
«عوسجة داود وأرزة لبنان»: نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى!!
وبالتالي، فإنّ ذلك يعني بالنسبة إلى وطن الارز طي ملف التوطين نهائياً، والقبول بخرق واحدة من لاءات الدستور اللبناني: «لا للتوطين». وإنّ الفكر التلمودي المتمكن من سلوك نتنياهو لا يقيم وزناً للبنان، ولا يعترف به كياناً متمايزاً عن حدود أرض الميعاد، وذلك إنطلاقاً من سفر القضاة 9: 15 «إن كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكاً، فتعالوا واحتموا تحت ظلي .وإلّا فتخرج ناراً من العوسج وتأكل أرز لبنان». هذا هو شعور إسرائيل تجاه لبنان منذ تكوينه التاريخي. وهو ما أعادني بالذاكرة إلى الوزير الراحل ميشال إده في كتاباته وإطلالاته المتلفزة والمذاعة، التي تحدث فيها عن مخاطر الصهيونية وآثارها السلبية على صورة التنوع ضمن الوحدة، والوحدة ضمن التنوع في منطقة الشرق العربي، محذراً من محاولاتها الإيقاع بين المكونات الدينية والطائفية والعرقية فيها، والعبث بنظام التعايش الذي كان يسودها، وذلك بدعم أو على الأقل بإغضاء من الإدارات الأميركية المتعاقبة بمحافظيها الجدد الجمهوريين وبديموقراطييها الذين كانوا وراء صعود موجة التطرّف الإسلامي باعتراف هيلاري كلينتون.
ويرفد آباء الحركة المسيحية -المتصهينة أدبيات نتنياهو النافية للآخر المختلف، وهي تنطلق من مفاهيم عنصرية طالما كانت كامنة في رأسه وقلبه، في انتظار الوقت المناسب للجهر بها، وهو يعتقد انّ الوقت قد حان. وفي معرض ذكر إده- رحمه الله- لا بدّ من التوقف عند محاضرات الأب بولس عبود الغسطاوي (نسبة إلى بلدة غوسطا - كسروان)، الذي كانت له سلسلة محاضرات ألقاها في يافا، نبّه فيها الفلسطينيين والعرب مسلمين ومسيحيين، إلى شرّ ما تبيته لهم الحركة الصهيونية. داعياً إياهم إلى الحذر ووحدة الصف لإحباط هذا المخطط. كان ذلك في العام 1921، لكنه كان كمن يغني في طاحون، وأُبعد إلى لبنان بعد ضغوط على رؤسائه الروحيين من جانب الانتدابين البريطاني والفرنسي، لأنّه كان مصدر إزعاج للصهاينة الذين كانوا يحضّرون الأرض للتحوّل الكبير في بنية المنطقة غداة الحرب العالمية الأولى. ولم تتمكن النخب المؤيدة لطروحات الأب عبود من تشكيل «لوبي» موازٍ لإحباط هذا المخطط.
كما لا يسعني في هذا المجال إلّا أن أذكر النائب الراحل والقانوني والصحافي يوسف الخازن، عضو اللجنة الأولى المكلّفة صوغ دستور البلاد بعد إعلان «دولة لبنان الكبير» عام 1920، الذي وضع دراسات وابحاثاً، وألقى محاضرات أظهر فيها خطر الصهيونية وتداعيات إنشاء الكيان الإسرائيلي.
ولا أنسى كتابات نجيب العازوري الذي نبّه في نهاية القرن التاسع عشر إلى خطة صهيونية لإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين. واللافت أنّ إده، عبود، الخازن والعازوري هم موارنة «أقحاح».
إنّ ما أعلنه نتنياهو عن قيام «دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات»، يبعث على القلق بعد حرب غزة، والحرب في لبنان، حيث احتل وقتل ودمّر، وتوغّل عميقاً في الأراضي السورية، وخصوصاً في منطقة الجولان ومرتفعاتها، ومواقع في جبل الشيخ، وأخرى في جنوب البلاد، خصوصاً انّه يتحدث بنشوة المنتصر الذي يتهيأ لمغامرات أوسع. لبنان لا يزال في عين الإعصار، فمنذ القرون الغابرة وعوسجة داوود تتربص بأرزة لبنان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 23 دقائق
- بيروت نيوز
القرار معلّق على شرط مستحيل التحقيق قريبا
بدا رئيس الجمهورية جوزيف عون ، في المقابلة التلفزيونية التي اجراها امس، واضحًا وصريحا، ووجه رسائل حاسمة في ملف السلاح، وهو الملف الأكثر حساسية وخطورة على الساحة اللبنانية. الرئيس اوحى بوضوح أن مسألة حصر السلاح ليست للتفاوض علما انها لا يمكن فرضها باندفاع أو بعجلة، بل هي مرتبطة بجملة شروط ومعطيات دولية وإقليمية، في مقدمها الموقف من إسرائيل. ولعل ربط عون موافقة الدول المعنية لم يكن مجرد موقف سياسي تقليدي، بل أتاح للرئيس أن يجد مدخلًا عمليًا لـ'النزول عن الشجرة'، وهو التعبير الذي استخدمه المراقبون للتعبير عن إمكانية التراجع عن سقف مرتفع تم تبنيه في جلسات الحكومة السابقة. أهمية ما قاله الرئيس تكمن في ربطه تنفيذ القرار الصادر عن الحكومة بموافقة الدول المعنية، بما فيها إســرائيل. فهذا يشير بوضوح إلى أن أي تطبيق فعلي لا يمكن أن يتم إلا إذا انسحبت إســرائيل والتزمت بوقف الاعتداءات المستمرة. وبذلك، فإن السقف الذي تم رفعه في النقاشات حول مهلة حصر السلاح يصبح مشروطًا بمتغيرات خارجية، لا قدرة للبنان وحده على ضبطها أو حسمها. هذا الكلام يعني ببساطة أن الدولة اللبنانية لن تسير في تنفيذ القرار وفق المهل المحددة ما لم تتغير المعادلة الإقليمية. هذه الإشارة تحمل انعكاسات داخلية بالغة الأهمية. فهي تفتح الباب أمام التهدئة بدل المواجهة، وتتيح إمكانية إطفاء الحريق السياسي والأمني الذي أشعلته قرارات الحكومة. فبدل الذهاب مباشرة إلى التصادم الداخلي، وضع الرئيس شرطًا يجعل الأمور أكثر ضبابية، ويتيح للنقاش السياسي أن يستمر دون الانتقال إلى صدام ميداني مباشر. لكن في المقابل، لا يمكن تجاهل رسائل 'حزب الله' الواضحة. 'الحزب' أرسل إشارات حاسمة أن أي مبادرة عملية لنزع السلاح ستُواجَه، وأن المسألة ليست موضع مساومة داخلية. هذا يعني أن كل محاولة لتطبيق القرار بشكل منفرد ستقود حتمًا إلى اشتباك ميداني وعسكري، وهو ما قد يجر البلاد إلى مرحلة خطيرة. فالسيناريو الأكثر سوداوية قد يصل إلى حد انفراط عقد الدولة وتفكك انتظامها العام. في ضوء هذه التطورات، يمكن القول إن كلام رئيس الجمهورية منح لبنان فسحة لالتقاط الأنفاس. فهو لم يلغِ القرار، لكنه علّقه على شرط مستحيل التحقيق في المدى القريب، ما يجعل الأزمة مؤجلة أكثر مما هي محلولة. وبين إصرار 'حزب الله' على مواجهة أي محاولة لنزع السلاح، وربط الرئيس المسألة بعوامل خارجية، يبدو أن لبنان دخل في مرحلة جديدة من المراوحة، قد تكون أقل خطورة على المدى القصير، لكنها تحمل في طياتها أزمات أعمق إذا لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة. بهذا المعنى، ما خرج به الرئيس في مقابلته لم يكن مجرد موقف سياسي عابر، بل مدخل استراتيجي يتيح له التنصل من التزامات غير قابلة للتنفيذ، وفي الوقت نفسه يترك الباب مفتوحًا أمام النقاشات، على أمل أن تُنتج الظروف لاحقًا مخرجًا يجنّب لبنان كارثة الانفجار الداخلي.


القناة الثالثة والعشرون
منذ 36 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
خلال استقباله براك وأورتاغوس... عون يحدد "المطلوب"
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، خلال استقباله في قصر بعبدا السفير الأميركي توماس براك ونائب المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، أنّ المطلوب في هذه المرحلة هو التزام الأطراف الأخرى بمضمون ورقة الإعلان المشتركة، مشدداً على ضرورة تعزيز دعم الجيش اللبناني وتسريع الخطوات الدولية اللازمة لإطلاق ورشة إعادة الإعمار في المناطق التي طالتها الاعتداءات الإسرائيلية. وكان براك قد أكد بعد لقائه عون أنّ بلاده "تشعر بالأمل"، مشيراً إلى أنّ الأسابيع المقبلة قد تشهد تقدماً ملموساً ينعكس حياة أفضل للشعب اللبناني وللجيران. وقال براك إنه ناقش مع الرئيس عون مسألة نزع سلاح حزب الله، لافتاً إلى أنّ هذا القرار يخص الدولة اللبنانية وحدها. وأضاف أنّ "نزع السلاح يخدم الطائفة الشيعية لأنها طائفة لبنانية، والنتائج الإيجابية ستشمل لبنان كله"، مشدداً على أنّ الحكومة اللبنانية اتخذت الخطوة الأولى، والآن على إسرائيل أن تتماشى مع ذلك. وأوضح براك أنّه "بعد خطوة لبنان هناك خطوة منتظرة من إسرائيل، وعلى الجميع أن يتعاون بعيداً عن العدائية والمواجهة"، داعياً حزب الله إلى "رؤية الخيار الأفضل، فهل من خيار أفضل من حصر السلاح؟ إنّ ما يحصل هو فرصة للسلام والازدهار". وأكد أنّ "حزب الله لا يمكن أن يأخذ شيئاً دون تقديم مقابل"، مشيراً إلى أنّ الجيش اللبناني سيكون الضامن الأمني لمسألة نزع سلاح الحزب. ولفت الموفد الأميركي إلى أنّ بلاده "لا تعمل على تخويف أحد، فالنتائج الإيجابية تشمل الحزب ولبنان وإسرائيل معاً، ونرتكز على الازدهار المستقبلي وليس الترهيب". وأكد أنّ واشنطن "لا تحمل أي تهديد بشأن نزع سلاح حزب الله، وهناك تعاون من الجميع"، مضيفاً، "لم نقدّم أي اقتراح لإسرائيل بشأن نزع سلاح حزب الله". وبخصوص رفض حزب الله تسليم السلاح، شدّد براك على أنّه "لا تفكير بتوجيه أي تهديدات، فالتعامل مع حزب الله هو إجراء لبناني بحت، ودورنا كان إرشادياً". وعن عودة مورغان اورتاغوس قال براك: "اعدنا السيدة اورتاغس كجزء من فريقنا بتوصية من الرئيس ترامب". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون 24
منذ 40 دقائق
- ليبانون 24
لا إحتفال هذا العام لـ"أمل"
من المُقرر ألا تُقيم حركة "أمل" هذا العام أي احتفالٍ مركزي بمناسبة تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، فيما سيكتفي رئيس مجلس النواب نبيه بري بكلمةٍ مركزية من عين التينة مثلما حصل العام الماضي. وتقول مصادر مقربة من "أمل" إنَّ عدم إقامة أي فعالية شعبية للعام الثاني على التوالي مردّه عدم استقرار الوضع الأمني، ناهيك عن أن الحزن ما زال يخيم على أبناء الجنوب ولبنان باستشهاد الأمين العام لـ" حزب الله" الشهيد السيّد حسن نصرالله ، وهو الأمر الذي أثر بشدة على الرئيس بري. وذكرت المصادر أنَّ ذكرى الإمام الصدر هذا العام والتي جاءت تحت عنوان " لبنان وطني نهائي"، تحملُ رسالة واضحة عن التمسك بكيان لبنان الموحد لجميع أبنائه، وبالتالي رفض أي شكل من الأشكال التقسيم والشرذمة.