
استعدادات فنية ولوجستية لاستقبال زوار مهرجان جرش
اضافة اعلان
جرش - أنهت بلدية جرش الكبرى والجهات المعنية كافة استعداداتها الفنية واللوجستية لاستقبال مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39، من خلال تنفيذ مجموعة من الأعمال الميدانية والخدمية شملت رش المدرجات، وتركيب لوحات إرشادية، وتجهيز البنية التحتية في محيط الموقع الأثري؛ لتسهيل وصول الزوار وانسيابية الحركة، وضمان إقامة الفعاليات كافة بكل ييسر وسهولة، فضلا عن استعدادات كاملة لاستقبال آلاف الزوار يوميا.وقال المدير التنفيذي لبلدية جرش الكبرى علي شوقة، في حديث إعلامي، إن البلدية بدأت بتجهيز ساحات مجانية لاصطفاف مركبات زوار المهرجان، مبينا أن مواقع هذه الساحات قريبة من موقع الفعاليات، وتشمل: ساحة الحسبة القديمة، مجمع السفريات الجديد، جزءًا من الساحة الهاشمية، وساحة السوق الحرفي.وأضاف أن البلدية عملت على إنارة الشارع الغربي المؤدي إلى مهرجان جرش، وإنارة الشارع الترابي الممتد من المسرح الجنوبي مرورًا بالأعمدة المتحركة وحتى المسرح الشمالي، إلى جانب تعزيز إنارة الموقع الأثري بالكشافات ووحدات الإضاءة.وبين شوقة أن البلدية جهزت 40 مظلة لرجال الأمن العام، إضافة إلى تجهيز ساحات لمواقف سيارات الأمن العام، موضحا أن البلدية، بالتعاون مع مجلس الخدمات المشتركة ومتطوعي "شباب كلنا الأردن"، ستقوم بدهان الأطاريف في المدخل الجنوبي والشارع القريب من مديرية الآثار.كما عملت على فرش مادة رملية (البيس كورس) في بعض المواقع ودحلها بآليات البلدية، لتسهيل وصول الزوار إلى موقع الحفلات، فضلا عن أن البلدية تنشئ سنويا خيمة داخل الموقع الأثري لاستقبال الزوار، إلى جانب متابعة كوادر البلدية التي تنسق الفعاليات. ويستعد الجرشيون بأعلى جاهزية نظرا لما يحمله المهرجان لهم من موسم ثقافي وسياحي واجتماعي وأثري وحضاري وتراثي واقتصادي كبير، بالتزامن مع دخول آلاف الزوار يوميا إلى الموقع الأثري وباقي المواقع السياحية في جرش، خاصة وأن للمهرجان خصوصية هذا العام نظرا للأحداث السياسية التي تمر بها المنطقة وتركيز الفعاليات الثقافية والفنية كافة على الأوضاع التي تمر بها المنطقة ودعم الصمود في قطاع غزة.والمهرجان هو منتج ثقافي وفني كبير وعربي وعالمي، ويستطيع أن يدعم الواقع من خلال الثقافة، لا سيما وأن مهرجان جرش هو رئة المحافظة، وهو الحدث العالمي المهم الذي ارتبط بها منذ عشرات السنين والمنقذ الاقتصادي الذي تستفيد منه سيدات جرش وجمعياتها وسوقها الحرفي ومختلف المطاعم السياحية والشعبية ومحطات المحروقات، فضلا عن مشاركة نخبة من ابناء المحافظة فيه من مثقفين وإعلاميين وشعراء وتجار وهيئات شبابية وتطوعية مختلفة.وتوقع أن يسهم النشاط السياحي الذي يرافق المهرجان في استرداد عافية الاستثمارات السياحية من تجار في السوق الحرفي ومطاعم سياحية وشعبية ومحطات وقود ومحال التراث والتحف القديمة والحدائق العامة ومواقع التسوق، وفق أصحاب هذه الاستثمارات.إلى ذلك، قال مصدر مطلع في آثار جرش إن مديرية الاثار أنهت بنسبة 100% استعدادات المهرجان كافة بمساعدة من بلدية جرش الكبرى وأمانة عمان الكبرى، والعمل ما يزال جاريا بالموقع من حيث التجهيز الفني واللوجستي وتركيب أجهزة الصوت والإضاءة وتنظيف الموقع وصيانته بشكل كامل، لضمان سهولة دخول وخروج الزوار من الموقع خلال مدة المهرجان.وقال إنه قد تم تنظيف الأعشاب والحشائش من الموقع بنسبة كبيرة ومساحات واسعة، وقام بذلك عمال الآثار وعمال من أمانة عمان وعمال من بلدية جرش الكبرى، ولا خوف من نشوب أي حرائق في الموقع حاليا، كما تم وضع السياج والحواجز والأطاريف في مواقع الفعاليات، فضلا عن عمل صيانة لسياج الموقع الأثري كاملا لضمان الدخول النظامي لجميع الحضور خلال فترة المهرجان، عدا عن القيام بالإشراف والمتابعة للفنيين والمهندسين الذين يقومون بتجهيز أجهزة الصوت والإضاءة والحركة على المسارح الرئيسية لضمان تركيبها من دون أي ضرر بالموقع أو الآثار وبسهولة من دون التأثير على الحركة السياحية داخل الموقع، وهي نشطة حاليا.وأوضح أن الكوادر العاملة بالموقع حاليا تقوم كذلك بمكافحة الحشرات والقوارض والزواحف والتأكد من عدم وجودها نهائيا داخل الموقع حرصا على سلامة وراحة الزوار، والتأكد من تنظيف المواقع التي ستقام فيها الفعاليات.إلى ذلك، قال مدير ثقافة جرش الدكتور عقلة القادري، إن المهرجان هو بوابة الثقافة في جرش ويعمل على تنمية وتطوير مواهب المثقفين في جرش من الشعراء والأدباء والعلماء والفرق الشعبية والشبابية والمراكز الثقافية والمراكز الشبابية.وبين أن أهالي جرش يشاركون سنويا بمختلف الفعاليات في مهرجان جرش، خاصة السيدات المنتجات والحرفيين والمهنيين، وتسوق منتجاتهم على مستوى العالم في مهرجانهم السنوي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
مهرجان جرش .. 'هنا الأردن ومجده مستمر'
خلال أربعة عقود من عمر مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي انطلق مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، فقد راكم المهرجان إرثًا عالميًا تجتمع فيه ثقافات العالم وفنونه من جهات الأرض الأربع. وكما سجل المهرجان مسيرة متواصلة لأكثر من أربعين عامًا، وكان الأشهر عربيا، فقد شكل أرشيفًا ثقافيًا وفنيًا وجماليًا عالميًا، ومثل في الوقت نفسه فضاء وعنوانًا وطنيًا أسهم في صوغ صورة الأردن الحضارية ورسالة الدولة وخطابها الثقافي. وفي هذا العام، تعود الحياة للمدينة العتيقة خلال المهرجان الذي يمتد على مدار عشرة أيام ، مدينة الألف عامود، في الثالث والعشرين من تموز، في دورته 39 بأحلام المشاركين من 36 دولة عربية وأجنبية بما يحملون من تنوع ثقافي وإرث فني عريق ليستعيد دور المكان الذي يقع في قلب العالم بما يحمل من رسالة إنسانية تنحاز لقيم الحوار والمحبة وقيم المعرفة والتنوير. يعود مهرجان جرش الذي يحظى برعاية ملكية سامية وهو يحمل في هذا العام (هنا الأردن .. ومجده مستمر)، حيث اعتلى مدرجاته أهم الشعراء العرب والأجانب، ونجوم الموسيقى والغناء الذين تمثلوا أسطورته الجميلة وروحه المسكونة بالفن الملتزم والثقافة الجادة التي تنسجم مع ثوابت الأردن وقضاياه ومواقفه العروبية. يعود المهرجان هذا العام لاستقبال العائلة الأردنية، وزوار الأردن ضمن اهتمام كبير وترتيبات جديدة لراحة الزوار، وبمساحة أكثر اتساعا للعائلة والطفل في أجواء من الفرح والبهجة .. وكما تتوزع الفعاليات في مهرجان جرش على المدرج الجنوبي بأصوات تصدح بالطرب الأصيل، وعلى المدرج الشمالي بفنون العالم وحضاراته، والساحة الرئيسة التي تمثل متنفساً للعائلة والزوار الذين يمرون بأعمدة المدينة التي تحكي تاريخ المكان. فإن فعاليات المهرجان المحلية والعربية والأجنبية ستنتقل إلى عدد من المحافظات لتقديم فعالياتها الثقافية والفنية. يعود مهرجان جرش ليكون مساحة للإبداع، وهو يحمل حكايات الشعوب وملاحمهم التي تجسدت في فنونهم وثقافتهم، ويكون المهرجان ملتقى، ومؤتمرا للشعوب الذين يعرضون أجمل ما يحملون في ضميرهم وأرواحهم وذاكرتهم، وأجمل ما يبقى في وجدان الناس لصورة الجمال. إن مهرجان جرش يمثل مؤشرًا مهما لما يتمتع به الأردن من أمن وأمان وسلم مجتمعي، وفسحة للإبداع والابتكار، وهو يتجاوز في ذلك فكرة الترفيه -على أهمية ذلك -إلى تعزيز الفعل الإبداعي والتعريف بالمثقف والفنان الأردني والفن في تنوعه وأصالته وعمقه التاريخي في كل الحقول الإبداعية البصرية والكتابية والأدائية والحرفية. وكما يستقطب المهرجان عشرات الآلاف من الزوار من داخل المملكة وخارجها، فهو يمثل موسمًا سياحيًا في فصل الصيف الذي يتمتع به الأردن بمناخ معتدل، ويتصف المكان بجمال الطبيعة وتنوعها، ويتسم أبناء الأردن بطيب الملقى وحسن الاستقبال وكرم الضيافة .


الغد
منذ 17 ساعات
- الغد
"محاولة إخراج ممثلين حمقى".. نافذة على العبث الإنساني
معتصم الرقاد اضافة اعلان عمان- على خشبة عارية إلا من شجرة وحيدة خالية من الأوراق، يفتح المخرج حسام حازم نافذته على العبث الإنساني في عرضه "محاولة إخراج ممثلين حمقى"، عرض يشتبك مع فكرة الضياع الوجودي والبحث المحموم عن الخلاص.شابان يبدوان كظلين تائهين، بقمصان بيضاء وبناطيل داكنة وشيالات بسيطة، أحدهما يسير بلا وجهة والآخر يقتلع حذاءه الموجع بلا جدوى، يتحاوران، يبدلان الأدوار، لكن الألم لا يزول، كل شيء يبدو وكأنه يعيد نفسه في دائرة مغلقة من السؤال واللاجواب.الشجرة الرمز الوحيد في المكان يظنانها إشارة اللقاء، ليفاجئهما صديقهما الثالث، ظلٌ أم سراب؟ أم وهم وجودي آخر؟ يطاردانه بالسؤال: هل رأيناه فعلاً، أم أن الأموات يرون الأموات؟الأسئلة لا تنتهي، لا تلد إلا الشك، ولا تقود إلا إلى مزيد من الحيرة، الأشجار تتكاثر فجأة كما تتكاثر الأوهام، والشاب الغريب يمر، يراقب، ويختفي، وكأن المكان يتنفس عبثه الخاص. الأحذية تتكدس، في محاولة عبثية للتخلص من الألم، ولكن لا مخرج، لا حل.يتحول المكان إلى ساحة عبثية تعاد فيها المشاهد وتستهلك الحوارات، الشجار يتفاقم، ويظهر الصديق الثالث ليكون ضحية أخرى كان ربما خلاصهم، لكنهم يقتلونه بأيديهم، كما يقتل الإنسان خلاصه حين يقيده بالخوف والشك والأسئلة العقيمة. وفي لحظة شبه ميتافيزيقية، يدرك أحدهما أنهما مجرد شخصيتين عالقتين في نص لا يملك لحظة النهاية، يدخلان، ينتظران، يتشاجران ولكن، متى يخرجان؟ لا أحد كتب ذلك.المخرج حسام حازم، عبر رؤية بصرية مقتصدة ولكن محملة بالرموز، وبتكثيف مشهدي يذكرنا بمسرح العبث الوجودي، وضع أبطاله بل الإنسان نفسه أمام محكمة أسئلته العقيمة، حيث يدور في دائرة مفرغة من التكرار والانتظار، ويعاقب ذاته بالخوف واللايقين، في مسرحية كتب فيها كل شيء إلا المخرج.العرض قدم ضمن المسار الشبابي في مهرجان ليالي المسرح الحر الـ20، من تأليف: أحمد إسماعيل، وسينوغرافيا معتز كرامة، وتمثيل معتصم سميرات، عبدالله خليل، يوسف الشوابكة، وبمشاركة الأخير كمساعد مخرج، مع إدارة خشبة لـمنى الرفوع وأحمد القيسي، وإدارة إنتاج أحمد عياش.


الغد
منذ 17 ساعات
- الغد
"النهم الليلي".. جوع تصنعه خوارزميات وليس حاجة حقيقية للطعام
تغريد السعايدة مع اقتراب يومها من نهايته، وما أن تبدأ بمطالعة مجموعة من المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بالمأكولات وتحضير الأطباق الشهية، حتى تبدأ شهية نهى نصير بالتزايد، لتجد نفسها تتجه إلى المطبخ في رحلة بحث عن "الزواكي". اضافة اعلان تقول نهى: إن هذا الأمر بات عادة يومية تقريبا، إذ تبدأ خوارزميات السوشال ميديا بعرض عشرات المقاطع التي تستعرض طرق تحضير الطعام بأسلوب سريع وسهل لا يتطلب جهدا كبيرا. وغالبا ما تنتهي هذه الجلسات بتجربتها تحضير بعض الأطباق وتناولها، والخطر الأكبر أنها تفعل ذلك خلال ساعات الليل. تحصد مقاطع تحضير الطعام ملايين المشاهدات بفضل أسلوب المونتاج الجاذب، الذي يستميل إحساس الجوع والرغبة في تناول الطعام، خاصة مع الأطباق التي تحضر بطريقة سريعة وسهلة وسلسة، حتى أصبحت من أكثر أنواع المحتوى مشاهدة ومتابعة عالميا. وبات مئات المشاهير يتبنون هذا الأسلوب لاستقطاب المشاهدين، ويتنافسون فيما بينهم لجذب انتباه مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، الذين تجاوز عددهم وفق إحصاءات رسمية أكثر من 5.24 مليار شخص حتى كانون الثاني من العام الحالي، أي ما يعادل نحو 63.9 % من سكان العالم. وتشير الأرقام إلى أن الأشخاص الذين يمضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي معرضون بشكل مضاعف للإصابة باضطرابات الأكل مقارنة بغيرهم. "كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"، آية قرآنية تحمل دلالة واضحة على النهي عن الإسراف في تناول الطعام، لما يترتب عليه من مخاطر صحية جسدية ونفسية على المدى البعيد. إلا أن الوقت الطويل الذي قد يمضيه الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي، مع وجود محفزات بصرية ونفسية للجوع، قد يسهم في ظهور ما يعرف بـ"النهم المرتبط بالمشاهدات الرقمية". من بين الأمثلة اللافتة، طاه شهير من كوريا الجنوبية يتمتع بأسلوب عرض مميز في تحضير وتقديم الطعام، حيث يظهر الأطباق وكأن تحضيرها لا يستغرق سوى نصف ساعة، ما جذب ملايين المتابعين حول العالم، ودفع كثيرين إلى تقليد وصفاته، خاصة خلال أوقات متأخرة من الليل. كثير من أطباقه تتضمن كميات كبيرة من اللحوم، الأجبان، والمنكهات الغنية، دون النظر إلى تأثيرها الصحي عند تناولها المتكرر. أنسام نصير واحدة من المتابعات الدائمات لهذا الطاهي، وتقول إنها تتابعه بشكل يومي على مختلف منصاته، حيث يقوم بنشر مقطع أو اثنين يوميا. وتشير إلى أنها اعتادت تجربة العديد من وصفاته، خاصة السندويشات، التي تعدها وجبة عشاء خفيفة لها ولعائلتها. وترى أنسام أن الانتشار الكبير لصناع المحتوى المتخصصين في الطهي، وتنوع طرقهم الجذابة في العرض، جعلها تتابع العديد منهم على أمل تعلم وصفات جديدة لإضافتها إلى مائدة عائلتها. لكنها تعترف أن التأثير تجاوز حدود التعلم، حيث باتت طريقة العرض نفسها محفزا لشعور الجوع لديها، ما يدفعها إلى تناول أي أطعمة متوفرة في المنزل، حتى لو لم تكن صحية. تؤكد اختصاصية التغذية سحر العفيف أن ظاهرة الأكل العاطفي باتت منتشرة بشكل ملحوظ بين مختلف الفئات العمرية، حيث يتناول الأشخاص الطعام حتى دون الشعور بالجوع، فقط لمجرد مشاهدة مقاطع تحضير وعرض الأطعمة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتوضح العفيف أن السبب يعود إلى إفراز الدماغ لمادة الدوبامين عند مشاهدة هذه المشاهد، خاصة عندما تترافق مع مؤثرات صوتية جاذبة مثل "قرمشة الأكل" و"صوت المقلاة"، ما يؤدي إلى تفاعل الدماغ وإحساس الشخص بمتعة فورية وكأنه حصل على مكافأة، وهو ما يحفز الرغبة بالأكل حتى دون وجود جوع حقيقي. وفيما يتعلق بتناول الطعام خلال ساعات الليل، يشير مستشار الطب النفسي الدكتور وليد سرحان إلى أن الأكل ليلا، لا سيما أثناء الاستلقاء على السرير، لا يعد مجرد عادة شائعة، بل يرتبط في كثير من الحالات بأسباب نفسية وجسدية مثل اضطرابات النوم، التي قد تؤدي إلى حالة تعرف بـ"النهم الليلي". ويضيف سرحان أن "النهم الليلي" غالبا ما يتسبب في الرغبة بتناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل، وقد يتفاقم الأمر في حالات التوتر والقلق الناتجة عن ضغوط الحياة اليومية، حيث يقبل بعضهم على تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم، حتى أثناء الليل. كما أن تناول وجبات ثقيلة قبل النوم قد يؤثر سلبا على جودة النوم ويزيد من احتمالية حدوث الكوابيس. ويجمع أطباء ومتخصصون على أن شعور الجوع أمر طبيعي، لكن حين يتحفز الدماغ بفعل مؤثرات خارجية مثل المقاطع المصورة والأجواء المحيطة، تتحول الرغبة إلى جوع نفسي لا علاقة له بالحاجة الحقيقية للطعام، خاصة خلال ساعات الليل، وهو ما بات واضحا لدى الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. وترجع اختصاصية التغذية سحر العفيف السبب إلى أن الدماغ يفرز مادة الدوبامين مباشرة عند مشاهدة مقاطع تحضير الطعام، لا سيما عندما تترافق مع أصوات جاذبة مثل "قرمشة الأكل" وصوت "المقلاة"، وغيرها من المؤثرات البصرية والسمعية المحفزة. هذا التفاعل يؤدي إلى شعور لحظي بالسعادة وكأن الشخص حصل على مكافأة فورية، مما يعزز رغبته في تناول الطعام حتى وإن لم يكن جائعا فعليا. أما عن تناول الطعام خلال ساعات الليل دون وجود حاجة جسدية لذلك، فيوضح مستشار الطب النفسي الدكتور وليد سرحان أن هذه العادة لا تقتصر على كونها سلوكا شائعا فحسب، بل تقف وراءها أسباب نفسية وجسدية، أبرزها اضطرابات النوم، التي قد تؤدي إلى ما يعرف بمتلازمة "النهم الليلي". ويبين سرحان أن "النهم الليلي" غالبا ما يترافق مع الرغبة الملحة في تناول الطعام خلال فترة الليل، بالإضافة إلى حالات القلق والتوتر التي قد يعيشها الأفراد خلال يومهم، ما يدفعهم لاستهلاك كميات من الطعام كنوع من التعويض النفسي. ويعد هذا النمط من اضطرابات الأكل شائعا لدى من يعانون من الأرق أو يسهرون لساعات متأخرة. ويضيف سرحان: "بعضهم قد يلجأ لتناول الطعام كطريقة للهروب من مشاعر القلق أو التوتر حتى أثناء الليل، لكن تناول وجبات ثقيلة قبل النوم لا ينعكس فقط على زيادة الوزن، بل قد يسبب اضطرابات في نوعية النوم، ويزيد من احتمالات الكوابيس". وفي المجمل، يعد شعور الجوع أمرا طبيعيا لدى الجميع، غير أن وجود محفزات خارجية قوية، مثل المقاطع المرئية والمسموعة المرتبطة بالطعام، قد يحول هذا الشعور إلى جوع نفسي، يتجاوز الحاجة الفعلية للطعام. وهو ما يؤكده كثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تؤدي الأجواء المحيطة دورا كبيرا في تحفيز الرغبة في تناول الطعام، خاصة خلال ساعات الليل. السهر غالبا ما يترافق مع تصفح الهاتف ومتابعة المقاطع المسلية، على أمل أن تخفف من حدة التوتر، لكن سرعان ما تبدأ مقاطع تحضير الطعام بالظهور، بأسلوب جاذب ولافت وسهل، وهو ما قد يشكل دافعا إضافيا لتناول الطعام مع مرور الوقت، خصوصا أن الشخص في هذه الحالة غالبا "لا يستطيع النوم، فينشأ لديه شعور بالجوع". يضاف إلى ذلك عوامل بيولوجية أخرى، مثل التغيرات في مستويات الهرمونات والحاجة للطاقة، ما يساهم بدوره في الرغبة بتناول الطعام خلال ساعات الليل. ولتبني نظام صحي أكثر توازنا، توضح اختصاصية التغذية سحر العفيف أن الخطوة الأولى تبدأ بكسر دائرة السلوك المعتاد، عبر توجيه الانتباه بعيدا عن مشاهد مقاطع الطعام التي تروج لها مواقع التواصل الاجتماعي. وتنصح بالابتعاد عن الهاتف عند الشعور بالجوع الوهمي، واللجوء إلى شرب الماء أو ممارسة نشاط مختلف، كما يمكن تعديل خوارزميات التصفح عبر تغيير نوعية المحتوى المتابع، حيث إن الخوارزميات تكرر عرض ما يشاهده الفرد بشكل متكرر. وتشير العفيف إلى أن متابعة المحتوى الصحي يمكن أن تساهم في تقليل التفاعل مع مقاطع الطعام غير الصحي. وإن تعذر ذلك، تنصح باختيار بدائل صحية خفيفة خلال ساعات الليل، مثل: اللبن مع العسل بدلا من الحلويات، تحضير بودينغ صحي، الفشار كبديل عن المقرمشات غير الصحية، أو تناول الفواكه المحمصة في الفرن، إضافة إلى المشروبات الدافئة مثل الماء مع الليمون أو شاي الأعشاب. وتؤكد أن الإنسان يمكنه تدريب نفسه على هذه العادات، حيث تشير الدراسات النفسية إلى أن أي عادة يمكن تغييرها بعد الاستمرار على نمط جديد لمدة 21 يوما متتالية. وتضيف العفيف أن مستقبلات التذوق في اللسان تعتاد تدريجيا على النكهات الصحية مع مرور الوقت، ما يُقلل من اشتهاء الأطعمة غير الصحية. وتوصي بضرورة التعرف على الأسباب التي تدفع الشخص إلى تناول الطعام ليلا، سواء كانت نفسية أو سلوكية، والعمل على مواجهتها، كأن يدون ملاحظات تحفيزية لمساعدته في تنظيم سلوك الأكل، سواء على مكتبه أو في غرفته، أو حتى على باب الثلاجة. اقرأ أيضاً: السوشال ميديا ودعوتها المبطنة للفرار من الجسد