
ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟
ماذا تفعل لو كنت اليوم الرئيس العماد جوزف عون؟ ماذا تفعل لو كنت رئيساً لدولة تقاوم التقسيم، تصارع الإفلاس، تعاني الاختراقات الإقليمية، وتتعرّض لضغوط دوليّة؟
ماذا تفعل لو كان شعبك ما يزال يعيش تحت قواعد الحرب الأهلية اللبنانية التي امتدّت 17 عاماً؟ ماذا تفعل لو كنت تقود نظاماً سياسياً لا يحترم حتّى الآن الدستور والاتّفاقات الدولية والمعاهدات، بدءاً من اتّفاق الهدنة إلى اتّفاق القاهرة واتّفاق الطائف، ثمّ حوار الاستراتيجية الدفاعية، مروراً بالقرار 1701، وصولاً إلى الاتّفاق الأخير الذي تمّ برعاية أميركية وبموافقة الثنائي الشيعي؟
ماذا تفعل بنظام ادّعى أنّه ودّع وترك قواعد الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرّت 17 سنة، إلّا أنّه ما يزال يحتفظ بالسلوك والأفكار والتصريحات الطائفية نفسها التي أدّت إلى هذه الحرب؟
ماذا تفعل في بلد ضياع الحقوق وعدم الكشف عن القتلة واللصوص والفاسدين والعملاء، من زمن الحرب الأهليّة إلى اغتيال الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وصولاً إلى جريمة الجرائم الخاصّة بشهداء تفجير المرفأ، فالمسؤولين عن ضياع أموال الشعب من البنوك، فالبنك المركزي والحكومات المتعاقبة؟
احتمال الكارثة، لا قدّر الله، يأتي من خلال استمرار طهران في مواجهة وابتزاز واشنطن وتل أبيب عبر ذراعها اللبناني، فتنشب مواجهة دموية لا بديل عنها بين الدولة و'الحزب'، وبين الجيش الوطني والميليشيا
فساد وطائفيّة وميليشيات
ماذا تفعل ولديك أكثر من طائفة، كلٌّ منها تعتقد أنّها وحدها هي لبنان وليست جزءاً من لبنان؟ ماذا تفعل وكلّ قرار وكلّ مشروع يجب أن يخضع للمحاصصة السياسية والطائفية والمناطقية والحزبية، بصرف النظر عن أفضليّة الكفاية والتخصّص والنزاهة الشخصية؟
ماذا تفعل بأكثر من مئة ألف صاروخ وثلاثمئة ألف مدفع رشّاش لجيش خاصّ خارج سلطة الدولة يتلقّى أوامره وتمويله وتدريبه بعيداً عن جيش الدولة ونظامها وعقيدتها القتالية؟
ماذا تفعل وأنت رئيس دولة لم تطبّق اتّفاقات وقرارات محلّية وعربية وإقليمية موقّعاً عليها من أعلى سلطة وتمّ التصويت عليها في البرلمان ومجلس الأمن الدولي ومضمونة من أكبر الدول عالمياً وإقليمياً؟
ماذا تفعل مع طوائف تدين بالطائفيّة، وفاسدين لن يعيدوا الأموال، وميليشيا لن تسلّم سلاحها، وأحزاب تضع مصالحها فوق مصالح الدولة؟
ماذا تفعل مع ساسة ضمائرهم خارج أوطانهم، وأموالهم في بنوك خارجية، ورهانهم السياسي على معادلات إقليمية ودولية وليس على جماهيرهم؟
ماذا تفعل لو لديك ديون دوليّة متعثّرة وفساد إداري داخلي يخترق جهاز الدولة من القاع إلى القمّة؟
ماذا تفعل لو مصالح إيران وسوريا والولايات المتّحدة وفرنسا ودول الخليج والعراق والأردن ومصر كلّها تتصارع داخل الحلبة السياسية لبلادك؟
ماذا تفعل وشعبك يعاني ضياع ما لا يقلّ عن مئة مليار دولار من جنى عمره على مرّ السنوات؟
لاحتمال الأسوأ واحتمال الكارثة، لا قدّر الله، يأتي من خلال استمرار طهران في مواجهة وابتزاز واشنطن وتل أبيب عبر ذراعها اللبناني، فتنشب مواجهة دموية لا بديل عنها بين الدولة و'الحزب'
أسلوب حياة
ماذا تفعل ولديك مليون ونصف مليون نازح من قرى الجنوب والبقاع بحاجة إلى مليارات الدولارات لإعادة إعمار بيوتهم؟
ماذا تفعل والقضاء في بلادك غير قادر على أن يصل إلى الحقائق المجرّدة وتحديد المتّهم الأصليّ والفاعل الحقيقي في مئات الاغتيالات والجرائم؟ ماذا تفعل في عالم يربط بين إنقاذ اقتصادك وسحب سلاح 'الحزب'؟
ماذا تفعل مع واشنطن التي وعدت بأن تكون ضماناً لسلام على الحدود اللبنانية، ثمّ تركت إسرائيل تحتلّ 5 نقاط استراتيجية على الحدود؟ ماذا تفعل مع السيّدة أورتاغوس التي تأتي مبعوثة من واشنطن، ليس من أجل تسوية وتهدئة، بل من أجل الضغط والمواجهة والاشتباك مع الجميع، بدءاً من 'الحزب'، وصولاً إلى الزعيم وليد جنبلاط؟
ماذا تفعل بحدود ملتهبة مع سوريا، ونقاط تهريب البشر والأموال والنفط والسلاح التي تحتاج إلى أنظمة وجهود مراقبة أسطوريّة؟
ماذا تفعل مع نقابات معلّمين وأطبّاء وصيادلة وأصحاب مخابز وغرف سياحيّة ومحطّات بنزين وأدوية وموادّ غذائية لهم مطالب فئوية ملحّة تحتاج إلى دعم حكومي وقرارات تنفيذية وموافقات تشريعية؟
ماذا تفعل مع بيروقراطية حكومية وفساد في الإدارات الحكومية أصبح أسلوب حياة ولا يمكن إنجاز أيّ معاملة إلّا من خلاله؟ ماذا تفعل بعقول طائفية، طبقية، عنصرية، مناطقية، عائلية، قبلية، متحيّزة لا تعرف أنّ قيمة تطبيق القانون تكمن في أنّه ينطبق على الجميع بلا تمييز أو محاباة؟
ماذا عن تصريحات الأمين العامّ لـ'الحزب' الأخيرة التي يقول فيها إنّ 'الحزب' سوف يقاتل من يسعى إلى سحب سلاحه مثلما يحارب إسرائيل؟
ماذا تفعل إذا كانت المشاكل أكبر من الحلول، والرافضون أكثر من المؤيّدين، والذين يدافعون عن مصالح الخارج أكثر من الحريصين على أمن الداخل ومصالحه؟
ماذا تفعل إذا وجدت كلّ هؤلاء يقفون سدّاً منيعاً وعائقاً شرّيراً أمام تعهّدات خطاب التنصيب الذي جاء بعد القسم؟
ماذا تفعل لو كنت اليوم الرئيس العماد جوزف عون؟ ماذا تفعل لو كنت رئيساً لدولة تقاوم التقسيم، تصارع الإفلاس، تعاني الاختراقات الإقليمية، وتتعرّض لضغوط دوليّة؟
تحدّيات هائلة
في علم الاحتمالات، كما قال أستاذ علم المستقبليّات الشهير هرمان كان، ثلاثة احتمالات:
الاحتمال الأوّل هو الاحتمال الأفضل، وهو حلّ المشاكل سلميّاً عبر الحوار المؤدّي إلى التفاوض العاقل الحكيم المنزّه عن المصالح الخارجية، والوصول في النهاية إلى تسوية تفضي إلى نهاية سعيدة.
الاحتمال الثاني هو استمرار الواقع القائم دون أيّ تقدّم حقيقي، فتستمرّ معاناة إصدار قرارات الحلول، وهو ما يؤدّي إلى شلل الحكومة، واستمرار جمود التقدّم، وجمود وصول أيّ مساعدات أو استثمارات.
الاحتمال الثالث، وهو الاحتمال الأسوأ واحتمال الكارثة، لا قدّر الله، يأتي من خلال استمرار طهران في مواجهة وابتزاز واشنطن وتل أبيب عبر ذراعها اللبناني، فتنشب مواجهة دموية لا بديل عنها بين الدولة و'الحزب'، وبين الجيش الوطني والميليشيا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ 2 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
تفاصيل مثيرة حول الطائرة القطرية التي قد تكلف ترامب رئاسته
#سواليف واجه الرئيس الأمريكي، دونالد #ترامب، موجة من التساؤلات المتصاعدة بخصوص مدى ملاءمة قرار قبوله لطائرة فاخرة مقدمة من #قطر بقيمة 400 مليون دولار، وذلك مُباشرة عقب الجولة التي قام بها لعدد من الدول الخليجية. وأعلن الرئيس دونالد ترامب، مساء الأحد، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي أنّ: 'وزارة الدفاع الأمريكية 'البنتاغون' تعتزم قبول #الطائرة_الفاخرة كهدية مجانية'. وفيما يرى بعض الجمهوريين أنّ: 'الهدية لن تكون مجانية فعليا، لأن تجهيز الطائرة لتكون آمنة ومناسبة للطيران الرئاسي سيستغرق وقتا طويلا، لتفي بجميع المعايير الأمنية والفنية اللازمة'، أعرب آخريين عمّا وصفوه بـ'قلقهم من مخاطر محتملة تتعلق بالأمن القومي ونقل أسرار الدولة على متن الطائرة'. وأمس الاثنين، قالت المتحدثة باسم #البيت_الأبيض، كارولين ليفيت، إنّ: 'الطائرة القطرية الفاخرة المثيرة للجدل التي أعلن الرئيس دونالد ترامب اعتزامه قبولها هي: مشروع القوات الجوية، وإنّ ترامب لا علاقة له بها'. وفي السياق ذاته، نفت ليفيت، كافة ما يروج من تقارير تفيد بأن: 'العائلة المالكة القطرية ستهدي إدارة ترامب الطائرة الفاخرة، التي سيتم تعديلها واستخدامها كطائرة رئاسية خلال فترة ولاية ترامب الثانية'. فيما انتقدت وسائل الإعلام لما وصفته بـ'التضليل الإعلامي بخصوص الهدية'. 'لنكن واضحين تماما، حكومة قطر، والعائلة القطرية، عرضت التبرع بهذه الطائرة للقوات الجوية الأمريكية، وسيتم قبول هذا التبرع وفقًا لجميع الالتزامات القانونية والأخلاقية' تابعت المتحدثة باسم البيت الأبيض. وأردفت: 'سيتم تحديثها وفقا لأعلى المعايير من قِبل وزارة الدفاع والقوات الجوية الأمريكية'، مبرزة: 'هذه الطائرة ليست تبرعا شخصيا أو هدية لرئيس الولايات المتحدة، وعلى كل من كتب ذلك الأسبوع الماضي تصحيح أخباره، لأن هذا تبرع لبلدنا وللقوات الجوية الأمريكية'. وكانت الأزمة نفسها قد تصاعدت خلال نهاية الأسبوع الماضي، حين أكّد ترامب استعداده لقبول طائرة فاخرة من قطر، من طراز (Boeing 747-8 Jumbo) كهدية تسلّم لوزارة الدفاع، على أن تنقل لاحقا لمكتبته الرئاسية عقب انتهاء ولايته. آنذاك، قالت السيناتور سوزان كولينز: 'هذه #الهدية من قطر محفوفة بتحديات قانونية وأخلاقية وعملية، بينها خطر التجسس. لا أعلم كيف يمكننا تفتيشها وتجهيزها بالشكل الكافي لمنع ذلك'. وأضافت: 'بحلول الوقت الذي تجهز فيه الطائرة من أجل الاستخدام، قد تكون ولاية الرئيس قد شارفت على نهايتها. ولست مقتنعة أصلا بوجود حاجة لهذه الطائرة من الأساس'. فيما أعرب السناتور ريك سكوت، أيضا، عن مخاوفه بالقول إنه لا يرى وسيلة مضمونة لجعل الطائرة آمنة بما فيه الكفاية لاستخدام الرئيس. إلى ذلك، أبرزت شبكة 'سي إن إن' الأمريكية، أنّ: 'وزارة الدفاع تخطط لقبول طائرة بوينغ 747-8 الفاخرة، وسيتم تحديثها لاستخدام الرئيس مع ميزات أمنية وتعديلات قبل التبرع بها لمكتبة ترامب الرئاسية بعد انتهاء ولايته'. بينما نفى ترامب أنه سيستخدم الطائرة بعد انتهاء ولايته. وكشفت أربعة مصادر للشبكة، أن إدارة ترامب هي من بادرت بالتواصل مع قطر للاستفسار عن شراء طائرة بوينغ 747، تُستخدم كبديل مؤقت لطائرة الرئاسة، وهو ما يناقض رواية ترامب الذي زعم أن قطر عرضت عليه الطائرة كـ'هدية'. ووفقًا للمصادر، بدأت القصة بعد أن أبلغت شركة بوينغ البنتاغون بأنها غير قادرة على تسليم الطائرات الرئاسية الجديدة قبل عامين، ما دفع الإدارة للبحث عن بدائل سريعة، وتكليف مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بالمساعدة في إيجاد طائرة مناسبة. وبناءً على هذا التوجه، قدمت بوينغ قائمة بعملائها الذين يمتلكون طائرات جاهزة، وكانت قطر من بينهم. بدأ البنتاغون المحادثات مع الدوحة، التي أبدت استعدادًا لبيع طائرة من هذا النوع، بدعم من البيت الأبيض وتسهيلات ويتكوف. ورغم أن المناقشات الأولية كانت تتعلق باستئجار الطائرة وليس شرائها، فإن ترامب استمر في وصف الصفقة بأنها 'هدية مجانية' من العائلة المالكة القطرية. وعبر مقابلة بُثت الأسبوع الماضي، أشار ترامب إلى أنّ: 'المسؤولين القطريين تواصلوا معه بشكل مباشر بخصوص إمكانية إهدائه طائرة فاخرة بديلة لطائرة الرئاسة الأمريكية'. مردفا أنّ أحد المسؤولين القطريين قال: 'إذا كان بإمكاني مساعدتك، فدعني أفعل ذلك'. وبحسب الرئيس الأمريكي لقناة 'فوكس نيوز': 'قال: لقد كان بلدكم كريما معنا، أود أن أفعل شيئًا للمساعدة في هذا الوضع الذي تواجهونه مع طائرة الرئاسة. قلت: هذا جيد. ماذا تقترح؟ واقترح هذا، فقلت: أتعلمون؟ هذا جيد جدًا. هذا جيد جدًا. أُقدّر ذلك''. من جهته، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، إنّ: 'الحكومة القطرية، عرضت، طائرة، بملايين الدولارات للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لاستخدامها كطائرة رئاسية'. ووصف جاسم آل ثاني، العرض بكونه: 'صفقة بين حكومتين، وليس هدية شخصية لترامب'، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه 'لا يزال قيد المراجعة، من الطرفين'. وعبر مقابلة له، مع بيكي أندرسون من شبكة 'سي إن إن' الأمريكية، أبرز رئيس الوزراء القطري، الأربعاء الماضي: 'هذه صفقة بسيطة للغاية بين حكومتين، في حين أن وزارة الدفاع القطرية والبنتاغون لا تزالان تتبادلان إمكانية نقل إحدى طائراتنا من طراز 747-8 لاستخدامها كطائرة رئاسية'. وتابع: 'لا تزال قيد المراجعة القانونية، لذا لا يوجد شيء، ولا أعرف سبب تحولها إلى خبر كبير كهذا، وهو أمر، كما تعلمون، يُنظر إليه بطريقة غريبة للغاية'، مضيفا: 'إنها صفقة بين حكومتين، لا علاقة لها بالموظفين، سواء كانوا من الجانب الأمريكي أو الجانب القطري، إنها بين وزارتي الدفاع'. وبيّن: 'لا شيء يغير قرارنا، في نهاية المطاف، إذا كان هناك شيء تحتاجه الولايات المتحدة وكان قانونيًا تمامًا، ويمكننا، فنحن قادرون على مساعدة ودعم الولايات المتحدة، فلن نتردد، حتى لو كان هناك شيء قادم من قطر للولايات المتحدة، فهو نابع من الحب، وليس من أي تبادل'. وأكد بأنه: 'بالطبع، سيتم سحب العرض إذا اعتُبرت الصفقة غير قانونية'، مبرزا: 'لن نفعل أي شيء غير قانوني، لو كان هناك شيء غير قانوني، لكانت هناك طرق عديدة لإخفاء هذا النوع من المعاملات، ولن تكون ظاهرة للعامة، هذا تبادل واضح للغاية بين حكومتين، ولا أرى أي جدل في ذلك.'. وأبرز: 'قطر دائمًا ما تكثف جهودها لمساعدة ودعم الولايات المتحدة، سواء كان ذلك في الحرب على الإرهاب، أو في إجلاء أفغانستان، أو في إطلاق سراح الأسرى من مختلف دول العالم'، مردفا: 'لأننا نؤمن بأن هذه الصداقة يجب أن تعود بالنفع على كلا البلدين'. تجدر الإشارة إلى أنّ ترامب كان قد عبّر مرارا عن استيائه من التأخيرات والتكاليف الزائدة في مشروع استبدال الطائرة الرئاسية Air Force One القائم، وهو الذي تنفذه شركة 'بوينغ' عبر عقد حكومي لبناء طائرتين جديدتين للرئاسة الأمريكية. غير أنّ المشروع لا يزال يواجه عقبات تعرقل إنجازه.


الوكيل
منذ 3 ساعات
- الوكيل
مناشدة دولية من 116 منظمة إغاثة للتدخل الطارئ في اليمن
12:51 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- دعت منظمات إغاثة دولية ومحلية عاملة في اليمن المجتمع الدولي الثلاثاء إلى اتخاذ موقف عاجل ومشترك للحيلولة دون تدهور الأوضاع الإنسانية المتردية في بلد يعاني من تبعات حرب أهلية مستمرة منذ عشر سنوات. اضافة اعلان وجاء في بيان موقع من 116 منظمة، من بينها وكالات تابعة للأمم المتحدة، أنه "بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على بداية عام 2025، لم يتجاوز تمويل خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في اليمن 10 بالمئة، مما يحول دون وصول المساعدات الأساسية إلى ملايين الأشخاص في أنحاء البلاد". وأضافت المنظمات في بيانها "نناشد الجهات المانحة، بإلحاح، زيادة التمويل المرن، وفي الوقت المناسب، والقابل للتنبؤ لخطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لها، فبدون اتخاذ إجراءات فورية، قد تضيع المكاسب الحيوية التي تحققت عبر سنوات من المساعدة المخلصة". يأتي البيان عشية الاجتماع السابع لكبار مسؤولي الإغاثة الإنسانية بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأربعاء لبحث الوضع الإنساني في اليمن وتنسيق جهود الاستجابة. وأشار البيان إلى أن عام 2025 قد يكون الأصعب حتى الآن بالنسبة لليمنيين، في ظل استمرار الصراع، والانهيار الاقتصادي، والصدمات المناخية، مقابل تقلص كبير في المساعدات الإنسانية. ووجهت الأمم المتحدة نداء الأسبوع الماضي لتوفير تمويل عاجل 1.42 مليار دولار للحفاظ على الخدمات الضرورية للملايين في اليمن المصنف أحد أفقر البلدان العربية. وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت في كانون الثاني نداء لجمع 2.48 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية لنحو 10.5 مليون نسمة في اليمن خلال 2025 لكن رغم مرور أكثر من أربعة أشهر فإن الفجوة التمويلية ما تزال هائلة وتقدّر بمبلغ 2.27 مليار دولار، أي ما يعادل 91.6 بالمئة من إجمالي التمويل المطلوب. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن نحو 25.5 مليون نسمة في اليمن من إجمالي السكان البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة باتوا يعيشون تحت خط الفقر، وبحاجة ماسّة إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى.


الوكيل
منذ 3 ساعات
- الوكيل
ترامب يعلن عن "القبة الذهبية" بتكلفة 175 مليار دولار .....
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، عن تفاصيل مشروع الدفاع الصاروخي «القبّة الذهبية»، مبينًا أنه سيكتمل بنهاية ولايته.وقال ترامب للصحفيين في تصريحات من المكتب البيضاوي: «من المفترض أن يكون جاهزًا للعمل بنهاية ولايتي، لذا سننتهي منه خلال ثلاث سنوات، بمجرد اكتمال بنائه».وأوضح ترامب أن «القبّة الذهبية» تهدف لحماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكدًا أنها ستُوضع في الخدمة بنهاية ولايته الثانية.وأضاف الرئيس الأمريكي: «خلال الحملة الانتخابية وعدتُ الشعب الأمريكي بأني سأبني درعًا صاروخية متطورة جدًا»، مضيفًا: «يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميًا هيكلية هذه المنظومة المتطورة».وأوضح أن التكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى «حوالي 175 مليار دولار» عند إنجازه، وأن القبّة «ستكون مصنّعة في أمريكا بالكامل».وذكر الرئيس الأمريكي أن الهدف من بناء الدرع الصاروخية هو «مواجهة أي ضربات بعيدة المدى»، و«حماية سمائنا من الصواريخ البالستية».وشدّد على أن «القبّة الذهبية ستحبط أي هجوم صاروخي ولو كان من الفضاء».واعتبر ترامب أن «القبّة الذهبية استثمار تاريخي في أمن أمريكا والأمريكيين».وكشف ترامب أن نائب رئيس سلاح الفضاء الجنرال مايكل جويتلاين سيقود المشروع.ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن «القبّة الذهبية ستغيّر قواعد اللعبة لصالح أمريكا».وفي نهاية يناير، وقّع ترامب مرسومًا لبناء «قبّة حديدية أمريكية»، تكون وفق «البيت الأبيض» درعًا دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة.وكانت روسيا والصين وجّهتا انتقادات لذلك الإعلان، الذي رأت فيه موسكو مشروعًا «أشبه بحرب النجوم»، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الإستراتيجي الأمريكي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة.وتسمية «القبّة الحديدية» تم إطلاقها على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي تعمل ضد هجمات صاروخية أو بمسيّرات.وهذه المنظومة اعترضت آلاف الصواريخ منذ دخولها الخدمة في 2011، ويبلغ معدّل اعتراضها لأهدافها نحو 90%، وفق شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية التي شاركت في تصميمها.وفي بادئ الأمر، طوّرت إسرائيل بمفردها «القبّة الحديدية» بعد حرب 2006 مع «حزب الله» اللبناني، لتنضم إليها لاحقًا الولايات المتحدة التي قدّمت خبرتها في المجال الدفاعي ودعمًا ماليًا بمليارات الدولارات.وكان ترامب قد أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء يؤكدون أن هذه الأنظمة مُصمّمة في الأصل للتصدي لهجمات تُشنّ من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.