
الحب التاريخي بين اميركا وايران…… /1
يصف الكثير من المحللين السياسيين المعتبرين في اميركا علاقة امبركا وايران بعلاقة الحب الازلي او الحب الاول الذي لايموت رغم الفراق وتاريخ العلاقات الاميركية الايرانية بدأ فعليا بعد ان طلبت بريطانيا من اميركا مساعدتها في التخلص من حكم الدكتور مصدق بداية خمسينات القرن الماضي وفعلا قامت وكالة المخابرات المركزية الأميركية باسقاط حكومة مصدق التي كانت تمتلك دعما شعبيا لانظير له وبعملية استخبارية لاتزال يتم تدريسها في المعاهد الامنية ومراكز الدراسات الاستخبارية وبعد اسقاط مصدق وعودة الشاه محمد رضا بهلوي للحكم توطدت العلاقات الاميركية الايرانية بشكل لامثيل له بل ان نصف الحماية الخاصة لشاه ايران كانوا اميركان وبعضهم اصبحوا ممثلين سينما مثل كيفن كوستنر… وعندما اندلعت التظاهرات في ايران نهاية عام ١٩٧٧وبداية عام 1978 كانت مؤشرات ومعلومات جهاز السافاك الايراني تشير الى اصابع اميركية وذلك لسببين اولا ان مستشار الامن القومي الاميركي وقتها زينغو بريجنسكي كان من اصحاب نظرية تغيير شكل الحكم في ايران ولان بريجنسكي طلب من البريطانيين ايقاف دفع الرواتب الشهرية التي كانت تدفعها المخابرات البريطانية لرجال الدين في ايران والتي بلغت كلفتها عام؛ 1976 اربعمائة مليون دولار وهو رقم كبير جدا وقتها وفعلا اندلعت ثورة شعبية ويقودها الامام الخميني وكانت التعليمات للمتظاهرين تنقل عبر خطب الخميني التي تسجل على شريط كاسيت وتوزع في المدن الايرانية ولن اطيل بالشرح ولكن عندما تم طرد الخميني من العراق وذهابه بعدها للجزائر حيث بقي مدة من الزمن وتم التفاهم بين الاميركان والخميني عن طريق صادق قطب زادة الذي كان بعتبر الصندوق المغلق للخميني وكاتم اسراره ومسؤول الاتصالات السرية الخاصة بالخميني وكان الخميني يقول عن صادق قطب زادة انه ابنه.. وبالفعل تمخضت الاتصالات التي قام بها صادق قطب زادة مع الاميركان عن موافقة الحكومة الفرنسية على استقبال الخميني في فرنسا.. وكانت اقامته في ضاحية باريسية اسمها نوفل دي لاشاتو وبدأت الصحف ومحطات التلفزيون تجري مقابلات مع الخميني وكان كل ذلك بدعم من المخابرات الفرنسية التي كانت تنسق مع المخابرات الاميركية وكان عراب الاتصالات كلها مع كل الاطراف هو صادق قطب زادة الذي نقل للاميركان وجميع الدول ان الخميني لن يقف بوجه مصالحهم ولن يأخذ موقفا إيجابي من الاتحاد السوفييتي وقتها وتم كل شيء بسرعة وتم نقل الخميني بطائرة فرنسية الى طهران وتمت سيطرة الخميني على الامور بعد تطمينات بجعل نظام الحكم ديمقراطيا وتعدد الاحزاب باستثناء الحزب الشبوعي الايراني (تودة) ولكن بعد تسعة اشهر قام اتحاد الطلبة المسلمين بالاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران واحتجاز موظفيها كرهائن وبدأت ازمة كبيرة بين اميركا وايران ولكن مع كل هذه الازمات والمشاكل كان المستفيد الاول منها اميركا لانها خوفت دول الخليج العربي النفطية من الخميني وثورته التي ستمتد الى دول الخليج خصوصا مع حصول اضطرابات في البحرين وقتها… وكان السبب الرئيسي لاحتحاز الدبلوماسيين الاميركان هو ايهام الخميني بان اميركا تتأمر عليه وهذا مانفاه صادق قطب زادة للخميني بعد اجراءه اتصالات مع الاميركان ووقتها كان هناك صراع يدور داخل السلطة في ايران بين مايوصف بالجناح المدني والجناح المتشدد المكون من رجال الدين وهذا الصراع تحول الى صراع عنيف حيث قامت مجاهدي خلق بعمليات اغتيال لكبار رموز السلطة وخصوصا الجناح المتشدد وقتلت رئيس الجمهورية المعين حديثا بدلا من ابو الحسن بني صدر الذي هرب خارج ايران وقتلت اغلبية القيادات ورئيس الوزراء وهنا ضغط الجناح المتشدد على الخميني واقنعوه بان يقوم باعدام صادق قطب زادة لانه عميل اميركي وانه هو عراب تغيير النظام وفعلا تم اعدام صادق قطب زادة الذي قال عنه الخميني وهو يصادق على قرار اعدامه انه يشعر بالالم لانه وقع قرار اعدام صادق قطب زادة.. ووقتها كانت الحرب العراقية الايرانية مشتعلة وكان الوضع الداخلي سيء جدا وكانت ثقافة الايرانيين وقتها ان كل مشاكلهم من الشيطان الاكبر الذي هو اميركا وان صدام حسين هو الشيطان الأصغر ومعه إسرائيل ومن هذه الترهات والاقاويل… ولكن.. بعدها باشهر بدأت اسرائيل بتزويد ايران بالاسلحة وقطع غيار الطائرات واطارات الطائرات وقذائف مدافع 175ملم والتي كان الايرانيون يعانون من نقص شديد فيها بل ان اغلب طائراتهم كانت متوقفة عن الخدمة بسبب نقص الاطارات وقطع الغيار وطبعا اسرائيل لم تزود ايران بالأسلحة الا بعد ان اخذت موافقة اميركا وكان الوسيط بين إيران واسرائيل تاجر اسلحة اسرائيلي من أصل ايراني اسمه يعقوب نمرودي ووالكل يتذكر فضيحة سقوط الطائرة الأرجنتينيةالتي كانت تنقل الأسلحة… وغدا نكمل لكم المقال…

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ ساعة واحدة
- موقع كتابات
بميزانية 2026 .. ترمب يطالب بزيادة الإنفاق على المُسيّرات والصواريخ
وكالات- كتابات: أظهرت بنود في ميزانية الدفاع الأميركية للعام المقبل 2026؛ أن الرئيس 'دونالد ترمب'، طلب زيادة أجور القوات، وتخصيص المزيد من التمويل للصواريخ عالية التقنّية والطائرات المُسيّرة، مع خفض عدد الوظائف في 'البحرية' وتقليص شراء السفن والطائرات المقاتلة بهدف توفير الأموال. وبلغ إجمالي الطلب لميزانية الدفاع والأمن القومي: (892.6) مليار دولار، دون تعديل يُذكر مقارنة بالعام الجاري. كما تشمل الميزانية أيضًا تمويل الأنشطة المرتبطة بالأسلحة النووية التابعة لـ'وزارة الطاقة'، فضلًا عن زيادة تمويل الأمن الداخلي، ما يعكس توجّه 'ترمب' لإعادة توجيّه الموارد نحو أولويات محدَّدة. وقال 'البيت الأبيض'؛ إن الميزانية تهدف إلى: 'ردع التصرفات العدائية من الصين' في منطقة المحيطين 'الهندي والهاديء'، إلى جانب دعم القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية. وتم إدراج الجزء الأكبر من تمويل (القبة الذهبية)؛ نظام الدفاع الصاروخي الذي يتبنّاه 'ترمب'، في طلب ميزانية منفصل عن المقترح المَّرسل إلى 'الكونغرس'. خفض مشتريات ' F-35 ' وتقليص الموظفين المدنيين.. وتضمّنت ميزانية 2026؛ طلبًا لشراء (47) طائرة مقاتلة من طراز (F-35)، التي تصنَّعها شركة (لوكهيد مارتن)، مقارنة بطلب: (68) طائرة ضمن ميزانية إدارة الرئيس السابق؛ 'جو بايدن'، للسنة المالية 2025. كما شملت الميزانية طلب شراء ثلاث سفن حربية فقط، في حين قالت 'البحرية الأميركية' إن شراء سفن إضافية سيُدرج ضمن قانون منفصل. وبحسّب الخطة؛ سيتم خفض عدد الموظفين المدنيين في 'البحرية الأميركية' بمقدار: (7286) وظيفة، بينما يُتوقع تقليص التكاليف عبر سحب الأسلحة القديمة مرتفعة الكلفة التشغيلية، بما في ذلك بعض السفن والطائرات. تجربة 'أوكرانيا' تُعيّد الاعتبار للطائرات المُسيّرة.. وتُعزّز الميزانية المقترحة الإنفاق على الطائرات المُسيّرة الصغيرة، في ضوء التجارب الميدانية التي أظهرت فاعليتها في النزاعات منخفضة الكلفة، وخاصة في الحرب الدائرة في 'أوكرانيا'، حيث برز دور هذه الطائرات في العمليات القتالية. ويُمثّل الإنفاق الدفاعي نحو نصف الميزانية التقديرية لـ'الولايات المتحدة'، فيما يُخصّص الجزء المتبقي لقطاعات أخرى كالنقل، والتعليم، والدبلوماسية، وسواها من الوزارات المدنية.


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
بعد حرب الـ12 يوماً.. العراق يتجاوز "صدمة مزدوجة" ويخرج بـ"التعادل"
شفق نيوز/ كشف المستشار المالي والاقتصادي للحكومة العراقية مظهر محمد صالح، اليوم الخميس، عن الأثر "المزدوج" الذي خلفته الحرب الإيرانية – الإسرائيلية (التي استمرت 12 يوماً) على الاقتصاد العراقي، مؤكداً أن البلاد خرجت عند "نقطة التعادل" بين المكاسب والخسائر. وقال صالح، لوكالة شفق نيوز، إن "نتيجة الحرب الأخيرة التي دامت اثني عشر يوماً، حدثت ما تُعرف بالصدمة الاقتصادية الموجبة، التي أدت إلى علاوة سعرية في متوسط أسعار نفوط العالم، بما في ذلك العراق، بنسبة تتراوح بين 6% إلى 7% على كل برميل نفط مُصدر من البلاد، وفق معادلة التسعير المعتمدة". وأضاف أن "هذه العلاوة السعرية وفرت، خلال فترة قصيرة، إيرادات إضافية تقدر بين 150 إلى 160 مليون دولار، بافتراض أن حجم التصدير يبلغ 3.3 ملايين برميل يومياً، وذلك دون أن تتأثر الصادرات النفطية رغم تهديدات إغلاق الخليج". في المقابل، أشار صالح إلى أن "الاقتصاد العراقي تعرض أيضاً إلى صدمة اقتصادية سالبة"، موضحاً أن "كلفة الاستيرادات ارتفعت بفعل اضطرابات سوق التأمين البحري، وتذبذب الأسعار العالمية، وارتفاع تكاليف الشحن، إلى جانب خسائر في قطاع النقل الجوي، وتأخر سلاسل التوريد، وفقدان رسوم المرور الجوي، بالإضافة إلى خسارة السياحة الأجنبية الدينية على مدار أيام الحرب". وأكد أن "الخسائر غير المباشرة تعادل تقريباً الإيرادات الإضافية من العلاوة النفطية، ما يجعل الاقتصاد العراقي عند حالة من (اللايقين المحايد)، دون ربح فعلي أو خسارة مالية صافية". ورأى صالح أن "هذه الربحية المؤقتة في أوقات الحرب لا يمكن البناء عليها في رسم سياسات اقتصادية مستدامة، بل ينبغي العمل على إنشاء صندوق طوارئ سيادي لامتصاص الصدمات وتقليل اضطراب الإنفاق العام، وتمويل نفقات الطوارئ من دون اللجوء إلى الاقتراض أو التقشف المفاجئ، فضلاً عن تقوية منافذ التصدير النفطي بما لا يقل عن أربعة منافذ مستقلة".


الحركات الإسلامية
منذ 4 ساعات
- الحركات الإسلامية
تنديد فلسطيني بهجمات المستوطنين في الضفة الغربية... البيت الأبيض: إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب قبل الضربات الأميركية... ترمب يشيد بالتزام «الناتو» رفع الإنفاق الدفاعي
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 26 يونيو 2025. أ ف ب..تنديد فلسطيني بهجمات المستوطنين في الضفة الغربية قال حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، اليوم الأربعاء، إن الحكومة الإسرائيلية تدفع المنطقة نحو الانفجار بسلوكها وقراراتها. عربدة وعنف المستوطنين بحماية جيش الاحتلال هو قرار سياسي من حكومة اسرائيل ينفذ بأيدي المستوطنين . حكومة اسرائيل بسلوكها وقراراتها تدفع المنطقة للانفجار ، نطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية ابناء شعبنا الفلسطيني. وأضاف الشيخ في منشور بحسابه على «إكس»: «عربدة وعنف المستوطنين بحماية جيش الاحتلال قرار سياسي من حكومة إسرائيل ينفذ بأيدي المستوطنين»، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الفلسطينيين. من جانبها، أدانت وزراة الخارجية الفلسطينية هجمات المستوطنين في الضفة الغربية وطالبت بفرض عقوبات دولية عليهم. وتابعت في بيان أنها تحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن «الجرائم المستمرة». كما دعت المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن للتحرك العاجل لتوفير حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين. وأضافت «نطالب بمساءلة ومحاسبة منظمات المستوطنين وفرض عقوبات فورية على الجهات التي تدعمهم وتوفر لهم الحماية السياسية والأمنية». ترمب يطلب مزيداً من الطائرات المسيرة والصواريخ في ميزانية «الدفاع» للعام المقبل أظهرت بنود لميزانية الدفاع، للعام المقبل، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب طلب زيادة أجور القوات ومزيداً من الصواريخ عالية التقنية والطائرات المسيَّرة، مع خفض الوظائف في البحرية، وشراء عدد أقل من السفن والطائرات المقاتلة لتوفير المال. وجرى طلب 892.6 مليار دولار لميزانية الدفاع والأمن القومي، دون تغيير عن العام الحالي. وتضع الميزانية، التي تشمل أيضاً الأنشطة المتعلقة بالأسلحة النووية التي تقوم بها وزارة الطاقة وتزيد من تمويل الأمن الداخلي، بصمة ترمب على الجيش من خلال سحب الأموال من الأسلحة والخدمات لتمويل أولوياته، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وقال البيت الأبيض إن التمويل سيُستخدَم لردع التصرفات العدائية من الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وإنعاش القاعدة الصناعية الدفاعية. وتم إدراج معظم التمويل المطلوب للدرع الصاروخية المسماة «القبة الذهبية» التي يتبناها ترمب، في طلب ميزانية منفصل وليس جزءاً من الاقتراح الأحدث الذي أُرسل إلى الكونغرس. وفي ميزانية 2026، طلب ترمب عدداً أقل من طائرات «إف - 35»، التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتن»، و3 سفن حربية فقط. وقالت البحرية إنه من المتوقع إدراج شراء سفن أخرى في مشروع قانون منفصل. وتطلب الميزانية زيادة رواتب القوات بواقع 3.8 في المائة، وتقلل التكاليف عن طريق سحب الأسلحة القديمة الأعلى تكلفة في التشغيل، بما في ذلك السفن والطائرات. وبموجب الخطة، ستخفض البحرية موظفيها المدنيين بإجمالي 7286 شخصاً. وخلال ميزانية العام الأخير من عمر إدارة الرئيس السابق جو بايدن جرى طلب 68 طائرة من طراز «إف - 35» للسنة المالية 2025، وفي المقابل طلب ترمب 47 طائرة مقاتلة فقط للسنة المالية 2026. وتعزِّز الميزانية التي طلبها ترمب أيضاً الإنفاق على الطائرات المسيّرة الصغيرة، ويرجع ذلك لأسباب؛ منها الدروس المستفادة في أوكرانيا، حيث أثبتت تلك الطائرات أنها جزء لا يتجزأ من القتال الحربي منخفض التكلفة، مرتفع الفعالية. ويمثل الإنفاق الدفاعي عادة نحو نصف الميزانية التقديرية للولايات المتحدة، ويذهب الباقي إلى النقل والتعليم والدبلوماسية وغيرها من الوزارات. استخدام «القوة العسكرية الساحقة»... «عقيدة ترمب» تبرر الضربات الأميركية على إيرا عندما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقصف مواقع نووية إيرانية يوم الأحد بقاذفات «بي-2»، تجاوز تردده المعتاد في استخدام القوة العسكرية، ليجر الولايات المتحدة مباشرة إلى حرب خارجية ويثير قلق العديد من مؤيديه من أنصار مبدأ «أميركا أولاً». ويقول نائب الرئيس جي دي فانس إن هناك اسماً لطريقة التفكير الكامنة وراء القرار وهو: عقيدة ترمب، وفقاً لوكالة «رويترز». وحدد فانس عناصرها في تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء وهي التعبير عن مصلحة أميركية واضحة، ومحاولة حل المشكلة عبر الدبلوماسية، وإذا فشل ذلك، فعليك «استخدام القوة العسكرية الساحقة لحلها، ثم اخرج من هناك قبل أن يتحول الأمر إلى صراع طويل الأمد». ولكن تبدو العقيدة الجديدة بالنسبة لبعض المراقبين محاولة لتقديم إطار عمل منظم لوصف سياسة خارجية تبدو في كثير من الأحيان متباينة وغير متوقعة. وقال المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر، وهو باحث كبير في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، «من الصعب بالنسبة لي أن أتعامل بجدية مع شيء يسمى (عقيدة ترمب)». وأضاف: «لا أعتقد أن ترمب لديه عقيدة. أعتقد أن ترمب يتبع حدسه وحسب». جاء قرار ترمب بالتدخل في الصراع بين إسرائيل وإيران بعدما قال الزعيم الأعلى علي خامنئي إن طهران لن تتخلى عن قدرتها على تخصيب اليورانيوم. وبعد فترة وجيزة من القصف الأميركي، أعلن ترمب عن وقف لإطلاق النار صمد في الغالب. وأمس (الأربعاء)، تعهد ترمب مجدداً بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وقال إن المحادثات مع طهران ستستأنف الأسبوع المقبل. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي، رداً على طلب للتعليق: «الرئيس ترمب ونائب الرئيس فانس هما الفريق المثالي لأنهما يتشاركان نفس رؤية (السلام من خلال القوة) للسياسة الخارجية». مخاوف الأميركيين يواجه ترمب ضغوطاً لتفسير قراره بالتدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني. وكان فانس، الذي عبر في السابق عن تأييده لسياسة الانعزال، بمثابة أحد المبعوثين الرئيسيين للإدارة في هذه القضية. ومما ساعد ترمب في كسب أصوات الناخبين قوله إن الحروب «الغبية» التي قادتها واشنطن في العراق وأفغانستان أغرقت الولايات المتحدة في مستنقع، وإنه سيعمل على تجنب الدخول في ورطات خارجية. والتزم بهذا التعهد في الغالب، مع بعض الاستثناءات تمثلت في استخدام القوة ضد الحوثيين الذين كانوا يشنون هجمات من اليمن هذا العام، وأوامره بقتل زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في عام 2019 والقيادي بـ«الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) 2020. لكن احتمال انجرار الولايات المتحدة إلى صراع طويل الأمد مع إيران أغضب الكثيرين في الجناح الانعزالي بالحزب الجمهوري، بمن فيهم مؤيدون بارزون لترمب مثل الخبير الاستراتيجي ستيف بانون والإعلامي المحافظ تاكر كارلسون. وتعكس استطلاعات الرأي أيضاً قلقاً بالغاً بين الأميركيين بشأن ما قد يأتي بعد ذلك. فقد عبر نحو 79 في المائة من الأميركيين الذين شملهم استطلاع للرأي أجرته «رويترز/إبسوس» وانتهى يوم الاثنين عن قلقهم «من احتمال استهداف إيران للمدنيين الأميركيين رداً على الغارات الجوية الأميركية». وقالت ميلاني سيسون، وهي باحثة كبيرة في السياسة الخارجية في معهد «بروكينجز»، إن فانس يحاول على ما يبدو إرضاء الجناح اليميني لترمب من خلال «محاولة معرفة طريقة شرح كيف ولماذا يمكن للإدارة الأميركية تنفيذ عمل عسكري دون أن يكون ذلك تمهيداً لحرب». وبالنسبة للبعض، تبدو «عقيدة ترمب» التي طرحها فانس حقيقية. وقال كليفورد ماي، مؤسس ورئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، وهي مؤسسة بحثية: «قدم فانس ملخصاً دقيقاً لنهج الرئيس ترمب خلال الأيام القليلة الماضية تجاه الصراع في الشرق الأوسط». وأضاف: «قد يعتقد معظم المحللين الخارجيين، وبالتأكيد معظم المؤرخين، أن مصطلح (عقيدة) قاصر. ولكن إذا ما بنى الرئيس ترمب على هذا الاستخدام الناجح للقوة الأميركية، فستكون تلك عقيدة مروعة يتباهى بها الرئيس ترمب». ومع ذلك، فإن استمرار إطار العمل الجديد سيعتمد على الأرجح على كيفية انتهاء الصراع الحالي. وقالت ريبيكا ليسنر، الخبيرة في مجلس العلاقات الخارجية، إن من السابق لأوانه «إعلان أن هذا كان نجاحاً باهراً أو أنه كان فشلاً استراتيجياً ذريعاً». وأضافت: «نحن بحاجة إلى أن نرى كيف ستمضي الدبلوماسية وإلى أين سنصل في الواقع من حيث تقييد ووضوح وبقاء البرنامج النووي الإيراني». البيت الأبيض: إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب قبل الضربات الأميركية أكّد البيت الأبيض، أمس (الأربعاء)، أنّ إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب قبل الضربة العسكرية التي وجّهتها الولايات المتّحدة لثلاث منشآت نووية. وشنّ الرئيس دونالد ترمب هجوماً عنيفاً على وسائل إعلام أميركية بعدما نشرت تقريراً سرّياً للاستخبارات الأميركية يُشكّك بفاعلية الضربة العسكرية التي نفّذتها الولايات المتّحدة دعماً لإسرائيل واستهدفت 3 مواقع نووية في إيران؛ هي فوردو (جنوب طهران) ونطنز وأصفهان (وسط). ومنذ تنفيذ تلك الضربات النوعية لا ينفكّ ترمب يؤكّد أنّها أسفرت عن تدمير المنشآت النووية الثلاث بالكامل. لكنّ خبراء طرحوا احتمال أن تكون إيران قد استبقت الهجوم بإفراغ هذه المواقع النووية من مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب والبالغ نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المائة. والأربعاء، قالت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية: «أؤكّد لكم أنّ الولايات المتحدة لم تتلقَّ أيّ دليل على أنّ اليورانيوم العالي التخصيب قد نُقل قبل الضربات»، مؤكدة أنّ المعلومات التي تفيد بخلاف ذلك هي «تقارير خاطئة». وأضافت: «أما بشأن ما هو موجود في المواقع الآن فهو مدفون تحت أنقاض هائلة نتيجة نجاح ضربات ليلة السبت». بدوره، أكّد جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، في بيان، الأربعاء، أنّه وفقاً «لمعلومات موثوق بها» فإنّ برنامج طهران النووي «تضرّر بشدّة من جرّاء الضربات الموجّهة الأخيرة». وأضاف البيان أنّ «هذا الأمر يستند إلى معلومات جديدة من مصدر/طريقة موثوق بها ودقيقة تاريخياً، تفيد بأنّ منشآت نووية إيرانية رئيسية عديدة قد دُمّرت، وإعادة بنائها قد تستغرق سنوات عدّة». وأقرّت طهران، الأربعاء، بتضرّر منشآتها النووية بشكل كبير جرّاء القصف الإسرائيلي والأميركي خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً. وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قد قال لقناة «فرانس-2» التلفزيونية الفرنسية، إنّ «الوكالة لم تعد قادرة على مراقبة هذه المادة من لحظة بدء الأعمال القتالية (...) لا أريد إعطاء الانطباع بأنّ (اليورانيوم المخصّب) قد ضاع أو تمّ إخفاؤه». وبحسب وثيقة سرية نشرتها شبكة «سي إن إن»، الثلاثاء، فإنّ الضربات الأميركية لم تؤدِّ سوى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، دون تدميره بالكامل، وذلك خلافاً لما دأب ترمب على قوله. وأثار نشر هذه الوثيقة غضب ترمب الذي أعلن على وجه الخصوص أنّ وزير الدفاع بيت هيغسيث سيعقد مؤتمراً صحافياً صباح الخميس في الساعة الثامنة (12.00 ت.غ)، «للدفاع عن كرامة طيارينا الأميركيين العظماء». ترمب يشيد بالتزام «الناتو» رفع الإنفاق الدفاعي اتفق قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال قمتهم في لاهاي، أمس الأربعاء، على زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي، في خطوة أشاد بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعدّها «انتصاراً هائلاً للولايات المتحدة». وأقر القادة الـ32 في البيان الختامي للقمة «التزام الحلفاء استثمار 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً على متطلبات الدفاع الأساسية، وكذلك الإنفاق المتعلق بالدفاع والأمن بحلول عام 2035 لضمان التزاماتنا الفردية والجماعية». كما أعربوا عن «التزامهم الصارم» النهوض لمساعدة بعضهم حال التعرض لهجوم. وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إن ضغط ترمب لزيادة الإنفاق منذ ولايته الأولى قد أنعش التحالف في معظمه، مضيفاً أن «ضغط الرئيس ترمب قد دفع كل دولة تقريباً إلى التعهد بالوصول إلى نسبة الـ5 في المائة، باستثناء إسبانيا، للأسف». وقال روبيو، من جهة أخرى، إن الرئيس ترمب سيرفض دعوات أوروبا لتشديد العقوبات على روسيا، مشيراً إلى أن واشنطن لا تزال تريد مجالاً للتفاوض على اتفاق سلام في أوكرانيا. وأكد روبيو أن «روسيا تعتقد أنها قادرة على تحقيق أهدافها الإقليمية في ساحة المعركة، وهو تقييم خاطئ».