قبيل القرارات المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التعيينات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي). وتراجع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% إلى 3366.81 دولار للأونصة بحلول الساعة 09:04 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أعلى مستوى في نحو أسبوعين يوم الثلاثاء. كما هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.4% إلى 3420.90 دولار. وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات بعد أربعة أيام متتالية من التراجع، مما يقلل من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدا، وفقا لـ"رويترز". وقال المحلل لدى "أكتيف تريدز" ريكاردو إيفانجيليستا، إن المستثمرين سيراقبون عن كثب التطورات المتعلقة بتعيينات البيت الأبيض في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وأي أخبار متعلقة بالتجارة، وكلا الأمرين لديه القدرة على التأثير في معنويات السوق. وأضاف ترامب، يوم الثلاثاء، أنه سيُعلن هذا الأسبوع عن قراره بشأن المرشح الذي سيشغل منصبًا شاغرًا قريبًا في مجلس الاحتياطي الفيدرالي. كما أكد أنه قلّص القائمة المختصرة للمرشحين المحتملين لخلافة جيروم باول، رئيس البنك المركزي، إلى أربعة مرشحين فقط. وتُشير أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة (سي.إم.إي) إلى أن الأسواق تتوقع بنسبة 86% خفض سعر الفائدة في سبتمبر/أيلول، وذلك في أعقاب تقرير الوظائف الضعيف الصادر يوم الجمعة، وهو ما دفع ترامب أيضًا إلى إقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل، مما يزيد من حالة عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية. ولا يزال التوتر التجاري قائمًا أيضًا، إذ جدد ترامب تهديده بزيادة الرسوم الجمركية على البضائع الهندية بسبب شراء نيودلهي للنفط الروسي. وعادةً ما يحقق الذهب، الذي يُعد ملاذًا آمنًا في أوقات الضبابية السياسية والاقتصادية، أداءً جيدًا عند انخفاض أسعار الفائدة. أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد هبطت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% إلى 37.80 دولارًا للأونصة، وارتفع البلاتين بنسبة 0.5% إلى 1327.93 دولارًا، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.1% إلى 1174.34 دولارًا. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الدولار الأميركي حبيس نطاق ضيق مع ترقب شغل مقعد بمجلس الاحتياطي الفيدرالي
الدولار الأميركي حبيس نطاق ضيق مع ترقب شغل مقعد بمجلس الاحتياطي الفيدرالي

المغرب اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • المغرب اليوم

الدولار الأميركي حبيس نطاق ضيق مع ترقب شغل مقعد بمجلس الاحتياطي الفيدرالي

ظل الدولار عالقا في نطاق تداولاته الأخيرة اليوم الأربعاء، مع توخي المستثمرين الحذر بعد جولة أخرى من البيانات الأميركية الضعيفة ومع استعداد الرئيس دونالد ترامب لتعيين عضو جديد في مجلس البنك المركزي. وقال ترامب، أمس الثلاثاء، إنه سيقرر مرشحه بحلول نهاية الأسبوع. وأظهرت بيانات أيضا أن نشاط قطاع الخدمات الأميركي استقر على غير المتوقع في يوليو تموز حتى مع ارتفاع تكاليف المستلزمات بأكبر قدر في نحو ثلاث سنوات، مما يؤكد الضرر الذي لحق بالاقتصاد الأميركي جراء رسوم ترامب الجمركية التي بدأت أيضا في التأثير على أرباح الشركات، وفقًا لـ"رويترز". ومع هذا، لم يؤثر ذلك كثيرا على الدولار إذ توخى المتعاملون الحذر قبل ورود الأنباء بشأن من سيشغل المقعد الذي سيصبح شاغرا في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي. وتتزايد المخاوف من أن تؤثر الولاءات الحزبية على سياسات البنك المركزي. وارتفع الدولار في أحدث تعاملات 0.1% مسجلا 147.78 ين في حين استقر اليورو عند 1.1577 دولار. ونزل الجنيه الإسترليني 0.1% إلى 1.329 دولار. وكانت تحركات الدولار أكثر هدوءا هذا الأسبوع، إلا أن العملة لم تتعاف بعد من خسائر حادة منيت بها يوم الجمعة عندما سجلت أكبر انخفاض في يوم واحد بالنسبة المئوية منذ ما يقرب من أربعة أشهر بعد تقرير الوظائف المثير للقلق. ومقابل سلة من العملات، ارتفع الدولار 0.1% إلى 98.785، ولا يزال بعيدا بعض الشيء عن ذروة يوم الجمعة البالغة 100.25 التي سجلها قبل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية. ولا يزال المتعاملون يتوقعون احتمالا يزيد على 86.5% لخفض البنك المركزي أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول، مع توقع خفضها بنحو 56 نقطة أساس بحلول نهاية العام. لكن بيانات مثل تقرير آي.إس.إم عن الخدمات أمس الثلاثاء تسلط الضوء على الخيط الرفيع الذي يتعين على مجلس الاحتياطي الفيدرالي السير عليه مع موازنة صناع السياسة بين ضغوط الأسعار المتزايدة جراء رسوم ترامب الجمركية وعلامات ضعف الاقتصاد الأميركي. وفي سياق متصل، قال كبير استراتيجي الأسواق في "Squared Financial" نور الدين الحموري، في مقابلة مع "العربية Business"إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي عليه التأني في خفض أسعار الفائدة خلافا لرغبة الرئيس ترامب، وذلك نظرا إلى أن تأثير التعريفات الجمركية سيحتاج مزيدا من الوقت ليظهر على الاقتصاد. وقال راي أتريل رئيس أبحاث العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني "من الواضح أن تقرير آي.إس.إم عن الخدمات... سلاح ذو حدين نوعا ما فيما يتعلق بما يعنيه بالنسبة للسياسات". وأضاف "في الوقت الحالي، أعتقد أننا نرى نوعا ما ثقة مبالغا فيها في السوق حيال... تحرك في سبتمبر". وارتفع كل من الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي 0.3% إلى 0.64895 دولار و0.59181 دولار على الترتيب.

روما توافق على بناء جسر يربط إيطاليا بصقلية
روما توافق على بناء جسر يربط إيطاليا بصقلية

طنجة 7

timeمنذ 4 ساعات

  • طنجة 7

روما توافق على بناء جسر يربط إيطاليا بصقلية

وافقت الحكومة الإيطالية بشكل نهائي اليوم الأربعاء على بناء أطول جسر. هذا الجسر يعد من الجسور ذات الدعامات الواحدة في العالم. سيربط صقلية بالبر الرئيسي، على الرغم من المخاوف البيئية والمالية. وقد عرقلت هذه المخاوف إتمام المشروع على مدى عشرات السنين. وكان مشروع بناء الجسر الذي يبلغ طوله 3.7 كيلومتر قيد المناقشة منذ أواخر ستينيات القرن العشرين. يهدف المشروع كأداة لتنمية جنوب إيطاليا الذي يعاني من الفقر. وأعطت الحكومة اليمينية برئاسة جورجيا ميلوني الأولوية لهذا المشروع. خصصت الحكومة 13.5 مليار يورو (15.63 مليار دولار) على مدى السنوات العشر المقبلة لبناء المشروع والمرافق المحيطة به. وقال حزب الرابطة بزعامة نائب رئيس الوزراء ووزير البنية التحتية والنقل ماتيو سالفيني إن اللجنة الوزارية للتخطيط الاقتصادي والتنمية المستدامة أعطت الموافقة النهائية على المشروع. حدث ذلك في اجتماع في روما. وقالت شركة مضيق مسينا التي تشرف على المشروع إن من المقرر الانتهاء من بناء الجسر في عام 2032. ولقى المشروع معارضة شديدة من المشككين في جدوى بناء جسر كهذا في منطقة نشاط زلزالي. ويخشى كثيرون تجاوز التكاليف المحددة ووقوع أضرار بيئية محتملة وتلاعب المافيا في عقود البناء. وتقول بعض جماعات المواطنين المعارضة لبناء الجسر إنه غير ضروري. كما تقدمت الجمعيات البيئية هذا الأسبوع بشكوى إلى الاتحاد الأوروبي. مشيرة إلى مخاطر جدية تهدد البيئة في المنطقة رويترز تابعوا طنجة7 على صفحتنا بموقع فيسبوك. وعلى منصة إنستغرام. إضافة لمنصة X وتطبيق نبض

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store