
إندونيسيا.. ما سر انتقال هذه الأمريكية إلى "جزيرة الآلهة"؟
أصبحت فيكتوريا، البالغة من العمر 71 عامًا، بين الوجوه المألوفة على شواطئ "سانور" الهادئة، الممتدة على الساحل الجنوبي الشرقي للجزيرة الاستوائية التي تُعرف باسم "جزيرة الآلهة".
لكن حياة فيكتوريا لا تقتصر على الرمال الذهبية والمياه الفيروزية فحسب، إذ تميل أيضًا لاستكشاف المعالم الثقافية والروحية الموجودة في البلاد، مثل معبد "بيساكيه"، الذي يُعرف بـ"المعبد الأم في بالي" الذي يقع على سفوح جبل "أغونغ"، أعلى براكين الجزيرة.ولا تفوّت بدورها فرصة الاسترخاء في أحد المنتجعات الصحيّة المحليّة.
تختلف حياة فيكتوريا اليوم كُليًّا عن حياتها السابقة في الولايات المتحدة، حيث شغلت مناصب حكومية مرموقة، أبرزها نائب أمين خزانة ولاية داكوتا الشمالية في العام 1979.وتقول لموقعCNN : "أفضل ما في بالي الطقس.. إنه مستقر طوال العام.. لم أضطر إلى ارتداء سترة أو معطف طوال السنوات الثلاث الماضية".
الأول في جنوب شرق آسيا.. إطلاق قطار فائق السرعة في إندونيسياتركت فيكتوريا حياة مريحة في الولايات المتحدة بسبب شعورها بعدم الرضا تجاه ثقافة تركزت على الذات والمال.وفي العام 2012، باعت منزلها وبدأت رحلة روحيّة إلى الهند استمرت 6 أشهر، حيث زارت معابد ومراكز تأمل، الأمر الذي غيّر نظرتها للحياة وجعلها أكثر صبرًا وتفكيرًا.
بعد ذلك، قضت فيكتوريا سنوات عدّة تتنقّل بين دول آسيوية، مثل الهند وتايلاند ونيبال، إلى أن استقرّت أخيرًا في بالي التي قرّرت زيارتها بعد توصيات متكرّرة من مسافرين آخرين.
في شهر مايو/ أيّار 2022، انتقلت فيكتوريا إلى بالي لتبدأ حياة جديدة، وشعرت فورًا بالراحة والانسجام مع البيئة هناك.وأوضحت أنّ السكان المحليين ودودون جدًا، ولم تواجه صعوبة كبيرة في تكوين صداقات جديدة، رغم أنها لا تتحدث اللغة البالية أو الإندونيسية.لكنها ارتكبت العديد من الأخطاء خلال أشهرها الأولى في بالي، خصوصًا عندما حاولت العثور على مكان للسكن.وروت لـCNN إنّ "الجميع هنا يتصرّفون كأنهم وكلاء عقارات، لكنهم في الواقع ليسوا كذلك.. الأمر أشبه بسلسلة من العلاقات المتداخلة، كل شخص لديه صديق، وهذا الصديق لديه صديق."بعد التنقل بين أماكن عدة، استقرّت أخيرًا في بلدة "سانور" الهادئة، حيث تعيش في منزل صغير عصري يتميز بطابع بالي التقليدي.ورغم محاولاتها المُستمرة لتعلّم اللغة البالية، تقول فيكتوريا إن معظم أصدقائها في إندونيسيا يُفضّلون التحدث معها بلغتها الأم.
إلا أنها علّقت كالتالي: "أرى أن ّتعلُّم لغة البلد أمر ضروري عند العيش في دولة أجنبية، ليس فقط للفهم والاستفادة، بل أيضًا كنوع من الاحترام.. أنا مهتمة بتعلُّم اللغة لأتمكّن من قراءة اللافتات والإشارات في الشوارع، أكثر من التحدث بها."رغم لقائها بالعديد من الأجانب الذين انتقلوا للعيش في بالي، تقول فيكتوريا إنها تشعر بارتباط أعمق مع السكان المحليين.كما لاحظت أنّ الحياة اليومية في بالي تدور بشكل كبير حول الطقوس والمراسم التي تُعطى الأولوية على العمل، مثل مراسم الولادة وطقوس الحرق الجنائزي.
وحضرت بنفسها إحدى هذه المناسبات، حيث شعرت أنّها ضيفة شرف وسط أجواء الاحتفال التقليدية.داخل أنحف فندق في العالم بإندونيسيا..عرضه أقل من 3 أمتارورغم وتيرة الحياة البطيئة هناك، خصوصًا لجهة الأنشطة اليومية مثل التسوّق، ترى فيكتوريا أن هذا جزء من نمط الحياة المحلي الذي تقبّلته.كما أن انخفاض تكلفة المعيشة مكّنها من التخفيف من الأعباء المنزلية، فهي نادرًا ما تطهو أو تغسل ملابسها بنفسها، وتستفيد كثيرًا من خدمات التوصيل والتنظيف التي تتوفر بأسعار زهيدة.وتتنقل فيكتوريا بواسطة دراجة نارية صغيرة تعلّمت قيادتها في سن الـ65، وتُفضّلها على السيارة بسبب الازدحام المروري.رغم أنها تعاني من مرض مزمن يسبب لها الألم والتعب، تقول فيكتوريا إنها بصحة جيدة نسبيًا، حيث تحرص على متابعة نشاطاتها مثل المشي واليوغا.
وحظيت بدورها بتجربة إيجابية مع النظام الصحّي في بالي، الذي يتألف من مُقدّمي الرعاية الصحيّة من القطاعين العام والخاص. لكنّها تؤكد أنّ مستوى الرعاية الطبية في بالي يختلف عن المعايير الغربية أو تلك الموجودة في دول أخرى متقدمة.
بعد ثلاث سنوات من العيش في بالي، لا تفكر فيكتوريا بالعودة إلى الولايات المتحدة، وتخطّط لتحويل تأشيرة التقاعد الخاصة بها إلى إقامة دائمة صالحة لمدة خمس سنوات.ورغم افتقادها لبعض مزايا الحياة، مثل سهولة التسوق وحضور الفعاليات الثقافية، إلّا أنها سعيدة بحياتها الجديدة، حيث تركز على العيش بوعي وخدمة الآخرين قدر المستطاع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 2 أيام
- CNN عربية
إندونيسيا.. ما سر انتقال هذه الأمريكية إلى "جزيرة الآلهة"؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بين الطرق الضيّقة والمزدحمة في جزيرة "بالي" الإندونيسية، تقود فيكتوريا كيوس دراجتها النارية الصغيرة "السكوتر" نحو وجهتها المُفضّلة: الشاطئ. أصبحت فيكتوريا، البالغة من العمر 71 عامًا، بين الوجوه المألوفة على شواطئ "سانور" الهادئة، الممتدة على الساحل الجنوبي الشرقي للجزيرة الاستوائية التي تُعرف باسم "جزيرة الآلهة". لكن حياة فيكتوريا لا تقتصر على الرمال الذهبية والمياه الفيروزية فحسب، إذ تميل أيضًا لاستكشاف المعالم الثقافية والروحية الموجودة في البلاد، مثل معبد "بيساكيه"، الذي يُعرف بـ"المعبد الأم في بالي" الذي يقع على سفوح جبل "أغونغ"، أعلى براكين الجزيرة.ولا تفوّت بدورها فرصة الاسترخاء في أحد المنتجعات الصحيّة المحليّة. تختلف حياة فيكتوريا اليوم كُليًّا عن حياتها السابقة في الولايات المتحدة، حيث شغلت مناصب حكومية مرموقة، أبرزها نائب أمين خزانة ولاية داكوتا الشمالية في العام 1979.وتقول لموقعCNN : "أفضل ما في بالي الطقس.. إنه مستقر طوال العام.. لم أضطر إلى ارتداء سترة أو معطف طوال السنوات الثلاث الماضية". الأول في جنوب شرق آسيا.. إطلاق قطار فائق السرعة في إندونيسياتركت فيكتوريا حياة مريحة في الولايات المتحدة بسبب شعورها بعدم الرضا تجاه ثقافة تركزت على الذات والمال.وفي العام 2012، باعت منزلها وبدأت رحلة روحيّة إلى الهند استمرت 6 أشهر، حيث زارت معابد ومراكز تأمل، الأمر الذي غيّر نظرتها للحياة وجعلها أكثر صبرًا وتفكيرًا. بعد ذلك، قضت فيكتوريا سنوات عدّة تتنقّل بين دول آسيوية، مثل الهند وتايلاند ونيبال، إلى أن استقرّت أخيرًا في بالي التي قرّرت زيارتها بعد توصيات متكرّرة من مسافرين آخرين. في شهر مايو/ أيّار 2022، انتقلت فيكتوريا إلى بالي لتبدأ حياة جديدة، وشعرت فورًا بالراحة والانسجام مع البيئة هناك.وأوضحت أنّ السكان المحليين ودودون جدًا، ولم تواجه صعوبة كبيرة في تكوين صداقات جديدة، رغم أنها لا تتحدث اللغة البالية أو الإندونيسية.لكنها ارتكبت العديد من الأخطاء خلال أشهرها الأولى في بالي، خصوصًا عندما حاولت العثور على مكان للسكن.وروت لـCNN إنّ "الجميع هنا يتصرّفون كأنهم وكلاء عقارات، لكنهم في الواقع ليسوا كذلك.. الأمر أشبه بسلسلة من العلاقات المتداخلة، كل شخص لديه صديق، وهذا الصديق لديه صديق."بعد التنقل بين أماكن عدة، استقرّت أخيرًا في بلدة "سانور" الهادئة، حيث تعيش في منزل صغير عصري يتميز بطابع بالي التقليدي.ورغم محاولاتها المُستمرة لتعلّم اللغة البالية، تقول فيكتوريا إن معظم أصدقائها في إندونيسيا يُفضّلون التحدث معها بلغتها الأم. إلا أنها علّقت كالتالي: "أرى أن ّتعلُّم لغة البلد أمر ضروري عند العيش في دولة أجنبية، ليس فقط للفهم والاستفادة، بل أيضًا كنوع من الاحترام.. أنا مهتمة بتعلُّم اللغة لأتمكّن من قراءة اللافتات والإشارات في الشوارع، أكثر من التحدث بها."رغم لقائها بالعديد من الأجانب الذين انتقلوا للعيش في بالي، تقول فيكتوريا إنها تشعر بارتباط أعمق مع السكان المحليين.كما لاحظت أنّ الحياة اليومية في بالي تدور بشكل كبير حول الطقوس والمراسم التي تُعطى الأولوية على العمل، مثل مراسم الولادة وطقوس الحرق الجنائزي. وحضرت بنفسها إحدى هذه المناسبات، حيث شعرت أنّها ضيفة شرف وسط أجواء الاحتفال التقليدية.داخل أنحف فندق في العالم بإندونيسيا..عرضه أقل من 3 أمتارورغم وتيرة الحياة البطيئة هناك، خصوصًا لجهة الأنشطة اليومية مثل التسوّق، ترى فيكتوريا أن هذا جزء من نمط الحياة المحلي الذي تقبّلته.كما أن انخفاض تكلفة المعيشة مكّنها من التخفيف من الأعباء المنزلية، فهي نادرًا ما تطهو أو تغسل ملابسها بنفسها، وتستفيد كثيرًا من خدمات التوصيل والتنظيف التي تتوفر بأسعار زهيدة.وتتنقل فيكتوريا بواسطة دراجة نارية صغيرة تعلّمت قيادتها في سن الـ65، وتُفضّلها على السيارة بسبب الازدحام المروري.رغم أنها تعاني من مرض مزمن يسبب لها الألم والتعب، تقول فيكتوريا إنها بصحة جيدة نسبيًا، حيث تحرص على متابعة نشاطاتها مثل المشي واليوغا. وحظيت بدورها بتجربة إيجابية مع النظام الصحّي في بالي، الذي يتألف من مُقدّمي الرعاية الصحيّة من القطاعين العام والخاص. لكنّها تؤكد أنّ مستوى الرعاية الطبية في بالي يختلف عن المعايير الغربية أو تلك الموجودة في دول أخرى متقدمة. بعد ثلاث سنوات من العيش في بالي، لا تفكر فيكتوريا بالعودة إلى الولايات المتحدة، وتخطّط لتحويل تأشيرة التقاعد الخاصة بها إلى إقامة دائمة صالحة لمدة خمس سنوات.ورغم افتقادها لبعض مزايا الحياة، مثل سهولة التسوق وحضور الفعاليات الثقافية، إلّا أنها سعيدة بحياتها الجديدة، حيث تركز على العيش بوعي وخدمة الآخرين قدر المستطاع.


CNN عربية
منذ 4 أيام
- CNN عربية
محمد صلاح يعلّق على زيارته لمعبد "إيكوين" في اليابان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- استعد محمد صلاح ورفاقه في نادي ليفربول الإنجليزي للموسم الجديد 2026/2025 من خلال خوض بعض المباريات الودّية في هونغ كونغ واليابان. وواجه زملاء صلاح كلاً من ميلان الإيطالي ويوكوهاما إف مارينوس ضمن جولتهم الآسيوية، وكانوا قد خسروا في المباراة الأولى بنتيجة 2/4 وفازوا في الثانية بنتيجة 1/3. على هامش التحضيرات في اليابان، زار النجم المصري ورفاقه معبد "إيكوين" في طوكيو، لإرشادهم من قِبل راهب في جلسة تأمل مصممة خصيصاً لهم. محمد صلاح يزور برفقة لاعبي ليفربول معبد "إيكوين" في اليابان.. ما السبب؟ وقال محمد صلاح، البالغ من العمر 33 عاماً، عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، الأحد: "مرحلة ما قبل الموسم رائعة، شكراً جزيلاً للجميع في هونغ كونغ واليابان، كانت زيارة معبد إيكوين مُلهمة".


CNN عربية
منذ 7 أيام
- CNN عربية
مصري يروي تجربته مع قبيلة تحتفظ بجثث موتاها لسنوات قبل دفنها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تخيّلت يومًا كيف ستكون تجربة العيش مع جثة شخصٍ ميت في منزل واحد لسنوات؟ قد تبدو الفكرة مرعبة. وفي تجربة تقشعر لها الأبدان، قام صانع محتوى السفر المصري، شريف نبيل، بزيارة قبيلة تعيش في مرتفعات توراجا، بجزيرة سولاويزي في إندونيسيا، حيث تحتفي طقوسهم برؤية فريدة للموت. قد لا يوجد مكان آخر على وجه الأرض يمكن فيه جمع كلمتي "الموت" و"الفخامة" في جملة واحدة كما هي الحال في توراجا، وفق ما ورد على موقع توراجا الرسمي للسياحة "Visit Toraja". وعلى هذه الأرض الساحرة بطبيعتها وروحها، لم يكن الموت يومًا مدعاة للحزن، بل يُعد الهدف الأسمى للحياة، ومناسبة يتوق كلٌّ من الراحل وأفراد عائلته للاحتفال بها. من تهليل يصدح عبر التلال، ووليمة كبرى للضيوف، إلى رقصات تقليدية تُعيد تعريف ما يعتبره البشر عادةً أمرًا مروعًا، وذلك من خلال تحوّله إلى حدث مفعم بالجمال، وفق ما ذكره موقع "Visit Toraja". ويشرح نبيل لموقع CNN بالعربية أنّ جثث الأموات بهذه القبيلة قد تمكث سنوات عديدة في البيوت قبل دفنها وسط مراسم خاصة باذخة تشمل ذبح الخنازير، وتقديم الجواميس كأضاحي. ويسعى نبيل إلى خوض مغامرات فريدة من نوعها خلال رحلاته حول العالم. ويقول نبيل: "نحن ﻻ نقابل كل يوم أﻧﺎس ﯾﺤﺘﻔﻈﻮن ﺑﻤﻮتاهم داﺧﻞ ﺑﯿﻮﺗﮭﻢ وﯾﻌﺎﻣﻠﻮﻧﮭﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﺣﯿﺎء". وأراد نبيل أن يشارك هذه التجربة مع العالم بالقول إنّها "ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻨﺮى أن هناك منظورًا ﻟﻠﻤﻮت ﻣﺨﺘﻠﻔًا ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻤﺎ هو متعارف عليه حولنا". وتتمثل هذه التجربة التي يصفها نبيل بالاستثنائية، في أنّ أهل الشخص الميت يحتفظون بجثته لسنوات، وخلال تلك السنوات يستعدون لإقامة حفل جنائزي فريد من نوعه يستمر على مدار أيام، بحسب ما ذكره صانع المحتوى المصري. ويُضيف: "خلال تلك الجنازة، تقدّم العشرات ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻣﯿﺲ ﻛﺄﺿﺤﯿﺔ"، مشيرًا إلى أنّه ﻛﻠّﻤﺎ زادت ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﯿﺖ وﻣﺴﺘﻮاه اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ زاد ﻋﺪد اﻟﻘﺮاﺑﯿﻦ". وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻮزّع لحوم تلك الأضاحي على أهل القبيلة، إلى جانب لحوم اﻟﺨﻨﺎزﯾﺮ التي تقدّم ﻟﻸﻛﻞ، واﻠﻤﮭﺎداة، وﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ جزءًا من الأضاحي، وفق نبيل. وﺣﯿﻦ ﯾرى أهل المتوفى أنه "قد حان موعد دفنه"، يتم تشييع الجثة بأجواء احتفالية تشمل الغناء والرقص، كما يشارك بهذا الحفل جميع أهل القبيلة، وفق ما روى نبيل لـCNN بالعربية. لكن يبقى السؤال، كيف يتم الاحتفاظ بهذه الجثث داخل البيوت كل تلك السنوات من دون أن تتعفّن؟ يظهر في مقطع الفيديو الذي شاركه نبيل أحد أفراد القبيلة وهو يشرح أنّ الميت يخضع لعملية أشبه بالتحنيط عند قدماء المصريين، حيث تستخدم مادة "الفورمالين" لحماية الجثث من التعفّن. أﻣﺎ بالنسبة إلى اﻟﻤﺪافن، فيشير نبيل إلى أنه لم ير مثيلا لها ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ويوضح نبيل أن جثث الأطفال الرضع تدفن داﺧﻞ جذوع الأشجار، وكأن اﻟﺸﺠﺮة تصبح بمثابة أم ثانية لتمنحهم حياة أخرى. ومن العادات الغريبة كذلك التي شاهدها نبيل خلال زيارته لتلك القبيلة، أنه من الممكن إﺧﺮاج الميت بعد دفنه بفترة ﻣﻦ قبره واﻟﺠﻠﻮس معه، وحتى تقديم الطعام له. ورﻏﻢ أنه حرص على دراسة عادات وتقاليد اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ﺟﯿﺪا ﻗﺒﻞ زيارتها بهدف الحد من تأثير الصدمة، إلا أن مشاهدة هذا التقليد على أرض الواقع كان له أثر مختلف في نفس نبيل. ويؤكد أنّ "رؤﯾﺔ اﻟﺠﺜﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻮر ﺷﻲء واﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﮭﺎ واﻟﻮﻗﻮف إلى ﺠﺎﻧﺒﮭﺎ ﺷﻲء آﺧﺮ". وكما هو متوقع، لم تخل هذه التجربة الفريدة من التحديات، ﺑﺪاﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ودراﺳﺔ عاداتها وﺗﻘﺎﻟﯿﺪها بحرص شديد لاجتناب وقوع أي سوء فهم. إلا أن ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﺟﺜﺚ اﻟﻤﻮﺗﻰ عمرها سنين، والوقوف أﻣﺎﻣﮭﺎ ﺑﺜﺒﺎت اﻧﻔﻌﺎﻟﻲ كان اﻟﺘﺤﺪي اﻷﻛﺒﺮ بالنسبة إلى نبيل. ولم يتوقع نبيل ردود الأفعال الإيجابية من قبل متابيعه على منصات التواصل الاجتماعي نظرا لحساسية الموضوع، إذ تفاجأ بأن هناك من أعجب بفكرة الإطلاع على ثقافة جديدة.